إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن0%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري
تصنيف: الصفحات: 298
المشاهدات: 106643
تحميل: 6487


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 106643 / تحميل: 6487
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قوله تعالى (لفيفا) حال بمعنى جميعا، وقيل هو مصدر كالنذير والنكير: أى مجتمعين.

قوله تعالى (وبالحق أنزلناه) أى وبسبب إقامة الحق، فتكون الباء متعلقة بأنزلنا، ويجوز أن يكون حالا: أى أنزلناه ومعه الحق أو فيه الحق، ويجوز أن يكون حالا من الفاعل، أى أنزلناه ومعنا الحق (وبالحق نزل) فيه الوجهان الاولان دون الثالث، لانه ليس فيه ضمير لغير القرآن.

قوله تعالى (وقرآنا) أى وآتيناك قرآنا، دل على ذلك " ولقد آتينا موسى الكتاب " أو أرسلناك، فعلى هذا (فرقناه) في موضع نصب على الوصف، ويجوز أن يكون التقدير: وفرقنا قرآنا، وفرقناه تفسير لاموضع له، وفرقناه، أى في أزمنة، وبالتخفيف أى شرحناه (على مكث) في موضع الحال: أى متمكثا، والمكث بالضم والفتح لغتان وقد قرئ بهما، وفيه لغة أخرى كسر الميم.

قوله تعالى (للاذقان) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هى حال تقديره: ساجدين للاذقان.

والثانى هى متعلقة بيخرون، واللام على بابها: أى مذلون للاذقان.

والثالث هى بمعنى على، فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من (يبكون) ويبكون حال وفاعل (يزيدهم) القرآن أو المتلو أو البكاء أو السجود.

قوله تعالى (أياما) أيا منصوب ب‍ (تدعوا) وتدعوا مجزوم بأيا، وهى شرط، فأما " ما " فزائدة للتوكيد، وقيل هى شرطية كررت لما اختلف اللفظان.

قوله تعالى (من الذل) أى من أجل الذل.

سورة الكهف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (قيما) فيه وجهان: أحدهما هو حال من الكتاب، وهو مؤخر عن موضعه: أى أنزل الكتاب قيما قالوا وفيه ضعف لانه يلزم منه التفريق بعض الصلة وبعض، لان قوله تعالى (ولم) معطوف على أنزل، وقيل قيما حال، ولم يجعل حال أخرى.

والوجه الثانى أن قيما منصوب بفعل محذوف تقديره: جعله قيما، فهو حال أيضا، وقيل هو حال أيضا من الهاء في ولم يجعل له، والحال مؤكدة، وقيل منتقلة.

قوله تعالى (لينذر) أى لينذر العباد، أو لينذركم (من لدنه) يقرأ بفتح اللام وضم الدال

١٠١

وسكون النون وهى لغة، ويقرأ بفتح اللام وضم الدال وكسر النون، ومنهم من يختلس ضمة الدال، ومنهم من يختلس كسرة النون.

قوله تعالى (ماكثين) حال من المجرور في لهم، والعامل فيها الاستقرار، وقيل هو صفة لاجر، والعائد الهاء في فيه.

قوله تعالى (كبرت) الجمهور على ضم الباء وقد أسكنت تخفيفا، و (كلمة) تمييز، والفاعل مضمر: أى كبرت مقالتهم، وفي (تخرج) وجهان: أحدهما هو في موضع نصب صفة لكلمة. والثانى في موضع رفع تقديره: كلمة كلمة تخرج، لان كبر بمعنى بئس.

فالمحذوف هو المخصوص بالذم، و (كذبا) مفعول يقولون أو صفة لمصدر محذوف: أى قولا كذبا، و (أسفا) مصدر في موضع الحال من الضمير في باخع، وقيل هو مفعول له، والجمهور على أن لم بالكسر على الشرط، ويقرأ بالفتح أى لان لا يؤمنوا.

قوله تعالى (زينة) مفعول ثان على أن جعل بمعنى صير، أو مفعول له أو حال على أن جعل بمعنى خلق.

قوله تعالى (أم حسبت) تقديره: بل أحسبت (والرقيم) بمعنى المرقوم على قول من جعله كتابا، و (عجبا) خبر كان. و (من آياتنا) حال منه، ويجوز أن يكون خبرين، ويجوز أن يكون عجبا حالا من الضمير في الجار.

قوله تعالى (إذ) ظرف لعجبا، ويجوز أن يكون التقدير: اذكر إذ.

قوله تعالى (سنين) ظرف لضربنا، وهو بمعنى أنمناهم، و (عددا) صفة لسنين: أى معدودة أو ذوات عدد، وقيل مصدر أى تعد عددا.

قوله تعالى (أى الحزبين) مبتدأ و (أحصى) الخبر، وموضع الجملة نصب بنعلم، وفي أحصى وجهان: أحدهما هو فعل ماض، و (أمدا) مفعوله ولما لبثوا نعت له قدم عليه فصار حالا أو مفعولا له، أى لاجل لبثهم، وقيل اللام زائدة، ومابمعنى الذى، وأمدا مفعول لبثوا، وهو خطأ، وإنما الوجه أن يكون تمييزا، والتقدير: لما لبثوه والوجه الثانى هو اسم، وأمدا منصوب بفعل دل عليه الاسم، وجاء أحصى على حذف الزيادة، كما جاء هو أعطى للمال وأولى بالخير.

قوله تعالى (شططا) مفعول به أو يكون التقدير: قولا شططا.

قوله تعالى (هؤلاء) مبتدأ، و (قومنا) عطف بيان، و (اتخذوا) الخبر.

١٠٢

قوله تعالى (وإذ اعتزلتموهم) " إذ " ظرف لفعل محذوف: أى وقال بعضهم لبعض (ومايعبدون) في " ما " ثلاثة أوجه: أحدها هى اسم بمعنى الذى و (إلا الله) مستثنى من " ما " أو من العائد المحذوف.

والثانى هى مصدرية، والتقدير: اعتزلتموهم وعبادتهم إلا عبادة الله.

والثالث أنها حرف نفى، فيخرج في الاستثناء وجهان: أحدهما هو منقطع. والثانى هو متصل، والتقدير: وإذ اعتزلتموهم إلا عبادة الله، أو وما يعبدون إلا الله، فقد كانوا يعبدون الله مع الاصنام، أو كان منهم من يعبد الله (مرفقا) يقرأ بكسر الميم وفتح الفاء، لانه يرتفق به فهو كالمنقول المستعمل مثل المبرد والمنخل، ويقرأ بالعكس وهو مصدر: أى ارتفاقا، وفيه لغة ثالثة وهى فتحهما، وهو مصدر أيضا مثل المضرب والمنزع.

قوله تعالى (تزاور) يقرأ بتشديد الزاى، وأصله تتزاور فقلبت الثانية زايا وأدغمت، ويقرأ بالتخفيف على حذف الثانية، ويقرأ بتشديد الراء مثل تحمر، ويقرأ بألف بعد الواو مثل: تحمار ويقرأ بهمزة مكسورة بين الواو والراء مثل تطمئن و (ذات اليمين) ظرف لتزاور.

قوله تعالى (ونقلبهم) المشهور أنه فعل منسوب إلى الله عزوجل، ويقرأ بتاء وضم اللام وفتح الباء وهو منصوب بفعل دل عليه الكلام: أى ونرى تقلبهم، و (باسط) خبر المبتدأ، و (ذراعيه) منصوب به، وإنما عمل اسم الفاعل هنا وإن كان للماضى لانه حال محكية (لو اطلعت) بكسر الواو على الاصل، وبالضم ليكون من جنس الواو (فرارا) مصدر لان وليت بمعنى فررت، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وأن يكون مفعولا له (ملئت) بالتخفيف، ويقرأ بالتشديد على التكثير، و (رعبا) مفعول ثان، وقيل تمييز.

قوله تعالى (وكذلك) في موضع نصب: أى وبعثناهم كما قصصنا عليك، و (كم) ظرف و (بورقكم) في موضع الحال، والاصل فتح الواو وكسر الراء، وقد قرئ به. وبإظهار القاف على الاصل وبإدغامها لقرب مخرجها من الكاف واختير الادغام لكثرة الحركات والكسرة، ويقرأ بإسكان الراء على التخفيف وبإسكانها وكسر الواو على نقل الكسرة إليها، كما يقال فخذ وفخذ وفخذ (أيها أزكى) الجملة في موضع نصب، والفعل معلق عن العمل في اللفظ، و (طعاما) تمييز.

قوله تعالى (إذ يتنازعون) إذ ظرف ليعلموا أو لاعثرنا، ويضعف أن يعمل فيه الوعد

١٠٣

لانه قد أخبر عنه، ويحتمل أن يعمل فيه معنى حق (بنيانا) مفعول وهو جمع بنيانة، وقيل هو مصدر.

قوله تعالى (ثلاثة) يقرأ شاذا بتشديد الثاء على أنه سكن التاء وقلبها ثاء وأدغمها في تاء التأنيث، كما تقول ابعث تلك (ورابعهم كلبهم) رابعهم مبتدأ، وكلبهم خبره، ولا يعمل اسم الفاعل هنا لانه ماض، والجملة صفة لثلاثة، وليست حالا إذ لا عامل لها، لان التقدير: هم ثلاثة، وهو لا يعمل، ولا يصح أن يقدر هؤلاء لانها إشارة إلى حاضر، ولم يشيروا إلى حاضر، ولو كانت الواو هنا وفي الجملة التى بعدها لجاز كما جاز في الجملة الاخيرة، لان الجملة إذا وقعت صفة لنكرة جاز أن تدخلها الواو، وهذا هو الصحيح في إدخال الواو في ثامنهم، وقيل دخلت لتدل على أن مابعدها مستأنف حق، وليس من جنس المقول برجم الظنون، وقد قيل فيها غير هذا وليس بشئ، و (رجما) مصدر: أى يرجمون رجما.

روى عن ابن كثير " خمسة " بالنصب: أى يقولون نعدهم خمسة، وقيل يقولون بمعنى يظنون، فيكون قوله تعالى " سادسهم كلبهم " في موضع المفعول الثانى، وفيه ضعف.

قوله تعالى (إلا أن يشاء الله) في المستثنى منه ثلاثة أوجه: أحدها هو من النهى والمعنى لاتقولن أفعل غدا إلا أن يؤذن لك في القول.

والثانى هو من فاعل: أى لاتقولن إنى فاعل غدا حتى تقرن به قوله إن شاء الله.

والثالث أنه منقطع، وموضع أن يشاء الله نصب على وجهين: أحدهما على الاستثناء، والتقدير: لاتقولن ذلك في وقت إلا وقت أن يشاء الله: أى يأذن، فحذف الوقت وهو مراد. والثانى هو حال، والتقدير: لاتقولن أفعل غدا إلا قائلا إن شاء الله، فحذف القول وهو كثير وجعل قوله أن يشاء في معنى إن شاء، وهو مما حمل على المعنى، وقيل التقدير: إلا بأن يشاء الله: أى متلبسا بقول إن شاء الله.

قوله تعالى (ثلثمائة سنين) يقرأ بتنوين مائة، وسنين على هذا بدل من ثلاث، وأجاز قوم أن تكون بدلا من مائة، لان مائة في معنى مئات ويقرأ بالاضافة وهو ضعيف في الاستعمال، لان مائة تضاف إلى المفرد، ولكنه حمله على الاصل، إذ الاصل إضافة العدد إلى الجمع، ويقوى ذلك أن علامة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف، فكأنها تتمة الواحد (تسعا) مفعول ازدادوا، وزاد متعد إلى اثنين، فإذا بنى على افتعل تعدى إلى واحد

١٠٤

(أبصر به وأسمع) الهاء تعود على الله عزوجل، وموضعها رفع لان التقدير: أبصر الله، والباء زائدة، وهكذا في فعل التعجب الذى هو على لفظ الامر.

وقال بعضهم: الفاعل مضمر، والتقدير: أوقع أيها المخاطب إبصارا بأمر الكهف فهو أمر حقيقة (ولايشرك) يقرأ بالياء وضم الكاف على الخبر عن الله، وبالتاء على النهى: أى أيها المخاطب.

قوله تعالى (واصبر) هو متعد لان معناه احبس، و (بالغداة والعشى) قد ذكرا في الانعام (ولا تعد عيناك) الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين، وقرأ الحسن تعد عينيك بالتشديد والتخفيف: أى لاتصرفها (أغفلنا) الجمهور على إسكان اللام، و (قلبه) بالنصب: أى أغفلناه عقوبة له أو وجدناه غافلا، ويقرأ بفتح اللام وقلبه بالرفع وفيه وجهان: أحدهما وجدنا قلبه معرضين عنه. والثانى أهمل أمرنا عن تذكرنا.

قوله تعالى (يشوى الوجوه) يجوز أن يكون نعتا لما، وأن يكون حالا من المهل وأن يكون حالا من الضمير في الكاف في الجار (وساء‌ت) أى ساء‌ت النار (مرتفقا) أى متكأ أو معناه المنزل.

قوله تعالى (إن الذين آمنوا) في خبر إن ثلاثة أوجه: أحدها أولئك لهم جنات عدن، وما بينهما معترض مسدد.

والثانى تقديره: لانضيع أجر من أحسن عملا منهم، فحذف العائد للعلم به.

والثالث أن قوله تعالى " من أحسن " عام فيدخل فيه الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويغنى ذلك عن ضمير كما أغنى عن دخول زيد تحت الرجل في باب نعم عن ضمير يعود عليه وعلى هذين الوجهين قد جعل خبر إن الجملة التى فيها إن.

قوله تعالى (من أساور) يجوز أن تكون " من " زائدة على قول الاخفش، ويدل عليه قوله " وحلوا أساور " ويجوز أن تكون غير زائدة: أى شيئا من أساور فتكون لبيان الجنس أو للتبعيض، و (من ذهب) من فيه لبيان الجنس أو للتبعيض وموضعها جر نعتا لاساور، ويجوز أن تتعلق بيحلون، وأساور جمع أسورة، وأسورة جمع سوار، وقيل هو جمع أسوار (متكئين) حال إما من الضمير في تحتهم، أو من الضمير في يحلون أو يلبسون.

والسندس جمع سندسة. وإستبرق جمع إستبرقة، وقيل هما جنسان.

قوله تعالى (مثلا رجلين) التقدير: مثلا مثل رجلين، و (جعلنا) تفسير المثل فلا موضع

١٠٥

له، ويجوز أن يكون موضعه نصبا نعتا لرجلين كقولك: مررت برجلين جعل لاحدهما جنة (كلتا الجنتين) مبتدأ، و (آتت) خبره، وأفرد الضمير حملا على لفظ كلتا (وفجرنا) بالتخفيف والتشديد، و (خلالهما) ظرف والثمر بضمتين جمع ثمار، فهو جمع الجمع مثل كتاب وكتب، ويجوز تسكين الميم تخفيفا، ويقرأ ثمر جمع ثمرة.

قوله تعالى (ودخل جنته) إنما أفرد، ولم يقل جنتيه لانهما جميعا ملكه فصارا كالشئ الواحد، وقيل اكتفاء بالواحدة عن الثنتين، كما يكتفى بالواحد عن الجمع، وهو كقول الهذلى:

والعين بعدهم كأن حداقها

سملت بشوك فهى عور تدمع

قوله تعالى (خيرا منها) يقرأ على الافراد، والضمير لجنته، وعلى التثنية، والضمير للجنتين.

قوله تعالى (لكنا هو) الاصل لكن أنا فألقيت حركة الهمزة على النون، وقيل حذفت حذفا وأدغمت النون في النون، والجيد حذف الالف في الوصل وإثباتها في الوقف، لان أنا كذلك والالف فيه زائدة لبيان الحركة، ويقرأ بإثباتها في الحالين وأنا مبتدأ، وهو مبتدأ ثان، و (الله) مبتدأ ثالث، و (ربى) الخبر والياء عائدة على المبتدأ الاول، ولا يجوز أن تكون لكن المشددة العاملة نصبا، إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها هو لانه ضمير مرفوع، ويجوز أن يكون اسم الله بدلا من هو.

قوله تعالى (ماشاء الله) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى، وهى مبتدأ والخبر محذوف: أو خبر مبتدأ محذوف: أى الامر ماشاء الله.

والثانى هى شرطية في موضع نصب يشاء، والجواب محذوف: أى ماشاء الله كان (إلا بالله) في موضع رفع خبره (أنا) فيه وجهان: أحدهما هى فاصلة بين المفعولين. والثانى هو توكيد للمفعول الاول فموضعها نصب، ويقرأ (أقل) بالرفع على أن يكون أنا مبتدأ، وأقل خبره والجملة في موضع المفعول الثانى.

قوله تعالى (حسبانا) هو جمع حسبانة، و (غورا) مصدر بمعنى الفاعل: أى غائرا: وقيل التقدير: ذا غور.

قوله تعالى (يقلب كفيه) هذا هو المشهور، ويقرأ " تقلب " أى تتقلب كفاه بالرفع (على ماأنفق) يجوز أن يتعلق بيقلب، وأن يكون حالا: أى متحسرا على ماأنفق فيها: أى

١٠٦

في عمارتها (ويقول) يجوز أن يكون حالا من الضمير في يقلب، وأن يكون معطوفا على يقلب.

قوله تعالى (ولم تكن له) يقرأ بالتاء والياء وهما ظاهران (ينصرونه) محمول على المعنى لان الفئة ناس، ولو كان تنصره لكان على اللفظ.

قوله تعالى (هنالك) فيه وجهان: أحدهما هو ظرف، والعامل فيه معنى الاستقرار في لله، و (الولاية) مبتدأ، و (لله) الخبر. والثانى هنالك خبر الولاية، والولاية مرفوعة به، ولله يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف أو بالولاية، ويجوز أن يكون حالا من الولاية فيتعلق بمحذوف، والولاية بالكسر والفتح لغتان، وقيل للكسر في الامارة والفتح في النصرة، و (الحق) بالرفع صفة الولاية، أو خبر مبتدأ محذوف: أى هى الحق أو هو الحق، ويجوز أن يكون مبتدأ، و (هو خير) خبره ويقرأ بالجر نعتا لله تعالى.

قوله تعالى (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا) يجوز أن تجعل اضرب بمعنى

اذكر فيتعدى إلى واحد، فعلى هذا يكون (كماء أنزلناه) خبر مبتدأ محذوف: أى هو كماء، وأن يكون بمعنى صير، فيكون كماء مفعولا ثانيا (فاختلط به) قد ذكر في يونس (تذروه) هو من ذرت الريح تذروه ذروا: أى فرقت، ويقال ذرت تذرى، وقد قرئ به، ويقال أذرت تذرى كقولك أذريته عن فرسه إذا ألقيته عنها، وقرئ به أيضا.

قوله تعالى (ويوم نسير الجبال) أى واذكر يوم، وقيل هومعطوف على عند ربك: أى الصالحات خير عند الله وخير يوم نسير. وفي نسير قراآت كلها ظاهرة (وترى) الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم، وقيل لكل إنسان، و (بارزة) حالا (وحشرناهم) في موضع الحال، وقد مرادة: أى وقد حشرناهم.

قوله تعالى (صفا) حال بمعنى مصطفين: أى مصفوفين، والتقدير: يقال لهم (لقد جئتمونا) أو مفعولا لهم، فيكون حالا أيضا، و (بل) هاهنا للخروج من قصة إلى قصة.

قوله تعالى (لايغادر) في موضع الحال من الكتاب.

قوله تعالى (وإذ قلنا) أى واذكر (إلا إبليس) استثناء من غير الجنس، وقيل من الجنس، و (كان من الجن) في موضع الحال، وقد معه مرادة (ففسق) إنما أدخل الفاء هنا لان معنى إلا إبليس امتنع ففسق (بئس) اسمها مضمر فيها، والمخصوص بالذم محذوف: أى بئس البدل هو وذريته، (للظالمين) حال من (بدلا) وقيل يتعلق ببئس.

١٠٧

قوله تعالى (ماأشهدتهم) أى إبليس وذريته ويقرأ أشهدناهم (عضدا) يقرأ بفتح العين وضم الضاد، وبفتح العين وضمها مع سكون الضاد، والاصل هو الاول، والثانى تخفيف، وفي الثالث نقل، ولم يجمع لان الجمع في حكم الواحد إذ كان المعنى أن جميع المضلين لايصلح أن ينزلوا في الاعتضاد بهم منزلة الواحد، ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع.

قوله تعالى (ويوم نقول) أى واذكر يوم نقول، ويقرأ بالنون والياء، (وبينهم) ظرف، وقيل هو مفعول به: أى وصيرنا وصلهم إهلاكا لهم. والموبق مكان وإن شئت كان مصدرا يقال وبق يبق وبوقا وموبقا، ووبق يوبق وبقا قوله تعالى (مصرفا) أى انصرافا، ويجوز أن يكون مكانا: أى لم يجدوا مكانا ينصرف إليه عنها والله أعلم.

قوله تعالى (من كل مثل) أى ضربنا لهم مثلا من كل جنس من الامثال والمفعول محذوف، أو يخرج على قول الاخفش أن تكون من زائدة (أكثر شئ جدلا) فيه وجهان: أحدهما أن شيئا هنا في معنى مجادل، لان أفعل يضاف إلى ماهو بعض له، وتمييزه بجدلا يقتضى أن يكون الاكثر مجادلا، وهذا من وضع العام موضع الخاص.

والثانى أن في الكلام محذوفا تقديره: وكان جدال الانسان أكثر شئ ثم ميزه.

قوله تعالى (أن يؤمنوا) مفعول منع (أن تأتيهم) فاعله، وفيه حذف مضاف: أى إلا طلب أو انتظار أن تأتيهم.

قوله تعالى (وماأنذروا) " ما " بمعنى الذى، والعائد محذوف، و (هزوا) مفعول ثان، ويجوز أن تكون " ما " مصدرية.

قوله تعالى (أن يفقهوه) أى كراهية أن يفقهوه.

قوله تعالى (لو يؤاخذهم) مضارع محكى به الحال، وقيل هو بمعنى الماضى والوعد هنا يصلح للمكان والمصدر، والموئل مفعل من وأل يئل إذا لجأوا، ويصلح لهما أيضا.

قوله تعالى (وتلك) مبتدأ، و (أهلكناهم) الخبر، ويجوز أن يكون تلك في موضع نصب يفسره المذكور، و (لمهلكهم) مفعل بضم الميم، وفتح اللام وفيه وجهان: أحدهما هو مصدر بمعنى الاهلاك مثل المدخل.

والثانى هو مفعول: أى لمن أهلك، أو لما أهلك منها، ويقرأ بفتحهما وهو مصدر هلك يهلك، ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام وهو مصدر أيضا ويجوز أن يكون زمانا وهو مضاف

١٠٨

إلى الفاعل ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه، والموعد زمان.

قوله تعالى (وإذ قال) أى واذكر (لا أبرح) فيه وجهان: أحدهما هى الناقصة وفي اسمها وخبرها وجهان: أحدهما خبرها محذوف: أى لا أبرح أسير، والثانى الخبر (حتى أبلغ) والتقدير: لا أبرح سيرى، ثم حذف الاسم وجعل ضمير المتكلم عوضا منه، فأسند الفعل إلى المتكلم.

والوجه الآخر هى التامة، والمفعول محذوف أى لا أفارق السير حتى أبلغ، كقولك: لا أبرح المكان: أى لا أفارق (أو أمضى) في " أو " وجهان: أحدهما هى لاحد الشيئين: أى أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع أو مضى الحقب. والثانى أنها بمعنى إلا أن: أى إلا أن أمضى زمانا أتيقن معه فوات مجمع البحرين، والمجمع ظرف، ويقرأ بكسر الميم الثانية حملا على المغرب والمطلع.

قوله تعالى (سبيله) الهاء تعود على الحوت، و (في البحر) يجوز أن يتعلق باتخذ، وأن يكون حالا من السبيل أومن (سربا).

قوله تعالى (أن أذكره) في موضع نصب بدلا من الهاء في أنسانيه: أى ماأنسانى ذكره، وكسر الهاء وضمها جائزان، وقد قرئ بهما (عجبا) مفعول ثان لاتخذ، وقيل هو مصدر: أى قال موسى عجبا، فعلى هذا يكون المفعول الثانى لاتخذ في البحر.

قوله تعالى (نبغى) الجيد إثبات الياء، وقد قرئ بحذفها على التشبيه بالفواصل وسهل ذلك أن الهاء لا تضم هاهنا (قصصا) مصدر: فارتدا على المعنى، وقيل هو مصدر فعل محذوف: أى يقصان قصصا، وقيل هو في موضع الحال: أى مقتصين و (علما) مفعول به، ولو كان مصدرا لكان تعليما.

قوله تعالى (على أن تعلمن) هو في موضع الحال: أى أتبعك بإذلالى، والكاف صاحب الحال، و (رشدا) مفعول تعلمن، ولايجوز أن يكون مفعول علمت لانه لا عائد إذن على الذى، وليس بحال من العائد المحذوف، لان المعنى على ذلك يبرز والرشد والرشد لغتان وقد قرئ بهما.

قوله تعالى (خبرا) مصدر، لان تحيط بمعنى تخبر.

قوله تعالى (تسألنى) يقرأ بسكون اللام وتخفيف النون وإثبات الياء، وبفتح اللام وتشديد النون، ونون الوقاية محذوفة، ويجوز أن تكون النون الخفيفة دخلت على نون

١٠٩

الوقاية، ويقرأ بفتح النون وتشديدها.

قوله تعالى (لتغرق أهلها) يقرأ بالتاء على الخطاب مشددا ومخففا، وبالياء وتسمية الفاعل.

قوله تعالى (عسرا) هو مفعول ثان لتزهق، لان المعنى لاتولنى أو تغشنى.

قوله تعالى (بغير نفس) الباء تتعلق بقتلت أى قتلته بلا سبب، ويجوز أن يتعلق بمحذوف: أى قتلا بغير نفس، وأن تكون في موضع الحال: أى قتلته ظالما أو مظلوما، والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما، وشيئا مفعول: أى أتيت شيئا منكرا، ويجوز أن يكون مصدرا أى مجيئا منكرا.

قوله تعالى (من لدنى) يقرأ بتشديد النون، والاسم لدن، والنون الثانية وقاية وبتخفيفها وفيه وجهان: أحدهما هو كذلك إلا أنه حذف نون الوقاية كما قالوا قدنى وقدى.

والثانى أصله ولد وهى لغة فيها، والنون للوقاية، و (عذرا) مفعول به كقولك: بلغت الغرض.

قوله تعالى (استطعما أهلها) هو جواب إذا، وأعاد ذكر الاهل توكيدا (أن ينقض) بالضاد المعجمة المشددة من غير ألف، وهو من السقوط شبه بانقضاض الطائر، ويقرأ بالتخفيف على مالم يسم فاعله من النقض، ويقرأ بالالف والتشديد مثل يحمار، ويقرأ كذلك بغير تشديد، وهو من قولك انقضاض البناء إذا تهدم، وهو ينفعل، ويقرأ بالضاد مشددة من قولك انقاضت السن إذا انكسرت (لتخذت) يقرأ بكسر الخاء مخففة، وهو من تخذ يتخذ إذا عمل شيئا، ويقرأ بالتشديد وفتح الخاء وفيه وجهان: أحدهما هو افتعل من تخذه.

والثانى أنه من الاخذ وأصله أيتخذ، فأبدلت الياء تاء وأدغمت، وأصل الياء الهمزة.

قوله تعالى (فراق بينى) الجمهور على الاضافة، أى تفريق وصلنا، ويقرأ بالتنوين، وبين منصوب على الظرف.

قوله تعالى (غصبا) مفعول له أو مصدر في موضع الحال، أو مصدر أخذ من معناه.

قوله تعالى (مؤمنين) خبر كان، ويقرأ شاذا بالالف على أن في كان ضمير الغلام أو الشأن، والجملة بعدها خبرها.

قوله تعالى (زكاة) تمييز، والعامل خيرا منه، و (رحما) كذلك، والتسكين والضم لغتان.

قوله تعالى (رحمة من ربك) مفعول له أو موضع الحال.

١١٠

قوله تعالى (منه ذكرا) أى من إخباره، فحذف المضاف.

قوله تعالى (مكنا له) المفعول محذوف: أى أمره.

قوله تعالى (فأتبع) يروى بوصل الهمزة والتشديد، و (سببا) مفعوله، ويقرأ بقطع الهمزة والتخفيف، وهو متعد إلى اثنين أى أتبع سببا سببا.

قوله تعالى (حمئة) يقرأ بالهمز من غير ألف، وهو من حمئت البئر تحمأ إذا صارت فيها حمأة، وهو الطين الاسود، ويجوز تخفيف الهمزة، ويقرأ بالالف من غير همز، وهو مخفف من المهموز أيضا، ويجوز أن يكون من حمى الماء إذا اشتد حره، كقوله تعالى " نارا حامية " (إما أن تعذب) " أن " في موضع رفع

بالابتداء، والخبر محذوف: أى إما العذاب واقع منك بهم، وقيل هو خبر: أى إما هو أن تعذب وإما الجزاء أن تعذب، وقيل هو في موضع نصب: أى إما توقع أن تعذب أو تفعل (حسنا) أى أمرا ذا حسن.

قوله تعالى (جزاء الحسنى) يقرأ بالرفع والاضافة، وهو مبتدأ أو مرفوع بالظرف، والتقدير: فله جزاء الخصلة الحسنى بدل، ويقرأ بالرفع والتنوين، والحسنى بدل أو خبر مبتدأ محذوف، ويقرأ بالنصب والتنوين: أى فله الحسنى جزاء، فهو مصدر في موضع الحال: أى مجزيا بها، وقيل هو مصدر على المعنى: أى يجزى بها جزاء، وقيل تمييز، ويقرأ بالنصب من غير تنوين، وهو مثل المنون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين (من أمرنا يسرا) أى شيئا ذا يسر.

قوله تعالى (مطلع الشمس) يجوز أن يكون مكانا، وأن يكون مصدرا، والمضاف محذوف: أى مكان طلوع الشمس.

قوله تعالى (كذلك) أى الامر كذلك، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف.

قوله تعالى (بين السدين) بين هاهنا مفعول به، والسد بالفتح مصدر سد، وهو بمعنى المسدود، وبالضم اسم للمسدود، وقيل المضموم ماكان من خلق الله، والمفتوح ماكان من صنعة الآدمى، وقيل هما لغتان بمعنى واحد وقد قرئ بهما.

قوله تعالى (يأجوج ومأجوج) هما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف ويجوز همزهما وترك همزهما، وقيل هما عربيان، فيأجوج يفعول مثل يربوع، ومأجوج مفعول مثل معقول، وكلاهما من أج الظليم إذا أسرع، أن من أجت النار إذا التهبت، ولم ينصرفا

١١١

للتعريف والتأنيث. والخرج يقرأ بغير ألف مصدر خرج، والمراد به الاجر، وقيل هو بمنى مخرج، والخراج بالالف وهو بمعنى الاجر أيضا، وقيل هو المال المضروب على الارض أو الرقاب.

قوله تعالى (مامكنى فيه) يقرأ بالتشديد على الادغام، وبالاظهار على الاصل و " ما " بمعنى الذى وهو مبتدأ، و (خير) خبره (بقوة) أى برجال ذى ذوى قوة أو متقوى به، والردم بمعنى المردوم به أو الرادم (آتونى) يقرأ بقطع الهمزة والمد: أى أعطونى، وبوصلها: أى جيؤنى، والتقدير: بزبر الحديد، أو هو بمعنى أحضروا لان جاء وحضر متقاربان، و (الصدفين) يقرأ بضمتين، وبضم الاول وإسكان الثانى، وبفتحتين، وبفتح الاول وإسكان الثانى، وبفتح الاول

وضم الثانى وكلها لغات، والصدف جانب الجبل (قطرا) مفعول آتونى ومفعول أفرغ محذوف: أى أفرغه، وقال الكوفيون: هو مفعول أفرغ، ومفعول الاول محذوف.

وله تعالى (فما اسطاعوا) يقرأ بتخفيف الطاء. أى استطاعوا، وحذف التاء تخفيفا: ويقرأ بتشديدها وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين.

قوله تعالى (دكاء) ودكا قد ذكر في الاعراف.

قوله تعالى (الذين كانت) في موضع جر صفة للكافرين، أو نصب بإضمار أعنى: أو رفع بإضمارهم.

قوله تعالى (أفحسب) يقرأ بكسر السين على أنه فعل (أن يتخذوا) سد مسد المفعولين، ويقرأ بسكون السين ورفع الباء على الابتداء، والخبر أن يتخذوا.

قوله تعالى (هل ننبئكم) يقرأ بالاظهار على الاصل، وبالادغام لقرب مخرج الحرفين، (أعمالا) تمييز، وجاز جمعه لانه منصوب عن أسماء الفاعلين.

قوله تعالى (فلا نقيم لهم) يقرأ بالنون والياء وهو ظاهر، ويقرأ يقوم، والفاعل مضمر: أى فلا يقوم عملهم أو سعيهم أو صنيعهم، و (وزنا) تمييز أو حال.

قوله تعالى (ذلك) أى الامر ذلك، ومابعده مبتدأ وخبر، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، و (جزاؤهم) مبتدأ ثان، و (جهنم) خبره، والجملة خبر الاول، والعائد محذوف: أى جزاؤهم به، ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ، وجزاؤهم بدلا أو عطف بيان، وجهنم الخبر، ويجوز أن تكون جهنم بدلا من جزاء أو خبر ابتداء محذوف، أى هو جهنم، و (بما كفروا) خبر

١١٢

ذلك، ولايجوز أن تتعلق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما بجهنم (واتخذوا) يجوز أن يكون معطوفا على كفروا، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (نزلا) يجوز أن يكون حالا من جنات، ولهم الخبر، وأن يكون نزلا خبر كان ولهم يتعلق بكان أو بالخبر أو على التبيين.

قوله تعالى (لايبغون) حال من الضمير في خالدين. والحلول مصدر بمعنى التحول.

قوله تعالى (مددا) هو تمييز، ومدادا بالالف مثله في المعنى.

قوله تعالى (إنما إلهكم) أن هاهنا مصدرية، ولايمنع من ذلك دخول " ما "

الكافة عليها، و (بعبادة ربه) أى في عبادة ربه، ويجوز أن تكون على بابها: أى بسبب عبادة ربه، والله أعلم.

سورة مريمعليها‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد ذكرنا الكلام على الحروف المقطعة في أول البقرة فليتأمل من ثم.

قوله تعالى (عص) يقرأ بإخفاء النون عند الصاد لمقاربتها إياها واشتراكهما في الفم، ويقرأ بإظهارها لان الحروف المقطعة يقصد تمييز بعضها عن بعض إيذانا بأنها مقطعة، ولذلك وقف بعضهم على كل حرف منها وقفة يسيرة، وإظهار النون يؤذن بذلك.

قوله تعالى (ذكر رحمة ربك) في ارتفاعه ثلاثة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف: أى هذا ذكر.

والثانى هو مبتدأ والخبر محذوف: أى فيما يتلى عليك ذكر.

والثالث هو خبر الحروف المقطعة ذكره الفراء وفيه بعد لان الخبر هو المبتدأ في المعنى وليس في الحروف المقطعة ذكر الرحمة، ولا في ذكر الرحمة معناها، وذكر مصدر مضاف إلى المفعول، والتقدير: هذا أن ذكر ربك رحمته عبده، وقيل هو مضاف إلى الفاعل على الاتساع، والمعنى: هذا إن ذكرت رحمة ربك، فعلى الاول ينتصب عبده برحمة، وعلى الثانى بذكر، ويقرأ في الشاذ " ذكر " على الفعل الماضى، ورحمة مفعول، وعبده فاعل، و (زكريا) بدل على الوجهين من عبده، ويقرأ بتشديد الكاف ورحمة وعبده بالنصب: أى هذا القرآن ذكر النبى عليه الصلاة والسلام أو الامة، و (إذ) ظرف لرحمة أو لذكر.

١١٣

قوله تعالى (شيبا) نصب على التمييز، وقيل هو مصدر في موضع الحال، وقيل هو منصوب على المصدر من معنى اشتعل لان معناه شاب، و (بدعائك) مصدر مضاف إلى المفعول: أى بدعائى إياك.

قوله تعالى (خفت الموالى) فيه حذف مضاف: أى عدم الموالى أو جور الموالى ويقرأ خفت بالتشديد وسكون التاء، والموالى فاعل: أى نقص عددهم، والجمهور على المد وإثبات الياء في (ورائى) ويقرأ بالقصر وفتح الياء، وهو قصر الممدود.

قوله تعالى (يرثنى) يقرأ بالجزم فيهما على الجواب: أى أن يهب يرث،

وبالرفع فيهما على الصفة لولى، وهو أقوى من الاولى لانه سأل وليا هذه صفته، والجزم لايحصل بهذا المعنى وقرئ شاذا يرثنى وارث على أنه اسم فاعل، و (رضيا) أى مرضيا، وقيل راضيا، ولام الكلمة واو وقد تقدم، و (سميا) فعيل بمعنى مساميا، ولام الكلمة واو من سما يسمو.

قوله تعالى (عتيا) أصله عتو على فعول، مثل قعود وجلوس، إلا أنهم استثقلوا توالى الضمتين والواوين فكسروا التاء فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، ثم قلبت الواو التى هى لام ياء لسبق الاولى بالسكون، ومنهم من يكسر العين إتباعا ويقرأ بفتحها على أنها مصدر على فعيل، وكذلك بكى وصلى وهو منصوب ببلغت: أى بلغت العتى من الكبر: أى من أجل الكبر، ويجوز أن تكون حالا من عتى، وأن تتعلق ببلغت، وقيل " من " زائدة، وعتيا مصدر مؤكد أو تمييز أو مصدر في موضع الحال من الفاعل.

قوله تعالى (قال كذلك) أى الامر كذلك، وقيل هو في موضع نصب: أى أفعل مثل ماطلبت، وهو كناية عن مطلوبه.

قوله تعالى (سويا) حال من الفاعل في تكلم.

قوله تعالى (أن سبحوا) يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون بمعنى أى، و (بقوة) مفعول أو حال (وحنانا) معطوف على الحكم: أى وهبنا له تحننا، وقيل هو مصدر (وبرا) أى وجعلناه برا، وقيل هو معطوف على خبر كان.

قوله تعالى (إذ انتبذت) في " إذ " أربعة أوجه: أحدها أنها ظرف والعامل فيه محذوف تقديره: واذكر خبر مريم إذ انتبذت.

والثانى أن تكون حالا من المضاف المحذوف.

١١٤

والثالث أن يكون منصوبا بفعل محذوف: أى وبين إذ انتبذت فهو على كلام آخر كما قال سيبويه في قوله تعالى " انتهوا خيرا لكم " وهو في الظرف أقوى وإن كان مفعولا به.

والرابع أن يكون بدلا من مريم بدل الاشتمال، لان الاحيان تشتمل على الجثث، ذكره الزمخشرى وهو بعيد، لان الزمان إذا لم يكن حالا من الجثة ولاخبرا عنها ولا وصفا لها لم يكن بدلا منها، وقيل " إذ " بمعنى أن المصدرية كقولك: لاأكرمك إذ لم تكرمنى: أى لانك لم تكرمنى، فعلى هذا يصح بدل الاشتمال: أى واذكر مريم انتباذها، و (مكانا) ظرف، وقيل مفعول به على المعنى إذ أتت مكانا (بشرا سويا) حال.

قوله تعالى (لاهب) يقرأ بالهمز وفيه وجهان: أحدهما أن الفاعل الله تعالى، والتقدير: قال لاهب لك.

والثانى الفاعل جبريلعليه‌السلام ، وأضاف الفعل إليه لانه سبب فيه.

ويقرأ بالياء وفيه وجهان: أحدهما أن أصلها الهمزة قلبت ياء للكسر قبلها تخفيفا. والثانى ليهب الله.

قوله تعالى (بغيا) لام الكلمة ياء، يقال بغت تبغى، وفى وزنه وجهان: أحدهما هو فعول: فلما اجتمعت الواو والياء قلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت الغين إتباعا، ولذلك لم تلحق تاء التأنيث كما لم تلحق في امرأة صبور وشكور. والثانى هو فعيل بمعنى فاعل، ولم تلحق التاء أيضا للمبالغة، وقيل لم تلحق لانه على النسب مثل طالق وحائض.

قوله تعالى (كذلك) أى الامر كذلك، وقيل التقدير: قال ربك مثل ذلك و (هو على هين) مستأنف على هذا القول (ولنجعله آية للناس) أى ولنجعله آية للناس خلقناه من غير أب وقيل التقدير: نهبه لك ولنجعله (وكان أمرا) أى وكان خلقه أمرا.

قوله تعالى (فانتبذت به) الجار والمجرور حال: أى فانتبذت وهو معها.

قوله تعالى (فأجاء‌ها المخاض) الاصل جاء‌ها، ثم عدى بالهمزة إلى مفعول ثان، واستعمل بمعنى ألجأها، ويقرأ بغير همز على فاعلها، وهو من المفاجأة، وترك الهمزة الاخيرة تخفيفا، والمخاض بالفتح وجع الولادة، ويقرأ بالكسر وهما لغتان، وقيل الفتح اسم للمصدر مثل السلام والعطاء، والكسر مصدر مثل القتال، وجاء على فعال مثل الطراق والعقاب.

قوله تعالى (ياليتنى) قد ذكر في النساء (نسيا) بالكسر، وهو بمعنى المنسى وبالفتح: أى

١١٥

شيئا حقيرا، وهو قريب من معنى الاول، ويقرأ بفتح النون وهمزة بعد السين، وهو من نسأت اللبن إذا خالطت به ماء كثيرا، وهو في معنى الاول أيضا، و (منسيا) بالفتح والكسر على الاتباع شاذ مثل المغيرة.

قوله تعالى (من تحتها) يقرأ بفتح الميم، وهو فاعل نادى، والمراد به عيسى صلى الله عليه وسلم، أى من تحت ذيلها، وقيل المراد من دونها، وقيل المراد به جبريلعليه‌السلام ، وهو تحتها في المكان كما تقول: دارى تحت دارك، ويقرأ بكسر الميم والفاعل مضمر في الفعل، وهو عيسى أو جبريل صلوات الله عليهما، والجار على هذا حال أو ظرف، و (أن لا) مصدرية أو بمعنى أى.

قوله تعالى (بجذع النخلة) الباء زائدة: أى أميلى إليك، وقيل هى محمولة على المعنى، والتقدير: هزى الثمرة بالجذع: أى انفضى، وقيل التقدير: وهزى إليك رطبا جنيا كائنا بجذع النخلة فالباء على هذا حال (تساقط) يقرأ على تسعة أوجه: بالتاء والتشديد، والاصل تتساقط وهو أحد الاوجه ٧.

والثالث بالياء والتشديد والاصل يتساقط فأدغمت التاء في السين.

والرابع بالتاء والتخفيف على حذف الثانية والفاعل على هذه الاوجه النخلة، وقيل الثمرة لدلالة الكلام عليها.

والخامس بالتاء والتخفيف وضم القاف.

والسادس كذلك إلا أنه بالياء والفاعل الجذع أو الثمر.

والسابع " تساقط " بتاء مضمومة وبالالف وكسر القاف.

والثامن كذلك إلا أنه بالياء والتاسع " تسقط " بتاء مضمومة وكسر القاف من غير ألف، وأظن أنه يقرأ كذلك بالياء، و (رطبا) فيه أربعة أوجه:

أحدها هو حال موطئة، وصاحب الحال الضمير في الفعل.

والثانى هو مفعول به لتساقط.

والثالث هو مفعول هزى.

والرابع هو تمييز، وتفصيل هذه الاوجه يتبين بالنظر في القراء‌ات، فيحمل كل منها على مايليق به، و (جنيا) بمعنى مجنى، وقيل هو بمعنى فاعل: أى طريا.

قوله تعالى (وقرى) يقرأ بفتح القاف والماضى منه قررت ياعين بكسر الراء والكسر قراء‌ة شاذة، وهى لغة شاذة، والماضى قررت ياعين بفتح الراء، و (عينا) تمييز، و (ترين)

١١٦

أصله ترأيين مثل ترغبين، فالهمزة عين الفعل، والياء لامه، وهو مبنى هنا من أجل نون التوكيد مثل لتضربن، فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفت اللام للبناء كما تحذف في الجزم، وبقيت ياء الضمير وحركت لسكونها وسكون النون بعدها، فوزنه يفين، وهمزة هذا الفعل تحذف في المضارع أبدا، ويقرأ ترين بإسكان الياء وتخفيف النون على أنه لم يجزم بإما وهو بعيد، و (من البشر) حال من (أحدا) أو مفعول به.

قوله تعالى (فأتت به) الجار والمجرور حال، وكذلك (تحمله) وصاحب الحال مريم، ويجوز أن يجعل تحمله حالا من ضمير عيسىعليه‌السلام ، و (جئت) أى فعلت فيكون (شيئا) مفعولا، ويجوز أن يكون مصدرا: أى مجيئا عظيما.

قوله تعالى (من كان) كان زائدة: أى من هو في المهد، و (صبيا) حال من الضمير في الجار والضمير المنفصل المقدر كان متصلا بكان، وقيل كان الزائدة لايستتر فيها ضمير فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو، بل يكون الظرف صلة من، وقيل ليست زائدة بل هى كقوله " وكان الله عليما حكيما " وقد ذكر، وقيل هى بمعنى صار، وقيل هى التامة، ومن بمعنى الذى، وقيل شرطية وجوابها كيف.

قوله تعالى (وبرا) معطوف على مباركا، ويقرأ في الشاذ بكسر الباء والراء، وهو معطوف على الصلاة، ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء: أى وألزمنى برا، أو جعلتنى ذا بر، فحذف المضاف أو وصفه بالمصدر.

قوله تعالى (والسلام) إنما جاء‌ت هذه بالالف واللام لان التى في قصة يحيىعليه‌السلام نكرة، فكان المراد بالثانى الاول كقوله تعالى " كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول " وقيل النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء (ويوم ولدت) ظرف، والعامل فيه الخبر الذى هو على، ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر.

قوله تعالى (ذلك) مبتدأ، و (عيسى) خبره، و (ابن مريم) نعت أو خبر ثان، و (قول الحق) كذلك، وقيل هو خبر مبتدإ محذوف، وقيل عيسىعليه‌السلام بدل أو عطف بيان وقول الحق الخبر، ويقرأ قول الحق بالنصب على المصدر أى أقول قول الحق، وقيل هو حال من عيسى، وقيل التقدير: أعنى قول الحق، ويقرأ قال الحق، والقال اسم للمصدر مثل القيل، وحكى قول الحق بضم القاف مثل الروح وهى لغة فيه.

قوله تعالى (وأن الله) بفتح الهمزة. وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على قوله بالصلاة: أى وأوصانى بأن الله ربى. والثانى هو متعلق بما بعده، والتقدير: لان الله ربى

١١٧

وربكم فاعبدوه: أى لوحدانيته أطيعوه، ويقرأ بالكسر على الاستئناف.

قوله تعالى (أسمع بهم وأبصر) لفظه لفظ الامر ومعناه التعجب، وبهم في موضع رفع كقولك: أحسن بزيد أى أحس زيد. وحكى عن الزجاج أنه أمر حقيقة، والجار والمجرور نصب، والفاعل مضمر فهو ضمير المتكلم، كأن المتكلم يقول لنفسه: أوقع به سمعا أو مدحا، و (اليوم) ظرف والعامل فيه الظرف الذى بعده.

قوله تعالى (إذ قضى الامر) " إذ " بدل من يوم أو ظرف للحسرة، وهو مصدر فيه الالف واللام، وقد عمل.

قوله تعالى (إذ قال لابيه) في " إذ " وجهان: أحدهما هى مثل إذ انتبذت في أوجهها، وقد فصل بينهما بقوله " إنه كان صديقا نبيا ". والثانى أن " إذ " ظرف، والعامل فيه صديقا نبيا أو معناه.

قوله تعالى (أراغب أنت) مبتدأ، وأنت فاعله، وأغنى عن الخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لاعتمادها على الهمزة، و (مليا) ظرف: أى دهرا طويلا، وقيل هو نعت لمصدر محذوف.

قوله تعالى (وكلا جعلنا) هو منصوب بجعلنا.

قوله تعالى (نجيا) هو حال، و (هرون) بدل، و (نبيا) حال.

قوله تعالى (مكانا عليا) ظرف.

قوله تعالى (من ذرية آدم) هو بدل من النبيين بإعادة الجار، و (سجدا) حال مقدرة لانهم غير سجود في حال خرورهم (وبكيا) قد ذكر، و (غيا) أصله غوى فأدغمت الواو في الياء.

قوله تعالى (جنات عدن) من كسر التاء أبدله من الجنة في الآية قبلها، ومن رفع فهو خبر مبتدإ محذوف (إنه) الهاء ضمير اسم الله تعالى، ويجوز أن تكون ضمير الشأن، فعلى الاول يجوز أن لايكون في كان ضمير، وأن يكون فيه ضمير و (وعده) بدل منه بدل الاشتمال، و (مأتيا) على بابه، لان ما تأتيه فهو يأتيك، وقيل المراد بالوعد الجنة: أى كان موعده مأتيا وقيل مفعول هنا بمعنى فاعل، وقد ذكر مثله في سبحان.

قوله تعالى (وما نتنزل) أى وتقول الملائكة.

قوله تعالى (رب السموات) خبر مبتدإ محذوف، أو مبتدأ والخبر (فاعبده) على رأى الاخفش في جواز زيادة الفاء.

١١٨

قوله تعالى (أئذا) العامل فيها فعل دل عليه الكلام: أى أبعث إذا، ولايجوز أن يعمل فيها (أخرج) لان مابعد اللام وسوف لايعمل فيما قبلها مثل إن.

قوله تعالى (يذكر) بالتشديد: أى يتذكر، وبالتخفيف منه أيضا، أو من الذكر باللسان (جثيا) قد ذكر في عتيا وبكيا، وأصله جثو ومصدرا كان أو جمعا.

قوله تعالى (أيهم أشد) يقرأ بالنصب شاذا، والعامل فيه لننزعن، وهى بمعنى الذى، ويقرأ بالضم، وفيه قولان: أحدهما أنها ضمة بناء وهو مذهب سيبويه، وهى بمعنى الذى، وإنما بنيت هاهنا لان أصلها البناء لانها بمنزلة الذى، " ومن " من الموصولات إلا أنها أعربت حملا على كل أو بعض، فإذا وصلت بجملة تامة بقيت على الاعراب، وإذا حذف العائد عليها بنيت لمخالفتها بقية الموصولات فرجعت إلى حقها من البناء بخروجها عن نظائرها، وموضعها نصب بننزع.

والقول الثانى هى ضمة الاعراب.

وفيه خمسة أقوال: أحدها أنها مبتدأ وأشد خبره وهو على الحكاية، والتقدير: لننزعن من كل شيعة الفريق الذى يقال أيهم، فهو على هذا استفهمام وهو قول الخليل.

والثانى كذلك في كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما، إلا أن موضع الجملة نصب بننزعن، وهو فعل معلق عن العمل ومعناه التمييز، فهو قريب من معنى العلم الذى يجوز تعليقه كقولك: علمت أيهم في الدار، وهو قول يونس.

والثالث أن الجملة مستأنفة، وأى استفهام، ومن زائدة: أى لننزعن كل شيعة، وهو قول الاخفش والكسائى، وهما يجيزان زيادة من في الواجب.

والرابع أن أيهم مرفوع بشيعة، لان معناه تشيع، والتقدير: لننزعن من كل فريق يشيع أيهم، وهو على هذا بمعنى الذى، وهو قول المبرد.

والخامس أن ننزع علقت عن العمل، لان معنى الكلام معنى الشرط، والشرط لايعمل فيما قبله، والتقدير: لننزعنهم تشيعوا أو لم يتشيعوا، أو إن تشيعوا، ومثله لاضربن أيهم غضب: أى إن غضبوا أو لم يغضبوا، وهو قول يحيى عن الفراء، وهو أبعدها عن الصواب.

قوله تعالى (وإن منكم) أى وما أحد منكم فحذف الموصوف، وقيل التقدير: وما منكم إلا من هو واردها، وقد تقدم نظائرها.

قوله تعالى (مقاما) يقرأ بالفتح وفيه وجهان: أحدهما هو موضع الاقامة. والثانى هو

١١٩

مصدر كالاقامة، وبالضم وفيه الوجهان. ولام الندى واو، يقال ندوتهم: أى أتيت ناديهم وجلست في النادى، ومصدره الندو.

قوله تعالى (وكم) منصوب ب‍ (أهلكنا) و (هم أحسن) صفة لكم، و (رئيا) يقرأ بهمزة ساكنة بعد الواو وهو من الرؤية: أى أحسن منظرا، ويقرأ بتشديد الياء من غير همز.

وفيه وجهان: أحدهما أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم.

والثانى أن تكون من الرى ضد العطش، لانه يوجب حسن البشرة ويقرأ ريئا بهمزة بعد ياء ساكنة وهو مقلوب.

يقال في رأى أرى، ويقرأ بياء خفيفة من غير همز، ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها، ويقرأ بالزاى والتشديد: أى أحسن زينة، وأصله من زوى يزوى لان المتزين يجمع مايحسنه.

قوله تعالى (قل من كان) هى شرطية والامر جوابها، والامر هنا بمعنى الخبر: أى فليمدن له، والامر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم، و (حتى) يحكى ما بعدها هاهنا، وليست متعلقة بفعل (إما العذاب وإما الساعة) كلاهما بدل مما يوعدون (فسيعلمون) جواب إذا (ويزيد) معطوف على معنى فليمدد: أى فيمد

ويزيد من هو، فيه وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى، وهو " شر " صلتها وموضع من نصب بيعلمون.

والثانى هى استفهام، وهو فصل وليست مبتدأ.

قوله تعالى (وولدا) يقرأ بفتح الواو واللام وهو واحد، وقيل يكون جمعا أيضا، ويقرأ بضم الواو وسكون اللام، وهو جمع ولد مثل أسد وأسد، وقيل يكون واحدا أيضا، وهى لغة والكسر لغة أخرى.

قوله تعالى (أطلع) الهمزة همزة استفهام لانها مقابلة لام وهمزة الوصل محذوفة لقيام همزة الاستفهام مقامها، ويقرأ بالكسر على أنها همزة وصل، وحرف الاستفهام محذوف لدلالة أم عليه.

قوله تعالى (كلا) يقرأ بفتح الكاف من غير تنوين، وهى حرف معناه الزجر عن قول منكر يتقدمها، وقيل هى بمعنى حقا، ويقرأ بالتنوين، وفيه وجهان: أحدهما هى مصدر كل: أى أعيا: أى كلوا في دعواهم وانقطعوا.

١٢٠