إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن13%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 115599 / تحميل: 7564
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الندبة لاتكون الهمزة (في معزل) بكسر الزاى موضع وليس بمصدر، وبفتحها مصدر، ولم أعلم أحدا قرأ بالفتح (يابنى) يقرأ بكسر الياء وأصله بنى بياء التصغير، وياء هى لام الكلمة وأصلها واو عند قوم وياء عند آخرين، والياء الثالثة ياء المتكلم، ولكنها حذفت لدلالة الكسرة عليها فرارا من توالى الياء‌ات، ولان النداء موضع تخفيف، وقيل حذفت من اللفظ لالتقائها مع الراء في اركب، ويقرأ بالفتح.

وفيه وجهان: أحدهما أنه أبدل الكسرة فتحة فانقلبت ياء الاضافة ألفا، ثم حذفت الالف كما حذفت الياء مع الكسرة لانها أصلها. والثانى أن الالف حذفت من اللفظ لالتقاء الساكنين.

قوله تعالى (لاعاصم اليوم) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه اسم فاعل على بابه، فعلى هذا يكون قوله تعالى (إلا من رحم) فيه وجهان: أحدهما هو استثناء متصل " ومن رحم " بمعنى الراحم: أى لاعاصم إلا الله والثانى أنه منقطع: أى لكن من رحمه الله يعصم. الوجه الثانى أن عاصما بمعنى معصوم، مثل " ماء دافق ": أى مدفوق، فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا: أى إلا من رحمه الله. والثالث أن عاصما بمعنى ذا عصمة على النسب، مثل حائض وطالق، والاستثناء على هذا متصل أيضا، فأما خبر لا فلا يجوز أن يكون اليوم، لان ظرف الزمان لايكون خبرا عن الجثة، بل الخبر من أمر الله، واليوم معمول من أمر، ولايجوز أن يكون اليوم معمول عاصم، إذ لو كان كذلك لنون.

قوله تعالى (على الجودى) بتشديد الياء وهو الاصل، وقرئ بالتخفيف لاستثقال الياء‌ين (وغيض الماء) هذا الفعل يستعمل لازما ومتعديا، فمن المتعدى " وغيض الماء " ومن اللازم " وماتغيض الارحام " ويجوز أن يكون هذا متعديا أيضا، ويقال: غاض الماء وغضته، و (بعدا) مصدر: أى وقيل بعد بعدا، و (للقوم الظالمين) تبيين وتخصيص، وليست اللام متعلقة بالمصدر.

قوله تعالى (إنه عمل) في الهاء ثلاثة أوجه: أحدها هى ضمير الابن: أى إنه ذو عمل.

والثانى أنها ضمير النداء، والسؤال في ابنه: أى أن سؤالك فيه عمل غير صالح.

والثالث أنها ضمير الركوب، وقد دل عليه اركب معنا، ومن قرأ عمل على أنه فعل ماض فالهاء ضمير الابن لاغير (فلا تسألنى) يقرأ بإثبات الياء على الاصل، وبحذفها تخفيفا،

٤١

والكسرة تدل عليها، ويقرأ بفتح اللام وتشديد النون على أنها نون التوكيد، فمنهم من يكسرها ومنهم من يفتحها، والمعنى واضح.

قوله تعالى (وإلا تغفر لى) الجزم بإن، ولم يبطل عملها بلا، لان " لا " صارت كجزء من الفعل، وهى غير عاملة في النفى، وهى تنفى مافى المستقبل، وليس كذلك " ما " فإنها تنفى مافى الحال، ولذلك لم يجز أن تدخل إن عليها لان إن الشرطية تختص بالمستقبل، ومالنفى الحال.

قوله تعالى (قيل يانوح) " يا " و " نوح " في موضع رفع لوقوعهما موقع الفاعل، وقيل القائم مقام الفاعل مضمر، والنداء مفسر له: أى قيل قول، أو قيل هو يانوح (بسلام وبركات) حالان من ضمير الفاعل (وأمم) معطوف على الضمير في اهبط تقديره: اهبط أنت وأمم، وكان الفصل بينهما مغنيا عن التوكيد، (سنمتعهم) نعت لامم.

قوله تعالى (تلك من أنباء الغيب) هو مثل قوله تعالى في آل عمران " ذلك من أنباء الغيب " وقد ذكر إعرابه (ماكنت تعلمها) يجوز أن يكون حالا من ضمير المؤنث في نوحيها، وأن يكون حالا من الكاف في إليك.

قوله تعالى (من إله غيره) قد ذكر في الاعراف.

قوله تعالى (مدرارا) حال من السماء، ولم يؤنثه لوجهين: أحدهما أن السماء السحاب فذكر مدرارا على المعنى.

والثانى أن مفعالا للمبالغة، وذلك يستوى فيه المؤنث والمذكر، مثل فعول كصبور، وفعيل كبغى (إلى قوتكم) إلى هنا محمولة على المعنى، ومعنى يزدكم يضف، ويجوزأن يكون " إلى " صفة القوة فتتعلق بمحذوف، أى قوة مضافة إلى قوتكم.

قوله تعالى (ماجئتنا ببينة) يجوز أن تتعلق الباء بجئت، والتقدير: ماأظهرت بينة، ويجوز أن تكون حالا: أى ومعك بينة أو محتجا ببينة.

قوله تعالى (إلا اعتراك) الجملة مفسرة لمصدر محذوف تقديره: إن نقول إلا قولا هو اعتراك، ويجوز أن يكون موضعها نصبا: أى مانذكر إلا هذا القول.

قوله تعالى (فإن تولوا) أى فإن تتولوا فحذف الثانية (يستخلف) الجمهور على الضم وهو معطوف على الجواب بالفاء، وقد سكنه بعضهم على الموضع أو على التخفيف لتوالى الحركات.

٤٢

قوله تعالى (كفروا ربهم) هو محمول على المعنى: أى جحدوا ربهم، ويجوز أن يكون انتصب بما حذف الباء، وقيل التقدير: كفروا نعمة ربهم: أى بطروها.

قوله تعالى (غير تخسير) الاقوى في المعنى أن يكون غير هنا استثناء في المعنى وهو مفعول ثان لتزيدوننى: أى فما تزيدوننى إلا تخسيرا، ويضعف أن تكون صفة لمحذوف إذ التقدير: فما تزيدوننى شيئا غير تخسير، وهو ضد المعنى.

قوله تعالى (من خزى يومئذ) يقرأ بكسر الميم على أنه معرب، وانجراره بالاضافة وبفتحها على أنه مبنى مع " إذ " لان " إذ " مبنى وظرف الزمان إذا أضيف إلى مبنى جاز أن يبنى لما في الظروف من الابهام، ولان المضاف يكتسى كثيرا من أحوال المضاف إليه كالتعريف والاستفهام والعموم والجزاء، وأما " إذ " فقد تقدم ذكرها.

قوله تعالى (وأخذ الذين ظلموا الصيحة) في حذف التاء ثلاثة أوجه: أحدها أنه فصل بين الفعل والفاعل. والثانى أن التأنيث غير حقيقى. والثالث أن الصيحة بمعنى الصياح فحمل على المعنى.

قوله تعالى (كأن لم يغنوا فيها) قد ذكرفى الاعراف (لثمود) يقرأ بالتنوين لانه مذكر، وهو حى أو أبوالقبيلة، وبحذف التنوين غير مصروف على أنها القبيلة.

قوله تعالى (بالبشرى) في موضع الحال من الرسل (قالوا سلاما) في نصبه وجهان: أحدهما هو مفعول به على المعنى كأنه قال: ذكروا سلاما.

والثانى هو مصدر: أسلموا سلاما، وأما (سلام) الثانى فمرفوع على وجهين: أحدهما هو خبر مبتدإ محذوف: أى أمرى سلام، أو جوابى أو قولى. والثانى هو المبتدإ والخبر محذوف: أى سلام عليكم، وقد قرئ على غير هذا الوجه بشئ هو ظاهر في الاعراب (أن جاء) في موضعه ثلاثة أوجه: أحدها جر تقديره: عن أن جاء، لان لبث بمعنى تأخر. والثانى نصب وفيه وجهان. أحدهما أنه لما حذف حرف الجر وصل الفعل بنفسه، والثاى هو محمول على المعنى: أى لم يترك الاتيان بعجل. والثالث رفع على وجهين أيضا: أحدهما فاعل لبث.

أى فما أبطأ مجيئه، والثانى أن " ما " بمعنى الذى، وهو مبتدإ، وأن جاء خبره تقديره: والذى لبثه إبراهيمعليه‌السلام قدر مجيئه، أو مصدرية: أى لبثه مقدار مجيئه.

قوله تعالى (وامرأته قائمة) الجملة حال من ضمير الفاعل في أرسلنا (فضحكت) الجمهور على كسر الحاء، وقرئ بفتحها والمعنى: حاضت، يقال ضحكت الارنب بفتح

٤٣

الحاء (ومن وراء إسحاق يعقوب) يقرأ بالرفع وفيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ وماقبله الخبر. والثانى هو مرفوع بالظرف، ويقرأ بفتح الباء وفيه وجهان: أحدهما أن الفتحة هنا للنصب وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على موضع إسحاق، والثانى هو منصوب بفعل محذوف دل عليه الكلام تقديره: ووهبنا له من وراء إسحاق يعقوب. والوجه الثانى أن الفتحة للجر، وهو معطوف على لفظ إسحاق: أى فبشرناها بإسحاق ويعقوب، وفى وجهى العطف قد فصل بين يعقوب وبين الواو العاطفة بالظرف، وهو ضعيف عند قوم، وقد ذكرنا ذلك في سورة النساء.

قوله تعالى (وهذا بعلى شيخا) هذا مبتدأ، وبعلى خبره، وشيخا حال من بعلى مؤكدة، إذ ليس الغرض الاعلام بأنه بعلها في حال شيخوخته دون غيرها، والعامل في الحال معنى الاشارة والتنبيه أو أحدهما، ويقرأ شيخ بالرفع، وفيه عدة أوجه: أحدها أن يكون هذا مبتدأ، وبعلى بدلا منه، وشيخ الخبر.

والثانى أن يكون بعلى عطف بيان وشيخ الخبر.

والثالث أن يكون بعلى مبتدأ ثانيا، وشيخ خبره، والجملة خبر هذا.

والرابع أن يكون بعلى خبر المبتدإ، وشيخ خبر مبتدإ محذوف: أى هو شيخ.

والخامس أن يكون شيخ خبرا ثانيا.

والسادس أن يكون بعلى وشيخ جميعا خبرا واحدا كما تقول: هذا حلو حامض، والسابع أن يكون شيخ بدلا من بعلى.

قوله تعالى (أهل البيت) تقديره: ياأهل البيت، أو يكون منصوبا على التعظيم والتخصيص: أى أعنى، ولايجوز في الكلام جر مثل هذا على البدل، لان ضمير المخاطب لايبدل منه إذا كان في غاية الوضوح (وجاء‌ته البشرى) هو معطوف على ذهب، ويجوز أن يكون حالا من إبراهيم، وقد مرادة، فأما جواب " لما " فيه وجهان: أحدهما هو محذوف تقديره: أقبل يجادلنا، ويجادلنا على هذا حال.

والثانى أنه يجادلنا، وهو مستقبل بمعنى الماضى: أى جادلنا، ويبعد أن يكون الجواب جاء‌ته البشرى، لان ذلك يوجب زيادة الواو وهو ضعيف، و (أواه) فعال من التأوه.

قوله تعالى (آتيهم) هو خبر إن، و (عذاب) مرفوع به، وقيل عذاب مبتدأ وآتيهم خبر مقدم، وجوز ذلك أن عذابا وإن كان نكرة فقد وصف بقوله (غير مردود) وأن إضافة

٤٤

اسم الفاعل هاهنا لاتفيده التعريف إذ المراد به الاستقبال.

قوله تعالى (سئ بهم) القائم مقام الفاعل ضمير لوط، و (ذرعا) تمييز، و (يهرعون إليه) حال، والماضى منه أهرع (هؤلاء) مبتدأ، و (بناتى) عطف بيان أو بدل، و (هن) فصل، و (أطهر) الخبر، ويجوز أن يكون هن مبتدأ ثانيا، وأطهر خبره، ويجوز أن يكون بناتى خبرا، وهن أطهر مبتدأ وخبر. وقرئ في الشاذ " أطهر " بالنصب.

وفيه وجهان: أحدهما أن يكون بناتى خبرا وهن فصلا، وأطهر حالا. والثانى أن يكون هن مبتدأ، ولكم خبر، وأطهر حال، والعامل فيه مافيهن من معنى التوكيد بتكرير المعنى، وقيل العامل لكم لما فيه من معنى الاستقرار.

والضيف مصدر في الاصل وصف به، فلذلك لم يثن ولم يجمع، وقد جاء مجموعا يقال أضياف وضيوف وضيفان.

قوله تعالى (مانريد) يجوز أن تكون " ما " بمعنى الذى، فتكون نصبا بتعلم وهو بمعنى يعرف، ويجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب بنريد؟؟ وعلمت معلقة.

قوله تعالى (أو آوى) يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون في موضع رفع خبر أن على المعنى تقديره: أو أنى آوى، ويضعف أن يكون معطوفا على قوة، إذ لو كان كذلك لكان منصوبا بإضمار أن، وقد قرئ به والتقدير: أو أن آوى. وبكم حال من قوة، وليس معمولا لها لانها مصدر.

قوله تعالى (فأسر بأهلك) يقرأ بقطع الهمزة ووصلها وهما لغتان، يقال أسرى وسرى (إلا امرأتك) يقرأ بالرفع على أنه بدل من أحد، والنهى في اللفظ لاحد، وهو في المعنى للوط: أى لاتمكن أحدا منهم من الالتفات إلا امرأتك، ويقرأ بالنصب على أنه استثناء من أحد، أو من أهل.

قوله تعالى (جعلنا عاليها) مفعول أول، و (سافلها) ثان (من سجيل) صفة لحجارة، و (منضود) نعت لسجيل، و (مسومة) نعت لحجارة، و (عند) معمول مسومة أو نعت لها، و (هى) ضمير العقوبة، و (بعيد) نعت لكان محذوف، ويجوز أن يكون خبر هى، ولم تؤنث لان العقوبة والعقاب بمعنى: أى وما العقاب بعيدا من الظالمين.

قوله تعالى (أخاهم) مفعول فعل محذوف: أى وأرسلنا إلى مدين، و (شعيبا) بدل، و (تنقصوا) يتعدى إلى مفعول بنفسه، وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف جر، تقول: نقصت زيدا حقه ومن حقه، وهو هاهنا كذلك: أى لاتنقصوا الناس من المكيال، ويجوز

٤٥

أن يكون هنا متعديا إلى واحد على المعنى: أى لاتعللوا وتطففوا، و (محيط) نعت لليوم في اللفظ، وللعذاب في المعنى، وذهب قوم إلى أن التقدير: عذاب يوم محيط عذابه، وهو بعيد لان محيطا قد جرى على غير من هو له، فيجب إبراز فاعله مضافا إلى ضمير الموصوف.

قوله تعالى (أو أن نفعل) في موضع نصب عطفا على مايعبد، والتقدير: أصلواتك تأمرك أن نترك مايعبد آباؤنا، أو أن نترك أن نفعل، وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس المعنى: أصلواتك تأمرك أن تفعل في أموالنا.

قوله تعالى (لايجرمنكم) يقرأ بفتح الياء وضمها، وقد ذكر في المائدة، وفاعله (شقاقى) و (أن يصيبكم) مفعول الثانى.

قوله تعالى (واتخذتموه) هى المتعدية إلى مفعولين، و (ظهريا) المفعول الثانى. ووراء‌كم يجوز أن يكون ظرفا لاتخذتم، وأن يكون حالا من ظهريا.

قوله تعالى (فسوف تعلمون من يأتيه) هو مثل الذى في قصة نوحعليه‌السلام .

قوله تعالى (كما بعدت) يقرأ بكسر العين، ومستقبله يبعد، والمصدر بعدا بفتح العين فيهما: أى هلك، ويقرأ بضم العين ومصدره البعد، وهو من البعد في المكان.

قوله تعالى (يقدم قومه) هو مستأنف لاموضع له (فأوردهم) تقديره: فيوردهم، وفاعل (بئس الورد المورود) نعت له، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: بئس الورد النار، ويجوز أن يكون المورود هو المخصوص بالذم.

قوله تعالى (ذلك من أنباء القرى) ابتداء وخبر، و (نقصه) حال، ويجوز أن يكون ذلك مفعولا به والناصب له محذوف: أى ونقص ذلك من أنباء القرى، وفيه أوجه أخر قد ذكرت في قوله تعالى " ذلك من أنباء الغيب " في آل عمران (منها قائم) مبتدأ وخبر في موضع الحال من الهاء في نقصه (وحصيد) مبتدأ خبره محذوف: أى ومنها حصيد، وهو بمعنى محصود.

قوله تعالى (إذا أخذ) ظرف، والعامل فيه " أخذ ربك ".

قوله تعالى (ذلك) مبتدأ و (يوم) خبره، و (مجموع) صفة يوم، و (الناس) مرفوع بمجموع.

قوله تعالى (يوم يأتى) يوم ظرف، والعامل فيه " تكلم " مقدرة، والتقدير: لاتكلم

٤٦

نفس، ويجوز أن يكون العامل فيه نفس وهو أجود، ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف.

أى اذكروا يوم يأتى ويكون تكلم صفة له، والعائد محذوف: أى لاتكلم فيه أو لاتكلمه، ويجوز أن يكون منصوبا على إضمار أعنى، وأما فاعل يأتى فضمير يرجع على قوله " يوم مجموع له الناس " ولا يرجع على يوم المضاف إلى يأتى، لان المضاف إليه كجزء من المضاف، فلا يصح أن يكون الفاعل بعض الكلمة، إذ ذلك يؤدى إلى إضافة الشئ إلى نفسه، والجيد أثبات الياء، إذ لا علة توجب حذفها، وقد حذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة عنها وشبه ذلك بالفواصل ونظير ذلك " ماكنا نبغ - والليل إذايسر " (إلا بإذنه) قد ذكر نظيره في آية الكرسى.

قوله تعالى (لهم فيها زفير) الجملة في موضع الحال، والعامل فيها الاستقرار الذى في النار أو في نفس الظرف، ويجوز أن يكون حالا من النار (خالدين فيها) خالدين حال، والعامل فيها لهم أو مايتعلق به (مادامت).

في موضع نصب: أى مدة دوام السموات، ودام هنا تامة (إلا ماشاء) في هذا الاستثناء قولان: أحدهما هو منقطع. والثانى هو متصل. ثم في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى " من " والمعنى على هذا أن الاشقياء من الكفار والمؤمنين في النار، والخارج منهم منها الموحدون، وفى الآية الثانية يراد بالسعداء الموحدون، ولكن يدخل منهم النار العصاة ثم يخرجون منها، فمقتضى أول الآية أن يكون كل الموحدين في الجنة من أول الامر.

ثم استثنى من هذا العموم العصاة فإنهم لايدخلونها في أول الامر.

والوجه الثانى أن " ما " على بابها، والمعنى: أن الاشقياء يستحقون النار من حين قيامهم من قبورهم: ولكنهم يؤخرون عن إدخالها مدة الموقف، والسعداء يستحقون الجنة ويؤخرون عنها مدة الموقف، وخالدين على هذا حال مقدرة، وفيها في الموضعين تكرير عند قوم، إذ الكلام يستقل بدونها.

وقال قوم: فيها يتعلق بخالدين وليست تكريرا، وفى الاولى يتعلق بمحذوف و (عطاء) اسم مصدر: أى إعطاء ذلك، ويجوز أن يكون مفعولا لان العطاء بمعنى المعطى.

سعدوا بفتح السين وهو الجيد، وقرئ بضمها وهو ضعيف، وقد ذكر فيها وجهان: أحدهما أنه على حذف الزيادة أى أسعدوا، وأسسه قولهم رجل مسعود. والثانى أنه مما

٤٧

لازمه، ومتعديه بلفظ واحد مثل شجا فاه وشجا فوه، وكذلك سعدوا وسعدته، وهو غير معروف في اللغة ولا هو مقيس.

قوله تعالى (غير منقوص) حال: أى وافيا.

قوله تعالى (وإن كلا) يقرأ بتشديد النون ونصب كل وهو الاصل، ويقرأ بالتخفيف والنصب وهو جيد، لان " إن " محمولة على الفعل، والفعل يعمل بعد الحذف كما يعمل قبل الحذف نحو: لم يكن ولم يك، وفى خبر " إن " على الوجهين وجهان: أحدهما (ليوفينهم) و " ما " خفيفة زائدة لتكون فاصلة بين لام إن ولام القسم كراهية تواليهما، كما فصلوا بالالف بين النونات في قولهم: أحسنان عنى. والثانى أن الخبر " ما " وهى نكرة: أى لخلق أو جمع.

ويقرأ بتشديد الميم مع نصب كل، وفيها ثلاثة أوجه: أحدها أن الاصل لمن " ما " بكسر الميم الاولى، وإن شئت بفتحها، فأبدلت النون ميما وأدغمت ثم حذفت الميم الاولى كراهية التكرير، وجاز حذف الاولى وإبقاء الساكنة لاتصال اللام بها وهى الخبر على هذين التقديرين.

الوجه الثانى أنه مصدر لم يلم إذا جمع، لكنه أجرى الوصل مجرى الوقف، وقد نونه قوم، وانتصابه على الحال من ضمير المفعول في لنوفينهم وهو ضعيف.

الوجه الثالث أنه شدد ميم " ما " كما يشدد الحرف الموقوف عليه في بعض اللغات، وهذا في غاية البعد ويقرأ و " إن " بتخفيف النون كل بالرفع وفيه وجهان: أحدهما أنها المخففة واسمها محذوف، وكل وخبرها خبر إن، وعلى هذا تكون " لما " نكرة: أى خلق أو جمع على ماذكرناه في قراء‌ة النصب. والثانى أن " إن " بمعنى " ما " و " لما " بمعنى " إلا " أى ماكل إلا ليوفينهم، وقد قرئ به شاذ شاذا: ومن شدد فهو على ماتقدم، ولايجوز أن تكون " لما " بالتشديد حرف جزم ولا حينا لفساد المعنى.

قوله تعالى (ومن تاب) هو في موضع رفع عطفا على الفاعل في استقم، ويجوز أن يكون نصبا مفعولا معه.

قوله تعالى (ولاتركنوا) يقرأ بفتح الكاف، وماضيه على هذا ركن بكسرها وهى لغة، وقيل ماضيه على هذا بفتح الكاف، ولكنه جاء على فعل يفعل بالفتح فيهما وهو شاذ، وقيل اللغتان متداخلتان، وذاك أنه سمع ممن لغته الفتح في الماضى فتحها في المستقبل على

٤٨

لغة غيره فنطق بها على ذلك، ويقرأ بضم الكاف وماضيه ركن بفتحها (فتمسكم) الجمهور على فتح التاء، وقرئ بكسرها وهى لغة، وقيل هى لغة في كل ماعين ماضيه مكسورة ولامه كعينه نحو مس أصله مسست، وكسر أوله في المستقبل تنبيها على ذلك.

قوله تعالى (طرفى النهار) ظرف لاقم (وزلفا) بفتح اللام جمع زلفة مثل ظلمة وظلم، ويقرأ بضمها.

وفيه وجهان: أحدهما أنه جمع زلفة أيضا، وكانت اللام ساكنة مثل بسرة وبسر، ولكنه أتبع الضم الضم.

والثانى هو جمع زلف وقد نطق به، ويقرأ بسكون اللام وهو جمع زلفة على الاصل نحو بسرة وبسر، أو هو مخفف من جمع زليف.

قوله تعالى (أولوا بقية) الجمهور على تشديد الياء وهو الاصل، وقرئ بتخفيفها وهو مصدر بقى يبقى بقية كلقيته لقية، فيجوز أن يكون على بابه، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى فعيل وهو بمعنى فاعل (في الارض) حال من الفساد (واتبع) الجمهور على أنها همزة وصل وفتح التاء والباء: أى اتبعوا الشهوات، وقرئ بضم الهمزة وقطعها وسكون التاء وكسر الباء، والتقدير: جزاء ماأترفوا.

قوله تعالى (إلا من رحم) هو مستثنى من ضمير الفاعل في يزالون. وذلك يعود على الرحمة، وقيل الاختلاف.

قوله تعالى (وكلا) هو منصوب (ب‍ (نقص)، و (من أنباء) صفة لكل، و (مانثبت) بدل من كل أو هو رفع بإضمار هو، ويجوز أن يكون مفعول نقص ويكون كلا حالا من " ما " أو من الهاء على مذهب من أجاز تقديم حال المجرور عليه أو من أنباء على هذا المذهب أيضا، ويكون كلا بمعنى جميعا (في هذه) قيل في الدنيا وقيل في هذه السورة، والله أعلم.

سورة يوسفعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (تلك آيات الكتاب) قد ذكر في أول يونس.

قوله تعالى (قرآنا) فيه وجهان: أحدهما أنه توطئة للحال التى هى (عربيا) والثانى أنه حال وهو مصدر في موضع المفعول: أى مجموعا أو مجتمعا، وعربى صفة له على رأى من

٤٩

يصف الصفة أو حال من الضمير الذى في المصدر على رأى من قال: يحتمل الضمير إذا وقع موقع مايحتمل الضمير.

قوله تعالى (أحسن) ينتصب انتصاب المصدر (بما أوحينا) " ما " مصدرية وهذا مفعول أوحينا (القرآن) نعت له أو بيان، ويجوز في العربية جره على البدل من " ما " ورفعه على إضمار هو، والباء متعلقة بنقص، ويجوز أن يكون حالا من أحسن، والهاء في (قبله) ترجع على القرآن، أو على هذا، أو على الايحاء.

قوله تعالى (إذ قال) أى اذكر إذ، وفى (يوسف) ست لغات ضم السين وفتحها وكسرها بغير همز فيهن وبالهمز فيهن، ومثله يونس (يا أبت) يقرأ بكسر التاء والتاء فيه زائدة عوضا من ياء المتكلم وهذا في النداء خاصة وكسرت التاء لتدل على الياء المحذوفة، ولايجمع بينهما لئلا يجمع بين العوض والمعوض، ويقرأ بفتحها وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه حذف التاء التى هى عوض من الياء، كما تحذف تاء طلحة في الترخيم، وزيدت بدلها تاء أخرى وحركت بحركة ماقبلها، كما قالوا: ياطلحة أقبل بالفتح.

والثانى أنه أبدل من الكسرة فتحة كما يبدل من الياء ألف.

والثالث أنه أراد ياأبتا كما جاء في الشعر * ياأبتا علك أو عساك * فحذفت الالف تخفيفا، وقد أجاز بعضهم ضم التاء لشبهها بتاء التأنيث، فأما الوقف على هذا الاسم فبالتاء عند قوم لانها ليست للتأنيث فيبقى لفظها دليلا على المحذوف، وبالهاء عند آخرين شبهوها بهاء التأنيث، وقيل الهاء بدل من الالف المبدلة من الياء، وقيل هى زائدة لبيان الحركة، و (أحد عشر) بفتح العين على الاصل وبإسكانها على التخفيف فرارا من توالى الحركات وإيذانا بشدة الامتزاج، وكرر " رأيت " تفخيما لطول الكلام، وجعل الضمير على لفظ المذكر لانه وصفه بصفات من يعقل من السباحة والسجود، ولذلك جمع الصفة جمع السلامة و (ساجدين) حال لان الرؤية من رؤية العين.

قوله تعالى (رؤياك) الاصل الهمز، وعليه الجمهور، وقرئ بواو مكان الهمز لانضمام ماقبلها، ومن العرب من يدغم فيقول: رياك فأجرى المخففة مجرى الاصلية ومنهم من يكسر الراء لتناسب الياء (فيكيدوا) جواب النهى، (كيدا) فيه وجهان: أحدهما هو مفعول به، والمعنى: فيضعون لك أمرا يكيدك، وهو مصدر في موضع الاسم، ومنه قوله تعالى "

٥٠

فأجمعوا كيدكم " أى ماتكيدون به فعلى هذا يكون في اللام وجهان: أحدهما هى بمعنى من أجلك. والثانى هى صفة قدمت فصارت حالا.

والوجه الآخر أن يكون مصدرا مؤكدا، وعلى هذا في اللام ثلاثة أوجه: منها الاثنان الماضيان، والثالث أن تكون زائدة لان هذا الفعل يتعدى بنفسه، ومنه " فإن كان لكم كيد فكيدون " ونظير زيادتها هنا " ردف لكم ".

قوله تعالى (وكذلك) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف: أى اجتباء مثل ذلك (إبراهيم وإسحاق) بدلان من أبويك.

قوله تعالى (آيات) يقرأ على الجمع لان كل خصلة مما جرى آية، ويقرأ على الافراد لان جميعها يجرى مجرى الشئ الواحد، وقيل وضع الواحد موضع الجمع، وقد ذكرنا أصل الآية في البقرة.

قوله تعالى (أرضا) ظرف لا طرحوه، وليس بمفعول به لان طرح لايتعدى إلى اثنين، وقيل هو مفعول ثان لان اطرحوه بمعنى أنزلوه، وأنت تقول: أنزلت زيدا الدار.

قوله تعالى (غيابة الجب) يقرأ بألف بعد الياء وتخفيف الباء، وهو الموضع الذى يخفى من فيه، ويقرأ على الجمع إما أن يكون جمعها بما حولها كما قال الشاعر: * يزل الغلام الخف عن صهواته * أو أن يكون في الجب مواضع على ذلك وفيه قراء‌ات أخر ظاهرة لم نطل بذكرها (يلتقطه) الجمهور على الياء حملا على لفظ بعض، ويقرأ بالتاء حملا على المعنى، إذ بعض السيارة سيارة، ومنه قولهم: ذهبت بعض أصابعه.

قوله تعالى (لاتأمنا) في موضع الحال، والجمهور على الاشارة إلى ضمة النون الاولى، فمنهم من يختلس الضمة بحيث يدركها السمع. ومنهم من يدل عليها بضم الشفة فلا يدركها السمع، ومنهم من يدغمها من غير إشمام، وفى الشاذ من يظهر النون وهو القياس.

قوله تعالى (نرتع) الجمهور على أن العين آخر الفعل وماضيه رتع، فمنهم من يسكنها على الجواب، ومنهم من يضمها على أن تكون حالا مقدرة، ومنهم من يقرؤها بالنون، ومنهم من يقرؤها بالياء، ويقرأ نرتع يكسر العين وهو يفتعل من رعى: أى ترعى ماشيتنا أو نأكل نحن.

قوله تعالى (يأكله الذئب) الاصل في الذئب الهمز، وهو من قولهم: تذأبت الريح إذا جاء‌ت من كل وجه، كما أن الذئب كذلك، ويقرأ بالياء على التخفيف.

٥١

قوله تعالى (ونحن عصبة) الجملة حال، وقرئ في الشاذ " عصبة " بالنصب وهو بعيد، ووجهه أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال: أى ونحن نتعصب أو نجتمع عصبة.

قوله تعالى (فلما ذهبوا) جواب لما محذوف تقديره: عرفناه أو نحو ذلك، وعلى قول الكوفيين الجواب أوحينا، والواو زائدة (وأجمعوا) يجوز أن يكون حالا معه قد مرادة، وأن يكون معطوفا.

قوله تعالى (عشاء) فيه وجهان: أحدهما هو ظرف: أى وقت العشاء. و (يبكون) حال. والثانى أن يكون جمع عاش كقائم وقيام، ويقرأ بضم العين والاصل عشاة مثل غاز وغزاة، فحذفت الهاء وزيدت الالف عوضا منها، ثم قلبت الالف همزة: وفيه كلام قد ذكرناه في آل عمران عند قوله سبحانه " أو كانوا غزا " ويجوز أن يكون جمع فاعل على فعال، كما جمع فعيل على فعال لقرب مابين الكسر والضم. ويجوز أن يكون كنؤام ورباب وهو شاذ.

قوله تعالى (على قميصه) في موضع نصب حالا من الدم، لان التقدير جاء‌وا بدم كذب على قميصه.

وكذب بمعنى ذى كذب، ويقرأ في الشاذ بالدال، والكذب النقط الخارجة على أطراف الاحداث، فشبه الدم اللاصق على القميص بها، وقيل الكذب الطرى (فصبرجميل) أى فشأنى فحذف المبتدأ، وإن شئت كان المحذوف الخبر: أى فلى أو عندى.

قوله تعالى (بشراى) يقرأ بياء مفتوحة بعد الالف مثل عصاى، وإنما فتحت الياء من أجل الالف، ويقرأ بغير ياء، وعلى الالف ضمة مقدرة لانه منادى مقصور، ويجوز أن يكون منصوبا مثل قوله " ياحسرة على العباد " ويقرأ بشرى بياء مشددة من غير ألف، وقد ذكر في قوله تعالى " هدى " البقرة، والمعنى:

يابشارة احضرى فهذا أوانك (أسروه) الفاعل ضمير الاخوة، وقيل السيارة، و (بضاعة) حال.

قوله تعالى (بخس) مصدر في موضع المفعول: أى مبخوس أو ذى بخس، و (دراهم) بدل من ثمن (وكانوا فيه من الزاهدين) قد ذكر مثله في قوله " وإنه في الآخرة لمن الصالحين " في البقرة " ونكون عليها من الشاهدين " في المائدة.

قوله تعالى (من مصر) يجوز أن يكون متعلقا بالفعل كقولك: اشتريت من بغداد: أى فيها أو بها، ويجوز أن يكون حالا من الذى، أو من الضمير في اشترى فيتعلق بمحذوف

٥٢

(ولنعلمه) اللام متعلقة بمحذوف: أى ولنعلمه مكناه. وقد ذكر مثله في قوله تعالى " ولتكملوا العدة " وغيره، والهاء في (أمره) يجوز أن تعود على الله عزوجل: وأن تعود على يوسف.

قوله تعالى (هيت لك) فيه قراء‌ات: إحداها فتح الهاء والتاء وياء بينهما.

والثانية كذلك إلا أنه بكسر التاء.

والثالثة كذلك إلا أنه بضمها وهى لغات فيها، والكلمة اسم للفعل، فمنهم من يقول: هو خبر معناه تهيأت، وبنى كما بنى شتان، ومنهم من يقول: هو اسم للامر: أى أقبل وهلم، فمن فتح طلب الخفة، ومن كسر فعلى التقاء الساكنين مثل جير، ومنهم من ضم شبهه بحيث، واللام على هذا للتبيين مثل التى في قولهم: سقيا لك.

والقراء‌ة الرابعة بكسر الهاء وهمزة ساكنة وضم التاء وهو على هذا فعل من هاء يهاء مثل شاء يشاء، ويهئ مثل فاء يفئ. والمعنى: تهيأت لك أو خلقت ذا هيئة لك، واللام متعلقة بالفعل.

والقراء‌ة الخامسة هيئت لك وهى غريبة.

والسادسة بكسر الهاء وسكون الهمزة وفتح التاء، والاشبه أن تكون الهمزة بدلا من الياء، أو تكون لغة في الكلمة التى هى اسم للفعل، وليست فعلا لان ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسفعليه‌السلام ، وهو فاسد لوجهين: أحدهما أنه لم يتهيأ لها، وإنما تهيأت له. والثانى أنه قال لك ولو أراد الخطاب لكان هئت لى (قال معاذ الله) هو منصوب على المصدر يقال: عذت به عوذا وعياذا وعياذة وعوذة ومعاذا (إنه) الهاء ضمير الشأن، والجملة بعده الخبر.

قوله تعالى (لولا أن رأى) جواب " لولا " محذوف تقديره: لهم بها، والوقف على هذا ولقد همت به، والمعنى أنه لم يهم بها، وقيل التقدير: لولا أن رأى البرهان لواقع المعصية (كذلك) في موضع رفع: أى الامر كذلك، وقيل في موضع نصب أى نراعيه كذلك واللام في (لنصرف) متعلقة بالمحذوف، و (المخلصين) بكسر اللام: أى المخلصين أعمالهم وبفتحها: أى أخلصهم الله لطاعته.

قوله تعالى (من دبر) الجمهور على الجر والتنوين، وقرئ في الشواذ بثلاث ضمات من غير تنوين، وهو مبنى على الضم لانه قطع عن الاضافة، والاصل من دبره وقبله، ثم فعل

٥٣

فيه مافعل في قبل وبعد، وهو ضعيف لان الاضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الاضافة.

قوله تعالى (يوسف أعرض) الجمهور على ضم الفاء، والتقدير: يا يوسف، وقرأ الاعمش بالفتح، والاشبه أن أخرجه على أصل المنادى كما جاء في الشعر: * ياعديا لقد وقتك الاواقى * وقيل لم تضبط هذه القراء‌ة عن الاعمش، والاشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل، وأجرى الوصل مجرى الوقف فألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها فصار اللفظ بها " يوسف أعرض " وهذا كما حكى الله أكبر أشهد بالوصل والفتح، وقرئ في الشاذ أيضا بضم الفاء، وأعرض على لفظ الماضى وفيه ضعف لقوله (واستغفرى) وكان الاشبه أن يكون بالفاء فاستغفرى.

قوله تعالى (نسوة) يقرأ بكسر النون وضمها وهما لغتان. وألف الفتى منقلبة عن ياء لقولهم فتيان، والفتوة شاذ (قد شغفها) يقرأ بالغين، وهو من شغاف القلب وهو غلافه، والمعنى: أنه أصاب شغاف قلبها، وأن حبه صار محتويا على قلبها كاحتواء الشغاف عليه، ويقرأ بالعين وهو من قولك: فلان مشغوف بكذا: أى مغرم به ومولع، و (حبا) تمييز، والاصل قد شغفها حبه، والجملة مستأنفة، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في تراود أو من الفتى.

قوله تعالى (وأعتدت) هومن العتاد، وهو الشئ المهيأ للامر (متكأ) الجمهور على تشديد التاء والهمز من غير مد، وأصل الكلمة موتكأ لانه من توكأت، ويراد به المجلس الذى يتكأ فيه، فأبدلت الواو تاء وأدغمت، وقرئ شاذا بالمد والهمز، والالف فيه ناشئة عن إشباع الفتحة، ويقرأ بالتنوين من غير همز، والوجه فيه أنه أبدل الهمزة ألفا ثم حذفها للتنوين.

وقال ابن جنى: يجوز أن يكون من أو كيت السقاء، فتكون الالف بدلا من الياء ووزنه مفتعل من ذلك، ويقرأ بتخفيف التاء من غير همز، ويقال المتك الاترج (حاشى لله) يقرأ بألفين وهو الاصل، والجمهور على أنه هنا فعل وقد صرف منه أحاشى، وأيد ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى ولو كان حرف جر لما دخل على حرف جر، وفاعله مضمر تقديره: حاشى يوسف:

أى بعد من المعصية بخوف الله، وأصل الكلمة من حاشيت الشئ، فحاشا صار في حاشية، أى ناحية، ويقرأ بغير ألف بعد الشين حذفت تخفيفا، واتبع من ذلك المصحف،

٥٤

وحسن ذلك كثرة استعمالها، وقرئ شاذا " حشا لله " بغير ألف بعد الحاء وهو مخفف منه، وقال بعضهم: هى حرف جر واللام زائدة، وهو ضعيف لان موضع مثل هذا ضرورة الشعر (ماهذا بشرا) يقرأ بفتح الباء: أى إنسانا بل هو ملك، ويقرأ بكسر الباء من الشراء: أى لم يحصل هذا بثمن، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع المفعول: أى بمشترى، وعلى هذا قرئ بكسر اللام في ملك.

قوله تعالى (رب السجن) يقرأ بكسر السين وضم النون، وهو مبتدأ، و (أحب) خبره، والمراد المحبس، والتقدير: سكنى السجن، ويقرأ بفتح السين على أنه مصدر، ويقرأ " رب " بضم الباء من غير ياء، " والسجن " بكسر السين، والجر على الاضافة: أى صاحب السجن، والتقدير لقاؤه أو مقاساته.

قوله تعالى (بدا لهم) في فاعل بدا ثلاثة أوجه: أحدها هو محذوف، و (ليسجننه) قائم مقامه: أى بدا لهم السجن فحذف وأقيمت الجملة مقامه، وليست الجملة فاعلا، لان الجمل لا تكون كذلك.

والثانى أن الفاعل مضمر وهو مصدر بدا: أى بدا لهم بداء فأضمر.

والثالث أن الفاعل مادل عليه الكلام: أى بدا لهم رأى: أى فأضمر أيضا، و (حتى) متعلقة بيسجننه. والله أعلم.

قوله تعالى (ودخل معه السجن) الجمهور على كسر السين، وقرئ بفتحها والتقدير: موضع السجن أو في السجن، و (قال) مستأنف لانه لم يقل ذلك المنام حال دخوله، ولا هو حال مقدرة لان الدخول لايؤدى إلى المنام (فوق رأسى) ظرف لاحمل، ويجوز أن يكون حالا من الخبر، و (تأكل) صفة له.

قوله تعالى (أم الله الواحد) أم هنا متصلة (سميتموها) يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الثانى: أى سميتموها آلهة.

وأسماء هنا بمعنى مسميات أو ذوى أسماء، لان الاسم لايعبد (أمر ألا) يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا، وقد معه مرادة، وهو ضعيف لضعف العامل فيه.

قوله تعالى (منهما) يجوز أن يكون صفة لناج، وأن يكون حالا من الذى، ولايكون متعلقا بناج لانه ليس المعنى عليه.

قوله تعالى (سمان) صفة لبقرات، ويجوز في الكلام نصبه نعتا لسبع، و (يأكلهن) في

٥٥

موضع جر أو نصب على ماذكرنا، ومثله (خضر). (للرؤيا) اللام فيه زائدة تقوية للفعل لما تقدم مفعوله عليه، ويجوز حذفها في غير القرآن لانه يقال عبرت الرؤيا.

قوله تعالى (أضغاث أحلام) أى هذه (بتأويل الاحلام) أى بتأويل أضغاث الاحلام لابد من ذلك لانهم لم يدعوا لجهل بتعبير الرؤيا.

قوله تعالى (نجا منهما) في موضع الحال من ضمير الفاعل، وليس بمفعول به ويجوز أن يكون حالا من الذى (وادكر) أصله اذتكر، فأبدلت الذال دالا والتاء دالا وأدغمت الاولى في الثانية ليتقارب الحرفان، ويقرأ شاذا بذال معجمة مشددة، ووجهها أنه قلب التاء ذالا وأدغم.

قوله تعالى (بعد أمة) يقرأ بضم الهمزة وبكسرها: أى نعمة وهى خلاصة من السجن، ويجوز أن تكون بمعنى حين، ويقرأ بفتح الهمزة والميم وهاء منونة وهو النسيان، يقال: أمه يأمه أمها.

قوله تعالى (دأبا) منصوب على المصدر: أى تدأبون، ودل الكلام عليه، ويقرأ بإسكان الهمزة وفتحها، والفعل منه دأب دأبا ودئب دأبا، ويقرأ بألف من غير همز على التخفيف.

قوله تعالى (يعصرون) يقرأ بالياء والتاء والفتح، والمفعول محذوف: أى يعصرون العنب لكثرة الخصب، ويقرأ بضم التاء وفتح الصاد: أى تمطرون وهو من قوله " من المعصرات ".

قوله تعالى (إذ راودتن) العامل في الظرف خطبكن وهو مصدر سمى به الامر العظيم، ويعمل بالمعنى لان معناه: ماأردتن أو مافعلتن.

قوله تعالى (ذلك ليعلم) أى الامر ذلك، واللام متعلقة بمحذوف تقديره: أظهر الله ذلك ليعلم.

قوله تعالى (إلا مارحم ربى) في " ما " وجهان: أحدهما هى مصدرية وموضعها نصب، والتقدير: إن النفس لامارة بالسوء إلا وقت رحمة ربى، ونظيره " فدية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا " وقد ذكروا انتصابه على الظرف، وهو كقولك: ما قمت إلا يوم الجمعة.

والوجه الآخر أن تكون " ما " بمعنى من، والتقدير إن النفس لتأمر بالسوء إلا لمن رحم ربى، أو إلا نفسا رحمها ربى فإنها لاتأمر بالسوء.

قوله تعالى (يتبوأ منها حيث يشاء) حيث ظرف ليتبوأ، ويجوز أن يكون

٥٦

مفعولا به، ومنها يتعلق بيتبوأ، ولايجوز أن يكون حالا من حيث لان حيث لاتنم إلا بالمضاف إليه، وتقديم الحال على المضاف إليه لايجوز، ويشاء بالياء، وفاعله ضمير يوسف، وبالنون ضمير اسم الله على التعظيم، ويجوز أن يكون فاعله ضمير يوسف لان مشيئته من مشيئة الله، واللام في ليوسف زائدة: أى مكنا يوسف، ويجوز أن لاتكون زائدة ويكون المفعول محذوفا: أى مكنا ليوسف الامور، ويتبوأ حال من يوسف.

قوله تعالى (لفتيته) يقرأ بالتاء على فعلة، وهو جمع قلة مثل صبية، وبالنون مثل غلمان، وهو من جموع الكثرة، وعلى هذا يكون واقعا موقع جمع القلة (إذا انقلبوا) العامل في إذا يعرفونها.

قوله تعالى (نكتل) يقرأ بالنون لان إرساله سبب في الكيل للجماعة، وبالياء على أن الفاعل هو الاخ، ولما كان هو السبب نسب الفعل إليه، فكأنه هو الذى يكيل للجماعة.

قوله تعالى (إلا كما أمنتكم) في موضع نصب على المصدر: أى أمنا كأمنى إياكم على أخيه (خير حافظا) يقرأ بالالف وهو تمييز، ومثل هذا يجوز إضافته، وقيل هو حال، ويقرأ " حفظا " وهو تمييز لا غير.

قوله تعالى (ردت) الجمهور على ضم الراء وهو الاصل، ويقرأ بكسرها، ووجهه أنه نقل كسرة العين إلى الفاء كما فعل في قيل وبيع، والمضاعف يشبه المعتل (مانبغى) " ما " استفهام في موضع نصب بنبغى، ويجوز أن تكون نافية، ويكون في نبغى وجهان: أحدهما بمعنى نطلب، فيكون المفعول محذوف: أى مانطلب الظلم.

والثانى أن يكون لازما بمعنى مايتعدى.

قوله تعالى (لتأتننى به) هو جواب قسم على المعنى، لان الميثاق بمعنى اليمين (إلا أن يحاط) هو استثناء من غير الجنس، ويجوز أن يكون من الجنس ويكون التقدير لتأتننى به على كل حال إلا في حال الاحاطة بكم.

قوله تعالى (ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم) في جواب " لما " وجهان: أحدهما هو آوى، وهو جواب " لما " الاولى. والثانية كقولك: لما جئتك ولما كلمتك أجبتنى، وحسن ذلك أن دخولهم على يوسف يعقب دخولهم من الابواب. والثانى هو محذوف تقديره: امتثلوا أو قضوا حاجة أبيهم ونحوه، ويجوز أن يكون

الجواب معنى (ماكان يغنى عنهم) و (حاجة) مفعول من أجله، وفاعل يغنى التفرق.

٥٧

قوله تعالى (قال إنى أنا) هو مستأنف، وهكذا كل مااقتضى جوابا وذكر جوابه ثم جاء‌ت بعده، قال: فهى مستأنفة.

قوله تعالى (صواع الملك) الجمهور على ضم الصاد، وألف بعد الواو، ويقرأ بغير ألف، فمنهم من يضم الصاد، ومنهم من يفتحها، ويقرأ " صاع الملك " وكل ذلك لغات فيه، وهو الاناء الذى يشرب به: ويقرأ " صوغ الملك " بغين معجمة. أى مصوغه (قالوا جزاؤه) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: جزاؤه عندنا كجزائه عندكم، والهاء تعود على السارق أو على السرق، وفى الكلام المتقدم دليل عليهما، فعلى هذا يكون قوله (من وجد) مبتدأ، و (فهو) مبتدأ ثان، و (جزاؤه) خبر المبتدأ الثانى، والمبتدأ الثانى وخبره خبر الاول، ومن شرطية والفاء جوابها، ويجوز أن تكون بمعنى الذى، ودخلت الفاء في خبرها لمافيها من الابهام، والتقدير: استعباد من وجد في رحله فهو: أى الاستعباد جزء السارق، ويجوز أن تكون الهاء في جزائه للسرق.

والوجه الثانى أن يكون جزاؤه مبتدأ، ومن وجد خبره، والتقدير: استعباد من وجد في رحله، وفهو جزاؤه مبتدأ، وخبر مؤكد لمعنى الاول.

والوجه الثالث أن يكون جزاؤه مبتدأ، ومن وجد مبتدأ ثان، وفهو مبتدأ ثالث، وجزاؤه خبر الثالث، والعائد على المبتدإ الاول الهاء الاخيرة، وعلى الثانى هو (كذلك نجزى) الكاف في موضع نصب: أى جزاء مثل ذلك.

قوله تعالى (وعاء أخيه) الجمهور على كسر الواو وهو الاصل لانه من وعى يعى، ويقرأ بالهمزة وهى بدل من الواو وهما لغتان، يقال: وعاء وإعاء، ووشاح وإشاح، ووسادة وإسادة، وإنما فروا إلى الهمز لثقل الكسرة على الواو، ويقرأ بضمها وهى لغة.

فإن قيل: لم لم يقل فاستخرجها منه لتقدم ذكره؟ قيل: لم يصرح بتفتيش وعاء أخيه حتى يعيد ذكره مضمرا، فأظهره ليكون ذلك تنبيها على المحذوف، فتقديره: ثم فتش وعاء أخيه فاستخرجها منه.

قوله تعالى (كذلك كدنا) و (إلا أن يشاء) و (درجات من نشاء) كل ذلك قد ذكر (وفوق كل ذى علم عليم) يقرأ شاذا " ذى عالم " وفيه ثلاثة أوجه: أحدها هو مصدر كالباطل.

٥٨

والثانى ذى زائدة، وقد جاء مثل ذلك في الشعر كقول الكميت * إليكم ذوى آل النبى * والثالث أنه أضاف الاسم إلى المسمى، وهو محذوف تقديره: ذى مسمى عالم كقول الشاعر: * إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * أى مسمى السلام.

قوله تعالى (فأسرها) الضمير يعود إلى نسبتهم إياه إلى السرق، وقد دل عليه الكلام، وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره: قال في نفسه أنتم شر مكان وأسرها أى هذه الكلمة، و (مكانا) تمييز: أى شر منه أو منهما.

قوله تعالى (فخذ أحدنا مكانه) هو منصوب على الظرف، والعامل فيه خذ، ويجوز أن يكون محمولا على المعنى: أى اجعل أحدنا مكانه.

قوله تعالى (معاذ الله) هو مصدر والتقدير: من أن نأخذ.

قوله تعالى (استيأسوا) يقرأ بياء بعدها همزة، وهو من يئس، ويقرأ استيأسوا بألف بعد التاء وقبل الياء، وهو مقلوب، يقال: يئس وأيس، والاصل تقديم الياء وعليه تصرف الكلمة، فأما إياس اسم رجل فليس مصدر هذا الفعل بل مصدر آسيته: أى أعطيته، إلا أن الهمزة في الآية قلبت ألفا تخفيفا (نجيا) حال من ضمير الفاعل في خلصوا، وهو واحد في موضع الجمع: أى أنجيه كما قال تعالى " ثم نخرجكم طفلا " (ومن قبل) أى ومن قبل ذلك (مافرطتم) في " ما " وجهان: أحدهما هى زائدة، ومن متعلقة بالفعل: أى وفرطتم من قبل. والثانى هى مصدرية. وفي موضعها ثلاثة أوجه: أحدها رفع بالابتداء، ومن قبل خبره: أى وتفريطكم في يوسف من قبل وهذا ضعيف، لان قبل إذا وقعت خبرا أو صلة لاتقطع عن الاضافة لئلا تبقى ناقصة، والثانى موضعها نصب عطفا على معمول تعلموا، تقديره: ألم تعرفوا أخذ أبيكم عليكم الميثاق وتفريطكم في يوسف، والثالث هو معطوف على اسم إن تقديره: وإن تفريطكم من قبل في يوسف، وقيل هو ضعيف على هذين الوجهين لان فيهما فصلا بين حرف العطف والمعطوف، وقد بينا في سورة النساء أن هذا ليس بشئ، فأما خبر إن على الوجه الاخير فيجوز أن يكون في يوسف، وهو الاولى لئلا يجعل من قبل خبرا (فلن أبرح الارض) هو مفعول أبرح: أى لن أفارق، ويجوز أن يكون ظرفا.

قوله تعالى (سرق) يقرأ بالفتح والتخفيف: أى فيما ظهر لنا، ويقرأ بضم السين وتشديد الراء وكسرها: أى نسب إلى السرق.

٥٩

قوله تعالى (واسئل القرية) أى أهل القرية، وجاز حذف المضاف لان المعنى لايلتبس، فأما قوله تعالى (والعير التى) فيراد بها الابل، فعلى هذا يكون المضاف محذوفا أيضا: أى أصحاب العير، وقيل العير القافلة، وهم الناس الراجعون من السفر، فعلى هذا ليس فيه حذف.

قوله تعالى (ياأسفى) الالف مبدلة من ياء المتكلم، والاصل أسفى، ففتحت الفاء وصيرت الياء ألف ليكون الصوت بها أتم، و (على) متعلقة بأسفى.

قوله تعالى (تفتؤ) أى لاتفتؤ فحذفت لا للعلم بها، و (تذكر) في موضع نصب خبر تفتؤ.

قوله تعالى (من روح الله) الجمهور على فتح الراء وهو مصدر بمعنى الرحمة إلا أن استعمال الفعل منه قليل، وإنما يستعمل بالزيادة مثل أراح وروح، ويقرأ بضم الراء وهى لغة فيه، وقيل هو اسم للمصدر مثل الشرب والشرب.

قوله تعالى (مزجاة) ألفها منقلبة عن ياء أو عن واو لقولهم زجا الامر يزجو (فأوف لنا الكيل) أى المكيل.

قوله تعالى (قد من الله علينا) جملة مستأنفة، وقيل هى حال من يوسف وأخى وفيه بعد لعدم العامل في الحال، وأنا لا يعمل في الحال، ولا يصح أن يعمل فيه هذا لانه إشارة إلى واحد، وعلينا راجع إليهما جميعا (من يتق) الجمهور على حذف الياء، و " من " شرط، والفاء جوابه.

ويقرأ بالياء وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه أشبع كسرة القاف فنشأت الياء.

والثانى أنه قدر الحركة على الياء وحذفها بالجزم وجعل حرف العلة كالصحيح في ذلك.

والثالث أنه جعل " من " بمعنى الذى، فالفعل على هذا مرفوع (ويصبر) بالسكون فيه وجهان: أحدهما أنه حذف الضمة لئلا تتوالى الحركات، أو نوى الوقف عليه وأجرى الوصل مجرى الوقف.

والثانى هو مجزوم على المعنى لان " من " هنا وإن كانت بمعنى الذى ولكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم والابهام، ومن هنا دخلت الفاء في خبرها، ونظيره " فأصدق

٦٠

وأكن " في قراء‌ة من جزم، والعائد من الخبر محذوف تقديره: المحسنين منهم، ويجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر: أى لانضيع أجرهم.

قوله تعالى (لاتثريب) في خبر " لا " وجهان: أحدهما قوله (عليكم) فعلى هذا ينتصب (اليوم) بالخبر، وقيل ينتصب اليوم ب‍ (يغفر) والثانى الخبر اليوم، وعليكم يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف وهو الاستقرار، وقيل هى للتبيين

كاللام في قولهم سقيا لك، ولايجوز أن تتعلق على بتثريب ولا نصب اليوم به، لان اسم " لا " إذا عمل ينون.

قوله تعالى (بقميصى) يجوز أن يكون مفعولا به: أى احملوا قميصى، ويجوز أن يكون حالا: أى اذهبوا وقميصى معكم، و (بصيرا) حال من الموضعين.

قوله تعالى (سجدا) حال مقدرة، لان السجود يكون بعد الخرور (رؤياى من قبل) الظرف حال من رؤياى، لان المعنى رؤياى التى كانت من قبل، والعامل فيها هذا، ويجوز أن يكون ظرفا للرؤيا: أى تأويل رؤياى في ذلك الوقت، ويجوز أن يكون العامل في تأويل، لان التأويل كان من حين وقوعها هكذا، والآن ظهر له، و (قد جعلها) حال مقدرة، ويجوز أن تكون مقارنة و (حقا) صفة مصدر أى جعلا حقا، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا، وجعل بمعنى صير، ويجوز أن يكون حالا: أى وضعها صحيحة، ويجوز أن يكون حقا مصدرا من غير لفظ الفعل بل من معناه، لان جعلها في معنى حققها، وحقا في معنى تحقيق (وقد أحسن بى) قيل الباء بمعنى إلى، وقيل هى على بابها، والمفعول محذوف تقديره: وقد أحسن صنعه بى، و (إذ) ظرف لاحسن أو لصنعه.

قوله تعالى (من الملك) و (من تأويل الاحاديث) قيل المفعول محذوف: أى عظيما من الملك وحظا من التأويل، وقيل هى زائدة، وقيل من لبيان الجنس.

قوله تعالى (والارض يمرون) الجمهور على الجر عطفا على السموات والضمير في (عليها) للآية، وقيل للارض فيكون يمرون حالا منها، وقيل منها ومن السموات ومعنى يمرون يشاهدون أو يعلمون، ويقرأ " والارض " بالنصب: أى ويسلكون الارض وفسره يمرون، ويقرأ بالرفع على الابتداء، و (بغتة) مصدر في موضع الحال، و (أدعو إلى الله) مستأنف، وقيل حال من الياء، (على بصيرة) حال: أى مستيقنا (ومن اتبعنى) معطوف

٦١

على ضمير الفاعل في أدعو، ويجوز أن يكون مبتدأ: أى ومن اتبعنى كذلك، و (من أهل القرى) صفة لرجال أو حال من المجرور.

قوله تعالى (قد كذبوا) يقرأ بضم الكاف وتشديد الذال وكسرها: أى علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب، وقيل الضمير يرجع إلى المرسل إليهم: أى علم الامم أن الرسل كذبوهم، ويقرأ بتخفيف الذال، والمراد على هذا الامم لا غير، ويقرأ بالفتح والتشديد: أى وظن الرسل أن الامم كذبوهم، ويقرأ بالتخفيف: أى علم الرسل أن الامم كذبوا فيما ادعوا (فننجى) يقرأ بنونين وتخفيف الجيم، ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على

أنه ماض لم يسم فاعله، ويقرأ كذلك إلا أنه بسكون بسكون الياء وفيه وجهان: أحدهما أن يكون أبدل النون الثانية جيما وأدغمها وهو مستقبل على هذا، والثانى أن يكون ماضيا وسكن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ماقبلها.

قوله تعالى (ماكان حديثا) أى ماكان حديث يوسف، أو ماكان المتلو عليهم (ولكن تصديق) قد ذكر في يونس (وهدى ورحمة) معطوفان عليه، والله أعلم.

سورة الرعد

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (المر) قد ذكر حكمها في أول البقرة (تلك) يجوز أن يكون مبتدأ، و (آيات الكتاب) خبره، وأن يكون خبر " المر " وآيات بدل أو عطف بيان (والذى أنزل) فيه وجهان.

أحدهما هو في موضع رفع، و (الحق) خبره، ويجوز أن يكون الخبر من ربك، والحق خبر مبتدإ محذوف أو هو خبر بعد خبر، وكلاهما خبر واحد، ولو قرئ الحق بالجر لجاز على أن يكون صفة لربك.

الوجه الثانى أن يكون، والذى صفة للكتاب، وأدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في النازلين والطيبين، والحق بالرفع، والحق بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (بغير عمد) الجار والمجرور في موضع نصب على الحال تقديره: خالية عن عمد، والعمد بالفتح جمع عماد أو عمود مثل أديم وأدم وأفيق وأفق وإهاب وأهب ولا خامس لها.

٦٢

ويقرأ بضمتين، وهو مثل كتاب وكتب ورسول ورسل (ترونها) الضمير المفعول يعود على العمد، فيكون ترونها في موضع جر صفة لعمد، ويجوز أن يعود على السموات فيكون حالا منها (يدبر) و (يفصل) يقرآن بالياء والنون ومعناهما ظاهر، وهما مستأنفان، ويجوز أن يكون الاول حالا من الضمير في سخر، والثانى حالا من الضمير في يدبر.

قوله تعالى (ومن كل الثمرات) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون متعلقا بجعل الثانية، والتقدير: وجعل فيها زوجين اثنين من كل الثمرات.

والثانى أن يكون حالا من اثنين وهو صفة له في الاصل.

والثالث أن يتعلق بجعل الاولى، ويكون جعل الثانى مستأنفا (يغشى الليل) يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصح من الافعال التى قبله، وهى " رفع، وسخر ويدبر، ويفصل، ومد، وجعل "

قوله تعالى (وفي الارض قطع) الجمهر على الرفع بالابتداء، أو فاعل الظرف وقرأ الحسن " قطعا متجاورات " على تقدير: وجعل في الارض (وجنات) كذلك على الاختلاف، ولم يقرأ أحد منهم وزرعا بالنصب، ولكن رفعه قوم، وهو عطف على قطع وكذلك مابعده، وجره آخرون عطفا على أعناب، وضعف قوم هذه القراء‌ة، لان الزرع ليس من الجنات.

وقال آخرون: قد يكون في الجنة زرع، ولكن بين النخيل والاعناب، وقيل التقدير: ونبات زرع فعطفه على المعنى.

والصنوان جمع صنو مثل قنو وقنوان، ويجمع في القلة على أصناء، وفيه لغتان: كسر الصاد وضمها، وقد قرئ بهما (تسقى) الجمهور على التاء، والتأنيث للجمع السابق، ويقرأ بالياء: أى يسقى ذلك (ونفضل) يقرأ بالنون والياء على تسمية الفاعل وبالياء وفتح الضاد، و (بعضها) بالرفع وهو بين (في الاكل) يجوز أن يكون ظرفا لنفضل، وأن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها، أى نفضل بعضها مأكولا، أو وفيه الاكل.

قوله تعالى (فعجب قولهم) قولهم مبتدأ، وعجب خبر مقدم، وقيل العجب هنا بمعنى المعجب، فعلى هذا يجوز أن يرتفع قولهم به (أئذا كنا) الكلام كله في موضع نصب بقولهم، والعامل في إذا فعل دل عليه الكلام تقديره: أئذا كنا ترابا نبعث، ودل عليه قوله

٦٣

تعالى (لفى خلق جديد) ولايجوز أن ينتصب بكنا لان إذا مضافة إليه، ولا بجديد لان مابعد إن لا يعمل فيما قبلها.

قوله تعالى (قبل الحسنة) يجوز أن يكون ظرفا ليستعجلونك، وأن يكون حالا من السيئة مقدرة، و (المثلات) بفتح الميم وضم الثاء واحدتها كذلك، ويقرأ بإسكان التاء وفيه وجهان: أحدهما أنها مخففة من الجمع المضموم فرارا من ثقل الضمة مع توالى الحركات والثانى أن الواحد خفف ثم جمع على ذلك، ويقرأ بضمتين وبضم الاول وإسكان الثانى، وضم الميم فيه لغة، فأما ضم الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد، وأن يكون اتباعا في الجمع، وأما إسكانها فعلى الوجهين (على ظلمهم) حال من الناس والعامل المغفرة.

قوله تعالى (ولكل قوم هاد) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه جملة مستأنفة: أى ولكل قوم نبى هاد.

والثانى أن المبتدأ محذوف تقديره: وهو لكل قوم هاد.

والثالث تقديره: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم، وهذا فصل بين حرف العطف والمعطوف، وقد ذكروا منه قدرا صالحا.

قوله تعالى (ماتحمل) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى، وموضعها نصب بيعلم.

والثانى هى استفهامية فتكون منصوبة بتحمل، والجملة في موضع نصب ومثله (وما تغيض الارحام وماتزداد وكل شئ عنده بمقدار) يجوز أن يكون عنده في موضع جر صفة لشئ، أو في موضع رفع صفة لكل، والعامل فيها على الوجهين محذوف، وخبر كل بمقدار، ويجوز أن يكون صفة لمقدار، وأن يكون ظرفا لما يتعلق به الجار.

قوله تعالى (عالم الغيب) خبر مبتدأ محذوف: أى هو، ويجوز أن يكون مبتدأ، و (الكبير) خبره.

والجيد الوقف على (المتعال) بغير ياء لانه رأس آية، ولولا ذلك لكان الجيد إثباتها.

قوله تعالى (سواء منكم من أسر القول) من مبتدأ، وسواء خبر، فأما منكم فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء لانه في موضع مستو، ومثله " لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح " ويضعف أن يكون منكم حالا من الضمير في أسر، وجهر، لوجهين: أحدهما تقديم ما في الصلة على الموصول، أو الصفة على الموصوف والثانى تقديم الخبر على منكم، وحقه أن يقع بعده.

٦٤

قوله تعالى (له معقبات) واحدتها معقبة، والهاء فيها للمبالغة مثل نسابة: أى ملك معقب، وقيل معقبة صفة للجمع، ثم جمع على ذلك (من بين يديه) يجوز أن يكون صفة لمعقبات، وأن يكون ظرفا، وأن يكون حالا من الضمير الذى فيه فعلى هذا يتم الكلام عنده، ويجوز أن يتعلق ب‍ (يحفظونه) أى معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، ويجوز أن يكون يحفظونه صفة لمعقبات، وأن يكون حالا مما يتعلق به الظرف (من أمر الله) أى من الجن والانس، فتكون " من " على بابها، قيل " من " بمعنى الباء: أى بأمر الله، وقيل بمعنى عن (وإذا أراد) العامل في " إذا " مادل عليه الجواب: أى لم يرد أو وقع (من وال) يقرأ بالامالة من أجل الكسرة ولامانع هنا، و (السحاب الثقال) قد ذكر في الاعراف.

قوله تعالى (خوفا وطمعا) مفعول من أجله.

قوله تعالى (ويسبح الرعد بحمده) قيل هو ملك، فعلى هذا قد سمى بالمصدر، وقيل الرعد صوته، والتقدير على هذا: ذو الرعد أو الراعد، وبحمده قد ذكر في البقرة في قصة آدم صلى الله عليه وسلم، و (المحال) فعال من المحل وهو القوة، يقال محل به إذا غلبه، وفيه لغة أخرى فتح الميم.

قوله تعالى (والذين يدعون من دونه) فيه قولان: أحدهما هو كناية عن الاصنام، أى والاصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم (لايستجيبون لهم بشئ) وجمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها.

والثانى أنهم المشركون، والتقدير: والمشركون الذين يدعون الاصنام من دون الله لا يستجيبون لهم: أى لايجيبونهم: أى أن الاصنام لا تجيبهم بشئ (إلا كباسط كفيه) التقدير إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه، والمصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول كقوله تعالى " لايسأم الانسان من دعاء الخير " وفاعل هذا المصدر مضمر وهو ضمير الماء: أى لايجيبونهم إلا كما يجيب الماء باسط كفيه إليه، والاجابة هنا كناية عن الانقياد، وأما قوله تعالى (ليبلغ فاه) فاللام متعلقة بباسط والفاعل ضمير الماء: أى ليبلغ الماء فاه (وما هو) أى الماء، ولايجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمرا، لان اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له لزم إبراز الفاعل، فكان يجب على هذا أن يقول: وماهو ببالغه الماء، فإن جعلت الهاء في بالغه ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط، والكاف في كباسط إن جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف، وإن جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير.

٦٥

قوله تعالى (طوعا وكرها) مفعول له أو في موضع الحال (وظلالهم) معطوف على من، و (بالغدو) ظرف ليسجد.

قوله تعالى (أم هل يستوى) يقرأ بالياء والتاء، وقد سبقت نظائره.

قوله تعالى (أودية) هو جمع واد، وجمع فاعل على أفعلة شاذ، ولم نسمعه في غير هذا الحرف، ووجهه أن فاعلا قد جاء بمعنى فعيل، وكما جاء فعيل وأفعلة كجريب وأجربة كذلك فاعل (بقدرها) صفة لاودية (ومما يوقدون) بالياء والتاء، و (عليه في النار) متعلق بيوقدون، و (ابتغاء) مفعول له (أو متاع) معطوف على حلية، و (زبد) مبتدأ، و (مثله) صفة له والخبر مما يوقدون، والمعنى ومن جواهر الارض كالنحاس مافيه زبد وهو خبثه مثله: أى مثل الزبد الذى يكون على الماء، و (جفاء) حال وهمزته منقلبة عن واو، وقيل هى أصل (للذين استجابوا) مستأنف وهو خبر (الحسنى).

قوله تعالى (الذين يوفون) يجوز أن يكون نصبا على إضمار أعنى.

قوله تعالى (جنات عدن) هو بدل من عقبى، ويجوز أن يكون مبتدأ، و (يدخلونها) الخبر (ومن صلح) في موضع رفع عطفا على ضمير الفاعل، وساغ ذلك وإن لم يؤكد لان ضمير المفعول صار فاصلا كالتوكيد، ويجوز أن يكون نصبا بمعنى مع.

قوله تعالى (سلام) أى يقولون سلام (بما صبرتم) لايجوز أن تتعلق الباء بسلام لما فيه من الفصل بالخبر، وإنما يتعلق بعليكم أو بما يتعلق به.

قوله تعالى (وماالحياة الدنيا في الآخرة) التقدير في جنب الآخرة، ولايجوز أن يكون ظرفا لا للحياة ولا للدنيا لانهما لايقعان في الآخرة، وإنما هو حال، والتقدير: وماالحياة القريبة كائنة في جنب الآخرة.

قوله تعالى (بذكر الله) يجوز أن يكون مفعولا به: أى الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله، ويجوز أن يكون حالا من القلوب: أى تطمئن وفيها ذكر الله.

قوله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) مبتدأ، و (طوبى لهم) مبتدأ ثان وخبر في موضع الخبر الاول، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف: أى هم الذين آمنوا فيكون طوبى لهم حالا مقدرة، والعامل فيها آمنوا وعملوا، ويجوز أن يكون الذين بدلا من أناب، أو بإضمار أعنى، ويجوز أن يكون طوبى في موضع نصب على تقدير جعل وواوها مبدلة من ياء لانها من الطيب أبدلت واوا للضمة قبلها (وحسن مآب) الجمهور على ضم النون

٦٦

والاضافة، وهو معطوف على طوبى إذا جعلتها مبتدأ، وقرئ بفتح النون والاضافة، وهو عطف على طوبى في وجه نصبها، ويقرأ شاذا بفتح النون ورفع مآب، وحسن على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء وهذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم.

قوله تعالى (كذلك) التقدير: الامر كما أخبرناك.

قوله تعالى (ولو أن قرآنا) جواب لو محذوف: أى لكان هذا القرآن.

وقال الفراء: جوابه مقدم عليه: أى وهم يكفرون بالرحمن، ولو أن قرآنا على المبالغة (أو كلم به الموتى) الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله أن الموتى يشتمل على المذكر الحقيقى والتغليب له فكان حذف التاء أحسن، والجبال والارض ليسا كذلك (أن لو يشاء) في موضع نصب بييأس، لان معناه أفلم يتبين ويعلم (أو تحل قريبا) فاعل تحل ضمير القارعة، وقيل هو للخطاب: أى أو تحل أنت يامحمد قريبا منهم بالعقوبة، فيكون موضع الجملة نصبا عطفا على تصيب.

قوله تعالى (وجعلوا لله) هو معطوف على كسبت: أى ويجعلهم شركاء، ويحتمل أن يكون مستأنفا (وصدوا) يقرأ بفتح لصاد: أى وصدوا غيرهم وبضمها

أى وصدهم الشيطان أو شركاؤهم وبكسرها، وأصلها صددوا بضم الاول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد.

قوله تعالى (مثل الجنة) مبتدأ والخبر محذوف: أى وفيما يتلى عليكم مثل الجنة فعلى هذا (تجرى) حال من العائد المحذوف في وعد: أى وعدها مقدرا جريان أنهارها.

وقال الفراء: الخبر " تجرى " وهذا عند البصريين خطأ لان المثل لاتجرى من تحته الانهار، وإنما هو من صفة المضاف إليه. وشبهته أن المثل هنا بمعنى الصفة، فهو كقولك: صفة زيد أنه طويل، ويجوز أن يكون " تجرى " مستأنفا (أكلها دائم) هومثل تجرى في الوجهين.

قوله تعالى (ننقصها) حال من ضمير الفاعل أو من الارض.

قوله تعالى (وسيعلم الكفار) يقرأ على الافراد وهو جنس، وعلى الجمع على الاصل.

قوله تعالى (ومن عنده) يقرأ بفتح الميم وهو بمعنى الذى، وفى موضعه وجهان: أحدهما رفع على موضع اسم الله: أى كفى الله وكفى من عنده. والثانى في موضع جر عطفا على لفظ اسم الله تعالى، فعلى هذا (علم الكتاب) مرفوع بالظرف لانه اعتمد بكونه صلة،

٦٧

ويجوز أن يكون خبرا، والمبتدأ علم الكتاب، ويقرأ " ومن عنده " بكسر الميم على أنه حرف، وعلم الكتاب على هذا مبتدأ أو فاعل الظرف، ويقرأ علم الكتاب على أنه فعل لم يسم فاعله، وهو العامل في " من ".

سورة إبراهيمعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (كتاب) خبر مبتدإ محذوف: أى هذا كتاب، و (أنزلناه) صفة للكتاب وليس بحال، لان كتابا نكرة (بإذن ربهم) في موضع نصب إن شئت على أنه مفعول به: أى بسبب الاذن، وإن شئت في موضع الحال من الناس: أى مأذونا لهم أو من ضمير الفاعل: أى مأذونا لك (إلى صراط) هذا بدل من قوله إلى النور بإعادة حرف الجر.

قوله تعالى (الله الذى) يقرأ بالجر على البدل، وبالرفع على ثلاثة أوجه: أحدها على الابتداء، ومابعده الخبر.

والثانى على الخبر والمبتدأ محذوف: أى هو الله، والذى صفة.

والثالث هو مبتدأ. والذى صفته، والخبر محذوف تقديره: الله الذى له مافى السموات ومافى الارض العزيز الحميد، وحذف لتقدم ذكره (وويل) مبتدأ، و (للكافرين) خبره (من عذاب شديد) في موضع صفة لويل بعد الخبر وهو جائز، ولايجوز أن يتعلق بويل من أجل الفصل بينهما بالخبر.

قوله تعالى (الذين يستحبون) في موضع جر صفة للكافرين، أو في موضع نصب بإضمار أعنى، أو في موضع رفع بإضمارهم (ويبغونها عوجا) قد ذكر في آل عمران.

قوله تعالى (إلا بلسان قومه) في موضع نصب على الحال: أى إلا متكلما بلغتهم، وقرئ في الشاذ " بلسن قومه " بكسر اللام وإسكان السين وهى بمعنى اللسان (فيضل) بالرفع، ولم ينتصب على العطف على ليبين لان العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه، والرسل أرسلوا للبيان لا للضلال.

وقال الزجاج: لو قرئ بالنصب على أن تكون اللام لام العاقبة جاز.

قوله تعالى (أن أخرج قومك) أن بمعنى أى فلا موضع له، ويجوزأن تكون مصدرية فيكون التقدير: بأن أخرج، وقد ذكر في غير موضع.

٦٨

قوله تعالى (نعمة الله عليكم إذ أنجاكم) قد ذكر في قوله " إذ كنتم أعداء " في آل عمران (ويذبحون) حال أخرى معطوفة على يسومون.

قوله تعالى (وإذ تأذن) معطوف على إذ أنجاكم.

قوله تعالى (قوم نوح) بدل من الذين (والذين من بعدهم) معطوف عليه، فعلى هذا يكون قوله تعالى (لايعلمهم) حالا من الضمير في " من بعدهم "، ويجوز أن يكون مستأنفا، وكذلك (جاء‌تهم) ويجوز أن يكون والذين من بعدهم مبتدأ، ولايعلمهم خبره، أو حال من الاستقرار، وجاء‌تهم الخبر (في أفواههم) في على بابها ظرف لردوا، وهو على المجاز لانهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في أفواههم فمنعوهم بها من النطق: وقيل هى بمعنى إلى: وقيل بمعنى الباء.

قوله تعالى (أفى الله شك) فاعل الظرف لانه اعتمد على الهمزة (فاطر السموات) صفة أو بدل (ليغفر لكم من ذنوبكم) المفعول محذوف، ومن صفة له: أى شيئا من ذنوبكم، وعند الاخفش " من " زائدة.

وقال بعضهم: من للبدل: أى ليغفر لكم بدلا من عقوبة ذنوبكم كقوله: " أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة " (تريدون) صفة أخرى لبشر.

قوله تعالى (وماكان لنا أن نأتيكم) اسم كان، ولنا الخبر، و (إلا بإذن الله) في موضع الحال، وقد ذكر في أول السورة، ويجوز أن يكون الخبر بإذن الله، ولنا تبيين.

قوله تعالى (ألا نتوكل) أى في أن لانتوكل، ويجوز أن يكون حالا: أى غير متوكلين، وقد ذكر في غير موضع.

قوله تعالى (واستفتحوا) ويقرأ على لفظ الامر شاذا.

قوله تعالى (يتجرعه) يجوز أن يكون صفة لماء، وأن يكون حالا من الضمير في يسقى، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (مثل الذين كفروا) مبتدأ، والخبر محذوف: أى فيما يتلى عليكم مثل الذين، و (أعمالهم كرماد) جملة مستأنفة مفسرة للمثل، وقيل الجملة خبر مثل على المعنى، وقيل مثل مبتدأ أو أعمالهم خبره: أى مثلهم مثل أعمالهم، وكرماد على هذا خبر مبتدإ محذوف، أى هى كرماد، وقيل أعمالهم بدل من مثل وكرماد الخبر، ولو كان في غير القرآن لجاز إبدال أعمالهم من الذين، وهو بدل الاشتمال (في يوم عاصف) أى عاصف الريح، أو

٦٩

عاصف ريحه، ثم حذف الريح وجعلت الصفة لليوم مجازا: وقيل التقدير: في يوم ذى عصوف، فهو على النسب كقولهم: نابل ورامح، وقرئ " يوم عاصف " بالاضافة أى يوم ريح عاصف (لايقدرون) مستأنف.

قوله تعالى (ألم تر أن الله) يقرأ شاذا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف (خلق السموات) يقرأ على لفظ الماضى، وخالق على فاعل وهو للماضى فيتعرف بالاضافة.

قوله تعالى (تبعا) إن شئت جعلته جمع تابع مثل: خادم وخدم، وغايب وغيب، وإن شئت جعلته مصدر تبع، فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل، أو يكون التقدير: ذوى تبع (من عذاب الله) في موضع نصب على الحال لانه في الاصل صفة لشئ تقديره: من شئ من عذاب الله، ومن زائدة: أى شيئا كائنا من عذاب الله، ويكون الفعل محمولا على المعنى تقديره: هل تمنعون عنا شيئا، ويجوز أن يكون

شئ واقعا موقع المصدر: أى عناء فيكون من عذاب الله متعلقا بمغنون (سواء علينا أجزعنا) قد ذكر في أول البقرة.

قوله تعالى (إلا أن دعوتكم) استثناء منقطع، لان دعاء‌ه لم يكن سلطانا: أى حجة (بمصرخى) الجمهور على فتح الياء وهو جمع مصرخ. فالياء الاولى ياء الجمع، والثانية ضمير المتكلم، وفتحت لئلا يجتمع الكسرة والياآن بعد كسرتين، ويقرأ بكسرها، وهو ضعيف لما ذكرنا من الثقل، وفيها وجهان: أحدهما أنه كسر على الاصل.

والثانى أنه أراد مصرخى وهى لغية، يقول أربابها فتى ورميتيه، فتتبع الكسرة الياء إشباعا، إلا أنه في الآية حذف الياء الاخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها (بما أشركتمون) في " ما " وجهان. أحدهما هى بمعنى الذى، فتقديره على هذا: بالذى أشركتمونى به. أى بالصنم الذى أطعتمونى كما أطعتموه، فحذف العائد والثانى هى مصدرية: أى بإشراككم إياى مع الله عز وجل، و (من قبل) يتعلق بأشركتمونى: أى كفرت الآن بما أشركتمونى من قبل، وقيل هى متعلقة بكفرت: أى كفرت من قبل إشراككم فلا أنفعكم شيئا.

قوله تعالى (وأدخل) يقرأ على لفظ الماضى، وهو معطوف على برزوا، أو على فقال الضعفاء، ويقرأ شاذا بضم اللام على أنه مضارع، والفاعل الله (بإذن ربهم) يجوز أن يكون من تمام أدخل، ويكون من تمام خالدين (تحيتهم) يجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل

٧٠

أى يحيى بعضهم بعضا بهذه الكلمة، وأن يكون مضافا إلى المفعول، أى يحييهم الله أو الملائكة.

قوله تعالى (كلمة) بدل من مثل (كشجرة) نعت لها، ويقرأ شاذا " كلمة " بالرفع، وكشجرة خبره، و (تؤتى أكلها) نعت للشجرة، ويجوز أن يكون حالا من معنى الجملة الثانية: أى ترتفع مؤتية أكلها.

قوله تعالى (مالها من قرار) الجملة صفة لشجرة، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في اجتثت.

قوله تعالى (في الحياة الدنيا) يتعلق بيثبت، ويجوز أن يتعلق بالثابت.

قوله تعالى (كفرا) مفعول ثان لبدل، و (جهنم) بدل من دار البوار، ويجوز أن ينتصب بفعل محذوف: أى يصلون جهنم أو يدخلون جهنم، و (يصلونها) تفسير له فعلى هذا ليس ليصلونها موضع، وعلى الاول يجوز أن يكون موضعه حالا من جهنم أو من الدار أو من قومهم.

قوله تعالى (يقيموا الصلاة) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو جواب قل، وفى

الكلام حذف تقديره: قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا: أى إن تقل لهم يقيموا قاله الاخفش، ورده قوم قالوا: لان قول الرسول لهم لايوجب أن يقيموا، وهذا عندى لايبطل قوله، لانه لم يرد بالعباد الكفار بل المؤمنين، وإذا قال الرسول لهم أقيموا الصلاة أقاموها، ويدل على ذلك قوله " لعبادى الذين آمنوا " والقول الثانى حكى عن المبرد، وهو أن التقدير قل لهم أقيموا يقيموا فيقيموا المصرح جواب أقيموا المحذوف، حكاه جماعة ولم يتعرضوا بإفساده، وهو فاسد لوجهين: أحدهما أن جواب الشرط يخالف الشرط، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما، فأما إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ كقولك: قم تقم، والتقدير على ماذكر في هذا الوجه: إن يقيموا يقيموا، والوجه الثانى أن الامر المقدر للمواجهة، ويقيموا على لفظ الغيبة وهو خطأ إذا كان الفاعل واحدا.

والقول الثالث أنه مجزوم بلام محذوفة، تقديره: ليقيموا، فهو أمر مستأنف، وجاز حذف اللام لدلالة قل على الامر (وينفقوا) مثل يقيموا (سرا وعلانية) مصدران في موضع الحال.

قوله تعالى (دائبين) حال من الشمس والقمر.

٧١

قوله تعالى (من كل ما سألتموه) يقرأ بإضافة " كل " إلى " ما " فمن على قول الاخفش زائدة، وعلى قول سيبويه المفعول محذوف تقديره: من كل ماسألتموه ماسألتموه، و " ما " يجوز أن تكون بمعنى الذى، ونكرة موصوفة ومصدرية، ويكون المصدر بمعنى المفعول، ويقرأ بتنوين " كل " فما سألتموه على هذا مفعول آتاكم.

قوله تعالى (آمنا) مفعول ثان، والبلد وصف المفعول الاول (واجنبنى) يقال جنبته وأجنبته وجنبته وقد قرئ بقطع الهمزة وكسر النون (أن نعبد) أى عن أن نعبد، وقد ذكر الخلاف في موضعه من الاعراب مرارا.

قوله تعالى (ومن عصانى) شرط في موضع رفع وجواب الشرط (فإنك غفور رحيم) والعائد محذوف: أى له، وقد ذكر مثله في يوسف.

قوله تعالى (من ذريتى) المفعول محذوف: أى ذرية من ذريتى، ويخرج على قول الاخفش أن تكون من زائدة (عند بيتك) يجوز أن يكون صفة لواد، وأن يكون بدلا منه (ليقيموا) اللام متعلقة بأسكنت و (تهوى) مفعول ثان لاجعل، ويقرأ بكسر الواو، وماضيه هوى ومصدره الهوى، ويقرأ بفتح الواو وبالالف بعدها وماضيه هوى يهوى هوى، والمعنيان متقاربان إلا أن هوى يتعدى بنفسه وهوى يتعدى بإلى إلا أن القراء‌ة الثانية عديت بإلى حملا على تميل.

قوله تعالى (على الكبر) حال من الياء في " وهب لى ".

قوله تعالى (ومن ذريتى) هو معطوف على المفعول في اجعلنى، والتقدير: ومن ذريتى مقيم الصلاة.

قوله تعالى (وإنما يؤخرهم) يقرأ بالنون على التعظيم، وبالياء لتقدم اسم الله تعالى (ليوم) أى لاجل جزاء يوم، وقيل هى بمعنى إلى.

قوله تعالى (مهطعين) هو حال من الابصار، وإنما جاز ذلك لان التقدير تشخص فيه أصحاب الابصار لانه يقال: شخص زيد بصره، أو تكون الابصار دلت على أربابها، فجعلت الحال من المدلول عليه، ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره: تراهم مهطعين (مقنعى رء‌وسهم) الاضافة غير محضة لانه مستقبل أو حال (لايرتد) حال من الضمير في مقنعى، أو بدل من مقنعى، و (طرفهم) مصدر في الاصل بمعنى الفاعل لانه يقال: ماطرفت عينه، ولم يبق عين تطرف، وقد جاء مجموعا (وأفئدتهم هواء) جملة في

٧٢

موضع الحال أيضا، فيجوز أن يكون العامل في الحال يرتد أو ماقبله من العوامل الصالحة للعمل فيها.

فإن قيل: كيف أفرد هواء وهو خبر لجمع؟ قيل لما كان معنى هواء هاهنا قارعة منحرفة أفرد، كما يجوز إفراد قارعة لان تاء التأنيث فيها تدل على تأنيث الجمع الذى في أفئدتهم، ومثله أحوال صعبة، وأفعال فاسدة ونحو ذلك (يوم يأتيهم) هو مفعول ثان لانذر، والتقدير: وأنذرهم عذاب يوم، ولايجوز أن يكون ظرفا لان الانذار لايكون في ذلك اليوم.

قوله تعالى (وتبين لكم) فاعله مضمر دل عليه الكلام: أى تبين لكم حالهم و (كيف) في موضع نصب ب‍ (فعلنا) ولايجوز أن يكون فاعل تبين لامرين: أحدهما أن الاستفهام لايعمل فيه ماقبله.

والثانى أن كيف لاتكون إلا خبرا أو ظرفا أو حالا على اختلافهم في ذلك.

قوله تعالى (وعند الله مكرهم) أى علم مكرهم أو جزاء مكرهم، فحذف المضاف (لتزول منه) يقرأ بكسر اللام الاولى وفتح الثانية، وهى لام كى، فعلى هذا في " إن " وجهان: أحدهما هى بمعنى ما: أى ماكان مكرهم لازالة الجبال وهو تمثيل أمر النبى صلى الله عليه وسلم.

والثانى أنها مخففة من الثقيلة، والمعنى: أنهم مكروا ليزيلوا ماهو كالجبال في الثبوت، ومثل هذا المكر باطل، ويقرأ بفتح اللام

الاولى وضم الثانية، وإن على هذا مخففة من الثقيلة واللام للتوكيد، وقرئ شاذا بفتح اللامين، وذلك على لغة من فتح لام كى، وكان هنا يحتمل أن تكون التامة ويحتمل أن تكون الناقصة.

قوله تعالى (مخلف وعده رسله) الرسل مفعول أول، والوعد مفعول ثان وإضافة مخلف إلى الوعد اتساع، والاصل مخلف رسله وعده، ولكن ساغ ذلك لما كان كل واحد منهما مفعولا، وهو قريب من قولهم: * (ياسارق الليلة أهل الدار * قوله تعالى (يوم تبدل) يوم هنا ظرف لانتقام أو مفعول فعل محذوف: أى اذكر يوم، ولايجوز أن يكون ظرفا لمخلف ولا لوعده، لان ماقبل إن لايعمل فيما بعدها، ولكن يجوز أن يلخص من معنى الكلام مايعمل في الظرف: أى لايخلف وعده يوم تبدل (والسموات) تقديره غير السموات،

٧٣

فحذف لدلالة ماقبله عليه (وبرزوا) يجوز أن يكون مستأنفا: أى ويبرزون، ويجوز أن يكون حالا من الارض، وقد معه مرادة.

قوله تعالى (سرابيلهم من قطران) الجملة حال من المجرمين أو من الضمير في مقرنين، والجمهور على جعل القطران كلمة واحدة، ويقرأ " قطرآن " كلمتين، والقطر النحاس، والآنى المتناهى الحرارة (وتغشى) حال أيضا.

قوله تعالى (ليجزى) أى فعلنا ذلك للجزاء، ويجوز أن يتعلق ببرزوا.

قوله تعالى (ولينذروا به) المعنى القرآن بلاغ للناس والانذار، فتتعلق اللام بالبلاغ أو بمحذوف إذا جعلت للناس صفة، ويجوز أن يتعلق بمحذوف تقديره: ولينذروا به أنزل أو تلى، والله أعلم.

سورة الحجر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (الر تلك آيات الكتاب) قد ذكر في أول الرعد.

قوله تعالى (ربما) يقرأ بالتشديد والتخفيف وهما لغتان، وفى " رب " ثمان لغات: منها المذكورتان، والثالثة والرابعة كذلك، إلا أن الراء مفتوحة، والاربع الاخر مع تاء التأنيث " ربت " ففيها التشديد والتخفيف وضم الراء وفتحها.

وفى " ما " وجهان: أحدهما هى كافة لرب حتى يقع الفعل بعدها، وهى حرف جر.

والثانى هى نكرة موصوفة: أى رب شئ يوده الذين، ورب حرف جر لايعمل فيه إلا مابعده، والعامل هنا محذوف تقديره: رب كافر يود الاسلام يوم القيامة أنذرت أو نحو ذلك، وأصل رب أن يقع للتقليل، وهى هنا للتكثير والتحقيق، وقد جاء‌ت على هذا المعنى في الشعر كثيرا، وأكثر مايأتى بعدها الفعل الماضى، ولكن المستقبل هنا لكونه صدقا قطعا بمنزلة الماضى.

قوله تعالى (إلا ولها كتاب) الجملة نعت لقرية، كقولك: مالقيت رجلا إلا عالما، وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".

قوله تعالى (لو ماتأتينا) هى بمعنى لولا وهلا وألا، وكلها للتحضيض.

قوله تعالى (ماننزل الملائكة) فيها قراء‌ات كثيرة كلها ظاهرة (إلا بالحق) في موضع

٧٤

الحال فيتعلق بمحذوف، ويجوز أن يتعلق بننزل وتكون بمعنى الاستعانة.

قوله تعالى (نحن نزلنا) نحن هنا ليست فصلا، لانها لم تقع بين اسمين بل هو إما مبتدأ أو تأكيد لاسم إن.

قوله تعالى (إلا كانوا به يستهزئون) الجملة حال من ضمير المفعول في يأتيهم، وهى حال مقدرة، ويجوز أن تكون صفة لرسول على اللفظ أو الموضع.

قوله تعالى (كذلك) أى الامر كذلك، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أى سلوكا مثل استهزائهم، والهاء في (نسلكه) تعود على الاستهزاء، والهاء في (به) للرسول أو للقرآن، وقيل للاستهزاء أيضا، والمعنى: لايؤمنون بسبب الاستهزاء فحذف المضاف، ويجوز أن يكون حالا: أى لايؤمنون مستهزئين.

قوله تعالى (فظلوا) الضمير للملائكة، وقيل للمشركين، فأما الضمير في (قالوا) فللمشركين ألبتة (سكرت) يقرأ بالتشديد والضم وهو منقول بالتضعيف يقال: سكر بصره وسكرته، ويقرأ بالتخفيف وفيه وجهان: أحدهما أنه متعد مخففا ومثقلا. والثانى أنه مثل سعد، وقد ذكر في هود، ويقرأ بفتح السين وكسر الكاف أى سدت وغطيت كما يغطى السكر على العقل، وقيل هو مطاوع أسكرت الشئ فسكر: أى انسد.

قوله تعالى (إلا من استرق السمع) في موضعه ثلاثة أوجه: نصب على الاستثناء المنقطع. والثانى جر على البدل: أى إلا ممن استرق. والثالث رفع على الابتداء، و (فأتبعه) الخبر، وجاز دخول الفاء فيه من أجل أن من بمعنى الذى أو شرط.

قوله تعالى (والارض) منصوب بفعل محذوف: أى ومددنا الارض، وهو أحسن من الرفع لانه معطوف على البروج، وقد عمل فيها الفعل (وأنبتنا فيها من كل شئ) أى وأنبتنا فيها ضروبا، وعند الاخفش من زائدة.

قوله تعالى (ومن لستم) في موضعها وجهان: أحدهما مانصب لجعلنا، والمراد بمن العبيد والاماء والبهائم فإنها مخلوقة لمنافعنا.

وقال الزجاج: هو منصوب بفعل محذوف تقديره: وأعشنا من لستم له، لان المعنى: أعشناكم وأعشنا من لستم.

والثانى موضعه جر: أى لكم ولمن لستم، وهذا يجوز عند الكوفيين.

قوله تعالى (إلا عندنا خزائنه) الجملة، موضع رفع على الخبر " ومن شئ " مبتدأ، ولايجوز أن يكون صفة إذ لاخبر هنا، وخزائنه مرفوع بالظرف لانه قوى بكونه خبرا،

٧٥

ويجوز أن يكون مبتدأ، والظرف خبره (بقدر) في موضع الحال.

قوله تعالى (الرياح) الجمهور على الجمع، وهو ملائم لما بعده لفظا ومعنى، ويقرأ على لفظ الواحد وهو جنس.

وفى اللواقح ثلاثة أوجه: أحدها أصلها ملاقح، لانه يقال: ألقح الريح السحاب، كما يقال: ألقح الفحل الانثى: أى أحبلها، وحذفت الميم لظهور المعنى، ومثله الطوائح والاصل المطاوح، لانه من أطاح الشئ.

والوجه الثانى أنه على النسب: أى ذوات لقاح كما يقال طالق وطامس.

والثالث أنه على حقيقته، يقال: لقحت الريح إذا حملت الماء، وألقحت الريح السحاب إذا حملتها الماء، كما تقول ألقح الفحل الانثى فلقحت، وانتصابه على الحال المقدر (فأسقيناكموه) يقال سقاه وأسقاه لغتان، ومنهم من يفرق، فيقول: سقاه لشقته إذا أعطاه مايشربه في الحال أو صبه في حلقه، وأسقاه إذا جعل له مايشربه زمانا، ويقال أسقاه إذا دعا له بالسقيا.

قوله تعالى (وإنا لنحن) نحن هنا لاتكون فصلا لوجهين: أحدهما أن بعدها فعلا.

والثانى أن اللام معها.

قوله تعالى (من حمأ) في موضع جر صفة لصلصال، ويجوز أن يكون بدلا من صلصال بإعادة الجار.

قوله تعالى (والجان) منصوب بفعل محذوف لتشاكل المعطوف عليه، ولو قرئ بالرفع جاز.

قوله تعالى (فقعوا له) يجوز أن تتعلق اللام بقعوا، وب‍ (ساجدين) و (أجمعون) توكيد ثان عند الجمهور، وزعم بعضهم أنها أفادت مالم تفده كلهم. وهو أنها دلت على أن الجميع سجدوا في حال واحدة. وهذا بعيد لانك تقول: جاء القوم كلهم أجمعون وإن سبق بعضهم بعضا، ولانه لو كان كما زعم لكان حالا لاتوكيدا (إلا إبليس) قد ذكر في البقرة.

قوله تعالى (إلى يوم الدين) يجوز أن يكون معمول اللعنة، وأن يكون حالا منها، والعامل الاستقرار في عليك.

قوله تعالى (بما أغويتنى) قد ذكر في الاعراف.

٧٦

قوله تعالى (إلا عبادك) استثناء من الجنس، وهل المستثنى أكثر من النصف أو أقل؟ فيه اختلاف، والصحيح أنه أقل.

قوله تعالى (على مستقيم) قيل على بمعنى إلى، فيتعلق بمستقيم أو يكون وصفا لصراط، وقيل هو محمول على المعنى، والمعنى استقامته على، ويقرأ " على " أى على القدر، والمراد بالصراط الدين.

قوله تعالى (إلا من اتبعك) قيل هو استثناء من غير الجنس، لان المراد بعبادى الموحدون، ومتبع الشيطان غير موحد، وقيل هو من الجنس لان عبادى جميع المكلفين، وقيل إلا من اتبعك استثناء ليس من الجنس، لان جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان أى حجة، ومن اتبعه لايضلهم بالحجة بل بالتزيين.

قوله تعالى (أجمعين) هو توكيد للضمير المجرور، وقيل هو حال من الضمير المجرور، والعامل فيه معنى الاضافة. فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل، وإن قدرت هنا حذف مضاف صح أن يعمل الموعد، والتقدير: وإن جهنم مكان موعدهم.

قوله تعالى (لها سبعة أبواب) يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون مستأنفا، ولايجوز أن يكون حالا من جهنم لان " أن " لاتعمل في الحال (منهم) في موضع حال من الضمير الكائن في الظرف، وهو قوله تعالى " لكل باب " ويجوز أن يكون حالا من (جزء) هو صفة له ثانية قدمت عليه، ولايجوز أن يكون حالا

من الضمير في (مقسوم) لان الصفة لاتعمل في الموصوف ولافيما قبله، ولايكون صفة لباب لان الباب ليس من الناس.

قوله تعالى (وعيون ادخلوها) يقرأ على لفظ الامر، ويجوز كسر التنوين وضمه، وقطع الهمزة على هذا لايجوز، ويقرأ بضم الهمزة وكسر الخاء على أنه ماض، فعلى هذا لايجوز كسر التنوين لانه لم يلتق ساكنان، بل يجوز ضمه على إلقاء ضمة الهمزة عليه، ويجوز قطع الهمزة (بسلام) حال: أى سالمين أو مسلما عليهم، و (آمنين) حال أخرى بدل من الاولى.

قوله تعالى (إخوانا) هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى " جنات " ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في ادخلوها مقدرة أو من الضمير في آمنين، وقيل هو حال من الضمير المجرور بالاضافة، والعامل فيها معنى الالصاق والملازمة (متقابلين) يجوز أن يكون صفة لاخوان، فتتعلق " على " بها، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار فيتعلق الجار

٧٧

بمحذوف وهو صفة لاخوان، ويجوز أن يتعلق بنفس إخوان لان معناه متصافين، فعلى هذا ينتصب متقابلين على الحال من الضمير في إخوان.

قوله تعالى (لايمسهم) يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين، وأن يكون مستأنفا، و (منها) يتعلق بمخرجين.

قوله تعالى (أنا الغفور) يجوز أن يكون توكيدا للمنصوب ومبتدأ وفصلا، فأما قوله (هو العذاب) فجوز فيها الفصل والابتداء، ولايجوز التوكيد لان العذاب مظهر والمظهر لايؤكد بالمضمر.

قوله تعالى (إذ دخلوا) في " إذ " وجهان أحدهما هو مفعول: أى اذكر إذ دخلوا. والثانى أن يكون ظرفا.

وفى العامل وجهان: أحدهما نفس ضيف فإنه مصدر. وفى توجيه ذلك وجهان: أحدهما أن يكون عاملا بنفسه وإن كان وصفا، لان كونه وصفا لايسلبه أحكام المصادر، ألا ترى أنه لايجمع ولايثنى ولايؤنث كما لو لم يوصف به؟ ويقوى ذلك أن الوصف الذى قام المصدر مقامه يجوز أن يعمل والوجه الثانى أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره: نبئهم عن ذوى ضيف إبراهيم: أى أصحاب ضيافته، والمصدر على هذا مضاف إلى المفعول. والوجه الثانى من وجهى الظرف أن يكون العامل محذوفا تقديره: عن خبر ضيف (فقالوا سلاما) قد ذكر في هود.

قوله (على أن مسنى) هو في موضع الحال: أى بشرتمونى كبيرا (فبم تبشرون) يقرأ بفتح النون وهو الوجه، والنون علامة الرفع، ويقرأ بكسرها وبالاضافة محذوفة.

وفى النون وجهان: أحدهما هى نون الوقاية، ونون الرفع محذوفة لثقل المثلين، وكانت الاولى أحق بالحذف إذ لو بقيت لكسرت، ونون الاعراب لاتكسر لئلا تصير تابعة، وقد جاء ذلك في الشعر.

والثانى أن نون الوقاية محذوفة، والباقية نون الرفع لان الفعل مرفوع، فأبقيت علامته، والقراء‌ة بالتشديد أوجه.

قوله تعالى (ومن يقنط) من مبتدأ، ويقنط خبره، واللفظ استفهام ومعناه النفى، فلذلك جاء‌ت بعده إلا، وفى يقنط لغتان: كسر النون وماضيه بفتحها، وفتحها وماضيه بكسرها، وقد قرئ بهما، والكسر أجود لقوله " من القانطين " ويجوز قانط وقنط.

٧٨

قوله تعالى (إلا آل لوط) هو استثناء من غير الجنس، لانهم لم يكونوا مجرمين (إلا امرأته) فيه وجهان: أحدهما هو مستثنى من آل لوط والاستثناء إذا جاء بعد الاستثناء كان الاستثناء الثانى مضافا إلى المبتدأ، كقولك له عندى عشرة إلا أربعة إلا درهما، فإن الدرهم يستثنى من الاربعة فهو مضاف إلى العشرة، فكأنك قلت: أحد عشر إلا أربعة أو عشرة إلا ثلاثة.

والوجه الثانى أن يكون مستثنى من ضمير المفعول في منجوهم (قدرنا) يقرأ بالتخفيف والتشديد وهما لغتان (إنها) كسرت إن هاهنا من أجل اللام في خبرها، ولولا اللام لفتحت.

قوله تعالى (ذلك الامر) في الامر وجهان: أحدهما هو بدل. والثانى عطف بيان (أن دابر) هو بدل من ذلك، أو من الامر إذا جعلته بيانا، وقيل تقديره: بأن فحذف حرف الجر (مقطوع) خبر أن دابر، و (مصبحين) حال من هؤلاء، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مقطوع، وتأويله أن دابر هنا في معنى مدبرى هؤلاء، فأفرده وأفرد مقطوعا لانه خبره، وجاء مصبحين على المعنى.

قوله تعالى (عن العالمين) أى عن ضيافة العالمين.

قوله تعالى (هؤلاء بناتى) يجوز أن يكون مبتدأ، وبناتى خبره، وفى الكلام حذف: أى فتزوجوهن، ويجوز أن يكون بناتى بدلا أو بيانا والخبر محذوف: أى أطهر لكم، كما جاء في الآية الاخرى، ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف: أى قال تزوجوا هؤلاء.

قوله تعالى (أنهم لفى سكرتهم) الجمهور على كسر إن من أجل اللام.

وقرئ بفتحها على تقدير زيادة اللام، ومثله قراء‌ة سعيد بن جبير رضى الله عنه " إلا أنهم ليأكلون الطعام " بالفتح، و (يعمهون) حال من الضمير في الجار أو من الضمير المجرور في سكرتهم، والعامل السكرة أو معنى الاضافة.

قوله تعالى (كما أنزلنا) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره: آتيناك سبعا من المثانى إيتاء كما أنزلنا أو إنزالا كما أنزلنا لان آتيناك بمعنى أنزلنا عليك، وقيل التقدير: متعناهم تمتيعا كما أنزلنا، والمعنى: نعمنا بعضهم كما عذبنا بعضهم، وقيل التقدير: إنزالا مثل ماأنزلنا، فيكون وصفا لمصدر، وقيل هو وصف لمفعول تقديره: إنى أنذركم عذابا مثل العذاب المنزل على المقتسمين، والمراد بالمقتسمين قوم صالح الذين

٧٩

اقتسموا على تبييته وتبييت أهله، وقيل هم الذين قسموا القرآن إلى شعر وإلى سحر وكهانة، وقيل تقديره: لنسألنهم أجمعين مثل ماأنزلنا، وواحد (عضين) عضة، ولامها محذوفة والاصل عضوة، وقيل المحذوف هاء، وهو من عضه يعضه وهو من العضيهة وهى الافك أو الداهية.

قوله تعالى (بما تؤمر) مامصدرية فلا محذوف إذا، ويجوز أن تكون بمعنى الذى، والعائد محذوف: أى بما تؤمر به، والاصل بما تؤمر بالصدع به ثم حذف للعلم به.

قوله تعالى (الذين يجعلون) صفة للمستهزئين، أو منصوب بإضمار فعل، أو مرفوع على تقديرهم.

سورة النحل

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أتى) هو ماض على بابه، وهو بمعنى قرب، وقيل يراد به المستقبل، ولما كان خبر الله صدقا قطعا جاز أن يعبر بالماضى عن المستقبل، والهاء في (تستعجلوه) تعود على الامر، وقيل على الله.

قوله تعالى (ينزل الملائكة) فيه قراء‌ات، ووجوهها ظاهرة، و (بالروح) في موضع نصب على الحال من الملائكة: أى ومعها الروح وهو الوحى و (من أمره) حال من الروح (أن أنذروا) أن بمعنى أى، لان الوحى يدل على القول فيفسر بأن فلا موضع لها، ويجوز أن تكون مصدرية في موضع جر بدلا من الروح، أو بتقدير حرف الجر على قول الخليل، أو في موضع نصب على قول سيبويه (أنه لاإله إلا أنا)

الجملة في موضع نصب مفعول أنذروا: أى أعلموهم بالتوحيد، ثم رجع من الغيبة إلى الخطاب فقال (فاتقون).

قوله تعالى (فإذا هو خصيم) إن قيل الفاء تدل على التعقيب وكونه خصيما لايكون عقيب خلقه من نطفة فجوابه من وجهين: أحدهما أنه أشار إلى مايئول حاله إليه فأجرى المنتظر مجرى الواقع، وهو من باب التعبير بآخر الامر عن أوله كقوله " أرانى أعصر خمرا " وقوله تعالى " ينزل لكم من السماء رزقا " أى سبب الرزق وهو المطر. والثانى أنه إشارة إلى سرعة نسيانهم مبدأ خلقهم.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298