إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ٢

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن0%

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن مؤلف:
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 298

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري
تصنيف: الصفحات: 298
المشاهدات: 106622
تحميل: 6487


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 298 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 106622 / تحميل: 6487
الحجم الحجم الحجم
إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن

إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وأكن " في قراء‌ة من جزم، والعائد من الخبر محذوف تقديره: المحسنين منهم، ويجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر: أى لانضيع أجرهم.

قوله تعالى (لاتثريب) في خبر " لا " وجهان: أحدهما قوله (عليكم) فعلى هذا ينتصب (اليوم) بالخبر، وقيل ينتصب اليوم ب‍ (يغفر) والثانى الخبر اليوم، وعليكم يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف وهو الاستقرار، وقيل هى للتبيين

كاللام في قولهم سقيا لك، ولايجوز أن تتعلق على بتثريب ولا نصب اليوم به، لان اسم " لا " إذا عمل ينون.

قوله تعالى (بقميصى) يجوز أن يكون مفعولا به: أى احملوا قميصى، ويجوز أن يكون حالا: أى اذهبوا وقميصى معكم، و (بصيرا) حال من الموضعين.

قوله تعالى (سجدا) حال مقدرة، لان السجود يكون بعد الخرور (رؤياى من قبل) الظرف حال من رؤياى، لان المعنى رؤياى التى كانت من قبل، والعامل فيها هذا، ويجوز أن يكون ظرفا للرؤيا: أى تأويل رؤياى في ذلك الوقت، ويجوز أن يكون العامل في تأويل، لان التأويل كان من حين وقوعها هكذا، والآن ظهر له، و (قد جعلها) حال مقدرة، ويجوز أن تكون مقارنة و (حقا) صفة مصدر أى جعلا حقا، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا، وجعل بمعنى صير، ويجوز أن يكون حالا: أى وضعها صحيحة، ويجوز أن يكون حقا مصدرا من غير لفظ الفعل بل من معناه، لان جعلها في معنى حققها، وحقا في معنى تحقيق (وقد أحسن بى) قيل الباء بمعنى إلى، وقيل هى على بابها، والمفعول محذوف تقديره: وقد أحسن صنعه بى، و (إذ) ظرف لاحسن أو لصنعه.

قوله تعالى (من الملك) و (من تأويل الاحاديث) قيل المفعول محذوف: أى عظيما من الملك وحظا من التأويل، وقيل هى زائدة، وقيل من لبيان الجنس.

قوله تعالى (والارض يمرون) الجمهور على الجر عطفا على السموات والضمير في (عليها) للآية، وقيل للارض فيكون يمرون حالا منها، وقيل منها ومن السموات ومعنى يمرون يشاهدون أو يعلمون، ويقرأ " والارض " بالنصب: أى ويسلكون الارض وفسره يمرون، ويقرأ بالرفع على الابتداء، و (بغتة) مصدر في موضع الحال، و (أدعو إلى الله) مستأنف، وقيل حال من الياء، (على بصيرة) حال: أى مستيقنا (ومن اتبعنى) معطوف

٦١

على ضمير الفاعل في أدعو، ويجوز أن يكون مبتدأ: أى ومن اتبعنى كذلك، و (من أهل القرى) صفة لرجال أو حال من المجرور.

قوله تعالى (قد كذبوا) يقرأ بضم الكاف وتشديد الذال وكسرها: أى علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب، وقيل الضمير يرجع إلى المرسل إليهم: أى علم الامم أن الرسل كذبوهم، ويقرأ بتخفيف الذال، والمراد على هذا الامم لا غير، ويقرأ بالفتح والتشديد: أى وظن الرسل أن الامم كذبوهم، ويقرأ بالتخفيف: أى علم الرسل أن الامم كذبوا فيما ادعوا (فننجى) يقرأ بنونين وتخفيف الجيم، ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على

أنه ماض لم يسم فاعله، ويقرأ كذلك إلا أنه بسكون بسكون الياء وفيه وجهان: أحدهما أن يكون أبدل النون الثانية جيما وأدغمها وهو مستقبل على هذا، والثانى أن يكون ماضيا وسكن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ماقبلها.

قوله تعالى (ماكان حديثا) أى ماكان حديث يوسف، أو ماكان المتلو عليهم (ولكن تصديق) قد ذكر في يونس (وهدى ورحمة) معطوفان عليه، والله أعلم.

سورة الرعد

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (المر) قد ذكر حكمها في أول البقرة (تلك) يجوز أن يكون مبتدأ، و (آيات الكتاب) خبره، وأن يكون خبر " المر " وآيات بدل أو عطف بيان (والذى أنزل) فيه وجهان.

أحدهما هو في موضع رفع، و (الحق) خبره، ويجوز أن يكون الخبر من ربك، والحق خبر مبتدإ محذوف أو هو خبر بعد خبر، وكلاهما خبر واحد، ولو قرئ الحق بالجر لجاز على أن يكون صفة لربك.

الوجه الثانى أن يكون، والذى صفة للكتاب، وأدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في النازلين والطيبين، والحق بالرفع، والحق بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (بغير عمد) الجار والمجرور في موضع نصب على الحال تقديره: خالية عن عمد، والعمد بالفتح جمع عماد أو عمود مثل أديم وأدم وأفيق وأفق وإهاب وأهب ولا خامس لها.

٦٢

ويقرأ بضمتين، وهو مثل كتاب وكتب ورسول ورسل (ترونها) الضمير المفعول يعود على العمد، فيكون ترونها في موضع جر صفة لعمد، ويجوز أن يعود على السموات فيكون حالا منها (يدبر) و (يفصل) يقرآن بالياء والنون ومعناهما ظاهر، وهما مستأنفان، ويجوز أن يكون الاول حالا من الضمير في سخر، والثانى حالا من الضمير في يدبر.

قوله تعالى (ومن كل الثمرات) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون متعلقا بجعل الثانية، والتقدير: وجعل فيها زوجين اثنين من كل الثمرات.

والثانى أن يكون حالا من اثنين وهو صفة له في الاصل.

والثالث أن يتعلق بجعل الاولى، ويكون جعل الثانى مستأنفا (يغشى الليل) يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصح من الافعال التى قبله، وهى " رفع، وسخر ويدبر، ويفصل، ومد، وجعل "

قوله تعالى (وفي الارض قطع) الجمهر على الرفع بالابتداء، أو فاعل الظرف وقرأ الحسن " قطعا متجاورات " على تقدير: وجعل في الارض (وجنات) كذلك على الاختلاف، ولم يقرأ أحد منهم وزرعا بالنصب، ولكن رفعه قوم، وهو عطف على قطع وكذلك مابعده، وجره آخرون عطفا على أعناب، وضعف قوم هذه القراء‌ة، لان الزرع ليس من الجنات.

وقال آخرون: قد يكون في الجنة زرع، ولكن بين النخيل والاعناب، وقيل التقدير: ونبات زرع فعطفه على المعنى.

والصنوان جمع صنو مثل قنو وقنوان، ويجمع في القلة على أصناء، وفيه لغتان: كسر الصاد وضمها، وقد قرئ بهما (تسقى) الجمهور على التاء، والتأنيث للجمع السابق، ويقرأ بالياء: أى يسقى ذلك (ونفضل) يقرأ بالنون والياء على تسمية الفاعل وبالياء وفتح الضاد، و (بعضها) بالرفع وهو بين (في الاكل) يجوز أن يكون ظرفا لنفضل، وأن يكون متعلقا بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها، أى نفضل بعضها مأكولا، أو وفيه الاكل.

قوله تعالى (فعجب قولهم) قولهم مبتدأ، وعجب خبر مقدم، وقيل العجب هنا بمعنى المعجب، فعلى هذا يجوز أن يرتفع قولهم به (أئذا كنا) الكلام كله في موضع نصب بقولهم، والعامل في إذا فعل دل عليه الكلام تقديره: أئذا كنا ترابا نبعث، ودل عليه قوله

٦٣

تعالى (لفى خلق جديد) ولايجوز أن ينتصب بكنا لان إذا مضافة إليه، ولا بجديد لان مابعد إن لا يعمل فيما قبلها.

قوله تعالى (قبل الحسنة) يجوز أن يكون ظرفا ليستعجلونك، وأن يكون حالا من السيئة مقدرة، و (المثلات) بفتح الميم وضم الثاء واحدتها كذلك، ويقرأ بإسكان التاء وفيه وجهان: أحدهما أنها مخففة من الجمع المضموم فرارا من ثقل الضمة مع توالى الحركات والثانى أن الواحد خفف ثم جمع على ذلك، ويقرأ بضمتين وبضم الاول وإسكان الثانى، وضم الميم فيه لغة، فأما ضم الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد، وأن يكون اتباعا في الجمع، وأما إسكانها فعلى الوجهين (على ظلمهم) حال من الناس والعامل المغفرة.

قوله تعالى (ولكل قوم هاد) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه جملة مستأنفة: أى ولكل قوم نبى هاد.

والثانى أن المبتدأ محذوف تقديره: وهو لكل قوم هاد.

والثالث تقديره: إنما أنت منذر وهاد لكل قوم، وهذا فصل بين حرف العطف والمعطوف، وقد ذكروا منه قدرا صالحا.

قوله تعالى (ماتحمل) في " ما " وجهان: أحدهما هى بمعنى الذى، وموضعها نصب بيعلم.

والثانى هى استفهامية فتكون منصوبة بتحمل، والجملة في موضع نصب ومثله (وما تغيض الارحام وماتزداد وكل شئ عنده بمقدار) يجوز أن يكون عنده في موضع جر صفة لشئ، أو في موضع رفع صفة لكل، والعامل فيها على الوجهين محذوف، وخبر كل بمقدار، ويجوز أن يكون صفة لمقدار، وأن يكون ظرفا لما يتعلق به الجار.

قوله تعالى (عالم الغيب) خبر مبتدأ محذوف: أى هو، ويجوز أن يكون مبتدأ، و (الكبير) خبره.

والجيد الوقف على (المتعال) بغير ياء لانه رأس آية، ولولا ذلك لكان الجيد إثباتها.

قوله تعالى (سواء منكم من أسر القول) من مبتدأ، وسواء خبر، فأما منكم فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء لانه في موضع مستو، ومثله " لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح " ويضعف أن يكون منكم حالا من الضمير في أسر، وجهر، لوجهين: أحدهما تقديم ما في الصلة على الموصول، أو الصفة على الموصوف والثانى تقديم الخبر على منكم، وحقه أن يقع بعده.

٦٤

قوله تعالى (له معقبات) واحدتها معقبة، والهاء فيها للمبالغة مثل نسابة: أى ملك معقب، وقيل معقبة صفة للجمع، ثم جمع على ذلك (من بين يديه) يجوز أن يكون صفة لمعقبات، وأن يكون ظرفا، وأن يكون حالا من الضمير الذى فيه فعلى هذا يتم الكلام عنده، ويجوز أن يتعلق ب‍ (يحفظونه) أى معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، ويجوز أن يكون يحفظونه صفة لمعقبات، وأن يكون حالا مما يتعلق به الظرف (من أمر الله) أى من الجن والانس، فتكون " من " على بابها، قيل " من " بمعنى الباء: أى بأمر الله، وقيل بمعنى عن (وإذا أراد) العامل في " إذا " مادل عليه الجواب: أى لم يرد أو وقع (من وال) يقرأ بالامالة من أجل الكسرة ولامانع هنا، و (السحاب الثقال) قد ذكر في الاعراف.

قوله تعالى (خوفا وطمعا) مفعول من أجله.

قوله تعالى (ويسبح الرعد بحمده) قيل هو ملك، فعلى هذا قد سمى بالمصدر، وقيل الرعد صوته، والتقدير على هذا: ذو الرعد أو الراعد، وبحمده قد ذكر في البقرة في قصة آدم صلى الله عليه وسلم، و (المحال) فعال من المحل وهو القوة، يقال محل به إذا غلبه، وفيه لغة أخرى فتح الميم.

قوله تعالى (والذين يدعون من دونه) فيه قولان: أحدهما هو كناية عن الاصنام، أى والاصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم (لايستجيبون لهم بشئ) وجمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها.

والثانى أنهم المشركون، والتقدير: والمشركون الذين يدعون الاصنام من دون الله لا يستجيبون لهم: أى لايجيبونهم: أى أن الاصنام لا تجيبهم بشئ (إلا كباسط كفيه) التقدير إلا استجابة كاستجابة باسط كفيه، والمصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول كقوله تعالى " لايسأم الانسان من دعاء الخير " وفاعل هذا المصدر مضمر وهو ضمير الماء: أى لايجيبونهم إلا كما يجيب الماء باسط كفيه إليه، والاجابة هنا كناية عن الانقياد، وأما قوله تعالى (ليبلغ فاه) فاللام متعلقة بباسط والفاعل ضمير الماء: أى ليبلغ الماء فاه (وما هو) أى الماء، ولايجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمرا، لان اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له لزم إبراز الفاعل، فكان يجب على هذا أن يقول: وماهو ببالغه الماء، فإن جعلت الهاء في بالغه ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط، والكاف في كباسط إن جعلتها حرفا كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف، وإن جعلتها اسما لم يكن فيها ضمير.

٦٥

قوله تعالى (طوعا وكرها) مفعول له أو في موضع الحال (وظلالهم) معطوف على من، و (بالغدو) ظرف ليسجد.

قوله تعالى (أم هل يستوى) يقرأ بالياء والتاء، وقد سبقت نظائره.

قوله تعالى (أودية) هو جمع واد، وجمع فاعل على أفعلة شاذ، ولم نسمعه في غير هذا الحرف، ووجهه أن فاعلا قد جاء بمعنى فعيل، وكما جاء فعيل وأفعلة كجريب وأجربة كذلك فاعل (بقدرها) صفة لاودية (ومما يوقدون) بالياء والتاء، و (عليه في النار) متعلق بيوقدون، و (ابتغاء) مفعول له (أو متاع) معطوف على حلية، و (زبد) مبتدأ، و (مثله) صفة له والخبر مما يوقدون، والمعنى ومن جواهر الارض كالنحاس مافيه زبد وهو خبثه مثله: أى مثل الزبد الذى يكون على الماء، و (جفاء) حال وهمزته منقلبة عن واو، وقيل هى أصل (للذين استجابوا) مستأنف وهو خبر (الحسنى).

قوله تعالى (الذين يوفون) يجوز أن يكون نصبا على إضمار أعنى.

قوله تعالى (جنات عدن) هو بدل من عقبى، ويجوز أن يكون مبتدأ، و (يدخلونها) الخبر (ومن صلح) في موضع رفع عطفا على ضمير الفاعل، وساغ ذلك وإن لم يؤكد لان ضمير المفعول صار فاصلا كالتوكيد، ويجوز أن يكون نصبا بمعنى مع.

قوله تعالى (سلام) أى يقولون سلام (بما صبرتم) لايجوز أن تتعلق الباء بسلام لما فيه من الفصل بالخبر، وإنما يتعلق بعليكم أو بما يتعلق به.

قوله تعالى (وماالحياة الدنيا في الآخرة) التقدير في جنب الآخرة، ولايجوز أن يكون ظرفا لا للحياة ولا للدنيا لانهما لايقعان في الآخرة، وإنما هو حال، والتقدير: وماالحياة القريبة كائنة في جنب الآخرة.

قوله تعالى (بذكر الله) يجوز أن يكون مفعولا به: أى الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله، ويجوز أن يكون حالا من القلوب: أى تطمئن وفيها ذكر الله.

قوله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) مبتدأ، و (طوبى لهم) مبتدأ ثان وخبر في موضع الخبر الاول، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف: أى هم الذين آمنوا فيكون طوبى لهم حالا مقدرة، والعامل فيها آمنوا وعملوا، ويجوز أن يكون الذين بدلا من أناب، أو بإضمار أعنى، ويجوز أن يكون طوبى في موضع نصب على تقدير جعل وواوها مبدلة من ياء لانها من الطيب أبدلت واوا للضمة قبلها (وحسن مآب) الجمهور على ضم النون

٦٦

والاضافة، وهو معطوف على طوبى إذا جعلتها مبتدأ، وقرئ بفتح النون والاضافة، وهو عطف على طوبى في وجه نصبها، ويقرأ شاذا بفتح النون ورفع مآب، وحسن على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء وهذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم.

قوله تعالى (كذلك) التقدير: الامر كما أخبرناك.

قوله تعالى (ولو أن قرآنا) جواب لو محذوف: أى لكان هذا القرآن.

وقال الفراء: جوابه مقدم عليه: أى وهم يكفرون بالرحمن، ولو أن قرآنا على المبالغة (أو كلم به الموتى) الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله أن الموتى يشتمل على المذكر الحقيقى والتغليب له فكان حذف التاء أحسن، والجبال والارض ليسا كذلك (أن لو يشاء) في موضع نصب بييأس، لان معناه أفلم يتبين ويعلم (أو تحل قريبا) فاعل تحل ضمير القارعة، وقيل هو للخطاب: أى أو تحل أنت يامحمد قريبا منهم بالعقوبة، فيكون موضع الجملة نصبا عطفا على تصيب.

قوله تعالى (وجعلوا لله) هو معطوف على كسبت: أى ويجعلهم شركاء، ويحتمل أن يكون مستأنفا (وصدوا) يقرأ بفتح لصاد: أى وصدوا غيرهم وبضمها

أى وصدهم الشيطان أو شركاؤهم وبكسرها، وأصلها صددوا بضم الاول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد.

قوله تعالى (مثل الجنة) مبتدأ والخبر محذوف: أى وفيما يتلى عليكم مثل الجنة فعلى هذا (تجرى) حال من العائد المحذوف في وعد: أى وعدها مقدرا جريان أنهارها.

وقال الفراء: الخبر " تجرى " وهذا عند البصريين خطأ لان المثل لاتجرى من تحته الانهار، وإنما هو من صفة المضاف إليه. وشبهته أن المثل هنا بمعنى الصفة، فهو كقولك: صفة زيد أنه طويل، ويجوز أن يكون " تجرى " مستأنفا (أكلها دائم) هومثل تجرى في الوجهين.

قوله تعالى (ننقصها) حال من ضمير الفاعل أو من الارض.

قوله تعالى (وسيعلم الكفار) يقرأ على الافراد وهو جنس، وعلى الجمع على الاصل.

قوله تعالى (ومن عنده) يقرأ بفتح الميم وهو بمعنى الذى، وفى موضعه وجهان: أحدهما رفع على موضع اسم الله: أى كفى الله وكفى من عنده. والثانى في موضع جر عطفا على لفظ اسم الله تعالى، فعلى هذا (علم الكتاب) مرفوع بالظرف لانه اعتمد بكونه صلة،

٦٧

ويجوز أن يكون خبرا، والمبتدأ علم الكتاب، ويقرأ " ومن عنده " بكسر الميم على أنه حرف، وعلم الكتاب على هذا مبتدأ أو فاعل الظرف، ويقرأ علم الكتاب على أنه فعل لم يسم فاعله، وهو العامل في " من ".

سورة إبراهيمعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (كتاب) خبر مبتدإ محذوف: أى هذا كتاب، و (أنزلناه) صفة للكتاب وليس بحال، لان كتابا نكرة (بإذن ربهم) في موضع نصب إن شئت على أنه مفعول به: أى بسبب الاذن، وإن شئت في موضع الحال من الناس: أى مأذونا لهم أو من ضمير الفاعل: أى مأذونا لك (إلى صراط) هذا بدل من قوله إلى النور بإعادة حرف الجر.

قوله تعالى (الله الذى) يقرأ بالجر على البدل، وبالرفع على ثلاثة أوجه: أحدها على الابتداء، ومابعده الخبر.

والثانى على الخبر والمبتدأ محذوف: أى هو الله، والذى صفة.

والثالث هو مبتدأ. والذى صفته، والخبر محذوف تقديره: الله الذى له مافى السموات ومافى الارض العزيز الحميد، وحذف لتقدم ذكره (وويل) مبتدأ، و (للكافرين) خبره (من عذاب شديد) في موضع صفة لويل بعد الخبر وهو جائز، ولايجوز أن يتعلق بويل من أجل الفصل بينهما بالخبر.

قوله تعالى (الذين يستحبون) في موضع جر صفة للكافرين، أو في موضع نصب بإضمار أعنى، أو في موضع رفع بإضمارهم (ويبغونها عوجا) قد ذكر في آل عمران.

قوله تعالى (إلا بلسان قومه) في موضع نصب على الحال: أى إلا متكلما بلغتهم، وقرئ في الشاذ " بلسن قومه " بكسر اللام وإسكان السين وهى بمعنى اللسان (فيضل) بالرفع، ولم ينتصب على العطف على ليبين لان العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه، والرسل أرسلوا للبيان لا للضلال.

وقال الزجاج: لو قرئ بالنصب على أن تكون اللام لام العاقبة جاز.

قوله تعالى (أن أخرج قومك) أن بمعنى أى فلا موضع له، ويجوزأن تكون مصدرية فيكون التقدير: بأن أخرج، وقد ذكر في غير موضع.

٦٨

قوله تعالى (نعمة الله عليكم إذ أنجاكم) قد ذكر في قوله " إذ كنتم أعداء " في آل عمران (ويذبحون) حال أخرى معطوفة على يسومون.

قوله تعالى (وإذ تأذن) معطوف على إذ أنجاكم.

قوله تعالى (قوم نوح) بدل من الذين (والذين من بعدهم) معطوف عليه، فعلى هذا يكون قوله تعالى (لايعلمهم) حالا من الضمير في " من بعدهم "، ويجوز أن يكون مستأنفا، وكذلك (جاء‌تهم) ويجوز أن يكون والذين من بعدهم مبتدأ، ولايعلمهم خبره، أو حال من الاستقرار، وجاء‌تهم الخبر (في أفواههم) في على بابها ظرف لردوا، وهو على المجاز لانهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في أفواههم فمنعوهم بها من النطق: وقيل هى بمعنى إلى: وقيل بمعنى الباء.

قوله تعالى (أفى الله شك) فاعل الظرف لانه اعتمد على الهمزة (فاطر السموات) صفة أو بدل (ليغفر لكم من ذنوبكم) المفعول محذوف، ومن صفة له: أى شيئا من ذنوبكم، وعند الاخفش " من " زائدة.

وقال بعضهم: من للبدل: أى ليغفر لكم بدلا من عقوبة ذنوبكم كقوله: " أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة " (تريدون) صفة أخرى لبشر.

قوله تعالى (وماكان لنا أن نأتيكم) اسم كان، ولنا الخبر، و (إلا بإذن الله) في موضع الحال، وقد ذكر في أول السورة، ويجوز أن يكون الخبر بإذن الله، ولنا تبيين.

قوله تعالى (ألا نتوكل) أى في أن لانتوكل، ويجوز أن يكون حالا: أى غير متوكلين، وقد ذكر في غير موضع.

قوله تعالى (واستفتحوا) ويقرأ على لفظ الامر شاذا.

قوله تعالى (يتجرعه) يجوز أن يكون صفة لماء، وأن يكون حالا من الضمير في يسقى، وأن يكون مستأنفا.

قوله تعالى (مثل الذين كفروا) مبتدأ، والخبر محذوف: أى فيما يتلى عليكم مثل الذين، و (أعمالهم كرماد) جملة مستأنفة مفسرة للمثل، وقيل الجملة خبر مثل على المعنى، وقيل مثل مبتدأ أو أعمالهم خبره: أى مثلهم مثل أعمالهم، وكرماد على هذا خبر مبتدإ محذوف، أى هى كرماد، وقيل أعمالهم بدل من مثل وكرماد الخبر، ولو كان في غير القرآن لجاز إبدال أعمالهم من الذين، وهو بدل الاشتمال (في يوم عاصف) أى عاصف الريح، أو

٦٩

عاصف ريحه، ثم حذف الريح وجعلت الصفة لليوم مجازا: وقيل التقدير: في يوم ذى عصوف، فهو على النسب كقولهم: نابل ورامح، وقرئ " يوم عاصف " بالاضافة أى يوم ريح عاصف (لايقدرون) مستأنف.

قوله تعالى (ألم تر أن الله) يقرأ شاذا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف (خلق السموات) يقرأ على لفظ الماضى، وخالق على فاعل وهو للماضى فيتعرف بالاضافة.

قوله تعالى (تبعا) إن شئت جعلته جمع تابع مثل: خادم وخدم، وغايب وغيب، وإن شئت جعلته مصدر تبع، فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل، أو يكون التقدير: ذوى تبع (من عذاب الله) في موضع نصب على الحال لانه في الاصل صفة لشئ تقديره: من شئ من عذاب الله، ومن زائدة: أى شيئا كائنا من عذاب الله، ويكون الفعل محمولا على المعنى تقديره: هل تمنعون عنا شيئا، ويجوز أن يكون

شئ واقعا موقع المصدر: أى عناء فيكون من عذاب الله متعلقا بمغنون (سواء علينا أجزعنا) قد ذكر في أول البقرة.

قوله تعالى (إلا أن دعوتكم) استثناء منقطع، لان دعاء‌ه لم يكن سلطانا: أى حجة (بمصرخى) الجمهور على فتح الياء وهو جمع مصرخ. فالياء الاولى ياء الجمع، والثانية ضمير المتكلم، وفتحت لئلا يجتمع الكسرة والياآن بعد كسرتين، ويقرأ بكسرها، وهو ضعيف لما ذكرنا من الثقل، وفيها وجهان: أحدهما أنه كسر على الاصل.

والثانى أنه أراد مصرخى وهى لغية، يقول أربابها فتى ورميتيه، فتتبع الكسرة الياء إشباعا، إلا أنه في الآية حذف الياء الاخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها (بما أشركتمون) في " ما " وجهان. أحدهما هى بمعنى الذى، فتقديره على هذا: بالذى أشركتمونى به. أى بالصنم الذى أطعتمونى كما أطعتموه، فحذف العائد والثانى هى مصدرية: أى بإشراككم إياى مع الله عز وجل، و (من قبل) يتعلق بأشركتمونى: أى كفرت الآن بما أشركتمونى من قبل، وقيل هى متعلقة بكفرت: أى كفرت من قبل إشراككم فلا أنفعكم شيئا.

قوله تعالى (وأدخل) يقرأ على لفظ الماضى، وهو معطوف على برزوا، أو على فقال الضعفاء، ويقرأ شاذا بضم اللام على أنه مضارع، والفاعل الله (بإذن ربهم) يجوز أن يكون من تمام أدخل، ويكون من تمام خالدين (تحيتهم) يجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الفاعل

٧٠

أى يحيى بعضهم بعضا بهذه الكلمة، وأن يكون مضافا إلى المفعول، أى يحييهم الله أو الملائكة.

قوله تعالى (كلمة) بدل من مثل (كشجرة) نعت لها، ويقرأ شاذا " كلمة " بالرفع، وكشجرة خبره، و (تؤتى أكلها) نعت للشجرة، ويجوز أن يكون حالا من معنى الجملة الثانية: أى ترتفع مؤتية أكلها.

قوله تعالى (مالها من قرار) الجملة صفة لشجرة، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في اجتثت.

قوله تعالى (في الحياة الدنيا) يتعلق بيثبت، ويجوز أن يتعلق بالثابت.

قوله تعالى (كفرا) مفعول ثان لبدل، و (جهنم) بدل من دار البوار، ويجوز أن ينتصب بفعل محذوف: أى يصلون جهنم أو يدخلون جهنم، و (يصلونها) تفسير له فعلى هذا ليس ليصلونها موضع، وعلى الاول يجوز أن يكون موضعه حالا من جهنم أو من الدار أو من قومهم.

قوله تعالى (يقيموا الصلاة) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو جواب قل، وفى

الكلام حذف تقديره: قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا: أى إن تقل لهم يقيموا قاله الاخفش، ورده قوم قالوا: لان قول الرسول لهم لايوجب أن يقيموا، وهذا عندى لايبطل قوله، لانه لم يرد بالعباد الكفار بل المؤمنين، وإذا قال الرسول لهم أقيموا الصلاة أقاموها، ويدل على ذلك قوله " لعبادى الذين آمنوا " والقول الثانى حكى عن المبرد، وهو أن التقدير قل لهم أقيموا يقيموا فيقيموا المصرح جواب أقيموا المحذوف، حكاه جماعة ولم يتعرضوا بإفساده، وهو فاسد لوجهين: أحدهما أن جواب الشرط يخالف الشرط، إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما، فأما إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ كقولك: قم تقم، والتقدير على ماذكر في هذا الوجه: إن يقيموا يقيموا، والوجه الثانى أن الامر المقدر للمواجهة، ويقيموا على لفظ الغيبة وهو خطأ إذا كان الفاعل واحدا.

والقول الثالث أنه مجزوم بلام محذوفة، تقديره: ليقيموا، فهو أمر مستأنف، وجاز حذف اللام لدلالة قل على الامر (وينفقوا) مثل يقيموا (سرا وعلانية) مصدران في موضع الحال.

قوله تعالى (دائبين) حال من الشمس والقمر.

٧١

قوله تعالى (من كل ما سألتموه) يقرأ بإضافة " كل " إلى " ما " فمن على قول الاخفش زائدة، وعلى قول سيبويه المفعول محذوف تقديره: من كل ماسألتموه ماسألتموه، و " ما " يجوز أن تكون بمعنى الذى، ونكرة موصوفة ومصدرية، ويكون المصدر بمعنى المفعول، ويقرأ بتنوين " كل " فما سألتموه على هذا مفعول آتاكم.

قوله تعالى (آمنا) مفعول ثان، والبلد وصف المفعول الاول (واجنبنى) يقال جنبته وأجنبته وجنبته وقد قرئ بقطع الهمزة وكسر النون (أن نعبد) أى عن أن نعبد، وقد ذكر الخلاف في موضعه من الاعراب مرارا.

قوله تعالى (ومن عصانى) شرط في موضع رفع وجواب الشرط (فإنك غفور رحيم) والعائد محذوف: أى له، وقد ذكر مثله في يوسف.

قوله تعالى (من ذريتى) المفعول محذوف: أى ذرية من ذريتى، ويخرج على قول الاخفش أن تكون من زائدة (عند بيتك) يجوز أن يكون صفة لواد، وأن يكون بدلا منه (ليقيموا) اللام متعلقة بأسكنت و (تهوى) مفعول ثان لاجعل، ويقرأ بكسر الواو، وماضيه هوى ومصدره الهوى، ويقرأ بفتح الواو وبالالف بعدها وماضيه هوى يهوى هوى، والمعنيان متقاربان إلا أن هوى يتعدى بنفسه وهوى يتعدى بإلى إلا أن القراء‌ة الثانية عديت بإلى حملا على تميل.

قوله تعالى (على الكبر) حال من الياء في " وهب لى ".

قوله تعالى (ومن ذريتى) هو معطوف على المفعول في اجعلنى، والتقدير: ومن ذريتى مقيم الصلاة.

قوله تعالى (وإنما يؤخرهم) يقرأ بالنون على التعظيم، وبالياء لتقدم اسم الله تعالى (ليوم) أى لاجل جزاء يوم، وقيل هى بمعنى إلى.

قوله تعالى (مهطعين) هو حال من الابصار، وإنما جاز ذلك لان التقدير تشخص فيه أصحاب الابصار لانه يقال: شخص زيد بصره، أو تكون الابصار دلت على أربابها، فجعلت الحال من المدلول عليه، ويجوز أن يكون مفعولا لفعل محذوف تقديره: تراهم مهطعين (مقنعى رء‌وسهم) الاضافة غير محضة لانه مستقبل أو حال (لايرتد) حال من الضمير في مقنعى، أو بدل من مقنعى، و (طرفهم) مصدر في الاصل بمعنى الفاعل لانه يقال: ماطرفت عينه، ولم يبق عين تطرف، وقد جاء مجموعا (وأفئدتهم هواء) جملة في

٧٢

موضع الحال أيضا، فيجوز أن يكون العامل في الحال يرتد أو ماقبله من العوامل الصالحة للعمل فيها.

فإن قيل: كيف أفرد هواء وهو خبر لجمع؟ قيل لما كان معنى هواء هاهنا قارعة منحرفة أفرد، كما يجوز إفراد قارعة لان تاء التأنيث فيها تدل على تأنيث الجمع الذى في أفئدتهم، ومثله أحوال صعبة، وأفعال فاسدة ونحو ذلك (يوم يأتيهم) هو مفعول ثان لانذر، والتقدير: وأنذرهم عذاب يوم، ولايجوز أن يكون ظرفا لان الانذار لايكون في ذلك اليوم.

قوله تعالى (وتبين لكم) فاعله مضمر دل عليه الكلام: أى تبين لكم حالهم و (كيف) في موضع نصب ب‍ (فعلنا) ولايجوز أن يكون فاعل تبين لامرين: أحدهما أن الاستفهام لايعمل فيه ماقبله.

والثانى أن كيف لاتكون إلا خبرا أو ظرفا أو حالا على اختلافهم في ذلك.

قوله تعالى (وعند الله مكرهم) أى علم مكرهم أو جزاء مكرهم، فحذف المضاف (لتزول منه) يقرأ بكسر اللام الاولى وفتح الثانية، وهى لام كى، فعلى هذا في " إن " وجهان: أحدهما هى بمعنى ما: أى ماكان مكرهم لازالة الجبال وهو تمثيل أمر النبى صلى الله عليه وسلم.

والثانى أنها مخففة من الثقيلة، والمعنى: أنهم مكروا ليزيلوا ماهو كالجبال في الثبوت، ومثل هذا المكر باطل، ويقرأ بفتح اللام

الاولى وضم الثانية، وإن على هذا مخففة من الثقيلة واللام للتوكيد، وقرئ شاذا بفتح اللامين، وذلك على لغة من فتح لام كى، وكان هنا يحتمل أن تكون التامة ويحتمل أن تكون الناقصة.

قوله تعالى (مخلف وعده رسله) الرسل مفعول أول، والوعد مفعول ثان وإضافة مخلف إلى الوعد اتساع، والاصل مخلف رسله وعده، ولكن ساغ ذلك لما كان كل واحد منهما مفعولا، وهو قريب من قولهم: * (ياسارق الليلة أهل الدار * قوله تعالى (يوم تبدل) يوم هنا ظرف لانتقام أو مفعول فعل محذوف: أى اذكر يوم، ولايجوز أن يكون ظرفا لمخلف ولا لوعده، لان ماقبل إن لايعمل فيما بعدها، ولكن يجوز أن يلخص من معنى الكلام مايعمل في الظرف: أى لايخلف وعده يوم تبدل (والسموات) تقديره غير السموات،

٧٣

فحذف لدلالة ماقبله عليه (وبرزوا) يجوز أن يكون مستأنفا: أى ويبرزون، ويجوز أن يكون حالا من الارض، وقد معه مرادة.

قوله تعالى (سرابيلهم من قطران) الجملة حال من المجرمين أو من الضمير في مقرنين، والجمهور على جعل القطران كلمة واحدة، ويقرأ " قطرآن " كلمتين، والقطر النحاس، والآنى المتناهى الحرارة (وتغشى) حال أيضا.

قوله تعالى (ليجزى) أى فعلنا ذلك للجزاء، ويجوز أن يتعلق ببرزوا.

قوله تعالى (ولينذروا به) المعنى القرآن بلاغ للناس والانذار، فتتعلق اللام بالبلاغ أو بمحذوف إذا جعلت للناس صفة، ويجوز أن يتعلق بمحذوف تقديره: ولينذروا به أنزل أو تلى، والله أعلم.

سورة الحجر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (الر تلك آيات الكتاب) قد ذكر في أول الرعد.

قوله تعالى (ربما) يقرأ بالتشديد والتخفيف وهما لغتان، وفى " رب " ثمان لغات: منها المذكورتان، والثالثة والرابعة كذلك، إلا أن الراء مفتوحة، والاربع الاخر مع تاء التأنيث " ربت " ففيها التشديد والتخفيف وضم الراء وفتحها.

وفى " ما " وجهان: أحدهما هى كافة لرب حتى يقع الفعل بعدها، وهى حرف جر.

والثانى هى نكرة موصوفة: أى رب شئ يوده الذين، ورب حرف جر لايعمل فيه إلا مابعده، والعامل هنا محذوف تقديره: رب كافر يود الاسلام يوم القيامة أنذرت أو نحو ذلك، وأصل رب أن يقع للتقليل، وهى هنا للتكثير والتحقيق، وقد جاء‌ت على هذا المعنى في الشعر كثيرا، وأكثر مايأتى بعدها الفعل الماضى، ولكن المستقبل هنا لكونه صدقا قطعا بمنزلة الماضى.

قوله تعالى (إلا ولها كتاب) الجملة نعت لقرية، كقولك: مالقيت رجلا إلا عالما، وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".

قوله تعالى (لو ماتأتينا) هى بمعنى لولا وهلا وألا، وكلها للتحضيض.

قوله تعالى (ماننزل الملائكة) فيها قراء‌ات كثيرة كلها ظاهرة (إلا بالحق) في موضع

٧٤

الحال فيتعلق بمحذوف، ويجوز أن يتعلق بننزل وتكون بمعنى الاستعانة.

قوله تعالى (نحن نزلنا) نحن هنا ليست فصلا، لانها لم تقع بين اسمين بل هو إما مبتدأ أو تأكيد لاسم إن.

قوله تعالى (إلا كانوا به يستهزئون) الجملة حال من ضمير المفعول في يأتيهم، وهى حال مقدرة، ويجوز أن تكون صفة لرسول على اللفظ أو الموضع.

قوله تعالى (كذلك) أى الامر كذلك، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أى سلوكا مثل استهزائهم، والهاء في (نسلكه) تعود على الاستهزاء، والهاء في (به) للرسول أو للقرآن، وقيل للاستهزاء أيضا، والمعنى: لايؤمنون بسبب الاستهزاء فحذف المضاف، ويجوز أن يكون حالا: أى لايؤمنون مستهزئين.

قوله تعالى (فظلوا) الضمير للملائكة، وقيل للمشركين، فأما الضمير في (قالوا) فللمشركين ألبتة (سكرت) يقرأ بالتشديد والضم وهو منقول بالتضعيف يقال: سكر بصره وسكرته، ويقرأ بالتخفيف وفيه وجهان: أحدهما أنه متعد مخففا ومثقلا. والثانى أنه مثل سعد، وقد ذكر في هود، ويقرأ بفتح السين وكسر الكاف أى سدت وغطيت كما يغطى السكر على العقل، وقيل هو مطاوع أسكرت الشئ فسكر: أى انسد.

قوله تعالى (إلا من استرق السمع) في موضعه ثلاثة أوجه: نصب على الاستثناء المنقطع. والثانى جر على البدل: أى إلا ممن استرق. والثالث رفع على الابتداء، و (فأتبعه) الخبر، وجاز دخول الفاء فيه من أجل أن من بمعنى الذى أو شرط.

قوله تعالى (والارض) منصوب بفعل محذوف: أى ومددنا الارض، وهو أحسن من الرفع لانه معطوف على البروج، وقد عمل فيها الفعل (وأنبتنا فيها من كل شئ) أى وأنبتنا فيها ضروبا، وعند الاخفش من زائدة.

قوله تعالى (ومن لستم) في موضعها وجهان: أحدهما مانصب لجعلنا، والمراد بمن العبيد والاماء والبهائم فإنها مخلوقة لمنافعنا.

وقال الزجاج: هو منصوب بفعل محذوف تقديره: وأعشنا من لستم له، لان المعنى: أعشناكم وأعشنا من لستم.

والثانى موضعه جر: أى لكم ولمن لستم، وهذا يجوز عند الكوفيين.

قوله تعالى (إلا عندنا خزائنه) الجملة، موضع رفع على الخبر " ومن شئ " مبتدأ، ولايجوز أن يكون صفة إذ لاخبر هنا، وخزائنه مرفوع بالظرف لانه قوى بكونه خبرا،

٧٥

ويجوز أن يكون مبتدأ، والظرف خبره (بقدر) في موضع الحال.

قوله تعالى (الرياح) الجمهور على الجمع، وهو ملائم لما بعده لفظا ومعنى، ويقرأ على لفظ الواحد وهو جنس.

وفى اللواقح ثلاثة أوجه: أحدها أصلها ملاقح، لانه يقال: ألقح الريح السحاب، كما يقال: ألقح الفحل الانثى: أى أحبلها، وحذفت الميم لظهور المعنى، ومثله الطوائح والاصل المطاوح، لانه من أطاح الشئ.

والوجه الثانى أنه على النسب: أى ذوات لقاح كما يقال طالق وطامس.

والثالث أنه على حقيقته، يقال: لقحت الريح إذا حملت الماء، وألقحت الريح السحاب إذا حملتها الماء، كما تقول ألقح الفحل الانثى فلقحت، وانتصابه على الحال المقدر (فأسقيناكموه) يقال سقاه وأسقاه لغتان، ومنهم من يفرق، فيقول: سقاه لشقته إذا أعطاه مايشربه في الحال أو صبه في حلقه، وأسقاه إذا جعل له مايشربه زمانا، ويقال أسقاه إذا دعا له بالسقيا.

قوله تعالى (وإنا لنحن) نحن هنا لاتكون فصلا لوجهين: أحدهما أن بعدها فعلا.

والثانى أن اللام معها.

قوله تعالى (من حمأ) في موضع جر صفة لصلصال، ويجوز أن يكون بدلا من صلصال بإعادة الجار.

قوله تعالى (والجان) منصوب بفعل محذوف لتشاكل المعطوف عليه، ولو قرئ بالرفع جاز.

قوله تعالى (فقعوا له) يجوز أن تتعلق اللام بقعوا، وب‍ (ساجدين) و (أجمعون) توكيد ثان عند الجمهور، وزعم بعضهم أنها أفادت مالم تفده كلهم. وهو أنها دلت على أن الجميع سجدوا في حال واحدة. وهذا بعيد لانك تقول: جاء القوم كلهم أجمعون وإن سبق بعضهم بعضا، ولانه لو كان كما زعم لكان حالا لاتوكيدا (إلا إبليس) قد ذكر في البقرة.

قوله تعالى (إلى يوم الدين) يجوز أن يكون معمول اللعنة، وأن يكون حالا منها، والعامل الاستقرار في عليك.

قوله تعالى (بما أغويتنى) قد ذكر في الاعراف.

٧٦

قوله تعالى (إلا عبادك) استثناء من الجنس، وهل المستثنى أكثر من النصف أو أقل؟ فيه اختلاف، والصحيح أنه أقل.

قوله تعالى (على مستقيم) قيل على بمعنى إلى، فيتعلق بمستقيم أو يكون وصفا لصراط، وقيل هو محمول على المعنى، والمعنى استقامته على، ويقرأ " على " أى على القدر، والمراد بالصراط الدين.

قوله تعالى (إلا من اتبعك) قيل هو استثناء من غير الجنس، لان المراد بعبادى الموحدون، ومتبع الشيطان غير موحد، وقيل هو من الجنس لان عبادى جميع المكلفين، وقيل إلا من اتبعك استثناء ليس من الجنس، لان جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان أى حجة، ومن اتبعه لايضلهم بالحجة بل بالتزيين.

قوله تعالى (أجمعين) هو توكيد للضمير المجرور، وقيل هو حال من الضمير المجرور، والعامل فيه معنى الاضافة. فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل، وإن قدرت هنا حذف مضاف صح أن يعمل الموعد، والتقدير: وإن جهنم مكان موعدهم.

قوله تعالى (لها سبعة أبواب) يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون مستأنفا، ولايجوز أن يكون حالا من جهنم لان " أن " لاتعمل في الحال (منهم) في موضع حال من الضمير الكائن في الظرف، وهو قوله تعالى " لكل باب " ويجوز أن يكون حالا من (جزء) هو صفة له ثانية قدمت عليه، ولايجوز أن يكون حالا

من الضمير في (مقسوم) لان الصفة لاتعمل في الموصوف ولافيما قبله، ولايكون صفة لباب لان الباب ليس من الناس.

قوله تعالى (وعيون ادخلوها) يقرأ على لفظ الامر، ويجوز كسر التنوين وضمه، وقطع الهمزة على هذا لايجوز، ويقرأ بضم الهمزة وكسر الخاء على أنه ماض، فعلى هذا لايجوز كسر التنوين لانه لم يلتق ساكنان، بل يجوز ضمه على إلقاء ضمة الهمزة عليه، ويجوز قطع الهمزة (بسلام) حال: أى سالمين أو مسلما عليهم، و (آمنين) حال أخرى بدل من الاولى.

قوله تعالى (إخوانا) هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى " جنات " ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في ادخلوها مقدرة أو من الضمير في آمنين، وقيل هو حال من الضمير المجرور بالاضافة، والعامل فيها معنى الالصاق والملازمة (متقابلين) يجوز أن يكون صفة لاخوان، فتتعلق " على " بها، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار فيتعلق الجار

٧٧

بمحذوف وهو صفة لاخوان، ويجوز أن يتعلق بنفس إخوان لان معناه متصافين، فعلى هذا ينتصب متقابلين على الحال من الضمير في إخوان.

قوله تعالى (لايمسهم) يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين، وأن يكون مستأنفا، و (منها) يتعلق بمخرجين.

قوله تعالى (أنا الغفور) يجوز أن يكون توكيدا للمنصوب ومبتدأ وفصلا، فأما قوله (هو العذاب) فجوز فيها الفصل والابتداء، ولايجوز التوكيد لان العذاب مظهر والمظهر لايؤكد بالمضمر.

قوله تعالى (إذ دخلوا) في " إذ " وجهان أحدهما هو مفعول: أى اذكر إذ دخلوا. والثانى أن يكون ظرفا.

وفى العامل وجهان: أحدهما نفس ضيف فإنه مصدر. وفى توجيه ذلك وجهان: أحدهما أن يكون عاملا بنفسه وإن كان وصفا، لان كونه وصفا لايسلبه أحكام المصادر، ألا ترى أنه لايجمع ولايثنى ولايؤنث كما لو لم يوصف به؟ ويقوى ذلك أن الوصف الذى قام المصدر مقامه يجوز أن يعمل والوجه الثانى أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره: نبئهم عن ذوى ضيف إبراهيم: أى أصحاب ضيافته، والمصدر على هذا مضاف إلى المفعول. والوجه الثانى من وجهى الظرف أن يكون العامل محذوفا تقديره: عن خبر ضيف (فقالوا سلاما) قد ذكر في هود.

قوله (على أن مسنى) هو في موضع الحال: أى بشرتمونى كبيرا (فبم تبشرون) يقرأ بفتح النون وهو الوجه، والنون علامة الرفع، ويقرأ بكسرها وبالاضافة محذوفة.

وفى النون وجهان: أحدهما هى نون الوقاية، ونون الرفع محذوفة لثقل المثلين، وكانت الاولى أحق بالحذف إذ لو بقيت لكسرت، ونون الاعراب لاتكسر لئلا تصير تابعة، وقد جاء ذلك في الشعر.

والثانى أن نون الوقاية محذوفة، والباقية نون الرفع لان الفعل مرفوع، فأبقيت علامته، والقراء‌ة بالتشديد أوجه.

قوله تعالى (ومن يقنط) من مبتدأ، ويقنط خبره، واللفظ استفهام ومعناه النفى، فلذلك جاء‌ت بعده إلا، وفى يقنط لغتان: كسر النون وماضيه بفتحها، وفتحها وماضيه بكسرها، وقد قرئ بهما، والكسر أجود لقوله " من القانطين " ويجوز قانط وقنط.

٧٨

قوله تعالى (إلا آل لوط) هو استثناء من غير الجنس، لانهم لم يكونوا مجرمين (إلا امرأته) فيه وجهان: أحدهما هو مستثنى من آل لوط والاستثناء إذا جاء بعد الاستثناء كان الاستثناء الثانى مضافا إلى المبتدأ، كقولك له عندى عشرة إلا أربعة إلا درهما، فإن الدرهم يستثنى من الاربعة فهو مضاف إلى العشرة، فكأنك قلت: أحد عشر إلا أربعة أو عشرة إلا ثلاثة.

والوجه الثانى أن يكون مستثنى من ضمير المفعول في منجوهم (قدرنا) يقرأ بالتخفيف والتشديد وهما لغتان (إنها) كسرت إن هاهنا من أجل اللام في خبرها، ولولا اللام لفتحت.

قوله تعالى (ذلك الامر) في الامر وجهان: أحدهما هو بدل. والثانى عطف بيان (أن دابر) هو بدل من ذلك، أو من الامر إذا جعلته بيانا، وقيل تقديره: بأن فحذف حرف الجر (مقطوع) خبر أن دابر، و (مصبحين) حال من هؤلاء، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مقطوع، وتأويله أن دابر هنا في معنى مدبرى هؤلاء، فأفرده وأفرد مقطوعا لانه خبره، وجاء مصبحين على المعنى.

قوله تعالى (عن العالمين) أى عن ضيافة العالمين.

قوله تعالى (هؤلاء بناتى) يجوز أن يكون مبتدأ، وبناتى خبره، وفى الكلام حذف: أى فتزوجوهن، ويجوز أن يكون بناتى بدلا أو بيانا والخبر محذوف: أى أطهر لكم، كما جاء في الآية الاخرى، ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف: أى قال تزوجوا هؤلاء.

قوله تعالى (أنهم لفى سكرتهم) الجمهور على كسر إن من أجل اللام.

وقرئ بفتحها على تقدير زيادة اللام، ومثله قراء‌ة سعيد بن جبير رضى الله عنه " إلا أنهم ليأكلون الطعام " بالفتح، و (يعمهون) حال من الضمير في الجار أو من الضمير المجرور في سكرتهم، والعامل السكرة أو معنى الاضافة.

قوله تعالى (كما أنزلنا) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره: آتيناك سبعا من المثانى إيتاء كما أنزلنا أو إنزالا كما أنزلنا لان آتيناك بمعنى أنزلنا عليك، وقيل التقدير: متعناهم تمتيعا كما أنزلنا، والمعنى: نعمنا بعضهم كما عذبنا بعضهم، وقيل التقدير: إنزالا مثل ماأنزلنا، فيكون وصفا لمصدر، وقيل هو وصف لمفعول تقديره: إنى أنذركم عذابا مثل العذاب المنزل على المقتسمين، والمراد بالمقتسمين قوم صالح الذين

٧٩

اقتسموا على تبييته وتبييت أهله، وقيل هم الذين قسموا القرآن إلى شعر وإلى سحر وكهانة، وقيل تقديره: لنسألنهم أجمعين مثل ماأنزلنا، وواحد (عضين) عضة، ولامها محذوفة والاصل عضوة، وقيل المحذوف هاء، وهو من عضه يعضه وهو من العضيهة وهى الافك أو الداهية.

قوله تعالى (بما تؤمر) مامصدرية فلا محذوف إذا، ويجوز أن تكون بمعنى الذى، والعائد محذوف: أى بما تؤمر به، والاصل بما تؤمر بالصدع به ثم حذف للعلم به.

قوله تعالى (الذين يجعلون) صفة للمستهزئين، أو منصوب بإضمار فعل، أو مرفوع على تقديرهم.

سورة النحل

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قوله تعالى (أتى) هو ماض على بابه، وهو بمعنى قرب، وقيل يراد به المستقبل، ولما كان خبر الله صدقا قطعا جاز أن يعبر بالماضى عن المستقبل، والهاء في (تستعجلوه) تعود على الامر، وقيل على الله.

قوله تعالى (ينزل الملائكة) فيه قراء‌ات، ووجوهها ظاهرة، و (بالروح) في موضع نصب على الحال من الملائكة: أى ومعها الروح وهو الوحى و (من أمره) حال من الروح (أن أنذروا) أن بمعنى أى، لان الوحى يدل على القول فيفسر بأن فلا موضع لها، ويجوز أن تكون مصدرية في موضع جر بدلا من الروح، أو بتقدير حرف الجر على قول الخليل، أو في موضع نصب على قول سيبويه (أنه لاإله إلا أنا)

الجملة في موضع نصب مفعول أنذروا: أى أعلموهم بالتوحيد، ثم رجع من الغيبة إلى الخطاب فقال (فاتقون).

قوله تعالى (فإذا هو خصيم) إن قيل الفاء تدل على التعقيب وكونه خصيما لايكون عقيب خلقه من نطفة فجوابه من وجهين: أحدهما أنه أشار إلى مايئول حاله إليه فأجرى المنتظر مجرى الواقع، وهو من باب التعبير بآخر الامر عن أوله كقوله " أرانى أعصر خمرا " وقوله تعالى " ينزل لكم من السماء رزقا " أى سبب الرزق وهو المطر. والثانى أنه إشارة إلى سرعة نسيانهم مبدأ خلقهم.

٨٠