ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله

ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله0%

ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله مؤلف:
المحقق: السيد عبد العزيز الطباطبائي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-5503-47-7
الصفحات: 122

  • البداية
  • السابق
  • 122 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14414 / تحميل: 4995
الحجم الحجم الحجم
ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله

ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله

مؤلف:
ISBN: 964-5503-47-7
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

المقدّمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أعظم الحمد ومنتهاه ، وغاية الشكر وأسماه ، حمداً ليس بعده حمد ، تبارك وتعالى الله ربّ العالمين ، والصلاة على نبيّه المصطفى ، ورسوله الأوفى ، ورحمته الكبرى ، وصاحب الشفاعة المرتجى ، محمّد بن عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى أهل بيته المعصومين ، سفن النجاة ، ومنائر الهدى ، وحبل الله الممدود من الأرض إلى السماء.

وبعد : فلعلّ استقراء متون كثير من المصنِّفات المختلفة لمؤلّفي الإمامية ـ وطوال حقب متلاحقة ـ يبيّن بجلاء لا يقبل الشكّ أنّ الكثير من الأصول المهّمة التي اعتمدتها هذه المؤلِّفات كمراجع تستقي منها موادّ بحثها لا زالت متأرجحة بين القطع الحتمي بانعدامها وتلفها ـ لأسباب متعدّدة ـ أو انزوائها مهملة في عالم المخطوطات المتناثر في بقاع هذه المعمورة ، وفي ذلك التصوّر الكثير من الأسباب الموجبة لمضاعفة الجهد في إغناء وتطوير الحركة التحقيقية الرصينة للتراث الشيعي العظيم.

وإذا كانت مؤسّستنا قد وفِّقت بمنّ من الله تعالى ، وببركة أهل بيت العصمةعليهم‌السلام ، في أن ترفد بجهودها المتواضعة عموم هذه الحركة التحقيقية المباركة بأشكالها المختلفة ، فإنّها تعتبر مجلّتها الفصلية ( تراثنا ) ميداناً خصباً ومعطاءً في هذا المعترك المقدّس والسامي ، وبشهادة أساتذة الحوزة وفضلائها وذوي الاختصاص والباحثين ، بل ومرجعاً مهمّاً بشؤونها العلمية المتخصّصة.

ويعتبر الباب الذي جهدت ـ بمساعدة الإخوة المحقّقين ـ على تقديمه بشكل

٥

دوريٍّ متكامل ، والمختصّ بذخائر التراث ، من الأبواب المهّمة التي أغنت المكتبة الإسلامية به ، من خلال تحقيق وإخراج الكثير من الآثار المهمّة التي هي بلا شكّ طلبة الباحثين والدارسين والقرّاء.

والمجلّة إذ تدخل عامها التاسع ، فإنّ الذخائر التي تمّ نشرها من خلال هذا الباب المتخصّص قد تصاعد خطّها البياني ، واكتنزت بالكثير من النفائس القيّمة ، ينضاف إلى ذلك ما نشهده من ازدياد الطلب عليها من قبل القرّاء باختصاصاتهم المختلفة ، وهذا ما دفع إدارة المؤسّسة إلى التفكير الجدّي بإصدار مستلاّت الرسائل المحقّقة بشكل مستقلّ كخدمة إضافية تقدّمها في طريق إحياء ونشر التراث الشيعي.

فإخضعت هذه الفكرة لدراسة علمية تبلورت منهجيّتها النهائية مع دعوة ( مديرية الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ) بالمشاركة في ( معرض محرّم ) الخاصّ بنشر الآثار الخاصّة بحياة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله ، إحياءً لذكرى فاجعة المشهد الرضوي على ساكنه آلاف التحية والسلام ، والتي راح ضحيّتها العديد من الزائرين بشكل مأساوي ومفجع في عاشوراء سنة 1415 ه‍ ، فبادرت المؤسّسة إلى المشاركة بهذا المعرض ـ مساهمة متواضعة منها ، وخطوة أولى في مشروعها التراثي الجديد ـ من خلال الستلال ونشر الحلقة غير المطبوعة من كتاب « الطبقات الكبير » لابن سعد ( 168 ـ 230 ه‍ ) والخاصّة بترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله ، بتحقيق سماحة البحّاثة المتتبع والعلاّمة المحقّق حجّة الإسلام والمسلمين السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ، والتي نُشرت على صفحات مجلّة ( تراثنا ) في عددها العاشر الصادر في شهر محرّم الحرام عام 1408 ه‍.

والمؤسّسة إذ تقدّم باكورة هذه المنهجية الجديدة فإنّها ستواصل بإذن الله تعالى الخطوات اللاحقة بها تباعاً ، خدمة للتراث العظيم لبيت العصمة والطهارة عليهم آلاف التحيّة والسلام ، والحمدلله أوّلاً وآخراً.

مؤسسة آل البيت : لإحياء التراث

قم المقدّسة / محرّم الحرام 1415 ه‍

٦

مقدّمة المحقّق :

ابن سعد

وكتابه « الطبقات » الكبير

ابن سعد هو أبو عبدالله محمد بن سعد بن منيع البصري ، نزيل بغداد ( 168 ـ 230 ) وهو أشهر من أن يعرّف به.

وكتابه « الطبقات » الكبير لعلّه أشهر منه إذ هو السبب في شهرة مؤلفه فيقال : ابن سعد صاحب كتاب « الطبقات ».

وقد طبعه المستشرق سخاو الهولندي وثلّة من زملائه المستشرقين في ليدن ، من سنة 1904 إلى سنة 1917 ، في ثمان مجلّدات ، وطبعوا له فهارس في مجلّد من سنة 1921 إلى سنة 1928.

ثمّ اُعيد طبعه بالاُفست في كل من طهران وبيروت ، كما اُعيد طبعه من جديد في كل من القاهرة وبيروت ، كل ذلك اعتماداً على الطبعة الاُولى الاُوروبية الناقصة دون مراجعة مخطوطاتها المتوفّرة(1) فالمخطوطات التي حصل عليها المستشرقون واعتمدوها في الطبع كان بها نقص في طبقات الصحابة وفي طبقات التابعين من أهل المدينة ، ثمّ حقّق الاُستاذ زياد محمد منصور القسم المتمّم لتابعي

__________________

(1) راجع في مخطوطاته : سزگين 1 / 481 من الترجمة العربية.

٧

أهل المدينة وطبع في بيروت من منشورات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة سنة 1403 = 1983.

وكنت وجدت في رحلتي إلى تركيا عام 1397 أجزاء من الكتاب من مخططات القرن السابع وهي عشرة اجزاء في خزانة السلطان أحمد الثالث في مكتبة طوپ قپوسراي في إسلامبول ، رقم 2835 ، وصفت في فهرسها للمخطوطات العربية ج 3 ص 482 ـ 485 ، وهي المجلّد الأول إلى الحادي عشر ، ما عدا الثاني والعاشر ، ويبدأ بالطبقة الخامسة من الكوفيّين ، ثمّ المجلّد الأخير في النساء(2) .

جاء في المجلّد السابع ، الورقة 245 ب : آخر الطبقة الرابعة وهي آخر طبقات الأكابر من أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ورضي الله عنهم.

يتلوها الطبقة الخامسة وهم الّذين توفي النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهم أحداث الأسنان رضي الله عنهم أجمعين وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم كثيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

الطبقه الخامسة :

في مَن قُبض رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهم أحداث الأسنان ولم يغزمنهم أحد مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وقد حفظ عامّتهم ما حدّثوا به عنه ، ومنهم من أدركه ورآه ولم يحدّث عنه شيئاً.

عبدالله بن العبّاس ( 18 ورقة ).

عبيدالله بن العبّاس.

قثم بن العبّاس.

معبد بن العبّاس.

ثمام بن العبّاس.

وجاء في نهايته ، في الورقة 266 ب :

آخر الجزء السابع من كتاب الطبقات الكبير لأبي عبدالله محمد بن سعد

__________________

(2) وذكره سزگين في تاريخ التراث العربي 1 / 481 من الترجمة العربية.

٨

كاتب الواقدي رحمة الله عليه.

يتلوه إن شاء الله في الجزء الثامن الحسن بن عليعليهما‌السلام .

الحمد لله وحده وصلواته على سيّدنا محمد نبيّه وآله وصحبه وسلامه.

الجزء الثامن

أوله ترجمة الحسن ثمّ الحسين (عليهما‌السلام ) ، ثمّ عبدالله بن جعفر ، ثمّ عبدالله بن الزبير بن عبدالطلّب ، ثمّ في الورقة 82 ب عبدالله بن الزبير بن العوّام ، ثمّ في الورقة 112 ب عبدالله بن زمعة ، ثمّ عبدالرحمان بن أزهر ، ثمّ عبدالله بن مكمل ، ثمّ المسوّر بن مخرمة ...

آخرهم عبدالله بن صيّاد ، ففي الورقة 145 : آخر الطبقة الخامسة وهي آخر طبقات أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ تتلوها طبقة التابعين.

145 ب : الطبقة الاُولى من أهل المدينة من التابعين بعد أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ...

يبدأ المجلّد الثامن(3) منها بترجمة الإمامين الحسن والحسينعليهما‌السلام ما يستوعب 74 ورقة ، فصوّرت عليه ثمّ نسخته بيدي ، ثم قمت بتحقيقه لينشرهذا القسم بمفرده ، ثم شاء الله أن يتأخّر هذه الفترة وكان المقدّر أن يرى النور من خلال نشرة « تراثنا » وحيث كنّا على أبواب عاشوراء الحسين رأينا أن نقدّم ترجمتهعليه‌السلام ثمّ نتبعه بترجمة الحسنعليه‌السلام بعده ، وسنعود إلى الكلام عن الكتاب هناك بشكل أسع ممّا هنا ، ومن الله نستمدّ العون وهو وليّ التوفيق.

عبدالعزيز الطباطبائي

22 ذوالقعدة سنة 1407

__________________

(3) راجع فهرس مكتبة طوپقپوسراي 3 / 483 ، وراجع أيضاً فهرس معهد المخطوطات بالقاهرة ، فقد صوّرها المعهد كلّها ، والفيلم هناك برقم 1083 ، وتحدّث عنها فؤاد سيّد في فهرس المعهد ، التاريخ 2 / 175 ، تحت الرقم 322 ، فقال : « نسخة بمكتبة أحمد الثالث ، 2835 ، كتبت في القرن السابع بخط نسخ مشكول ، وقرئت أو عورضت على شرف الدين الدمياطي »

ثمّ وصف المجموعة جزء فجزء إلى أن قال في ص 176 : « والجزء الثامن أوله ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب ، وآخره ترجمة الوليد بن الوليد ، 266 ق ، ف 1083 ».

٩

١٠

١١

١٢

١٣

١٤

١٥

١٦

الحسين بن علي رضي الله عنهما

ابن علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قَصِيّ.

ويكنّى أبا عبدالله.

واُمّه فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ واُمّها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعُزّى بن قُصيّ.

علُقت فاطمة رضي الله عنها بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة ، فكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة(1) .

وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة(2) .

فَولَد الحسين :

عليّ الأكبر‎ ، قتل مع أبيه بالطفّ ، لا بقيّة له.

واُمّه آمنة بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود بن معتب ، من ثقيف ، واُمّها ابنة أبي سفيان بن حرب ، وفيها يقول حسّان بن ثابت :

طافت بنا شمس النهار ومن رأى

من الناس شمساً بالعشاء تَطوفُ

أبو اُمّها أوفي قريش بذمّة

وأعمامها إما سألت ثقيفٌ

[ 32 / ب ] وعليّ الأصغر(3) ، له العقب من ولد الحسين ، واُمّه اُمّ ولد ، وأخوه لاُمّة عبدالله بن زُيَيْد(4) مولى الحسين بن علي ، وهم ينزلون ينبع.

وجعفراً ، لا بقيّة له ، واُمّه السلافة امرأةٌ من بلى بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة.

__________________

(1) من أول الترجمة إلى هنا رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسينعليه‌السلام من « تاريخ دمشق » ص 23 تحت الرقم 31 بإسناده عن ابن سعد ، قال : في الطبقة الخامسة الحسين بن علي ...

(2) وإلى هنا رواه ابن العديم في ترجمة الحسينعليه‌السلام من « بغية الطلب في تاريخ حلب » 6 / 2568 ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي بكر الأنصاري بالإسناد عن ابن سعد.

(3) يقصد به الإمام زين العابدينعليه‌السلام وليس هو الأصغر ، ولم يذكر المصنّف عليّاً الأصغر الذي قتل في حضن أبيه في كربلاء بسهم حرملة بن كاهل الأسدي ، واُمّه الرباب بنت امرئ القيس ، اُمّ سكينة الآتية.

(4) زيَيْد ، بياء ين مصغّراً ، كما في تبصير المنتبه 2 / 640.

١٧

وفاطمة ، واُمّها اُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد بن عثمان بن عمروبن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّة.

وعبدالله ، قٌتل مع أبيه.

وسكينة ، واُمّها الرباب بنت امرئ القيس بن عَدِيّ بن أوس بن جابر ابن كعب بن عليم بن هبل بن عبدالله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب.

وفي الرباب وسكينة يقول الحسين بن علي رضي الله عنهما :

لعمرك إنّني لاُحبّ داراً

تَصَيَّفها سكينةُ والربابُ

اُحبّهما وأبذل بعدُ مالي

وليس للائمي فيها عتابُ

ولستُ لهم وإن عتبوا مطيعاً

حياتي أو يغيّبني الترابُ

191 ـ قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدّثنا سفيان الثوري ، عن عاصم بن عبيدالله ، عن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، قال :

رأيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أذّن في اُذني الحسين جميعاً بالصلاة.

192 ـ قال : أخبرنا عبدالله بن بكر بن حبيب السهمي ، قال : حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن سماك : إنّ اُمّ الفضل امرأة العبّاس قال : [ 33 / أ ] يا رسول الله ، رأيت في ما يري النائم كأنّ عضواً من أعضائك في بيتي ؟! فقال : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً فترضعينه بلبان ابنك قثم.

قال : فولدت الحسين فكفلته اُمّ الفضل ، قالـت : فأتيت به رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فهو يُنَزّيه ويُقَبّلُه إذ بال على رسول الله ـ صلّى الله عليه

__________________

(191) راجع رقم عن سفيان بالإسناد في شأن الإمام الحسنعليه‌السلام أيضاً.

(192) ورواه في ترجمة اُمّ الفضل من الطبقات 8 / 278 بالإسناد واللفظ وأخرجه ابن ماجة في السنن في كتاب تعبير الرؤيا برقم 3923.

وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الاُمّة ص 232 عن ابن سعد في الطبقات.

وأخرجه الحاكم عن اُمّ الفضل في المستدرك 3 / 176 بإسناد آخر ولفظ أطول ، وكذا ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من تاريخ دمشق 12 رقم 8.

وفي الأصل هنا وفي الرواية الآتية : الحسين ، والصواب : الحسن ، كما في الروايات الاُخرى إذ

١٨

وسلّم ـ ، فقال : يا اُمّ الفضل ، امسكي ابني فقد بال عليَّ.

قالـت : فأخذته فقرصته قرصة بكى منها وقلت : آذيت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بلت عليه !

فلما بكى الصبي قال : يا امّ الفضل ، آذيتني في بني أبكيتيه ، قالـت ثمّ دعا بماء فحدره عليه حدراً وقال : إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً ، وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلاً.

193 ـ قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، عن شريك ، عن سماك ، عن قابوس ، عن امّ الفضل ، قالت :

لمّا ولد الحسين بن علي قلت : يا رسول الله ، أعطنيه ـ أو ادفعه ـ إليّ فلأكفله وأرضعه بلبن قثم ، ففعل فأتيته به فوضعه على صدره فبال عليه فأصاب إزاره فقلت : أعطني إزارك أغسله ، فقال : إنما يصبّ على بول الغلام ويغسل بول الجارية.

194 ـ قال : أخبرنا عبدالوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن

__________________

الظاهر من السياق أنّ قثم كان قد ولد وأنّ فاطمة لم يكن لها رضيع حينذاك ، فلو كان الحسن قد ولد لم ينتظر بفاطمةعليها‌السلام أن تلد غلاماً آخر فترضعه أم الفضل ، ولم يكن بين الحسن والحسينعليهما‌السلام إلاّ طهر واحد.

(193) ورواه في ترجمة امّ الفضل من الطبقات 8 / 279 عن عبيدالله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن قابوس بن المخارق ، بلفظ أطول ، ففيه :

رأت امّ الفضل أنّ في بيتها من رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] طائفة فأتت رسول الله فأخبرته ، فقال : هو خير ، إن شاء الله ، تلد فاطمة غلاماً ترضعينه بلبن قثم ابنك ، فولدت حسيناً فأعطتنيه ، فأرضعته حتى تحرّك فجاءت به إلى النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فأجلسه في حجره فبال ، فضربت بيدها بين كتفيه ، فقال : أوجعت ابني أصلحك الله ـ أو : رحمك الله ـ فقلت : أخلع إزارك والبس ثوباً غيره كيما أغسله ، فقال : إنما ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية.

وأخرجه الحافظ الطبراني في ترجمة الإمام الحسنعليه‌السلام من المعجم الكبير 3 / 5 رقم 2526 بإسناده عن سماك ، وبرقم 2541 بإسناد آخر عنه وفيه : فولدت فاطمه حسناً.

وأخرجه أحمد في المسند 6 / 339 بطريقين عن امّ الفضل ، وفيها أيضاً ، فولدت فاطمة حسناً.

(194) ذكر ابن الأثير في النهاية في ( زرم ) الحديث وقال : لا تُزرموا ابني ، أي : لا تقطعوا عليه بوله ، يقال : زرم الدمع والبول إذا انقطعا ، وأزرمته أنا.

١٩

قتادة ، عن محمد بن علي أبي جعفر.

عن امّ الفضل [ 33 / ب ] أنّها أتت النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بالحسين ابن علي فوضعته في حجره فبال.

قالت : فذهبت لآخذه فقال : لا تزرمي ابني فإنّ بول الغلام ينضح ـ أو : يرشّ ، شكّ سعيد ـ وبول الجارية يغسل.

195 ـ قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن قابوس بن المخارق ، عن لبابة بنت الحارث ، قالت :

كان الحسين بن علي في حجر رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فبال عليه فقلت : البس ثوباً وأعطني إزارك أغسله ، فقال : إنما يغسل من بول الانثى وينضح من بول الذكر.

196 ـ قال : أخبرنا هوذة بن خليفة ، قال : حدّثنا عوف عن رجل أنّ امّ الفضل امرأة العباس جاءت بالحسين وهو صبيّ يرضع فأخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يقبّله ووضعه في حجره ، فبينا هو في حجره إذ بال ، قال : فكأنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ تأذّى به فدفعه إلى امّ الفضل ، فخفقته خفقة بيدها! وقالت : أي كذا وكذا أبلت على رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ؟! فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : مهلاً ، لقد أوجع قلبي ما فعليت به ، ثمّ دعا بماء فأتبعه بوله وقال : اتبعوه من بول الغلام واغسلوه من بول الجارية.

197 ـ قال : أخبرنا عبدالله بن نمير ، عن ابن أبي ليلى ، عن عيسى بن

__________________

(195) أخرجه الحاكم في المستدرك 1 / 166 بإسناده عن أبي الأحوص ...

ولبابة بنت الحارث هي اُمّ الفضل زوجة العبّاس بن عبدالمطّلب ، تقدّم ذكرها في رقم 192 و 193 و 194 ، ويأتي ذكرها في رقم 196.

وقابوس بن أبي المخارق ـ ويقال : ابن المخارق ـ من رجال أبي داود وابن ماجة ، أخرجوا حديثه هذا ، ومترجّم له في تهذيب الكمال 23 / 330 وتهذيب التهذيب 7 / 306.

(196) وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 3 / 5 رقم 2526 ورقم 2541.

خفقته أي : ضربته ضرباً خفيفاً ، والمخفقة : الشيء يضرب به نحو سير أو درّة. راجع لسان العرب ( خفق ).

(197) أحمد في المسند 4 / 348 بأطول من هذا وفيه : دعوا ابني لا تفزعوه حتى يقضي بوله ...

٢٠