ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله

ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله0%

ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله مؤلف:
المحقق: السيد عبد العزيز الطباطبائي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-5503-47-7
الصفحات: 122

  • البداية
  • السابق
  • 122 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14409 / تحميل: 4995
الحجم الحجم الحجم
ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله

ترجمه الامام الحسين عليه السلام ومقتله

مؤلف:
ISBN: 964-5503-47-7
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

دون خالها.

فقال حسين : نشدتكم الله أتعلمون أنّ الحسن خطب عائشة بنت عثمان فولّوك أمرها ، فلمّا صرنا في مثل هذا المجلس قلت : قد بد الي أن اُزوّجها عبدالله ابن الزبير ؟! هل كان هذا يا باعبدالرحمن ؟ ـ يعني المسوّر بن مخرمة ـ فقال : اللّهمّ نعم ، فقال مروان : إنّما ألوم عبدالله ، فأمّا حسين فوغر الصدر ! فقال مسوّر : لا تحمل على القوم ، فالذي صنعوا أوصل ، وصلوا رحماً ووضعوا كريمتهم حيث أحبّوا.

247 ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض بن جعدبة ، عن عبدالله بن أبي بكر بن حزم ، قال :

خطب سعيد بن العاص اُمّ كلثوم بنت علي بعد عمر ! وبعث إليها بمائة ألف ، فدخل عليها الحسين فشاورته ، فقال : لا تزوّجيه ، فأرسلت إلى الحسن ، فقال : أنا اُزوّجه ، فاتّعدوا لذلك وحضر الحسن وأتاهم سعيد ومن معه ، فقال سعيد : أين أبو عبدالله ؟ قال الحسن : أكفيك دونه ، قال : فلعلّ أبا [ 43 / ب ] عبدالله كره هذا يا بامحمد ؟ قال : قد كان وأكفيك ، قال : إذاً لا أدخل في شيء يكرهه ، ورجع ولم يعرض في المال ولم يأخذ منه شيئاً(1) .

249 ـ قال : أخبرنا معن بن عيسى ، قال : حدّثنا سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أنّ الحسين بن عليرحمه‌الله تختّم في اليسار !

250 ـ قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا المطلب بن زياد ، عن السدي ، قال : رأيت حسين بن عليرحمه‌الله وأنّ جمّته خارجة من تحت عمامته.

251 ـ قال : أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبدالله الأسدي ، قالا : حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ،

قال : رأيت على الحسين بن علي مطرفاً من خزّ ، قد خضّب لحيته ورأسه بالحنّاء والكتم.

__________________

(1) كذا ؟!

(250) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف 8 / 447 رقم 5118 عن المطلب بن زياد.

(251) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف 8 / 340 رقم 4676 بإسناد آخر عن العيزار ، وفيه : كساء خزّ ، وص 435 رقم 5065 بأوجز منه.

٤١

252 ـ قال : أخبرنا محمد بن عبدالله الأسدي ، قال : حدّثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد وإبراهيم بن مهاجر ،

عن الشعبي ، قال : أخبرني من رأى على الحسين بن علي جُبّة من خزّ.

253 ـ قال : أخبرنا عارم بن الفضل ، قال : حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عبدالله بن يزيد ، قال : رأيت على الحسين بن علي رضي الله عنهما جبّة خزّ.

254 ـ قال : أخبرنا خالد بن مخلّد ، قال : حدّثني معتب مولى جعفر بن محمد ، قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : اُصيب الحسين وعليه جبّة خزّ.

255 ـ قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا [ 44 / أ ] إسماعيل ابن إبراهيم بن مهاجر ، قال : سمعت أبي ،

عن الشعبي ، قال : رأيت على الحسين جبّة خزّ ورأسه مخضوب بالوسمة.

256 ـ قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن إبراهيم ابن مهاجر ، عن عامر ، قال : رأيت الحسين بن علي يخضب بالوسمة ويختم في شهر رمضان ، ورأيت عليه جبّة خزّ.

257 ـ قال : أخبرنا وهب بن جرير ويحيى بن عبّاد ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت العيزار يقول : كان الحسين بن علي يخضب بالوسمة ، قال يحيى بن عبّاد : رأيت.

258 ـ قال : أخبرنا عبدالملك بن عمرو أبوعامر العقدي ، قال : حدّثنا شعبة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، أنّ الحسين بن علي كان يخضب بالوسمة.

259 ـ قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن محمد بن قيس ، أنّه رأى الحسين بن علي ولحيته مخضوبة بالوسمة.

260 ـ قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن

__________________

(258) كان في الأصل : عبدالملك بن عمرو بن عامر ، والصحيح أبو عامر وهو عبدالملك بن عمرو بن قيس أبو عامر العقدي البصري ، ترجمه في الطبقات 7 / 299 وقال : وكان ثقة توفّي بالبصرة سنة 224 وهو من رجال الصحاح الستّ ، له ترجمة مبسوطة في تهذيب التهذيب 6 / 409.

٤٢

كثير ـ مولى بني هاشم ـ أنّ الحسين بن علي كان يخضب بالوسمة.

261 ـ قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن السدي ، قال : رأيت الحسين بن علي ولحيته شديدة السواد ومعه ابنه علي.

262 ـ قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا سفيان ، عن السري ابن كعب الأزدي ، قال : رأيت الحسين بن علي واقفاً على برذون أبيض قد خضب رأسه ولحيته بالوسمة.

263 ـ [ 44 / ب ] قال : أخبرنا خالد بن مخلّد ، قال : حدّثني معتب ـ مولى جعفر بن محمد ـ ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : صبغ الحسين بالوسمة.

264 ـ قال : أخبرنا محمد بن عبيد ، عن طلحة بن عمرو بن عطاء وعبيد ابن أبي يزيد المكّيّين ، قالا : نظرنا إلى الحسين بن علي وهو يسوّد رأسه ولحيته.

265 ـ قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن قيس ـ مولى خباب ـ ، قال : رأيت الحسين يخضب بالسواد.

266 ـ حدّثنا عبدالوهّاب بن عطاء ومعن بن عيسى ، قالا : أخبرنا أبو معشر المديني ، عن سعيد بن أبي سعيد ، قال : رأيت الحسين بن علي يخضب بالسواد.

267 ـ قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدّثنا حسن بن صالح ، عن السدي ، قال : رأيت الحسن بن علي أسود اللحية.

268 ـ قال : أخبرنا خالد بن مخلّد ومحمد بن عمر ، قالا : حدّثنا موسى بن

__________________

(268) أخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 2821 ، والحاكم في المستدرك 4 / 398 ، والبيهقي في دلائل النبّوة 6 / 468 ، وابن عساكر رقم 220 من طريق الحافظ البغوي ، و 221 من طريق الحاكم وغيره ، و 222 بإسناد آخر.

والذهبي في تلخيص المستدرك 4 / 398 ورمز له خ م ، أي على شرط الشيخين ، وفي سير أعلام النبلاء 3 / 289.

وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الاُمّة ص 250 ، والسيوطي في جمع الجوامع 1 / 26 ، والمتّقي في كنز العمّال 12 / 126 كلّهم عن ابن سعد.

وأخرجه أبو عبدالله المقدسي محمد بن أحمد ، المتوفى سنة 744 ، في كتاب « صفات ربّ العالمين » من طريق أبي طاهر المخلص عن الحافظ البغوي.

٤٣

يعقوب الزمعي ، قال : أخبرني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص ، عن عبدالله بن وهب بن زمعة ، قال :

أخبرتني اُمّ سلمة أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ اضطجع ذات يوم للنوم فاستيقظ فزعاً وهو خاثر ! ثمّ اضطجع فرقد واستيقظ وهو خاثر دون المرّة الاُولى.

ثمّ اضطجع فنام فاستيقظ ففرغ وفي يده تربة حمراء يقلّبها بيده وعيناه تهراقان الدموع !

فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ فقال : أخبرني جبريل [ 45 / أ ] أنّ ابني الحسين يُقتل بأرض العراق ! فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها ، فجاء بها فهذه تربتها.

269 ـ قال : أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد ، قالا : حدّثنا موسى الجهني ، عن صالح بن أربد النخعي ، قال :

قالت اُمّ سلمة : قال لي نبي الله : اجلسي بالباب فلا يلج عليّ أحد فجاء الحسين وهو وضيف فذهبت تناوله فسبقها فدخل.

قالـت : فلمّا طال عليّ خفت أن يكون قد وجد عليّ فتطلّعت من الباب فإذا في كف النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ شيء يقلّبه ، والصبي ناثم على بطنه ودموعه تسيل.

فلمّا أمرني أن أدخل قلت : يا رسول الله ، إنّ ابنك جاء فذهبت أتناوله فسبقني ، فلمّا طال عليّ خفت أن تكون قد وجدت عليّ فتطلّعت من الباب فرأيتك تقلّب شيئاً في كفّك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل !

__________________

راجع سيرتنا وسنّتنا ص 87.

ومحمد بن عمر هو الواقدي ، وخالد بن مخلّد هو القطواني أبو الهيثم البجلي الكوفي المتوفى 213 من رجال الصحاح الستّ.

(269) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب المصنّف 15 / 97 رقم 19213 ، والطبراني في المعجم الكبير 2820 ، والبيهقي في دلائل النبوّة 6 / 468 موجزاً ، وكذا ابن حجر في المطالب العالية 4 / 73 عن ابن راهويه موجزاً ، والخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام 1 / 158.

٤٤

فقال : إنّ جبريل أتاني بالتربة التي يُقتل عليها وأخبرني أنّ اُمّتي يقتلوه !

270 ـ قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ،

عن عائشة ، قالت : كانت لنا مشربة ، فكان النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إذا أراد لقى جبريل لقيه فيها ، فلقيه رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ مرّة من ذلك فيها وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد.

فدخل حسين بن علي ولم تعلم حتى غشيها فقال جبريل : من هذا ؟ فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : [ 45 / ب ] ابني ، فأخذه البني ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فجعله على فخذه.

فقال : أما إنّه سيقتل ! فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : ومن يقتله ؟! قال : اُمّتك !! فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : اُمّتي تقتله ؟! قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل بها ،

فأشار له جبريل إلى الطف بالعراق وأخذ تربة حمراء فأراه إيّاها فقال : هذه من تربة مصرعه.

__________________

(270) أخرجه أحمد في المسند 6 / 294 ، والطبراني في المعجم 2815 والبيهقي في دلائل النبّوة 6 / 470 ، والخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام 1 / 159 ، وابن عساكر برقم 228 ، بإسناده عن ابن سعد.

والمتّقي في كنز العمّال 12 / 127 ـ 128 عن ابن سعد ، والطبراني.

وأورد الذهبي نحوه في سير أعلام النبلاء 3 / 290 عن أحمد [ في المسند 6 / 294 ] عن عائشة أو اُمّ سلمة ، ثم قال :

ورواه عبدالرزّاق عن اُمّ سلمة ولم يشكّ ، ورواه ابن سعد من حديث عائشة ، وله طرق اُخر.

وقال محقّق الكتاب في تعليقه : إسناده صحيح كما قال المؤلف في تاريخه 3 / 11.

أبو سلمة هو ابن عبدالرحمان بن عوف.

ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أبو عبدالله القرشي المدني ، المتوفى 120 ، من رجال الصحاح الستّ.

وابنه موسى أبو محمد المدني توفى 151 ، من رجال الترمذي وابن ماجة.

ورواه ابن عساكر برقم 228 من طريق ابن سعد.

والسيوطي في جمع الجوامع 1 / 26 : بلفظ : أخبرني جبريل أنّ ابني الحسين يقتل بأرض الطفّ وجاءني بهذه التربة وأخبرني أنّ فيها مضجعه. ابن سعد والطبراني عن عائشة.

وكنز العمّال 12 / 123 عنهما.

٤٥

271 ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن عثمان بن مقسم ، عن المقبري ، عن عائشة ، قالت بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم راقد إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟

قال : انّ جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتدّ غضب الله على من يسفك دمه ، وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء.

فقال : يا عائشة والذي نفسي بيده انّه ليحزنني ، فمن هذا من اُمتي يقتل حسيناً بعدي ؟!

272 ـ قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، ويحيى بن عباد ، وكثير بن هشام

__________________

(271) كنز العمال 12 / 127 عن ابن سعد ، ورواه الحافظ ابن عساكر 229 باسناده عن ابن سعد ، وفي علل الدارقطني ج 5 ق 83 / أ : وسئل عن حديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عائشة في قتل الحسين ، فقال : يرويه يزيد [ كذا ، والصحيح زيد ] بن الحباب ، واختلف فيه فرواه أحمد بن عمر الوكيعي عنه ، وقال : عن سعيد [ كذا ] بن عمارة الأنصاري ، ولا ينسبه ولا يقول فيه عن أبيه ، وهو الصحيح : حدّثنا جعفر بن أحمد الواسطي ، حدّثنا إبراهيم [ كذا ] أحمد بن عمر الوكيعي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبوالحسن العگلي ، حدّثنا شعبة ، عن عمارة بن غزية الأنصاري ، عن أبيه ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عائشة : انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لها وهو مع جبريل صلّى الله عليه وسلّم في البيت ، فقال : عليك الباب ، ففعلت فدخل حسين بن علي فضمّه رسول الله إليه ، فقال : انّك تحبّه؟ قال : نعم ، قال : أما انّ اُمتك ستقتله ، قال : فدمعت عينا النبي ، فقال : أتحبّ أن اريك التربة التي يُقتل فيها ، فتناول [ من ] الطف تربة حمراء.

حدّثنا الحسين بن اسماعيل ، حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا زيد بن الحباب أبوالحسين ، حدّثنا سفيان بن عمارة الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن عائشة ، ولم يقل عن أبيه.

(272) أخرجه أحمد في المسند 1 / 242 عن عبدالرحمن ( بن مهدي ) ، عن حماد ، وفي 283 عن عفان ، عن حماد ، وفي طبعة أحمد شاكر 4 / 26 وفي فضائل الصحابة رقم 1380 و 1381 وفيه من رواية القطيعي برقم 1389 و 1396 ، وصحّحهما محقّقه وصحّحه ، واخرجه عبد بن حميد في مسنده الورقة 5.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 2822 ، وأبو طاهر المخلص في الفوائد المنتقاة ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 4 / 397 والذهبي في تلخيصه وصحّحاه على شرط مسلم ، وابن عبدالبر في الإستيعاب 1 / 196 ، والخطيب في تأريخ بغداد 1 / 142 ، والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 471 ، وابوالفرج بن الجوزي في الردّ على المتعصب العنيد ص 52 والمنتظم في حوادث سنة 61 ج 3 : الورقة 129 ( مخطوطة أيا صوفيا رقم 3094 ) ، وفي التبصرة 2 / 13 ، وابن الأثير في اُسد الغابة 2 / 23 ، والذهبي في

٤٦

وموسى بن اسماعيل ، قالوا : حدّثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا عمار بن أبي عمار ،

عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دمّ.

فقلت : بأبي واُميّ ما هذا ؟ قال : دم الحسين واصحابه أنا منذ [ اليوم ] ألتقطه.

قال : فأحصى ذلك اليوم فوجده قتل ذلك في ذلك اليوم.

273 ـ [ 46 / أ ] قال : واخبرنا علي بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن ابان ، عن شهر بن حوشب.

عن اُم سلمة ، قالت : كان جبريل عند رسو ل الله صلّى الله عليه وسلّم والحسين معي ، فبكى فتركه ، فأتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فأخذته فبكى فأرسلته.

فقال له جبريل : أتحبّه ؟ قال : نعم ، فقال : أما انّ اُمتك ستقتله.

274 ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن زكريا ، عن رجل ، عن

__________________

تاريخ الاسلام 2 : 349 وفي سير أعلام النبلاء 3 / 213 ، والمزي في تهذيب الكمال 3 / 439 و 6 / 439 وابن حجر في الإصابة 1 / 335 ، وفي تهذيب التهذيب 2 / 355.

وأخرجه ابن أبي الدنيا ( له كتاب مقتل الحسين ) وأخرجه من طريقه الحافظ ابن عساكر في تأريخه رقم 326 و 325 بإسناده عن القطيعي بطريقيه وأورده ابن كثير في البداية والنهاية 8 / 200 عن أحمد ثم قال : واسناده قوي ، ثم أورده عن ابن أبي الدنيا باسناد آخر ولفظ مغاير وأورده الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 194 ، وقال : رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ، والبوصيري في إتحاف السادة المهرة ج 3 / ق 60 ب ، وقال : رواه ابن بكر ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وأحمد بن منيع وعبد ابن حميد بسند صحيح.

وراجع بقية مصادره في كتاب سيرتنا وسنتنا لشيخنا العلامّة الأميني صاحب الغدير ; تعالى ص 124 ـ 128.

(273) أخرجه أحمد في المسند 3 / 242 ، وعبد بن حميد في مسنده الورقة 6 ، والترمذي في الجامع الصحيح 5 / 620 ، وابن الجوزي في التبصرة ، وابن الأثير في جامع الاُصول 2 / 13 ، والبوصيري في اتحاف السادة 3 / 61.

(274) جمع الجوامع 1 / 26 وكنز العمال 12 / 127 عن ابن سعد عن علي مقتصرين على قوله : أخبرني جبرئيل انّ حسيناً يقتل بشاطئ الفرات ، تاريخ الاسلام 3 / 10 و 13 / 655 عن ابن أبي

٤٧

عامر الشعبي ، قال : قال علي وهو على شاطئ الفرات : صبراً أبا عبدالله ، ثم قال :

دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعيناه تفيضان ، فقلت : أحدث حدث ؟

فقال : أخبرني جبريل أنّ حسيناً يقتل بشاطئ الفرات ، ثم قال : أتحبّ أن اُريك من تربته ؟ قلت : نعم ، فقبض قبضة من تربتها فوضعها في كفي ، فما ملكت عيني أن فاضتا.

275 ـ قال : أخبرنا عبيدالله بن موسى ، قال : أخبرنا اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن هانيء ،

عن علي قال : ليقتلنّ الحسين بن علي قتلاً ، واني لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بغربة قريب من النهرين.

276 ـ قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن عطاء بن

__________________

شيبة وأحمد وأبي يعلى وسنن سعيد بن منصور.

وأورده ابن عساكر في تاريخه برقم 216 ، وسبط ابن الجوزي 250 وابن كثير في تاريخه 8 / 199 كلاهما عن ابن سعد ، واخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير برقم.

وأخرجه أحمد في المسند 2 / 60 وقال محقّقه : وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف والبزار في مسنده وأبو يعلى في مسنده.

وكنز العمال 12 / 127 عن أحمد وأبي يعلى وابن سعد والطبراني عن علي ، والطبراني عن أبي امامة وعن أنس ، وابن عساكر عن اُم سلمة.

وابن سعد والطبراني عن عائشة ، أبو يعلى عن زينب اُم المؤمنين ، ابن عساكر عن اُم الفضل.

(275) كنز العمال 13 / 673 عن ابن أبي شيبة.

وأخرجه أبو عمرو بن السماك عثمان بن أحمد في جزء من حديثه ضمن المجموع رقم 297 حديث في الورقة 88 ب عن الحسن بن سلام عن عبيدالله بن موسى.

(276) كنز العمال 13 / 655 عن الطبراني. ترجم البخاري في التاريخ الكبير 4 / 253 شيبان بن مخزم وأشار إلى حديثه هذا ، فقال : سمع علياً في كربلاء ، قاله أبو حمزة عن عطاء عن ميمون بن مهران.

وكذلك الأمير ابن ماكولا أشار إلى حديثه في الإكمال 7 / 220 وضبطه فقال : واما مخزم ، بزاي مشدّدة وفتحها ، فهو شيبان بن مخزم عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه روى عنه عطاء بن السائب.

وأورده الدمشقي في سبل الهدى والرشاد ق 547 عن ابن سعد وغيره ابن عساكر رقم 278 عن ابن سعد الطبراني 60.

٤٨

السائب ، عن ميمون ، عن شيبان بن مخرم ، قال ـ وكان عثمانياً يبغض علياً ! ـ قال : رجع مع علي من صفين ، قال : فانتهينا الى موضع ، قال : فقال :

ما يسمى هذا الموضع ؟ قال : قلنا : كربلاء قال : كرب و بلا ، قال : ثم قعد على رابيّة ، وقال :

يقتل هاهنا قوم أفضل شهداء على وجه الأرض لا [ 46 / ب ] يكون شهداء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال : قلت : بعض كذباته وربّ الكعبة !

قال : فقلت لغلامي ـ وثمة حمار ميت ـ : جئني برجل هذا الحمار فأوتدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا.

فلما قُتل الحسين قلت لأصحابي : إنطلقوا ننظر ، فانتهينا إلى المكان واذا جسد الحسين على رجل الحمار ، واذا أصحابه ربضة حوله.

277 ـ قال : أخبرنا يحيى بن حماد ، قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، قال : حدّثنا أبو عبيد الضبي ، قال :

دخلنا على أبي هرثم الضبي حين اقبل من صفين وهو مع علي ، وهو جالس على دكان وله أمراة يقال لها : حردا ، هي أشدّ حباً لعلي وأشدّ لقوله تصديقاً.

فجاءت شاة فبعرت ، فقال : لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثاً لعلي ، قالوا : وما علم علي بهذا ؟

قال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء فصلّى بنا علي صلاة الفجر بين شجرات ودوحات حرمل ثم اخذ كفاً من بعر الغزلان فشمّه ، ثم قال : اوه ، اوه ، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

قال : قالت حرداء : وما تنكر من هذا ؟ هوأعلم بما قال منك ، نادت بذلك وهو في جوف البيت.

278 ـ قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدّثنا عبدالجبار بن عباس ، عن عمار الدهني ، قال :

مرّ علي على كعب ، فقال : انّ من ولد هذا لرجل يقتل في عصابة لا يجف

__________________

(277) كنز العمال 13 / 673 عن ابن أبي شيبة موجزاً. تهذيب الكمال 6 / 410 عن ابن سعيد.

٤٩

عرق خيولهم حتى يردوا على محمد [ 47 / أ ] صلّى الله عليه وسلّم.

فمرّ حسن فقالوا ، هو هذا يا أبا اسحاق ؟ قال : لا ، فمرّ حسين فقالوا : هذا هو ؟ قال : نعم.

279 ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن الحسن بن دينار ، عن معاوية بن قرّة ، قال : قال الحسين : والله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت بنو اسرائيل في السبت.

280 ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، قال : قال الحسين بن علي : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ! فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من فرم الامّة.

فقدم العراق فقتل بنينوى يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

281 ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن عامر بن أبي محمد ، عن الهيثم بن موسى ، قال : قال العربان بن الهيثم : كان أبي يتبدّى فينزل قريباً من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنا لا نبدوا إلاّ وجدنا من بني أسد هناك ، فقال له أبي : أراك ملازماً هذا المكان ؟! قال : بغلني انّ حسيناً يقتل هاهنا ، فانا أخرج لعليّ أصادفه فاقتل معه.

فلما قتل الحسين ، قال أبي : انطلقوا ننظر هل الأسدي في من قتل ؟ فأتينا المعركة فطوفنا ، فإذا الأسدي مقتول.

__________________

(279) رواه ابن عساكر برقم 267 عن ابن سعد.

(280) رواه ابن عساكر برقم 268 عن ابن سعد.

قال ابن الأثير في النهاية ( فَرَم ) : ومنه حديث الحسين : حتى تكونوا أذلّ من فَرَم الأمّة ، هو بالتحريك ما تعالج به المرأة فرجها ليضيق ، وقيل : هو خرقة الحيض.

(281) رواه الحافظ ابن عساكر 269 باسناده عن ابن سعد.

كان أبي يتبدى ، أي : يخرج إلى البادية ، والرجل من بني أسد هو أنس بن الحارث بن نُبَيْه الصحابي.

قال البخاري في التاريخ الكبير 2 / 30 : أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم.

قال محمد : حدّثنا سعيد بن عبدالملك بن واقد الحراني ، حدّثنا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن الأشعث بن سحيم ، عن أبيه ، عن أنس.

٥٠

__________________

وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2 / 287 : أنس بن الحارث له صحبة قتل مع الحسين بن عليعليه‌السلام .

وأخرج ابن عساكر 283 من طريق الحافظ البغوي باسناده عن أنس بن الحارث يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يقول :

انّ ابني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها : كربلا فمن شهد ذلك منكم فلينصره ( اُنظر تهذيب تأريخ ابن عساكر لبدران 4 / 338 ).

قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلا فقتل مع الحسين.

وأخرجه الحافظ أبو نعيم في دلائل النبوة 486 وابن كثير في البداية والنهاية 8 / 199 عن البغوي بإسناده والخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام 1 / 159 من طريق البيهقي عن الحاكم باسناده عن أنس قال فقتل أنس بن الحارث مع الحسين بن عليعليه‌السلام .

وذكره ابن الأثير في اُسد الغابة 1 / 146 وذكر انّه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : انّ ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق فمن أدركه منكم فلينصره ، فقتل مع الحسينرضي‌الله‌عنه .

أخرجه الثلاثة ( أي : ابن عبدالبر وابن منده وأبو نعيم ).

وترجم لأبيه أيضاً 1 / 417 وقال : روى أنس بن الحارث بن نبيه عن أبيه الحارث ابن نبيه وكان من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم من أهل الصفّة ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ والحسين في حجره ـ يقول : انّ ابني هذا يقتل في أرض يقال لها : العراق فمن أدركه منكم فلينصره ، فقتل أنس بن الحارث مع الحسين.

وقد روي عن أنس بن الحارث ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يقل عن أبيه أخرجه أبوموسى انتهى.

وذكره ابن حجر في الإصابة في القسم الأول من حرف الألف 1 / 68 وحكى الأقوال فيه إلى ان قال : ووقع في التجريد للذهبي : لا صحبة له وحديثه مرسل !...

فردّ عليه ابن حجر وقال : وكيف يكون حديثه مرسلاً ! وقد قال : سمعت ، وقد ذكره في الصحابه البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زبر والباوردي وابن منده وابو نعيم وغيرهم ، انتهى.

وخرّج السيوطى حديثه هذا في الخصائص الكبرى 2 / 125 وفي جمع الجوامع وخرجه تلميذه شمس الدين الدمشقي في سبل الهدى والرشاد الورقة 547 عن البغوي والمتقي في كنز العمال 12 / 126 عن البغوي وابن السكن والباوردي وابن منده وابن عساكر.

* * *

٥١
٥٢

مقتل الحسين بن عليّ

صلوات الله عليهما وسلامه

282 ـ [ 47 / ب ] قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدّثنا ابن أبي ذئب ، قال : حدثني عبدالله بن عمير مولى اُم الفضل.

قال : وأخبرنا عبدالله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه.

قال : وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي ، عن أبيه.

قال : وحدّثني عبدالرحمان بن أبي الزناد ، عن أبي وجرة السعدي ، عن علي ابن حسين.

قال : وغير هؤلاء قد حدّثني.

قال محمد بن سعد : وأخبرنا علي بن محمد ، عن يحيى بن اسماعيل بن أبي المهاجر ، عن أبيه.

وعن لوط بن يحيى الغامدي ، عن محمد بن بشير الهمداني ، وغيره.

وعن محمد بن الحجاج ، عن عبدالملك بن عمير.

وعن هارون بن عيسى ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه.

وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن مجالد ، عن الشعبي.

قال ابن سعد : وغير هؤلاء أيضاً قد حدّثني في هذا الحديث بطائفة ، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته.

قالوا : لمّا بايع معاوية بن أبي سفيان ليزيد بن معاوية كان حسين بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له.

وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية كل ذلك يأبى. فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبى ، وجاء إلى الحسين فاخبره بما عرضوا عليه ، وقال : انّ القوم إنّما يريدون

٥٣

أن يأكلوا بنا ، ويشيطوا دماءنا.

فأقام حسين [ 48 / أ ] على ما هو عليه من الهموم ، مرة يريد أن يسير إليهم ومرة يجمع الإقامة.

فجاءه أبوسعيد الخدري ، فقال : يا باعبدالله إنّي لكم ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنّه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم ، فلا تخرج ، فإنّي سمعت أباكرحمه‌الله يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وابغضتهم ، وملّوني وابغضوني ، وما بلوت منهم وفاء ، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب ، والله ما لهم(1) ثبات ، ولا عزم أمر ، ولا صبر على السيف.

قال : وقدم المسيّب بن نجبة الفزاري وعدّة معه إلى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه إلى خلع معاوية ، وقالوا : قد علمنا رأيك ورأي أخيك.

فقال : إنّي أرجو أن يعطي الله أخي على نيّته في حبه الكف ، وان يعطيني على نيّتي في حبي جهاد الظالمين.

وكتب مروان بن الحكم إلى معاوية : إنّي لست آمن أن يكون حسين مرصداً للفتنة ، واظنّ يومكم من حسين طويلاً.

فكتب معاوية إلى الحسين : إنّ من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء ، وقد اُنبئت أنّ قوماً من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق ، وأهل العراق من قد جرّبت ، قد أفسدوا على أبيك وأخيك ، فاتّق الله ! واذكر الميثاق ، فإنّك متى تكدني أكدك.

فكتب إليه الحسين : أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير ، والحسنات لا يهدي لها إلاّ الله ، وما [ 48 / ب ] أردت لك محاربة ولا عليك خلافاً ، وما أظنّ لي عندالله عذراً في ترك جهادك ، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر الاُمّة.

فقال معاوية : ان أثرنا بأبي عبدالله إلاّ أسداً.

وكتب إليه معاوية أيضاً في بعض ما بلغه عنه : انّي لأظنّ انّ في رأسك

__________________

(1) في الأصل يقرأ : نيات.

٥٤

نزوة ! فوددت انّي أدركتها فأغفرها لك.

283 ـ قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن جويرية بن أسماء ، عن مسافع بن شيبة ، قال : لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم فأخذ بخطام راحلته فأناخ به ، ثم سارّه حسين طويلاً ، وانصرف.

فزجر معاوية راحلته ، فقال له يزيد : لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك ، قال : دعه فلعلّه يطلبها من غيري فلا يسوّغه فيقتله.

رجع الحديث إلى الأول

قال : ولما حضر معاوية دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به ، وقال : اُنظر حسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فانّه أحبّ الناس إلى الناس ، فصل رحمه وارفق به ، يصلح لك أمره ، فان يك منه شيء فاني أرجوا أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.

وتوفّي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستين وبايع الناس ليزيد.

فكتب يزيد مع عبدالله بن عمرو بن اويس العامري / [ 49 / أ ] ـ عامر ابن لؤي ـ إلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان وهو على المدينة :

أن ادع الناس فبايعهم ، وابدأ بوجوه قريش وليكن أول من تبدأ به الحسين بن علي ، فإنّ أمير المؤمنين عهد إليّ في أمره الرفق به واستصلاحه.

فبعث الوليد بن عقبة من ساعته ـ نصف الليل ـ إلى الحسين بن علي وعنده عبدالله بن الزبير فاخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما إلى البيعة ليزيد! فقالا : نصبح وننظر ما يصنع [ الناس ].

ووثب الحسين فخرج وَخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول : هو يزيد الذي تعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة.

وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين واخذ بعمامته فنزعها من رأسه ، فقال الوليد : ان هجنا بأبي عبدالله إلاّ أسدا.

فقال له مروان ـ أو بعض جلسائه ـ : اقتله ! قال : انّ ذاك لدم مظنون في بني عبد مناف.

٥٥

فلمّا صار الوليد إلى منزله قالت له امراته أسماء بنت عبدالرحمان بن الحارث بن هشام : أسببت حسينا ؟! قال : هو بدأ فسبّني ! قالـت : وان سبّك تسبّه ؟! وان سبّ أباك تسبّ أباه ؟!

وخرج الحسين وعبدالله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة ، فاصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد ! وطُلب الحسين وابن الزبير فلم يُوجدا ، فقال المسوّر بن مخرمة : عجّل أبو عبدالله ، وابن الزبير الآن يلفته ويزجيه إلى العراق ليخلو [ 49 / ب ] بمكة.

فقدما مكة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبدالمطّلب ، ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرّض الناس على بني اُميّة.

وكان يغدو ويروح إلى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق ! ويقول : هم شيعتك وشيعتك أبيك.

وكان عبدالله بن عباس ينهاه عن ذلك ، ويقول : لا تفعل. وقال له عبدالله بن مطيع(1) : أي فداك أبي واُمّي متّعنا بنفسك ، ولا تسر إلى العراق ، فوالله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتّخذنا خولاً وعبيداً.

__________________

(1) ترجم ابن سعد في الطبقات 5 : 144 لعبدالله بن مطيع هذا ، وقال :

أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدّثني عبدالله بن جعفر بن أبي عون ، قال : لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مرّ بابن مطيع وهو يحفر بئره ، فقال له : أين فداك أبي واُمّي ؟ قال : أردت مكة وذكر له انّه كتب إليه شيعته بها ، فقال له ابن مطيع : انى فداك أبي واُمي ، متعنا بنفسك ولا تسر إليهم ، فأبي حسين ، فقال له ابن مطيع : إنّ بئَري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء ، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة ، قال : هات من مائها ، فاتي من مائها في الدلو فشرب منه ثمّ مضمض ثمّ ردّه في البئر فأعذب وأمهي.

حدّثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، عن عبدالله ، عن أبيه ، قال : مرّ حسين بن علي على ابن مطيع وهو ببئره قد انبطها ، فنزل حسين عن راحلته فاحتمله ابن مطيع احتمالاً حتى وضعه على سريره ، ثمّ قال :

بأبي واُمّي أمسك علينا نفسك ، فوالله لئن قتلوك ليتّخذنّا هؤلاء القوم عبيداً.

ورواه ابن العديم في ترجمة الحسينعليه‌السلام من كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب ، المجلد : 7 الورقة 51 / أ بإسناده عن ابن سعد.

٥٦

ولقيهما عبدالله بن عمرو عبدالله بن عيّاش(1) بن أبي ربيعة بالأبواء منصرفين من العمرة ، فقال لهما ابن عمر : اُذكّركما الله إلاّ رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس !. وتنظروا ، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذّا ، وإن افترق عليه كان الذي تريدان !

وقال ابن عمر لحسين : لا تخرج ، فانّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خيّره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، وانت بضعة منه ولا تنالها ـ يعني الدنيا ـ ، فاعتنقه وبكى وودّعه.

فكان ابن عمر يقول : غلبنا حسين بن علي بالخروج ، ولعمري لقد رأي في أبيه وأخيه عبرة ، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرّك ما عاش ، وان يدخل في صالح ما دخل فيه الناس فانّ الجماعة خير !!

وقال له ابن عياش : أين تريد يابن فاطمة ؟ قال : العراق وشيعتي ، [ 50 / أ ] فقال : انّي لكاره لوجهك هذا ، تخرج إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتى تركهم سخطة وملّة لهم ، اُذكّرك الله أن تغرّر بنفسك.

وقال أبو سعيد الخدري : غلبني الحسين على الخروج ، وقد قلت له : اتق الله في نفسك ! والزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك !!(2) .

وقال أبو واقد الليثي : بلغني خروج حسين فادركته بملل ، فناشدته الله ان لا يخرج ، فانّه يخرج في غير وجه خروج ، انّما يقتل نفسه ، فقال : لا أرجع.

__________________

(1) هو عبدالله بن عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي الزُرقيّ ـ بضمّ الزاي وفتح الراء ، نسبة إلى بني زُرَيق ، مصغّراً ـ : ترجم له في اُسد الغابة 3 / 240 وقال : وُلد بأرض الحبشة ، وروى عن النبي. قال ابن حجر في الإصابة 2 / 349 : ذكره الباوردي في الصحابة وأورد من طريقه خبراً في صفة علي موقوفاً.

وبنو عمّه هم : خالد بن الوليد وابنه عبدالرحمان وأضرابهم من المنافقين من مبغضي علي عليه‌السلام .

(2) لقد جوزي أبوسعيد الخدري عن إمامه يزيد! خيراً يوم الحرّة حيث صرعه جيشه على الأرض ونتفوا لحيته شعرةً شعرة.

ولا بدّ أن يكون في الأبكار المفتضّات يوم أباح إمامه المدينة لجيشه ثلاثه أيام غير واحدة من قرائب أبي سعيد وأرحامه.

٥٧

وقال جابر بن عبدالله : كلّمت حسيناً ، فقلت : اتق الله ! ولا تضرب الناس بعضهم ببعض !! فوالله ما حمدتم ما صنعتم ؟! فعصاني(1) .

وقال سعيد بن المسيب : لو ان حسيناً لم يخرج لكان خيراً له !

وقال أبو سلمة بن عبدالرحمان : قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج اليهم ، ولكنّ شجّعه على ذلك ابن الزبير.

وكتب إليه المسوّر بن مخرمة : اياك ان تغّتر بكتب أهل العراق ، ويقول لك ابن الزبير : إلحق بهم فانّهم ناصروك ، اياك أن تبرح الحرم ، فانّهم ان كانت لهم بك حاجة فسيضربون إليك اباط الإبل حتى يوافوك فتخرج في قوة وعدة ، فجزّاه خيراً وقال : أستخير الله في ذلك.

وكتبت إليه عمرة بنت عبدالرحمن تعظّم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ! وتخبره انّه انّما يساق إلى مصرعه ، وتقول : اشهد لحدّثتني [ 50 / ب ] عائشة انّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول :

يقتل حسين بأرض بابل ، فلمّا قرأ كتابها قال : فلا بدّ لي إذاً من مصرعي ، ومضى.

وأتاه أبوبكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، فقال : يابن عم ان الرحم تضارّني عليك ، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك ، قال : يا بابكر ما أنت ممّن يستغشّ ولا يتهم ، فقل.

فقال : قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدنيا ، فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك ، ويخذلك من أنت أحبّ إليه ممّن ينصره ، فاذكّرك الله في نفسك.

__________________

(1) هذا تقوّل على جابر وافتراء ، فإنّ جابراً يجلّ عن مثل هذا الكلام وقد ورد في رواياتنا في مدحه عن الصادقعليه‌السلام : كان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت.

وقد شهد هو صفّين مع أميرالمؤمنينعليه‌السلام فكيف ينسب إليه هذا الهذيان ؟!

ثمّ كان جابر ـرحمه‌الله ـ أول من زار قبر الحسينعليه‌السلام قصده من المدينة إلى كربلاء ووافاه يوم الأربعين من مصرعهعليه‌السلام .

ولعلّه صدر عن بعض الأمويين أو الخوارج أو بعض المنافقين فنسبه الراوي خطأ إلى جابر.

٥٨

فقال : جزاك الله يابن عم خيراً ، فلقد اجتهدت رأيك ، ومهما يقضي الله من أمر يكن.

فقال أبوبكر : إنّا لله ، عند الله نحتسب أبا عبدالله.

وكتب عبدالله بن جعفر بن أبي طالب إليه كتاباً يحذّره أهل الكوفة ويناشده الله أن يشخص إليهم.

فكتب إليه الحسين : انّي رأيت رؤيا ، ورأيت فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمرني بأمر أنا ماض له ، ولست بمخبر بها أحداً حتى اُلاقي عملي(1) .

وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص : انّي أسأل الله أن يلهمك رشدك ، وان يصرفك عمّا يرديك ، بلغني انّك قد اعتزمت على الشخوص إلى العراق ، فاني اعيذك بالله من الشقاق ، فان كنت خائفاً فاقبل إليّ ، فلك عندي الأمان والبرّ والصلة.

فكتب إليه الحسين : إن كنت أردت بكتابك إليّ برّي وصلتي فجزيت خيرا [ 51 / أ ] في الدنيا والآخرة ، وانّه لم يشاقق من دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين ، وخير الأمان أمان الله ، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآْخرة عنده.

وكتب يزيد بن معاوية إلى عبدالله بن عباس يخبره بخروج الحسين إلى مكة ونحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنّوه الخلافة وعندك علم منهم خبرة وتجربة فان كان فعل فقد قطع واشج القرابة وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه فاكففه عن السعي في الفرقة !!

وكتب بهذه الأبيات إليه ، والى من بمكة والمدينة من قريش :

يا أيّها الراكب الغادي ( مطيته )

على عذافِرِةٍ في سيرها قحم

أبلغ قريشاً على نأي المزاربها

بيني وبين حسين الله والرحمُ

__________________

(1) قال ابن الأثير في اُسد الغابة 1 / 21 : فنهاه جماعة ، منهم : أخوه محمد بن الحنفية وابن عمر وابن عباس ، وغيرهم ، فقال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام وأمرني بأمر فأنا فاعل ما أمر.

٥٩

وموقف بفناء البيت انشده

عهد الاله وما توفى به الذممُ

عنيتم قومكم فخرا بامكم

ام لعمري حصان ( عفة ) كرمُ

هي التي لا يداني فضلها احد

بنت الرسول وخير الناس قد علموا

وفضلها لكم فضل وغيركم

من قومكم لهم في فضلها قسمُ

اني لاعلم او ظنا كعالمه

والظن يصدق احيانا فينتظمُ

ان سوف يترككم ما تدعون بها

قتلى تهاداكم العقبان والرخمُ

يا قومنا لا تشبوا الحرب اذ سكنت

ومسّكوا بحبال‌السلم‌واعتصموا[51/ب]

قد غرت الحرب من قد كان قبلكم

من القرون وقد بادت بها الأمم

فانصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا

فرب ذي بذخ زلت به القدم

قال : فكتب إليه عبدالله بن عباس : انّي أرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه ، ولست أدع النصيحة له فيما يجمع الله به الاُلفة وتطفأ به النائرة.

ودخل عبدالله بن عباس على الحسين فكلّمه طويلاً ، وقال : أنشدك الله أن تهلك غداً بحال مضيعة ، لا تأتي العراق ، وان كنت لابدّ فاعلاً فأقم حتى ينقضي الموسم ، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون ، ثم ترى رأيك ، وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين.

فأبى الحسين إلاّ أن يمضي إلى العراق ، فقال له ابن عباس : والله إنّي لأظنّك ستقتل غداً بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته ، والله انّي لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان ، فإنّا لله وانّا إليه راجعون.

فقال الحسين : أبا العباس إنّك شيخ قد كبرت ، فقال ابن عباس(1) :

__________________

(1) أخرج الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 : 541 قال : حدّثنا أبوبكر ، قال : حدّثنا سفيان ، قال : حدّثنا ابراهيم بن ميسرة ، قال : سمعت طاووساً يقول : سمعت ابن عباس يقول : إستشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت : لولا أن يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك ، فكان الذي ردّ عليّ ان قال : لئن اُقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إلىّ من أن تنجدني ـ يعني مكة ـ ، قال ابن عباس : فذلك الذي سلا بنفسي عنه.

٦٠