كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة0%

كمال الدين وتمام النعمة مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 686

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 686
المشاهدات: 137095
تحميل: 7431


توضيحات:

كمال الدين وتمام النعمة المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 686 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 137095 / تحميل: 7431
الحجم الحجم الحجم
كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

دلالة لعيسى بن مريمعليه‌السلام على نبوَّته إذ أنبأ النّاس بما يأكلون وما يدَّخرون في بيوتهم، وكما كان النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين قال أبو سفيان في نفسه: من فعل مثل ما فعلت جئت فدفعت يدي في يده إلّا كنت أجمع عليه الجموع من الاحابيش وكنانة فكنت ألقاه بهم(١) فلعليّ كنت أدفعه. فناداه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خيمته فقال: إذا كان الله يجزيك يا أبا سفيان. وذلك دلالة لهعليه‌السلام كدلالة عيسى بن مريمعليه‌السلام . وكلُّ من أخبر من الائمّةعليهم‌السلام بمثل ذلك فهي دلالة تدلُّ النّاس على أنَّه إمام مفترض الطاعة من الله تبارك وتعالى.

حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسن بن الفرات قال: أخبرنا صالح بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن زياد، عن أمّه فاطمة بنت محمّد بن الهيثم المعروف بابن سيابة(٢) قالت: كنت في دار أبي الحسن عليِّ بن محمّد العسكريِّعليهما‌السلام في الوقت الّذي ولد فيه جعفر فرأيت أهل الدّار قد سرُّوا به، فصرت إلى أبي الحسنعليه‌السلام فلم أره مسروراً بذلك، فقلت له: يا سيّدي ما لي أراك غير مسرور بهذا المولود؟ فقالعليه‌السلام : يهون عليك أمره فإنه سيضلُّ خلقاً كثيراً(٣) .

٣ - حدّثنا الشريف أبو الحسن عليُّ بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن -

____________

(١) في بعض النسخ « إلّا كنت أجمع عليه الاحاببش بركابه فكنت ألقاه بهم » والمراد بالاحابيش قريش لأنّهم تحالفوا بالله أنّهم ليد على غيرهم ما سجا ليل ووضح نهار وما رسا حبشي. وحبشي بضم الحاء وسكون الباء وتشديد الياء التحتية جبل بأسفل مكة على سنة أميال منها، فسموا أحابيش قريش باسم الجبل. وقال ابن اسحاق: أنَّ الاحابيش هم بنو الهون بن خزيمة وبنو الحارث بن عبد مناة من كنانة وبنو المصطلق من خزاعة، فلمّا سميت تلك الاحياء بالاحابيش من قبل تجمعها صار التحبيش في الكلام: التجميع. وفي بعض النسخ « الزنج » مكان « الجموع ».

(٢) في بعض النسخ « ابن سبانة » وفي بعضها « ابن النسابة ».

(٣) ذكر المصنف هذا الحديث مؤيداً لكلامه ولا ربط له بالعنوان.

٣٢١

عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا أحمد بن محمّد النوفليِّ قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن عثمان بن عيسى الكلابيّ، عن خالد بن نجيح، عن حمزة بن حمران، عن أبيه [ حمران بن أعين ]، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيّد العابدين عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: في القائم منا سنن من الأنبياء(١) [ سنة من أبينا آدمعليه‌السلام ، و ] سنة من نوح، وسنّة من إبراهيم، وسنّة من موسى، وسنّة من عيسى، وسنّة من أيّوب، وسنّة من محمّد صلوات الله عليهم، فأمّا (من آدم و) نوح فطول العمر وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال النّاس، وأما من موسى، فالخوف والغيبة وأمّا من عيسى فاختلاف النّاس فيه، وأمّا من أيّوب فالفرج بعد البلوى، وأمّا من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالخروج بالسيف.

٤ - حدّثنا محمّد بن عليّ بن بشار القزوينيُّ قال: حدّثنا أبو الفرج المظفر ابن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفيُّ الاسديُّ قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعيُّ، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيّد العابدين عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: في القائم سنة من نوح وهو طول العمر.

٥ - حدّثنا عليُّ بن أحمد الدّقّاق؛ ومحمّد بن أحمد الشيبانيُّ رضي الله عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ، عن موسى بن عمران النخعيِّ، عن عمه الحسين ابن يزيد، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين، عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيّد العابدين عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: في القائم سنة من نوح وهو طول العمر.

٦ - وبهذا الاسناد قال: قال عليُّ بن الحسين سيّد العابدينعليهما‌السلام : القائم منا

__________________

(١) في بعض النسخ « في القائم منا سنن من ستة أنبياء » وفي بعضها « سنن من سبعة انبياء ». وما بين القوسين ليس في بعض النسخ.

٣٢٢

تخفى ولادته على النّاس حتّى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة.

٧ - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بسطام بن مرّة، عن عمرو بن ثابت قال: قال عليُّ بن الحسين سيّد العابدينعليهما‌السلام : من ثبت على موالاتنا(١) في غيبة قائمنا أعطاه الله عزَّ وجلَّ أجر ألف شهيد من شهداء بدر واحد.

٨ - حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام الكلينيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيُّ قال: حدّثنا القاسم بن العلاء قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّ القزويني قال: حدّثني عليّ بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمّد بن قيس، عن ثابت الثماليِّ، عن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالبعليهم‌السلام أنَّه قال: فينا نزلت هذه الآية: «وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله »(٢) وفينا نزلت هذه الآية: «وجعلها كلمة باقية في عقبه »(٣) والامامة في عقب الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام إلى يوم القيامة. وإنَّ للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الاُخرى، أمّا الاولى فستّة أيّام، أو ستّة أشهر، أو ستة سنين(٤) . وأمّا الاخرى فيطول أمدها حتّى يرجع

__________________

(١) في بعض النسخ « على ولايتنا ».

(٢) الاحزاب: ٦.

(٣) الزخرف: ٤٧.

(٤) قال العلامة المجلسي - ره -: قولهعليه‌السلام : « فستة أيّام » لعله اشارة إلى اختلاف أحوالهعليه‌السلام في غيبته، فستة أيّام لم يطلع على ولادته إلّا خاص الخاص من أهاليهعليه‌السلام ، ثمّ بعد ستة أشهر اطلع عليه غيرهم من الخواص، ثمّ بعد ست سنين عند وفاة والدهعليه‌السلام ظهر أمره لكثير من الخلق. أو اشارة إلى أنَّه بعد امامته لم يطلع على خبره إلى ستة أيّام أحد، ثمّ بعد ستة أشهر انتشر أمره، وبعد ست سنين ظهر وانتشر أمر السفراء.

والاظهر أنَّه اشارة إلى بعض الازمان المختلفة الّتى قدرت لغيبته وإنّه قابل للبداء. ويؤبده ما رواه الكليني باسناده عن الاصبغ في حديث طويل قد مر بعضه في باب أخبار

٣٢٣

عن هذا الامر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلّا من قوى يقينه وصحّت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً ممّا قضينا، وسلّم لنا أهل البيت.

٩ - وبهذا الاسناد قال: قال عليُّ بن الحسينعليهما‌السلام : إنَّ دين الله عزَّ وجلَّ(١) لا يصاب بالعقول الناقصة والاراء الباطلة والمقائيس الفاسدة، ولا يصاب إلّا بالتسليم، فمن سلّم لنا سلم، ومن اقتدى بنا هدى، ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه شيئاً ممّا نقوله أو نقضي به حرجاً كفر بالّذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم.

٣٢

( باب )

* (ما أخبر به أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام من) *

* (وقوع الغيبة بالقائمعليه‌السلام وإنّه الثاني عشر من الائمّةعليهم‌السلام ) *

١ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله؛ وعبد الله بن جعفر الحميريُّ قالا: حدّثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد، عن الحسين(٢) ابن الربيع المدائني قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن أسيد بن ثعلبة(٣) ، عن أم هانيء

__________________

أمير المؤمنينعليه‌السلام « ثمّ قال: قلت: يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة؟ فقال: ستة أيّام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: وان هذا لكائن؟ فقال: نعم كما أنَّه مخلوق، وأنى لك بهذا الامر يا أصبغ اولئك خيار هذه الاُمّة مع خيار أبرار هذه العترة، فقلت: ثمّ ما يكون بعد ذلك؟ فقال: ثمّ يفعل الله ما يشاء، فإنَّ له بداءات وارادات وغايات ونهايات » فانه يدلُّ على أنَّ هذا الامر قابل للبداء والترديد قرينة ذلك والله يعلم - انتهى

(١) يعنى أحكامه وشريعته وفرائضه وسننه لا الأُمور الاعتقادية الّتى لا يعرف إلّا بالعقول وبارشادهم عليه السلام.

(٢) في بعض النسخ « الحسن » والسند مضطرب ففي الكافي أحمد بن الحسن عن عمر ابن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمدانيّ - الخ.

(٣) في بعض النسخ: « أسد بن ثعلبة ».

٣٢٤

قالت: لقيت أبا جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام فسألته عن هذه الآية « فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس »؟ فقال: إمام يخنس في زمانه عند انقضاء من علمه سنة ستّين ومائتين، ثمّ يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة اللّيل(١) فإنَّ أدركت ذلك قرت عيناك.

٢ - حدّثنا أحمد بن هارون الفامي(٢) ، وعليُّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب، وجعفر بن محمّد بن مسرور؛ وجعفر بن الحسين رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن جعفر الحميريُّ، عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن العبّاس بن عامر القصبانيُّ.

وحدّثنا جعفر بن عليّ بن الحسن بن عليّ عبد الله بن المغيرة الكوفيُّ قال: حدّثني جدي الحسن بن عليّ بن عبد الله، عن العبّاس بن عامر القصبانيُّ عن موسى ابن هلال الضبيّ، عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لابي جعفرعليه‌السلام : أنَّ شيعتك بالعراق كثيرون فوالله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج؟ فقال: يا عبد الله بن عطاء قد أمكنت الحشو(٣) من أذنيك، والله ما أنا بصاحبكم، قلت: فمن صاحبنا؟ قال: انظروا من تخفى على النّاس ولادته فهو صاحبكم.

٣ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: « قال أرأيتم أن أصبح

__________________

(١) تأويل لا تفسير والآية في سورة التكوير: ١٦. والخنس - كركع - الكواكب كلّها أو السيارة أو النجوم الخمسة. وكنس الظبي يكنس دخل في كناسه وهو مستتره في الشجر لأنّه يكنس الرمل حتّى يصل، جمع كنس وكنس كركع، والجواري الكنس هي الخنس لانها تكنس في المغيب كالظباء في الكنس. أو هي كلّ النجوم لانها تبدو ليلا وتخفى نهارا أو الملائكة أو بقر الوحش وظمأوه (القاموس).

(٢) الفامي والقاضي متحد ولعله القاضى الفامى، ففي بعض النسخ وبعض الاسانيد كتب « الفامى » وفي بعضها « القاضي ».

(٣) الحشو: فضل الكلام.

٣٢٥

ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين »(١) فقال: هذه نزلت في القائم(٢) ، يقول: أن أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظاهر، يأتيكم بأخبار السّماء والأرض وحلال الله جلَّ وعزَّ وحرامه، ثمّ قالعليه‌السلام : والله ما جاء تأويل هذه الآية ولابدَّ أن يجيء تأويلها.

٤ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن الفضيل(٣) عن أبي حمزة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أنَّ الله تبارك وتعالى أرسل محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الجنِّ والانس، وجعل من بعده الاثني عشر وصيّاً، منهم من مضى ومنهم من بقى، وكلُّ وصيٍّ جرت فيه سنة من الاوصياء الّذين بعد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على سنّة أوصياء عيسىعليه‌السلام وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام على سنّة المسيح.

٥ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن حمّاد الانصاريّ، ومحمّد بن سنان جميعاً، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ الباقرعليهما‌السلام قال: قال لي: يا أبا الجارود إذا دارت الفلك، وقال النّاس: مات القائم إو هلك، بأيِّ واد سلك، وقال الطالب: أنّى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارجوه، فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً على الثلج(٤) .

٦ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن محمّد بن عيسى، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: في صاحب هذا الامر أربع سنن من أربعة أنبياءعليهم‌السلام : سنّة من موسى وسنّة من عيسى، وسنّة من يوسف، وسنّة من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) الملك: ٣٠.

(٢) في بعض النسخ « في الامام ».

(٣) في بعض النسخ « عن محمّد بن الفضل ».

(٤) الحبو: أن يمشي على يديه وركبيته.

٣٢٦

فأمّا من موسى: فخائف يترقّب، وأمّا من يوسف فالحبس، وأمّا من عيسى فيقال: أنَّه مات، ولم يمت، وأمّا من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالسيف.

حدثنا أحمد بن زياد الهمدانيّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليُّ بن إبراهيم ابن هاشم، عن محمّد بن عيسى، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام بمثل ذلك.

٧ - وحدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب [ الكليني ] قال: حدّثنا القاسم بن العلاء قال: حدّثنا إسماعيل بن عليٍّ القزوينيُّ(١) قال: حدّثني عليُّ بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمّد بن مسلم الثقفي الطحان قال: دخلت على أبي جعفر محمّد بن عليٍّ الباقرعليهما‌السلام وأنا أُريد أن أسأله عن القائم من آل محمّد صلى الله عليه وعليهم، فقال لي مبتدئا: يا محمّد بن مسلم أنَّ في القائم من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شبهاً من خمسة من الرُّسل: يونس بن متى، ويوسف بن يعقوب، وموسى، وعيسى، ومحمّد، صلوات الله عليهم:

فأمّا شبهه من يونس بن متى: فرجوعه من غيبته وهو شابٌّ بعد كبر السنِّ، وأمّا شبهه من يوسف بن يعقوبعليهما‌السلام : فالغيبة من خاصّته وعامّته، واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوبعليهما‌السلام مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته. وأمّا شبهه من موسىعليه‌السلام فدوام خوفه، وطول غيبته، وخفاء ولادته، وتعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الاذى والهوان إلى أن أذن الله عزَّ وجلَّ في ظهوره ونصره وأيده على عدوِّه. وأمّا شبهه من عيسىعليه‌السلام : فاختلاف من اختلف فيه، حتّى قالت طائفة منهم: ما ولد، وقالت طائفة: مات، وقالت طائفة: قتل وصلب. وأمّا شبهه من جدِّه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فخروجه بالسيف(٢) ، وقتله أعداء الله وأعداء رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والجبارين والطواغيت، وإنّه ينصر بالسيف والرعب، وإنّه لاتردُّ له راية.

__________________

(١) لم أجده وكذا شيخه.

(٢) في بعض النسخ « فتجر يده السيف ».

٣٢٧

وإنَّ من علامات خروجه: خروج السفيانيِّ من الشام، وخروج اليمانيِّ [ من اليمن ] وصحية من السّماء في شهر رمضان، ومناد ينادي من السّماء باسمه واسم أبيه.

٨ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى؛ ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب والهيثم بن أبي مسروق النهديُّ، عن الحسن بن محبوب السرَّاد، عن عليّ بن رئاب عن أبي حمزة الثماليِّ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: أنَّ أقرب النّاس إلى الله عزَّ وجلَّ وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمّد صلى الله عليه والائمّةعليهم‌السلام ، فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا - عني بذلك حسيناً وولدهعليهم‌السلام - فإنَّ الحقَّ فيهم وهم الاوصياء ومنهم الائمّة فأينما رأيتموهم فاتَّبعوهم وإن أصبحتم يوماً لاترون منهم أحداً فاستغيثوا بالله عزَّ وجلَّ، وانظروا السنة الّتى كنتم عليها واتّبعوها، وأحبّوا من كنتم تحبّون وابغضوا من كنتم تبغضون، فما أسرع ما يأتيكم الفرج.

٩ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ ومحمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درَّاج، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : ما أجاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحدٌ قبل عليِّ بن أبي طالب وخديجةعليهما‌السلام ولقد مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة ثلاث سنين مختفياً خائفاً يترقب، ويخاف قومه والناس(١) - والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه -.

١٠ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد ابن همّام، عن جعفر بن محمّد بن مالك قال: حدّثني الحسن بن محمّد بن سماعة قال: حدّثنا أحمد بن الحارث، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عن أبيه أبي جعفر الباقرعليهما‌السلام قال: إذا قام القائمعليه‌السلام قال: « فررت منكم لمّا خفتكم

__________________

(١) في مناسبة الحديث بالباب تأمل. إلّا أن يقال: ذكر بمناسبة ما ذكر في ذيل الحديث السابق « وانظروا السنة الّتي كنتم عليها » وهذا أيضاً غير وجيه.

٣٢٨

فوهب لي ربّي حكماً وجعلني من المرسلين ».

١١ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعيُّ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليِّ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة [ عن أبيه ] عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: في صاحب هذا الامر سنّة من موسى، وسنّة من عيسى، وسنّة من يوسف، وسنّة من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

فأمّا من موسى فخائف يترقب، وأمّا من عيسى فيقال فيه ما [ قد ] قيل في عيسى، وأمّا من يوسف: فالسجن والغيبة، وأمّا من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالقيام بسيرته وتبيين آثاره(١) ثمّ يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء الله حتّى يرضى الله عزَّ وجلَّ، قلت: وكيف يعلم أنَّ الله تعالى قد رضي؟ قال: يلقي الله عزَّ وجلَّ في قلبه الرحمة.

١٢ - حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوسرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو عمرو الكشّيُّ قال: حدّثنا محمّد بن مسعود قال: حدّثنا عليُّ بن محمّد القمّيّ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي أحمد الازديّ، عن ضريس الكناسيِّ قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنَّ صاحب هذا الامر فيه سنّة من يوسف ابن أمة سوداء، يصلح الله عزَّ وجلَّ أمره في ليلة واحدة.

١٣ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن مسعود قال: حدّثنا جبرئيل بن أحمد قال: حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغداديُّ، ويعقوب بن يزيد، عن سليمان بن الحسن، عن سعد بن أبي خلف الزَّام(٢) عن معروف بن خرَّبوذ قال: قتل لأبي جعفر الباقرعليه‌السلام : أخبرني عنكم؟ قال: نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم [ منا ] أمن وأمان وسلم وإسلام، وفاتح ومفتاح، حتّى إذا استوى بنو عبد المطلّب فلم يدر أيّ من أيٍّ، أظهر الله عزَّ وجلَّ [ لكم ] صاحبكم فاحمدوا الله عزَّ وجلَّ وهو يخيّر الصعب والذَّلول،

__________________

(١) في بعض النسخ « فالقيام بالسيف وتبيين آثاره ».

(٢) هو سعد بن أبي خلف الزهري مولاهم الزام ثقة من أصحاب الكاظم (ع).

٣٢٩

فقلت: جعلت فداك فأيهما يختار؟ قال: يختار الصعب على الذّلول.

١٤ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن مسعود، عن نصر بن الصباح، عن جعفر بن سهيل قال: حدّثني أبو عبد الله أخو أبي عليٍّ الكابليُّ، عن القابوسيِّ، عن نصر بن السندي، عن الخليل بن عمرو(١) ، عن عليّ بن الحسين الفزاري، عن إبراهيم بن عطيّة عن أم هانيء الثقفية قالت: غدوت على سيّدي محمّد بن عليِّ الباقرعليهما‌السلام فقلت له: يا سيدي آية في كتاب الله عزَّ وجلَّ عرضت بقلبي فأقلقتني وأسهرت ليلي، قال: فسلي يا اُمّ هانيء قالت: قلت: يا سيدي قول الله عزَّ وجلَّ: « فلا اقسم بالخنّس الجوار الكنّس » قال: نعم المسألة سألتيني يا أم هانئ هذا مولود في آخر الزَّمان هو المهديُّ من هذه العترة، تكون له حيرة وغيبة يضلُّ فيها أقوام، ويهتدي فيها أقوام، فيا طوبى لك أنَّ أدركتيه، وياطوبى لمن أدركه.

١٥ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيِّ، عن أبيه، عن المغيرة، عن المفضّل بن صالح، عن جابر(٢) عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنَّه قال: يأتي على النّاس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثّابتين على أمرنا في ذلك الزَّمان، أنَّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباريء جل جلاله فيقول: عبادي(٣) وإمائي! آمنتم بسرِّي وصدَّقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي وإمائي حقّاً منكم أتقبّل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولو لاكم لانزلت عليهم عذابي، قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزَّمان؟ قال: حفظ اللسان ولزوم البيت.

١٦ - حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصامرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيُّ قال: حدّثنا القاسم بن العلاء قال: حدّثني إسماعيل بن عليٍّ القزويني قال: حدّثني

__________________

(١) السند مشتمل على مجاهيل ومهملين.

(٢) يعني جابر الجعفي.

(٣) في بعض النسخ « عبيدي ».

٣٣٠

عليُّ بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحنّاط، عن محمّد بن مسلم الثقفيِّ قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليٍّ الباقرعليهما‌السلام يقول: القائم منّا منصور بالرُّعب، مؤيّد بالنصر تطوي له الأرض وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عزَّ وجلَّ به دينه على الدِّين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا قد عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريمعليه‌السلام فيصلّي خلفه، قال: قلت(١) : يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟ قال: إذا تشبّه الرِّجال بالنساء، والنساء بالرِّجال، واكتفى الرِّجال بالرِّجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادات الزُّور، وردَّت شهادات العدول، واستخف النّاس بالدماء وارتكان الزِّنا وأكل الرِّبا، واتّقي الاشرار مخافة ألسنتهم، وخروج السفيانيّ من الشام، واليماني من اليمن، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الرُّكن والمقام، اسمه محمّد بن الحسن النفس الزّكيّة، وجاءت صيحة من السّماء بأنَّ الحقَّ فيه وفي شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً. وأوَّل ما ينطق به هذه الآية « بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين »(٢) ثمّ يقول: أنا بقية الله في أرضه وخليفته وحجّته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلّا قال: السلام عليك يا بقية الله في أرضه، فإذا اجتمع إليه العقد(٣) وهو عشرة آلاف رجل خرج، فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عزَّ وجلَّ من صنم [ ووثن ] وغيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق. وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.

١٧ - حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلويُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه قال: حدّثنا أبو القاسم قال: كتبت من كتاب أحمد الدهان، عن القاسم بن حمزة، عن ابن أبي عمير قال: أخبرني أبو إسماعيل السِّراج عن خيثمة الجعفيِّ قال: حدّثني أبو أيّوب المخزومي(٤) قال: ذكر أبو جعفر محمّد -

__________________

(١) في بعض النسخ « خلفه، فقلت ».

(٢) هود: ٨٨.

(٣) في بعض النسخ « فإذا اجتمع له العقد ».

(٤) في بعض النسخ « أبو لبيد المخزومي ».

٣٣١

ابن عليٍّ الباقرعليهما‌السلام سَير الخلفاء الاثني عشر الراشدين [ صلوات الله عليهم ] فلمّا بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الّذي يصلّي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه [ عليك ] بسنته والقرآن الكريم(١) .

هذا آخر الجزء الاوَّل(٢) من كتاب [ إ ] كمال الدِّين و [ إ ] تمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة تصنيف الشيخ الفقيه(٣) [ الصدوق ] أبي جعفر محمّد بن عليّ الحسين بن موسى بن بابويه القميرضي‌الله‌عنه .

ويتلوه الجزء الثاني أوّله باب ما روي عن الصّادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام من النصِّ على القائمعليه‌السلام .

__________________

(١) كذا في جميع النسخ المخطوطة عندي وفي البحار أيضاً إلّا أنَّ في نسخة ثمينة بدون « عليك » والحديث كما ترى فيه تقطيع. والضمير في « بسنته » راجع إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إن كانت مع « عليك » وبدونه راجع إلى الصاحب (ع) كما هو الظاهر.

(٢) في بعض النسخ « تم الجزء الاوَّل ». وفي بعضها « نجز الجزء الاوَّل »

(٣) في بعض النسخ « الشيخ العالم الصدوق ».

٣٣٢

الجزء الثاني

بسم الله الرّحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمّد وآله الطاهرين

٣٣

( باب )

* (ما روى عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام من النص على) *

* (القائمعليه‌السلام وذكر غيبته، وإنّه الثاني عشر من) *

* (الائمةعليهم‌السلام ) *

قال [ الشيخ الفقيه ] أبو جعفر محمّد بن عليِّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( الفقيه ) مصنف هذا الكتابرحمه‌الله :

١ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريسرضي‌الله‌عنه ، قال: حدّثنا أبي، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنَّه قال: من أقر بجميع الائمّة وجحد المهديِّ كان كمن أقرَّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبوَّته، فقيل له: يا ابن رسول الله فمن المهديُّ من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحلُّ لكم تسميته.

٢ - حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن عليّ الزيتونيِّ؛ ومحمّد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن امية بن عليّ، عن أبي الهيثم بن أبي حبّة(١) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا اجتمعت

__________________

(١) كذا. وفي بعض النسخ « أبي الهيثم بن أبي نجية » وفي بعضها « أبي الحية » ولم أجده، ويحتمل بعيدا كونه مصحف « ابراهيم بن أبي حبة اليسع بن سعد المكي الّذي

٣٣٣

ثلاثة أسماء متوالية: محمّدٌ، وعليٌّ، والحسن، فالرَّابع القائم.

٣ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو عليٍّ محمّد ابن همام قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ قال: أخبرنا أحمد بن هلال قال: حدّثني اميّة ابن عليٍّ القيسيُّ، عن أبي الهيثم التميميِّ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا توالت ثلاثة أسماء: محمّد وعلىٌّ، والحسن، كان رابعهم قائمهم.

٤ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد الدقاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفليِّ، عن المفضّل بن عمر قال: دخلت على سيّدي جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، فقلت: يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال لي: يا مفضّل: الامام من بعدي ابني موسى والخلف المأمول المنتظر « م ح م د » ابن الحسن بن عليّ بن محمّد عليِّ بن موسى.

٥ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ قال: حدّثنا أبي، عن جدِّي أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان؛ وأبي عليٍّ الزراد جميعاً، عن إبراهيم الكرخيِّ قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام وإني لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام وهو غلام، فقمت إليه فقبّلته وجلست فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا إبراهيم أما أنَّه [ ل‍ ] صاحبك من بعدي، أما ليهلكنَّ فيه أقوام ويسعد [ فيه ] آخرون، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه، سُمّي جدّه، ووارث علمه وأحكامه وفضائله، [ و ] معدن الامامة، ورأس الحكمة، يقتله جبّار بني فلان، بعد عجائب طريفة حسداً له، ولكن الله [ عزّ وجلّ ] بالغ أمره ولو كره المشركون. يخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر(١) إماماً مهديّاً، اختصهم الله بكرامته وأحلّهم دار قدسه

__________________

عنونه الشيخ في رجال الصادقعليه‌السلام وقال: ضعيف. أو كونه « الهيثم بن عروة التميميّ » الكوفى الثقة. ولفظ « أبي » من زيادات النساخ ويؤيد الثاني ذكره مع النسبة في الخبر الاتي تحت رقم ٣.

(١) في بعض النسخ « تمام اثنى عشر ».

٣٣٤

المنتظر للثاني عشر منهم(١) كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يذبُّ عنه.

قال: فدخل رجل من موالي بني اميّة، فانقطع الكلام فعدت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام إحدى عشرة مرة اريد منه أن يستتمَّ الكلام فما قدرت على ذلك، فلمّا كان قابل السنة الثانية(٢) دخلت عليه وهو جالسٌ فقال: يا إبراهيم هو المفرِّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد، وبلاء طويل، وجزع وخوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزَّمان. حسبك يا إبراهيم. قال إبراهيم: فما رجعت بشيء أسر من هذا لقلبي ولا أقر لعيني.

٦ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه، ومحمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أبي طالب عبد الله ابن الصلت القمّيِّ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفرعليه‌السلام في منزل بمكّة، فقال محمّد بن عمران: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: نحن اثنا عشر مهديّاً(٣) فقال له أبو بصير: تالله لقد سمعت ذلك من أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ فحلف مرَّة أو مرَّتين أنَّه سمع ذلك منه. فقال أبو بصير: لكني سمعته من أبي جعفرعليه‌السلام .

وحدّثنا بمثل هذا الحديث محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمّيِّ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران مثله سواء.

٧ - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريسرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبي، عن محمّد ابن الحسين بن يزيد الزيات، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن ابن سماعة(٤) ، عن عليِّ بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن المفضّل بن عمر قال: قال الصادق جعفر ابن محمّدعليهما‌السلام إنَّ الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر

__________________

(١) في بعض النسخ « المقر بالثاني عشر منهم ».

(٢) كذا.

(٣) في بعض النسخ « محدثا ».

(٤) في بعض النسخ « عليّ بن سماعة ».

٣٣٥

ألف عام فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الاربعة عشر؟ فقال: محمّد وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين والائمّة من ولد الحسين، آخرهم القائم الّذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدّجّال ويطهّر الأرض من كلّ جور وظلم.

٨ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن عليِّ بن رئاب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنَّه قال في قول الله عزَّ وجلَّ: «يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل »(١) ، فقالعليه‌السلام : الايات هم الائمّة، والآية المنتظرة القائمعليه‌السلام فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدَّمه من آبائهعليهم‌السلام .

٩ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان؛(*) وعليُّ بن أحمد بن محمّد الدّقّاق، وعليُّ ابن عبد الله الورَّاق، وعبد الله محمّد الصايغ؛ ومحمّد بن أحمد الشيبانيُّ رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول قال: حدّثنا عبد الله بن أبي الهذيل(٢) : وسألته عن الامامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الامامة؟ فقال لي: إنَّ الدّليل على ذلك والحجّة على المؤمنين والقائم في امور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالاحكام أخو نبيِّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخليفته على امّته ووصيّه عليهم، ووليّه الّذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة يقول الله عزَّ وجلَّ: «يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرَّسول وأولي الامر منكم »(٣) ، وقال جل ذكره: «إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا

__________________

(١) الانعام: ١٥٨

(*) لعله العطّار فصحف.

(٢) عبد الله بن أبي الهذيل الغنري أبو المغيرة الكوفيّ عامي من التابعين يروي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وعبد لله بن مسعود وعمار بن ياسر وخباب الارت وغيرهم من الصحابة، وكان عثمانياً توّفي في ولاية خالد القسري وروايته هذا عن الصادق (ع) بعيد جدا وان أدرك أيامه كما أنَّ رواية تميم عنهعليه‌السلام بواسطة واحدة لم تعهد في كتب الصدوق (ره)، واحتمال تعدد عبد الله بن أبي الهذيل أو أنَّ القول له بعيد. والسند في البحار أيضاً كما في المتن.

(٣) النساء: ٥٩.

٣٣٦

الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزَّكاة وهم راكعون »(١) المدعوُّ إليه بالولاية، المثبت له الامامة يوم غدير خمٍّ، بقول الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الله جلَّ جلاله: « ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعن من أعانه ذاك عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتّقين وقائد الغرِّ المحجّلين، وأفضل الوصيّين وخير الخلق أجمعين بعد رسول ربِّ العالمين، وبعده الحسن ثمّ الحسين سبطا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إبنا خيرة النسوان، ثمّ عليُّ بن الحسين؛ ثمّ محمّد بن عليٍّ، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليُّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليٍّ، ثمّ عليُّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليٍّ، ثمّ ابن الحسن بن عليٍّ صلوات الله عليهم إلى يومنا هذا واحد بعد واحد، إنّهم عترة الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معروفون بالوصيّة والامامة في كلّ عصر وزمان، وكل وقت وأوان، وإنّهم العروة الوثقى، وأئمة الهدى، والحجة على أهل الدُّنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإنَّ كلّ من خالفهم ضالٌّ مضلٌّ تارك للحق والهدى، وإنّهم المعبّرون عن القرآن، والناطقون عن الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالبيان، وإنَّ من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية، وإن فيهم الورع والعفّة والصدق والصلاح والاجتهاد، وأداء الامانة إلى البرِّ والفاجر، وطول السجود وقيام اللّيل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة، وحسن الجوار. ثمّ قال تميم بن بهلول: حدَّثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في الامامة بمثله سواء.

١٠ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدَّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميريُّ جميعاً، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن خالد، عن محمّد ابن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أقرب ما يكون العباد من الله عزَّ وجلَّ وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجّة الله عزَّ وجلَّ، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنَّه لم تبطل حجج الله [ عنهم وبيناته ] فعندها فتوقّعوا الفرج صباحاً ومساء، وإنَّ أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا

__________________

(١) المائدة: ٥٥.

٣٣٧

افتقدوا حجّة الله فلم يظهر لهم، وقد عَلم أنَّ أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنّهم يرتابون لمّا غيّب عنهم حجّته طرفة عين، ولا يكون ذلك إلّا على رأس شرار الناس.

١١ - وبهذا الاسناد قال: قال المفضّل بن عمر: سمعت الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول: من مات منتظراً لهذا الامر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسيف.

١٢ - حدّثنا عليُّ بن أحمد الدَّقّاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ، عن سهل بن زياد الادميُّ، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبديِّ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : من أقرَّ بالائمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبوَّته. فقلت: يا سيدي ومن المهديُّ من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه، ولا يحلُّ لكم تسميته.

١٣ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيُّ قال: حدّثنا أبو عبد الله العاصميُّ، عن الحسين بن القاسم بن أيّوب(١) ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن ثابت الصائغ(٢) عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: منّا اثنا عشر مهديّاً مضى ستة وبقى ستّة، يصنع الله بالسادِّس ما أحبَّ(٣) .

١٤ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيُّ قال: حدّثنا أبو عبد الله العاصميُّ، عن الحسين بن القاسم بن أيّوب، عن

__________________

(١) هو الحسين بن القاسم بن محمّد بن أيّوب بن شمون أبو عبد الله الكاتب وكان أبوه من أجلة أصحابنا (جش). قال ابن الغضائري: « ضعفوه وهو عندي ثقة ولكن البحث فيمن يروي عنه ».

(٢) هو ثابت بن شريح أبو اسماعيل الصائغ الانباري مولى الازدثقة. وفي النسخ « ثابت الصباغ » وفى بعضها « الصباح » وكلاهما تصحيف.

(٣) في بعض النسخ « في السادس ما أحب ».

٣٣٨

الحسن بن محمّد بن سماعة، عن وهيب، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنَّه قال: منّا اثنا عشر مهديّاً.

١٥ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيُّ قال: حدّثنا جعفر بن عبد الله قال: حدّثني عثمان بن عيسى، عن سماعة ابن مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران مولى أبي جعفر في منزل بمكّة فقال محمّد بن عمران: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: نحن اثنا عشر محدَّثون(١) فقال أبو بصير: والله لقد سمعت ذلك من أبي عبد اللهعليه‌السلام فحلف مرَّتين أنَّه سمعه منه.

١٦ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أقرب ما يكون العباد من الله عزَّ وجلَّ وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجّة الله، فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنَّه لم تبطل حجج الله عزَّ وجلَّ ولا بيّناته، فعندها فتوقّعوا الفرج صباحا ومساء، وإنَّ أشدَّ ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجّته فلم يظهر لهم، وقد علم أنَّ أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنّهم يرتابون ما غيّب عنهم حجّته طرفة عين، ولا يكون ذلك إلّا على رأس شرار الناس.

١٧ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميريُّ جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن النعمان قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الله عزَّ وجلَّ وأرضى ما يكون عنه إذا افتقدوا حجّة الله فلم يظهر لهم، وحجب عنهم فلم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنَّه لا تبطل حجج الله ولا بيّناته فعندها فليتوقّعوا الفرج صباحاً ومساء، وإنَّ أشدَّ ما يكون غضباً على أعدائه إذا أفقدهم حجّته فلم يظهر لهم، وقد علم أنَّ أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنّهم يرتابون ( ل‍ ) ما أفقدهم حجّته طرفة عين.

__________________

(١) في بعض النسخ « اثنا عشر مهديا ».

٣٣٩

١٨- حدّثنا أبي [ ومحمّد بن الحسن ]رضي‌الله‌عنه [ ما ] قال [ ل‍ ]: حدّثنا سعد بن - عبد الله قال: حدّثنا المعلّى بن محمّد البصريِّ، عن محمّد بن جمهور، وغيره، عن [ محمّد ] بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: في القائم سنّة(١) من موسى بن عمرانعليه‌السلام ، فقلت: وما سنّة(١) موسى بن عمران، فقال: خفاء مولده، وغيبته عن قومه. فقلت: وكم غاب موسى بن عمرانعليه‌السلام عن قومه وأهله، فقال: ثماني وعشرين سنة.

١٩ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحد من أصحابنا، عن داود بن كثير الرقِّيّ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: « الّذينيؤمنون بالغيب »(٢) قال: من أقرَّ بقيام القائم أنَّه حقٌّ.

٢٠ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد الدَّقّاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أحمد بن أبي - عبد الله الكوفيُّ قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن عليِّ بن أبي حمزة(٣) ، عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادقعليه‌السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتَّقين الّذين يؤمنون بالغيب » فقال: المتّقون شيعة عليّعليه‌السلام ، والغيب فهو الحجّة الغائب. وشاهد ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: «ويقولون لو لا انزل عليه آية من ربّه فقل

__________________

(١) في بعض النسخ « شبه ».

(٢) البقره: ٢.

(٣) هو عليّ بن أبي حمزة - سالم - البطائني بقرينة روايته عن يحيى أبي بصير، ورواية الحسين بن يزيد عنه. وكان إحد عمد الواقفة، قال عليّ بن الحسن بن فضال: أنَّه كذاب واقفي متهم ملعون. وقال ابن الغضائري: على بن أبي حمزة أصل الوقف وأشد الخلق عداوة للولي بعد أبي ابراهيمعليه‌السلام (يعنى الرضا عليه السلام ). وأمّا يحيى بن أبي القاسم فهو أبو بصير المكفوف ولعل الصواب « يحيى بن القاسم » وعليّ بن أبي حمزة هو قائده

٣٤٠