كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة0%

كمال الدين وتمام النعمة مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 686

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 686
المشاهدات: 137123
تحميل: 7431


توضيحات:

كمال الدين وتمام النعمة المقدمة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 686 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 137123 / تحميل: 7431
الحجم الحجم الحجم
كمال الدين وتمام النعمة

كمال الدين وتمام النعمة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

إنّما الغيب لله فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين »(١) .

٢١ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن أحمد بن هلال، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيّوب، عن سدير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنَّ في القائم شبه(٢) من يوسفعليه‌السلام قلت: كأنّك تذكر خبره أو غيبته؟ فقال لي: ما تنكر من ذلك هذه الاُمّة أشباه الخنازير، إنَّ إخوة يوسف كانوا أسباطاً أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتّى قال لهم: « أنا يوسف » فما تنكر هذه الاُمّة أنَّه يكون الله عزَّ وجلَّ في وقت من الاوقات يريد أن يستر حجّته(٣) ، لقد كان يوسفعليه‌السلام إليه ملك مصر، وكان بينه وبين ولده مسيرة ثمانية عشر يوماً فلو أراد الله عزَّ وجلَّ أن يعرِّفه مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيّام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الاُمّة أن يكون الله عزَّ وجلَّ يفعل بحجّته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطُهم وهم لا يعرفونه، حتّى يأذن الله عزَّ وجلَّ أن يعرِّفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتّى قال لهم «هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا إنّك لأنت يوسف *قال أنا يوسف وهذا أخي »(٤) .

٢٢ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّاررضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن صفوان بن مهران الجمّال قال: قال

____________

(١) الآية في سورة يونس تحت رقم ٢٠. وكما يظهر من سياق الايات المراد بالاية العذاب. وقوله: « فانتظروا - الآية » أي فانتظروا العذاب واني معكم كذلك. ولا ينبغي تأويل العذاب بالحجةعليه‌السلام . وقوله « وشاهد ذلك » من كلام الصدوقرحمه‌الله لا من تتمة الحديث كما نص عليه العلامة المجلسيرحمه‌الله . ولم يعهد في كلام أحد من المعصومين: نقل الشاهد لكلامهم في نظير هذا.

(٢) في بعض النسخ « سنّة ».

(٣) في بعض النسخ « يبين حجّته ».

(٤) يوسف: ٩٠ و ٩١.

٣٤١

الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : أما والله ليغيبنَّ عنكم مهديّكم حتّى يقول الجاهل منكم: ما لله في آل محمّد، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.

٢٣ - حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّاررضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليُّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ قال: حدّثنا حمدان بن سليمان، عن محمّد بن إسماعيل ابن بزيع، عن حيّان السّراج، عن السيّد بن محمّد الحميريِّ - في حديث طويل - يقول فيه: قلت للصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائكعليهم‌السلام في الغيبة وصحّة كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقالعليه‌السلام : أنَّ الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، وهو الثاني عشر من الائمّة الهداة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وآخرهم القائم بالحقِّ، بقية الله في الأرض، وصاحب الزَّمان والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدُّنيا حتّى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

٢٤ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّاررضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن - عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى الكلابيِّ، عن خالد بن - نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: أنَّ للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت له: ولم؟ قال: يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه -. ثمّ قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الّذي يشك النّاس في ولادته، منهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: ما ولد، ومنهم من يقول: ولد قبل وفاة أبيه بسنتين. غير أنَّ الله تبارك وتعالى يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون.

قال زرارة: فقلت: جعلت فداك فإنَّ أدركت ذلك الزَّمان فأيَّ شيء أعمل قال: يا زرارة أن أدركت ذلك الزَّمان فأدم هذا الدُّعآ(١) : « اللّهمّ عرّفني نفسك، فانّك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللّهمّ عرّفني رسولك فانّك

__________________

(١) في بعض النسخ « فألزم هذا الدعاء ».

٣٤٢

إن لم تعرِّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللّهمّ عرفني حجّتك فانّك إن لم تعرفني حجّتك ضللت عن ديني ».

ثمَّ قال: يا زرارة لابدَّ من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفيانيُّ؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش بني فلان، يخرج حتّى يدخل المدينة فلا يدري النّاس في أيِّ شيء دخل، فيأخذ الغلام فيقتله(١) ، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله عزَّ وجلَّ فعند ذلك فتوقّعوا الفرج.

وحدّثنا بهذا الحديث محمّد بن إسحاقرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا أبو عليِّ محمّد ابن همّام قال: حدّثنا أحمد بن محمّد النوفليُّ قال: حدّثني أحمد بن هلال، عن عثمان ابن عيسى الكلابيّ، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين، عن الصادق جعفر ابن محمّدعليهما‌السلام .

وحدّثنا محمّد بن الحسنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن عليِّ بن محمّد الحجال، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنَّه قال: إنَّ للقائم(٢) غيبة قبل أن يقوم - وذكر الحديث مثله سواء -.

٢٥ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليُّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، عن صالح بن محمّد، عن هانيء التمار(٣) قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : أنَّ لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.

٢٦ - حدّثنا إسحاق بن عيسى، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا

__________________

(١) في الخبر الّذي مر في ص ٣٣١ تحت رقم ١٦ « قتل غلام من آل محمّد بين الركن والمقام اسمه محمّد بن الحسن النفس الزكية ». ولعل هذا الغلام غيره، فتأمل.

(٢) في بعض النسخ المصححة « للغلام ».

(٣) كذا، وفي بعض النسخ « هانيء اليمانيِّ »، وفي الكافي « صالح بن خالد، عن يمان التمار » وفي غيبة النعماني « صالح بن محمّد، عن يمان التمار ».

٣٤٣

سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن محمّد عيسى، عن عليِّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غيبته لم يعلم بها أحدٌ(١) .

٢٧ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن محمّد عيسى؛ وعليّ بن إسماعيل بن عيسى، عن محمّد بن عمرو ابن سعيد الزّيّات [ عن الجريريِّ ](٢) عن عبد الحميد بن أبي الديلم الطائيِّ قال: قال [ لي ] أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا عبد الحميد بن أبي الدِّيلم إنَّ الله تبارك وتعالى رسلاً مستعلنين ورسلاً مستخفين فإذا سألته بحقِّ المستعلنين فسله بحقِّ المستخفين.

٢٨ - حدّثنا محمّد بن الحسنرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله؛ ومحمّد ابن الحسن الصفّار جميعاً قالا: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ ومحمّد بن عيسى ابن عبيد قالا: حدّثنا صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن محمّد بن عليٍّ الحلبيِّ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اكتتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكّة مخفتفياً خائفاً خمس سنين ليس يظهر أمره وعليٌّعليه‌السلام معه وخديجة ثمّ أمره الله عزَّ وجلَّ أن يصدع بما أمر به(٣) فظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأظهر أمره.

وفي خبر آخر أنَّهعليه‌السلام كان مختفياً بمكّة ثلاث سنين.

٢٩ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن - عبد الله؛ وعبد الله بن جعفر الحميريُّ، ومحمّد بن يحيى العطّار؛ وأحمد بن إدريس جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن عليِّ بن رئاب، عن عبيد الله بن عليٍّ الحلبيِّ قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله

__________________

(١) من هذا الحديث إلى خمسة أو ستة أحاديث بعده ذكرت هنا لمناسبة الاحاديث السابقة لا مناسبة الباب وتقدم بعضها سابقا.

(٢) الظاهر هو اسحاق بن جرير وتقدم الخبر ص ٢١ بسند آخر عن عبد الحميد أيضا.

(٣) في قوله تعالى « فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين »، الحجر: ٩٤.

٣٤٤

تبارك وتعالى ثلاث عشرة سنّة منها ثلاث سنين مختفياً خائفاً لا يظهر حتّى أمره الله عزَّ وجلَّ أن يصدع بما أمره به، فأظهر حينئذ الدعوة.

٣٠ - حدّثنا جماعة من أصحابنا قالوا: حدّثنا محمّد بن همام قال: حدّثنا جعفر ابن محمّد بن مالك الفزاريُّ قال: حدّثني جعفر بن إسماعيل الهاشميُّ قال: سمعت خالي محمّد بن عليٍّ يروي عن عبد الرّحمن بن حمّاد، عن عمر بن سالم صاحب السابريِّ »(١) قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن هذه الآية «أصلها ثابت وفرعها في السّماء »(٢) قال: أصلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفرعها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والحسن والحسين ثمرها، وتسعة من ولد الحسين أغصانها، والشيعة ورقها، والله إنَّ الرَّجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة. قلت: قوله عزَّ وجلَّ: « تؤتى أكلها كلَّ حين بإذن ربّها »(٢) قال: ما يخرج من علم الامام إليكم في كلِّ سنة من حجٍّ وعمرة.

٣١ - حدّثنا عليُّ بن أحمد بن محمّد بن عمرانرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الكوفيّ قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعيُّ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليِّ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنَّ سنن الأنبياءعليهم‌السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منّا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذَّة بالقذَّة(٣) .

قال أبو بصير: فقلت: يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك ابن سيّدة الاماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثمّ يظهره الله عزَّ وجلَّ فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها، وينزل روح الله عيسى بن مريمعليه‌السلام فيصلّى خلفه وتشرق الأرض بنور ربّها، ولا تبقى

__________________

(١) في بعض النسخ « عمر بن صالح السابري »، وفى بعضها « عمر بن بزيع السابرى » وكلاهما تصحيف.

(٢) ابراهيم: ٢٤.

(٣) القذة: ريش السهم.

٣٤٥

في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عزَّ وجلَّ إلّا عبد الله فيها، ويكون الدِّين كلّه لله ولو كره المشركون.

٣٢ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن الفضيل،(٣) عن أبيه، عن منصور قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا منصور إنَّ هذا الامر لا يأتيكم إلّا بعد [ إ ] يأس، لا والله [ لا يأتيكم ] حتّى تميّزوا، لا والله [ لا يأتيكم ] حتّى تمحّصوا، ولا والله [ لا يأتيكم ] حتّى يشقى من شقي ويسعد من سعد.

٣٢ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد ابن الحسن الصفّار، عن أحمد بن الحسين، عن عثمان عيسى، عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول: إنَّ للغلام غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولم ذاك جعلت فداك؟ فقال: يخاف - وأشار بيده إلى بطنه وعنقه - ثمّ قالعليه‌السلام : وهو المنتظر الّذي يشكُّ النّاس في ولادته فمنهم من يقول: إذا مات أبوه مات، ولا عقب له. ومنهم من يقول: قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين. لأنّ الله عزَّ وجلَّ يحبُّ أن يمتحن خلقه فعند ذلك يرتاب المبطلون.

٣٣ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن؛ ومحمّد بن موسى بن المتوكّل؛ ومحمّد بن عليّ ماجيلويه؛ وأحمد بن يحيى العطّار رضي الله عنهم قالوا: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريُّ الكوفيُّ، عن إسحاق بن محمّد الصيرفيِّ، عن يحيى بن المثنّى العطّار، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: يفقد النّاس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه.

٣٤ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن صالح بن محمّد، عن هانيء التمّار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أنَّ لصاحب هذا الامر غيبة، المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد،

__________________

(١) في بعض النسخ « محمّد بن الفضل ». وفي الكافي ج ١ ص ٣٧٠ « عن جعفر بن محمّد الصيقل عن أبيه عن منصور ». وعلى أي المراد بمنصور منصور بن الوليد الصيقل ولعل الصواب « جعفر بن محمّد بن الصيقل، عن أبيه، عن منصور ».

٣٤٦

ثمَّ قال - هكذا بيده(١) - ثمّ قال: [ إنَّ ] لصاحب هذا الامر غيبة فليتّق الله عبدٌ وليتمسّك بدينه.

٣٥ - حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميريُّ؛ وأحمد بن إدريس جميعاً قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن - عيسى؛ ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ ومحمّد بن عبد الجبّار، وعبد الله بن عامر ابن سعد الاشعريُّ، عن عبد الرَّحمن بن أبي نجران، عن محمّد بن المساور، عن المفضّل ابن عمر الجعفيِّ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إيّاكم والتنويه(٢) ، أما والله ليغيبنَّ إمامكم سنيناً(٣) من دهركم، ولتمحّصنَّ حتّى يقال: مات(٤) أو هلك بأيِّ وادسلك، ولتدمعنَّ عليه عيون المؤمنين ولتكفأنَّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر(٥) ولا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه، ولترفعنَّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيُّ من أيٍّ، قال: فبكيت، فقال [ لي ]: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيٌّ من أيٍّ فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصّفة، فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لامرنا أبين من هذه الشمس.

٣٦ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين

__________________

(١) أي أشار بيده، وفي معنى القول توسع. قال بثوبه أي رفعه، وبيده أي أشار. وبرجله أي مشى. والخارط: من يضرب بيده على أعلى الغصن ثمّ يمدها إلى الاسفل ليسقط ورقه. والقتاد شجر له شوك. والخبر في الكافي عن صالح بن خالد عن يمان التمار.

(٢) التنويه: الرفع والتشهير والدعوة. يعني لا تشهروا أنفسكم، أو لا تدعوا النّاس إلى دينكم.

(٣) التنوين على لغة بني عامر كما قال الازهرى على ما في التصريح.

(٤) زاد في الكافي « قتل ».

(٥) لتكفأن على بناء المجهول من المخاطب أو الغائب من قولهم كفأت الاناء إذا كببته، كناية عن اضطرابهم وتزلزلهم في الدِّين من شدة الفتن. (المرآة).

٣٤٧

ابن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عبد الرّحمن الاصمِّ، عن الحسين بن المختار القلانسيِّ، عن عبد الرّحمن بن سيابة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنَّه قال: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم، يتبرَّأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميّزون وتمحّصون وتغربلون، وعند ذلك اختلاف السيفين(١) وإمارة من أوّل النهار وقتل وخلع(٢) من آخر النهار.

٣٧ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى؛ ويعقوب بن يزيد جميعاً، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن جعفر بن محمّد ابن منصور، عن رجل - واسمه عمر بن عبد العزيز - عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: إذ أصبحت وأمسيت لا ترى إماماً تأتمُّ به فأحبب من كنت تحبُّ وأبغض من كنت تبغض حتّى يظهره الله عزَّ وجلَّ.

٣٨ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّلرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى؛ ومحمّد بن عيسى بن عبيد(٣) ، عن الحسن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عمّن أثبته، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنَّه قال: كيف أنتم إذا بقيتم دهراً من عمركم لا تعرفون إمامكم؟ قيل له: فإذا كان ذلك فكيف نصنع؟ قال: تمسَّكوا بالأمر الاوَّل حتّى يستبين لكم(٤) .

٤٠ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليِّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن حمّاد بن عيسى، عن إسحاق بن جرير، عن عبد الله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: فكيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام

__________________

(١) في بعض النسخ « اختلاف السنن » وفي البحار « اختلاف السنين ».

(٢) في بعض النسخ « وقطع ».

(٣) في بعض النسخ « وعثمان بن عيسى ».

(٤) أي تمسكوا بما تعلمون من دينكم وامامكم ولا تتزلزلوا وتتحيروا وترتدوا، أولا تؤمنوا بمن يدعى أنَّه الحجّة حتّى يستبين لكم.

٣٤٨

هدى، ولا علما يرى، ولا ينجو منها إلّا من دعا دعاء الغريق، فقال له أبي: إذا وقع هذا ليلاً فكيف نصنع؟ فقال: أما أنت فلا تدركه، فإذا كان ذلك فتمسكوا بما في أيديكم حتّى يتّضح لكم الامر.

٤١ - حدّثنا جعفر بن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن عبد الله بن المغيرة الكوفيّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثني جدِّي الحسن بن على، عن العبّاس بن عامر القصبانيِّ، عن عمر بن أبان الكلبيِّ، عن أبان بن تغلب قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يأتي على النّاس زمان يصيبهم فيه سبطة(١) يأرز العلم فيها بين المسجدين كما تأرز الحيّة في جُحرها، يعني بين مكّة والمدينة، فبينما هم كذلك إذ أطلع الله عزَّ وجلَّ لهم نجمهم، قال: قلت: وما السبطة؟ قال: الفترة والغيبة لامامكم، قال: قلت: فكيف نصنع فيما بين ذلك؟ فقال: كونوا على ما أنتم عليه حتّى يطلع الله لكم نجمكم.

٤٢ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا، حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضّل بن عمر قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن تفسير جابر فقال: لا تحدِّث به السفل فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عزَّ وجلَّ: «وإذا نقر في الناقور »(٢) إنَّ منّا إماماً مستتراً فإذا أراد الله عزَّ وجلَّ إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر وأمر بأمر الله عزَّ وجلَّ.

٤٣ - حدّثنا أبي؛ ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) قالا: حدَّثنا محمّد بن الحسن

__________________

(١) في بعض النسخ « بسطة » هنا وما يأتي، وفي بعضها « شيطة » كذلك. وفي القاموس أسبط: سكت فرقا. وبالارض: ألصق وامتد من الضرب. وفي نومه: غمض. وعن الامر تغابي وانبسط، ووقع فلم يقدر أن يتحرك. وفي الكافي « بطشة ». قوله « يأرز » بتقديم المهملة أي تنضم وتجتمع بعضه إلى بعض. وتنقيص، والحية لاذ بجحرها ورجعت إليه وثبتت في مكانها.

(٢) المدثر: ٩.

٣٤٩

الصفّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ ومحمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينيُّ جميعاً عن عبد الرّحمن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر عليِّ ابن أبي طالب عن خاله الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: قلت له: أن كان كونٌ - لا أراني الله يومك - فبمن أئتمُّ؟ فأومأ إلى موسىعليه‌السلام فقلت: فإنَّ مضى موسى فإلى من؟ قال: إلى ولده، قلت، فإنَّ مضى ولده وترك أخا كبيراً وإبنا صغيراً فبمن أئتمُّ؟ قال: بولده، ثمّ قال: هكذا أبداً، قلت: فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه فما أصنع؟ قال: تقول: « اللّهمّ إنّي أتولّى من بقي من حججك من ولد الامام الماضي » فإنَّ ذلك يجزيك.

٤٤ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريُّ، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درَّاج، عن زرارة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يأتي على النّاس زمان يغيب عنهم إمامهم، فقلت له: ما يصنع النّاس في ذلك الزَّمان؟ قال: يتمسّكون بالأمر الّذي هم عليه حتّى يتبيّن لهم.

٤٥ - حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود قال: حدّثني أبي محمّد بن مسعود قال: حدّثنا أحمد بن عليِّ بن كلثوم قال: حدّثني الحسن بن عليٍّ الدّقّاق، عن محمّد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يكون بعد الحسين تسعة أئمّة، تاسعهم قائمهم.

٤٦ - حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويِّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العياشيّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنَّ في صاحب هذا الامر سنن من الأنبياءعليهم‌السلام ، سنّة من موسى بن عمران، وسنّة من عيسى، وسنّة من يوسف، وسنّة من محمّد صلوات الله عليهم:

٣٥٠

فأمّا سنّة من موسى بن عمران فخائف يترقّب، وأمّا سنّة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، وأمّا سنّة من يوسف فالستر يجعل الله بينه وبين الخلق حجاباً، يرونه ولا يعرفونه، وأمّا سنّة من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهتدي بهداه ويسير بسيرته.

٤٧ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن مسعود قال: حدَّثني جبرئيل بن أحمد(١) قال: حدَّثني موسى بن جعفر بن وهب البغداديُّ قال: حدّثني محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن أبان، عن الحارث بن المغيرة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام : هل يكون النّاس في حال لا يعرفون الامام؟ فقال: قد كان يقال ذلك، قلت: فكيف يصنعون؟ قال: يتعلّقون بالأمر الاوَّل حتّى يستبين لهم الاخر.

٤٨ - وبهذا الاسناد، عن موسى بن جعفر قال: حدّثني موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قول الله عزَّ وجلَّ: «قل أرأيتم أن أصبح ماؤكم غوراً أفمن يأتيكم بماء معين »(٢) ، قال: أرأيتم أن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد.

٤٩ - وبهذا الاسناد، عن موسى بن جعفر بن وهب البغداديِّ قال: حدّثني الحسن بن محمّد الصيرفيُّ قال: حدّثني يحيى بن المثنّى العطّار(٣) ، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: يفقد النّاس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه.

٥٠ - وبهذا الاسناد، عن محمّد بن مسعود قال: وجدت بخطِّ جبرئيل بن أحمد: حدّثني العبيدي محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرَّحمن، عن عبد الله بن سنان قال:

__________________

(١) جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمّد كان مقيما بكش، كثير الرواية عن العلاء بالعراق وقم وخراسان، (منهج المقال).

(٢) الملك: ٣٠.

(٣) كذا في أكثر النسخ والبحار وفي بعض النسخ « جعفر بن نجم المثنى العطّار »

٣٥١

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، ولا إمام هدى ولا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: « يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك » فقلت: « يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك » قال: إنَّ الله عزَّ وجلَّ مقلّب القلوب والابصار ولكن قل كما أقول لك: « يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك »(١) .

٥١ - حدّثنا محمّد بن عليّ حاتم النوفليُّ المعروف بالكرماني(٢) قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشّاء البغداديّ قال: حدّثنا أحمد بن طاهر [ القمي ] قال: حدّثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيبانيُّ(٣) قال: أخبرنا عليُّ بن الحارث، عن سعيد ابن منصور الجواشني(٤) قال أخبرنا أحمد بن عليٍّ البديلي قال: أخبرنا أبي، عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضّل بن عمر، وأبو بصير، وأبان بن تغلب على مولانا أبى عبد الله الصادقعليه‌السلام فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبريٌّ(٥) مطوَّق بلا جيب، مقصّر الكميّن، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرىَّ، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيير في عارضيه، وأبلى الدُّموج محجريه(٦) وهو

__________________

(١) يدلُّ على أنَّه لا ينبغى تغيير ألفاظ الدعاء المروي بزيادة ولو كانت ترى أحسن.

(٢) كذا وهكذا في العيون ص ٥٤ في صدر سند حديث لكن في بعض النسخ المصححة صححه بقلم أحمر بالبوفكي. ولكن في رجال المامقاني وقاموس الرِّجال كما في المتن وأحمد بن عيسى عنونه الخطيب في التاريخ ج ٤ ص ٢٨٠ وقال: كان، ثقة توّفي في رجب ٣٢٢ أو ٣٢٣.

(٣) محمّد بن بحر بن سهل من أهل سجستان، قيل: في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من السلامة (جش) وقال ابن الغضائري (كما في صه): أنَّه ضعيف وفي مذهبه ارتفاع. وأمّا راويه أحمد بن طاهر فمهمل، وفي بعض النسخ « أحمد بن عبد الله ».

(٤) عليّ بن حارث مهمل، وسعيد بن منصور الجواشني من رؤساء الزّيديّة، ولم أجد أحمد على البديلي هو وأبوه مهملان والحديث غريب.

(٥) المسح - بكسر الميم -: الكساء من الشعر.

(٦) المحجر - كمجلس ومنبر - من العين ما دار بها وبدا من البرقع.

٣٥٢

يقول: سيّدي غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليَّ مهادي، وابتزَّت منّي راحة فؤادي سيّدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفنى الجمع والعدد، فما احُسُّ بدمعة ترقى من عيني وأنين يفتر من صدري(١) عن دوارج الرَّزايا وسوالف البلايا إلّا مثّل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها، وبواقي أشدها وأنكرها(٢) ونوائب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.

قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً، وتصدَّعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل، والحادث الغائل(٣) ، وظنّنا أنَّه سمت لمكروهة قارعة(٤) ، أو حلّت به من الدَّهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أيّة حادثة تستنزف دمعتك(٥) وتستمطر عبرتك؟ وأيّة حالة حتمت عليك هذا المأتم؟.

قال: فزفر(٦) الصادقعليه‌السلام زفرة انتفخ منها جوفه، واشتدَّ عنها خوفه، وقال: ويلكم(٧) نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرَّزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الّذي خصَّ الله به محمّداً والائمّة من بعدهعليهم‌السلام ، وتأمّلت منه مولد غائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزَّمان، وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم،

__________________

(١) يفتر أي يخرج بفتور وضعف

(٢) الغوابر جمع غابر: نقيض الماضي. والغوابر والبواقي في قبال الدوارج والسوالف في المستثنى منه، وصحف في بعض النسخ والبحار بالعوائر والتراقي وتكلف العلامة المجلسيرحمه‌الله في توجيهه، وحاصل المعنى: أنَّه ما يسكن بى شيء من البلايا الماضية إلّا وعوّض عنه من الأُمور الاتية بأعظم منها.

(٣) الغائل: المهلك والغوائل. الدواهي.

(٤) سمت لهم أي هيأ لهم وجه الكلام والرأي.

(٥) استنزف الدمع: استنزله أو استخرجه كله.

(٦) زفر الرَّجل: اخرج نفسه مع مده اياه. والزفرة: التنفس مع مد النفس.

(٧) قد يرد الويل بمعنى التعجب (النهاية).

٣٥٣

وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم الّتي قال الله تقدَّس ذكره: «وكلَّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه »(١) - يعني الولاية - فأخذتني الرِّقّة، واستولت عليّ الأحزان فقلنا: يا ابن رسول الله كرِّمنا وفضّلنا(٢) بإشراكك إيّانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك.

قال: إنَّ الله تبارك وتعالى أدار للقائم منّا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرُّسلعليهم‌السلام قدّر مولده تقدير مولد موسىعليه‌السلام ، وقدَّر غيبته تقدير غيبة عيسىعليه‌السلام ، وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوحعليه‌السلام ، وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح - أعني الخضرعليه‌السلام - دليلاً على عمره، فقلنا له: اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني.

قالعليه‌السلام : أمّا مولد موسىعليه‌السلام فإنَّ فرعون لمّا وقف على أنَّ زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلّوه على نسبه وإنّه يكون من بني إسرائيل، ولم يزل يأمر أصحابه بشقِّ بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طلبه نيّفاً وعشرين ألف مولود، وتعذَّر عليه الوصول إلى قتل موسىعليه‌السلام بحفظ الله تبارك وتعالى إيّاه، وكذلك بنو اُميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا على أنَّ زوال ملكهم وملك الامراء(٣) والجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرَّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم، ويأبى الله عزَّ وجلَّ أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلّا أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون.

وأمّا غيبة عيسىعليه‌السلام : فإنَّ اليهود والنصارى اتّفقت على أنَّه قتل فكذَّبهم الله جلَّ ذكره بقوله: «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم »(٥) ، كذلك غيبة القائم فإنَّ الاُمّة ستنكرها لطولها؛ فمن قائل يهذي بأنه لم يلد، وقائل يقول: إنَّه

__________________

(١) الاسراء: ١٣

(٢) في بعض النسخ « وشرفنا ».

(٣) في بعض النسخ « زوال ملكهم الامراء - الخ ».

(٤) في بعض النسخ « في قتل اهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

(٥) النساء: ١٥٧.

٣٥٤

يعتدَّى إلى ثلاثة عشر وصاعداً، وقائل يعصي الله عزَّ وجلَّ بقوله: إنَّ روح القائم ينطق في هيكل غيره.

وأمّا إبطاء نوحعليه‌السلام : فانّه لمّا استنزلت العقوبة على قومه من السّماء بعث الله عزَّ وجلَّ الرُّوح الامينعليه‌السلام بسبع نويات، فقال: يا نبيَّ الله إنَّ الله تبارك وتعالى يقول لك: إنَّ هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلّا بعد تأكيد الدَّعوة وإلزام الحجّة فعاود اجتهادك في الدَّعوة لقومك فإني مثيبك عليه وأغرس هذه النّوى فإنَّ لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص، فبشّر بذلك من تبعك من المؤمنين.

فلمّا نبتت الاشجار وتأزَّرت وتسوَّقت وتغصّنت وأثمرت وزها التمر عليها(١) بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكّد الحجّة على قومه، فأخبر بذلك الطوائف الّتي آمنت به فارتدَّ منهم ثلاثمائة رجلٌ وقالوا: لو كان ما يدّعيه نوح حقّاً لمّا وقع في وعد ربّه خلف.

ثمَّ أنَّ الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كلّ مرَّة بأن يغرسها مرَّة بعد اخرى إلى أن غرسها سبع مرَّات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين، ترتدُّ منه طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيّف وسبعين رجلاً فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك إليه، وقال: يا نوح الان أسفر الصبح عن اللّيل لعبنك حين صرح الحقُّ عن محضه وصفى [ الامر والايمان ] من الكدر بارتداد كلِّ من كانت طينته خبيثة، فلو أنّي أهلكت الكفّار وأبقيت من قد أرتدَّ من الطوائف الّتى كانت آمنت بك لمّا كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الّذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوَّتك

__________________

(١) الازر: الاحاطة، والقوة، والضعف (ضد) والمؤازرة أن يقوي الزرع بعضه بعضاً. وسوق الشجر تسويقاً صار ذا ساق (القاموس) يعني تقوت وتقوى ساقها وكثرت أغصانها. وزهو التمرة: احمرارها واصفرارها.

٣٥٥

بأن أستخلفهم في الأرض وامكنَّ لهم دينهم وابدلَّ خوفهم بالامن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك(١) من قلوبهم، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالأمن منّي لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الّذين ارتدّوا وخبث طينهم وسوء سرائرهم الّتي كانت نتائج النفاق، وسنوح الضّلالة(٢) فلو أنّهم تسنّموا منّي الملك(٣) الّذي اوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته ولاستحكمت سرائر نفاقهم(٤) تأبّدت حبال ضلالة قلوبهم، ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرئاسة، والتفرُّد بالأمر والنهي، وكيف يكون التمكين في الدِّين وانتشار الامر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب كلّا «واصنع الفلك بأعيننا ووحينا »(٥) .

قال الصادقعليه‌السلام : وكذلك القائم فإنه تمتدُّ أيّام غيبته ليصرح الحقُّ عن محضه ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كلِّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة الّذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخاف والتمكين والامن المنتشر في عهد القائمعليه‌السلام .

قال المفضّل: فقلت: يا ابن رسول الله فإنَّ [ هذه ] النواصب تزعم أنَّ هذه الآية(٦)

__________________

(١) في بعض النسخ « بذهاب الشرك ».

(٢) أي ظهورها وفي بعض النسخ « شيوخ الضّلالة » وفي بعضها « شبوح الضّلالة » ولعل الصواب « شيوع الضّلالة ».

(٣) أي ركبوا الملك وفي بعض النسخ « تنسموا » من تنسم النسيم أي تشممه وفي بعض النسخ « تنسموا من الملك ».

(٤) في بعض النسخ « مرائر نفاقهم » وفي بعضها « من أثر نفاقهم » ونشقه - كفرحه - شمه. وفي بعض النسخ « تأيد حبال ظلالة قلوبهم ».

(٥) هود: ٤٠ اقتباس وفي الآية « واصنع - الآية ».

(٦) أي قوله « وعد الله الّذين آمنوا منكم وعمل الصالحات ليستخلفنهم - الآية »

٣٥٦

نزلت في أبي بكر وعمر، وعثمان، وعليٍّعليه‌السلام فقال: لا يهدي الله قلوب الناصبة. متى كان الدِّين الّذي ارتضاه الله ورسوله متمكّناً بانتشار الامن(١) في الاُمّة، وذهاب الخوف من قلوبها، وارتفاع الشكِّ من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، وفي عهد عليٍّعليه‌السلام مع ارتداد المسلمين والفتن الّتي تثور في أيامهم، والحروب الّتى كانت تنشب بين الكفّار وبينهم. ثمّ تلا الصادقعليه‌السلام «حتّى إذا استيأس الرُّسل وظنّوا أنّهم قد كذبوا جاءهم نصرنا »(٢) .

وأمّا العبد الصالح - أعني الخضرعليه‌السلام - فإنَّ الله تبارك وتعالى ما طوَّل عمره لنبوّة قدرها له، ولا لكتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، ولا لامامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بلى إنَّ الله تبارك وتعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائمعليه‌السلام في أيّام غيبته ما يقدّر، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطَّول، طول عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلّا لعلة الاستدلال به على عمر القائمعليه‌السلام وليقطع بذلك حجّة المعاندين لئلّا يكون للنّاس على الله حجّة.

٥٢ - حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن مسعود؛ وحيدر بن محمّد بن نعيم السمرقنديُّ جميعاً، عن محمّد مسعود العياشيّ قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن يونس ابن عبد الرَّحمن، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: «يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً »(٣) يعني خروج القائم المنتظر منّا، ثمَّ قالعليه‌السلام : يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

__________________

(١) في بعض النسخ « بانتشار الامر ».

(٢) يوسف: ١١١.

(٣) الانعام: ١٥٨.

٣٥٧

٥٣ - حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويُّ السمرقنديُّرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العياشيِّ، عن جعفر ابن أحمد، عن العمركيِّ بن علي البوفكيِّ(١) ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : طوبي لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقلت له جعلت فداك وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنّة أصلها في دار عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عزَّ وجلَّ، «طوبى لهم وحسن مآب »(٢) .

٥٤ - حدّثنا عليُّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدَّقّاق قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيُّ قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعيُّ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفليِّ، عن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يا ابن رسول الله إنّي سمعت من أبيكعليه‌السلام أنَّه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهديّاً فقال: إنّما قال: اثنا عشر مهديّاً، ولم يقل: إثنا عشر إماماً، ولكنّهم قوم من شيعتنا يدعون النّاس إلى موالاتنا ومعرفة حقّنا.

٥٥ - حدّثنا عليُّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاقرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا حمزة بن القاسم العلويُّ العباسيُّ(٣) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيُّ الفزاريُّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزّيّات قال: حدّثنا محمّد بن زياد الازديُّ، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ: «وإذا ابتلى إبراهيم ربُّه بكلمات فأتمهنَّ »(٤) ما هذه الكلمات؟

__________________

(١) العمركي بن عليّ بن محمّد البوفكي شيخ من أصحابنا ثقة (صه) وبوفك قرية بنيسابور، وراوية جعفر بن أبي أحمد بن أيّوب صحيح الحديث.

(٢) الرعد: ٢٩.

(٣) حمزة بن القاسم من أحفاد أبي الفضل العبّاس بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام الشهيد بطف جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث.

(٤) البقرة: ١٢٤.

٣٥٨

قال: هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب الله عليه وهو أنَّه قال: « أسألك بحقِّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليَّ » فتاب الله عليه إنَّه هو التَّواب الرَّحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عزَّ وجلَّ بقوله « فأتمّهنَّ »؟ قال: يعني فأتمّهنَّ إلى القائم اثني عشر إماماً تعسة من ولد الحسينعليهم‌السلام .

قال المفضّل: فقلت: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ: «وجعلها كلمة باقية في عقبه »(١) قال: يعني بذلك الامامة، جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة، قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسنعليهما‌السلام وهما جميعاً ولداً رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسبطاه وسيّدا شباب أهل الجنّة؟ فقالعليه‌السلام : إنَّ موسى وهارون كانا نبييّن مرسلين وأخوين فجعل الله عزَّ وجلَّ النبوَّة في صلب هارون دون صلب موسىعليهما‌السلام ، ولم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، وإنَّ الامامة خلافة الله عزَّ وجلَّ في أرضه وليس لأحد أن يقول: لِمَ جعله الله في صلب الحسين دون صلب الحسنعليهما‌السلام ، لأنّ الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله «لا يسئل عمّا يفعل وهم يسئلون »(٢) .

٣٤

( باب )

* (ما روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر في النص) *

* (على القائمعليه‌السلام وغيبته، وإنّه الثاني عشر [ من الائمة ] ) *

١ - حدّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدَّثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسى بن محمّد بن عليِّ بن جعفر، عن أبيه، عن جدِّه محمّد بن عليٍّ، عن عليِّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع

__________________

(١) الزخرف: ٢٧.

(٢) الأنبياء: ٢٣. وللمؤلف كلام طويل ذيل هذا الخبر في كتابه معاني الأخبار ص ١٢٧.

٣٥٩

فالله الله في أديانكم لا يزيلنّكم أحد عنها، يا بنيَّ(١) : إنَّه لابدّ لصاحب هذا الامر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنّما هي محنة من الله عزَّ وجلَّ امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحّ من هذه لاتبعوه. فقلت: يا سيّدي وما الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بنيَّ عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن أن تعيشوا فسوف تدركونه.

٢ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدَّثنا سعد بن عبد الله قال: حدَّثنا الحسن ابن موسى الخشّاب، عن العبّاس بن عامر القصبانيِّ(٢) قال: سمعت أبا الحسن موسى ابن جعفرعليهما‌السلام يقول: صاحب هذا الامر من يقول النّاس: لم يولد بعد(٣) .

٣ - حدّثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن معاوية بن وهب البجليِّ؛ وأبي قتادة عليِّ ابن محمّد بن حفص، عن عليِّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: قلت: ما تأويل قول الله عزَّ وجلَّ: «قل أرأيتم أن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين »(٤) فقال: إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون.

__________________

(١) كذا في نسخ الكتاب وعلل الشرايع وغيبة الطوسي وغيبة النعماني رحمهما الله وكفاية الاثر، والخطاب لاخيه عليّ بن جعفر ولعله من باب اللطف والشفقة، أو يكون في الأصل « عليّ بن جعفر قال: حدّثنا موسى بن جعفرعليهما‌السلام - الخ » وقوله: « يا بني » بصيغة الجمع من باب الشفقة أيضاً.

(٢) عبّاس بن عامر بن رباح أبو الفضل الثقفي القصبانى عنونه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الكاظمعليه‌السلام واخرى في باب من لم يرو عنهمعليه‌السلام ، وعنونه العلاقة في القسم الاوَّل وقال: الشيخ الصدوق الثقة انتهى. والقصباني نسبة إلى بيع القصب كما في اللباب وهو خلاف القياس

(٣) اعلم أنَّ الخبر يأتي أيضاً في باب ما روى عن الهاديعليه‌السلام في النص على القائم وغيبته عن سعد عن الخشاب عن اسحاق بن محمّد بن أيّوب، عن الهادي (ع) ص ٣٨٢.

(٤) الملك: ٣٠.

٣٦٠