• البداية
  • السابق
  • 57 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12023 / تحميل: 4970
الحجم الحجم الحجم
دفع أباطيل الكاتب

دفع أباطيل الكاتب

مؤلف:
العربية

وانما استخلف عليا بوحي من عاطفته بل كان هذا اولى من تلك المعارضة لأن الفتنة التي تقوم بدعوى على النص أشد مما كان يترقبه عمر من اضطراب فيما اذا كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد خلف نصا تحريريا بامامة يعلمه الجميع.

واذا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد ترك التصريح بخلافة علي في ساعته الاخيرة لقول قاله عمر فان المفهوم ان يترك الوصي الاحتجاج بالنصوص خوفا من قول قد يقوله »(١) .

يقول الكاتب ( ص ٢٣ ): « لقد كان الامام علي يؤمن بنظام الشورى وانّ حقّ الشورى بالدرجة الاُولى هو من اختصاص المهاجرين والأنصار، ولذلك فقد رفض بعد مقتل عثمان، الاستجابة للثوار الذين دعوه إلى تولي السلطة وقال لهم: ليس هذا إليكم... هذا للمهاجرين والأنصار من أمّره أولئك كان أميراً.

وعندما جاءه المهاجرون والأنصار وقالوا: « امدد يدك نبايعك » دفعهم، فعاودوه، ودفعهم ثمّ عاوده، فقال: « دعوني والتمسوا غيري واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم... وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً »، ومشى إلى طلحة والزبير فعرضها عليهما فقال: من شاء منكما بايعته، فقالا: لا... الناس بك أرضى، وأخيراً قال لهم: فإن أبيتم فإنّ بيعتي لا تكون سراً، ولا تكون إلاّ عن رضا المسلمين ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني فليبايعني ».

أما الرواية التي تقول انّهعليه‌السلام رفض الاستجابة للثوار فلا يمكن تصديقها، إذ لا يمكن أن يناط تعيين الخليفة بالمهاجرين والأنصار، وإلاّ لاختصّ نظام الشورى بذلك العهد. ولو قيل باختصاص الحكم بأهل الحلّ والعقد فلا يصحّ ذلك أيضاً، لعدم انطباق هذا العنوان على جميع المهاجرين والأنصار بل النسبة بين العنوانين عموم من وجه، فانّ هناك في ذلك العهد من يعد من أهل الحلّ والعقد وليس من المهاجرين والأنصار، ولو صحّت نسبة القول إليهعليه‌السلام فلا بدّ من حمل ذلك على انّه انّما ردّ دعوتهم لكونهم قاتلي الخليفة، ولو قبل الامام دعوتهم لصُدّقت تهمة بني اُميّة وأتباعهم بانّهعليه‌السلام يترأس الثوّار، فإذا كانت التهمة قد أثرت مفعولها مع بعدهعليه‌السلام عنها ذلك البعد بل قيامه بالدفاع عن عثمان فما ظنّك بها لو كان يقبل اقتراح الثوار ؟!

وأما رفضه لقبول البيعة إلاّ بعد الحاح الناس عليه فهذا لا يدل على انتفاء النص وقد بيّنا فيما سبق انّ البيعة ليست بمعنى الانتخاب بل هي تعهّد والتزام من الناس بنصرة من يبايعونه وهوعليه‌السلام بعد

____________________

(١) فدك في التاريخ: ١٠٦ - ١١٢.

٤١

أن شاهد من الناس هذا الخذلان طيلة الأعوام السابقة لم يرض منهم ببيعة متعارفة كما بايعوا الآخرين، وأراد أن تكون بيعتهم بيعة مؤكدة وكان يعلم كما أخبره به الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ الاُمّة لا تكتفي في غدرها بغصب الخلافة بل تغدر به بعد البيعة فتنكث البيعة ويتلو الناكثين قاسطون ومارقون، فأراد أن يتمّ الحجة عليهم، وأما ما ذكره من عرضه الخلافة على طلحة والزبير فكذب محض لا يمكن تصديقه ولم ينقل في المصادر المعتبرة.

قال الكاتب ( ص ٢٣ - ٢٤ ): « وهناك رواية في كتاب سليم بن قيس الهلالي تكشف عن إيمان الإمام علي بنظرية الشورى وحقّ الاُمّة في اختيار الإمام، حيث يقول في رسالة له: « الواجب في حكم الله وحكم الاسلام على المسلمين بعدما يموت إمامهم أو يقتل... أن لا يعملوا عملاً ولا يحدثوا حدثاً ولا يقدموا يداً ولا رِجلاً ولا يبدؤوا بشيء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنّة »(١) .

هذه قطعة من حديث طويل اقتطعها المراوغ ليؤيّد بها اكذوبته وافتراءه على الامامعليه‌السلام ونحن ننقل قسماً وافياً منه ليعلم مدى مراوغة الرجل وسوء سريرته:

في البحار نقلاً عن كتاب سليم بن قيس انّ معاوية أرسل ابا هريرة وأبا الدرداء برسالة إلى الإمامعليه‌السلام في وقعة صفين يكرر فيه اتهامهعليه‌السلام بايوائه قتلة عثمان، فأجابهعليه‌السلام يقول:

« انّ عثمان بن عفان لا يعدو أن يكون أحد رجلين إمّا إمام هدى حرام الدم واجب النصرة لا تحلّ معصيته ولا يسع الاُمّة خذلانه أو إمام ضلالة حلال الدم لا تحلّ ولايته ولا نصرته فلا يخلو من إحدى الخصلتين والواجب في حكم الله وحكم الاسلام على المسلمين بعدما يموت إمامهم أو يقتل ضالاً كان أو مهتدياً مظلوماً كان أو ظالماً حلال الدم أو حرام الدم أن لا يعملوا عملاً ولا يحدثوا حدثاً ولا يقدّموا يداً ولا رجلاً ولا يبدؤا بشيء قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً يجمع أمرهم عَفيفاً عالماً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنّة يجمع أمرهم ويحكم بينهم ويأخذ للمظلوم من الظالم ويحفظ أطرافهم ويجبي فيئهم ويقيم حجّتهم وجمعتهم ويجبي صدقاتهم ثمّ يحتكمون إليه في إمامهم المقتول ظلماً ليحكم بينهم بالحقّ فإن كان إمامهم قتل مظلوماً حكم لأوليائه بدمه وإن كان قتل ظالماً أنظر كيف كان الحكم في هذا.

وأنّ أوّل ما ينبغي للمسلمين أن يفعلوه أن يختاروا إماماً يجمع أمرهم إن كانت الخيرة لهم ويتابعوه ويطيعوه وإن كانت الخيرة إلى الله عزّ وجلّ وإلى رسوله فإنّ الله قد كفاهم النظر في ذلك

____________________

(١) كتاب سليم، ص ١٨٢.

٤٢

والإختيار ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد رضي لهم إماماً وأمرهم بطاعته واتّباعه.

وقد بايعني الناس بعد قتل عثمان وبايعني المهاجرون والأنصار بعدما تشاوروا ثلاثة أيام وهم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وعقدوا إمامتهم ولي بذلك أهل بدر والسابقة من المهاجرين والأنصار غير أنّهم بايعوهم قبل على غير مشورة من العامة وإنّ بيعتي كانت بمشورة من العامة.

فإن كان الله جلّ اسمه جعل الإختيار إلى الاُمّة وهم الذين يختارون وينظرون لأنفسهم واختيارهم لأنفسهم ونظرهم لها خير لهم من اختيار الله ورسوله لهم وكان من اختاروه وبايعوه بيعته بيعة هدى وكان إماماً واجباً على الناس طاعته ونصرته فقد تشاوروا فيّ واختاروني بإجماع منهم.

وإن كان الله جلّ وعزّ هو الذي يختار وله الخيرة فقد اختارني للأمة واستخلفني عليهم وأمرهم بطاعتي ونصرتي في كتابه المنزل وسنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فذلك أقوى بحجتي وأوجب بحقي »(١) .

ويكفينا هذا البيان الواضح ويغنينا عن أي تعليق.

ثمّ قال الكاتب: « وعندما خرج عليه طلحة والزبير احتجّ عليهما بالبيعة وقال لهما: بايعتماني ثمّ نكثتما بيعتي ولم يشر إلى موضوع النصّ... ».

أقول: انّ طلحة والزبير لم يدعيا الخلافة فيحتجّ عليهما بالنصّ وانّ اثمهما ليس إلاّ نكث البيعة حيث خرجا على امامهما بعد أن بايعاه بحجة المطالبة بدم عثمان ولذلك احتج الامام عليهما بوجوب الوفاء بالبيعة وليس هنا مورد الاحتجاج بالنصّ على الخلافة كما هو واضح.

واستشهد الكاتب أيضاً بما ذكره الامامعليه‌السلام في كتاب له إلى معاوية: « فانّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام لأنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يردّ وانّما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسمّوه إماماً كان ذلك لله رضا ».

من الواضح انّ مضمون هذا الكتاب - لو صحّ الاسناد - ليس ممّا يعتقده أمير المؤمنينعليه‌السلام وإلاّ لم يكن لتأخّره في البيعة وجه شرعي، وكلّ ما مرّ من أقواله وأفعالهعليه‌السلام طيلة هذه المدّة تنادي بأعلى الصوت بانّهعليه‌السلام لم يقبل خلافة القوم، ولم يذعن بشرعيتها طرفة عين، فاحتجاجه على معاوية في هذا الكتاب جدال بالتي هي أحسن، واحتجاج عليه بما يسلمه ويقبله من عناصر الاستدلال والقياس، فانّ معاوية كان لا بدّ له من التسليم لخلافة الخلفاء وقبول شرعيتها، وإلاّ لم تصحّ

____________________

(١) البحار ٣٣: ١٤٣ - ١٤٤.

٤٣

ولايته التي نالها بتفويض من تلك الخلافة، ولم يتمّ له دعوى القيام بمطالبة دم الخليفة المقتول. وإذا سلّم انّ الخلافة لا تتمّ إلاّ ببيعة المهاجرين والأنصار دون عامة المسلمين في مختلف الأقطار والأمصار، فانّه لا يبقى له عذر في مقابلة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعدم التسليم لخلافته التي تستمد شرعيتها من نفس منبع الشرعية التي استمدّت منه الخلافات الماضية. وليس هذا احتجاجاً باصول يسلمها الإمامعليه‌السلام ، وقد مرّ آنفاً انّه لا يمكن التسليم لصحة هذه الدعوى، وانّه لا وجه لاختصاص نظام الشورى بالمهاجرين والأنصار، حتى لو فرضنا صحّة ما يقال من اختصاصه بأهل الحلّ والعقد، مع انّه أيضاً بمعزل عن الصوب كما هو واضح. ويتبيّن ذلك بوضوح من ملاحظة قولهعليه‌السلام لانّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان... أتراه يدّعي انّه لو قدّر له البقاء إلى عهد لم يبق فيه اولئك النفر فبايعه جميع الناس دونهم لكونهم موتى فهل يرتاب أحد في شرعية هذه البيعة بحجة انّه لم يبايع فيه أحد من اولئك النفر ؟!

وهكذا يظهر بابين من الشمس انّ الاحتجاج على الخصم يبتني على اُصوله التي لا يستطيع انكارها وان لم تكن صحيحة عند المستدل.

ثمّ قال الكاتب ( ص ٢٤ ): « وقد كان الإمام عليعليه‌السلام ينظر إلى نفسه كإنسان عادي غير معصوم، ويطالب الشيعة والمسلمين أن ينظروا إليه كذلك، ويحتفظ لنا التاريخ برائعة من روائعه التي ينقلها الكليني في الكافي والتي يقول فيها: « إنّي لست في نفسي بفوق أن أخطىء ولا آمن ذلك من فعلي، إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منّي»(١) .

لا شكّ انّ الإمام كغيره من المعصومين ليس في نفسه بفوق أن يخطئ وهذا شأن كلّ انسان، وقد قال الله تعالى في شأن نبيّه سيد المعصومين: ( ولولا ان ثبتناك لقد كنت تركن إليهم شيئاً قليلاً إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمّ لا تجد لك علينا نصيراً )(٢) فهو في نفسه لا يملك عصمة وليس معصوماً من هذا الذنب الكبير الذي ينافي رسالته وأمانته وانّما عصمته مستمدّة من تثبيت الله له، ونحن لا نعتقد عصمة للإمام ولا للرسول ولا لأي أحد من دون تثبيت الله له وأين هذا من نفي العصمة رأساً وكونه انساناً عادياً كما يحاول اثباته الكاتب ؟!.

____________________

(١) روضة الكافي: ص ٢٩٢ و ٢٩٣.

(٢) الاسراء: ٧٤ - ٧٥.

٤٤

نعم ! أؤمن بوجود الامام الثاني عشرعليه‌السلام

الحمد لله رب العالمين. وصلى لله على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم ومنكري فضائلهم اجمعين من الاولين والاخرين.

لقد تعجل الكاتب في تعليقه فقد ذكرت في تلك الأوراق أن أسلوبي في الرد هو ملاحقة الكاتب فيما كتبه فقرة فقرة. ولقد حال بيني وبين الاستمرار مشاكل شخصية لا زالت مستمرة، مضافاً الى انشغالي الدائم بالاجابة على اسئلة المكتب. وكأنه تفطن لذلك فذكر في آخر كلامه أنه لا يقبل من احد الاعتذار عن الاجابة بالانشغال ببحث الامور الفرعية.

ولكن هذه الاسئلة لا تختص بالامور الفرعية بل كثير منها عقائدية مع أن المشاغبين الذين يتلاعبون بالعقائد الحقة من التوحيد والنبوة والامامة وما يتفرع من كل منها كثيرون والذين يتصدون للاجابة قليلون والكاتب يظن أنه وحده على الساحة او ان ما يقوله لا بد أن ينال سهما اكبر من الاهتمام لانه حصيلة أتعابه.

والخلاصة أن ما انتشر على شبكة رافد تحت عنوان ( دفع أباطيل الكاتب ) كان شروعاً في البحث ولم اسكت عن سائر ما كتبه سكوت رضا أو عجز كما يظنه. ولكن الذي تغافل عنه الكاتب في تعليقه ان هذه المجموعة كانت تشتمل على عدة موارد مما افترى فيه على المؤلفين والاعلام مما أثار لدينا سؤالاً وهو أن الرجل بهذا التخبط يبحث عن أي شيء ؟ هل يبحث عن دليل يدعم به مذهبه كما يصنعه كثير من الباحثين للذب عن عقائد أسلافهم ؟ والجواب هو النفي طبعا. فماذا يريد من هذه الاكاذيب ؟ فلو كان باحثاً عن الحق ووصل الى نتيجة غير ما نعتقد لاستحق الاعجاب وان كان مخطئاً في الاستنتاج او المقدمات. ولكن المؤسف والغريب أنه يفتري ليهدم مذهبه التقليدي فلا بد من حافز آخر يدعوه الى ذلك. فيا ترى ما هو ؟.

اذن فهذه المقدمة المنشورة على اختصارها كانت كافية في اثبات أن الكاتب ليس أميناً في بحثه ولا صادقاً في دعواه وان البحث لم يجره الى هذه النتيجة المعلنة وانما كانت هذه نتيجة مسبقة حاول بالتخبط والتشبث بكل حشيش اثباتها وهذا هو الذي دعاني للاستعجال في نشر هذا المقدار من الملاحقة. وبهذا أكتفي في الرد على ما ذكره في تعليقه من أني لم اتوقف لأناقشه في الاسئلة التي طرحها. وسأناقشه أن شاء الله تعالى.

وأما السؤال الذي تعجل في طرحه وهو أني هل أؤمن بوجود الامام الثاني عشر فالجواب: نعم ! أنا أؤمن به بكل طمأنينة وقناعة وأدعو كل صباح ومساء ان يجعلني الله من انصاره واعوانه والمستشهدين بين يديه وأطاطئ راسي كلما

٤٥

ذكرته أو سمعت ذكره اجلالاً له واعظاماً كما كان الأئمة الطاهرونعليهم‌السلام يعظمونه حين سماع اسمه حسب الروايات وقد باهى به النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في اكثر من موقف وهنأ سيدة النساء فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) بانه من نسلها. ( راجع معجم احاديث الامام المهدي [ع ] ).

وايماني به من ايماني بالغيب. قال سبحانه وتعالى: ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة... ) وليس المراد بالغيب - والله العالم - غيب خاص وانما يمتدح الله سبحانه وتعالى المؤمن بانه لا يقتصر في ايمانه على ما يراه ويشعر به ويحسه بل يؤمن بما لا يمكن أن يرى فيؤمن بالله سبحانه ويؤمن باليوم الاخر وبالملائكة بخلاف الملحدين أو المنكرين ليوم القيامة فانهم يأبون الايمان بما لا يحسونه ولا يرونه بالعين أو تحت المجاهر والله تعالى يؤذبهم على ذلك أنهم ينكرون أمراً من دون علم. وأنكار الامام المهديعليه‌السلام من هذا القبيل اذ لا يمكن أن يؤتى بدليل حسي أو سند تاريخي قطعي على وجود من كان ابوه واهل بيته يحاولون اخفاءه والله سبحانه وتعالى شاء ان يغيبه عن أنظار الناس. فموجود كهذا لا يتوقف الاستدلال عليه على الحس تماماً كوجود الملائكة واليوم الآخر وانما يعلم ذلك باخبار السماء واعلام الرسل.

نعم من لا يؤمن بالاحاديث الغيبية لا محيص له من الانكار. و هذا ما يشاهد في موارد من كتاب الكاتب. واما نحن فيكفينا في ذلك اخبار الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمة الاطهار (ع) بوجوده.

اما اصل وجود المهدي فقد تكاثر النقل عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حوله حتى كان من الواضحات لدى الامة الاسلامية جمعاء. ولذلك كثرت دعاوى المهدوية طيلة التاريخ الاسلامي ولم يسع منا وفينا أن ينكروا اصل بشارات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك. وقد وفقت مؤسسة المعارف الاسلامية التي انشأها العلامة الوالدرحمه‌الله وبجهود جمع من الافاضل باشراف العلامة الشيخ علي الكوراني ( حفظه الله ) في جمع كل الاحاديث المتعلقة بالامام المهديعليه‌السلام في خمس مجلدات تحت عنوان ( معجم احاديث الامام المهدي [ع] ) وبلغت احاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مجلدين وقد ألف علماء السنة في ذلك كتباً كثيرة. وعليه فانكار ذلك ينشأ من انكار الرسالة واستغراب ان يخبر بشر عن الغيب، تماماً كما كان يقوله الكافرون بالرسالات في كل عصر وجيل.

واما أن المهدي هو ابن الامام الحسن العسكريعليه‌السلام فهذا من المسلمات لدى الشيعة توارثوا نقله جيلاً بعد جيل عن أئمتهمعليهم‌السلام لا يرتاب في ذلك من يؤمن باخبار الائمة

ويعتقد أنهم يستقون علمهم من الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلو لم يكن ذلك في الاخبار الصريحة كفى هذا الاجماع الموروث من الاجيال السالفة. ونظير ذلك وضوح أن الكتاب المنزل من الله سبحانه وتعالى على الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو هذا المصحف الموروث جيلاً بعد جيل حافظ عليه المسلمون بشتى مذاهبهم ولا يؤثر في هذا العلم القطعي الناشئ من هذه الاجماع الموروث كل محاولات القول بالتحريف والتبديل سواء في روايات السنة أو الشيعة. ولذلك لا يرتاب

٤٦

مسلم في أن المصحف الذي بايدينا هو القرآن المنزل على الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا يأبه أحد منهم يهذه الدعاوى الفارغة حتى اصحاب الدعوى بأنفسهم.

هذا مع ان الاخبار التي تصرح بأسماء الائمة كلهم وبخصوص أن الامام المهدي هو ابن الامام الحسن العسكري (ع) بتعابير مختلفة كثيرة جداً لا يمكن انكار تواتر نقلها عن الائمة (ع) - لو فرض التشكيك في ما عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كتب العامة - ويبقى بيننا وبين الكاتب حجية قول الائمة (ع) فلو لم يكن قائلاً بعصمتهم - كما هو واضح - فلا أقل من الوثوق بنقلهم. وأحيل المراجع الى الكتاب المذكور آنفا ( معجم أحاديث الامام المهدي ع ).

واليك نماذج من هذه الروايات عن أمير المؤمنين (ع) فنقلها من الكتاب المذكور لورود المصادر المختلفه فيه.

١- عن كتاب الغيبة للفضل بن شأذان (... ثم يظهر أمير الأمرة وقاتل الكفرة السلطان المأمول الذي تحير في غيبته العقول وهو التاسع من ولدك يا حسين... ) ج ٣ ص ٢٣

٢- عن كتاب كمال الدين للصدوق عنهعليه‌السلام (... ذاك الفقيد الطريد الشريد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين هذا ووضع يده على رأس الحسينعليه‌السلام . ج ٣ ص ٤٣.

٣- عن كتاب العدد القوية عنهعليه‌السلام : ( الحادي عشر من ولدي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً )ج ٣ ص٤٤.

٤- وعن مروج المذهب للمسعودي وتذكرة الخواص لابن الجوزي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ايضاً خطبة مفصلة في فضل النبي صلوات الله عليه وآله أجمعين وفي آخره: ( وبمهدينا تنقطع الحجج خاتمة الائمة ومنقذ الامة... ) ج ٣ ص ٥٤.

٥ - عن الكافي واثبات الوصية وغيبة النعماني وكمال الدين والاختصاص وغيبة الطوسي وغيرها من الكتب القديمة قول أمير المؤمنينعليه‌السلام . (... ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملؤ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً تكون له غيبة وحيرة يضل فيها اقوام ويهتدي فيها آخرون... )ج٣ص ٦١.

٦ - عن رسائل المفيد قوله: ( هذا الخبر الذي روته العامة والخاصة وهو خبر كميل بن زياد... التاسع من ولد الحسينعليه‌السلام هو الذي يملؤ الأرض قسطاً وعدلاً... يكون له غيبة يرتاب فيها المبطلون يا كميل بن زياد لابد له من حجة اما ظاهر مشهور شخصه واما باطن مغمور لكيلا تبطل حجج الله... ج ٣ ص ٦٢.

٧ - عن كمال الدين قول أمير المؤمنينعليه‌السلام ايضاً: ( التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين والباسط للعدل قال الحسين فقلت له يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن فقالعليه‌السلام اي والذي بعث محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبته وحيرة فلا يثبت فيها على دينه المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين اخذ الله عزوجل سيئاتهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ) ج ٣ ص ٦٦.

٤٧

٨ - وفي حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام رويه السنة والشيعة حول الدجال وما يحدث آخر الزمان ورد في آخره ثم قالعليه‌السلام لا تسألوني عما يكون بعد هذا فانه عهد عهده اليّ حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان لا اخبر به غير عترتي قال النزال بن سبرة ( وهو راوي الحديث ) فقلت لصعصفة بن صوحان يا صعصعة ما عن أمير المؤمنين بهذا فقال صعصعة: يا بن سبرة أن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريمعليه‌السلام هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن عليعليه‌السلام وهو الشمس الطالعة من مغربها... ) ج ٣ ص ١٣٣. والحديث مروي عن كمال الدين والخرائج ومختصر بصائر الدرجات. ورواه من السنة ابن المنادي في ملاحمه والرافي في سننه والمقدسي الشافعي في عقد الدرر.

٩- ما رواه فضل بن شاذان في مختصر اثبات الرجعة والصدوق في كمال الدين بسند معتبر رجاله من المشاهير الثقات: ( سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن معنى قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. مَنِ العترة ؟ فقالعليه‌السلام : انا والحسن والحسين والائمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهمٍ لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حوضه ) ج ٣ ص ١٤٩.

١٠ - الحديث المشهور عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في جواب سليم بن قيس الهلالي الذي هو من اصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام حول اختلاف الاحاديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث بين الامامعليه‌السلام وجوه الاختلاف وهو من اعيان الاحاديث ومتنه من اقوى المتون والحديث مروي في كتاب سليم بن قيس الهلالي والكافي وتفسير العياشي وغيبة النعماني ونهج البلاغة وكمال الدين وتحف العقول والخصال والاحتجاج وغيرها من الكتب المعتبرة الا ان بعض هذه المصادر اقتصو فيها بنقل جزء منها والمتن الذين نشتهد به منقول في كتاب سليم الذي هو اقدم كتب الشيعة بل الظاهر انه اقدم كتاب حديث في الاسلام وفي تفسير العياشي والمسترشد وكمال الدين والخصال باختلاف يسير ونحن ننقل من كتاب سليم على ما في المعجم. ففي ذيل الحديث يروي الامام عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله: وقد اخبرني الله أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك قلت يا نبي الله ومن شركائي قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبي معه، والذين قال في حقهم يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول قلت يا نبي الله ومن هم ( هنا سقط والظاهر كما في تفسير العياشي انه هكذا ومن هم شركائي من بعدي... فقال: ) الاوصياء الى ان يردوا عليّ حوضي كلهم هاد مهتد لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم بهم ينصر الله امتي وبهم يمطرون ويدفع عنهم بمستجاب دعوتهم فقلت: يا رسول الله سمّهم لي فقال: ابني هذا ووضع يده على رأس الحسن ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين ثم ابن ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين ثم ابن له على اسمي اسمه محمد باقر علمي وخازن وحي الله وسيولد علي في حياتك يا اخي فاقرأه مني السلام ثم اقبل على الحسين فقال سيولد لك محمد بن علي في حياتك فاقرأه مني السلام ثم تكملة الاثني عشر اماماً من ولدك يا اخي فقلت

٤٨

يا نبي الله سمّهم لي فسمّاهم لي رجلاً رجلاً منهم والله - يا أخا نبي هلال - مهدي هذه الامة... ) وفي تفسير العياشي: ( ثم تكملة الاثني عشر اماماً من ولد محمد... ). ج ٣: ص ١٥٢.

١١- حديث الامام الحسنعليه‌السلام المروي في كمال الدين وغيره وفيه... ذلك التاسع من ولد اخي الحسين ابن سيرة الامام يطيل الله عمره في غيبته... ج ٣ ص ١٦٥.

١٢ - حديثعليه‌السلام ايضاً وهو قوله: الائمة بعد رسول الله اثنا عشر تسعة من صلب اخي الحسين ومنهم مهدي هذه الامة ٣: ١٧١.

١٣ - الحديث المروي في محاسن البرقي وتفسير القمي والكافي وتفسير النعماني واثبات الوصية وغيبة النعماني وكمال الدين وغيبة الطوسي وغيرها من الكتب المعتبرة وسند الحديث صحيح معتبر وفيه خطاب خضر لأمير المؤمنينعليه‌السلام يشهد بامامة الائمة الاثني عشر ويسميهم واحداً واحداً حتى يقول: ( واشهد على الحسن بن علي بانه القائم بالامر بعد علي بن محمد واشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى ولا يسمى... ٣: ١٧٤.

١٤ - حديث الامام الحسينعليه‌السلام المروي كمال الدين وغيره: ( قائم هذه الامة التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة... ) ٣: ١٧٩.

١٥ - قولهعليه‌السلام : ( في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنة من موسى بن عمرانعليهما‌السلام وهو قائمنا اهل البيت يصلح الله تبارك وتعالى امره في ليلة واحدة ) وهو ايضاً مروي في كمال الدين واعلام الورى وغيرها ٣: ١٨٠.

١٦ - قولهعليه‌السلام المروي في اثبات الرجعة للفضل بن شاذان ( وهو من اصحاب الرضاعليه‌السلام ): يظهر الله قائمنا فينتقم من الظالمين فقيل له يا بن رسول الله من قائمكم قال: السابع من ولد ابني محمد بن علي وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني وهو الذي يغيب مدة طويلة ثم يظهر ويملأ الارض وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) ٣: ١٨١.

١٧ - و حديثهعليه‌السلام ايضاً: ( منا اثنا عشر مهدياً اولهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق يحيي الله به الارض بعد موتها ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون له غيبة على الاذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ). روي في كمال الدين وعيون اخبار الرضا وكفاية الاثر ومقتضب الاثر واعلام الورى وغيرها ٣: ١٨٤.

١٨ - حديثهعليه‌السلام في جواب الاعرابي (... ان الامام والخليفة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امير المؤمنين علي (ع) والحسن وانا وتسعة من ولدي منهم علي ابن وبعده محمد ابنه وبعده جعفر ابنه وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان ) والحديث مروي في كفاية الاثر وغيرها ٣: ١٨٦.

٤٩

١٩ - حديث الامام الباقرعليه‌السلام المروي في كفاية الاثر: (... ان قائمنا هو السابع من ولدي وليس هو أوان ظهوره ولقد حدثني ابي عن ابيه عن آبائه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الائمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) ٣: ٢٦٣.

٢٠ - حديث الامام الصادقعليه‌السلام المروي في غيبة النعماني وكمال الدين واثبات الوصية وكفاية الاثر وغيبة الطوسي وغيرها: ( اذا توالت ثلاثة اسماء محمد وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم ) ٣: ٣٤٩.

٢١ - حديثهعليه‌السلام المروي في كمال الدين واعلام الورى وغيرهما: ( يا مفضل الامام من بعدي ابني موسى والخلف المأمول المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ) ٣: ٣٥.

٢٢ - حديثهعليه‌السلام المروي فيهما ايضاً وغيرهما: ( ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وآخرهم القائم بالحق... ) ٣: ٣٦١.

٢٣ - قولهعليه‌السلام : ( من أقّر بجميع الائمة وجحد المدي كان كمن أمن بجميع الأنبياء وجحد محمداً نبوته فقيل له: يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته ) ٣: ٣٦٦.

٢٤ - قولهعليه‌السلام : (... هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الاماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون... ) ٣: ٣٩٣.

٢٥ - قولهعليه‌السلام : (... ان قائمنا يخرج من صلب الحسن والحسن يخرج من صلب علي وعلي يخرج من صلب محمد و محمد يخرج من صلب علي وعلي يخرج من صلب ابني هذا واشار الى موسىعليه‌السلام ... ) ٣: ٤٠٧.

٢٦ - رواية الامام الكاظمعليه‌السلام المروية في الكافي وغيبة النعماني واثبات الوصية وكمال الدين وعلل الشرايع وكفاية الاثر ودلائل الامامة وغيبة الطوسي واعلام الورى وغيرها حيث قالعليه‌السلام ( اذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في اديانكم لا يزيلكم عنها احد يا بنيّ انه لا بد لصّاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به انما هي محنة من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه... ) ٤: ١٣٨.

٢٧ - رواية يونس بن عبد الرحمن ( قال: دخلت على موسى بن جعفر (ع) فقلت له: يا ابن رسول الله انت القائم بالحق ؟ فقال: انا القائم بالحق ؟! ولكن القائم الذي يطهر الارض من اعداء الله عزّ وجلّ ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً هو الخامس من ولدي له غيبة يطول امدها خوفاً على نفسه يرتدّ فيها اقوام ويثبت فيها آخرون... ) والرواية مروية في كمال الدين وكفاية الاثر واعلام الورى وغيرها. ٤: ١٤٠. وللرواية طرق عديدة بعضها معتبر عند كثير من علماء الرجال.

٥٠

٢٨ - حديث الامام الرضاعليه‌السلام المروية عن تاريخ مواليد الائمة ووفياتهم لابن الخشاب وغيره قالعليه‌السلام : ( الخلف الصالح من ولد ابي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان وهو المهدي ) ٤: ١٥٣.

٢٩ - ما رواه الصدوق في كمال الدين بسند معتبر عن الريان بن الصلت قال قلت للرضا (ع) انت صاحب هذا الامر ؟ قال: انا صاحب هذا الامر ولكني لست بالذي املؤها عدلاً كما ملئت جوراً... ذاك الرابع من ولدي يغيبه الله في ستره ما شاء... ) ٤: ١٥٤.

٣٠ - حديثه في كمال الدين وعلل الشرايع وعيون اخبار الرضا (ع) وغيرها ( كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه قلت له ولم ذلك يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: لان امامهم يغيب عنهم... ) ٤: ١٦٣.

٣١ - حديث الامام الجوادعليه‌السلام عن كمال الدين وغيره: ( ان الامام بعدي ابني علي امره امري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامام بعده ابنه الحسن... ثم قال: اما من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر... ) ٤: ١٨٦.

٣٢ - حديثه الآخر: (... ان القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره هو الثالث من ولدي... ) ٤: ١٨٧.

٣٣ - حديث الامام الهاديعليه‌السلام : ( ان الامام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن ابنه القائم... ) ٤: ١٩٦. راوه في كمال الدين وكفاية الاثر وغيرهما.

٣٤ - قولهعليه‌السلام على ما في الكافي وكمال الدين وعلل الشرايع وكفاية الاثر وغيرها: ( الخلف من بعدي الحسن فكيف مكم بالخلف من بعد الخلف فقلت ولم جعلني الله فداك فقال انكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه فقلت فكيف تذكره فقال قولوا الحجة من آل محمدعليهم‌السلام ). ٤: ٢٠٣.

٣٥ - رواية عبد العظيم الحسني المشهورة حيث عرض عقائده على الامام الهاديعليه‌السلام وذكر الائمةعليهم‌السلام الى ان قال: ثم انت يا مولاي ثم قال: ومن بعدي الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده قال فقلت وكيف ذلك يا مولاي قال: لانه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملاً الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً... ) والرواية مروية في كتب كثيرة ككمال الدين والتوحيد وصفات الشيعة وكفاية الاثر وروضة الواعظين واعلام الورى وغيرها. ٤: ٢١٦.

٣٦ - قول الامام العسكريعليه‌السلام حين قتل الزبري: ( هذا جزاء من اجترأ على الله في اوليائه يزعم انه يقتلني وليس لي عقب فكيف رأى قدرة الله فيه. قال الراوي. وولد له ولد سماه محمداً في سنة ست وخمسين ومائتين ) رواه الكليني في الكافي والصدوق في كمال الدين والمفيد الارشاد والطوسي في الغيبته وغيرهم. ٤: ٢٢٣.

٥١

٣٧ - كتابهعليه‌السلام للحر بن اسحاق: ( ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً وعن جميع الناس مكتوماً فانا لم نظهر عليه الا الاقرب لقرابته والولي لولايته احببنا اعلامك ليسرك الله به مثل ما سر‍ّنا به والسلام ) ٤: ٢٢٦.

٣٨ - قولهعليه‌السلام لام الحجةعليه‌السلام : ( ستحملين ذكراً واسمه محمد وهو القائم من بعدي ) كما في كمال الدين و كفاية الاثر وغيرهما. ٤: ٢٣٩.

٣٩ - قولهعليه‌السلام : ( ابني محمد هو الامام والحجة بعدي... ) ٤: ٢٤٦.

٤٠ - قولهعليه‌السلام : ( هذا امامكم من بعدي وخليفتي عليكم... ) ٤: ٢٥١.

هذا ونقتصر على الاربعين والا فالاحاديث عن الامام الحسن العسكري في ذلك كثيرة مذكورة في المعجم بمصادرها وكذلك في سائر الابواب روايات كثيرة غير ما ذكرنا. وهناك باب واسع جداً وهو باب الادعية والزيارات المأثورة عنهمعليهم‌السلام التي فيها ذكر الائمة واحداً واحداً ومنهم المهدي ومنها ما يختص بهعليه‌السلام وبعض هذه الادعية والزيارات معتبرة سنداً. وعدم اعتبار السند في بعضها من جهة عدم اهتمام الاصحاب بذكر اسانيد الزيارات والادعية لعدم ترتب اثر تكليفي عليه حسب معتقدهم. فمن الروايات المعتبرة سنداً ما رواه المشايخ الثلاثة الكليني والصدوق الطوسي في الكافي والفقيه والتهذب ومصباح المتهجد عن الامام الكاظمعليه‌السلام وهو دعاء سجدة الشكر: ( اللهم اني اشهدك واشهد ملائكتك وابنائك ورسلك وجميع خلقك انك انت الله ربي والاسلام ديني ومحمداً نبي وعلياً والحسن والحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن الحسن بن علي ائمتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرأ ).

وهذا النص في الفقيه. وفي الكافي ورد هكذا وفلاناً وفلاناً الى آخرهم. وكذلك في التهذيب وفي مصباح المتهجد هكذا والحسن بن علي والخلف الصالح... ٤: ١٤٦.

وباب آخر وهو باب من تشرف برؤيتهعليه‌السلام واحاديث هذا الباب ايضاً كثيرة ومنها ما هو معتبر سنداً فبعضهم رآه عند ابيه كاحمد بن اسحاق الاشعري الثقة الجليل وبعضهم رآه في الغيبة الصغرى.

وعلى كل حال فكثرة هذه الروايات وتعدد طرقها لا يبغي بحالاً للشك الا لمن لا يؤمن بما لا يراه ويحاول بكل شبهة ان يشكك في الغيب. ولو كفى ما ذكره الكاتب من احتمال كون هذه الفكرة من اختلاق الحركات الباطنية السرية في رد نظريات كل هؤلاء العلماء الثقات لكفى قول من قال: انما يعلمه بشر في ردّ اعجاز القرآن الكريم ونبوّة سيد الخلق اجمعينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ولا زالت الشبهات الملقاة من اعداه الاسلام حول استناد القرآن الى الله تعالى وقطعية متنة الكريم وعدم وقوع التحريف والتغيير فيه طيلة هذه القرآن مستمرة بل متطورة وما هي الا كالشبهة في مقابل البديهة ومثل ذلك شبهات الكاتب وامثاله ممن يستهزؤون باخبار الرسول والائمة عن الغيب ويستلزم ذلك انكار كل الآيات الحاكية عن اخبار الرسل عن الغيب كقول عيسىعليه‌السلام . وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم واخبار العالم الذي كان به

٥٢

موسىعليه‌السلام عن الغيب في الحوادث الثلاثة المذكورة في سورة الكهف. وانكار الاحاديث القطعية التي حكت اخبار الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمةعليهم‌السلام عن الغيب والتي صدقها الواقع الخارجي كاخبارهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن مقتل أمير المؤمنين والحسينعليهما‌السلام وعن احدى زوجاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي تكون صاحبة الجمل الادبب تنبحها كلاب الحوأب وغير ذلك. وقد جمعت مؤسسة المعارف الاسلامية السابق الذكر كل ما تمكنت من جمعه في كتاب ( الحوادث الغيبة ). في ثلاث مجلدات.

هذا مع أن الروايات الواردة عن الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشأن الأئمة (ع) كثيرة أيضاً لا يسع المنصف انكارها خصوصاً اذا لاحظنا أن كثيرا منها مما روته العامة و لا داعي لهم الى جعل رواية بهذا الشأن ولا يتوهم أي موجب للجعل في ذلك. فمثلاً الروايات التي تقول أن الائمة بعدي اثنى عشر كلهم من قريش، أو أنهم بعدد نقباء بني اسرائيل بصورها المختلفة المروية بطرق عديدة حتى في الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة عندهم مما لا يبقى مجالاً للشك في صدور هذا المضمون عن الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد ارتبك علماؤهم في تطبيق هذا العدد على الخلفاء وليس في المسلمين مذهب يمكنه عدّ أئمة بهذا العدد يمكن أن يأمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باتباعهم - كما في بعض تلك الروايات بل هو مقتضى اعتبارهم أئمة - إلا المذهب الشيعي الاثناعشري. ولكن من يعد حديث الغدير ضعيفاً سنداً ودلالة وكذلك حديث المنزلة وكل تلك الاحاديث الكثيرة الواردة بشأن امامة أمير المؤمنين (ع) فلا يمتنع من رد كل احاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدعوى أنه لا يقتنع بذلك، كمن لا يقتنع بكل الادلة على وجود الله سبحانه الا ان يراه بعينه تعالى الله عن ذلك ( قالوا لن نؤمن لك حتى نرى اله جهرة ).

بهذا اكتفي في هذه العجالة وأحيل التفصيل على اكمال تلك الصحائف كما أحيل المراجع المنصف الذي لم يتخذ الهه هواه الى الروايات المجموعة في معجم احاديث الامام المهدي (ع).

وأما سائر ما ذكره الكاتب في تعليقه هنا فلا يستحق التعليق فانه لم يذكر شيئا يجاب عنه الا التعبير عن كل ما ورد هناك بانه دفاع مستميت او مناقشة بسيطة. وذلك في قبال استشهاده برواية ضعيفة تضمنت وصية من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا مير المؤمنين (ع) لا تشمتمل على ذكر الخلافة. فقلت أن الرواية لو صحت فهي تنقل وصية من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حول امر خاص، وهل هذا يدل على نفي أي وصية أخرى حتى تعارض الروايات الدالة على نصب علي (ع) اماماً للمسلمين ؟! واذا اوصى احد بعدة وصايا غير متعارضة هل تعني الوصية الاخيرة بطلان ما سبقها او تدل على انها الوصية الوحيدة ؟! على أي منطق يستند هذا الاستدلال ؟!

واما ما قاله حول نظرية ولاية الفقيه فليس فيه ايضاً شيء جديد ولم اجد فيه اي جواب لما ذكرت من ان سند القائلين بذلك هو روايات الائمة السابقين (ع) ولم يستند احد منهم الى ما يدعوه بنظرية النيابة العامة وليست هذه نظرية مطروحة في المحافل العلمية الدينية وانما راق له ان يتشبث بهذا التعبير ليعتبره اساس نظرية ولاية الفقيه ويبرر اصراره

٥٣

على نفي وجود الامام المهدي (ع) أنه محاولة لهدم هذه النظرية التي يعتبرها اساس المشاكل السياسية والاجتماعية على الساحة الايرانية وقلت بأن هذا خطأ واضح وأن ولاية الفقيه لا تستند الى النيابة.

واما قوله ان نظرية ولاية الفقيه اذا لم تستند الى النيابة العامة فكيف تكون مطلقة ؟ وان نظرية ولاية الفقيه القائمة على الشورى والانتخاب تناقض نظرية الامامة القائمة على العصمة والنص. فالجواب عنه واضح لمن يراجع ادلة ولاية الفقيه فان هذه نظرية فقهية فرعية يختلف فيها العلماء قديماً وحديثاً وينكرها بهذا العموم والاطلاق اكثرهم بل لم اجد من صرح بذلك الاسيدنا الامامرحمه‌الله وتبتني على بعض الروايات الصادرة عن الائمة (ع) حول من لا يصل الى الامام في الموارد التى يتوقف الامر فيها على حكم فصل من حاكم له الولاية الشرعية فاحيل حسب هذه الروايات الى مراجعة الفقيه وكذلك ما لا بد من اخذ موقف تجاهه مما يعلم بالضرورة أن الشريعة لا ترضى باهمالها كاموال القصر والغيب فيقولون بان الولاية في ذلك للفقيه ولذلك لا يتوقف الامر الى هذا الحد فلو لم يكن في مورد الحاجة فقيه كانت الولاية لعدول المؤمنين بل لو لم يكن هناك عادل كانت الولاية لفساقهم أيضاً وذلك للعلم بانه لا يجوز اهمال امر اليتامى مثلاً. ولكن سيدنا الامامرحمه‌الله عمم الحكم على اساس ان أمر الامة جمعاء، ايضاً لا يجوز اهماله ولا نتدخل هنا في تفاصيل استدلاله وانما الغرض ان هذا لا يرتبط اساساً بقضية الامامة التي هي قضية عقائدية وليس في الشيعة احد يدعي ان الفقيه المنتخب امام كسائر الائمة وانما ادعى سيدنا الامام الخمينيرحمه‌الله أن لهما للامام والنبي من الولاية في الامور الاجتماعية وهذا - كما قلت - امر يختص به، ولا يناقض نظرية الامامة الالهية كما هو واضح.

ولذلك استدرك السيد الامام حينما حكم بعموم الحكم أن ما للامام من مقام معنوي موهوب من الله سبحانه امر آخر. فلو تم الاستدلال فالفقيه بمنزلة وال على مدينة من قبل الامام المعصوم. أؤكد أنه بمنزلته وليس به فالامام لم ينصب احداً وانما هذه نظرية فقهية يعتقد على اساسها ان للفقيه في هذه الظروف ولاية نظير ما للوالي المنصوب. فنفي وجود الامام الثاني عشر (ع) لا ينتج ما رامه الكاتب من زعرعة كيان ولاية الفقيه.

يقول الكاتب: ما هي المصلحة الدينية او الضرورة السياسية لنفي دلالة آية الشورى وحق الامة في انتخاب الامام والتركيز على كون النص مذهب اهل البيت بالرغم ممن نصوصهم الكثيرة على الشورى وحق الامة في انتخاب الامام... الى آخر ما ذكره.

أقول: و هل لابد من ضرورة دينية او سياسية تمنع من ذلك ؟ ما هو الدليل على ان المراد به امر الامامة ؟ مع انه اذا فرض ذلك فلا بد من كونه شاملاً لزمان النزول فهو اوضح مصاديقه. ومعنى ذلك ان ولاية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وامامته ايضا تابعة للشورى فان اراد الناس بايعوه وكان امامهم وان أبوا لم يكن عليهم حرج في ذلك. وهذا لا يقوله مسلم. وقد ذكرت هناك ان الكاتب من انصار هذه الفكرة وانه لا يقول بولاية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا اذا اراده الناس. اذن فما معنى قوله تعالى ( وما ارسلنا من رسول الا ليطاع بأذن الله ) وما معنى قوله تعالى ( وما كان لمؤمن و لامؤمنة اذا قضى الله ورسوله

٥٤

امرا أن يكون لهم الخيرة من امرهم ) وما معنى قوله تعالى ( النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم ) ؟ الى غير ذلك مما يطول ذكره ولا حاجة الى بيانه فالمسلم هو الذى اسلم الله ورسوله وسلم امره الى الله ورسوله ) ومن يرفض ذلك فليس بمسلم. واما النص مذهب اهل البيت فهذا ايضاً لا يشك فيه احد ممن يراجع مذهبهم ويكون من اهله ومن المضحك ان يبحث احد في كتب الشيعة عن رواية تدل على النص في خلافة أمير المؤمنين (ع) وولايته والشيعة تعتقد أن روايات العامة ايضا كافية في ذلك، ولولا هذا فما هو الاختلاف بين المذهبين ؟ وما هو الاختلاف بين أهل البيت ومن ابتزوا الخلافة ؟ وماذا يريد أمير المؤمنين (ع) من شكاواه ؟ ولماذا لم يبايع الامام الذي انتخبه الناس ستة اشهر ؟ ولماذا ماتت فاطمة (ع) وهي ساخطة على الخليفة وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت - على حد تعبير البخاري - هل ماتت ميتة جاهلية كما في الحديث المشهور وهي لم تعترف بامام زمانها كما يظنه الكاتب ؟ وقد ذكرنا في تلك الصحائف شواهد كثيرة من خطب الامام وغيرها مما يدل على رفضه للشورى واستناده الى النص ولكن الكاتب كانه لم ير شيئا من ذلك ام على قلوب أقفالها فنفى أن يكون في تلك الصحائف ما يقابل اكتشافه الجديد وهو استناد الائمة الى الشورى.

وليس هذا بجديد فكل مخالفي الشيعة تعتقدون ذلك بالنسبة لائمتنا ولو كانوا يرون أنهم يفضون الشورى لم يكن لهم احترام عندهم فان رفض الشورى معناه رفض خلافة من تسنموا الخلافة بدعوى بيعة الناس لهم.

يقول الكاتب: كيف يستند المهري على احاديث ضعيفة السند والدلالة على خلافة الامام علي... ولماذا لم يذكر عشرات الروايات المتواترات القطعيات التي ملأت كتب الشيعة... ماذا ينتظر الكاتب ؟ هل يريد أن انقل في هذه الصفات جميع ما ورد في كتاب الحجة في الجزء الاول من الكافي ؟ وهل من المعقول انه لم ير هذه الروايات ؟ وخصوصا ابواب النص على امامتهم مجموعاً، وواحداً واحداً، وابواب فرض طاعتهم، ومعرفتهم، وانهم هم الهداة، وشهداء الله على خلقه، وولاة امره، وولاة الامر، وغير ذلك من الابواب. وكذلك سائر الكتب ككتاب اكمال الدين واتمام النعمة للشيخ الصدوق وكتب المفيد والمرتضى وغيرهم وما جمع في بحار الانوار من مجموع كتب الحديث. ام ان كل هذه الروايات لا توجب القطع باسناد هذه الفكرة الى أهل البيت (ع) ؟ ما هذا الا مكابرة وعناد لا يمكن مقابلته بالمنطق والاستدلال.

ويقول ايضاً: كيف ان موضوعاً هاماً وحيوياً كالخلافة بالنص يمكن ان يكتفى ببيانه وتشريعه واقامة المجتمع عليه ببعض الاحاديث الغامضة التي لا توضح كيفية انتقال امام الى آخر وانها في البيت الحسيني او الحسين وماذا يفصل الشيعة اذا لم يجدوا هنا ولا وصية على بعض الائمة او كان الائمة اطفالا صغاراً غير مكلفين شرعاً وما هو واجب المسلمين اذا غاب الامام مئات السنين ولم يجدوا له اثراً وكيف يأمر الله تعالى باتباع إمام يعيش وراء حجاب ؟!

اقول: انا لا نقول ان الخلافة بالنص بل نقول ان الامامة بالنص والامامة كالرسالة منصب الهي لا يكون لا بجعل من الله سبحانه كما قال تعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا. فكما ان الناس لا ينتخبون رسولهم وانما يبعث الله من يشاء وعلى الناس ان يؤمنوا به ويطيعوه كما قال تعالى ( وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ). فكذلك الامام منصوب

٥٥

من قبل الله وعلى الناس ان يطيعوه فالآية والحكومة أمر تابع للامامه الألهية كما هو الحال في الرسول. والاحاديث الصادرة عن الرسول بهذا الصدد ليست غامضة بل هي واضحة الدلالة كقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. وقوله الائمة بعدي اثنا عشر... وغير ذلك وهي كثيرة جداً لا يمكن حصرها في هذا المختصر وكثير منها وارد في كتب الفريقين. وبذلك يتبين ان انتقال الامامة من امام الى امام لا يحتاج الى وصية ولا كيفية خاصة بل هم اشخاص قد عيهم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسمائهم وان جهلها جمع من المسلمين بل الشيعة انفسهم فوصية الامام السابق ليست للتعين الامام من بعده بل لاعلام الناس به ولا فرق في ذلك بين صغيرهم وكبيرهم وشاهدهم وغائبهم. كما ان الرسول قد يكون صبياً. قال تعالى في شأن يحيىعليه‌السلام ( وآتيناه الحكم صبياً ). وقال عيسى في المهد آتاني الكتاب وجعلني نبياً. وهناك من الانبياء من قتلهم الناس ولم يستطيعوا انهاء مهمتهم وهناك منهم من نفوا عن البلاد واخرجوا من اوطانهم فهل ينتفي حكم الرسالة بذلك ؟! وقد رفع الله عيسىعليه‌السلام اليه حينما اراد. الناس قتله. ولا شك انه باق على رسالته والناس مكلفون باطاعته وغيابه عنهم كان بسببهم فهم الذين تسببوا في استلاب نعمة الولاية عنهم. وهكذا الامام الغائب فان امامته لا تنتفي بغيبته كما لا تنتفي بابتعاد الناس عنه وهجره وطرده وسجنه كما صنع ذلك بالامام الكاظمعليه‌السلام . والحاصل ان الامام منصوب من قبل الله كالرسول وعلى الناس ان يهيئوا الارضية الصالحة ليتمكنوا من التنعم بنعمة الوالاية والقيادة الالهية فان رفضوا ذلك كانوا هم الخاسرين كما خسرت الامم بعدم الانقياد لانبيائهم. والامام لم يغيبه الله الا بعد ظهور احد عشر اماماً رفضت الامة الانصياع لهم ومتابعتهم بل قتلوا وشرّدوا. فهل في ذلك بعدما صفوا أمر مستنكر او عجيب ؟!

واخيراً فاني اطلب من القراء ان يجيبوا على السؤال التالي بعد ملاحظة ما ذكرته من ان الكاتب كذب على المؤلفين وقطع الاحاديث ليتم له ما اراد:

ما هو الحافز الذي دفعه الى تجشم هذه المصاعب وارتكاب هذه المآثم والمفروض انه لم يكن معتنقاً لهذه العقيدة فيما سبق فيحاول اثباته، فما الذي دعاه ليتشبث بكل اثم وافتراء لاثبات هذه المزعمة ؟

والسلام على من اتبع الهدى

والحمد لله اولا وآخرا

٥٦

الفهرس

النيابة العامّة ٤

نظام الشورى الشورى في عهد الرسالة ٦

نظام الشورى بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ١٠

الشورى عند اهل البيت عليهم‌السلام ١١

النص على خلافة اميرالمؤمنين عليه‌السلام ١٣

الشورى عند علماء الامامية ٢٢

احجام الامام عن اخذ البيعة لنفسه ٢٥

شعور الامام بالاولوية والاحقية ٢٦

الشورى عند امير المؤمنين عليه‌السلام ٣٦

نعم ! أؤمن بوجود الامام الثاني عشر عليه‌السلام ٤٥

الفهرس ٥٧

٥٧