وتحشيد الرأي العام والتعبئة.
ونحن على يقين أنّ الحسينعليهالسلام
لم يكن يفكّر، يوم أقدم على الخروج... في أن يهزم طاغية عصره في مواجهة عسكرية ميدانية، ولا نحتاج إلى محاسبات عسكرية وسياسية؛ لنعرف أنّ الحسينعليهالسلام
لم يكن بصدد إسقاط يزيد، وانتزاع السلطان والـمُلك والحُكم مِن يده، وهو أَولى به مِن غيره.
وإنّما كان الحسينعليهالسلام
يفكّر في أمرين أحدهما سياسي، والآخَر حرَكيّ.
أمّا الهدف السياسي مِن حركة الحسينعليهالسلام
: وهو إلغاء شرعية الخلافة الأُمَوية وفضْح يزيد، وكسْر هيبته وعزله سياسياً واجتماعياً.
وأمّا الهدف الحرَكي فهو توعية الناس، وكسْر حاجز الخوف، وتحريك الناس وتثويرهم؛ لإسقاط نظام الطاغية، واستنهاض الأمّة، وإعادة إرادتها المسلوبة ووَعيِها المسلوب إليها.
والهدف الأوّل هدف سياسي بالتأكيد، والحسينعليهالسلام
يدخل في مواجهة سياسية مع أعْتى نظام سياسي وأشرسه، والاستنصار جزء مِن هذه المعركة.
والاستنصار دعوة إلى تطويق النظام الأُمَوي ومحاصرته وعزله، وتحجيم دَوره وإلغاء شرعيّته... وهو جزء مِن رسالة الإمام الحسينعليهالسلام
في هذه المعركة الشاملة.
2 - المضمون الحركي لخطاب الاستنصار الحسيني
والدلالة الأخرى لخطاب الاستنصار الحسيني هي الدلالة الحركية...
ولتوضيح ذلك لا بدّ أن نرسم الإطار العام لخروج الحسينعليهالسلام
، وعناصر هذا الإطار ثلاثة:
1 - رفض البيعة ليزيد:
وقد أعلن الحسينعليهالسلام
رفضه لبيعة يزيد عندما أرسَل