هذه الشهور، ويعدونها بأسمائها، وإنّما هم الأئمّة (عليهم السّلام)، القوّامون بدين الله، والحُرُم منها أمير المؤمنين، الذي اشتق الله تعالى اسماً من اسمه العلي، كما اشتق لرسول الله اسماً من اسمه المحمود، وثلاثة من ولده أسمائهم عليّ بن الحسين، وعليّ بن موسى، وعليّ بن محمّد، فصار، لهذا الاسم المشتق من اسم الله تعالى حرمة به »
.
٤- وفي كفاية الأثر، أخرج بسنده، عن أبي مريم عبد الغفار بن القسم، قال: دخلت على مولاي الباقر (عليه السلام) وعنده أُناس من أصحابه، فجرى ذكر الإسلام، قلت: يا سيّدي، فأي الإسلام أفضل؟ قال:
« مَن سلِم المؤمنون من لسانه ويده،
قلت: فأيّ الأخلاق أفضل؟
قال:
الصبر والسماحة،
قلت: فأيّ المؤمنين أكمل إيماناً؟
قال:
أحسنهم خُلُقاً،
قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟
قال:
طُول القنوت،
قلت: فأيّ الصدقة أفضل؟
قال:
أن تهجر ما حرّم الله عزّ وجل عليك،
قلت: يا سيدي فما تقول في الدخول على السّلطان؟
قال:
لا أرى ذلك،
قلت: إنّي ربّما سافرت إلى الشام، فأدخل على إبراهيم بن الوليد؟
قال:
يا عبد الغفّار، إنّ دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء: محبّة الدنيا، ونسيان الموت، وقلّة الرضا بما قَسَم الله لك،
قلت: يا ابن رسول الله، فإني ذو عَيلة، واتّجر إلى ذلك المكان لجرّ المنفعة، فما ترى في ذلك؟
قال:
يا عبد الله، إني لست آمرك بترك الدنيا، بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة،
قال: فقبّلت يده ورجله، وقلت: بأبي أنت وأمّي يا ابن رسول الله، فما نجد العلم الصحيح إلاّ عندكم، وإني قد كَبُرت سنّي ودقّ عظمي، ولا أرى فيكم ما أسرّ به، أراكم مقتّلين مشرّدين، خائفين، وإنّي أقمت على قائمكم منذ حين، أقول يخرج