المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ١

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 369

  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 33478 / تحميل: 6494
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

  فيبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكّة متوجهاً إلى الشام، يَفْرَح به أهل السماء وأهل الأرض، والطير في الهواء والحيتان في البحر ».

المؤلِّف:

تقدّم حديثٌ عن حُذيفة يشبه هذا الحديث في بعض ألفاظه، وذكر فيه ما ليس في هذا الحديث، ولعلّه حديث آخر، أو هو، ولكن ذُكر بالمعنى مع الاختصار، وهو (الحديث 49) من كتاب عِقد الدرر، ليوسف بن يحيى السَلْمي الشافعي. وقد تقدّم الحديث ب نصّه، وقد علّق السيّد على الحديث بعد ذكره، وقال: إنّ الحديث مروي من دون تعيين سنة النداء، ورواية عقد الدرر خالية من تعيين سنة النداء.

20 - وفي ينابيع المودّة (ص469)، قال: أخرج الطبراني مرفوعاً: « يلتفت المهدي وقد نزل عيسى (عليه السلام) كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدمْ فصلِّ بالناس، فيقول عيسى: إنّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من وُلْدي » .

المؤلِّف:

في الصواعق المحرقة، لابن حجر (ص101) أخرج الحديث، ولفظه يساوي لفظ ينابيع المودّة، وقال: أخرجه الطبراني مرفوعاً، أخرجه في ينابيع المودّة (ص433) أيضاً، عن حُذيفة ولفظه يساوي ما في (ص 469)، وقال: أخرجه الطبراني وابن حِبّان في صحيحه من حديث عقبة بن عامر في إمامة المهدي ويأتي الحديث في (رقم 28) بلفظ آخر، (ورقم 30) أيضا.

21 - وفي كتاب عِقد الدرر (الحديث 128) من الفصل الثاني (عن حُذيفة) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « إذا ضربت السودان وليث العرب حتى يلحقوا ببطن الأرض أو ببطن الأردن. فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني بستين وثلاثمائة راكب، يأتي دمشق فلا يأتي عليهم شهر حتى يبايعه من كلب ثلاثون ألفاً، فيبعث جيشاً إلى العراق فيقتل بالزوراء مائة ألف، ويخرجون إلى الكوفة فينهبونها، فعند ذلك تخرج راية من المشرق ويقودها رجل من تميم، يقال له: شعيب بن صالح، فيستنفذ ما بأيديهم من أسير لأهل

٢١

  الكوفة فيقتلهم، ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلى الكوفة فينهبونها ثلاثة أيام، ثمّ يسيرون إلى مكّة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله تعالى جبرائيل، فيقول: يا جبرائيل، عذِّبهم. فلا يبقى منهم إلاّ رجلان فيقدمان على السفياني ويخبرانه بخسف الجيش فلا يهوله، ثمّ إنّ رجالاً من قريش، يهربون إلى قسطنطينية فيبعث السفياني إلى عظيم الروم أن ابعث بهم في المجامع فيبعث بهم فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق،قال حُذيفة: وإنّ المرأة تدخل في مسجد دمشق - في الثوب الواحد - على مجلس حتى تأتي فُخذ السفياني فتجلس عليه وهو في المحراب قاعد، فيقوم رجل مسلم من المسلمين، فيقول: ويحكم كفرتم بعد إيمانكم، إنّ هذا لا يحلّ، فيقوم فيضرب عنقه في المسجد - يعني مسجد دمشق - ويقتل كل مَن شايعه على ذلك.

  فعند ذلك ينادي منادٍ من السماء: أيّها الناس، إنّ الله عزّ وجل قد قطع عنكم مدّة الجبّارين والمنافقين وأشباههم، وأولاكم خير أمّة محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فالحقوا به بمكّة، فإنّه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله، قال حُذيفة: فقام عمران بن حصين، فقال: يا رسول الله، كيف لنا حتى نعرفه؟ قال: هو رجل من وُلْدي، كأنّه من رجال بني إسرائيل، عليه جبّتان قطوانيتان، كأنّ وجهه كوكب درّي في اللون، في خده الأيمن خال أسود، كابن أربعين سنة. فتخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل المشرق وأشباههم فيأتون مكّة، فيبايعونه بين الركن والمقام. ثمّ يخرج متوجهاً إلى الشام، وجبرائيل على مقدمته وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهل السماء وأهل الأرض، والطير والوحوش والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته وتملأ الأنهار، وتضعف الأرض، ويستخرج الكنوز كله، ويقدم الشام فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية. ويقتل كلب، قال حُذيفة: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فالخائب مَن خاب يوم كلب ولو بعقال، قال حُذيفة: (قلت) يا رسول الله، كيف يحلّ قتالهم وهم يوحِّدون؟ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هم يومئذٍ على ردّة،

٢٢

  ويزعمون أنّ الخمر حلال، ولا يصلّون ». أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه.

22 - وفيه أيضاً، في (الحديث 330)، عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: « يملك المهدي تسعة عشر (سنة) وأشهر » .

المؤلِّف:

ثمّ ذكر (الحديث 331) وقال، عن حُذيفة بن اليمان، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي رجل من وُلدي » وذكر الحديث المتقدم، وقال في آخره: « يملك عشرين سنة » . أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي، ورواه أبو القاسم الطبراني في معجمه.

23 - وفي تذكرة خواص الأئمّة (ص377، ط / سنة 1369)، أخرج بسنده، عن ابن عمر، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « يخرج في آخر الزمان رجل من وُلْدي، اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراُ، فذلك المهدي » قال: وقد أخرجه أبو داود الزهري عن علي بمعناه، وفيه: « لو لم يبقَ من الدهر إلاّ يوم واحد لبعث الله من أهل بيتي مَن يملأ الأرض عدلاً » .

المؤلِّف:

تقدم حديث نحوه عن عبد الله في (رقم 11)، من أحاديث عِقد الدرر، وأسقط من آخره قوله: « فذلك المهدي » ولعلّ مراده من عبد الله، ابن عمر كما في هذا الخبر.

المؤلِّف:

أخرج الحديث في سنن أبي داود (ج2، ص422)، وفي الصواعق المحرقة، لابن حجر (ص 98)، وفي نور الأبصار (ص 156 – 157).

24- في أرجح المطالب (ص 378)، للشيخ عبد الله آمرتسري الهندي الحنفي، أخرج بسنده، من مسند الرُوْياني، ومن أبي نعيم، ومن كتاب العُرف الوردي في أخبار المهدي، لجلال الدين السيوطي الشافعي، أنّهم أخرجوا عن حُذيفة، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي رجل من وُلدي، وجهه كالقمر

٢٣

  الدرّي، واللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، على خده الأيمن خال، كأنّه كوكب درّي، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً، يرضى بخلافته أهل السماء والأرض والطير في الجوّ (السماء) ».

المؤلِّف:

تقدّم أحاديث عديدة عن حُذيفة ولم يكن فيها حديث بهذا اللفظ، ولعلّ الجميع أخرجوه مع الاختصار، والله العالم.

أخرجه في (المصابيح) لأبي محمّد الحسين، وزاد في آخره: « يملك عشرين سنة » ، وفي بقية الألفاظ يساوي لفظه لفظ أرجح المطالب. وقد أخرجه الحافظ أبو نعيم في الأربعين حديثاً، الذي جمعه في أحوال الإمام المهدي، أخرجه السيّد في غاية المرام (ص699) في ضمن حديثين مختصر ومفصّل، ولفظيهما لفظ أرجح المطالب.

25 - ينابيع المودّة (ص490) من الأربعين حديثاً، الذي جمعه أبو نعيم، في أحوال الإمام المهدي، قال: ومنها عن حُذيفة بن اليمّان، قال: خَطَبَنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فذكر ما هو كائن، ثمّ قال: « لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من وِلْدي اسمه اسمي ، فقام سلمان وقال: يا رسول الله، من أي وِلْدك هو؟ قال: من وَلَدي هذا » وضرب بيده على رأس الحسين (عليه السلام).

المؤلِّف:

تقدم نقل الحديث من عقد الدرر في (رقم 9)، وقال: أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي، وهذا الحديث من كتابه الآخر المسمّى بالأربعين، وقد نقل السيّد هاشم البحراني جميع أحاديث الأربعين في غاية المرام (من ص699)، إلى آخر الكتاب (ص701) وهو (الحديث 78) من أحاديث أحوال الإمام صاحب العصر(عليه السلام).

وأخرج الحديث إبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي، في فرائد السمطين (ج2)، في آخر الكتاب وهو (الحديث 16) منه، ولفظه يساوي لفظه في المعنى واللفظ مع اختلاف يسير.

أخرجه في ينابيع المودّة أيضاً في (ص224).

٢٤

26 - ينابيع المودّة (ص 493)، نقلاً من المناقب، وقال: أخرج بسنده، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قال: « قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : المهدي من وُلْدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وهو أشبه الناس بي خَلْقاً وخُلُقاً، يكون له غيبة وحيرة في الأُمم، حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً » .

المؤلِّف:

أخرج الحمويني الحديث بسلسلة الذهب عن أمير المؤمنين، وفي لفظه أغلاط كثيرة، راجع آخر (ج2) فرائد السمطين.

المؤلِّف:

ثمّ ذكر الحديث بطريق آخر عن الإمام الباقر، وزاد في آخره - بعد قوله كالشهاب الثاقب -: « يأتي بذخيرة الأنبياء (عليهم السلام) ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً » . أخرجه الحمويني في فرائد السمطين آخر (ج2)، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، ولفظه يساوي لفظه، غير أنّه قال: « له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم، ثمّ يقبل كالشهاب يملأها عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً » .

27- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس في (الفصل 23، ص 163، من الطبع الثالث)، قال: أخرج في كتاب ثواب العمّال بسنده المتصل، عن حُذيفة اليمان، عن جابر الأنصاري، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنّه كان ذات يوم جالساً بين أصحابه إذ هبط عليه جبرائيل (عليه السلام)، فقال: « السلامُ يُقْرِؤك السلامَ، ويَخصّك بالتحية والإكرام بالسلام، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : يا أخي جبرائيل، وما السلام؟ قال: هي الخمسة الأنهر سيحون وجيحون، والفراتان (دجلة والفرات) ونيل مصر، وقد جُعِلت هذه الخمسة الأنهر لك ولأهل بيتك وشيعتك، ويقول: وعزتي وجلالي، كلّ مَن شرب منها قطرة واحدة، وقام الخلائق للحساب يوم الحساب لن أُدخل الجنة أحداً إلاّ مَن رضيت عنه وجعلته منه من مائها في حلّ. فعند ذلك تهلّل

٢٥

وجه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: يا أخي، لِوجه ربي الحمد والشكر، فقال له جبرائيل: أُبَشِّرك يا رسول الله، بالقائم من وُلْدك، لا يظهر حتى يملك الكفار الخمسة الأنهر، فعند ذلك ينصر الله أهل بيتك على أهل الضلال ولم يرفع لهم رايةً أبداً إلى يوم القيامة »، فسجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شُكراً، وأخبر المسلمين، وقال لهم: « بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ، فسُئل عن ذلك، فقال: هي الخمسة الأنهر التي جعلها الله لنا أهل البيت، وهي: سيحون، وجيحون، والفراتان (دجلة والفرات) ونيل مصر، إذا مَلكت الكفار الخمسة مُلِك الإسلام شرقاً وغرباً. وذلك الوقت ينصر الله أهل بيتي على أهل الضلال، ولم يرفع لهم رايةً أبداً إلى يوم القيامة » .

المؤلِّف:

في الحديث تحريف وتغيير لذلك لا يُعرف المعنى المقصود بوضوح.

  بيان:

في مجمع البحرين في (سيح)، قال: سيحون نهر بالهند، وسيحان غير سيحون، وسيحون دون جيحون، وفيه: أنّ سيحان وجيحان، والفرات ونيل مصر، من أنهار الجنّة، وفي معالم التنزيل أنزلها الله من الجنّة واستودعها الجبال، لقوله تعالى: (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرضِ ) .

وقال في (جوح): جيحون نهر وراء خراسان عند بلخ، يخرج من شرقها من إقليم بناحية من بلاد الترك، ويجري غرباً ويمر ببلاد خراسان، ثمّ يخرج من بلاد خوارزم ويجاوزها حتى يصب في بحره، وفي الحديث: جيحان أحد الأنهر الثمانية التي خرقها جبرائيل بإبهامه، وهو نهر يخرج من حدود الروم ويمتدّ إلى قرب حدود الشام، ثمّ يمرّ بإقليم يسمى سيساً، ثمّ يصب في البحر، وفي الحديث جيحان هو نهر بلخ.

28- في عقد الدرر (الحديث 310)، من (الباب 10) عن حُذيفة بن اليمّان (رضي الله عنه)، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم، كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المَهدي: تقدم صلِّ بالناس،

٢٦

  فيقول عيسى بن مريم: إنّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلّي عيسى خلف رجل من وُلدي، فإذا صُليَت قام عيسى فجلس في المقام، فيبايعه الناس »، وذكر الحديث.

أخرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب المناقب (يعني مناقب الإمام المهدي - عليه السلام -).

المؤلِّف:

تقدم الحديث في (رقم 20) من كتب عديدة لعلماء أهل السُنّة، وفي لفظه اختصار واختلاف وتحريف.

29 - وفي فرائد السمطين، للحمويني الشافعي (ج2)، آخر الكتاب (الحديث 19)، أخرج بسنده، عن سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس، قال حدّثني أبي، قال: كُنت يوماً عند الرشيد، فذكر المهدي وما ذُكر مِن عَدْله، وأطنب في ذلك، فقال الرشيد: إنّي أحسبكم أن تحسبونه أبي المهدي. حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس عن أبيه العبّاس بن عبد المطلب أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: « يا عم، يملك من وُلْدي اثنا عشر خليفة، ثمّ يكون أمور كثيرة (كريهة) شديدة عظيمة، ثمّ يخرج المهدي من وُلْدي يُصلح الله أمره في ليلة، فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً، ويمكث في الأرض ما شاء الله، ثمّ يخرج الدجّال » .

المؤلِّف:

أخرج السيّد في غاية المرام (ص704)، في (الحديث 164) من أحاديث الإمام المهدي المنتظر، وقال: أخرج الحديث الشيخ عبد الله بن جعفر بن محمّد بن أحمد الدورسي بسنده، عن سليمان بن إسحاق بن علي ابن عبد الله بن العبّاس، قال: حدّثني أبي، قال: كنت يوماً عند الرشيد

وذكر الحديث بألفاظه من غير اختلاف، وقال فيه: « ثمّ يكون أمور كريهة » الحديث، ونقل الحديث من كتاب الرد على الزيّدية للشيخ المذكور.

30 - وفي أربعين الحافظ أبو نعيم، أخرج بِسَنده عن أبي أمامة الباهلي، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « (سيكون) بينكم وبين الروم أربع هدن، الرابعة على يد رجل من أهل هرقل يدوم سبع سنين، فقال رجل من عبد

٢٧

قيس - يُقال المستورد بن عجلان: يا رسول الله، مَن إمام الناس يومئذٍ؟ قال: المهدي من وُلدي، ابن أربعين سنة، كأنّ وجهه كوكب درّيّ، في خده خال أسود، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنّه من رجال بني إسرائيل، يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك » .

المؤلِّف:

تقدم الحديث في (رقم 14) مع اختلاف في ألفاظه، نقلاً من كتاب الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي. وأخرجه السيّد في غاية المرام (ص570)، وهو (الحديث 84) الذي جمعه في أحوال الإمام المنتظر (عليه السلام) الذي مجموعه (165 حديثاً) أخرجها من طرق علماء أهل السنّة، من كتب متعددة، وقد أخرجنا كثيراً منها في هذا المختصر.

31 - وفي فرائد السمطين - في آخر الجزء الثاني - أخرج بسنده المتصل، عن ابن عبّاس، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « والذي بعثني بالحق بشيراً، لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج وَلدي المهدي »، الحديث.

٢٨

الباب الثاني

بعض الأحاديث المروية في كتب علماء أهل السنّة والأمامية، وفيها قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أو قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام): « إنّ المهدي مِنّي أو مِنّا » أو ما يقرب هذا اللفظ.

1 - في الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي الشافعي (ج، 9244)، قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي مِنّي، أجْلى الجبهة، أقْنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين » ، ثمّ صحّحه.

المؤلِّف:

أخرجه البغوي في مصابيح السنة (ج2، ص134)، ولفظه ولفظ السيوطي سواء.

بيان:

أجْلى الجبهة أي: ليس في رأسه شعر إلاّ من وسطه، في الفائق: الجلاء ذهاب شعر الرأس إلى نصفه. وقِنى الأنف: طوله ورقة أرنبته، مع حدب في وسطه.

المؤلِّف:

أخرجه أبو داود في سننه (ج2، ص 208) بسنده، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخِدري، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي مِنّي، أجْلى الجبهة » الحديث.

وأخرجه الحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين (ج4، ص 557، ط / حيدر أباد، سنة 1334) مع اختلاف يسير. وفي نور الأبصار (باب 2، ص 154)، وفي منتخب كنز العمّال (بهامش ج6، ص30)، مسند

٢٩

أحمد بن حنبل أخرجا نحوه، وأخرجه الترمذي والطبراني في معجمه، وأخرجه غيرهم، وأخرجه في أرجح المطالب (ص 378)، وقال: أخرجه الطبراني، وأبو داود، وأبو نعيم والديلمي في الفردوس.

2- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس (الباب 198، من فتن نعيم بن حمّاد)، بسنده، عن ياسين بن سيّار، قال: سمعت إبراهيم بن محمّد بن الحنفية، قال: حدّثني أبي، حدّثني علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قال: « قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - : المهدي مِنّا أهل البيت » .

المؤلِّف:

في عِقد الدرر (الباب 3، الحديث 44)، أخرج الحديث عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أنّه قال: «المهدي مِنّا أهل البيت، رجل مِن أمّتي، أشمّ الأنف، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً » ، أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي.

3- وفي الملاحم والفتن (الباب 19، من كتاب فتن زكريا)، بسنده، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «المهدي مِنّا أهل البيت» ، وفي (الباب 62) أخرج الحديث أيضاً، وفيه زيادة، ويأتي الحديث.

4 - وفي عقد الدرر (الحديث 26، من الباب الأول) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، قال: « قلت: يا رسول الله، أمِنّا المهدي أو مِن غيرنا؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : بل مِنّا، يختم الله به الدين كما فتحه بنا » وذكر الحديث كاملاً وقال: أخرجه جماعة من الحفّاظ في كتبهم منهم، أبو القاسم الطبراني، ونعيم الأصبهاني، وأبو عبد الرحمان ابن أبي حاتم، وأبو عبد الله نعيم بن حمّاد، وغيرهم.

المؤلِّف:

أخرجه الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله في الأربعين الذي جمعه في أحوال الإمام المهدي، ولفظه فيه زيادة عمّا في عقد الدرر، وسيمر عليك الحديث (في رقم 27) بلفظه، وفي (رقم 30) الحديث كامل.

٣٠

المؤلِّف:

في البرهان في علامات مهدي آخر الزمان، لعلي متقي الحنفي (في الباب 1)، قال: أخرج الطبراني في المعجم الأوسط، من طريق عمرو بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، أنّه قال للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « أمِنّا المهدي أمْ مِن غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل مِنّا، يختم الله به كما فتح بنا، وبنا يُستنقذون من الفتنة كما أُنقذوا من الشرك، وبنا يؤلّف بين قلوبهم بعد عداوة بينهم كما ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك » .

وأخرجه جلال الدين في العُرف الوردي (ج2، ص61) بهذا السند عن عمر بن علي، وفي لفظه اختلاف. ويأتي نصّه (في رقم 29).

المؤلِّف:

وفي ينابيع المودّة (ص491)، نقلاً عن أربعين أبي نعيم، قال: ومنها، عن علي، قال، « قلت: يا رسول الله، أمِنّا آل محمّد المهدي أمْ من غيرنا؟ فقال: بل مِنّا، يختم به الدين كما فتح بنا، وبه يُنقذون من الفتن كما أُنقذوا من الشرك بنا، وبنا يؤلّف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألّف بينهم بعد عداوة الشرك، إخواناً في دينهم » .

5 - وفي تذكرة الخواص (الباب 6) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة في مدح النبي والأئمّة (عليهم السلام)، وقال في آخره: « فنحن أنوار السماوات والأرض، وسفن النجاة، وفينا مكنون العلم، وإلينا مصير الأمور، وبِمَهْدِينا تُقطع الحجج، فهو خاتِم الأئمّة ومُنقذ الأمّة، ومنتهى النور، وغامض السرّ، فلْيَهْنَ مَن استمسك بعروتنا، وحُشر على محبتنا » .

6 - وفي فتن ابن طاووس (ص 119، من فتن زكريا) عن محمّد بن الحنيفة، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال: « قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : المهدي مِنّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة » ، وفيه أيضاً بسنده، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، أخرج الحديث بنصه، وفي مسند أحمد بن حنبل (ج1، ص84)، أخرج الحديث عن محمّد بن الحنفية، ولفظه يساوي لفظه.

وفي عُرف الوردي (ص 58) أخرج الحديث عن علي، وقال: أخرجه أحمد وابن

٣١

أبي شيبه، وابن ماجه، ونعيم بن حمّاد في الفتن، وأخرجه الكنجي الشافعي في البيان (ص 312)، ولفظه لفظ أحمد. وفي الصواعق المحرقة لابن حَجَر (ص100) أخرج نحوه، ولم يُبَيّن المروي عنه.

  وأخرج الحديث في فرائد السمطين، في آخر الجزء الثاني (الحديث 24)، وأخرج الحديث في كنز العمّال (ج7، ص166)، وفي سنن ابن ماجه (ج2، ص269، باب خروج المهدي من أبواب الفتن)، أخرج بسنده عن أبي داود الخضري، حدّثنا ياسين عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفية عن أبيه علي، قال: « قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) : المهدي مِنّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة » وأخرجه في فيض القدير شرح الجامع الصغير (ج6، ص227).

المؤلِّف:

أخرج علي المتقي الحنفي الحديث في منتخب كنز العمّال (بهامش ج6، ص 30)، عن أحمد وابن ماجه ولفظه عن علي (عليه السلام): « المهدي مِن أهل البيت يصلحه الله في ليلة » . وأخرجه جلال الدين السيوطي في الجامع الصغير في (الحديث 9243) من فيض القدير، وقال: أخرجه أحمد وابن ماجه، عن علي، وقال: الحديث صحيح.

وأخرجه في ينابيع المودّة (ص 488) من فرائد السمطين، ولفظه يساوي لفظ ابن ماجه، وأخرج الحديث في الجامع الصغير للسيوطي (ج2، ص160)، وفي كنوز الحقائق بهامش الجامع الصغير (ص122)، أيضاً في آخر (ج2، الحديث 24).

7- في ينابيع المودّة (ص488)، أخرج بسنده - من فرائد السمطين - عن أبي سعيد رفعه: « المهدي مِنّا أهل البيت، أشمّ الأنف، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً » .

المؤلِّف:

تقدم الحديث من طرق عديدة.

8 - في ينابيع المودّة (ص449، و ص491) من الأربعين حديث الذي جمعه نعيم بن حمّاد في المهدي (عليه السلام)، قال: ومنها عن أبي سعيد رفعه، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « مِنّا الذي يُصلّي عيسى بن مريم خلفه » .

المؤلِّف:

أخرج الشيخ عبيد الله الحنفي الحديث في أرجح المطالب

٣٢

(ص 378)، نقلاً من حلية الأولياء لأبي نعيم، ومن العُرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي الشافعي، ولفظه يساوي لفظ ينابيع المودّة، وأمّا لفظ عُرف الوردي في (ص78)، قال: أخرج نعيم بن حمّاد عن عبد الله بن عمرو، قال: « المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم ويصلّي خلفه » وفي عِقد الدرر (في الحديث 28، من الباب 1) أخرج حديثاً نحوه، وقال: أخرجه الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي، وأخرجه في (الحديث 223، من الباب 7)، ولفظه لفظ ينابيع المودّة، وفي (الحديث 311) من عقد الدرر، نحوه عن أبي سعيد الخدري (في الباب 10)، وأخرجه السيّد في غاية المرام (ص701)، وقال: أخرجه أبو نعيم في الأربعين (وهو الحديث 109) عن غاية المرام من الأحاديث التي جمعها في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، وأخرجه في (ص 704) أيضاً، وقال: أخرجه أبو نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن عن أبي سعيد الخدري، ولفظه يساوي لفظه.

9- في كتاب البيان (الباب 2، ص 312) بسنده عن ياسين بن سيار، وعن إبراهيم بن محمّد بن الحنفية عن أبيه عن علي (عليه السلام)، قال: « قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - : المهدي مِنّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة » ، ثمّ قال: هكذا رواه ابن ماجه في سننه، وأخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير. ثمّ قال: انضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض، وإبداع الحفّاظ ذلك في كتبهم يوجب القطع بصحته.

المؤلِّف:

أخرج البغوي الحديث في المصابيح، ولفظه عن علي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: « المهدي مِنّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة » . وأخرجه ابن ماجه في سننه (ص 269)، وأحمد بن حنبل في مسنده (ج1، ص84)، وفي الصواعق المحرقة لابن حَجَر (ص100).

المؤلِّف:

أخرج علي المتقي في كنز العمّال (ج7، ص166)، من مسند أحمد، ومن سنن ابن ماجه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)،

٣٣

أنّه قال: « قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم -: المهدي مِن أهل البيت، يصلحه الله في ليلة » (حم، هـ عن علي) وفي ينابيع المودّة (ص432 – ص433)، قال: ولأحمد وابن ماجه وغيرهما عن علي (رضي الله عنه)، رفعه: « المهدي مِنّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة » وقد تقدم الحديث (في رقم 6) من كتب عديدة، غير ما تقدم. وذكره في عقد الدرر في (الحديث 182)، ولفظه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)، قال: « قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم -: المهدي مِنّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة واحدة » ، ثمّ قال: أخرجه جماعة من الحفّاظ في كتبهم، منهم الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، والحافظ أبو عبد الله محمّد بن يزيد بن ماجه القزويني في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، وأبو عمرو الداني، ونعيم بن حمّاد، وأبو نعيم الأصفهاني، وأبو القاسم الطبراني، وبهذا اللفظ لم يخرجه أحد، وأخرجه جلال الدين في الجامع الصغير. كما ذكره في فيض القدير (ج6، ص327، ط/ م سنة 1357) في (الحديث رقم 9243) من مسند أحمد وسنن ابن ماجه.

10- ينابيع المودّة (ص433، و ص434)، قال: أخرج الطبراني في الأوسط بسنده، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لفاطمة (رضي الله عنها): « مِنّا خير الأنبياء وهو أبوكِ، ومِنّا خير الأوصياء وهو بعلكِ، ومِنّا خير الشهداء وهو عمُّ أبيك حمزة، ومِنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء، وهو ابن عمِّ أبيك جعفر، ومِنّا سبطا هذه الأمّة سيدا شباب أهل الجنّة الحسن والحسين وهما ابناكِ، ومِنّا المهدي وهو من ولدك » .

المؤلِّف:

أخرج الحديث في عقد الدرر (باب 1)، وقال، قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم -: « نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك حمزة، ومِنّا مََن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو ابن عمّ أبيك، ومِنّا سِبْطا هذه الأمّة الحسن والحسين وهما ابناك،

٣٤

ومِنّا المهدي » .

أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الصغير في ترجمة أحمد بن محمّد، وأخرجه في كتاب البيان (ص311)، وفي الصواعق المحرقة لابن حجر (ص 100)، وفي ذخائر العقبى (ص44)، ولفظه لفظ عِقد الدرر، وفي فتن ابن طاووس.

11- أرجح المطالب (ص384) عن مكحول عن علي، قال: « قلت: يا رسول الله، أمِنّا المهدي أمْ مِن غيرنا، يا رسول الله؟ قال: بل مِنّا، يختم الله به الدين كما بنا فتح » . أخرجه نعيم بن حمّاد وأبو نعيم والسيوطي في عُرف الوردي ومحمّد بن الصبّان الشافعي في إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار (ص123)، ولفظه: أخرج الطبراني أنّه - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال: « المهدي مِنّا، يختم الدين به كما فتح بنا » .

المؤلِّف:

تقدم حديث فيه مضامين هذا الحديث (في رقم 4)، وفيه زيادة، ومصدره غير ما تقدم وسنده سند آخر، فعليه هو حديث آخر، والله أعلم، وسيمر عليك الحديث مفصّلاً من كتب عديدة راجع (رقم 19، ورقم 20، ورقم 21، ورقم 27)، وفي جميعها الحديث مروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) بألفاظ مختلفة مفصّلة ومختصرة. وقد أخرجه في عِقد الدرر (الحديث 199، من الباب 7)، ولفظه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال: « قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم -: المهدي مِنّا، يَختم الدين به كما فتح بنا » . أخرجه الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي.

المؤلِّف:

أخرج في عقد الدرر (الحديث 193، من الباب 7) حديثاً فيه بعض ألفاظ الحديث، وفيه زيادة، وهذا نصّه: عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، قال: « قلت: يا رسول الله، أمِنّا - آلُ محمّد - المهدي أو مِن غيرنا؟ فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : بل مِنّا، يَختم به الدين كما فتحه بنا، وبنا يُنقذون من الفتن كما أُنقذوا من الشرك، وبنا يؤلّف الله بين قلوبهم من بعد عداوة الفتنة إخواناً، كما ألّف الله بين قلوبهم بعد عداوة »، أخرجه

٣٥

جماعة من الحفّاظ في كتبهم منهم أبو نعيم الأصفهاني وأبو القاسم الطبراني، وعبد الرحمان بن أبي حاتم، والإمام أبو عبد الله نعيم ابن حمّاد، وذكره الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ( حم * عسق ) قال بكر بن عبد الله المزي: (ح) حرب يكون بين الموالي وقريش، فتكون الغلبة لقريش على الموالي، (م) مُلك بني أُميّة، (ع) علوي بني العبّاس، (س) سنا المهدي، (ق) قوة عيسى حين ينزل (من السماء) ليقتل النصارى ويخرّب البِيَع، انتهى بألفاظه. وفي الحديث نقص يظهر ذلك من حديث (رقم 20).

12 - أرجح المطالب (ص 385) من سنن الدارقطني، عن أبي هارون العبدي، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت له: هل شَهِدت بدراً؟ فقال: نعم، فقلت: ألا تُحَدِثني بشيء مما سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في علي؟ فقال: يا بُني، أُخبِرك أنّ رسول الله مرض مرضةً نفذ منها، فدخلت عليه فاطمة تعوده - وأنا جالس عن يمين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - فلمّا رأت ما برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الضعف، خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خديها، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

« ما يبكيكِ يا فاطمة؟ قالت: أخشى الضيعة بعدك يا رسول الله، فقال: يا فاطمة، إنّ الله تعالى على أهل الأرض اطّلاعة على خلقه فاختار منها أباك، ثمّ اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة ثانية فاختار منهم بعْلَكِ، فأوحى الله إليّ فأنكحته منكِ، واتخذته وصيّاً، أما علمتِ أنكِ بكرامة الله إياكِ زوّجك أعلمهم عِلماً، وأكثرهم حِلماً، وأقدمهم سلماً، فضحكت فاطمة واستبشرت »

فأراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يزيدها مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمّد وآل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقال لها: « يا فاطمة، (إنّ) لِعَليّ ثمانية أضراس - يعني مناقب: إيمان بالله ورسوله، والحكمة، وزوجته، وسبطاه: الحسن والحسين، وأمْرُه بالمعروف ونهْيه عن المنكر. يا فاطمة، نحن أهل البيت أُعطينا ست خصال لم يُعطها أحداً من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا أهل البيت، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بَعْلكِ، وشهيدنا خير الشهداء

٣٦

  وهو حمزة عمّ أبيك، ومِنّا سبطا هذه الأمّة وهما ابناكِ، ومِنْا مهدي الأمّة، الذي يصلّي عيسى خلفه،ثمّ ضرب على منكب الحسين، وقال: من هذا مهديّ هذه الأمّة » .

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف الذي أخرجه الشيخ عبيد الله الحنفي، فيه تحريف وأغلاط واضحة، ونحن نقلناه كما كان رعاية للأمانة. وقد أخرجنا الحديث في كتابنا (علي والوصية، ص188) بطرق عديدة، وفي لفظهم اختلاف كثير، وأقرب الألفاظ إلى ما نقلناه لفظ ابن الصبّاغ المالكي (في الفصل 12) من الفصول المهمّة، وقد ذكر لفظ آخر من الحديث في الأحاديث المروية عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، في أنّ المهدي (عليه السلام) من ذريّة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعترته. وحديث آخر من كتاب (فضائل الصحابة) للعلاّمة السمعاني، وفي لفظه زيادات مهمّة (راجع رقم 81) من الأحاديث المروية في أنّه (عليه السلام) من ذريّة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعترته.

وقد أخرج الحديث في (ص395) من أرجح المطالب أيضاً، والحديثين بلفظ واحد، وفي الحديث الثاني أغلاطه أقل، وأخرج الحديث في كتاب البيان (ص 322)، ولفظه يَقْرُب لفظ أرجح المطالب، ثمّ قال: هكذا أخرجه الدارقطني، صاحب الجرح والتعديل. وأخرجه في ينابيع المودّة ص490.

13 - ذخائر العقبى، لمحب الدين الطبري الشافعي (المتوفّى سنة 694)، أخرج بسنده من معجم الطبراني، عن أبي أيوب الأنصاري، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لفاطمة - رضي الله عنها-: « نبينا خير الأنبياء وهو أبوكِ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك حمزة، ومِنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء، وهو ابن عمّ أبيك جعفر، ومِنّا سِبطا هذه الأمّة، الحسن والحسين وهما ابناكِ، ومِنّا المهدي » . أخرجه الطبراني في معجمه.

المؤلِّف:

تقدّم الحديث من ينابيع المودّة وغيره، مع اختلاف في بعض ألفاظه والاختلاف من الرواة.

14- في ينابيع المودّة (ص490)، قال: في كتاب فضائل الصحابة

٣٧

لأبي المظفر السمعاني عن أبي سعيد الخدري، قال: دخلت فاطمة على أبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مرضه وبكت وقالت:

« يا أبي، أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا فاطمة، إنّ الله اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منهم أباكِ فبعثه رسولاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار منهم بعلكِ فأمرني أن أزوّجك منه فزوّجتك منه، وهو أعظم المسلمين حِلماً، وأكثرهم عِلماً، وأقدمهم إسلاماً، إنّا أهل بيت أُعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلكِ، وشهيدنا خير الشهداء وهم عمّ أبيك، ووصينا خير الأوصياء وهو بَعْلكِ، وشهيدنا خير الشهداء وهم عم أبيك حمزة، ومِنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر، ومِنّا سِبطا هذه الأمّة وهما ابناكِ، ومِنّا مهدي هذه الأمّة » .

قال أبو هارون العبدي: لقيت وهب بن منبّه أيام الموسم فعرضتُ عليه هذا الحديث، فقال: إنّ موسى لمّا فُتنَ قومه واتخذوا العجل إلهاً، فكَبُر على موسى، قال الله: « يا موسى، مَن كان قبلك من الأنبياء افتُتِن قومه، وإنّ أمّة أحمد أيضاً ستصيبهم فتنة عظيمة من بعده، حتى يلعن بعضهم بعضاً، ثمّ يصلح الله أمرهم برجل من ذُريّة أحمد، وهو المهدي ».

ثمّ قال الشيخ سليمان: أخرج الحافظ أبو نعيم فمنها عن علي بن بلال عن أبيه، قال: هذا الحديث المذكور من غير كلام وهب بن منبّه وزاد (فيه): « يا فاطمة، إذا صارت الدنيا هَرجاً ومَرجاً، وصارت الفتن، وانقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقّر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك المهدي من وُلْدك، يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمتُ به في أوّل الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً » .

المؤلِّف:

إنّ في هذا الحديث إسقاطاً وتحريفاً، وأمّا حديث علي بن بلال (أو علي بن هلال) فقد أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص44) ناقصاً، وفي (ص135) مفصّلاً، ونذكره إنشاء الله في الأحاديث التي فيها ذُكر أنّ المهدي (عليه السلام) من وُلْد فاطمة - عليها السلام - في (الباب 5)، وراجع (رقم 15) من هذا الباب.

٣٨

15 - في مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري - المتوفّى سنة 405 - (ج4، ص 557)، أخرج بسنده عن أبي نضرة عن أبي سعيد، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي مِنّا أهل البيت، أشمّ الأنف، أقنى أجلى، يملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يعيش هكذا » وبسط يساره وإصبعين من يمينه - المسبّحة والإبهام - وعَقَدَ ثلاثة ، ثمّ قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

المؤلِّف:

أخرج السيّد ابن طاووس في الملاحم والفتن (ص89، باب 63) حديث أبي نضرة، نقلاً من فتن السليلي، وفيه اختلاف وزيادة، وهذا نصّه عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « يخرج رجل من عترتي، أجْلى الجبهة، أقْنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، يعيش سبع سنين » .

قال: وسمعت عفّان مرة أخرى يقول: يعيش هكذا وأشار من اليسرى وإصبعين من اليمنى.

المؤلِّف:

تقدّم الحديث في الأحاديث المروية عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقال فيه: « المهدي رجل من عترتي » . راجع (رقم 7، من الباب 2، والباب 3).

16- في مصابيح السنّة للبغوي (ج2، ص134)، عن أبي سعيد، قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهدي مِنّي، أجْلى الجبهة، أقْنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين » .

المؤلِّف:

أخرج الحديث في سنن أبي داود (ج2، ص 131، و 208، ط / م، سنة 1348)، وزاد في آخره: « يملك سبع سنين » وأخرجه في الفصول المهمّة (في الباب 12)، وقال: رَوى أبو داود والترمذي في سننهما، كل واحد منهما يرفعه إلى أبي سعيد الخدري (رض)، قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: « المهدي مِنّي، أجْلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً »، وزاد أبو داود: « يَملك سبع سنين »، وقال: حديث ثابت صحيح، ورواه الطبراني في معجمه، وكذلك غيره من أئمّة الحديث وأخرجه في عقد

٣٩

الدرر (في الحديث 44، من الباب الثالث)، ولفظه يساوي لفظ البغوي، وقال: أخرجه أبو داود في سننه، والبيهقي في البعث والنشور، وأخرجه ابن ماجه القزويني في سننه عن أبي سعيد، وأخرجه السيّد في غاية المرام (ص702) من سنن ابن ماجه، وهو (الحديث 131) من الأحاديث التي جمعها في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام). وأخرجه الحميدي في الجمع بين الصحاح الستة في آخر الكتاب عن أبي سعيد، ولفظه لفظ أبي داود في سننه.

17- في عُرف الوردي (ج2، ص58)، قال: أخرج أبو نعيم بسنده عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « المهديّ مِنّا، أجْلى الجبين، أقْنى الأنف » .

المؤلِّف:

أخرج إبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي الحديث في فرائد السمطين (ج2) آخر الكتاب في (الحديث 22) عن أبي الصدّيق عن أبي سعيد، ولفظه: « المهدي مِنّا، أجْلى الجبهة، أقنى الأنف » وأخرجه السيّد في غاية المرام (ص699) وهو (الحديث 82) من الأحاديث التي جمعها في أحوال الإمام المهدي المنتظر، وقال: أخرجه الحافظ أبو نعيم في الأربعين، وأخرجه في فيض القدير (ج6، ص227) في الحديث (رقم 9244)، ولفظه: « المهدي مِنّي، أجْلى الجبهة، أقنى الأنف، أشمّ » . ولفظه لفظ مصابيح السنّة في الحديث السابق (رقم 16).

18- في عُرف الوردي (ص58)، قال: أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد عن النبي - صلّى الله عليه وآله وسلّم -، قال: « المهديّ مِنّا أهل البيت، رجل من أمتي أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً » .

المؤلِّف:

تقدم الحديث بهذا اللفظ من عقد الدرر (الحديث 44، من الباب الثالث)، وأخرجه إبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي في فرائد السمطين (ج2، الحديث 22، من آخر الكتاب)، ولفظه يساوي لفظ عُرف الوردي، وأخرجه الحافظ أبو نعيم في الأربعين حديث الذي جمعه في

٤٠