المَدْخَل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيدنا ونبينا محمّد وآل بيته الهداة المهديّين.
ثمّة سؤال يساور أذهان المبتدئين في دراسة الآثار والروايات الإسلامية، يدور حول روايات مدرسة آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في كتب أهل السُنّة والجماعة، فهذه الروايات كافية لإثبات جميع عقائد أتباع مدرسة آل البيت (عليهم السلام)، فلماذا لا يلتزم أهل السُنّة والجماعة بهذه العقائد المنبثقة من روايات واردة في كتبهم؟
الجواب على هذا السؤال يتطلب استعراضاً طويلاً لتاريخ جَمْع الحديث، وللتيارات المتصارعة التي ظهرت بعد رحلة القائد الأوّل، لكنّنا نكتفي بالإشارة إلى النقاط التالية:
1 - هذه الروايات ضاعت بين ركام من الروايات والأحاديث الأخرى، ولَمْ تَعُد في متناول يد الجميع.
2 - وضّاع الحديث الذين سخّروا أنفسهم لخدمة أصحاب القوّة والنفوذ، وضَعوا أحاديث في شأن أعداء مدرسة آل البيت
، تشبه الروايات التي وردت في حقّ آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبذلك صَعُب التمييز بين أصحاب الحق والباطل
.
3 - هؤلاء الوضّاع اختلقوا أحاديث وروايات للحَطّ مِن مكانة أهل بيت رسول الله، وأحاديث وروايات أخرى تُطْرِي على أعداء أهل البيت، وتبرّر انحرافاتهم، وبذلك عقَّدوا الأمر على مَن يطلب سبيل الرشاد
.
4 - حين يستلزم الأمر أحياناً نقل أحاديث بشأن أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فإنّ هذه الأحاديث تُنْقَل مع تأويل وتحريف لمعناها، كتأويل كلمة (المولى) - في حديث الغدير -، بالصاحب، والمحبّ.
ويتحمّل المسلمون اليوم - بأَجمعهم - مسؤولية استخراج هذه الروايات من مظانِّها، وتوضيح معانيها الصحيحة ودلالاتها الواقعية، وما تُقدّمه من معتقدات وإرشادات لتبيين معالم طريق الإسلام.
لقد نهض بهذه المسؤولية ثلّة من كبار علماء المسلمين، من أمثال: الشيخ المفيد