كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٦

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 454

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 454
المشاهدات: 82939
تحميل: 6344


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82939 / تحميل: 6344
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 6

مؤلف:
العربية

إلى معاوية بن أبي سفيان و هو يومئذ بفلسطين فحبسه معاوية في سجن له فمكث فيه غير كثير ثم هرب و كان ابن خال معاوية فأرى معاوية الناس أنه كره انفلاته من السجن و كان يحب أن ينجو فقال لأهل الشام من يطلبه فقال رجل من خثعم يقال له عبيد الله بن عمرو بن ظلام و كان شجاعا و كان عثمانيا أنا أطلبه فخرج في خيل فلحقه بحوارين.و قد دخل بغار هناك فجاءت حمر فدخلته فلما رأت الرجل في الغار فزعت و نفرت فقال حمارون كانوا قريبا من الغار إن لهذه الحمر لشأنا ما نفرها من هذا الغار إلا أمر فذهبوا ينظرون فإذا هم به فخرجوا به فوافاهم عبد الله بن عمرو بن ظلام فسألهم و وصفه لهم فقالوا ها هو هذا فجاء حتى استخرجه و كره أن يصير به إلى معاوية فيخلي سبيله فضرب عنقهرحمه‌الله تعالى

١٠١

68 و من كلام له ع في ذم أصحابه

كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى اَلْبِكَارُ اَلْعَمِدَةُ وَ اَلثِّيَابُ اَلْمُتَدَاعِيَةُ كُلَّمَا حِيصَتْ مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ مِنْ آخَرَ كُلَّمَا أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مِنْسَرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ اَلشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ وَ اِنْجَحَرَ اِنْجِحَارَ اَلضَّبَّةِ فِي جُحْرِهَا وَ اَلضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا اَلذَّلِيلُ وَ اَللَّهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ وَ مَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ إِنَّكُمْ وَ اَللَّهِ لَكَثِيرٌ فِي اَلْبَاحَاتِ قَلِيلٌ تَحْتَ اَلرَّايَاتِ وَ إِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ وَ يُقِيمُ أَوَدَكُمْ وَ لَكِنِّي وَ اَللَّهِ لاَ أَرَى إِصْلاَحَكُمْ بِإِفْسَادِ [ فَسَادِي ] نَفْسِي أَضْرَعَ اَللَّهُ خُدُودَكُمْ وَ أَتْعَسَ جُدُودَكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ اَلْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ اَلْبَاطِلَ وَ لاَ تُبْطِلُونَ اَلْبَاطِلَ كَإِبْطَالِكُمُ اَلْحَقَّ البكار جمع بكر و هو الفتى من الإبل و العمدة التي قد انشدخت أسنمتها من داخل و ظاهرها صحيح و ذلك لكثرة ركوبها.و الثياب المتداعية الأسمال التي قد أخلقت و إنما سميت متداعية لأن بعضها يتخرق فيدعو بعضها إلى مثل حاله.و حيصت خيطت و الحوص الخياطة و تهتكت تخرقت

١٠٢

و أطل عليكم أي أشرف و روي أظل بالظاء المعجمة و المعنى واحد.و منسر قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكثير و الأفصح منسر بكسر الميم و فتح السين و يجوز منسر بفتح الميم و كسر السين.و انجحر استتر في بيته أجحرت الضب إذا ألجأته إلى جحره فانجحر.و الضبة أنثى الضباب و إنما أوقع التشبيه على الضبة مبالغة في وصفهم بالجبن و الفرار لأن الأنثى أجبن و أذل من الذكر و الوجار بيت الضبع.و السهم الأفوق الناصل المكسور الفوق المنزوع النصل و الفوق موضع الوتر من السهم يقال نصل السهم إذا خرج منه النصل فهو ناصل و هذا مثل يضرب لمن استنجد بمن لا ينجده.و الباحات جمع باحة و هي ساحة الدار و الأود العوج أود الشي‏ء بكسر الواو يأود أودا أي أعوج و تأود أي تعوج و أضرع الله خدودكم أذل وجوهكم.ضرع الرجل ذل و أضرعه غيره و منه المثل الحمى أضرعته لك.و أتعس جدودكم أي أحال حظوظكم و سعودكم و أهلكها فجعلها إدبارا و نحسا.و التعس الهلاك و أصله الكب و هو ضد الانتعاش تعس الرجل بفتح العين يتعس تعسا يقول كم أداريكم كما يداري راكب البعير بعيره المنفضخ السنام و كما يداري لابس الثوب السمل ثوبه المتداعي الذي كلما خيط منه جانب تمزق جانب.ثم ذكر خبئهم و ذلهم و قلة انتصار من ينتصر بهم و أنهم كثير في الصورة قليل في المعنى ثم قال إني عالم بما يصلحكم يقول إنما يصلحكم في السياسة السيف و صدق فإن كثيرا لا يصلح إلا عليه كما فعل الحجاج بالجيش الذي تقاعد بالمهلب

١٠٣

فإنه نادى مناديه من وجدناه بعد ثالثة لم يلتحق بالمهلب فقد حل لنا دمه ثم قتل عمير بن ضابئ و غيره فخرج الناس يهرعون إلى المهلب.و أمير المؤمنين لم يكن ليستحل من دماء أصحابه ما يستحله من يريد الدنيا و سياسة الملك و انتظام الدولة

قال ع لكني لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي أي بإفساد ديني عند الله تعالى.فإن قلت أ ليست نصرة الإمام واجبة عليهم فلم لا يقتلهم إذ أخلوا بهذا الواجب قلت ليس كل إخلال بواجب يكون عقوبته القتل كمن أخل بالحج و أيضا فإنه كان يعلم أن عاقبة القتل فسادهم عليه و اضطرابهم فلو أسرع في قتلهم لشغبوا عليه شغبا يفضي إلى أن يقتلوه و يقتلوا أولاده أو يسلموه و يسلموهم إلى معاوية و متى علم هذا أو غلب على ظنه لم يجز له أن يسوسهم بالقتل الذي يفضي إلى هذه المفسدة فلو ساسهم بالقتل و الحال هذه لكان آثما عند الله تعالى و مواقعا للقبيح و في ذلك إفساد دينه كما قال لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل إلى آخر الفصل فكأنه قال لا تعتقدون الصواب و الحق كما تعتقدون الخطأ و الباطل أي اعتقادكم الحق قليل و اعتقادكم الباطل كثير فعبر عن الاعتقاد العام بالمعرفة الخاصة و هي نوع تحت جنسه مجازا.ثم قال و لا تسرعون في نقض الباطل سرعتكم في نقض الحق و هدمه

طائفة من الأشعار الواردة في ذم الجبن

و اعلم أن الهجاء بالجبن و الذل الفرق كثير جدا و نظير قوله إنكم لكثير في الباحات قليل تحت الرايات قول معدان الطائي

فأما الذي يحصيهم فمكثر

و أما الذي يطريهم فمقلل

١٠٤

و نحو قول قراد بن حنش و هو من شعر الحماسة

و أنتم سماء يعجب الناس رزها

بآبدة تنحي شديد وئيدها

تقطع أطناب البيوت بحاصب

و أكذب شي‏ء برقها و رعودها

فويلمها خيلا بهاء و شارة

إذا لاقت الأعداء لو لا صدودها

و من شعر الحماسة في هذا المعنى

لقد كان فيكم لو وفيتم بجاركم

لحى و رقاب عردة و مناخر

من الصهب أثناء و جذعا كأنها

عذارى عليها شارة و معاجر

و من الهجاء بالجبن و الفرار قول بعض بني طيئ يهجو حاتما و هو من شعر الحماسة أيضا

لعمري و ما عمري على بهين

لبئس الفتى المدعو بالليل حاتم

غداة أتى كالثور أحرج فاتقى

بجبهته أقتاله و هو قائم

كأن بصحراء المريط نعامة

تبادرها جنح الظلام نعائم

أعارتك رجليها و هافي لبها

و قد جردت بيض المتون صوارم

١٠٥

و نظير المعنى الأول أيضا قول بعضهم من شعر الحماسة

كاثر بسعد إن سعدا كثيرة

و لا ترج من سعد وفاء و لا نصرا

يروعك من سعد بن عمرو جسومها

و تزهد فيها حين تقتلها خبرا

و منه قول عويف القوافي

و ما أمكم تحت الخوافق و القنا

بثكلى و لا زهراء من نسوة زهر

أ لستم أقل الناس عند لوائهم

و أكثرهم عند الذبيحة و القدر

و ممن حسن الجبن و الفرار بعض الشعراء في قوله

أضحت تشجعني هند و قد علمت

أن الشجاعة مقرون بها العطب

لا و الذي حجت الأنصار كعبته

ما يشتهي الموت عندي من له أرب

للحرب قوم أضل الله سعيهم

إذا دعتهم إلى حوماتها وثبوا

و لست منهم و لا أهوى فعالهم

لا القتل يعجبني منها و لا السلب

و من هذا قول أيمن بن خريم الأسدي

إن للفتنة ميطا بينا

و وريد الميط منها يعتدل

فإذا كان عطاء فابتدر

و إذا كان قتال فاعتزل

إنما يسعرها جهالها

حطب النار فدعها تشتعل

و ممن عرف بالجبن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد عيره عبد الملك بن مروان فقال

١٠٦

إذا صوت العصفور طار فؤاده

و ليث حديد الناب عند الثرائد

و قال آخر

يطير فؤاده من نبح كلب

و يكفيه من الزجر الصفير

و قال آخر

و لو أنها عصفورة لحسبتها

مسومة تدعو عبيدا و أزنما

أخبار الجبناء و ذكر نوادرهم

و من أخبار الجبناء ما رواه ابن قتيبة في كتاب عيون الأخبار قال رأى عمرو بن العاص معاوية يوما فضحك و قال مم تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنك قال أضحك من حضور ذهنك عند إبدائك سوءتك يوم ابن أبي طالب و الله لقد وجدته منانا كريما و لو شاء أن يقتلك لقتلك فقال عمرو يا أمير المؤمنين أما و الله إني لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فأحولت عيناك و انفتح سحرك و بدا منك ما أكره ذكره لك فمن نفسك فاضحك أو فدع قال ابن قتيبة و قدم الحجاج على الوليد بن عبد الملك و عليه درع و عمامة سوداء و قوس عربية و كنانة فبعثت أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان إلى الوليد و هي تحته يومئذ من هذا الأعرابي المستلئم في الصلاح عندك على خلوة و أنت في غلالة

١٠٧

فأرسل إليها الوليد أنه الحجاج فأعادت عليه الرسول و الله لأن يخلو بك ملك الموت أحب إلي من أن يخلو بك الحجاج فضحك و أخبر الحجاج بقولها و هو يمازحه فقال الحجاج يا أمير المؤمنين دع عنك مفاكهة النساء بزخرف القول فإنما المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة فلا تطلعها على سرك و مكايدة عدوك.فلما انصرف الحجاج و دخل الوليد على امرأته أخبرها بمقالة الحجاج فقالت يا أمير المؤمنين حاجتي إليك اليوم أن تأمره غدا أن يأتيني مستلئما ففعل ذلك و أتاها الحجاج فحجبته ثم أدخلته و لم تأذن له في القعود فلم يزل قائما ثم قالت إيه يا حجاج أنت الممتن على أمير المؤمنين بقتلك ابن الزبير و ابن الأشعث أما و الله لو لا أن الله علم أنك شر خلقه ما ابتلاك برمي الكعبة الحرام و لا بقتل ابن ذات النطاقين أول مولود في الإسلام و أما نهيك أمير المؤمنين عن مفاكهة النساء و بلوغ لذاته و أوطاره فإن كن ينفرجن عن مثلك فما أحقه بالقبول منك و إن كن ينفرجن عن مثله فهو غير قابل لقولك أما و الله لو نفض نساء أمير المؤمنين الطيب من غدائرهن فبعنه في أعطية أهل الشام حين كنت في أضيق من القرن قد أظلتك الرماح و أثخنك الكفاح و حين كان أمير المؤمنين أحب إليهم من آبائهم و أبنائهم فأنجاك الله من عدو أمير المؤمنين بحبهم إياه قاتل الله القائل حين ينظر إليك و سنان غزالة بين كتفيك

أسد علي و في الحروب نعامة

ربداء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى

أم كان قلبك في جناحي طائر

ثم قالت لجواريها أخرجنه فاخرج.

١٠٨

و من طريف حكايات الجبناء ما ذكره ابن قتيبة أيضا في الكتاب المذكور قال كان بالبصرة شيخ من بني نهشل بن دارم يقال له عروة بن مرثد و يكنى أبا الأعز ينزل في بني أخت له من الأزد في سكة بني مازن فخرج رجالهم إلى ضياعهم في شهر رمضان و خرج النساء يصلين في مسجدهم و لم يبق في الدار إلا إماء فدخل كلب يتعسس فرأى بيتا مفتوحا فدخله و انصفق الباب عليه فسمع بعض الإماء الحركة فظنوا أنه لص دخل الدار فذهبت إحداهن إلى أبي الأعز فأخبرته فقال أبو الأعز إلام يبتغي اللص عندنا و أخذ عصاه و جاء حتى وقف بباب البيت و قال إيه يا فلان أما و الله إني بك لعارف فهل أنت من لصوص بني مازن شربت حامضا خبيثا حتى إذا دارت في رأسك منتك نفسك الأماني و قلت أطرق دور بني عمرو و الرجال خلوف و النساء يصلين في مسجدهن فأسرقهم سوءة لك و الله ما يفعل هذا ولد الأحرار و ايم الله لتخرجن أو لأهتفن هتفة مشئومة يلتقي فيها الحيان عمرو و حنظلة و تجي‏ء سعد عدد الحصى و تسيل عليك الرجال من هنا و هنا و لئن فعلت لتكونن أشأم مولود.فلما رأى أنه لا يجيبه أخذه باللين فقال اخرج بأبي أنت مستورا و الله ما أراك تعرفني و لو عرفتني لقنعت بقولي و اطمأننت إلى ابن أختي البار الوصول أنا فديتك أبو الأعز النهشلي و أنا خال القوم و جلدة بين أعينهم لا يعصونني و لا تضار الليلة و أنت في ذمتي و عندي قوصرتان أهداهما إلى ابن أختي البار الوصول فخذ إحداهما فانبذها حلالا من الله و رسوله.و كان الكلب إذا سمع الكلام أطرق و إذا سكت أبو الأعز وثب يريد المخرج فتهانف أبو الأعز ثم تضاحك و قال يا ألأم الناس و أوضعهم أ لا أراني لك منذ الليلة

١٠٩

في واد و أنت لي في واد آخر أقبلت السوداء و البيضاء فتصيح و تطرق فإذا سكت عنك وثبت تريد الخروج و الله لتخرجن أو لألجن عليك البيت.فلما طال وقوفه جاءت إحدى الإماء فقالت أعرابي مجنون و الله ما أرى في البيت شيئا فدفعت الباب فخرج الكلب شاردا و حاد عنه أبو الأعز ساقطا على قفاه شائلة رجلاه و قال تالله ما رأيت كالليلة هذه ما أراه إلا كلبا و لو علمت بحاله لولجت عليه.و نظير هذه الحكاية حكاية أبي حية النميري و كان جبانا قيل كان لأبي حية سيف ليس بينه و بين الخشب فرق كان يسميه لعاب المنية فحكى عنه بعض جيرانه أنه قال أشرفت عليه ليلة و قد انتضاه و هو واقف بباب بيت في داره و قد سمع فيه حسا و هو يقول أيها المغتر بنا المجترئ علينا بئس و الله ما اخترت لنفسك خير قليل و سيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به مشهورة صولته و لا تخاف نبوته اخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك إني و الله إن أدع قيسا تملأ الفضاء عليك خيلا و رجلا سبحان الله ما أكثرها و أطيبها و الله ما أنت ببعيد من تابعها و الرسوب في تيار لجتها.و قال وهبت ريح ففتحت الباب فخرج كلب يشتد فلبط بأبي حية و أربد و شغر برجليه و تبادرت إليه نساء الحي فقلن يا أبا حية لتفرخ روعتك إنما هو كلب فجلس و هو يقول الحمد لله الذي مسخك كلبا و كفاني حربا.و خرج مغيرة بن سعيد العجلي في ثلاثين رجلا ظهر الكوفة فعطعطوا و خالد بن عبد الله القسري أمير العراق يخطب على المنبر فعرق و اضطرب و تحير و جعل يقول أطعموني ماء فهجاه ابن نوفل فقال

١١٠

أ خالد لا جزاك الله خيرا

و أيري في حرامك من أمير

تروم الفخر في أعراب قسر

كأنك من سراة بني جرير

جرير من ذوي يمن أصيل

كريم الأصل ذو خطر كبير

و أمك علجة و أبوك وغد

و ما الأذناب عدل للصدور

و كنت لدى المغيرة عبد سوء

تبول من المخافة للزئير

لأعلاج ثمانية و شيخ

كبير السن ليس بذي ضرير

صرخت من المخافة أطعموني

شرابا ثم بلت على السرير

و قال آخر يعيره بذلك

بل المنابر من خوف و من دهش

و استطعم الماء لما جد في الهرب

و من كلام ابن المقفع في ذم الجبن الجبن مقتلة و الحرص محرمة فانظر فيما رأيت و سمعت من قتل في الحرب مقبلا أكثر أم من قتل مدبرا و انظر من يطلب إليك بالإجمال و التكرم أحق أن تسخو نفسك له بالعطية أم من يطلب ذلك بالشره و الحرص

١١١

69 و قال ع في سحرة اليوم الذي ضرب فيه

مَلَكَتْنِي عَيْنِي وَ أَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ ص فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا ذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ اَلْأَوَدِ وَ اَللَّدَدِ فَقَالَ اُدْعُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ أَبْدَلَنِيَ اَللَّهُ بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَ أَبْدَلَهُمْ بِي شَرّاً لَهُمْ مِنِّي قال الرضيرحمه‌الله يعني بالأود الاعوجاج و باللدد الخصام و هذا من أفصح الكلام قوله ملكتني عيني من فصيح الكلام يريد غلبني النوم قوله فسنح لي رسول الله ص يريد مر بي كما تسنح الظباء و الطير يمر بك و يعترض لك.و ذا هاهنا بمعنى الذي كقوله تعالى( ما ذا تَرى‏ ) أي ما الذي ترى يقول قلت له ما الذي لقيت من أمتك و ما هاهنا استفهامية كأي و يقال ذلك فيما يستعظم أمره كقوله سبحانه( اَلْقارِعَةُ مَا اَلْقارِعَةُ ) و شرا هاهنا لا يدل على أن فيه شرا كقوله( قُلْ أَ ذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ اَلْخُلْدِ ) لا يدل على أن في النار خيرا

١١٢

خبر مقتل الإمام علي كرم الله وجهه

و يجب أن نذكر في هذا الموضع مقتله ع و أصح ما ورد في ذلك ما ذكره أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين.قال أبو الفرج علي بن الحسين بعد أسانيد ذكرها مختلفة متفرقة تجتمع على معنى واحد نحن ذاكروه إن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا أمر المسلمين فعابوهم و عابوا أعمالهم عليهم و ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم و قال بعضهم لبعض لو أنا شرينا أنفسنا لله عز و جل فأتينا أئمة الضلال و طلبنا غرتهم و أرحنا منهم العباد و البلاد و ثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان.فتعاقدوا عند انقضاء الحج فقال عبد الرحمن بن ملجم أنا أكفيكم عليا و قال واحد أنا أكفيكم معاوية و قال الثالث أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاقدوا و تواثقوا على الوفاء و ألا ينكل أحد منهم عن صاحبه الذي يتوجه إليه و لا عن قتله و اتعدوا لشهر رمضان في الليلة التي قتل فيها ابن ملجم عليا.قال أبو الفرج قال أبو مخنف قال أبو زهير العبسي الرجلان الآخران البرك بن عبد الله التميمي و هو صاحب معاوية و عمرو بن بكر التميمي و هو صاحب عمرو بن العاص.قال فأما صاحب معاوية فإنه قصده فلما وقعت عينه عليه ضربه فوقعت ضربته على أليته و أخذ فجاء الطبيب إليه فنظر إلى الضربة فقال إن السيف مسموم فاختر إما أن أحمي لك حديدة فأجعلها في الضربة فتبرأ و إما أن أسقيك دواء فتبرأ و ينقطع نسلك فقال أما النار فلا أطيقها و أما النسل ففي يزيد و عبد الله ما تقر عيني و حسبي بهما.فسقاه الدواء فعوفي و عالج جرحه حتى التأم و لم يولد له بعد ذلك.

١١٣

و قال له البرك بن عبد الله إن لك عندي بشارة قال و ما هي فأخبره خبر صاحبه و قال له إن عليا قتل في هذه الليلة فاحتبسني عندك فإن قتل فأنت ولي ما تراه في أمري و إن لم يقتل أعطيتك العهود و المواثيق أن أمضي إليه فأقتله ثم أعود إليك فأضع يدي في يدك حتى تحكم في بما ترى فحبسه عنده فلما أتي الخبر أن عليا قتل في تلك الليلة خلى سبيله.هذه رواية إسماعيل بن راشد و قال غيره من الرواة بل قتله من وقته.و أما صاحب عمرو بن العاص فإنه وافاه في تلك الليلة و قد وجد علة فأخذ دواء و استخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حبيبة أحد بني عامر بن لؤي فخرج للصلاة فشد عمرو بن بكر فضربه بالسيف فأثبته و أخذ الرجل فأتي به عمرو بن العاص فقتله و دخل من غد إلى خارجة و هو يجود بنفسه فقال أما و الله يا أبا عبد الله ما أراد غيرك قال عمرو و لكن الله أراد خارجة.و أما ابن ملجم فإنه قتل عليا تلك الليلة.

قال أبو الفرج و حدثني محمد بن الحسن الأشنانداني و غيره قال أخبرني علي بن المنذر الطريقي قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا فطر عن أبي الطفيل قال جمع علي ع الناس للبيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم فرده علي مرتين أو ثلاثا ثم مد يده فبايعه فقال له علي ما يحبس أشقاها فو الذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذه ثم أنشد

اشدد حيازيمك للموت

فإن الموت لاقيكا

و لا تجزع من الموت

إذا حل بواديكا

قال أبو الفرج

١١٤

و قد روي لنا من طرق غير هذه أن عليا أعطى الناس فلما بلغ ابن ملجم أعطاه و قال له

أريد حياته و يريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد

قال أبو الفرج و حدثني أحمد بن عيسى العجلي بإسناد ذكره في الكتاب إلى أبي زهير العبسي قال كان ابن ملجم من مراد و عداده في كندة فأقبل حتى قدم الكوفة فلقي بها أصحابه و كتمهم أمره و طوى عنهم ما تعاقد هو و أصحابه عليه بمكة من قتل أمراء المسلمين مخافة أن ينتشر و زار رجلا من أصحابه ذات يوم من بني تيم الرباب فصادف عنده قطام بنت الأخضر من بني تيم الرباب و كان علي قتل أخاها و أباها بالنهروان و كانت من أجمل نساء أهل زمانها فلما رآها شغف بها و اشتد إعجابه فخطبها فقالت له ما الذي تسمي لي من الصداق فقال احتكمي ما بدا لك فقالت أحتكم عليك ثلاثة آلاف درهم و وصيفا و خادما و أن تقتل علي بن أبي طالب.فقال لها لك جميع ما سألت و أما قتل علي فأنى لي بذلك قالت تلتمس غرته فإن أنت قتلته شفيت نفسي و هنأك العيش معي و إن قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا فقال لها أما و الله ما أقدمني هذا المصر و قد كنت هاربا منه لآمن أهله إلا ما سألتني من قتل علي.قالت له فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على هذا و يقويك ثم بعثت إلى وردان بن مجالد أحد بني تيم الرباب فخبرته الخبر و سألته معاونة ابن ملجم فتحمل لها ذلك و خرج ابن ملجم فأتى رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة و قال له يا شبيب هل لك في شرف الدنيا و الآخرة قال و ما ذاك قال تساعدني على قتل علي و كان شبيب على رأي الخوارج فقال له هبلتك الهبول لقد جئت شيئا إدا و كيف تقدر ويحك على ذلك قال ابن ملجم نكمن له في المسجد الأعظم

١١٥

فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به و شفينا أنفسنا منه و أدركنا ثأرنا فلم يزل به حتى أجابه.فأقبل به حتى دخلا على قطام و هي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت لها قبة فقالا لها قد أجمع رأينا على قتل هذا الرجل قالت لهما فإذا أردتما ذلك فالقياني في هذا الموضع فانصرفا من عندها فلبثا أياما ثم أتياها و معهما وردان بن مجالد الذي كلفته مساعدة ابن ملجم و ذلك في ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين.قال أبو الفرج هكذا في رواية أبي مخنف و في رواية أبي عبد الرحمن السلمي أنها كانت ليلة سبع عشرة من شهر رمضان فقال لها ابن ملجم هذه الليلة هي التي وعدت فيها صاحبي و وعداني أن يقتل كل واحد منا صاحبه الذي يتوجه إليه.قلت إنما تواعدوا بمكة عبد الرحمن و البرك و عمرو على هذه الليلة لأنهم يعتقدون أن قتل ولاة الجور قربة إلى الله و أحرى القربات ما تقرب به في الأوقات الشريفة المباركة.و لما كانت ليلة الجمعة التاسعة عشرة من شهر رمضان ليلة شريفة يرجى أن تكون ليلة القدر عينوها لفعل ما يعتقدونه قربة إلى الله فليعجب المتعجب من العقائد كيف تسري في القلوب و تغلب على العقول حتى يرتكب الناس عظائم الأمور و أهوال الخطوب لأجلها قال أبو الفرج فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم و تقلدوا سيوفهم و مضوا فجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها علي ع إلى الصلاة.

١١٦

قال أبو الفرج و قد كان ابن ملجم أتى الأشعث بن قيس في هذه الليلة فخلا به في بعض نواحي المسجد و مر بهما حجر بن عدي فسمع الأشعث و هو يقول لابن ملجم النجاء النجاء بحاجتك فقد فضحك الصبح قال له حجر قتلته يا أعور و خرج مبادرا إلى علي و قد سبقه ابن ملجم فضربه فأقبل حجر و الناس يقولون قتل أمير المؤمنين.قال أبو الفرج و للأشعث بن قيس في انحرافه عن أمير المؤمنين أخبار يطول شرحها

منها حديث حدثنيه محمد بن الحسين الأشنانداني قال حدثني إسماعيل بن موسى قال حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن موسى بن أبي النعمان قال جاء الأشعث إلى علي يستأذن عليه فرده قنبر فأدمى الأشعث أنفه فخرج علي و هو يقول ما لي و لك يا أشعث أما و الله لو بعبد ثقيف تمرست لاقشعرت شعيراتك قيل يا أمير المؤمنين و من عبد ثقيف قال غلام لهم لا يبقي أهل بيت من العرب إلا أدخلهم ذلا قيل يا أمير المؤمنين كم يلي أو كم يمكث قال عشرين إن بلغها

قال أبو الفرج و حدثني محمد بن الحسين أيضا بإسناد ذكره أن الأشعث دخل على علي فكلمه فأغلظ علي له فعرض له الأشعث أنه سيفتك به فقال له علي أ بالموت تخوفني أو تهددني فو الله ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي.قال أبو الفرج قال أبو مخنف فحدثني أبي عن عبد الله بن محمد الأزدي قال إني لأصلي تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أول الليل إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة قياما و قعودا و ركوعا و سجودا ما يسأمون إذ خرج عليهم علي بن أبي طالب الفجر فأقبل ينادي الصلاة الصلاة فرأيت بريق السيف و سمعت قائلا يقول الحكم لله يا علي لا لك

١١٧

ثم رأيت بريق سيف آخر و سمعت صوت علي ع يقول لا يفوتنكم الرجل.قال أبو الفرج فأما بريق السيف الأول فإنه كان شبيب بن بجرة ضربه فأخطأه و وقعت ضربته في الطاق و أما بريق السيف الثاني فإنه ابن ملجم ضربه فأثبت الضربة في وسط رأسه و شد الناس عليهما من كل ناحية حتى أخذوهما.قال أبو مخنف فهمدان تذكر أن رجلا منهم يكنى أبا أدماء أخذ ابن ملجم.و قال غيرهم بل أخذه المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب طرح عليه قطيفة ثم صرعه و أخذ السيف من يده و جاء به.قال و أما شبيب بن بجرة فإنه خرج هاربا فأخذه رجل فصرعه و جلس على صدره و أخذ السيف من يده ليقتله فرأى الناس يقصدون نحوه فخشي أن يعجلوا عليه فوثب عن صدره و خلاه و طرح السيف عن يده و أما شبيب بن بجرة ففاته فخرج هاربا حتى دخل منزله فدخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره فقال له ما هذا لعلك قتلت أمير المؤمنين فأراد أن يقول لا فقال نعم فمضى ابن عمه فاشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه حتى قتله.

قال أبو مخنف فحدثني أبي عن عبد الله بن محمد الأزدي قال أدخل ابن ملجم على علي ع و دخلت عليه فيمن دخل فسمعت عليا يقول النفس بالنفس إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني و إن سلمت رأيت فيه رأيي فقال ابن ملجم و لقد اشتريته بألف يعني السيف و سممته بألف فإن خانني فأبعده الله قال فنادته أم كلثوم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين قال إنما قتلت أباك قالت يا عدو الله إني لأرجو

١١٨

ألا يكون عليه بأس قال فأراك إنما تبكين عليا إذا و الله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم.قال أبو الفرج و أخرج ابن ملجم من بين يديه و هو يقول

نحن ضربنا يا بنة الخير إذ طغى

أبا حسن مأمومة فتفطرا

و نحن حللنا ملكه من نظامه

بضربة سيف إذ علا و تجبرا

و نحن كرام في الصباح أعزة

إذا المرء بالموت ارتدى و تأزرا

قال و انصرف الناس من صلاة الصبح فأحدقوا بابن ملجم ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم السباع و يقولون يا عدو الله ما ذا صنعت أهلكت أمة محمد و قتلت خير الناس و إنه لصامت ما ينطق.

قال أبو الفرج و روى أبو مخنف عن أبي الطفيل أن صعصعة بن صوحان استأذن على علي ع و قد أتاه عائدا لما ضربه ابن ملجم فلم يكن عليه إذن فقال صعصعة للآذن قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا و ميتا فلقد كان الله في صدرك عظما و لقد كنت بذات الله عليما فأبلغه الآذن مقالته فقال قل له و أنت يرحمك الله فلقد كنت خفيف المئونة كثير المعونة.قال أبو الفرج ثم جمع له أطباء الكوفة فلم يكن منهم أحد أعلم بجرحه من أثير بن عمرو بن هانئ السكوني و كان متطببا صاحب كرسي يعالج الجراحات و كان من الأربعين غلاما الذين كان خالد بن الوليد أصابهم في عين التمر فسباهم فلما نظر أثير إلى جرح أمير المؤمنين دعا برئة شاة حارة فاستخرج منها عرقا و أدخله في الجرح ثم نفخه ثم

١١٩

استخرجه و إذا عليه بياض الدماغ فقال يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإن عدو الله قد وصلت ضربته إلى أم رأسك فدعا علي ع عند ذلك بدواة و صحيفة و كتب وصيته:هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون صلوات الله و بركاته عليه إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين أوصيك يا حسن و جميع ولدي و أهل بيتي و من بلغه كتابي هذا بتقوى الله ربنا و ربكم و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا فإني سمعت رسول الله يقول صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصيام و إن المبيرة حالقة الدين إفساد ذات البين و لا قوة إلا بالله العلي العظيم انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوها يهون الله عليكم الحساب و الله الله في الأيتام فلا تغيرن أفواههم بجفوتكم و الله الله في جيرانكم فإنها وصية رسول الله ص فما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم الله و الله الله في القرآن فلا يسبقنكم بالعمل به غيركم و الله الله في الصلاة فإنها عماد دينكم و الله الله في صيام شهر رمضان فإنه جنة من النار و الله الله في الجهاد بأموالكم و أنفسكم و الله الله في زكاة أموالكم فإنها تطفئ غضب ربكم و الله الله في أهل بيت نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم و الله الله في أصحاب نبيكم فإن رسول الله ص أوصى بهم و الله الله في الفقراء و المساكين فأشركوهم في معايشكم و الله الله فيما ملكت أيمانكم فإنه كانت آخر وصية رسول الله ص إذ قال أوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم ثم الصلاة الصلاة لا تخافوا في الله لومة لائم يكفكم من بغى عليكم و من أرادكم بسوء قولوا للناس حسنا كما أمركم الله به و لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيتولى ذلك غيركم و تدعون فلا يستجاب لكم عليكم بالتواضع و التباذل و التبار و إياكم و التقاطع و التفرق

١٢٠