كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٧

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 307

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 307
المشاهدات: 35076
تحميل: 5951


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 307 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35076 / تحميل: 5951
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 7

مؤلف:
العربية

البلاغة بالكسر في أكثر الروايات و قد روي من موتة و هو الأليق يعني المرة الواحدة ليقع في مقابلة الألف.و اعلم أنه ع أقسم أن القتل أهون من الموت حتف الأنف و ذلك على مقتضى ما منحه الله تعالى من الشجاعة الخارقة لعادة البشر و هو ع يحاول أن يحض أصحابه و يحرضهم ليجعل طباعهم مناسبة لطباعه و إقدامهم على الحرب مماثلا لإقدامه على عادة الأمراء في تحريض جندهم و عسكرهم و هيهات إنما هو كما قال أبو الطيب

يكلف سيف الدولة الجيش همه

و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم

و يطلب عند الناس ما عند نفسه

و ذلك ما لا تدعيه الضراغم

ليست النفوس كلها من جوهر واحد و لا الطباع و الأمزجة كلها من نوع واحد و هذه خاصية توجد لمن يصطفيه الله تعالى من عباده في الأوقات المتطاولة و الدهور المتباعدة و ما اتصل بنا نحن من بعد الطوفان فإن التواريخ من قبل الطوفان مجهولة عندنا أن أحدا أعطي من الشجاعة و الإقدام ما أعطيه هذا الرجل من جميع فرق العالم على اختلافها من الترك و الفرس و العرب و الروم و غيرهم و المعلوم من حاله أنه كان يؤثر الحرب على السلم و الموت على الحياة و الموت الذي كان يطلبه و يؤثره إنما هو القتل بالسيف لا الموت على الفراش كما قال الشاعر

لو لم يمت بين أطراف الرماح إذا

لمات إذ لم يمت من شدة الحزن

٣٠١

و كما قال الآخر

يستعذبون مناياهم كأنهم

لا ييأسون من الدنيا إذا قتلوا

فإن قلت فما قولك فيما أقسم عليه هل ألف ضربة بالسيف أهون ألما على المقتول من موتة واحدة على الفراش بالحقيقة أم هذا قول قاله على سبيل المبالغة و التجوز ترغيبا لأصحابه في الجهاد قلت الحالف يحلف على أحد أمرين أحدهما أن يحلف على ظنه و اعتقاده نحو أن يحلف أن زيدا في الدار أي أنا حالف و مقسم على أني أظن أن زيدا في الدار أو أني أعتقد كون زيد في الدار و الثاني أن يحلف لا على ظنه بل يحلف على نفس الأمر في الخارج فإن حملنا قسم أمير المؤمنين ع على المحمل الأول فقد اندفع السؤال لأنه ع قد كان يعتقد ذلك فحلف أنه يعتقد و أنه يظن ذلك و هذا لا كلام فيه و إن حملناه على الثاني فالأمر في الحقيقة يختلف لأن المقتول بسيف صارم معجل للزهوق لا يجد من الألم وقت الضربة ما يجده الميت دون النزع من المد و الكف نعم قد يجد المقتول قبل الضربة ألم التوقع لها و ليس كلامنا في ذلك بل في ألم الضربة نفسها و ألف سيف صارم مثل سيف واحد إذا فرضنا سرعة الزهوق و أما في غير هذه الصورة نحو أن يكون السيف كالا و تتكرر الضربات به و الحياة باقية بعد و قايسنا بينه و بين ميت يموت حتف أنفه موتا سريعا إما بوقوف القوة الغاذية كما يموت الشيوخ أو بإسهال ذريع تسقط معه القوة و يبقى العقل و الذهن إلى وقت الموت فإن الموت هاهنا أهون و أقل ألما فالواجب أن يحمل كلام أمير المؤمنين ع إما على جهة التحريض فيكون قد بالغ كعادة العرب و الخطباء في المبالغات المجازية و إما أن يكون أقسم على أنه يعتقد ذلك و هو صادق فيما أقسم لأنه هكذا كان يعتقد بناء على

٣٠٢

ما هو مركوز في طبعه من محبة القتال و كراهية الموت على الفراش و قد روي أنه قيل لأبي مسلم الخراساني إن في بعض الكتب المنزلة من قتل بالسيف فبالسيف يقتل فقال القتل أحب إلي من اختلاف الأطباء و النظر في الماء و مقاساة الدواء و الداء فذكر ذلك للمنصور بعد قتل أبي مسلم فقال قد أبلغناه محبته

٣٠٣

123 و من كلام له ع

وَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِيشَ اَلضِّبَابِ لاَ تَأْخُذُونَ حَقّاً وَ لاَ تَمْنَعُونَ ضَيْماً قَدْ خُلِّيتُمْ وَ اَلطَّرِيقَ فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ وَ اَلْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ الكشيش الصوت يشوبه خور مثل الخشخشة و كشيش الأفعى صوتها من جلدها لا من فمها و قد كشت تكش قال الراجز:

كشيش أفعى أجمعت لعض

و هي تحك بعضها ببعض

يقرع ع أصحابه بالجبن و الفشل و يقول لهم لكأني أنظر إليكم و أصواتكم غمغمة بينكم من الهلع الذي قد اعتراكم فهي أشبه شي‏ء بأصوات الضباب المجتمعة.ثم أكد وصف جبنهم حقا و خوفهم فقال لا تأخذون حقا و لا تمنعون ضيما و هذه غاية ما يكون من الذل.ثم ترك هذا الكلام و ابتدأ فقال قد خليتم و طريق النجاة عند الحرب و دللتم عليها

٣٠٤

و هي أن تقتحموا و تلحجوا و لا تهنوا فإنكم متى فعلتم ذلك نجوتم و متى تلومتم و تثبطتم و أحجمتم هلكتم و من هذا المعنى قول الشاعر:

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد

لنفسي حياة مثل أن أتقدما

و قال قطري بن الفجاءة:

لا يركنن أحد إلى الإحجام

يوم الوغى متخوفا لحمام

فلقد أراني للرماح دريئة

من عن يميني تارة و أمامي

حتى خضبت بما تحدر من دمي

أكناف سرجي أو عنان لجامي

ثم انصرفت و قد أصبت و لم أصب

جذع البصيرة قارح الإقدام

و كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد و اعلم أن عليك عيونا من الله ترعاك و تراك فإذا لقيت العدو فاحرص على الموت توهب لك الحياة و لا تغسل الشهداء من دمائهم فإن دم الشهيد نور له يوم القيامة و قال أبو الطيب:

يقتل العاجز الجبان و قد يعجز

عن قطع بخنق المولود

و يوقى الفتى المخش و قد خوض في

ماء لبة الصنديد

٣٠٥

و لهذا المعنى الذي أشار إليه ع سبب معقول و هو أن المقدم على خصمه يرتاع له خصمه و تنخذل عنه نفسه فتكون النجاة و الظفر للمقدم و أما المتلوم عن خصمه المحجم المتهيب له فإن نفس خصمه تقوى عليه و يزداد طمعه فيه فيكون الظفر له و يكون العطب و الهلاك للمتلوم الهائب تم الجزء السابع من شرح نهج البلاغة و يليه الجزء الثامن.

٣٠٦

الفهرس

کتاب شرح نهج البلاغة الجزء السابع ابن ابي الحديد 1

القول في عصمة الأنبياء 7

فصل فيما كان من أمر طلحة و الزبير عند قسم المال 35

فصل في ذكر أمور غيبية أخبر بها الإمام ثم تحققت 47

أقوال مأثورة في مدح الأناة و ذم العجلة 86

فصل في مدح قلة الكلام و ذم كثرته 87

هزيمة مروان بن محمد في موقعة الزاب ثم مقتله بعد ذلك 121

شعر عبد الله بن عمرو العبلي في رثاء قومه 123

أنفة بن مسلمة بن عبد الملك 124

مما قيل من الشعر في التحريض على قتل بني أمية 125

أخبار متفرقة في انتقال الملك من بني أمية إلى بني العباس 128

فصل في التقسيم و ما ورد فيه من الكلام 184

فصل في الكلام على الالتفات 196

موازنة بين كلام الإمام علي و خطب ابن نباتة 211

فصل في التخلص و سياق كلام للشعراء فيه 239

فصل في الاستطراد و إيراد شواهد للشعراء فيه 241

صلاة الاستسقاء و آدابها 267

أخبار و أحاديث في الاستسقاء 270

الفهرس 307

٣٠٧