كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٧

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 307

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 307
المشاهدات: 35071
تحميل: 5951


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 307 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35071 / تحميل: 5951
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 7

مؤلف:
العربية

وَ اَلْمَوْتُ يَطْلُبُهُ وَ غَافِلٌ وَ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وَ عَلَى أَثَرِ اَلْمَاضِي مَا يَمْضِي اَلْبَاقِي أَلاَ فَاذْكُرُوا هَاذِمَ اَللَّذَّاتِ وَ مُنَغِّصَ اَلشَّهَوَاتِ وَ قَاطِعَ اَلْأُمْنِيَّاتِ عِنْدَ اَلْمُسَاوَرَةِ لِلْأَعْمَالِ اَلْقَبِيحَةِ وَ اِسْتَعِينُوا اَللَّهَ عَلَى أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّهِ وَ مَا لاَ يُحْصَى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِهِ وَ إِحْسَانِهِ لما كان الماضي معلوما جعل الحمد بإزائه لأن المجهول لا يحمد عليه و لما كان المستقبل غير معلوم جعل الاستعانة بإزائه لأن الماضي لا يستعان عليه و لقد ظرف و أبدع ع في قوله و نسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة في الأبدان و ذلك أن للأديان سقما و طبا و شفاء كما أن للأبدان سقما و طبا و شفاء قال محمود الوراق

و إذا مرضت من الذنوب فداوها

بالذكر إن الذكر خير دواء

و السقم في الأبدان ليس بضائر

و السقم في الأديان شر بلاء

و قيل لأعرابي ما تشتكي قال ذنوبي قيل فما تشتهي قال الجنة قيل أ فلا ندعو لك طبيبا قال الطبيب أمرضني.سمعت عفيرة بنت الوليد البصرية العابدة رجلا يقول ما أشد العمى على من كان بصيرا فقالت عبد الله غفلت عن مرض الذنوب و اهتممت بمرض الأجساد عمى القلوب عن الله أشد من عمى العين عن الدنيا وددت أن الله وهب لي كنه محبته و لم يبق مني جارحة إلا تبلها.قيل لحسان بن أبي سنان في مرضه ما مرضك قال مرض لا يفهمه الأطباء قيل

٨١

و ما هو قال مرض الذنوب فقيل كيف تجدك الآن قال بخير إن نجوت من النار قيل فما تشتهي قال ليلة طويلة بعيدة ما بين الطرفين أحييها بذكر الله.ابن شبرمة عجبت ممن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار قوله ع الدنيا التاركة لكم و إن لم تحبوا تركها معنى حسن و منه قول أبي الطيب

كل دمع يسيل منها عليها

و بفك اليدين عنها تخلى

و الرفض الترك و إبل رفض متروكة ترعى حيث شاءت و قوم سفر أي مسافرون و أموا قصدوا و العلم الجبل أو المنار في الطريق يهتدى به.و كأن في هذه المواضع كهي في قوله كأنك بالدنيا لم تكن و كأنك بالآخرة لم تزل ما أقرب ذلك و أسرعه و تقدير الكلام هاهنا كأنهم في حال كونهم غير قاطعين له قاطعون له و كأنهم في حال كونهم غير بالغين له بالغون له لأنه لما قرب زمان إحدى الحالتين من زمان الأخرى شبهوا و هم في الحال الأولى بهم أنفسهم و هم على الحال الثانية.قوله ع و كم عسى المجري أجرى فلان فرسه إلى الغاية إذا أرسلها ثم نقل ذلك إلى كل من يقصد بكلامه معنى أو بفعله غرضا فقيل فلان يجري بقوله إلى كذا أو يجري بحركته الفلانية إلى كذا أي يقصد و ينتهي بإرادته و أغراضه و لا يعدوه و لا يتجاوزه.و الحثيث السريع و يحدوه يسوقه و المنافسة المحاسدة و نفست عليه بكذا أي ضننت و البؤس الشدة و النفاد الفناء.

٨٢

و ما في قوله على أثر الماضي ما يمضي الباقي إما زائدة أو مصدرية و قد أخذ هذا اللفظ الوليد بن يزيد بن عبد الملك يوم مات مسلمة بن عبد الملك قيل لما مات مسلمة بن عبد الملك و اجتمع بنو أمية و رؤساء العرب ينظرون جنازته خرج الوليد بن يزيد على الناس و هو نشوان ثمل يجر مطرف خز و هو يندب مسلمة و مواليه حوله فوقف على هشام فقال يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى و قد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى و اختل الثغر فوهى و ارتج الطود فهوى و على أثر من سلف ما يمضي من خلف فتزودوا فإن خير الزاد التقوى.قوله ع عند مساورة الأعمال القبيحة العامل في عند قوله اذكروا أي ليكن ذكركم الموت وقت مساورتكم و المساورة المواثبة و سار إليه يسور سورا وثب قال الأخطل يصف خمرا له

لما أتوها بمصباح و مبزلهم

سارت إليهم سئور الأبجل الضاري

أي كوثوب العرق الذي قد فصد أو قطع فلا يكاد ينقطع دمه و يقال إن لغضبه لسورة و هو سوار أي وثاب معربد

٨٣

99 و من خطبة له ع

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلنَّاشِرِ فِي اَلْخَلْقِ فَضْلَهُ وَ اَلْبَاسِطِ فِيهِمْ بِالْجُودِ يَدَهُ نَحْمَدُهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَ نَسْتَعِينُهُ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِهِ وَ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً وَ بِذِكْرِهِ نَاطِقاً فَأَدَّى أَمِيناً وَ مَضَى رَشِيداً وَ خَلَّفَ فِينَا رَايَةَ اَلْحَقِّ مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ دَلِيلُهَا مَكِيثُ اَلْكَلاَمِ بَطِي‏ءُ اَلْقِيَامِ سَرِيعٌ إِذَا قَامَ فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ وَ أَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ جَاءَهُ اَلْمَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا شَاءَ اَللَّهُ حَتَّى يُطْلِعَ اَللَّهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ وَ يَضُمُّ نَشْرَكُمْ فَلاَ تَطْمَعُوا فِي غَيْرِ مُقْبِلٍ وَ لاَ تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ فَإِنَّ اَلْمُدْبِرَ عَسَى أَنْ تَزِلَّ بِهِ إِحْدَى قَائِمَتَيْهِ وَ تَثْبُتَ اَلْأُخْرَى فَتَرْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَمِيعاً أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ ص كَمَثَلِ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اَللَّهِ فِيكُمُ اَلصَّنَائِعُ وَ أَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ يده هاهنا نعمته يقال لفلان عندي يد أي نعمة و إحسان قال الشاعر

فإن ترجع الأيام بيني و بينها

فإن لها عندي يدا لا أضيعها

٨٤

و صادعا أي مظهرا و مجاهرا للمشركين قال تعالى( فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ) و راية الحق الثقلان المخلفان بعد رسول الله ص و هما الكتاب و العترة.و مرق خرج أي فارق الحق و مزق السهم عن الرمية خرج من جانبها الآخر و به سميت الخوارق مارقة.و زهقت نفسه بالفتح زهوقا أي خرجت قال تعالى( وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ ) و زهقت الناقة إذا سبقت و تقدمت أمام الركاب و زهق الباطل اضمحل يقول ع من خالفها متقدما لها أو متأخرا عنها فقد خرج عن الحق و من لازمها فقد أصاب الحق.ثم قال دليلها مكيث الكلام يعني نفسه ع لأنه المشار إليه من العترة و أعلم الناس بالكتاب و مكيث الكلام بطيئه و رجل مكيث أي رزين و المكث اللبث و الانتظار مكث و مكث بالفتح و الضم و الاسم المكث و المكثة بالضم و كسرها يعني أنه ذو أناة و تؤدة ثم أكد ذلك بقوله بطي‏ء القيام ثم قال سريع إذا قام أي هو متأن متثبت في أحواله فإذا نهض جد و بالغ و هذا المعنى كثير جدا قال أبو الطيب

و ما قلت للبدر أنت اللجين

و لا قلت للشمس أنت الذهب

فيقلق منه البعيد الأناة

و يغضب منه البطي‏ء الغضب

يعني سيف الدولة

٨٥

أقوال مأثورة في مدح الأناة و ذم العجلة

و من أمثالهم يريك الهوينى و الأمور تطير يضرب لمن ظاهره الأناة و باطنه إبرام الأمور و تنفيذها و الحاضرون لا يشعرون و يقولون لمن هو كذلك وَ تَرَى اَلْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ اَلسَّحابِ.و وقع ذو الرئاستين إلى عامل له أن أسرع النار التهابا أسرعها خمودا فتأن في أمرك

و يقال إن آدم ع أوصى ولده عند موته فقال كل عمل تريدون أن تعملوه فتوقفوا فيه ساعة فإني لو توقفت لم يصبني ما أصابني.بعض الأعراب يوصي ولده إياكم و العجلة فإن أبي كان يكنيها أم الندم.و كان يقال من ورد عجلا صدر خجلا.و قال ابن هاني المغربي

و كل أناة في المواطن سؤدد

و لا كأناة من قدير محكم

و من يتبين أن للصفح موضعا

من السيف يصفح عن كثير و يحلم

و ما الرأي إلا بعد طول تثبت

و لا الحزم إلا بعد طول تلوم

و قوله ع بطي‏ء القيام سريع إذا قام فيه شبه من قول الشنفري

مسبل في الحي أحوى رفل

و إذا يغزو فسمع أزل

و من أمثالهم في مدح الأناة و ذم العجلة أخطأ مستعجل أو كاد و أصاب متثبت أو كاد.

٨٦

و منها

و قد يكون مع المستعجل الزلل

و منها رب عجلة تهب ريثا

و قال البحتري

حليم إذا القوم استخفت حلومهم

وقور إذا ما حادث الدهر أجلبا

قال الأحنف لرجل سبه فأفرط يا هذا إنك منذ اليوم تحدو بجمل ثقال.و قال الشاعر

أحلامنا تزن الجبال رجاحة

و تخالنا جنا إذا ما نجهل

فصل في مدح قلة الكلام و ذم كثرته

فأما قوله ع مكيث الكلام فإن قلة الكلام من صفات المدح و كثرته من صفات الذم قالت جارية ابن السماك له ما أحسن كلامك لو لا أنك تكثر ترداده فقال أردده حتى يفهمه من لم يفهمه قالت فإلى أن يفهمه من لم يفهمه قد مله من فهمه.بعث عبد العزيز بن مروان بن الحكم إلى ابن أخيه الوليد بن عبد الملك قطيفة حمراء و كتب إليه أما بعد فقد بعثت إليك بقطيفة حمراء حمراء حمراء فكتب إليه الوليد أما بعد فقد وصلت القطيفة و أنت يا عم أحمق أحمق أحمق.

٨٧

و قال المعتضد لأحمد بن الطيب السرخسي طول لسانك دليل على قصر عقلك.قيل للعتابي ما البلاغة قال كل من أفهمك حاجته من غير إعادة و لا خلسة و لا استعانة فهو بليغ قيل له ما الاستعانة قال أ لا ترى الرجل إذا حدث قال يا هناه و استمع إلي و افهم و أ لست تفهم هذا كله عي و فساد.دخل على المأمون جماعة من بني العباس فاستنطقهم فوجدهم لكنا مع يسار و هيئة و من تكلم منهم أكثر و هذر فكانت حاله أفحش من حال الساكتين فقال ما أبين الخلة في هؤلاء لا خلة الأيدي بل خلة الألسنة و الأحلام.

و سئل علي ع عن اللسان فقال معيار أطاشه الجهل و أرجحه العقل.سمع خالد بن صفوان مكثارا يتكلم فقال له يا هذا ليست البلاغة بخفة اللسان و لا بكثرة الهذيان و لكنها إصابة المعنى و القصد إلى الحجة.قال أبو سفيان بن حرب لعبد الله بن الزبعري ما لك لا تسهب في شعرك قال حسبك من الشعر غرة لائحة أو وصمة فاضحة.و في خطبة كتاب البيان و التبيين لشيخنا أبي عثمان و نعوذ بك من شر السلاطة و الهذر كما نعوذ بك من العي و الحصر قال أحيحة بن الجلاح

و الصمت أجمل بالفتى

ما لم يكن عي يشينه

و القول ذو خطل إذا

ما لم يكن لب يعينه

و قال الشاعر يرثي رجلا

لقد وارى المقابر من شريك

كثير تحلم و قليل عاب

٨٨

صموتا في المجالس غير عي

جديرا حين ينطق بالصواب

و كان رسول الله ص يكره التشادق و الإطالة و الهذر و قال إياك و التشادق

و قال ص أبغضكم إلي الثرثارون المتفيهقون

و روى عمرو بن عبيدرحمه‌الله تعالى عن النبي ص أنا معاشر الأنبياء بكاءون قليلو الكلام رجل بكي‏ء على فعيل.قال و كانوا يكرهون أن يزيد منطق الرجل على عقله.و قيل للخليل و قد اجتمع بابن المقفع كيف رأيته فقال لسانه أرجح من عقله و قيل لابن المقفع كيف رأيت الخليل قال عقله أرجح من لسانه فكان عاقبتهما أن عاش الخليل مصونا مكرما و قتل ابن المقفع تلك القتلة.و سأل حفص بن سالم عمرو بن عبيد عن البلاغة فقال ما بلغك الجنة و باعدك عن النار و بصرك مواقع رشدك و عواقب غيك قال ليس عن هذا أسأل فقال كانوا يخافون من فتنة القول و من سقطات الكلام و لا يخافون من فتنة السكوت و سقطات الصمت.قال أبو عثمان الجاحظ و كان عمرو بن عبيدرحمه‌الله تعالى لا يكاد يتكلم فإن تكلم لم يكد يطيل و كان يقول لا خير في المتكلم إذا كان كلامه لمن شهده دون نفسه و إذا أطال المتكلم الكلام عرضت له أسباب التكلف و لا خير في شي‏ء يأتيك بالتكلف.و قال بعض الشعراء

و إذا خطبت على الرجال فلا تكن

خطل الكلام تقوله مختالا

٨٩

و اعلم بأن من السكوت إبانة

و من التكلف ما يكون خبالا

و كان يقال لسان العاقل من وراء قلبه فإذا أراد الكلام تفكر فإن كان له قال و إن كان عليه سكت و قلب الجاهل من وراء لسانه فإن هم بالكلام تكلم به.و قال سعد بن أبي وقاص لعمرو ابنه حين نطق مع القوم فبذهم و قد كان غضب عليه فكلموه في الرضا عنه هذا الذي أغضبني عليه

سمعت رسول الله ص يقول يكون قوم يأكلون الدنيا بألسنتهم كما تلحس الأرض البقر بألسنتها.و قال معاوية لعمرو بن العاص في أبي موسى قد ضم إليك رجل طويل اللسان قصير الرأي فأجد الحز و طبق المفصل و لا تلقه برأيك كله.و كان يقال لو كان الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب.و كان يقال مقتل الرجل بين فكيه و قيل بين لحييه.و كان يقال ما شي‏ء بأحق بسجن من لسان.و قالوا اللسان سبع عقور.و أخذ أبو بكر بطرف لسانه و قال هذا الذي أوردني الموارد.لما أنكح ضرار بن عمرو ابنته من معبد بن زرارة أوصاها حين أخرجها إليه فقال أمسكي عليك الفضلين قالت و ما هما قال فضل الغلمة و فضل الكلام.و سئل أعرابي كان يجالس الشعبي عن طول صمته فقال أسمع فأعلم و أسكت فأسلم.و

قال النبي ص و هل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم

٩٠

تكلم رجل في مجلس النبي ص فخطل في كلامه فقال ع ما أعطي العبد شرا من ذلاقة لسان.قال عمر بن عبد العزيز يوم بويع بالخلافة خالد بن عبد الله القسري و قد أنشده متمثلا

و إذا الدر زان حسن نحور

كان للدر حسن نحرك زينا

إن صاحبكم أعطي مقولا و حرم معقولا.و قيل لإياس بن عمر ادع لنا فقال اللهم ارحمنا و عافنا و ارزقنا فقالوا زدنا يا أبا الرحمن فقال أعوذ بالله من الإسهاب.و كان القباع و هو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي مسهابا سريع الحديث كثيره فقال فيه أبو الأسود الدؤلي

أمير المؤمنين جزيت خيرا

أرحنا من قباع بني المغيرة

بلوناه و لمناه فأعيا

علينا ما يمر لنا مريره

على أن الفتى نكح أكول

و مسهاب مذاهبه كثيره

و قال أبو العتاهية

كل امرئ في نفسه

أعلى و أشرف من قرينه

و الصمت أجمل بالفتى

من منطق في غير حينه

و قال الشاعر

و إياك إياك المراء فإنه

إلى الشر دعاء و للشر جالب

و كان يقال العجلة قيد الكلام.

٩١

أطال خطيب بين يدي الإسكندر فزبره قال ليس حسن الخطبة على حسب طاقة الخاطب و لكن على حسب طاقة السامع.

محمد الباقر ع إني لأكره أن يكون مقدار لسان الرجل فاضلا على مقدار علمه كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله.أطال ربيعة الرأي الكلام و عنده أعرابي فلما فرغ من كلامه قال للأعرابي ما تعدون العي و الفهاهة فيكم قال ما كنت فيه أصلحك الله منذ اليوم و

من كلام أمير المؤمنين ع إذا تم العقل نقص الكلام.واصل بن عطاء لأن يقول الله لي يوم القيامة هلا قلت أحب إلي من أن يقول لي لم قلت لأني إذا قلت طالبني بالبرهان و إذا سكت لم يطالبني بشي‏ء.نزل النعمان بن المنذر برابية فقال له رجل من أصحابه أبيت اللعن لو ذبح رجل على رأس هذه الرابية إلى أين كان يبلغ دمه فقال النعمان المذبوح و الله أنت و لأنظرن إلى أين يبلغ دمك فذبحه فقال رجل رب كلمة تقول دعني.أعرابي رب منطق صدع جمعا و رب سكوت شعب صدعا.قالت امرأة لبعلها ما لك إذا خرجت تطلقت و تحدثت و إذا دخلت قعدت و سكت قال لأني أدق عن جليلك و تجلين عن دقيقي.النخعي كانوا يتعلمون السكوت كما يتعلمون الكلام.

علي بن هشام

لعمرك إن الحلم زين لأهله

و ما الحلم إلا عادة و تحلم

إذا لم يكن صمت الفتى من بلادة

و عي فإن الصمت أهدى و أسلم

وهيب بن الورد إن الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت و العاشرة العزلة عن الناس.

٩٢

مكث الربيع بن خثيم عشرين سنة لا يتكلم إلى أن قتل الحسين ع فسمعت منه كلمة واحدة قال لما بلغه ذلك أ و قد فعلوها ثم قال اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم عاد إلى السكوت حتى مات.الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب

زعم ابن سلمى أن حلمي ضرني

ما ضر قبلي أهله الحلم

إنا أناس من سجيتهم

صدق الحديث و رأيهم حتم

لبسوا الحياء فإن نظرت حسبتهم

سقموا و لم يمسسهم سقم

إني وجدت العدم أكبره

عدم العقول و ذلك العدم

و المرء أكثر عيبه ضررا

خطل اللسان و صمته حكم

جاء في الحديث المرفوع عن النبي ص إذا رأيتم المؤمن صموتا فادنوا منه فإنه يلقى الحكمة.سفيان بن عيينة من حرم العلم فليصمت فإن حرمها فالموت خير له.و كان يقال إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك و اعلم أن هذه الخطبة خطب بها أمير المؤمنين ع في الجمعة الثالثة من خلافته و كنى فيها عن حال نفسه و أعلمهم فيها أنهم سيفارقونه و يفقدونه بعد اجتماعهم عليه و طاعتهم له و هكذا وقع الأمر فإنه نقل أن أهل العراق لم يكونوا أشد اجتماعا عليه من الشهر الذي قتل فيه ع.و جاء في الأخبار أنه عقد للحسن ابنه ع على عشرة آلاف و لأبي أيوب

٩٣

الأنصاري على عشرة آلاف و لفلان و فلان حتى اجتمع له مائة ألف سيف و أخرج مقدمته أمامه يريد الشام فضربه اللعين ابن ملجم و كان من أمره ما كان و انفضت تلك الجموع و كانت كالغنم فقد راعيها.و معنى قوله ألنتم له رقابكم أطعتموه و معنى أشرتم إليه بأصابعكم أعظمتموه و أجللتموه كالملك الذي يشار إليه بالإصبع و لا يخاطب باللسان ثم أخبرهم أنهم يلبثون بعده ما شاء الله و لم يحدد ذلك بوقت معين ثم يطلع الله لهم من يجمعهم و يضمهم يعني من أهل البيت ع و هذا إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الوقت و عند أصحابنا أنه غير موجود الآن و سيوجد و عند الإمامية أنه موجود الآن.قوله ع فلا تطمعوا في غير مقبل و لا تيأسوا من مدبر ظاهر هذا الكلام متناقض و تأويله أنه نهاهم عن أن يطمعوا في صلاح أمورهم على يد رئيس غير مستأنف الرئاسة و هو معنى مقبل أي قادم تقول سوف أفعل كذا في الشهر المقبل و في السنة المقبلة أي القادمة يقول كل الرئاسات التي تشاهدونها فلا تطمعوا في صلاح أموركم بشي‏ء منها و لأن تنصلح أموركم على يد رئيس يقدم عليكم مستأنف الرئاسة خامل الذكر ليس أبوه بخليفة و لا كان هو و لا أبوه مشهورين بينكم برئاسة بل يتبع و يعلو أمره و لم يكن قبل معروفا هو و لا أهله الأدنون و هذه صفة المهدي الموعود به.و معنى قوله و لا تيأسوا من مدبر أي و إذا مات هذا المهدي و خلفه بنوه بعده فاضطرب أمر أحدهم فلا تيأسوا و تتشككوا و تقولوا لعلنا أخطأنا في اتباع هؤلاء فإن المضطرب الأمر منا ستثبت دعائمه و تنتظم أموره و إذا زلت إحدى رجليه ثبتت

٩٤

الأخرى فثبتت الأولى أيضا و يروى فلا تطعنوا في عين مقبل أي لا تحاربوا أحدا منا و لا تيأسوا من إقبال من يدبر أمره منا.ثم ذكر ع أنهم كنجوم السماء كلما خوى نجم طلع نجم خوى مال للمغيب.ثم وعدهم بقرب الفرج فقال إن تكامل صنائع الله عندكم و رؤية ما تأملونه أمر قد قرب وقته و كأنكم به و قد حضر و كان و هذا على نمط المواعيد الإلهية بقيام الساعة فإن الكتب المنزلة كلها صرحت بقربها و إن كانت بعيدة عندنا لأن البعيد في معلوم الله قريب و قد قال سبحانه( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً )

٩٥

100 و من خطبة له ع و هي من الخطب التي تشتمل على ذكر الملاحم

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ وَ اَلآْخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ وَ بِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ أَوَّلَ لَهُ وَ بِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ آخِرَ لَهُ يقول البارئ تعالى موجود قبل كل شي‏ء يشير العقل إليه و يفرضه أول الموجودات و كذلك هو موجود بعد كل شي‏ء يشير العقل إليه و يفرضه آخر ما يبقى من جميع الموجودات فإن البارئ سبحانه بالاعتبار الأول يكون أولا قبل كل ما يفرض أولا و بالاعتبار الثاني يكون آخرا بعد كل ما يفرض آخرا.فأما قوله بأوليته وجب أن لا أول له إلى آخر الكلام فيمكن أن يفسر على وجهين أحدهما أنه تعالى لما فرضناه أولا مطلقا تبع هذا الفرض أن يكون قديما أزليا و هو المعني بقوله وجب أن لا أول و إنما تبعه ذلك لأنه لو لم يكن أزليا لكان محدثا فكان له محدث و المحدث متقدم على المحدث لكنا فرضناه أولا مطلقا أي لا يتقدم عليه شي‏ء فيلزم المحال و الخلف و هكذا القول في آخريته لأنا إذا فرضناه آخرا مطلقا تبع هذا الفرض أن يكون مستحيل العدم و هو المعني بقوله وجب أن لا آخر له

٩٦

و إنما تبعه ذلك لأنه لو لم يستحل عدمه لصح عدمه لكن كل صحيح و ممكن فليفرض وقوعه لأنه لا يلزم من فرض وقوعه محال مع فرضنا إياه صحيحا و ممكنا لكن فرض تحقق عدمه محال لأنه لو عدم لما عدم بعد استمرار الوجودية إلا بضد لكن الضد المعدم يبقى بعد تحقق عدم الضد المعدوم لاستحالة أن يعدمه و يعدم معه في وقت واحد لأنه لو كان وقت عدم الطارئ هو وقت عدم الضد المطروء عليه لامتنع عدم الضد المطروء عليه لأن حال عدمه الذي هو الأثر المتجدد تكون العلة الموجبة للأثر معدومة و المعدوم يستحيل أن يكون مؤثرا البتة فثبت أن الضد الطارئ لا بد أن يبقى بعد عدم المطروء عليه و لو وقتا واحدا لكن بقاءه بعده و لو وقتا واحدا يناقض فرضنا كون المطروء عليه آخرا مطلقا لأن الضد الطارئ قد بقي بعده فيلزم من الخلف و المحال ما لزم في المسألة الأولى.و التفسير الثاني ألا تكون الضمائر الأربعة راجعة إلى البارئ سبحانه بل يكون منها ضميران راجعين إلى غيره و يكون تقدير الكلام بأولية الأول الذي فرضنا كون البارئ سابقا عليه علمنا أن البارئ لا أول له و بآخرية الآخر الذي فرضنا أن البارئ متأخر عنه علمنا أن البارئ لا آخر له و إنما علمنا ذلك لأنه لو كان سبحانه أولا لأول الموجودات و له مع ذلك أول لزم التسلسل و إثبات محدثين و محدثين إلى غير نهاية و هذا محال.و لو كان سبحانه آخرا لآخر الموجودات و له مع ذلك آخر لزم التسلسل و إثبات أضداد تعدم و يعدمها غيرها إلى غير نهاية و هذا أيضا محال : وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ شَهَادَةً يُوَافِقُ فِيهَا اَلسِّرُّ اَلْإِعْلاَنَ وَ اَلْقَلْبُ اَللِّسَانَ

٩٧

أَيُّهَا اَلنَّاسُ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي وَ لاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ عِصْيَانِي وَ لاَ تَتَرَامَوْا بِالْأَبْصَارِ عِنْدَ مَا تَسْمَعُونَهُ مِنِّي فَوَالَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ إِنَّ اَلَّذِي أُنَبِّئُكُمْ بِهِ عَنِ اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ ص وَ اَللَّهِ مَا كَذَبَ اَلْمُبَلِّغُ وَ لاَ جَهِلَ اَلسَّامِعُ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ضِلِّيلٍ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ وَ فَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ فَإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ وَ اِشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ وَ ثَقُلَتْ فِي اَلْأَرْضِ وَطْأَتُهُ عَضَّتِ اَلْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيَابِهَا وَ مَاجَتِ اَلْحَرْبُ بِأَمْوَاجِهَا وَ بَدَا مِنَ اَلْأَيَّامِ كُلُوحُهَا وَ مِنَ اَللَّيَالِي كُدُوحُهَا فَإِذَا أَيْنَعَ زَرْعُهُ وَ قَامَ عَلَى يَنْعِهِ وَ هَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ وَ بَرَقَتْ بَوَارِقُهُ عُقِدَتْ رَايَاتُ اَلْفِتَنِ اَلْمُعْضِلَةِ وَ أَقْبَلْنَ كَاللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ وَ اَلْبَحْرِ اَلْمُلْتَطِمِ هَذَا وَ كَمْ يَخْرِقُ اَلْكُوفَةَ مِنْ قَاصِفٍ وَ يَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ عَاصِفٍ وَ عَنْ قَلِيلٍ تَلْتَفُّ اَلْقُرُونُ بِالْقُرُونِ وَ يُحْصَدُ اَلْقَائِمُ وَ يُحْطَمُ اَلْمَحْصُودُ في الكلام محذوف و تقديره لا يجرمنكم شقاقي على أن تكذبوني و المفعول فضلة و حذفه كثير نحو قوله تعالى( اَللَّهُ يَبْسُطُ اَلرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَقْدِرُ ) فحذف العائد إلى الموصول و منها قوله سبحانه( لا عاصِمَ اَلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اَللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ ) أي من رحمه و لا بد من تقدير العائد إلى الموصول و قد قرئ قوله( وَ ما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ) و( ما عملت أيديهم ) بحذف المفعول.لا يجرمنكم لا يحملنكم و قيل لا يكسبنكم و هو من الألفاظ القرآنية.

٩٨

و لا يستهوينكم أي لا يستهيمنكم يجعلكم هائمين.و لا تتراموا بالأبصار أي لا يلحظ بعضكم بعضا فعل المنكر المكذب.ثم أقسم بالذي فلق الحبة و برأ النسمة فلق الحبة من البر أي شقها و أخرج منها الورق الأخضر قال تعالى( إِنَّ اَللَّهَ فالِقُ اَلْحَبِّ وَ اَلنَّوى) .و برأ النسمة أي خلق الإنسان و هذا القسم لا يزال أمير المؤمنين يقسم به و هو من مبتكراته و مبتدعاته.و المبلغ و السامع هو نفسه ع يقول ما كذبت على الرسول تعمدا و لا جهلت ما قاله فأنقل عنه غلطا.و الضليل الكثير الضلال كالشريب و الفسيق و نحوهما.و هذا كناية عن عبد الملك بن مروان لأن هذه الصفات و الأمارات فيه أتم منها في غيره لأنه قام بالشام حين دعا إلى نفسه و هو معنى نعيقه و فحصت راياته بالكوفة تارة حين شخص بنفسه إلى العراق و قتل مصعبا و تارة لما استخلف الأمراء على الكوفة كبشر بن مروان أخيه و غيره حتى انتهى الأمر إلى الحجاج و هو زمان اشتداد شكيمة عبد الملك و ثقل وطأته و حينئذ صعب الأمر جدا و تفاقمت الفتن مع الخوارج و عبد الرحمن بن الأشعث فلما كمل أمر عبد الملك و هو معنى أينع زرعه هلك و عقدت رايات الفتن المعضلة من بعده كحروب أولاده مع بني المهلب و كحروبهم مع زيد بن علي ع و كالفتن الكائنة بالكوفة أيام يوسف بن عمر و خالد القسري و عمر بن هبيرة و غيرهم و ما جرى فيها من الظلم و استئصال الأموال و ذهاب النفوس.

٩٩

و قد قيل إنه كنى عن معاوية و ما حدث في أيامه من الفتن و ما حدث بعده من فتنة يزيد و عبيد الله بن زياد و واقعة الحسين ع و الأول أرجح لأن معاوية في أيام أمير المؤمنين ع كان قد نعق بالشام و دعاهم إلى نفسه و الكلام يدل على إنسان ينعق فيما بعد أ لا تراه يقول لكأني أنظر إلى ضليل قد نعق بالشام ثم نعود إلى تفسير الألفاظ و الغريب.النعيق صوت الراعي بغنمه و فحص براياته من قولهم ما له مفحص قطاة أي مجثمها كأنهم جعلوا ضواحي الكوفة مفحصا و مجثما لراياتهم.و كوفان اسم الكوفة و الكوفة في الأصل اسم الرملة الحمراء و بها سميت الكوفة و ضواحيها نواحيها القريبة منها البارزة عنها يريد رستاقها.و فغرت فاغرته فتح فاه و هذا من باب الاستعارة أي إذا فتك فتح فاه و قتل كما يفتح الأسد فاه عند الافتراس و التأنيف للفتنة.و الشكيمة في الأصل حديدة معترضة في اللجام في فم الدابة ثم قالوا فلان شديد الشكيمة إذا كان شديد المراس شديد النفس عسر الانقياد.و ثقلت وطأته عظم جوره و ظلمه و كلوح الأيام عبوسها و الكدوح الآثار من الجراحات.و القروح الواحد الكدح أي الخدش.و المراد من قوله من الأيام ثم قال و من الليالي أن هذه الفتنة مستمرة الزمان كله لأن الزمان ليس إلا النهار و الليل.و أينع الزرع أدرك و نضج و هو الينع و الينع بالفتح و الضم مثل النضج و النضج

١٠٠