كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٩

كتاب شرح نهج البلاغة5%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 334

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 334 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 54197 / تحميل: 6807
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٩

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

و أوسطي من كافور و أسفلي من مسك ثم عجنني بماء الحيوان و قال لي كوني كذا فكنت خلقني لأخيك و ابن عمك علي بن أبي طالب.قلت الدرنوك ضرب من البسط ذو خمل و يشبه به فروة البعير قال الراجز:

جعد الدرانيك رفل الأجلاد

٢٨١

١٦٧ و من خطبة له ع

لِيَتَأَسَّ صَغِيرُكُمْ بِكَبِيرِكُمْ وَ لْيَرْأَفْ كَبِيرُكُمْ بِصَغِيرِكُمْ وَ لاَ تَكُونُوا كَجُفَاةِ اَلْجَاهِلِيَّةِ لاَ فِي اَلدِّينِ يَتَفَقَّهُونَ وَ لاَ عَنِ اَللَّهِ يَعْقِلُونَ كَقَيْضِ بَيْضٍ فِي أَدَاحٍ يَكُونُ كَسْرُهَا وِزْراً وَ يُخْرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً أمرهم ع أن يتأسى الصغير منهم بالكبير في أخلاقه و آدابه فإن الكبير لكثرة التجربة أحزم و أكيس و أن يرأف الكبير بالصغير و الرأفة الرحمة لأن الصغير مظنة الضعف و الرقة.ثم نهاهم عن خلق الجاهلية في الجفاء و القسوة و قال إنهم لا يتفقهون في دين و لا يعقلون عن الله ما يأمرهم به و هذا من قول الله سبحانه( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) و روي تتفقهون بتاء الخطاب.ثم شبههم ببيض الأفاعي في الأعشاش يظن بيض القطا فلا يحل لمن رآه أن يكسره لأنه يظنه بيض القطا و حضانه يخرج شرا لأنه يفقص عن أفعى.

٢٨٢

و استعار لفظة الأداحي للأعشاش مجازا لأن الأداحي لا تكون إلا للنعام تدحوها بأرجلها و تبيض فيها و دحوها توسيعها من دحوت الأرض.و القيض الكسر و الفلق قضت القارورة و البيضة و انقاضت هي و انقاض الجدار انقياضا أي تصدع من غير أن يسقط فإن سقط قيل تقيض تقيضا و تقوض تقوضا و قوضته أنا و تقول للبيضة إذا تكسرت فلقا تقيضت تقيضا فإن تصدعت و لم تنفلق قلت انقاضت فهي منقاضة و القارورة مثله : مِنْهَا اِفْتَرَقُوا بَعْدَ أُلْفَتِهِمْ وَ تَشَتَّتُوا عَنْ أَصْلِهِمْ فَمِنْهُمْ آخِذٌ بِغُصْنٍ أَيْنَمَا مَالَ مَالَ مَعَهُ عَلَى أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى سَيَجْمَعُهُمْ لِشَرِّ يَوْمٍ لِبَنِي أُمَيَّةَ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ اَلْخَرِيفِ يُؤَلِّفُ اَللَّهُ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَجْمَعُهُمْ رُكَاماً كَرُكَامِ اَلسَّحَابِ ثُمَّ يَفْتَحُ اَللَّهُ لَهُمْ أَبْوَاباً يَسِيلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ كَسَيْلِ اَلْجَنَّتَيْنِ حَيْثُ لَمْ تَسْلَمْ عَلَيْهِ قَارَةٌ وَ لَمْ تَثْبُتْ عَلَيْهِ أَكَمَةٌ وَ لَمْ يَرُدَّ سُنَنَهُ رَصُّ طَوْدٍ وَ لاَ حِدَابُ أَرْضٍ يُذَعْذِعُهُمُ اَللَّهُ فِي بُطُونِ أَوْدِيَتِهِ ثُمَّ يَسْلُكُهُمْ يَنَابِيعَ فِي اَلْأَرْضِ يَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ وَ يُمَكِّنُ لِقَوْمٍ فِي دِيَارِ قَوْمٍ وَ اَيْمُ اَللَّهِ لَيَذُوبَنَّ مَا فِي أَيْدِيهِمْ بَعْدَ اَلْعُلُوِّ وَ اَلتَّمْكِينِ كَمَا تَذُوبُ اَلْأَلْيَةُ عَلَى اَلنَّارِ أَيُّهَا اَلنَّاسُ لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ نَصْرِ اَلْحَقِّ وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِينِ اَلْبَاطِلِ لَمْ

٢٨٣

يَطْمَعْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِثْلَكُمْ وَ لَمْ يَقْوَ مَنْ قَوِيَ عَلَيْكُمْ لَكِنَّكُمْ تِهْتُمْ مَتَاهَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لَعَمْرِي لَيُضَعَّفَنَّ لَكُمُ اَلتِّيْهُ مِنْ بَعْدِي أَضْعَافاً بِمَا خَلَّفْتُمُ اَلْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَ قَطَعْتُمُ اَلْأَدْنَى وَ وَصَلْتُمُ اَلْأَبْعَدَ وَ اِعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنِ اِتَّبَعْتُمُ اَلدَّاعِيَ لَكُمْ سَلَكَ بِكُمْ مِنْهَاجَ اَلرَّسُولِ وَ كُفِيتُمْ مَئُونَةَ اَلاِعْتِسَافِ وَ نَبَذْتُمُ اَلثِّقْلَ اَلْفَادِحَ عَنِ اَلْأَعْنَاقِ هو ع يذكر حال أصحابه و شيعته بعده فيقول افترقوا بعد ألفتهم أي بعد اجتماعهم.و تشتتوا عن أصلهم أي عني بعد مفارقتي فمنهم آخذ بغصن أي يكون منهم من يتمسك بمن أخلفه بعدي من ذرية الرسول أينما سلكوا سلكوا معهم و تقدير الكلام و منهم من لا يكون هذه حاله لكنه لم يذكره ع اكتفاء بذكر القسم الأول لأنه دال على القسم الثاني.ثم قال على أن هؤلاء القوم من ثبت منهم على عقيدته فينا و من لم يثبت لا بد أن يجمعهم الله تعالى لشر يوم لبني أمية و كذا كان فإن الشيعة الهاشمية اجتمعت على إزالة ملك بني مروان من كان منهم ثابتا على ولاء علي بن أبي طالب ع و من حاد منهم عن ذلك و ذلك في أواخر أيام مروان الحمار عند ظهور الدعوة الهاشمية.و قزع الخريف جمع قزعة و هي سحب صغار تجتمع فتصير ركاما و هو ما كثف

٢٨٤

من السحاب و ركمت الشي‏ء أركمه إذا جمعته و ألقيت بعضه على بعض.و مستثارهم موضع ثورتهم.و الجنتان هما اللتان قال الله تعالى فيهما( لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمالٍ ) و سلط الله عليهما السيل قال الله تعالى( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ اَلْعَرِمِ ) فشبه ع سيلان الجيوش إلى بني أمية بالسيل المسلط على تينك الجنتين.فإنه لم تسلم عليه قارة و هي الجبيل الصغير و لم تثبت له أكمة و هي التلعة من الأرض.و لم يرد سننه أي طريقه طود مرصوص أي جبل شديد التصاق الأجزاء بعضها ببعض و لا حداب أرض جمع حدبة و هي الروابي و النجاد.ثم قال يذعذعهم الله الذعذعة بالذال المعجمة مرتين التفريق و ذعذعة الشر إذاعته.ثم يسلكهم ينابيع في الأرض من ألفاظ القرآن و المراد أنه كما أن الله تعالى ينزل من السماء ماء فيستكن في أعماق الأرض ثم يظهر منها ينابيع إلى ظاهرها كذلك هؤلاء القوم يفرقهم الله تعالى في بطون الأودية و غوامض الأغوار ثم

٢٨٥

يظهرهم بعد الاختفاء فيأخذ بهم من قوم حقوق آخرين و يمكن منهم قوما من ملك قوم و ديارهم.ثم أقسم ليذوبن ما في أيدي بني أمية بعد علوهم و تمكينهم كما تذوب الألية على النار و همزة الألية مفتوحة و جمعها أليات بالتحريك و التثنية أليان بغير تاء قال الراجز

ترتج ألياه ارتجاج الوطب

و جمع الألية ألاء على فعال و كبش آلى على أفعل و نعجة ألياء و الجمع ألي على فعل و يقال أيضا كبش أليان بالتحريك و كباش أليانات و رجل أليأ أي عظيم الألية و امرأة عجزاء و لا تقل ألياء و قد قاله بعضهم و قد ألي الرجل بالكسر يألى عظمت أليته.ثم قال لو لا تخاذلكم لم يطمع فيكم من هو دونكم.و تهنوا مضارع وهن أي ضعف و هو من ألفاظ القرآن أيضا.و تهتم متاه بني إسرائيل حرتم و ضللتم الطريق وقد جاء في المسانيد الصحيحة أن رسول الله ص قال لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فقيل يا رسول الله اليهود و النصارى قال فمن إذا ومن الأخبار الصحيحة أيضا أ متهوكون أنتم كما تهوكت اليهود و النصارى وفي صحيحي البخاري و مسلم رحمهما الله أنه سيجاء يوم القيامة بأناس من أمتي

٢٨٦

فيؤخذ بهم ذات الشمال فإذا رأيتهم اختلجوا دوني قلت أي رب أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول ما قال العبد الصالح( وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ اَلرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ ) الإسناد في هذا الحديث عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه و في الصحيحين أيضا عن زينب بنت جحش قالت استيقظ رسول الله ص يوما من نومه محمرا وجهه و هو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فقلت يا رسول الله أ نهلك و فينا الصالحون فقال نعم إذا كثر الخبث و في الصحيحين أيضا يهلك أمتي هذا الحي من قريش قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال لو أن الناس اعتزلوهم رواه أبو هريرة عنه ص.

ثم قال ع ليضعفن لكم التيه من بعدي يعني الضلال يضعفه لكم الشيطان و أنفسكم بما خلفتم الحق وراء ظهوركم أي لأجل ترككم الحق و قطعكم الأدنى يعني نفسه و وصلكم الأبعد يعني معاوية و يروى إن اتبعتم الراعي لكم بالراء.و الاعتساف سلوك غير الطريق و الفادح الثقل فدحه الدين أثقله

٢٨٧

١٦٨ و من خطبة له ع في أول خلافته

إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى سُبْحَانَهُ أَنْزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيَّنَ فِيهِ اَلْخَيْرَ وَ اَلشَّرَّ فَخُذُوا نَهْجَ اَلْخَيْرِ تَهْتَدُوا وَ اِصْدِفُوا عَنْ سَمْتِ اَلشَّرِّ تَقْصِدُوا اَلْفَرَائِضَ اَلْفَرَائِضَ أَدُّوهَا إِلَى اَللَّهِ تُؤَدِّكُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ إِنَّ اَللَّهَ حَرَّمَ حَرَاماً غَيْرَ مَجْهُولٍ وَ أَحَلَّ حَلاَلاً غَيْرَ مَدْخُولٍ وَ فَضَّلَ حُرْمَةَ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْحُرَمِ كُلِّهَا وَ شَدَّ بِالْإِخْلاَصِ وَ اَلتَّوْحِيدِ حُقُوقَ اَلْمُسْلِمِينَ فِي مَعَاقِدِهَا فَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ اَلْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ لاَ يَحِلُّ أَذَى اَلْمُسْلِمِ إِلاَّ بِمَا يَجِبُ بَادِرُوا أَمْرَ اَلْعَامَّةِ وَ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ وَ هُوَ اَلْمَوْتُ فَإِنَّ اَلنَّاسَ أَمَامَكُمْ وَ إِنَّ اَلسَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ مِنْ خَلْفِكُمْ تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ اِتَّقُوا اَللَّهَ فِي عِبَادِهِ وَ بِلاَدِهِ فَإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ حَتَّى عَنِ اَلْبِقَاعِ وَ اَلْبَهَائِمِ وَ أَطِيعُوا اَللَّهَ وَ لاَ تَعْصُوهُ وَ إِذَا رَأَيْتُمُ اَلْخَيْرَ فَخُذُوا بِهِ وَ إِذَا رَأَيْتُمُ اَلشَّرَّ فَأَعْرِضُوا عَنْهُ

٢٨٨

و اصدفوا عن سمت الشر أي أعرضوا عن طريقه تقصدوا أي تعدلوا و القصد العدل.ثم أمر بلزوم الفرائض من العبادات و المحافظة عليها كالصلاة و الزكاة و انتصب ذلك على الإغراء.ثم ذكر أن الحرام غير مجهول للمكلف بل معلوم و الحلال غير مدخول أي لا عيب و لا نقص فيه و أن حرمة المسلم أفضل من جميع الحرمات و هذا لفظ

الخبر النبوي حرمة المسلم فوق كل حرمة دمه و عرضه و ماله.قال ع و شد بالإخلاص و التوحيد حقوق المسلمين في معاقدها لأن الإخلاص و التوحيد داعيان إلى المحافظة على حقوق المسلمين صارفان عن انتهاك محارمهم.قال فالمسلم من سلم الناس هذا لفظ الخبر النبوي بعينه.قوله و لا يحل أذى المسلم إلا بما يجب أي إلا بحق و هو الكلام الأول و إنما أعاده تأكيدا.ثم أمر بمبادرة الموت و سماه الواقعة العامة لأنه يعم الحيوان كله ثم سماه خاصة أحدكم لأنه و إن كان عاما إلا أن له مع كل إنسان بعينه خصوصية زائدة على ذلك العموم.قوله فإن الناس أمامكم أي قد سبقوكم و الساعة تسوقكم من خلفكم.ثم أمر بالتخفف و هو القناعة من الدنيا باليسير و ترك الحرص عليها فإن المسافر الخفيف أحرى بالنجاة و لحاق أصحابه و بلوغ المنزل من الثقيل.

٢٨٩

و قوله فإنما ينتظر بأولكم آخركم أي إنما ينتظر ببعث الموتى المتقدمين أن يموت الأواخر أيضا فيبعث الكل جميعا في وقت واحد.ثم ذكر أنهم مسئولون عن كل شي‏ء حتى عن البقاع لم استوطنتم هذه و زهدتم في هذه و لم أخربتم هذه الدار و عمرتم هذه الدار و حتى عن البهائم لم ضربتموها لم أجعتموها.و روي فإن البأس أمامكم يعني الفتنة و الرواية الأولى أظهر و قد ورد في الأخبار النبوية لينتصفن للجماء من القرناء و

جاء في الخبر الصحيح إن الله تعالى عذب إنسانا بهر حبسه في بيت و أجاعه حتى هلك

٢٩٠

١٦٩ و من كلام له ع بعد ما بويع له بالخلافة

و قد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان فقال ع : يَا إِخْوَتَاهْ إِنِّي لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ وَ لَكِنْ كَيْفَ لِي بِقُوَّةٍ وَ اَلْقَوْمُ اَلْمُجْلِبُونَ عَلَى حَدِّ شَوْكَتِهِمْ يَمْلِكُونَنَا وَ لاَ نَمْلِكُهُمْ وَ هَا هُمْ هَؤُلاَءِ قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدَانُكُمْ وَ اِلْتَفَّتْ إِلَيْهِمْ أَعْرَابُكُمْ وَ هُمْ خِلاَلَكُمْ يَسُومُونَكُمْ مَا شَاءُوا وَ هَلْ تَرَوْنَ مَوْضِعاً لِقُدْرَةٍ عَلَى شَيْ‏ءٍ تُرِيدُونَهُ إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ أَمْرُ جَاهِلِيَّةٍ وَ إِنَّ لِهَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ مَادَّةً إِنَّ اَلنَّاسَ مِنْ هَذَا اَلْأَمْرِ إِذَا حُرِّكَ عَلَى أُمُورٍ فِرْقَةٌ تَرَى مَا تَرَوْنَ وَ فِرْقَةٌ تَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَ فِرْقَةٌ لاَ تَرَى هَذَا وَ لاَ هَذَا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَهْدَأَ اَلنَّاسُ وَ تَقَعَ اَلْقُلُوبُ مَوَاقِعَهَا وَ تُؤْخَذَ اَلْحُقُوقُ مُسْمَحَةً فَاهْدَءُوا عَنِّي وَ اُنْظُرُوا مَا ذَا يَأْتِيكُمْ بِهِ أَمْرِي وَ لاَ تَفْعَلُوا فَعْلَةً تُضَعْضِعُ قُوَّةً وَ تُسْقِطُ مُنَّةً وَ تُورِثُ وَهْناً وَ ذِلَّةً وَ سَأُمْسِكُ اَلْأَمْرَ مَا اِسْتَمْسَكَ وَ إِذَا لَمْ أَجِدْ بُدّاً فَآخِرُ اَلدَّوَاءِ اَلْكَيُّ أجلب عليه أعان عليه و أجلبه أعانه و الألف في يا إخوتاه بدل من ياء الإضافة و الهاء للسكت.

٢٩١

و على حد شوكتهم شدتهم أي لم تنكسر سورتهم.و العبدان جمع عبد بالكسر مثل جحش و جحشان و جاء عبدان بالضم مثل تمر و تمران و جاء عبيد مثل كلب و كليب و هو جمع عزيز و جاء أعبد و عباد و عبدان مشددة الدال و عبداء بالمد و عبدى بالقصر و معبوداء بالمد و عبد بالضم مثل سقف و سقف و أنشدوا:

أنسب العبد إلى آبائه

أسود الجلدة من قوم عبد

و منه قرأ بعضهم( وَ عَبَدَ اَلطَّاغُوتَ ) و أضافه.قوله و التفت إليهم أعرابكم انضمت و اختلطت بهم.و هم خلالكم أي بينكم يسومونكم ما شاءوا يكلفونكم قال تعالى( يَسُومُونَكُمْ سُوءَ اَلْعَذابِ ) .و تؤخذ الحقوق مسمحة من أسمح أي ذل و انقاد.فاهدءوا عني أي فاسكنوا هدأ الرجل هدءا و هدوءا أي سكن و أهدأه غيره و تضعضع قوة تضعف و تهد ضعضعت البناء هددته و المنة القوة و الوهن الضعف و آخر الدواء الكي مثل مشهور و يقال آخر الطب و يغلط فيه العامة فتقول آخر الداء و الكي ليس من الداء ليكون آخره

٢٩٢

موقف علي من قتلة عثمان

و اعلم أن هذا الكلام يدل على أنه ع كان في نفسه عقاب الذين حصروا عثمان و الاقتصاص ممن قتله إن كان بقي ممن باشر قتله أحد و لهذا قال إني لست أجهل ما تعلمون فاعترف بأنه عالم بوجوب ذلك و اعتذر بعدم التمكن كما ينبغي و صدق ع فإن أكثر أهل المدينة أجلبوا عليه و كان من أهل مصر و من الكوفة عالم عظيم حضروا من بلادهم و طووا المسالك البعيدة لذلك و انضم إليهم أعراب أجلاف من البادية و كان الأمر أمر جاهلية كما قال ع و لو حرك ساكنا لاختلف الناس و اضطربوا فقوم يقولون أصاب و قوم يقولون أخطأ و قوم لا يحكمون بصواب و لا خطأ بل يتوقفون و لا يأمن لو شرع في عقوبة الناس و القبض عليهم من تجدد فتنة أخرى كالأولى و أعظم فكان الأصوب في التدبير و الذي يوجبه الشرع و العقل الإمساك إلى حين سكون الفتنة و تفرق تلك الشعوب و عود كل قوم إلى بلادهم و كان ع يؤمل أن يطيعه معاوية و غيره و أن يحضر بنو عثمان عنده يطالبون بدم أبيهم و يعينون قوما بأعيانهم بعضهم للقتل و بعضهم للحصار و بعضهم للتسور كما جرت عادة المتظلمين إلى الإمام و القاضي فحينئذ يتمكن من العمل بحكم الله تعالى فلم يقع الأمر بموجب ذلك و عصى معاوية و أهل الشام و التجأ ورثة عثمان إليه و فارقوا حوزة أمير المؤمنين ع و لم يطلبوا القصاص طلبا شرعيا و إنما طلبوه مغالبة و جعلها معاوية عصبية الجاهلية و لم يأت أحد منهم الأمر من بابه و قبل ذلك ما كان من أمر طلحة و الزبير و نقضهما البيعة و نهبهما أموال المسلمين بالبصرة و قتلهما الصالحين من أهلها و جرت أمور كلها تمنع الإمام عن التصدي للقصاص و اعتماد ما يجب اعتماده لو كان الأمر وقع على القاعدة

٢٩٣

الصحيحة من المطالبة بذلك على وجه السكون و الحكومة و قد قال هو ع لمعاوية فأما طلبك قتلة عثمان فادخل في الطاعة و حاكم القوم إلي أحملك و إياهم على كتاب الله و سنة رسوله.قال أصحابنا المعتزلة رحمهم الله و هذا عين الحق و محض الصواب لأنه يجب دخول الناس في طاعة الإمام ثم تقع المحاكمة إليه فإن حكم بالحق استديمت إمامته و إن حكم بالجور انتقض أمره و تعين خلعه.فإن قلت فما معنى قوله و سأمسك الأمر ما استمسك فإذا لم أجد بدا فآخر الدواء الكي.قلت ليس معناه و سأصبر عن معاقبة هؤلاء ما أمكن الصبر فإذا لم أجد بدا عاقبتهم و لكنه كلام قاله أول مسير طلحة و الزبير إلى البصرة فإنه حينئذ أشار عليه قوم بمعاقبة المجلبين فاعتذر بما قد ذكر ثم قال و سأمسك الأمر ما استمسك أي أمسك نفسي عن محاربة هؤلاء الناكثين للبيعة ما أمكنني و أدفع الأيام بمراسلتهم و تخويفهم و إنذارهم و أجتهد في ردهم إلى الطاعة بالترغيب و الترهيب فإذا لم أجد بدا من الحرب فآخر الدواء الكي أي الحرب لأنها الغاية التي ينتهي أمر العصاة إليها

٢٩٤

١٧٠ و من خطبة له ع عند مسير أصحاب الجمل إلى البصرة

إِنَّ اَللَّهَ بَعَثَ رَسُولاً هَادِياً بِكِتَابٍ نَاطِقٍ وَ أَمْرٍ قَائِمٍ لاَ يَهْلِكُ عَنْهُ إِلاَّ هَالِكٌ وَ إِنَّ اَلْمُبْتَدَعَاتِ اَلْمُشَبَّهَاتِ هُنَّ اَلْمُهْلِكَاتُ إِلاَّ مَا حَفِظَ اَللَّهُ مِنْهَا وَ إِنَّ فِي سُلْطَانِ اَللَّهِ عِصْمَةً لِأَمْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ طَاعَتَكُمْ غَيْرَ مُلَوَّمَةٍ وَ لاَ مُسْتَكْرَهٍ بِهَا وَ اَللَّهِ لَتَفْعَلُنَّ أَوْ لَيَنْقُلَنَّ اَللَّهُ عَنْكُمْ سُلْطَانَ اَلْإِسْلاَمِ ثُمَّ لاَ يَنْقُلُهُ إِلَيْكُمْ أَبَداً حَتَّى يَأْرِزَ اَلْأَمْرُ إِلَى غَيْرِكُمْ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ تَمَالَئُوا عَلَى سَخْطَةِ إِمَارَتِي وَ سَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ عَلَى جَمَاعَتِكُمْ فَإِنَّهُمْ إِنْ تَمَّمُوا عَلَى فَيَالَةِ هَذَا اَلرَّأْيِ اِنْقَطَعَ نِظَامُ اَلْمُسْلِمِينَ وَ إِنَّمَا طَلَبُوا هَذِهِ اَلدُّنْيَا حَسَداً لِمَنْ أَفَاءَهَا اَللَّهُ عَلَيْهِ فَأَرَادُوا رَدَّ اَلْأُمُورِ عَلَى أَدْبَارِهَا وَ لَكُمْ عَلَيْنَا اَلْعَمَلُ بِكِتَابِ اَللَّهِ تَعَالَى وَ سُنَّةِ رَسُولِهِ سِيرَةِ رَسُولِ اَللَّهِ ص وَ اَلْقِيَامُ بِحَقِّهِ وَ اَلنَّعْشُ لِسُنَّتِهِ و أمر قائم أي مستقيم ليس بذي عوج لا يهلك عنه إلا هالك تقديره لا يهلك عادلا عنه إلا هالك و هذا كما تقول لا يعلم هذا الفن إلا عالم أي من قد بلغ الغاية

٢٩٥

في العلم و استحق أن يوصف بذلك و يشار إليه فيه كذلك لا يهلك بعدوله عنه إلا من هو أعظم الهالكين و من يشار إليه بالهلاك و قد بلغ الغاية في الهلاك.ثم قال إن المبتدعات المشبهات هن المهلكات المبتدعات ما أحدث و لم يكن على عهد الرسول و المشبهات التي تشبه السنن و ليست منها أي المشبهات بالسنن و روي المشبهات بالكسر أي المشبهات على الناس يقال قد شبه عليه الأمر أي ألبس عليه و يروى المشتبهات أي الملتبسات لا يعرف حقها من باطلها.قال إلا من حفظ الله أي من عصمه الله بألطاف يمتنع لأجلها عن الخطأ ثم أمرهم بلزوم الطاعة و اتباع السلطان و قال إن فيه عصمة لأمركم فأعطوه طاعتكم غير ملومة أي مخلصين ذوي طاعة محضة لا يلام باذلها أي لا ينسب إلى النفاق و لا مستكره بها أي ليست عن استكراه بل يبذلونها اختيارا و محبة و يروى غير ملوية أي معوجة من لويت العود.ثم أقسم أنهم إن لم يفعلوا و إلا نقل الله عنهم سلطان الإسلام يعني الخلافة ثم لا يعيده إليهم أبدا حتى يأرز الأمر إلى غيرهم أي حتى ينقبض و ينضم و يجتمع و في الحديث إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها.فإن قلت كيف قال إنه لا يعيده إليهم أبدا و قد عاد إليهم بالخلافة العباسية.قلت لأن الشرط لم يقع و هو عدم الطاعة فإن أكثرهم أطاعوه طاعة غير ملومة و لا مستكره بها و إذا لم يتحقق الشرط لم يتحقق المشروط.

٢٩٦

و قد أجاب قوم عن هذا فقالوا خاطب الشيعة الطالبية فقال إن لم تعطوني الطاعة المحضة نقل الله الخلافة عن هذا البيت حتى يأرز و ينضم إلى بيت آخر و هكذا وقع فإنها انضمت إلى بيت آخر من بني هاشم.و أجاب قوم آخرون فقالوا أراد بقوله أبدا المبالغة كما تقول احبس هذا الغريم أبدا و المراد بالقوم الذين يأرز الأمر إليهم بنو أمية كأنه قال إن لم تفعلوا نقل الله الخلافة عنكم حتى يجعلها في قوم آخرين و هم أعداؤكم من أهل الشام و بني أمية و لا يعيده إليكم إلى مدة طويلة و هكذا وقع.و قد تمالئوا قد اجتمعوا و تساعدوا على سخطة إمارتي على كراهيتها و بغضها.ثم وعد بالصبر عليهم ما لم يخف من فرقة الجماعة و انتشار حبل الإسلام.و فيالة الرأي ضعفه و كذلك فيولته و رجل فيل الرأي أي ضعيفه قال:

بني رب الجواد فلا تفيلوا

فما أنتم فنعذركم لفيل

أي لستم على رجل ضعيف الرأي و الجمع أفيال و يقال أيضا رجل فال قال:

رأيتك يا أخيطل إذ جرينا

و جربت الفراسة كنت فالا

قال إن تموا على هذا الرأي الضعيف قطعوا نظام المسلمين و فرقوا جماعتهم.ثم ذكر أن الحسد دعاهم إلى ذلك و أفاءها عليه ردها عليه فاء يفي‏ء رجع و فلان سريع الفي‏ء من غضبه أي سريع الرجوع و إنه لحسن الفيئة بالكسر مثال الفيعة أي حسن الرجوع و هذا الكلام لا يشعر بأنه ع كان يعتقد أن الأمر له و أنه غلب عليه ثم رجع إليه و لكنه محمول على أنه من رسول الله ص بمنزلة الجزء من الكل و أنهما من جوهر واحد فلما كان الوالي قديما و هو رسول الله ص

٢٩٧

ثم تخلل بين ولايته ص و ولاية أمير المؤمنين ع ولايات غريبة سمى ولايته فيئا و رجوعا لأنها رجعت إلى الدوحة الهاشمية و بهذا يجب أن يتأول قوله فأرادوا رد الأمور على أدبارها أي أرادوا انتزاع الخلافة من بني هاشم كما انتزعت أولا و إقرارها في بيوت بعيدة عن هذا البيت أسوة بما وقع من قبل.و النعش مصدر نعش أي رفع و لا يجوز أنعش

٢٩٨

١٧١ و من كلام له ع كلم به بعض العرب

وَ قَدْ أَرْسَلَهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ اَلْبَصْرَةِ لَمَّا قَرُبَ ع مِنْهَا لِيَعْلَمَ لَهُمْ مِنْهُ حَقِيقَةَ حَالِهِ مَعَ أَصْحَابِ اَلْجَمَلِ لِتَزُولَ اَلشُّبْهَةُ مِنْ نُفُوسِهِمْ فَبَيَّنَ لَهُ ع مِنْ أَمْرِهِ مَعَهُمْ مَا عَلِمَ بِهِ أَنَّهُ عَلَى اَلْحَقِّ ثُمَّ قَالَ لَهُ بَايِعْ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ قَوْمٍ وَ لاَ أُحْدِثُ حَدَثاً حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ ع أَ رَأَيْتَ لَوْ أَنَّ اَلَّذِينَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تَبْتَغِي لَهُمْ مَسَاقِطَ اَلْغَيْثِ فَرَجَعْتَ إِلَيْهِمْ وَ أَخْبَرْتَهُمْ عَنِ اَلْكَلَإِ وَ اَلْمَاءِ فَخَالَفُوا إِلَى اَلْمَعَاطِشِ وَ اَلْمَجَادِبِ مَا كُنْتَ صَانِعاً قَالَ كُنْتُ تَارِكَهُمْ وَ مُخَالِفَهُمْ إِلَى اَلْكَلَإِ وَ اَلْمَاءِ فَقَالَ ع فَامْدُدْ إِذاً يَدَكَ فَقَالَ اَلرَّجُلُ فَوَاللَّهِ مَا اِسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِيَامِ اَلْحُجَّةِ عَلَيَّ فَبَايَعْتُهُ ع وَ اَلرَّجُلُ يُعْرَفُ بِكُلَيْبٍ اَلْجَرْمِيِّ الجرمي منسوب إلى بني جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة من حمير و كان هذا الرجل بعثه قوم من أهل البصرة إليه ع

٢٩٩

يستعلم حاله أ هو على حجة أم على شبهة فلما رآه ع و سمع لفظه علم صدقه و برهانه فكان بينهما ما قد شرحه ع.و لا شي‏ء ألطف و لا أوقع و لا أوضح من المثال الذي ضربه ع و هو حجة لازمة لا مدفع لها.قوله و لا أحدث حدثا أي لا أفعل ما لم يأمروني به إنما أمرت باستعلام حالك فقط فأما المبايعة لك فإن أحدثتها كنت فاعلا ما لم أندب له.و مساقط الغيث المواضع التي يسقط الغيث فيها و الكلأ النبت إذا طال و أمكن أن يرعى و أول ما يظهر يسمى الرطب فإذا طال قليلا فهو الخلى فإذا طال شيئا آخر فهو الكلأ فإذا يبس فهو الحشيش.و المعاطش و المجادب مواضع العطش و الجدب و هو المحل

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334