كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

كتاب شرح نهج البلاغة20%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 290

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 290 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 51293 / تحميل: 6841
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

امرأة زنت فحبلت، فقتلت ولدها سرا، فأمر بها فجلدت مائة جلدة ثم رجمت ».

ورواه الصدوق في المقنع: عنهعليه‌السلام إلى قوله: « رجمت، وكان أول من رجمها »(١) .

[ ٢١٩٥٧ ] ٨ - وعن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث قال: « قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام في المرأة لها بعل، لحقت بقوم فأخبرتهم انها بلا زوج، فنكحها أحدهم، ثم جاء زوجها، ان لها الصداق، وأمر بها إذا وضعت ولدها أن ترجم ».

[ ٢١٩٥٨ ] ٩ - وقال يعني الصادقعليه‌السلام : « رجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يجلد » وذكر له أن علياعليه‌السلام رجم وجلد بالكوفة، فقالعليه‌السلام : « لا أعرف ».

[ ٢١٩٥٩ ] ١٠ - الصدوق في المقنع: فان زنى رجل بامرأة وهما غير محصنين، فعليه وعلى المرأة جلد مائة، لقول الله عز وجل:( الزَّانِيَةُ ) (١) الآية فإن زنى رجل بامرأة وهي محصنة والرجل غير محصن، ضرب الرجل الحد مائة جلدة ورجمت المرأة، وإذا كانت المرأة غير محصنة والرجل محصن، رجم الرجل وضربت المرأة مائة جلدة، وإذا كانا محصنين ضربا مائة جلدة ثم رجما(٢) .

والبكر والبكرة إذا زنيا جلدا مائة جلدة ثم ينفيان سنة إلى غير

__________________

(١) المقنع ص ١٤٦.

٨ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٩ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

١٠ - المقنع ص ١٤٣.

(١) النور ٢٤: ٢.

(٢) نفس المصدر ص ١٤٤.

٤١

مصرهما(٣) .

[ ٢١٩٦٠ ] ١١ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « المحصن يجلد مائة [ جلدة ](١) ويرجم، ومن لم يحصن يجلد مائة جلدة ولا ينفى، والذي قد أملك ولم يدخل بها يجلد مائة وينفى ».

[ ٢١٩٦١ ] ١٢ - عوالي اللآلي: وفي الحديث: أن علياعليه‌السلام جلد سراجة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة، فقيل له: تحدها حدين! فقال: « جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٢ -( باب ثبوت الاحصان الموجب للرجم في الزنى، بأن يكون له فرج حرة أو أمة يغذو عليه ويروح، بعقد دائم أو ملك يمين، مع الدخول، وعدم ثبوت الاحصان بالمتعة)

[ ٢١٩٦٢ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عنهعليه‌السلام : أنه قال في حديث: « ولا يكون الرجل محصنا، حتى يكون عنده امرأة يغلق عليها بابه ».

[ ٢١٩٦٣ ] ٢ - وعن أبي إسحاق، عن إبراهيم قال: سألتهعليه‌السلام عن الزاني، وعنده سرية أو أمة يطأها، قال: « إنما هو الاستغناء أن يكون عنده ما يغنيه عن الزنى » قلت: فان زعم أنه لا يطأ الأمة؟ قال: « لا يصدق ذلك » قلت: فان كانت عنده متعة؟ قال: « إنما هو الدائم عنده ».

__________________

(٣) نفس المصدر ص ١٤٥.

١١ - المقنع ص ١٤٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٢ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٥٢ ح ٢٨.

الباب ٢

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٤٢

[ ٢١٩٦٤ ] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يقع الاحصان ولا يجب الرجم إلا بعد التزويج الصحيح، والدخول، ومقام الزوجين بعضهما(١) على بعض، فان أنكر الرجل أو المرأة الوطئ بعد أن دخل الزوج بها لم يصدقا، قال: ولا يكون الاحصان بنكاح متعة ».

[ ٢١٩٦٥ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وحد المحصن أن يكون له فرج يغدو عليه ويروح ».

[ ٢١٩٦٦ ] ٥ - العياشي في تفسيره: عن حريز قال: سألتهعليه‌السلام عن المحصن، فقال: « الذي عنده ما يغنيه ».

[ ٢١٩٦٧ ] ٦ - وعن ابن خرزاذ، عمن رواه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قوله،( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ ) (١) قال: « كل ذوات الأزواج ».

٣ -( باب عدم ثبوت الاحصان مع وجود الزوجة الغائبة، ولا الحاضرة التي لا يقدر على الوصول إليها، فلا يجب الرجم على أحدهما بالزنى)

[ ٢١٩٦٨ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وليس الغائب عن امرأته(١) والمغيبة بمحصنين، إنما الاحصان

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥١ ح ١٥٧٧.

(١) في المخطوط: « بعضها » وما أثبتناه من المصدر.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٥ ح ٨٤.

(١) النساء ٤: ٢٤.

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥١ ح ١٥٧٧.

(١) في المخطوط: « امرأة »وما أثبتناه من المصدر.

٤٣

الذي يجب به الرجم، أن يكون الرجل مع امرأته، والمرأة مع زوجها ».

[ ٢١٩٦٩ ] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عنهعليه‌السلام : « المغيب والمغيبة ليس عليها رجم، إلا أن يكون رجلا مقيما مع امرأة مقيمة معه » الخبر.

٤ -( باب حكم ما لو كان أحد الزوجين حرا والآخر رقا، أو أحدهما نصرانيا والآخر يهوديا)

[ ٢١٩٧٠ ] ١ - الصدوق في المقنع: وكما لا تحصنه الأمة والنصرانية واليهودية إن زنى بحرة، فكذلك لا يكون عليه حد المحصن إن زنى بيهودية أو نصرانية أو أمة وتحته حرة.

٥ -( باب عدم ثبوت الاحصان قبل الدخول بالزوج والأمة، وكذا العبد إذا أعتق وتحته حرة، حتى يطأها بعد العتق)

[ ٢١٩٧١ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه أتي برجل قد أقر على نفسه بالزنى، فقال له: « أحصنت؟ » قال: نعم، قال: « إذا ترجم » فرفعه إلى السجن، فلما كان من العشي جمع الناس ليرجمه، فقال رجل منهم: يا أمير المؤمنين، انه تزوج امرأة لم يدخل بها بعد، ففرح بذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام وضربه الحد.

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « لا يقع الاحصان ولا يجب الرجم، إلا بعد التزويج الصحيح والدخول » الخبر.

__________________

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

الباب ٤

١ - المقنع ص ١٤٨.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥١ ح ١٥٧٧.

٤٤

[ ٢١٩٧٢ ] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « إذا زنت المرأة قبل أن يدخل بها زوجها، فرق بينهما ولا صداق لها، لان الحدث جاء من قبلها ».

[ ٢١٩٧٣ ] ٣ - العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن قول الله في الإماء:( فَإِذَا أُحْصِنَّ ) (١) ما احصانهن، قال: « يدخل بهن » قلت: فإن لم يدخل بهن، ما عليهن حد؟ قال: « بلى ».

[ ٢١٩٧٤ ] ٤ - وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله في الإماء:( فَإِذَا أُحْصِنَّ ) (١) ، قال: « احصانهن أن يدخل بهن »، قلت: فإن لم يدخل بهن، فأحدثن حدثنا، هل عليهن حد؟ قال: « نعم »، الخبر.

[ ٢١٩٧٥ ] ٥ - الصدوق في المقنع: وإذا كانت تحت عبد حرة فأعتق ثم زنى، فإن كان قد غشيها بعد ما أعتق رجم، وإن لم يكن غشيها بعد ما أعتق ضرب الحد.

[ ٢١٩٧٦ ] ٦ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : عن الرجل يزني ولم يدخل بأهله، يحصن؟ قال: فقال: « لا، ولا يحصن بأمة ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٠٣.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٥ ح ٩٣.

(١) النساء ٤: ٢٥.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٥ ح ٩٤.

(١) النساء ٤: ٢٥.

٥ - المقنع ص ١٤٧.

٦ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣١.

٤٥

٦ -( باب أن من زنى بجارية زوجته فعليه الرجم مع الاحصان، وكذا لو زنى بكافرة، وكذا لو وطأ أمته بعد ما زوجها)

[ ٢١٩٧٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال فيمن جامع وليدة امرأته: « عليه ما على الزاني، ولا أؤتى برجل زنى بوليدة امرأته إلا رجمته بالحجارة ».

[ ٢١٩٧٨ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام : ان امرأة رفعت إليه زوجها، وقالت: زنى بجاريتي، فأقر الرجل بوطئ الجارية، قال: قد وهبتها لي، فسأله عن البينة فلم يجد البينة، فأمر به ليرجم، فلما رأت ذلك المرأة قالت: صدق، قد كنت وهبتها له، فأمر أمير المؤمنينعليه‌السلام بأن يخلى سبيل الرجل وأمر بالمرأة فضربت حد القذف.

٧ -( باب أن غير البالغ إذا زنى بالبالغة فعليه التعزير، وعليها الجلد لا الرجم، وان كانت محصنة، وكذا البالغ مع غير البالغة)

[ ٢١٩٧٩ ] ١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن أبي ميسر حمزة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في الغلام يفجر بالمرأة، قال: « يعزر، ويقام على المرأة الحد » وفي الرجل يفجر بالجارية، قال: « تعزر الجارية، ويقام على الرجل الحد ».

[ ٢١٩٨٠ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في

__________________

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٣ ح ١٥٨٧.

٢ - دعائم السلام ج ٢ ص ٤٥٣ ح ١٥٨٨.

الباب ٧

١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٢.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٤ ح ١٥٩٠.

٤٦

الصبي الصغير الذي لم يبلغ الحلم يفجر بالمرأة الكبيرة، والرجل البالغ يفجر بالصبية الصغيرة التي لم تبلغ الحلم، قال: « يحد البالغ منهما دون الطفل، إن كان بكرا حد الزاني، ولا حد على الأطفال، ولكن يؤدبون أدبا بليغا(١) ».

[ ٢١٩٨١ ] ٣ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن عبد الرحمان قال: سألته عن الصبي يقع على المرأة، قال: « لا يجلد الصبي » وعن الرجل يقع على الصبية، قال: « يجلد الرجل ».

[ ٢١٩٨٢ ] ٤ - الصدوق في المقنع: وإن زنى غلام صغير لم يدرك ابن عشر سنين بامرأة، جلد الغلام دون الحد، وتضرب المرأة الحد، وإن كانت محصنة لم ترجم، لان الذي نكحها ليس بمدرك، ولو كان مدركا رجمت، وكذلك ان زنى رجل بجارية لم تدرك، ضربت الجارية دون الحد، وضرب الرجل الحد تاما.

٨ -( باب ثبوت التعزير بحسب ما يراه الامام، على الرجلين والمرأتين، والرجل والمرأة، إذا وجدا في لحاف واحد أو ثوب واحد مجردين، من غير ضرورة ولا قرابة، ويقتلان في الرابعة)

[ ٢١٩٨٣ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام : « أنه كان إذا وجد الرجل مع المرأة في

__________________

(١) في نسخة: وجيعا ( منه قده ).

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٤ - المقنعة ص ١٤٥.

الباب ٨

١ - الجعفريات ص ١٣٥.

٤٧

ثوب واحد، جلد كل واحد منهما مائة ».

[ ٢١٩٨٤ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام : أنهعليه‌السلام وجدهما فجلدهما مائة، ودرأ عنهما الحد، وكانا ثيبين.

[ ٢١٩٨٥ ] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « فان وجدا في لحاف واحد، جلد كل واحد منهما مائة سوط غير سوط واحد، وكذلك يضرب الرجلان والمرأتان إذا وجدا في لحاف واحد، لغير علة، إذا كانا متهمين بالزنية(١) ».

[ ٢١٩٨٦ ] ٤ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أحمد بن محمد، عن المسعودي، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث قال: « وحد الجلد أن يوجدا في لحاف واحد، ويحد الرجلان متى وجدا في لحاف واحد ».

[ ٢١٩٨٧ ] ٥ - وعن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث أنه قال: « وحد الجلد أن يوجدا في لحاف واحد، ويحد الرجلان متى وجدا في لحاف واحد ».

[ ٢١٩٨٨ ] ٦ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه قضى في رجلين، وجدا في لحاف، يحدان حدا غير سوط، وكذلك المرأتان.

[ ٢١٩٨٩ ] ٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا وجد رجلان عراة في ثوب

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٣٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٤٩ ح ١٥٧٣.

(١) في نسخة: بالريبة ( قده ).

٤ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٥ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٦ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

٤٨

واحد، وهما متهمان فعلى كل واحد منهما مائة جلدة وكذلك امرأتان في ثوب واحد ورجل وامرأة في ثوب.

٩ -( باب كيفية الجلد في الزنى وجملة من أحكامه)

[ ٢١٩٩٠ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « جلد الزاني من أشد الجلد » الخبر.

[ ٢١٩٩١ ] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) ، قال: « والطائفة: واحد إلى عشرة ».

[ ٢١٩٩٢ ] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ ) (١) ، قال « إقامة الحدود، وإن وجد الزاني عريانا ضرب(٢) عريانا، وان وجد عليه ثياب ضرب وعليه ثياب، ويضرب(٣) أشد الجلد، ويضرب الرجل قائما، وتجلد المرأة قاعدة، ويضرب كل عضو منه ومنها ما خلا الوجه والفرج والمذاكير، كأشد ما يكون من الضرب ».

[ ٢١٩٩٣ ] ٤ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام قال:

__________________

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٠ ح ١٥٧٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥١ ح ١٥٧٩.

(١) النور ٢٤: ٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥١ ح ١٥٨٠.

(١) النور ٢٤: ٢.

(٢) في نسخة: جلد، ( منه قده ).

(٣) في نسخة: يجلد، ( منه قده ).

٤ - الجعفريات ص ١٣٦.

٤٩

« جلد الزاني أشد من جلد القاذف، وجلد القاذف أشد من جلد الشارب، وجلد الشارب أشد من جلد التعزير ».

[ ٢١٩٩٤ ] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وروي أن جلد الزاني أشد الضرب، وأنه يضرب من قرنه إلى قدمه، لما يقضي من اللذة بجميع جوارحه، وروي: أنه إن وجد وهو عريان جلد عريانا، وإن وجد وعليه ثوب جلد فيه ».

وقالعليه‌السلام أيضا: « وحد الزاني والزانية، أغلظ ما يكون من الحد، وأشد ما يكون من الضرب ».

[ ٢١٩٩٥ ] ٦ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « يجلد الزاني أشد الحدين » قلت: فوق ثيابه؟ قال: « لا، ولكن يخلع ثيابه » قلت: فالمفتري؟ قال: « ضرب بين الضربين فوق الثياب، يضرب جسده كله ».

١٠ -( باب أن الزنى لا يثبت إلا بأربعة شهداء، يشهدون على معاينة الايلاج، وذكر جملة من أحكامهم)

[ ٢١٩٩٦ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أحمد بن محمد، عن المسعودي، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: « حد الرجم في الزنى ان يشهد أربعة انهم رأوه يدخل ويخرج ».

__________________

٥ - فقه الرضا ( عليه السلام ص ٣٧.

(١) نفس المصدر: ص ٣٨.

٦ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

الباب ١٠

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٥٠

[ ٢١٩٩٧ ] ٢ - وعن سماعة وأبي بصير، قالا: قال الصادقعليه‌السلام : « لا يحد الزاني حتى يشهد عليه أربعة شهود، على الجماع والايلاج والاخراج، كالميل في المكحلة ».

[ ٢١٩٩٨ ] ٣ - وعن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: « حد الرجم في الزنى ان يشهد أربعة انهم رأوه يدخل ويخرج ».

[ ٢١٩٩٩ ] ٤ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يرجم الرجل ولا المرأة، حتى يشهد عليهما أربعة رجال عدول مسلمون: أنهم رأوه يجامعها، ونظروا إلى الايلاج والاخراج كالميل في المكحلة، وكذلك لا يحدان إن لم يكونا محصنين، إلا بمثل هذه الشهادة ».

[ ٢٢٠٠٠ ] ٥ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام شهد عنده ثلاثة نفر على رجل بالزنى، فقال عليعليه‌السلام : أين الرابع؟ قالوا: الآن يجئ، قال: خذوهم، فليس في الحدود نظرة ساعة ».

١١ -( باب أن الزاني الحر يجلد مائة جلدة إذا لم يكن محصنا)

[ ٢٢٠٠١ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه سئل عن حد الزانيين البكرين، فقال: « جلد مائة، لقول الله عز

__________________

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٤٩ ح ١٥٧٣.

٥ - الجعفريات ص ١٤٤.

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٠ ح ١٥٧٦.

٥١

وجل:( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ) (١) ».

١٢ -( باب كيفية الرجم، وجملة من أحكامه)

[ ٢٢٠٠٢ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « وتدفن المرأة إلى وسطها، إذا أراد الامام رجمها، ويرمي الامام ثم الناس، بحجارة صغار » الخبر.

[ ٢٢٠٠٣ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : انه رجم امرأة، فحفر لها حفرة وجعلت فيها، ثم ابتدأ هو فرجمها، ثم أمر(١) الناس بعد فرجموها، وقال: « الامام أحق من بدأ بالرجم في الزنى ».

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يدفن المرجوم والمرجومة إلى أوساطهما، ثم يرمي الامام، ويرمي الناس بعده، بأحجار صغار، لأنه أمكن للرمي، وأرفق بالمرجوم، ويجعل وجهه مما يلي القبلة، ولا يرجم من قبل وجهه، ويرجم حتى يموت ».

[ ٢٢٠٠٤ ] ٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه لما رجم سراجة الهمدانية، كثر الناس، فأغلق أبواب(١) الرحبة ثم أخرجها، فأدخلت حفرتها فرجمت حتى ماتت، ثم أمر بفتح أبواب الرحبة، فدخل الناس، فجعل كل من كان يدخل يلعنها، فلما سمع ذلكعليه‌السلام ، أمر مناديا فنادى: أيها الناس، لم يقم الحد على أحد قط إلا كان كفارة ذلك الذنب، كما يجزى الدين بالدين.

__________________

(١) النور ٢٤: ٢.

الباب ١٢

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٠ ح ١٥٧٥.

(١) في نسخة: وأمر.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٤٥ ح ١٥٥٧.

(١) في المخطوط: باب، وما أثبتناه من المصدر.

٥٢

[ ٢٢٠٠٥ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وحد(١) الرجم أن يحفر بئر بقامة الرجل إلى صدره، والمرأة إلى فوق ثديها، ويرجم، وقالعليه‌السلام : وأول ما يبدأ برجمهما الشهود الذين شهدوا عليهما، أو الامام ».

وقالعليه‌السلام : « وإذا أقر الانسان بالجرم الذي فيه الرجم، كان أول من يرجمه الامام، ثم الناس، وإذا قامت البينة كان أول من ترجمه البينة، ثم الامام، ثم الناس(٢) ».

وقال: « وروي أن لا يتعمد بالرجم رأسه، وروي: لا يقتله إلا حجر الامام ».

[ ٢٢٠٠٦ ] ٥ - الصدوق في المقنع: والرجم أن يحفر له حفيرة مقدار ما يقوم فيها، فتكون بطوله إلى عنقه فيرجم، ويبدأ الشهود برجمه(١) .

١٣ -( باب حكم الزاني إذا فر من الحفيرة)

[ ٢٢٠٠٧ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ان رجلا أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: اني زنيت، فصرف وجهه(١) ، ثم جاءه الثالثة، فقال: يا

__________________

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

(١) ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر: ص ٤٢.

(٣) نفس المصدر ص ٣٧.

٥ - المقنع ص ١٤٤.

(١) في المخطوط: برجمها، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٣

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

(١) استظهر المصنف زيادة: ثم جاءه الثانية فقال: يا رسول الله اني زنيت، فصرف وجهه عنه.

٥٣

رسول الله اني زنيت، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيصحبكم(٢) مس(٣) ؟ فقال: لا، فأقر الرابعة، فأمر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن(٤) يرجم، وحفر له حفيرة فرجموه، فلما وجد مس الحجارة(٥) خرج يشتد، فلقيه الزبير فرماه بساق بعير فعقل به، وأدركه الناس فقتلوه، فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ألا تركتموه!؟ وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو استتر وتاب، لكان خيرا له ».

[ ٢٢٠٠٨ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن رجلا أتاه، فقال: يا رسول الله، اني زنيت، فأعرض عنه ثلاث مرات، وقال لمن كان معه(١) : « أبصاحبكم جنة؟ » قالوا: لا، وأقر الرابعة، فأمر به أن يرجم، فحفر له حفرة ثم رجموه، فلما وجد مس الحجارة خرج يشتد، فلقيه الزبير فرماه بشدق(٢) بعير فقتله، فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال للزبير: « ألا تركته!؟ » ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو استتر لكان خيرا له، إذا تاب ».

[ ٢٢٠٠٩ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فان فر المرجوم وهو المقر ترك، وإن فر وقد قامت عليه البينة، رد إلى البئر، ورجم حتى يموت ».

__________________

(٢) في نسخة: أبصاحبكم منه ( قده ).

(٣) المس: الجنون ( لسان العرب ج ٦ ص ٢١٨ ).

(٤) استظهار من المصنف.

(٥) مس الحجارة: ألمها ووجعها عند الضرب بها ( لسان العرب ج ٦ ص ٢١٨ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٠ ح ١٥٧٤.

(١) في نسخة: حوله ( منه قده ).

(٢) الشدق: جانب الفم. والمراد هنا العظم الذي في ذلك المكان من البعير. ( لسان العرب ج ١٠ ص ١٧٣ ).

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

٥٤

١٤ -( باب ثبوت الزنى بالاقرار أربع مرات لا أقل منها، وكيفية الاقرار، وجملة من أحكام الحد)

[ ٢٢٠١٠ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا أقر الرجل على نفسه بالزنى أربع مرات، وكان محصنا رجم ».

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ( ولا يرجم إن كان محصنا )(١) ، ( إذا رجع عن )(٢) اقراره، ولكن يضرب الحد، ويخلى عن سبيله ».

[ ٢٢٠١١ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام : أنه نظر إلى امرأة يسار بها، فقال: « ما هذه؟ » قالوا: أمر بها عمر لترجم، انها حملت من غير زوج، قال: « أو حامل هي؟ » قالوا: نعم، فاستنقذها من أيديهم، ثم جاء إلى عمر، فقال: « إن كان لكم عليها سبيل فليس لك سبيل على ما في بطنها » فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.

[ ٢٢٠١٢ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: لا يرجم الزاني حتى يقر أربع مرات بالزنى إذا لم يكن شهود فإذا رجع وأنكر، ترك ولم يرجم ».

[ ٢٢٠١٣ ] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه لم يرجم ما عزا حتى أقر عنده بالزنى أربع مرات، كل ذلك يعرض عنه، ثم رجمه بعد الرابعة.

__________________

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٣ ح ١٥٨٦.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: وإن رجع بعد.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٣ ح ١٥٨٤.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣ ح ٥٢.

٥٥

١٥ -( باب أن من أكره المرأة على الزنى، فعليه القتل بالسيف، محصنا كان أو غير محصن)

[ ٢٢٠١٤ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من كابر امرأة على نفسها فوطأها غصبا قتل ».

[ ٢٢٠١٥ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وان غصب رجل امرأة نفسها(١) قتل، محصنا كان أو غير محصن.

[ ٢٢٠١٦ ] ٣ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عنهعليه‌السلام ، قال: « وإذا كابر [ رجل ](١) ، امرأة على نفسها، ضرب ضربة بالسيف، مات منها أو عاش ».

١٦ -( باب سقوط الحد عن المستكرهة على الزنى، ولو بان تمكن من نفسها خوفا من الهلاك عند العطش، وتصدق إذا ادعت)

[ ٢٢٠١٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام : أنه كان يقول: « ليس على المستكره حد، ولا على مستكرهة ».

[ ٢٢٠١٨ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « إذا استكره

__________________

الباب ١٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٥.

٢ - المقنع ص ١٤٦.

(١) في المصدر: على فرجها.

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٦

١ - الجعفريات ص ١٣٦.

٢ - الجعفريات ص ١٣٦.

٥٦

الرجل الجارية، أقيم عليه الحد، ولم يكن لها عقر ».

[ ٢٢٠١٩ ] ٣ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « ليس على المستكرهة حد، إذا قالت: اني استكرهت ».

( ٢٢٠٢٠ ) ٤ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عنهعليه‌السلام ، قال: « قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في امرأة اعترفت على نفسها ان رجلا استكرهها، قال: هي مثل السبية لا تملك نفسها، لو شاء لقتلها، ليس عليها حد ولا نفي ».

[ ٢٢٠٢١ ] ٥ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ولا شئ على المرأة إذا كان أكرهها، ولها مهر مثلها في ماله ».

[ ٢٢٠٢٢ ] ٦ - وعن عليعليه‌السلام ، أن عمر سأله عن امرأة وقع عليها أعلاج اغتصبوها نفسها، قال عليعليه‌السلام : « لا حد عليها لأنها مستكرهة، ولكن ضعها على يدي عدل من المسلمين حتى تستبرئ بحيضة، ثم أعدها على زوجها » ففعل ذلك عمر.

[ ٢٢٠٢٣ ] ٧ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه أتي بامرأة اخذت مع رجل يفجر بها، فقالت: يا أمير المؤمنين، والله ما طاوعته، ولكن استكرهني، فدرأ عنها الحد، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ولو سئل هؤلاء عن ذلك، لقالوا: لا تصدق، قد والله فعله أمير المؤمنينعليه‌السلام ».

[ ٢٢٠٢٤ ] ٨ - الصدوق في المقنع: وان اخذت امرأة مع رجل قد فجر بها،

__________________

٣ - الجعفريات ص ١٣٧.

٤ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٦.

٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٣٠.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٥ ح ١٦٥١.

٨ - المقنع ص ١٤٧.

٥٧

فقالت المرأة: استكرهني، فإنه يدرأ عنها الحد، لأنها قد وقعت شبهة، وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ادرؤوا الحدود بالشبهات ».

[ ٢٢٠٢٥ ] ٩ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن بعض أصحابنا، قال: أتت امرأة إلى عمر فقالت: يا أمير المؤمنين، اني فجرت فأقم في حد الله، فأمر برجمها، وكان علي أمير المؤمنينعليه‌السلام حاضرا، قال: فقال له: « سلها، كيف فجرت؟ » قالت كنت في فلاة من الأرض، فأصابني عطش شديد، فرفعت لي خيمة فاتيتها، فأصبت فيها رجلا اعرابيا، فسألته الماء فأبى علي أن يسقيني إلا أن أمكنه من نفسي، فوليت من هاربة، فاشتد بي العطش حتى غارت عيناي وذهب لساني، فلما بلغ ذلك مني، أتيته فسقاني ووقع علي، فقال له عليعليه‌السلام : « هذه التي قال الله:( فَمَنِ اضْطُرَّ‌ غَيْرَ‌ بَاغٍ وَلَا عَادٍ ) (١) وهذه غير باغية ولا عادية، فخل سبيلها » فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.

١٧ -( باب أن من زنى بذات محرم ضرب ضربة بالسيف، فإن لم يقتل خلد في السجن مطلقا، وكذا ذات المحرم، وحكم زوجة الأب)

[ ٢٢٠٢٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من أتى ذات محرم يقتل(١) ».

[ ٢٢٠٢٧ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام : أنه رفع إليه رجل زنى بامرأة أبيه، ولم يكن أحصن، فامر به فرجم.

__________________

٩ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧٤ ح ١٥٥.

(١) البقرة ٢: ١٧٣.

الباب ١٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٥.

(١) في المصدر: منه قتل.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٤.

٥٨

[ ٢٢٠٢٨ ] ٣ - الصدوق في المقنع: ومن زنى بذات محرم، يضرب ضربة بالسيف ( اخذت منه ما اخذت )(١) ، وهو إلى الامام إذا رفعا إليه.

[ ٢٢٠٢٩ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ومن زنى بذات محرم، ضرب ضربة بالسيف، فإن كانت طاوعته ضربت ضربة بالسيف، وإن استكرهها فلا شئ عليها [ محصنا كان أم غيره ](١) ».

[ ٢٢٠٣٠ ] ٥ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، منهعليه‌السلام ، قال: « ومن زنى بذات محرم، ضرب ضربة بالسيف، مات منها أو عاش ».

[ ٢٢٠٣١ ] ٦ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « ان علياعليهم‌السلام ، رفع إليه رجل وقع على امرأة أبيه فرجمه، وكان غير محصن ».

[ ٢٢٠٣٢ ] ٧ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أتى ذات محرم فاقتلوه ».

١٨ -( باب أن الزاني الحر إذا جلد ثلاثا، قتل في الرابعة)

[ ٢٢٠٣٣ ] ١ - الصدوق في المقنع: والحر إذا زنى بغير محصنة، ضرب مائة جلدة، فان عاد ضرب مائة جلدة، فان عاد الثالثة قتل.

__________________

٣ - المقنع ص ١٤٦.

(١) في المصدر: أخذ منها ما أخذ.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

(١) وما أثبتناه من المصدر.

٥ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٦ - الجعفريات ص ١٢٦.

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٩٠ ح ٢٧٥.

الباب ١٨

١ - المقنع ص ١٤٨.

٥٩

[ ٢٢٠٣٤ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أصحاب الكبائر كلها، إذا أقيم عليهم الحد مرتين، قتلوا في الثالثة ».

١٩ -( باب حكم الزنى في حال الجنون)

[ ٢٢٠٣٥ ] ١ - الصدوق في المقنع: وإذا زنت المجنونة لم تحد، وإذا زنى المجنون حد.

[ ٢٢٠٣٦ ] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن يعقوب بن يزيد البغدادي، عن محمد بن أبي عمير، في حديث طويل في مناظرة أبي جعفر مؤمن الطاقمع أبي حنيفة، إلى أن ذكر أبو جعفر فيما نقل عن عمر من الجهالات: وأتى بمجنونة قد زنت فامر برجمها، فقال له عليعليه‌السلام : « أما علمت أن القلم قد رفع عنها حتى تصح؟ » فقال: لولا علي لهلك عمر.

٢٠ -( باب حكم من زنى بجارية يملك بعضها، أو بأمته بعد ما زوجها)

[ ٢٢٠٣٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في أمة بين رجلين وطأها أحدهما، قال: « يضرب خمسين جلدة ».

[ ٢٢٠٣٨ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا اشترى رجلان جارية فواقعاها جميعا إلى أن قال وعلى كل واحد منهما نصف الحد.

وقال في موضع آخر: وإذا وقع رجل على جارية له فيها حصة، درئ

__________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

الباب ١٩

١ - المقنع ص ١٤٦.

٢ - الاختصاص ص ١٠٩ ١١١.

الباب ٢٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٤ ح ١٥٨٩.

٢ - المقنع ص ١٣٤.

٦٠

أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ اَلدُّنْيَا تَغُرُّ اَلْمُؤَمِّلَ لَهَا وَ اَلْمُخْلِدَ إِلَيْهَا وَ لاَ تَنْفَسُ بِمَنْ نَافَسَ فِيهَا وَ تَغْلِبُ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهَا وَ اَيْمُ اَللَّهِ مَا كَانَ قَوْمٌ قَطُّ فِي غَضِّ نِعْمَةٍ مِنْ عَيْشٍ فَزَالَ عَنْهُمْ إِلاَّ بِذُنُوبٍ اِجْتَرَحُوهَا لِأَنَّ اَللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ وَ لَوْ أَنَّ اَلنَّاسَ حِينَ تَنْزِلُ بِهِمُ اَلنِّقَمُ وَ تَزُولَ عَنْهُمُ اَلنِّعَمُ فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهِمْ وَ وَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ لَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَارِدٍ وَ أَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ وَ إِنِّي لَأَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا فِي فَتْرَةٍ وَ قَدْ كَانَتْ أُمُورٌ مَضَتْ مِلْتُمْ فِيهَا مَيْلَةً كُنْتُمْ فِيهَا عِنْدِي غَيْرَ مَحْمُودِينَ وَ لَئِنْ رُدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ إِنَّكُمْ لَسُعَدَاءُ وَ مَا عَلَيَّ إِلاَّ اَلْجُهْدُ وَ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ لَقُلْتُ عَفَا اَللَّهُ عَمَّا سَلَفَ المخلد المائل إليها قال تعالى( وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى اَلْأَرْضِ ) .و لا تنفس بمن نافس فيها لا تضن به أي من نافس في الدنيا فإن الدنيا تهينه و لا تضن به كما يضن بالعلق النفيس.ثم قال و تغلب من غلب عليها أي من غلب على الدنيا مقاهرة فسوف تغلبه الدنيا و تهلكه.ثم أقسم أنه ما كان قوم في غض نعمة أي في نعمة غضة أي طرية ناضرة فزالت عنهم

٦١

إلا بذنوب اجترحوها أي اكتسبوها و هذا يكاد يشعر بمذهب أهل التناسخ و من قال إن الألم لا يحسن أن يفعله الحكيم سبحانه و تعالى بالحيوانات إلا مستحقا فأما مذهب أصحابنا فلا يتخرج هذا الكلام عليه لأنه يجوز عندهم أن تزول النعم عن الناس لضرب من اللطف مضاف إلى عوض يعوضهم الله تعالى به في الآخرة فيجب أن يحمل هذا الكلام لا على عمومه بل على الأكثر و الأغلب.ثم قال ع لو أن الناس عند حلول النقم بهم و زوال النعم عنهم يلتجئون إلى الله تعالى تائبين من ذنوبهم لرفع عنهم النقمة و أعاد إليهم النعمة.و الوله كالتحير يحدث عند الخوف أو الوجد و الشارد الذاهب.قوله و إني لأخشى عليكم أن تكونوا في فترة أي في أمر جاهلية لغلبة الضلال و الجهل على الأكثرين منهم.و هذه خطبة خطب بها ع بعد قتل عثمان في أول خلافته ع و قد تقدم ذكر بعضها و الأمور التي مالوا فيها عليه اختيارهم عثمان و عدولهم عنه يوم الشورى.و قال لئن رد عليكم أمركم أي أحوالكم التي كانت أيام رسول الله ص من صلاح القلوب و النيات إنكم سعداء.و الجهد بالضم الطاقة.ثم قال لو أشاء أن أقول لقلت أي لو شئت لذكرت سبب التحامل علي وتأخري عن غيري ولكني لا أشاء ذلك و لا أستصلح ذكره.

٦٢

ثم قال عفا الله عما سلف لفظ مأخوذ من الكتاب العزيز( عَفَا اَللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَ مَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اَللَّهُ مِنْهُ وَ اَللَّهُ عَزِيزٌ ذُو اِنْتِقامٍ ) .و هذا الكلام يدل على مذهب أصحابنا في أن ما جرى من عبد الرحمن و غيره في يوم الشورى و إن كان لم يقع على الوجه الأفضل فإنه معفو عنه مغفور لفاعله لأنه لو كان فسقا غير مغفور لم يقل أمير المؤمنين ع عفا الله عما سلف

٦٣

١٨٠ و من كلام له ع

وَ قَدْ سَأَلَهُ ذِعْلِبُ اَلْيَمَانِيُّ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع أَ فَأَعْبُدُ مَا لاَ أَرَى فَقَالَ وَ كَيْفَ تَرَاهُ قَالَ لاَ تُدْرِكُهُ اَلْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ اَلْعِيَانِ وَ لَكِنْ تُدْرِكُهُ اَلْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ اَلْإِيمَانِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ غَيْرَ مُلاَمِسٍ مُلاَبِسٍ بَعِيدٌ مِنْهَا غَيْرَ مُبَايِنٍ مُتَكَلِّمٌ بِلاَ رَوِيَّةٍ لاَ بِرَوِيَّةٍ مَرِيدٌ لاَ بِهِمَّةٍ صَانِعٌ لاَ بِجَارِحَةٍ لَطِيفٌ لاَ يُوصَفُ بِالْخَفَاءِ كَبِيرٌ لاَ يُوصَفُ بِالْجَفَاءِ بَصِيرٌ لاَ يُوصَفُ بِالْحَاسَّةِ رَحِيمٌ لاَ يُوصَفُ بِالرِّقَّةِ تَعْنُو اَلْوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ وَ تَجِبُ اَلْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِهِ الذعلب في الأصل الناقة السريعة و كذلك الذعلبة ثم نقل فسمي به إنسان و صار علما كما نقلوا بكرا عن فتى الإبل إلى بكر بن وائل.و اليماني مخفف الياء و لا يجوز تشديدها جعلوا الألف عوضا عن الياء الثانية و كذلك فعلوا في الشامي و الأصل يمني و شامي.و قوله ع أ فأعبد ما لا أرى مقام رفيع جدا لا يصلح أن يقوله غيره ع.

٦٤

ثم ذكر ماهية هذه الرؤية قال إنها رؤية البصيرة لا رؤية البصر.ثم شرح ذلك فقال إنه تعالى قريب من الأشياء غير ملامس لها لأنه ليس بجسم و إنما قربه منها علمه بها كما قال تعالى( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى‏ ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ ) .قوله بعيد منها غير مباين لأنه أيضا ليس بجسم فلا يطلق عليه البينونة و بعده منها هو عبارة عن انتفاء اجتماعه معها و ذلك كما يصدق على البعيد بالوضع يصدق أفضل الصدق على البعيد بالذات الذي لا يصح الوضع و الأين أصلا عليه.قوله متكلم بلا روية الروية الفكرة يرتئي الإنسان بها ليصدر عنه ألفاظ سديدة دالة على مقصده و البارئ تعالى متكلم لا بهذا الاعتبار بل لأنه إذا أراد تعريف خلقه من جهة الحروف و الأصوات و كان في ذلك مصلحة و لطف لهم خلق الأصوات و الحروف في جسم جمادي فيسمعها من يسمعها و يكون ذلك كلامه لأن المتكلم في اللغة العربية فاعل الكلام لا من حله الكلام و قد شرحنا هذا في كتبنا الكلامية.قوله مريد بلا همة أي بلا عزم فالعزم عبارة عن إرادة متقدمة للفعل تفعل توطينا للنفس على الفعل و تمهيدا للإرادة المقارنة له و إنما يصح ذلك على الجسم الذي يتردد فيها تدعوه إليه الدواعي فأما العالم لذاته فلا يصح ذلك فيه.قوله صانع لا بجارحة أي لا بعضو لأنه ليس بجسم.قوله لطيف لا يوصف بالخفاء لأن العرب إذا قالوا لشي‏ء إنه لطيف أرادوا أنه صغير الحجم و البارئ تعالى لطيف لا بهذا الاعتبار بل يطلق باعتبارين

٦٥

أحدهما أنه لا يرى لعدم صحة رؤية ذاته فلما شابه اللطيف من الأجسام في استحالة رؤيته أطلق عليه لفظ اللطيف إطلاقا للفظ السبب على المسبب.و ثانيهما أنه لطيف بعباده كما قال في الكتاب العزيز أي يفعل الألطاف المقربة لهم من الطاعة المبعدة لهم من القبيح أو لطيف بهم بمعنى أنه يرحمهم و يرفق بهم.قوله كبير لا يوصف بالجفاء لما كان لفظ كبير إذا استعمل في الجسم أفاد تباعد أقطاره ثم لما وصف البارئ بأنه كبير أراد أن ينزهه عما يدل لفظ كبير عليه إذا استعمل في الأجسام و المراد من وصفه تعالى بأنه كبير عظمة شأنه و جلالة سلطانه.قوله بصير لا يوصف بالحاسة لأنه تعالى يدرك إما لأنه حي لذاته أو أن يكون إدراكه هو علمه و لا جارحة له و لا حاسة على كل واحد من القولين.قوله رحيم لا يوصف بالرقة لأن لفظة الرحمة في صفاته تعالى تطلق مجازا على إنعامه على عباده لأن الملك إذا رق على رعيته و عطف أصابهم بإنعامه و معروفه.قوله تعنو الوجوه أي تخضع قال تعالى:( وَ عَنَتِ اَلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اَلْقَيُّومِ ) .قوله و تجب القلوب أي تخفق و أصله من وجب الحائط سقط و يروى توجل القلوب أي تخاف وجل خاف.و روي صانع لا بحاسة و روي لا تراه العيون بمشاهدة العيان عوضا عن لا تدركه

٦٦

١٨١ و من كلام له ع في ذم أصحابه

أَحْمَدُ اَللَّهَ عَلَى مَا قَضَى مِنْ أَمْرٍ وَ قَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ وَ عَلَى اِبْتِلاَئِي بِكُمْ أَيَّتُهَا اَلْفِرْقَةُ اَلَّتِي إِذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعْ وَ إِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ إِنْ أُهْمِلْتُمْ أُمْهِلْتُمْ خُضْتُمْ وَ إِنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ وَ إِنِ اِجْتَمَعَ اَلنَّاسُ عَلَى إِمَامٍ طَعَنْتُمْ وَ إِنْ أُجِئْتُمْ إِلَى مُشَاقَّةٍ نَكَصْتُمْ.لاَ أَبَا لِغَيْرِكُمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ وَ اَلْجِهَادِ عَلَى حَقِّكُمْ اَلْمَوْتَ أَوِ اَلذُّلَّ لَكُمْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ جَاءَ يَومِي وَ لَيَأْتِيَنِّي لَيُفَرِّقَنَّ بَيْنِي وَ بَيْنِكُمْ وَ أَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ وَ بِكُمْ غَيْرُ كَثِيرٍ لِلَّهِ أَنْتُمْ أَ مَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَ لاَ حَمِيَّةٌ تَشْحَذُكُمْ أَ وَ لَيْسَ عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو اَلْجُفَاةَ اَلطَّغَامَ فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَةٍ وَ لاَ عَطَاءٍ وَ أَنَا أَدْعُوكُمْ وَ أَنْتُمْ تَرِيكَةُ اَلْإِسْلاَمِ وَ بَقِيَّةُ اَلنَّاسِ إِلَى اَلْمَعُونَةِ أَوْ طَائِفَةٍ مِنَ اَلْعَطَاءِ فَتَتَفَرَّقُونَ فَتَفَرَّقُونَ عَنِّي وَ تَخْتَلِفُونَ عَلَيَّ إِنَّهُ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِي رِضًا رِضًى فَتَرْضَوْنَهُ وَ لاَ سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ وَ إِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ اَلْمَوْتُ قَدْ دَارَسْتُكُمُ اَلْكِتَابَ وَ فَاتَحْتُكُمُ اَلْحِجَاجَ وَ عَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ وَ سَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ لَوْ كَانَ اَلْأَعْمَى يَلْحَظُ أَوِ اَلنَّائِمُ يَسْتَيْقِظُ

٦٧

وَ أَقْرِبْ بِقَوْمٍ مِنَ اَلْجَهْلِ بِاللَّهِ قَائِدُهُمْ مُعَاوِيَةُ وَ مُؤَدِّبُهُمُ اِبْنُ اَلنَّابِغَةِ قضى و قدر في هذا الموضع واحد.و يروى على ما ابتلاني.و أهملتم خليتم و تركتم و يروى أمهلتم أي أخرتم.و خرتم ضعفتم و الخور الضعف رجل خوار و رمح خوار و أرض خوارة و الجمع خور و يجوز أن يكون خرتم أي صحتم كما يخور الثور و منه قوله تعالى( عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ ) و يروى جرتم أي عدلتم عن الحرب فرارا.و أجئتم ألجئتم قال تعالى( فَأَجاءَهَا اَلْمَخاضُ إِلى‏ جِذْعِ اَلنَّخْلَةِ ) .و المشاقة المقاطعة و المصارمة.و نكصتم أحجمتم قال تعالى( فَلَمَّا تَراءَتِ اَلْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى‏ عَقِبَيْهِ ) أي رجع محجما أي دعيتم إلى كشف القناع مع العدو و جبنتم و هبتموه.قوله لا أبا لغيركم الأفصح لا أب بحذف الألف كما قال الشاعر:

أبي الإسلام لا أب لي سواه

إذا افتخروا بقيس أو تميم

و أما قولهم لا أبا لك بإثباته فدون الأول في الفصاحة كأنهم قصدوا الإضافة و أقحموا اللام مزيدة مؤكدة كما قالوا يا تيم تيم عدي و هو غريب لأن حكم

٦٨

لا أن تعمل في النكرة فقط و حكم الألف أن تثبت مع الإضافة و الإضافة تعرف فاجتمع فيها حكمان متنافيان فصار من الشواذ كالملامح و المذاكير و لدن غدوة.و قال الشيخ أبو البقاءرحمه‌الله يجوز فيها وجهان آخران.أحدهما أنه أشبع فتحة الباء فنشأت الألف و الاسم باق على تنكيره و الثاني أن يكون استعمل أبا على لغة من قالها أبا في جميع أحوالها مثل عصا و منه:

إن أباها و أبا أباها

قوله الموت أو الذل لكم دعاء عليهم بأن يصيبهم أحد الأمرين كأنه شرع داعيا عليهم بالفناء الكلي و هو الموت ثم استدرك فقال أو الذل لأنه نظير الموت في المعنى و لكنه في الصورة دونه و لقد أجيب دعاؤه ع بالدعوة الثانية فإن شيعته ذلوا بعد في الأيام الأموية حتى كانوا كفقع قرقر.ثم أقسم أنه إذا جاء يومه لتكونن مفارقته لهم عن قلى و هو البغض و أدخل حشوة بين أثناء الكلام و هي ليأتيني و هي حشوة لطيفة لأن لفظة إن أكثر ما تستعمل لما لا يعلم حصوله و لفظة إذا لما يعلم أو يغلب على الظن حصوله تقول إذا طلعت الشمس جئت إليك و لا تقول إن طلعت الشمس جئت إليك و تقول إذا احمر البسر جئتك و لا تقول إن احمر البسر جئتك فلما قال لئن جاء يومي أتى بلفظة دالة على أن الموضع موضع إذا لا موضع إن فقال و ليأتيني.

٦٩

و الواو في قوله و أنا لصحبتكم واو الحال و كذلك الواو في قوله و بكم غير كثير و قوله غير كثير لفظ فصيح و قال الشاعر:

لي خمسون صديقا

بين قاض و أمير

لبسوا الوفر فلم

أخلع بهم ثوب النفير

لكثير هم و لكني

بهم غير كثير

قوله لله أنتم لله في موضع رفع لأنه خبر عن المبتدإ الذي هو أنتم و مثله لله در فلان و لله بلاد فلان و لله أبوك و اللام هاهنا فيها معنى التعجب و المراد بقوله لله أنتم لله سعيكم أو لله عملكم كما قالوا لله درك أي عملك فحذف المضاف و أقيم الضمير المنفصل المضاف إليه مقامه.فإن قلت أ فجاءت هذه اللام بمعنى التعجب في غير لفظ لله قلت لا كما أن تاء القسم لم تأت إلا في اسم الله تعالى.قوله ع أ ما دين يجمعكم ارتفاع دين على أنه فاعل فعل مقدر له أي أ ما يجمعكم دين يجمعكم اللفظ الثاني مفسر للأول كما قدرناه بعد إذا في قوله سبحانه( إِذَا اَلسَّماءُ اِنْشَقَّتْ ) و يجوز أن يكون حمية مبتدأ و الخبر محذوف تقديره أ ما لكم حمية و الحمية الأنفة.و شحذت النصل أحددته.فإن قلت كيف قال إن معاوية لم يكن يعطي جنده و إنه هو ع كان يعطيهم و المشهور أن معاوية كان يمد أصحابه بالأموال و الرغائب قلت إن معاوية لم يكن يعطي جنده على وجه المعونة و العطاء و إنما كان يعطي رؤساء القبائل من اليمن و ساكني الشام الأموال الجليلة يستعبدهم بها و يدعو أولئك

٧٠

الرؤساء أتباعهم من العرب فيطيعونهم فمنهم من يطيعهم حمية و منهم من يطيعهم لأياد و عوارف من أولئك الرؤساء عندهم و منهم من يطيعهم دينا زعموا للطلب بدم عثمان و لم يكن يصل إلى هؤلاء الأتباع من أموال معاوية قليل و لا كثير.و أما أمير المؤمنين ع فإنه كان يقسم بين الرؤساء و الأتباع على وجه العطاء و الرزق و لا يرى لشريف على مشروف فضلا فكان من يقعد عنه بهذا الطريق أكثر ممن ينصره و يقوم بأمره و ذلك لأن الرؤساء من أصحابه كانوا يجدون في أنفسهم من ذلك أعني المساواة بينهم و بين الأتباع فيخذلونه ع باطنا و إن أظهروا له النصر و إذا أحس أتباعهم بتخاذلهم و تواكلهم تخاذلوا أيضا و تواكلوا أيضا و لم يجد عليه ص ما أعطى الأتباع من الرزق لأن انتصار الأتباع له و قتالهم دونه لا يتصور وقوعه و الرؤساء متخاذلون فكان يذهب ما يرزقهم ضياعا.فإن قلت فأي فرق بين المعونة و العطاء.قلت المعونة إلى الجند شي‏ء يسير من المال برسم ترميم أسلحتهم و إصلاح دوابهم و يكون ذلك خارجا عن العطاء المفروض شهرا فشهرا و العطاء المفروض شهرا فشهرا يكون شيئا له مقدار يصرف في أثمان الأقوات و مئونة العيال و قضاء الديون.و التريكة بيضة النعام تتركها في مجثمها يقول أنتم خلف الإسلام و بقيته كالبيضة التي تتركها النعامة.فإن قلت ما معنى قوله لا يخرج إليكم من أمري رضا فترضونه و لا سخط فتجتمعون عليه قلت معناه أنكم لا تقبلون مما أقول لكم شيئا سواء كان مما يرضيكم أو مما يسخطكم بل لا بد لكم من المخالفة و الافتراق عنه

٧١

ثم ذكر أن أحب الأشياء إليه أن يلقى الموت و هذه الحال التي ذكرها أبو الطيب فقال:

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

و حسب المنايا أن تكن أمانيا

تمنيتها لما تمنيت أن ترى

صديقا فأعيا أو عدوا مداجيا

قوله قد دارستكم الكتاب أي درسته عليكم دارست الكتب و تدارستها و أدرستها و درستها بمعنى و هي من الألفاظ القرآنية.و فاتحتكم الحجاج أي حاكمتكم بالمحاجة و المجادلة و قوله تعالى( رَبَّنَا اِفْتَحْ بَيْنَنا ) أي احكم و الفتاح الحاكم.و عرفتكم ما أنكرتم بصرتكم ما عمي عنكم.و سوغتكم ما مججتم يقال مججت الشراب من فمي أي رميت به و شيخ ماج يمج ريقه و لا يستطيع حبسه من كبره و أحمق ماج أي يسيل لعابه يقول ما كانت عقولكم و أذهانكم تنفر عنه من الأمور الدينية أوضحته لكم حتى عرفتموه و اعتقدتموه و انطوت قلوبكم عليه و لم يجزم ع بحصول ذلك لهم لأنه قال لو كان الأعمى يلحظ و النائم يستيقظ أي إني قد فعلت معكم ما يقتضي حصول الاعتقادات الحقيقية في أذهانكم لو أزلتم عن قلوبكم ما يمنع من حصولها لكم و المانع المشار إليه هو الهوى و العصبية و الإصرار على اللجاج و محبة نصرة عقيدة قد سبقت إلى القلب و زرعها التعصب

٧٢

و مشقة مفارقة الأسلاف الذين قد انغرس في النفس تعظيمهم و مالت القلوب إلى تقليدهم لحسن الظن بهم.ثم قال أقرب بقوم أي ما أقربهم من الجهل كما قال تعالى أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ أي ما أسمعهم و أبصرهم.فإن قلت قد كان يجب أن يقول و أقرب بقوم قائدهم معاوية و مؤدبهم ابن النابغة من الجهل فلا يحول بين النكرة الموصوفة و صفتها بفاصل غريب و لم يقل ذلك بل فصل بين الصفة و الموصوف بأجنبي منهما.قلت قد جاء كثير من ذلك نحو قوله تعالى( وَ مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ اَلْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى اَلنِّفاقِ ) في قول من لم يجعل مردوا صفة أقيمت مقام الموصوف لأنه يجعل مردوا صفة القوم المحذوفين المقدرين بعد الأعراب و قد حال بين ذلك و بين مردوا قوله وَ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ.و نحوه قوله( أَنْزَلَ عَلى‏ عَبْدِهِ اَلْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً ) .فإن قيما حال من الكتاب و قد توسط بين الحال و ذي الحال وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً و الحال كالصفة و لأنهم قد أجازوا مررت برجل أيها الناس طويل و النداء أجنبي على أنا لا نسلم أن قوله من الجهل أجنبي لأنه متعلق بأقرب و الأجنبي ما لا تعلق له بالكلام

٧٣

١٨٢ و من كلام له ع

وَ قَدْ أَرْسَلَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ يَعْلَمُ لَهُ عِلْمَ أَحْوَالِ قَوْمٍ مِنْ جُنْدِ اَلْكُوفَةِ قَدْ هَمُّوا بِاللِّحَاقِ بِالْخَوَارِجِ وَ كَانُوا عَلَى خَوْفٍ مِنْهُ ع فَلَمَّا عَادَ إِلَيْهِ اَلرَّجُلُ قَالَ لَهُ أَ أَمِنُوا فَقَطَنُوا أَمْ جَبَنُوا فَظَعَنُوا فَقَالَ اَلرَّجُلُ بَلْ ظَعَنُوا يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع بُعْداً لَهُمْ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ أَمَا لَوْ أُشْرِعَتِ اَلْأَسِنَّةُ إِلَيْهِمْ وَ صُبَّتِ اَلسُّيُوفُ عَلَى هَامَاتِهِمْ لَقَدْ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ إِنَّ اَلشَّيْطَانَ اَلْيَوْمَ قَدِ اِسْتَفَلَّهُمْ وَ هُوَ غَداً مُتَبَرِّئٌ مِنْهُمْ وَ مُتَخَلٍّ عَنْهُمْ فَحَسْبُهُمْ مِنَ اَلْهُدَى وَ اِرْتِكَاسِهِمْ فِي اَلضَّلاَلِ وَ اَلْعَمَى وَ صَدِّهِمْ عَنِ اَلْحَقِّ وَ جِمَاحِهِمْ فِي اَلتِّيهِ قد ذكرنا قصة هؤلاء القوم فيما تقدم عند شرحنا قصة مصقلة بن هبيرة الشيباني و قطن الرجل بالمكان يقطن بالضم أقام به و توطنه فهو قاطن و الجمع قطان و قاطنة و قطين أيضا مثل غاز و غزي و عازب للكلأ البعيد و عزيب.و ظعن صار الرجل ظعنا و ظعنا و قرئ بهما( يَوْمَ ظَعْنِكُمْ ) و أظعنه سيره و انتصب بعدا على المصدر.

٧٤

و ثمود إذا أردت القبيلة غير مصروف و إذا أردت الحي أو اسم الأب مصروف و يقال إنه ثمود بن عابر بن آدم بن سام بن نوح قيل سميت ثمود لقلة مائها من الثمد و هو الماء القليل و كانت مساكنهم الحجر بين الحجاز و الشام إلى وادي القرى.و أشرعت الرمح إلى زيد أي سددته نحوه و شرع الرمح نفسه و صبت السيوف على هاماتهم استعارة من صببت الماء شبه وقع السيوف و سرعة اعتوارها الرءوس بصب الماء.و استفلهم الشيطان وجدهم مفلولين فاستزلهم هكذا فسروه.و يمكن عندي أن يريد أنه وجدهم فلا لا خير فيهم و الفل في الأصل الأرض لا نبات بها لأنها لم تمطر قال حسان يصف العزى:

و إن التي بالجذع من بطن نخلة

و من دانها فل من الخير معزل

أي خال من الخير.و يروى استفزهم أي استخفهم.و الارتكاس في الضلال الرجوع كأنه جعلهم في ترددهم في طبقات الضلال كالمرتكس الراجع إلى أمر قد كان تخلص منه.و الجماح في التيه الغلو و الإفراط مستعار من جماح الفرس و هو أن يعتز صاحبه و يغلبه جمح فهو جموح

٧٥

١٨٣ و من خطبة له ع

رُوِيَ عَنْ نَوْفٍ اَلْبَكَالِيِّ قَالَ خَطَبَنَا بِهَذِهِ اَلْخُطْبَةِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ع بِالْكُوفَةِ وَ هُوَ قَائِمٌ عَلَى حِجَارَةٍ نَصَبَهَا لَهُ جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ اَلْمَخْزُومِيُّ وَ عَلَيْهِ مِدْرَعَةٌ مِنْ صُوفٍ وَ حَمَائِلُ سَيْفِهِ لِيفٌ وَ فِي رِجْلَيْهِ نَعْلاَنِ مِنْ لِيفٍ وَ كَأَنَّ جَبِينَهُ ثَفِنَةُ بَعِيرٍ فَقَالَ ع اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي إِلَيْهِ مَصَائِرُ اَلْخَلْقِ وَ عَوَاقِبُ اَلْأَمْرِ نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ إِحْسَانِهِ وَ نَيِّرِ بُرْهَانِهِ وَ نَوَامِي فَضْلِهِ وَ اِمْتِنَانِهِ حَمْداً يَكُونُ لِحَقِّهِ قَضَاءً وَ لِشُكْرِهِ أَدَاءً وَ إِلَى ثَوَابِهِ مُقَرِّباً وَ لِحُسْنِ مَزِيدِهِ مُوجِباً وَ نَسْتَعِينُ بِهِ اِسْتِعَانَةً رَاجٍ لِفَضْلِهِ مُؤَمِّلٍ لِنَفْعِهِ وَاثِقٍ بِدَفْعِهِ مُعْتَرِفٍ لَهُ بِالطَّوْلِ مُذْعِنٍ لَهُ بِالْعَمَلِ وَ اَلْقَوْلِ وَ نُؤْمِنُ بِهِ إِيمَانَ مَنْ رَجَاهُ مُوقِناً وَ أَنَابَ إِلَيْهِ مُؤْمِناً وَ خَنَعَ لَهُ مُذْعِناً وَ أَخْلَصَ لَهُ مُوَحِّداً وَ عَظَّمَهُ مُمَجِّداً وَ لاَذَ بِهِ رَاغِباً مُجْتَهِداً

نوف البكالي

قال الجوهري في الصحاح نوف البكالي بفتح الباء كان حاجب علي ع ثم قال و قال ثعلب هو منسوب إلى بكالة قبيلة.

٧٦

و قال القطب الراوندي في شرح نهج البلاغة بكال و بكيل شي‏ء واحد و هو اسم حي من همدان و بكيل أكثر قال الكميت

فقد شركت فيه بكيل و أرحب

و الصواب غير ما قالاه و إنما بنو بكال بكسر الباء حي من حمير منهم هذا الشخص هو نوف بن فضالة صاحب علي ع و الرواية الصحيحة الكسر لأن نوف بن فضالة بكالي بالكسر من حمير و قد ذكر ابن الكلبي نسب بني بكال الحميريين فقال هو بكال بن دعمي بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير

نسب جعدة بن هبيرة

و أما جعدة بن هبيرة فهو ابن أخت أمير المؤمنين ع أمه أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم و أبوه هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب و كان جعدة فارسا شجاعا فقيها و ولي خراسان لأمير المؤمنين ع و هو من الصحابة الذين أدركوا رسول الله ص يوم الفتح مع أمه أم هانئ بنت أبي طالب و هرب أبو هبيرة بن أبي وهب ذلك اليوم هو و عبد الله بن الزبعرى إلى نجران.

٧٧

و روى أهل الحديث أن أم هانئ كانت يوم الفتح في بيتها فدخل عليها هبيرة بن أبي وهب بعلها و رجل من بني عمه هاربين من علي ع و هو يتبعهما و بيده السيف فقامت أم هانئ في وجهه دونهما و قالت ما تريده منهما و لم تكن رأته من ثماني سنين فدفع في صدرها فلم تزل عن موضعها و قالت أ تدخل يا علي بيتي و تهتك حرمتي و تقتل بعلي و لا تستحيي مني بعد ثماني سنين فقال إن رسول الله ص أهدر دمهما فلا بد أن أقتلهما فقبضت على يده التي فيها السيف فدخلا بيتا ثم خرجا منه إلى غيره ففاتاه

و جاءت أم هانئ إلى رسول الله ص فوجدته يغتسل من جفنة فيها أثر العجين و فاطمة ابنته تستره بثوبها فوقفت حتى أخذ ثوبه فتوشح به ثم صلى ثماني ركعات من الضحى ثم انصرف فقال مرحبا و أهلا بأم هانئ ما جاء بك فأخبرته خبر بعلها و ابن عمه و دخول علي ع بيتها بالسيف فجاء علي ع و رسول الله ص يضحك فقال له ما صنعت بأم هانئ فقال سلها يا رسول الله ما صنعت بي و الذي بعثك بالحق لقد قبضت على يدي و فيها السيف فما استطعت أن أخلصها إلا بعد لأي و فاتني الرجلان فقال ص لو ولد أبو طالب الناس كلهم لكانوا شجعانا قد أجرنا من أجارت أم هانئ و أمنا من أمنت فلا سبيل لك عليهما.فأما هبيرة فلم يرجع و أما الرجل الآخر فرجع فلم يعرض له.قالوا و أقام هبيرة بن أبي وهب بنجران حتى مات بها كافرا و روى له محمد بن إسحاق في كتاب المغازي شعرا أوله:

أ شاقتك هند أم أتاك سؤالها

كذاك النوى أسبابها و انفتالها

يذكر فيه أم هانئ و إسلامها و أنه مهاجر لها إذ صبت إلى الإسلام و من جملته

٧٨

فإن كنت قد تابعت دين محمد

و قطعت الأرحام منك حبالها

فكوني على أعلى سحوق بهضبة

ململمة غبراء يبس قلالها

و قال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب ولدت أم هانئ لهبيرة بن أبي وهب بنين أربعة جعدة و عمرا و هانئا و يوسف و قال و جعدة الذي يقول:

أبي من بني مخزوم إن كنت سائلا

و من هاشم أمي لخير قبيل

فمن ذا الذي ينأى علي بخاله

كخالي علي ذي الندى و عقيل

المدرعة الجبة و تدرع لبسها و ربما قالوا تمدرع.و ثفنة البعير واحدة ثفناته و هو ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ فيغلظ و يكثف كالركبتين و غيرهما و يقال ذو الثفنات الثلاثة لعلي بن الحسين و علي بن عبد الله بن العباس ع و لعبد الله بن وهب الراسبي رئيس الخوارج لأن طول السجود كان قد أثر في ثفناتهم قال دعبل

٧٩

ديار علي و الحسين و جعفر

و حمزة و السجاد ذي الثفنات

و مصائر الأمور جمع مصير و هو مصدر صار إلى كذا و معناه المرجع قال تعالى( وَ إِلَى اَللَّهِ اَلْمَصِيرُ ) فأما المصدر من صار الشي‏ء كذا فمصير و صيرورة و القياس في مصدر صار إليه أي رجع مصارا كمعاش و إنما جمع المصدر هاهنا لأن الخلائق يرجعون إلى الله تعالى في أحوال مختلفة في الدنيا و في الدار الآخرة فجمع المصدر و إن كان يقع بلفظه على القليل و الكثير لاختلاف وجوهه كقوله تعالى( وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ اَلظُّنُونَا ) .و عواقب الأمر جمع عاقبة و هي آخر الشي‏ء.ثم قسم الحمد فجعله على ثلاثة أقسام أحدها الحمد على عظيم إحسانه و هو أصول نعمه تعالى كالحياة و القدرة و الشهوة و غيرها مما لا يدخل جنسه تحت مقدور القادر.و ثانيها الحمد على نير برهانه و هو ما نصبه في العقول من العلوم البديهية المفضية إلى العلوم النظرية بتوحيده و عدله.و ثالثها الحمد على أرزاقه النامية أي الزائدة و ما يجري مجراها من إطالة الأعمار و كثرة الأرزاق و سائر ضروب الإحسان الداخلة في هذا القسم.ثم بالغ في الحمد حمدا يكون لحقه قضاء و لشكره أداء و ذلك لأن الحمد و الشكر و لو بلغ

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290