شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

بلون الغار...بلون الغدير

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

و« طوسُ الإمامِ » هي الجوهرهْ ..

وقبته نجمة في السماءِ

تكبّر حتى تُصلي

جموعُ الملائكة المكْرمينَ

ومشهده ليلة مقمرهْ ..

وإن غابت الشمس ذات صباح

وفتشتَ عنها ..

تجدْها أتت « للرضا » زائرهْ ..

ومن زاره طامعاً في « ثلاثٍ »

رآهنّ رأي العيانِ

فيا عازماً نحو تلك الديارِ

ويا واقفاً عند باب المزارِ

ويا نازل البلدة العامرَهْ ..

أنبتك عني ..

فأبلغْ سلامي « عليَّ بن موسى »

وقبّلْ ضريحا تجلّى بـ « طوسَ »

وعاج على « كربلاءَ »

بصدرٍ جريحٍ

وحَطّ الرحالَ برأسٍ ذبيحٍ

على شاطىء « النيلِ » في « القاهرَهْ » !!

وعيدك عيدي ..

ومولدك المنتشي في شفاه الحياةِ

وطلعتك المستفيضة بالخيرِ

تهب الدماءَ وريدي ..

وتغمر بالوجد حقل وجودي

وتمنح شيعتكَ النبضَ والأقحوانْ ..

ألا أيها الفارس المحتفي

بانتصار « النبيّ » على شانئيهِ

وفوز « عليٍّ »

وفتح السماءِ

وإشراقة الأرض عند ظهور « المعزِّي »

لدى الركن في أخريات الزمانْ ..

تناءى عن العزِّ ركبُ « قريشٍ »

وبعدت قوافلنا عن « حراءٍ »

و « طيبةُ » لما استفاقت

أبيحت ثلاثاً

فصمتَتْ !

وفقد شيوخ الفصاحةِ

سِحر البيانْ ..

فبعني - فديتك - سيفاً جديدًا

أخوض به لجة الحرب في

عودة الجاهلية سِرًّا

وردّةِ قومي

وكُفرِ السلاطين طُرًّا

وخوفِ الأمانْ !

أتيتك - يا سيدي - هارباً

من وباء « المغولِ »

وعسف « المماليك » بَرًّا

وودعت خلفيَ مُلكا عضوضاً

« يزيدٌ » هناكَ ..

وهآنذا بِضعة من جراح « الحسينِ »

وهَدرةُ كمد بصدر « الرسولِ »

وقلبٌ توالى عليه الطّعانْ ..

أيا ثامن الحجج الطيبينَ

أعرني تراباً أعيش عليهِ

ووطناً رؤوماً أؤوب إليهِ

فاني طريد الفراعنة الأولينَ

وشوك بحلق الفراعنة الآخِرينَ

ووجهي عليه علامات نفيي

يقوم على أمره شاهدانْ !

وذنبي العظيم الذي ليس يُغفرُ أَني

دعوت « الخليفةَ » حتى يقيم الصلاةَ

فأحرق « مكةَ » دارًا فدارًا

وضرب « الكعبة » بالمنجنيقِ

حنانيكَ يا صاحب القبة العاليهْ ..

ورحماك يا ماسح الجرحِ

بالمخمل الهاشميِّ

ويا مُبرئَ الطعنة الداميهْ ..

غريبٌ أنا ..

أيّهذا الغريبُ !

يمزقني الهم شلوًا فشلوًا

وعذراً أيا حجة الله فوق العبادِ

ويا هاديَ الفرقة الناجيهْ ..

بكيتُ بيومٍ أغرَّ

وبين يديّ شموع وبشرى

بمولد نجم تألق في ليلة داجيَهْ ..

ورُبَّ عيون بكت فرحةً

فبالأمس - يا سيدي - زال خوفي

وأصلحت درعي وترسي

وأسرجت فرسي

وداهمت قصر الخلافة والجند خلفي ..

وألقيت بالتاج والعرش في الهاويَهْ ..

وجئت إليك على سن رمحي

برأس « ابنِ سهل » ..

9/3/1998

مُذَهَّبة لذوات الأوتار

من أجل الأجيال القادمةِ

من أجل الشمس، ومن أجل الشربينِ،

ومن أجل الجبل المشتعل ثلوجاً،

من أجل النخلةِ، والوردةِ

من أجل الأطفال نموتْ ..

من أجل القمر الغائبِ

من أجل الشحاذ ليملك نهرًا من عسلٍ

من أجل الوثن ليؤمن باللهِ

من أجل الله نموتْ

دمكَ الأنشودة والعيدُ وبذخ الميلادِ

دمك السدرُ ودمك السروُ

دمك خرير الماءِ

وحادي الإبل المطعونةِ في الصحراءِ

دمك الجاري في أوردة الاشراقِ

يقدس للزمن الدافىءِ ..

دمك المنعكس أغاريدَ على

دمك المزن المتساقطُ

فوق خدود الصيفِ ..

وفوق القصباتِ ..

وفوق الاَرز المشنوقِ

وفوق جنازات الخيلْ ..

دمك السعفات الراقصةُ

دمك البيدر والسنبلةُ

دمك الأحلى والأجملْ !

دمك المسجدُ

والمعبدُ

والمحراب الزاهرُ ..

والمنبرُ

دمك الباسم كبزوغ القديسينَ

ودمك الباهر كتجلي المعصومينَ

على مئذنة مدينة قلبي ..

دمك المنساب كفيضان النيلِ

يمهد لي دربي

بابك يا أفق الكَرَمِ ..

ويا دفق العشق المضطَرمِ

ويا ألق الشرق المتوهجِ

بابك وديان وسهولٌ

بابك قرآنٌ

معجزةٌ

بابك ميناء - أسطورهْ

وقواربه السكرانة مسحورَهْ

بابك بئر للركب التائه في

بابك نزف الشمس المقتولةِ

ويا جسداً في عمق ضمير الأمّةِ

بابك قافلة من شهداءَ

تصلي خلف إمام مذبوحْ ..

يا أنتَ ..

وأنت ملاذي المدخرُ ..

وكهفي حين أطارد في الأمصارْ ..

يا أنتَ ..

وأنت الناموس النازلُ

فوق ضفاف النيل ودجلةَ

حين كفرت بـ « إيزيسَ » و « عشتارْ »

يا أنتَ ..

وأنت تباشير الحريّةِ

حين أصادَرُ في السر وفي الجهرِ

وتُعييني كل مذاهب تلك المعمورةِ

وتضيق عليّ الأرض بما رحبت

وأباع كما العبد الآبقِ

في السوق الممتدةِ

ومعي يرسف في قيد الرق الأسودِ

يا أنتَ ..

وأنت القمر المنفيُّ

والشمس الطالعةُ

وصوت الفجر النائي

وشهيد الأمّةِ « عمَّارْ » !

يا أنتَ ..

وأنت الأتباعُ وقد هبّوا لمؤازرتي

في « عام الفيلِ » ..

وأنت « طيور أبابيلِ »

يا أنتَ ..

وقد اجتمعوا من كل بطون العربِ

وأنت الحرز المنسوجُ

يا أنتَ ..

وأنت بواكير الهجرةِ

والقادم بـ « فواطمنا »

رغم عيون القومِ

وأنت الخارج في الصبح تغني:

وتقود الناقة لـ « قباءَ » ..

وأنت مهاجرةُ العصرِ ..

يا أنتَ ..

وأنت فتايَ، وسيفي

والحامل في المعركة لوائي ..

والمدد القادم أحصنةً وملائكةً

ومجدّل أعدائي

في الموقعة الأولى

والصائح: « يا منصور أمِتْ » ..

والآخذ بالثارْ

يا أنتَ

وأنت الصامد بجواري

وأنا أدعوهم في أُخراهم

إذْ صعدوا لا يلوون على أحدٍ

والله خبير بالأسرارْ !

يا أنتَ ..

وما التاريخ إذا لم تُخلق أنتَ

يا أنتَ ..

وما أدراهم من أنتَ !

فهاكَ الرايةَ ..

واقتل « حبترَ » ..

واستنقذ « فَدَكاً »

« إني أُخبرُ من جهة فضاء الربِّ »

« هو ترس لي »

و« الرب يعضدني » ..

وأنا أسجد وأرتل في « عرفاتَ »

وأناولُ في « كوفانَ » شهيدَ المحراب

وأسلّي القلبَ

إني أول من شهد الجبل المندكَّ

وصاحبَ « لوطاً » وهو يغادر قريتهُ

وأنا قنطرة طلوعٍ

تربط بين النيل ودجلَهْ

وأنا من أهدى للعرب العاربة قديماً

وأنا أول من صلّت شطر مقامي القبلَهْ

وأنا المغمورُ بمجد ذوات الأوتارِ

الصادحة بميلادي في البيت المعمورِ

« يا ربّ لماذا تقف بعيدَا » ..

و « لماذا لا تظهر في أيام الضيق »

[ وأنا المسكينُ المحترقُ بكبر الشرير ]

[ وأنا القائل لا أتزعزع في قلبهْ ]

كالفارس بين صبايا شَعبِهْ ..

« قم يا ربّ فلا يعترُّ الانسانُ »

وتُحرقُ داري وبها بنتُ رسولِ اللهِ

و « يقول الجاهل في قلبهْ »

كالطائر ينأى عن سِرْبِهْ

لكني يا رب « على رحمتك توكلتُ »

وبايعتُ بـ « خُمَّ » « عَلِيَّا »

فتعاليتَ عُلُوًّا وتقدستَ ..

وعدوي « كالأسد القَرِمِ وكالشبلِ

« قم يا ربّ، تقدمْهُ، اصرعهُ »

يا رب و « أَصْغِ إلى صلواتي من

كنبيٍّ يجهد في تقديسِهْ

« واحفظني كالحدقة في العينِ »

لعلِّي أبصر وجه الشمس وقد رُدَّتْ

يا ربِّ لـ « ذي القرنينِ »

هو هذا السَّبْيُ ..

وهذا النفيُ ..

ومزماري مزمارُ قرارٍ

ومذهَّبتي أنشودةُ شعب منشوقٍ

وصلاتي « أغنيَّةُ تدشينِ البيتِ »

[ فهل يحتسب الربُّ لمثلي اليومَ

سبحانك !

دنياً بالصبَّار مليئَهْ ..

سبحانك يا رب - فلا يدفنني أحدٌ

في أرض التيهِ إذا مِتُّ

بل ابعث « إيليَّا » حتى يدفنني

في « المكفيلةِ »

فوق ضفاف النيلِ ..

من أجل النهر نموتْ

من أجل المطر نموتْ

من أجل الزنبقِ

وشقائق جنَّاتِ الموتِ

من أجل الميلاد نموتْ !!

15/9/1998

« » تضمينات من مزامير داود

[ ] اقتباسات من مزامير داود

موعد مع الشراع

مهدك أخضرْ ..

يا ميقاتاً عاد إلى الكونِ

وقد كان يباباً مغموراً بالظلماتِ

مهدك حَلَّقَ فوق سديم العالمِ

فصلَ ربيعٍ ..

مهدك هودجنا القادم

مهدك فُلكٌ يتلو طوفان الآيات النبويةِ

فشاطئه ( عيبة علم اللهِ )

وضفته ( الكوثر )

بهرتني أعراس الوجدِ

وقد كنت من ابيضت عيناهُ

من الحزن الجارفِ

فتمسّح في مهدك يوم الميلادِ

فأشرق فيه الشوق اليعقوبيُّ

رقصت فوق شفاهي كلمات الولهِ

كغصن البانِ

تمايل وتثنَّى

حتى صار نسيماً فتكسَّرْ ..

وتغنت باسمك شمعات عيوني

وفراشاتُ الصبح الحالمِ

وسط الأنداء الفضيةِ

في صحو البلورِ على طبق جفوني ..

فتحول صوف الأعرابِ حريرًا