كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١١

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 279

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 279
المشاهدات: 35446
تحميل: 5459


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 279 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35446 / تحميل: 5459
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 11

مؤلف:
العربية

بأنه أكبر الشاهدين شهادة لقوله تعالى( قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اَللَّهُ ) يقول اللهم إنا نستشهدك على خذلان من استنصرناه و استنفرناه إلى نصرتك و الجهاد عن دينك فأبى النهوض و نكث عن القيام بواجب الجهاد و نستشهد عبادك من البشر في أرضك و عبادك من الملائكة في سمواتك عليه أيضا ثم أنت بعد ذلك المغني لنا عن نصرته و نهضته بما تتيحه لنا من النصر و تؤيدنا به من الإعزاز و القوة و الأخذ له بذنبه في القعود و التخلف.و هذا قريب من قوله تعالى( وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ )

٦١

206 و من خطبة له ع

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْعَلِيِّ عَنْ شَبَهِ اَلْمَخْلُوقِينَ اَلْغَالِبِ لِمَقَالِ اَلْوَاصِفِينَ اَلظَّاهِرِ بِعَجَائِبِ تَدْبِيرِهِ لِلنَّاظِرِينَ وَ اَلْبَاطِنِ بِجَلاَلِ عِزَّتِهِ عَنْ فِكْرِ اَلْمُتَوَهِّمِينَ اَلْعَالِمِ بِلاَ اِكْتِسَابٍ وَ لاَ اِزْدِيَادٍ وَ لاَ عِلْمٍ مُسْتَفَادٍ اَلْمُقَدِّرِ لِجَمِيعِ اَلْأُمُورِ بِلاَ رَوِيَّةٍ وَ لاَ ضَمِيرٍ اَلَّذِي لاَ تَغْشَاهُ اَلظُّلَمُ وَ لاَ يَسْتَضِي‏ءُ بِالْأَنْوَارِ وَ لاَ يَرْهَقُهُ لَيْلٌ وَ لاَ يَجْرِي عَلَيْهِ نَهَارٌ لَيْسَ إِدْرَاكُهُ بِالْإِبْصَارِ وَ لاَ عِلْمُهُ بِالْإِخْبَارِ يجوز شبه و شبه و الرواية هاهنا بالفتح و تعاليه سبحانه عن شبه المخلوقين كونه قديما واجب الوجود و كل مخلوق محدث ممكن الوجود.قوله الغالب لمقال الواصفين أي إن كنه جلاله و عظمته لا يستطيع الواصفون وصفه و إن أطنبوا و أسهبوا فهو كالغالب لأقوالهم لعجزها عن إيضاحه و بلوغ منتهاه و الظاهر بأفعاله و الباطن بذاته لأنه إنما يعلم منه أفعاله و أما ذاته فغير معلومة.ثم وصف علمه تعالى فقال إنه غير مكتسب كما يكتسب الواحد منا علومه بالاستدلال و النظر و لا هو علم يزداد إلى علومه الأولى كما تزيد علوم الواحد منا و معارفه و تكثر لكثرة الطرق التي يتطرق بها إليها.

٦٢

ثم قال و لا علم مستفاد أي ليس يعلم الأشياء بعلم محدث مجدد كما يذهب إليه جهم و أتباعه و هشام بن الحكم و من قال بقوله.ثم ذكر أنه تعالى قدر الأمور كلها بغير روية أي بغير فكر و لا ضمير و هو ما يطويه الإنسان من الرأي و الاعتقاد و العزم في قلبه.ثم وصفه تعالى بأنه لا يغشاه ظلام لأنه ليس بجسم و لا يستضي‏ء بالأنوار كالأجسام ذوات البصر و لا يرهقه ليل أي لا يغشاه و لا يجري عليه نهار لأنه ليس بزماني و لا قابل للحركة ليس إدراكه بالأبصار لأن ذلك يستدعي المقابلة و لا علمه بالإخبار مصدر أخبر أي ليس علمه مقصورا على أن تخبره الملائكة بأحوال المكلفين بل هو يعلم كل شي‏ء لأن ذاته ذات واجب لها أن تعلم كل شي‏ء لمجرد ذاتها المخصوصة من غير زيادة أمر على ذاتها : وَ مِنْهَا فِي ذِكْرِ اَلنَّبِيِّ ص أَرْسَلَهُ بِالضِّيَاءِ وَ قَدَّمَهُ فِي الاِصْطِفَاءِ فَرَتَقَ بِهِ اَلْمَفَاتِقَ وَ سَاوَرَ بِهِ اَلْمُغَالِبَ وَ ذَلَّلَ بِهِ اَلصُّعُوبَةَ وَ سَهَّلَ بِهِ اَلْحُزُونَةَ حَتَّى سَرَّحَ اَلضَّلاَلَ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمَالٍ أرسله بالضياء أي بالحق و سمى الحق ضياء لأنه يهتدى به أو أرسله بالضياء أي بالقرآن.

٦٣

و قدمه في الاصطفاء أي قدمه في الاصطفاء على غيره من العرب و العجم قالت قريش( لَوْ لا نُزِّلَ هذَا اَلْقُرْآنُ عَلى‏ رَجُلٍ مِنَ اَلْقَرْيَتَيْنِ ) أي على رجل من رجلين من القريتين عَظِيمٍ أي إما على الوليد بن المغيرة من مكة أو على عروة بن مسعود الثقفي من الطائف.ثم قال تعالى( أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ) أي هو سبحانه العالم بالمصلحة في إرسال الرسل و تقديم من يرى في الاصطفاء على غيره.فرتق به المفاتق أي أصلح به المفاسد و الرتق ضد الفتق و المفاتق جمع مفتق و هو مصدر كالمضرب و المقتل.و ساور به المغالب ساورت زيدا أي واثبته و رجل سوار أي وثاب و سورة الخمر وثوبها في الرأس.و الحزونة ضد السهولة و الحزن ما غلظ من الأرض و السهل ما لان منها و استعير لغير الأرض كالأخلاق و نحوها.قوله حتى سرح الضلال أي طرده و أسرع به ذهابا.عن يمين و شمال من قولهم ناقة سرح و منسرحة أي سريعة و منه تسريح المرأة أي تطليقها

٦٤

207 و من خطبة له ع

وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَدْلٌ عَدَلَ وَ حَكَمٌ فَصَلَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ سَيِّدُ عِبَادِهِ كُلَّمَا نَسَخَ اَللَّهُ اَلْخَلْقَ فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ فِي خَيْرِهِمَا لَمْ يُسْهِمْ فِيهِ عَاهِرٌ وَ لاَ ضَرَبَ فِيهِ فَاجِرٌ أَلاَ وَ إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَعَلَ لِلْخَيْرِ أَهْلاً وَ لِلْحَقِّ دَعَائِمَ وَ لِلطَّاعَةِ عِصَماً وَ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ يَقُولُ عَلَى اَلْأَلْسِنَةِ وَ يُثَبِّتُ بِهِ اَلْأَفْئِدَةَ فِيهِ كِفَاءٌ لِمُكْتَفٍ وَ شِفَاءٌ لِمُشْتَفٍ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَ اَللَّهِ اَلْمُسْتَحْفَظِينَ عِلْمَهُ يَصُونُونَ مَصُونَهُ وَ يُفَجِّرُونَ عُيُونَهُ يَتَوَاصَلُونَ بِالْوِلاَيَةِ وَ يَتَلاَقَوْنَ بِالْمَحَبَّةِ وَ يَتَسَاقَوْنَ بِكَأْسٍ رَوِيَّةٍ وَ يَصْدُرُونَ بِرِيَّةٍ لاَ تَشُوبُهُمُ اَلرِّيبَةُ وَ لاَ تُسْرِعُ فِيهِمُ اَلْغِيبَةُ عَلَى ذَلِكَ عَقَدَ خَلْقَهُمْ وَ أَخْلاَقَهُمْ فَعَلَيْهِ يَتَحَابُّونَ وَ بِهِ يَتَوَاصَلُونَ فَكَانُوا كَتَفَاضُلِ اَلْبَذْرِ يُنْتَقَى فَيُؤْخَذُ مِنْهُ وَ يُلْقَى قَدْ مَيَّزَهُ اَلتَّخْلِيصُ وَ هَذَّبَهُ اَلتَّمْحِيصُ فَلْيَقْبَلِ اِمْرُؤٌ كَرَامَةً بِقَبُولِهَا وَ لْيَحْذَرْ قَارِعَةً قَبْلَ حُلُولِهَا وَ لْيَنْظُرِ اِمْرُؤٌ فِي قَصِيرِ أَيَّامِهِ وَ قَلِيلِ مُقَامِهِ فِي مَنْزِلٍ حَتَّى يَسْتَبْدِلَ بِهِ مَنْزِلاً فَلْيَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ وَ مَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ فَطُوبَى لِذِي قَلْبٍ سَلِيمٍ أَطَاعَ مَنْ يَهْدِيهِ وَ تَجَنَّبَ مَنْ يُرْدِيهِ وَ أَصَابَ سَبِيلَ اَلسَّلاَمَةِ بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ وَ بَادَرَ اَلْهُدَى قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ

٦٥

وَ تُقْطَعَ أَسْبَابُهُ وَ اِسْتَفْتَحَ اَلتَّوْبَةَ وَ أَمَاطَ اَلْحَوْبَةَ فَقَدْ أُقِيمَ عَلَى اَلطَّرِيقِ وَ هُدِيَ نَهْجَ اَلسَّبِيلِ الضمير في أنه يرجع إلى القضاء و القدر المذكور في صدر هذه الخطبة و لم يذكره الرضي رحمه الله يقول أشهد أن قضاءه تعالى عدل عدل و حكم بالحق فإنه حكم فصل بين العباد بالإنصاف و نسب العدل و الفصل إلى القضاء على طريق المجاز و هو بالحقيقة منسوب إلى ذي القضاء و القاضي به هو الله تعالى.قوله و سيد عباده هذا كالمجمع عليه بين المسلمين و إن كان قد خالف فيه شذوذ منهم و احتج الجمهور

بقوله أنا سيد ولد آدم و لا فخر و بقوله ادعوا لي سيد العرب عليا فقالت عائشة أ لست سيد العرب فقال أنا سيد البشر و علي سيد العرب و بقوله آدم و من دونه تحت لوائي و احتج المخالف

بقوله ع لا تفضلوني على أخي يونس بن متى.و أجاب الأولون تارة بالطعن في إسناد الخبر و تارة بأنه حكاية كلام حكاه ص عن عيسى ابن مريم و تارة بأن النهي إنما كان عن الغلو فيه كما غلت الأمم في أنبيائها فهو كما ينهى الطبيب المريض فيقول لا تأكل من الخبز و لا درهما و ليس مراده تحريم أكل الدرهم و الدرهمين بل تحريم ما يستضر بأكله منه.قوله ع كلما نسخ الله الخلق فرقتين جعله في خيرهما النسخ النقل و منه نسخ الكتاب و منه نسخت الريح آثار القوم و نسخت الشمس الظل يقول

٦٦

كلما قسم الله تعالى الأب الواحد إلى ابنين جعل خيرهما و أفضلهما لولادة محمد ع و سمى ذلك نسخا لأن البطن الأول يزول و يخلفه البطن الثاني و منه مسائل المناسخات في الفرائض.و هذا المعنى قد ورد مرفوعا في عدة أحاديث نحو قوله ص ما افترقت فرقتان منذ نسل آدم ولده إلا كنت في خيرهما و نحو

قوله إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل و اصطفى من ولد إسماعيل مضر و اصطفى من مضر كنانة و اصطفى من كنانة قريشا و اصطفى من قريش هاشما و اصطفاني من بني هاشم قوله لم يسهم فيه عاهر و لا ضرب فيه فاجر لم يسهم لم يضرب فيه عاهر بسهم أي بنصيب و جمعه سهمان و العاهر ذو العهر بالتحريك و هو الفجور و الزناء و يجوز تسكين الهاء مثل نهر و نهر و هذا هو المصدر و الماضي عهر بالفتح و الاسم العهر بكسر العين و سكون الهاء و المرأة عاهرة و معاهرة و عيهرة و تعيهر الرجل إذا زنى و الفاجر كالعاهر هاهنا و أصل الفجور الميل قال لبيد

فإن تتقدم تغش منها مقدما

غليظا و إن أخرت فالكفل فاجر

يقول مقعد الرديف مائل

ذكر بعض المطاعن في النسب و كلام للجاحظ في ذلك

و في الكلام رمز إلى جماعة من الصحابة في أنسابهم طعن كما يقال إن آل سعد بن أبي وقاص ليسوا من بني زهرة بن كلاب و إنهم من بني عذرة من قحطان

٦٧

و كما قالوا إن آل الزبير بن العوام من أرض مصر من القبط و ليسوا من بني أسد بن عبد العزى قال الهيثم بن عدي في كتاب مثالب العرب إن خويلد بن أسد بن عبد العزى كان أتى مصر ثم انصرف منها بالعوام فتبناه فقال حسان بن ثابت يهجو آل العوام بن خويلد:

بني أسد ما بال آل خويلد

يحنون شوقا كل يوم إلى القبط

متى يذكروا قهقى يحنوا لذكرها

و للرمث المقرون و السمك الرقط

عيون كأمثال الزجاج وضيعة

تخالف كعبا في لحى كثة ثط

يرى ذاك في الشبان و الشيب منهم

مبينا و في الأطفال و الجلة الشمط

لعمر أبي العوام إن خويلدا

غداة تبناه ليوثق في الشرط

و كما يقال في قوم آخرين نرفع هذا الكتاب عن ذكر ما يطعن به في أنسابهم كي لا يظن بنا أنا نحب المقالة في الناس.قال شيخنا أبو عثمان في كتاب مفاخرات قريش لا خير في ذكر العيوب إلا من ضرورة و لا نجد كتاب مثالب قط إلا لدعي أو شعوبي و لست واجده لصحيح النسب و لا لقليل الحسد و ربما كانت حكاية الفحش أفحش من الفحش و نقل الكذب أقبح من الكذب و قال النبي ص اعف عن ذي قبر و قال لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات و قيل في المثل يكفيك من شر سماعه و قالوا أسمعك من أبلغك و قالوا من طلب عيبا وجده و قال النابغة:

و لست بمستبق أخا لا تلمه

على شعث أي الرجال المهذب

٦٨

قال أبو عثمان و بلغ عمر بن الخطاب أن أناسا من رواة الأشعار و حملة الآثار يعيبون الناس و يثلبونهم في أسلافهم فقام على المنبر و قال إياكم و ذكر العيوب و البحث عن الأصول فلو قلت لا يخرج اليوم من هذا الأبواب إلا من لا وصمة فيه لم يخرج منكم أحد فقام رجل من قريش نكره أن نذكره فقال إذا كنت أنا و أنت يا أمير المؤمنين نخرج فقال كذبت بل كان يقال لك يا قين بن قين اقعد.قلت الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي كان عمر يبغضه لبغضه أباه خالدا و لأن المهاجر كان علوي الرأي جدا و كان أخوه عبد الرحمن بخلافه شهد المهاجر صفين مع علي ع و شهدها عبد الرحمن مع معاوية و كان المهاجر مع علي ع في يوم الجمل و فقئت ذلك اليوم عينه و لأن الكلام الذي بلغ عمر بلغه عن المهاجر و كان الوليد بن المغيرة مع جلالته في قريش و كونه يسمى ريحانة قريش و يسمى العدل و يسمى الوحيد حداد يصنع الدروع و غيرها بيده ذكر ذلك عنه عبد الله بن قتيبة في كتاب المعارف.و روى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء و قال إنه روى عند جعفر بن محمد ع بالمدينة فقال لا تلمه يا ابن أخي إنه أشفق أن يحدج بقضية نفيل بن عبد العزى و صهاك أمة الزبير بن عبد المطلب ثم قال رحم الله عمر فإنه لم يعد السنة و تلا إِنَّ اَلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ اَلْفاحِشَةُ فِي اَلَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.أما قول ابن جرير الآملي الطبرستاني في كتاب المسترشد إن عثمان والد

٦٩

أبي بكر الصديق كان ناكحا أم الخير ابنة أخته فليس بصحيح و لكنها ابنة عمه لأنها ابنة صخر بن عامر و عثمان هو ابن عمرو بن عامر و العجب لمن اتبعه من فضلاء الإمامية على هذه المقالة من غير تحقيق لها من كتب الأنساب و كيف تتصور هذه الواقعة في قريش و لم يكن أحد منهم مجوسيا و لا يهوديا و لا كان من مذهبهم حل نكاح بنات الأخ و لا بنات الأخت.ثم نعود لإتمام حكاية كلام شيخنا أبي عثمان قال و متى يقدر الناس حفظك الله على رجل مسلم من كل ابنة و مبرأ من كل آفة في جميع آبائه و أمهاته و أسلافه و أصهاره حتى تسلم له أخواله و أعمامه و خالاته و عماته و أخواته و بناته و أمهات نسائه و جميع من يناسبه من قبل جداته و أجداده و أصهاره و أختانه و لو كان ذلك موجودا لما كان لنسب رسول الله ص فضيلة في النقاء و التهذيب و في التصفية و التنقيح

قال رسول الله ص ما مسني عرق سفاح قط و ما زلت أنقل من الأصلاب السليمة من الوصوم و الأرحام البريئة من العيوب فلسنا نقضي لأحد بالنقاء من جميع الوجوه إلا لنسب من صدقه القرآن و اختاره الله على جميع الأنام و إلا فلا بد من شي‏ء يكون في نفس الرجل أو في طرفيه أو في بعض أسلافه أو في بعض أصهاره و لكنه يكون مغطى بالصلاح و محجوبا بالفضائل و مغمورا بالمناقب.و لو تأملت أحوال الناس لوجدت أكثرهم عيوبا أشدهم تعييبا قال الزبرقان من بدر ما استب رجلان إلا غلب ألأمهما و قال خصلتان كثيرتان في امرئ السوء

٧٠

كثرة اللطام و شدة السباب و لو كان ما يقوله أصحاب المثالب حقا لما كان على ظهرها عربي كما قال عبد الملك بن صالح الهاشمي إن كان ما يقول بعض في بعض حقا فما فيهم صحيح و إن كان ما يقول بعض المتكلمين في بعض حقا فما فيهم مسلم.قوله ع ألا و إن الله قد جعل للخير أهلا و للحق دعائم و للطاعة عصما الدعائم ما يدعم بها البيت لئلا يسقط و العصم جمع عصمة و هو ما يحفظ به الشي‏ء و يمنع فأهل الخير هم المتقون و دعائم الحق الأدلة الموصلة إليه المثبتة له في القلوب و عصم الطاعة هي الإدمان على فعلها و التمرن على الإتيان بها لأن المرون على الفعل يكسب الفاعل ملكة تقتضي سهولته عليه و العون هاهنا هو اللطف المقرب من الطاعة المبعد من القبيح.ثم قال ع إنه يقول على الألسنة و يثبت الأفئدة و هذا من باب التوسع و المجاز لأنه لما كان مستهلا للقول أطلق عليه إنه يقول على الألسنة و لما كان الله تعالى هو الذي يثبت الأفئدة كما قال( يُثَبِّتُ اَللَّهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ اَلثَّابِتِ ) نسب التثبيت إلى اللطف لأنه من فعل الله تعالى كما ينسب الإنبات إلى المطر و إنما المنبت للزرع هو الله تعالى و المطر فعله.ثم قال ع فيه كفاء لمكتف و شفاء لمشتف و الوجه فيه كفاية فإن الهمز لا وجه له هاهنا لأنه من باب آخر و لكنه أتى بالهمزة للازدواج بين كفاء

٧١

و شفاء كما قالوا الغدايا و العشايا و كما قال ع مأزورات غير مأجورات فأتى بالهمز و الوجه الواو للازدواج

ذكر بعض أحوال العارفين و الأولياء

ثم ذكر العارفين فقال و اعلموا أن عباد الله المستحفظين علمه إلى قوله و هذبه التمحيص.و اعلم أن الكلام في العرفان لم يأخذه أهل الملة الإسلامية إلا عن هذا الرجل و لعمري لقد بلغ منه إلى أقصى الغايات و أبعد النهايات و العارفون هم القوم الذين اصطفاهم الله تعالى و انتخبهم لنفسه و اختصهم بأنسه أحبوه فأحبهم و قربوا منه فقرب منهم قد تكلم أرباب هذا الشأن في المعرفة و العرفان فكل نطق بما وقع له و أشار إلى ما وجده في وقته.و كان أبو علي الدقاق يقول من أمارات المعرفة حصول الهيبة من الله فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته.و كان يقول المعرفة توجب السكينة في القلب كما أن العلم يوجب السكون فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته.و سئل الشبلي عن علامات العارف فقال ليس لعارف علامة و لا لمحب سكون و لا لخائف قرار.و سئل مرة أخرى عن المعرفة فقال أولها الله و آخرها ما لا نهاية له.و قال أبو حفص الحداد منذ عرفت الله ما دخل قلبي حق و لا باطل و قد أشكل هذا الكلام على أرباب هذا الشأن و تأوله بعضهم فقال عند القوم إن المعرفة توجب

٧٢

غيبة العبد عن نفسه لاستيلاء ذكر الحق عليه فلا يشهد غير الله و لا يرجع إلا إليه و كما إن العاقل يرجع إلى قلبه و تفكره و تذكره فيما يسنح له من أمر أو يستقبله من حال فالعارف رجوعه إلى ربه لا إلى قلبه و كيف يدخل المعنى قلب من لا قلب له.و سئل أبو يزيد البسطامي عن العرفان فقال إِنَّ اَلْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً و هذا معنى ما أشار إليه أبو حفص الحداد.و قال أبو يزيد أيضا للخلق أحوال و لا حال للعارف لأنه محيت رسومه و فنى هو و صارت هويته هوية غيره و غيبت آثاره في آثار غيره.قلت و هذا هو القول بالاتحاد الذي يبحث فيه أهل النظر.و قال الواسطي لا تصح المعرفة و في العبد استغناء بالله أو افتقار إليه و فسر بعضهم هذا الكلام فقال إن الافتقار و الاستغناء من أمارات صحو العبد و بقاء رسومه على ما كانت عليه و العارف لا يصح ذلك عليه لأنه لاستهلاكه في وجوده أو لاستغراقه في شهوده إن لم يبلغ درجة الاستهلاك في الوجود مختطف عن إحساسه بالغنى و الفقر و غيرهما من الصفات و لهذا قال الواسطي من عرف الله انقطع و خرس و انقمع

قال ص لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.و قال الحسين بن منصور الحلاج علامة العارف أن يكون فارغا من الدنيا و الآخرة.و قال سهل بن عبد الله التستري غاية العرفان شيئان الدهش و الحيرة.و قال ذو النون أعرف الناس بالله أشدهم تحيرا فيه.و قيل لأبي يزيد بما ذا وصلت إلى المعرفة قال ببدن عار و بطن جائع.

٧٣

و قيل لأبي يعقوب السوسي هل يتأسف العارف على شي‏ء غير الله فقال و هل يرى شيئا غيره ليتأسف عليه.و قال أبو يزيد العارف طيار و الزاهد سيار.و قال الجنيد لا يكون العارف عارفا حتى يكون كالأرض يطؤها البر و الفاجر و كالسحاب يظل كل شي‏ء و كالمطر يسقى ما ينبت و ما لا ينبت.و قال يحيى بن معاذ يخرج العارف من الدنيا و لا يقضى وطره من شيئين بكائه على نفسه و حبه لربه.و كان ابن عطاء يقول أركان المعرفة ثلاثة الهيبة و الحياء و الأنس و قال بعضهم العارف أنس بالله فأوحشه من خلقه و افتقر إلى الله فأغناه عن خلقه و ذل لله فأعزه في خلقه.و قال بعضهم العارف فوق ما يقول و العالم دون ما يقول.و قال أبو سليمان الداراني إن الله يفتح للعارف على فراشه ما لا يفتح للعابد و هو قائم يصلي.و كان رويم يقول رياء العارفين أفضل من إخلاص العابدين.و سئل أبو تراب النخشبي عن العارف فقال هو الذي لا يكدره شي‏ء و يصفو به كل شي‏ء.و قال بعضهم المعرفة أمواج ترفع و تحط.و سئل يحيى بن معاذ عن العارف فقال الكائن البائن.و قيل ليس بعارف من وصف المعرفة عند أبناء الآخرة فكيف عند أبناء الدنيا.و قال محمد بن الفضل المعرفة حياة القلب مع الله.و سئل أبو سعيد الخراز هل يصير العارف إلى حال يجفو عليه البكاء قال

٧٤

نعم إنما البكاء في أوقات سيرهم إلى الله فإذا صاروا إلى حقائق القرب و ذاقوا طعم الوصول زال عنهم ذلك.و اعلم أن إطلاق أمير المؤمنين ع عليهم لفظة الولاية في قوله يتواصلون بالولاية و يتلاقون بالمحبة يستدعي الخوض في مقامين جليلين من مقامات العارفين المقام الأول الولاية و هو مقام جليل قال الله تعالى( أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اَللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ ) و جاء في الخبر الصحيح عن النبي ص يقول الله تعالى من آذى لي وليا فقد استحل محارمي و ما تقرب إلي العبد بمثل أداء ما فرضت عليه و لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه و لا ترددت في شي‏ء أنا فاعله كترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له منه.و اعلم أن الولي له معنيان أحدهما فعيل بمعنى مفعول كقتيل و جريح و هو من يتولى الله أمره كما قال الله تعالى( إِنَّ وَلِيِّيَ اَللَّهُ اَلَّذِي نَزَّلَ اَلْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى اَلصَّالِحِينَ ) فلا يكله إلى نفسه لحظة عين بل يتولى رعايته.و ثانيهما فعيل بمعنى فاعل كنذير و عليم و هو الذي يتولى طاعة الله و عبادته فلا يعصيه.و من شرط كون الولي وليا ألا يعصي مولاه و سيده كما أن من شرط كون النبي

٧٥

نبيا العصمة فمن ظن فيه أنه من الأولياء و يصدر عنه ما للشرع فيه اعتراض فليس بولي عند أصحاب هذا العلم بل هو مغرور مخادع.و يقال إن أبا يزيد البسطامي قصد بعض من يوصف بالولاية فلما وافى مسجده قعد ينتظر خروجه فخرج الرجل و تنخم في المسجد فانصرف أبو يزيد و لم يسلم عليه و قال هذا رجل غير مأمون على أدب من آداب الشريعة كيف يكون أمينا على أسرار الحق.و قال إبراهيم بن أدهم لرجل أ تحب أن تكون لله وليا قال نعم قال لا ترغب في شي‏ء من الدنيا و لا من الآخرة و فرغ نفسك لله و أقبل بوجهك عليه ليقبل عليك و يواليك.و قال يحيى بن معاذ في صفة الأولياء هم عباد تسربلوا بالأنس بعد المكابدة و ادرعوا بالروح بعد المجاهدة بوصولهم إلى مقام الولاية.و كان أبو يزيد يقول أولياء الله عرائس الله و لا يرى العرائس إلا المحارم فهم مخدرون عنده في حجاب الأنس لا يراهم أحد في الدنيا و لا في الآخرة.و قال أبو بكر الصيدلاني كنت أصلح لقبر أبي بكر الطمستاني لوحا أنقر فيه اسمه فيسرق ذلك اللوح فأنقر له لوحا آخر و أنصبه على قبره فيسرق و تكرر ذلك كثيرا دون غيره من ألواح القبور فكنت أتعجب منه فسألت أبا علي الدقاق عن ذلك فقال إن ذلك الشيخ آثر الخفاء في الدنيا و أنت تريد أن تشهره باللوح الذي تنصبه على قبره فالله سبحانه يأبى إلا إخفاء قبره كما هو ستر نفسه.و قال بعضهم إنما سمي الولي وليا لأنه توالت أفعاله على الموافقة.

٧٦

و قال يحيى بن معاذ الولي لا يرائي و لا ينافق و ما أقل صديق من يكون هذا خلقه.المقام الثاني المحبة قال الله سبحانه مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اَللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ و المحبة عند أرباب هذا الشأن حالة شريفة.قال أبو يزيد البسطامي المحبة استقلال الكثير من نفسك و استكثار القليل من حبيبك.و قال أبو عبد الله القرشي المحبة أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى لك منك شي‏ء و أكثرهم على نفي صفة العشق لأن العشق مجاوزة الحد في المحبة و البارئ سبحانه أجل من أن يوصف بأنه قد تجاوز أحد الحد في محبته.سئل الشبلي عن المحبة فقال هي أن تغار على المحبوب أن يحبه أحد غيرك.و قال سمنون ذهب المحبون بشرف الدنيا و الآخرة

لأن النبي ص قال المرء مع من أحب فهم مع الله تعالى.و قال يحيى بن معاذ حقيقة المحبة ما لا ينقص بالجفاء و لا يزيد بالبر.و قال ليس بصادق من ادعى محبته و لم يحفظ حدوده.و قال الجنيد إذا صحت المحبة سقطت شروط الأدب.و أنشد في معناه:

إذا صفت المودة بين قوم

و دام ودادهم سمج الثناء

و كان أبو علي الدقاق يقول أ لست ترى الأب الشفيق لا يبجل ولده في الخطاب و الناس يتكلفون في مخاطبته و الأب يقول له يا فلان باسمه.

٧٧

و قال أبو يعقوب السوسي حقيقة المحبة أن ينسى العبد حظه من الله و ينسى حوائجه إليه.قيل للنصرآباذي يقولون إنه ليس لك من المحبة شي‏ء قال صدقوا و لكن لي حسراتهم فهو ذو احتراق فيه.و قال النصرآباذي أيضا المحبة مجانبة السلو على كل حال ثم أنشد:

و من كان في طول الهوى ذاق سلوة

فإني من ليلى لها غير ذائق

و أكثر شي‏ء نلته في وصالها

أماني لم تصدق كلمحة بارق

و كان يقال الحب أوله خبل و آخره قتل.و قال أبو علي الدقاق في معنى قول النبي ص حبك الشي‏ء يعمي و يصم قال يعمي و يصم عن الغير إعراضا و عن المحبوب هيبة ثم أنشد:

إذا ما بدا لي تعاظمته

فأصدر في حال من لم يره

و قال الجنيد سمعت الحارث المحاسبي يقول المحبة إقبالك على المحبوب بكليتك ثم إيثارك له على نفسك و مالك و ولدك ثم موافقتك له في جميع الأمور سرا و جهرا ثم اعتقادك بعد ذلك أنك مقصر في محبته.و قال الجنيد سمعت السري يقول لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر يا أنا.و قال الشبلي المحب إذا سكت هلك و العارف إذا لم يسكت هلك.و قيل المحبة نار في القلب تحرق ما سوى ود المحبوب.و قيل المحبة بذل الجهد و الحبيب يفعل ما يشاء.و قال الثوري المحبة هتك الأستار و كشف الأسرار.

٧٨

حبس الشبلي في المارستان بين المجانين فدخل عليه جماعة فقال من أنتم قالوا محبوك أيها الشيخ فأقبل يرميهم بالحجارة ففروا فقال إذا ادعيتم محبتي فاصبروا على بلائي.كتب يحيى بن معاذ إلى أبي يزيد البسطامي قد سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته فكتب إليه أبو يزيد غيرك شرب بحور السموات و الأرض و ما روي بعد و لسانه خارج و يقول هل من مزيد.و من شعرهم في هذا المعنى:

عجبت لمن يقول ذكرت ربي

و هل أنسى فأذكر ما نسيت

شربت الحب كأسا بعد كأس

فما نفد الشراب و لا رويت

و يقال إن الله تعالى أوحى إلى بعض الأنبياء إذا اطلعت على قلب عبد فلم أجد فيه حب الدنيا و الآخرة ملأته من حبي و قال أبو علي الدقاق إن في بعض الكتب المنزلة عبدي أنا و حقك لك محب فبحقي عليك كن لي محبا.و قال عبد الله بن المبارك من أعطي قسطا من المحبة و لم يعط مثله من الخشية فهو مخدوع.و قيل المحبة ما تمحو أثرك و تسلبك عن وجودك.و قيل المحبة سكر لا يصحوا صاحبه إلا بمشاهدة محبوبه ثم إن السكر الذي يحصل عند المشاهدة لا يوصف و أنشد

فأكسر القوم دور كأس

و كان سكرى من المدير

و كان أبو علي الدقاق ينشد كثيرا

٧٩

لي سكرتان و للندمان واحدة

شي‏ء خصصت به من بينهم وحدي

و كان يحيى بن معاذ يقول مثقال خردلة من الحب أحب إلي من عبادة سبعين سنة بلا حب.و قال بعضهم من أراد أن يكون محبا فليكن كما حكي عن بعض الهند أنه أحب جارية فرحلت عن ذلك البلد فخرج الفتى في وداعها فدمعت إحدى عينيه دون الأخرى فغمض التي لم تدمع أربعا و ثمانين سنة و لم يفتحها عقوبة لأنها لم تبك على فراق حبيبته.و أنشدوا في هذا المعنى

بكت عيني غداة البين دمعا

و أخرى بالبكاء بخلت علينا

فعاقبت التي بخلت علينا

بأن غمضتها يوم التقيا

و قيل إن الله تعالى أوحى إلى داود ع إني حرمت على القلوب أن يدخلها حبي و حب غيري.و قيل المحبة إيثار المحبوب على النفس كامرأة العزيز لما أفرط بها الحب قالت أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ اَلصَّادِقِينَ و في الابتداء قالت ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ فوركت الذنب في الابتداء عليه و نادت في الانتهاء على نفسها بالخيانة و قال أبو سعيد الخراز رأيت النبي ص في المنام فقلت يا رسول الله اعذرني فإن محبة الله شغلتني عن حبك فقال يا مبارك من أحب الله فقد أحبني.

٨٠