كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 282

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 282
المشاهدات: 27110
تحميل: 5880


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 282 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 27110 / تحميل: 5880
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 14

مؤلف:
العربية

سعد بن النعمان بن أكال أخو بني عمرو بن عوف معتمرا و معه امرأة له و كان شيخا كبيرا لا يخشى ما صنع به أبو سفيان و قد عهد قريشا ألا يعرض لحاج و لا معتمر فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بمكة بابنه عمرو بن أبي سفيان و أرسل إلى قوم بالمدينة هذا الشعر:

أ رهط ابن أكال أجيبوا دعاءه

تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا

فإن بني عمرو لئام أذلة

لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا

فمشى بنو عمرو بن عوف حين بلغهم الخبر إلى رسول الله ص فأخبروه بذلك و سألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان ليفكوا به صاحبهم فأعطاهم إياه فبعثوا به إلى أبي سفيان فخلى سبيل سعد و قال حسان بن ثابت يجيب أبا سفيان:

و لو كان سعد يوم مكة مطلقا

لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلى

بعضب حسام أو بصفراء نبعة

تحن إذا ما أنبضت تحفز التبلا

و أبو العاص بن الربيع أسره خراش بن الصمة فقدم في فدائه عمرو بن أبي الربيع أخوه و حليف لهم يقال له أبو ريشة افتداه عمرو بن الربيع أيضا و عمرو بن الأزرق افتكه عمرو بن الربيع أيضا و كان قد صار في سهم تميم مولى خراش بن الصمة و عقبة بن الحارث الحضرمي أسره عمارة بن حزم فصار في القرعة لأبي بن كعب افتداه عمرو بن أبي سفيان بن أمية و أبو العاص بن نوفل بن عبد شمس أسره عمار بن ياسر قدم في فدائه ابن عمه فهؤلاء ثمانية.

٢٠١

و من بني نوفل بن عبد مناف عدي بن الخيار أسره خراش بن الصمة و عثمان بن عبد شمس ابن أخي عتبة بن غزوان حليفهم أسره حارثة بن النعمان و أبو ثور أسره أبو مرثد الغنوي فهؤلاء ثلاثة افتداهم جبير بن مطعم.و من بني عبد الدار بن قصي أبو عزيز بن عمير أسره أبو اليسر ثم صار بالقرعة لمحرز بن نضلة قال الواقدي أبو عزيز هذا هو أخو مصعب بن عمير لأبيه و أمه و قال مصعب لمحرز بن نضلة اشدد يديك به فإن له أما بمكة كثيرة المال فقال له أبو عزيز هذه وصاتك بي يا أخي فقال مصعب إنه أخي دونك فبعثت فيه أمه أربعة آلاف و ذلك بعد أن سألت ما أغلى ما تفادي به قريش فقيل لها أربعة آلاف و الأسود بن عامر بن الحارث بن السباق أسره حمزة بن عبد المطلب فهذان اثنان قدم في فدائهما طلحة بن أبي طلحة و من بني أسد بن عبد العزى بن قصي السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى أسره عبد الرحمن بن عوف و عثمان بن الحويرث بن عثمان بن أسد بن عبد العزى أسره حاطب بن أبي بلتعة و سالم بن شماخ أسره سعد بن أبي وقاص فهؤلاء ثلاثة قدم في فدائهم عثمان بن أبي حبيش بأربعة آلاف لكل رجل منهم.و من بني تميم بن مرة مالك بن عبد الله بن عثمان أسره قطبة بن عامر بن حديدة فمات في المدينة أسيرا.و من بني مخزوم خالد بن هشام بن المغيرة أسره سواد بن غزية و أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة أسره بلال و عثمان بن عبد الله بن المغيرة و كان أفلت يوم نخلة أسره واقد بن عبد الله التميمي يوم بدر فقال له الحمد لله الذي أمكنني منك فقد كنت أفلت يوم نخلة و قدم في فداء هؤلاء الثلاثة عبد الله بن أبي ربيعة افتدى كل واحد منهم بأربعة آلاف و الوليد بن الوليد بن المغيرة أسره عبد الله بن جحش

٢٠٢

فقدم في فدائه أخواه خالد بن الوليد و هشام بن الوليد فتمنع عبد الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف فجعل هشام بن الوليد يريد ألا يبلغ ذلك يريد ثلاثة آلاف فقال خالد لهشام إنه ليس بابن أمك و الله لو أبى فيه إلا كذا و كذا لفعلت فلما افتدياه خرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فأفلت فأتى النبي ص فأسلم فقيل أ لا أسلمت قبل أن تفتدى قال كرهت أن أسلم حتى أكون أسوة بقومي.قال الواقدي و يقال إن الذي أسر الوليد بن الوليد سليط بن قيس المازني و قيس بن السائب أسره عبدة بن الحسحاس فحبسه عنده حينا و هو يظن أن له مالا ثم قدم في فدائه أخوه فروة بن السائب فأقام أيضا حينا ثم افتداه بأربعة آلاف فيها عروض.و من بني أبي رفاعة صيفي بن أبي رفاعة بن عائذ بن عبد الله بن عمير بن مخزوم و كان لا مال له أسره رجل من المسلمين فمكث عندهم ثم أرسله و أبو المنذر بن أبي رفاعة بن عائذ افتدي بألفين و لم يذكر الواقدي من أسره و عبد الله و هو أبو عطاء بن السائب بن عائذ بن عبد الله افتدي بألف درهم أسره سعد بن أبي وقاص و المطلب بن حنظلة بن الحارث بن عبيد بن عمير بن مخزوم أسره أبو أيوب الأنصاري و لم يكن له مال فأرسله بعد حين و خالد بن الأعلم العقيلي حليف لبني مخزوم و هو الذي يقول:

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا

و لكن على أقدامنا تقطر الدما

٢٠٣

و قال محمد بن إسحاق روي أنه كان أول المنهزمين أسره الخباب بن المنذر بن الجموح و قدم في فدائه عكرمة بن أبي جهل فهؤلاء عشرة.و من بني جمح عبد الله بن أبي بن خلف أسره فروة بن أبي عمرو البياضي قدم في فدائه أبوه أبي بن خلف فتمنع به فروة حينا و أبو غزة عمرو بن عبد الله بن وهب أطلقه رسول الله ص بغير فدية و كان شاعرا خبيث اللسان ثم قتله يوم أحد بعد أن أسره و لم يذكر الواقدي الذي أسره يوم بدر و وهب بن عمير بن وهب أسره رفاعة بن رافع الزرقي و قدم أبوه عمير بن وهب في فدائه فأسلم فأرسل النبي ص له ابنه بغير فداء و ربيعة بن دراج بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح و كان لا مال له فأخذ منه بشي‏ء يسير و أرسل به و لم يذكر الواقدي من أسره و الفاكه مولى أمية بن خلف أسره سعد بن أبي وقاص فهؤلاء خمسة.و من بني سهم بن عمرو أبو وداعة بن ضبيرة و كان أول أسير افتدي قدم في فدائه ابنه المطلب فافتداه بأربعة آلاف و لم يذكر الواقدي من أسره و فروة بن قيس بن عدي بن حذافة بن سعيد بن سهم أسره ثابت بن أقزم و قدم في فدائه عمرو بن قيس افتداه بأربعة آلاف و حنظلة بن قبيصة بن حذاقة بن سعد أسره عثمان بن مظعون و الحجاج بن الحارث بن قيس بن سعد بن سهم أسره عبد الرحمن بن عوف فأفلت فأخذه أبو داود المازني فهؤلاء أربعة.و من بني مالك بن حسل سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك أسره مالك بن الدخشم و قدم في فدائه مكرز بن حفص بن الأحنف و انتهى في فدائه إلى إرضائهم بأربعة آلاف فقالوا هات المال فقال نعم اجعلوا رجلا مكان رجل

٢٠٤

و قوم يروونها رجلا مكان رجل فخلوا سبيل سهيل و حبسوا مكرز بن حفص عندهم حتى بعث سهيل بالمال من مكة و عبد الله بن زمعة بن قيس بن نصر بن مالك أسره عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو و عبد العزى بن مشنوء بن وقدان بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود سماه رسول الله ص بعد إسلامه عبد الرحمن أسره النعمان بن مالك فهؤلاء ثلاثة.و من بني فهر الطفيل بن أبي قنيع فهؤلاء ستة و أربعون أسيرا.و في كتاب الواقدي أنه كان الأسارى الذين أحصوا و عرفوا تسعة و أربعين و لم نجد التفصيل يلحق هذه الجملة.و روى الواقدي عن سعيد بن المسيب قال كانت الأسارى سبعين و أن القتلى كانت زيادة على سبعين إلا أن المعروفين من الأسرى هم الذين ذكرناهم و الباقون لم يذكر المؤرخون أسماءهم

القول في المطعمين في بدر من المشركين

قال الواقدي المتفق عليه و لا خلاف بينهم فيه تسعة فمن بني عبد مناف الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف و عتبة و شيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس.و من بني أسد بن عبد العزى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد و نوفل بن خويلد المعروف بابن العدوية.و من بني مخزوم أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة.و من بني جمح أمية بن خلف.

٢٠٥

و من بني سهم نبيه و منبه ابنا الحجاج.فهؤلاء تسعة.قال الواقدي و كان سعيد بن المسيب يقول ما أطعم أحد ببدر إلا قتل.قال الواقدي قد ذكروا عدة من المطعمين اختلف فيهم كسهيل بن عمرو و أبي البختري و غيرهما.قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن موسى بن عتبة قال أول من نحر لهم أبو جهل بمر الظهران عشرا ثم أمية بن خلف بعسفان تسعا ثم سهيل بن عمرو بقديد عشرا ثم مالوا إلى مياه من نحو البحر ضلوا الطريق فأقاموا بها يوما فنحر لهم شيبة بن ربيعة تسعا ثم أصبحوا بالأبواء فنحر لهم قيس الجمحي تسعا ثم نحر عتبة عشرا و نحر لهم الحارث بن عمرو تسعا ثم نحر لهم أبو البختري على ماء بدر عشرا و نحر لهم مقيس بن ضبابة على ماء بدر تسعا ثم شغلتهم الحرب.قال الواقدي و قد كان ابن أبي الزناد يقول و الله ما أظن مقيسا كان يقدر على قلوص واحدة.قال الواقدي و أما أنا فلا أعرف قيسا الجمحي قال و قد روت أم بكر عن المسور بن مخرمة ابنها قال كان النفر يشتركون في الإطعام فينسب إلى الرجل الواحد و يسكت عن سائرهم.و روى محمد بن إسحاق أن العباس بن عبد المطلب كان من المطعمين في بدر و كذلك طعيمة بن عدي بن نوفل كان يعتقب هو و حكيم و الحارث بن عامر بن نوفل و كان أبو البختري يعتقب هو و حكيم بن حزام في الإطعام و كان النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار من المطعمين قال و كان النبي ص يكره قتل

٢٠٦

الحارث بن عامر قال يوم بدر من ظفر به منكم فليتركه لأيتام بني نوفل فقتل في المعركة

القول فيمن استشهد من المسلمين ببدر

قال الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر قال سألت الزهري كم استشهد من المسلمين ببدر قال أربعة عشر ستة من المهاجرين و ثمانية من الأنصار.قال فمن بني المطلب بن عبد مناف عبيدة بن الحارث قتله شيبة بن ربيعة.و في رواية الواقدي قتله عتبة فدفنه النبي ص بالصفراء.و من بني زهرة عمير بن أبي وقاص قتله عمرو بن عبد ود فارس الأحزاب و عمير بن عبد ود ذو الشمالين حليف لبني زهرة بن خزاعة قتله أبو أسامة الجشمي.و من بني عدي بن كعب عاقل بن أبي البكير حليف لهم من بني سعد بن بكر قتله مالك بن زهير الجشمي و مهجع مولى عمر بن الخطاب قتله عامر بن الحضرمي و يقال إن مهجعا أول من قتل من المهاجرين.و من بني الحارث بن فهر صفوان بن بيضاء قتله طعيمة بن عدي.و هؤلاء الستة من المهاجرين.و من الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف مبشر بن عبد المنذر قتله أبو ثور و سعد بن خيثمة قتله عمرو بن عبد ود و يقال طعيمة بن عدي و من بني عدي بن النجار حارثة بن سراقة رماه حبان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فقتله.و من بني مالك بن النجار عوف و معوذ ابنا عفراء قتلهما أبو جهل.

٢٠٧

و من بني سلمة بن حرام عمير بن الحمام بن الجموح قتله خالد بن الأعلم العقيلي و يقال إن عمير بن الحمام أول قتيل قتل من الأنصار و قد روي أن أول قتيل منهم حارث بن سراقة.و من بني زريق رافع بن المعلى قتله عكرمة بن أبي جهل.و من بني الحارث بن الخزرج يزيد بن الحارث بن قسحم قتله نوفل بن معاوية الديلي.فهؤلاء الثمانية من الأنصار.قال الواقدي و قد روي عن عكرمة عن ابن عباس أن أنسة مولى النبي ص قتل ببدر.و روي أن معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جراحته بالمدينة و أن عبيد بن السكن جرح فاشتكى جرحه فمات منه حين قدم

القول فيمن قتل ببدر من المشركين و أسماء قاتليهم

قال الواقدي فمن بني عبد شمس بن عبد مناف حنظلة بن أبي سفيان بن حرب قتله علي بن أبي طالب ع و الحارث بن الحضرمي قتله عمار بن ياسر و عامر بن الحضرمي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح و عمير بن أبي عمير و ابنه موليان لهم قتل سالم مولى أبي حذيفة منهم عمير بن أبي عمير و لم يذكر الواقدي من قتل ابنه و عبيدة بن سعيد بن العاص قتله الزبير بن العوام و العاص بن سعيد بن العاص قتله علي بن أبي طالب ع و عقبة بن أبي معيط قتله عاصم بن ثابت صبرا بالسيف بأمر رسول الله ص.

٢٠٨

و روى البلاذري أن رسول الله ص صلبه بعد قتله فكان أول مصلوب في الإسلام قال و فيه يقول ضرار بن الخطاب:

عين بكي لعقبة بن أبان

فرع فهر و فارس الفرسان

و عتبة بن ربيعة قتله حمزة بن عبد المطلب و شيبة بن ربيعة قتله عبيدة بن الحارث و حمزة و علي الثلاثة اشتركوا في قتله و الوليد بن عتبة بن ربيعة قتله علي بن أبي طالب ع و عامر بن عبد الله حليف لهم من أنمار قتله علي بن أبي طالب ع و قيل قتله سعد بن معاذ فهؤلاء اثنا عشر.و من بني نوفل بن عبد مناف الحارث بن نوفل قتله خبيب بن يساف و طعيمة بن عدي و يكنى أبا الريان قتله حمزة بن عبد المطلب في رواية الواقدي و قتله علي بن أبي طالب ع في رواية محمد بن إسحاق و روى البلاذري رواية غريبة أن طعيمة بن عدي أسر يوم بدر فقتله النبي ص صبرا على يد حمزة فهؤلاء اثنان.و من بني أسد بن عبد العزى زمعة بن الأسود قتله أبو دجانة و قيل قتله ثابت بن الجذع و الحارث بن زمعة بن الأسود قتله علي بن أبي طالب ع و عقيل بن الأسود بن المطلب قتله علي و حمزة شركا في قتله.قال الواقدي و حدثني أبو معشر قال قتله علي بن أبي طالب ع وحده و قيل قتله أبو داود المازني وحده و أبو البختري و هو العاص بن هشام قتله المجذر بن

٢٠٩

زياد و قيل قتله أبو اليسر و نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى و هو ابن العدوية قتله علي ع فهؤلاء خمسة.و من بني عبد الدار بن قصي النضر بن الحارث بن كلدة قتله علي بن أبي طالب ع صبرا بالسيف بأمر رسول الله ص و كان الذي أسره المقداد بن عمرو فوعد المقداد إن استنقذه بفداء جليل فلما قدم ليقتل قال المقداد يا رسول الله إني ذو عيال و أحب الدين فقال اللهم أغن المقداد من فضلك يا علي قم فاضرب عنقه و زيد بن مليص مولى عمرو بن هاشم بن عبد مناف من عبد الدار قتله علي بن أبي طالب ع و قيل قتله بلال فهؤلاء اثنان.و من بني تيم بن مرة عمير بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة قتله علي بن أبي طالب ع و عثمان بن مالك بن عبيد الله بن عثمان قتله صهيب فهؤلاء اثنان و لم يذكر البلاذري عثمان بن مالك.و من بني مخزوم بن يقظة ثم من بني المغيرة بن عبد الله بن عمير بن مخزوم أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح و معوذ و عوف ابنا عفراء و ذفف عليه عبد الله بن مسعود و العاص بن هاشم بن المغيرة خال عمر بن الخطاب قتله عمرو بن يزيد بن تميم التميمي حليف لهم قتله عمار بن ياسر و قيل قتله علي ع.و من بني الوليد بن المغيرة أبو قيس بن الوليد بن الوليد أخو خالد بن الوليد قتله علي بن أبي طالب ع.و من بني الفاكه بن المغيرة أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة قتله حمزة بن عبد المطلب و قيل قتله الحباب بن المنذر.

٢١٠

و من بني أمية بن المغيرة مسعود بن أبي أمية قتله علي بن أبي طالب ع.و من بني عائذ بن عبد الله بن عمير بن مخزوم ثم من بني رفاعة أمية بن عائذ بن رفاعة بن أبي رفاعة قتله سعد بن الربيع و أبو المنذر بن أبي رفاعة قتله معن بن عدي العجلاني و عبد الله بن أبي رفاعة قتله علي بن أبي طالب ع و زهير بن أبي رفاعة قتله أبو أسيد الساعدي و السائب بن أبي رفاعة قتله عبد الرحمن بن عوف.و من بني أبي السائب المخزومي و هو صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم السائب بن السائب قتله الزبير بن العوام و الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قتله حمزة بن عبد المطلب و حليف لهم من طيئ و هو عمرو بن شيبان قتله يزيد بن قيس و حليف آخر و هو جبار بن سفيان أخو عمرو بن سفيان المقدم ذكره قتله أبو بردة بن نيار.و من بني عمران بن مخزوم حاجز بن السائب بن عويمر بن عائذ قتله علي ع.و روى البلاذري أن حاجزا هذا و أخاه عويمر بن السائب بن عويمر قتلهما علي بن أبي طالب ع و عويمر بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم قتله النعمان بن أبي مالك فهؤلاء تسعة عشر.و من بني جمح بن عمرو بن هصيص أمية بن خلف قتله خبيب بن يساف و بلال شركا فيه.قال الواقدي و كان معاذ بن رفاعة بن رافع يقول بل قتله أبو رفاعة بن رافع.

٢١١

و علي بن أمية بن خلف قتله عمار بن ياسر و أوس بن المغيرة بن لوذان قتله علي ع و عثمان بن مظعون شركا فيه فهؤلاء ثلاثة.و من بني سهم منبه بن الحجاج قتله علي بن أبي طالب ع و قيل قتله أبو أسيد الساعدي و نبيه بن الحجاج قتله علي بن أبي طالب ع و العاص بن منبه بن الحجاج قتله علي ع و أبو العاص بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم قتله أبو دجانة قال الواقدي و حدثني أبو معشر عن أصحابه قالوا قتله علي ع و عاص بن أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد قتله أبو دجانة فهؤلاء خمسة و من بني عامر بن لؤي ثم من بني مالك بن حسل معاوية بن عبد قيس حليف لهم قتله عكاشة بن محصن و معبد بن وهب حليف لهم من كلب قتله أبو دجانة فهؤلاء اثنان.فجميع من قتل ببدر في رواية الواقدي من المشركين في الحرب صبرا اثنان و خمسون رجلا قتل علي ع منهم مع الذين شرك في قتلهم أربعة و عشرين رجلا و قد كثرت الرواية أن المقتولين ببدر كانوا سبعين و لكن الذين عرفوا و حفظت أسماؤهم من ذكرناه و في رواية الشيعة أن زمعة بن الأسود بن المطلب قتله علي و الأشهر في الرواية أنه قتله الحارث بن زمعة و أن زمعة قتله أبو دجانة

القول فيمن شهد بدرا من المسلمين

قال الواقدي كانوا ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا مع القوم الذين ضرب لهم رسول الله ص بسهامهم و هم غائبون و عدتهم ثمانية قال و هذا هو الأغلب في الرواية

٢١٢

قال و لم يشهد بدرا من المسلمين إلا قرشي أو حليف لقرشي أو أنصاري أو حليف لأنصاري أو مولى واحد منهما و هكذا من جانب المشركين فإنه لم يشهدها إلا قرشي أو حليف لقرشي أو مولى لهم.قال فكانت قريش و مواليها و حلفاؤها ستة و ثمانين رجلا و كانت الأنصار و مواليها و حلفاؤها مائتين و سبعة و عشرين رجلا.فأما تفصيل أسماء من شهدها من المسلمين فله موضع في كتب المحدثين أملك به من هذا الموضع

قصة غزوة أحد

الفصل الرابع في شرح قصة غزاة أحد و نحن نذكر ذلك من كتاب الواقديرحمه‌الله على عاداتنا في ذكر غزاة بدر و نضيف إليه من الزيادات التي ذكرها ابن إسحاق و البلاذري ما يقتضي الحال ذكره.قال الواقدي لما رجع من حضر بدرا من المشركين إلى مكة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان بن حرب من الشام موقوفة في دار الندوة و كذلك كانوا يصنعون فلم يحركها أبو سفيان و لم يفرقها لغيبة أهل العير و مشت أشراف قريش إلى أبي سفيان الأسود بن عبد المطلب بن أسد و جبير بن مطعم و صفوان بن أمية و عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن هشام و عبد الله بن أبي ربيعة و حويطب بن عبد العزى فقالوا يا أبا سفيان انظر هذه العير التي قدمت بها فاحتبستها فقد عرفت أنها أموال أهل مكة و لطيمة قريش و هم طيبوا الأنفس يجهزون بهذه العير جيشا كثيفا إلى محمد فقد

٢١٣

ترى من قتل من آبائنا و أبنائنا و عشائرنا فقال أبو سفيان و قد طابت أنفس قريش بذلك قالوا نعم قال فأنا أول من أجاب إلى ذلك و بنو عبد مناف معي فأنا و الله الموتور و الثائر و قد قتل ابني حنظلة ببدر و أشراف قومي فلم تزل العير موقوفة حتى تجهزوا للخروج فباعوها فصارت ذهبا عينا و يقال إنما قالوا يا أبا سفيان بع العير ثم اعزل أرباحها فكانت العير ألف بعير و كان المال خمسين ألف دينار و كانوا يربحون في تجاراتهم للدينار دينارا و كان متجرهم من الشام غزة لا يعدونها إلى غيرها و كان أبو سفيان قد حبس عير بني زهرة لأنهم رجعوا من طريق بدر و سلم ما كان لمخرمة بن نوفل و لبني أبيه و بني عبد مناف بن زهرة فأبى مخرمة أن يقبل عيره حتى يسلم إلى بني زهرة جميعا و تكلم الأخنس فقال و ما لعير بني زهرة من بين عيرات قريش قال أبو سفيان لأنهم رجعوا عن قريش قال الأخنس أنت أرسلت إلى قريش أن ارجعوا فقد أحرزنا العير لا تخرجوا في غير شي‏ء فرجعنا فأخذت بنو زهرة عيرها و أخذ أقوام من أهل مكة أهل ضعف لا عشائر لهم و لا منعة كل ما كان لهم في العير.قال الواقدي و هذا يبين أنه إنما أخرج القوم أرباح العير قال و فيهم أنزل( إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اَللَّهِ... ) الآية.قال فلما أجمعوا على المسير قالوا نسير في العرب فنستنصرهم فإن عبد مناة غير متخلفين عنا هم أوصل العرب لأرحامنا و من اتبعنا من الأحابيش فأجمعوا على أن يبعثوا أربعة من قريش يسيرون في العرب يدعونهم إلى نصرهم فبعثوا عمرو بن العاص و هبيرة بن وهب و ابن الزبعرى و أبا عزة الجمحي فأبى أبو عزة أن يسير و قال من

٢١٤

علي محمد يوم بدر و حلفت ألا أظاهر عليه عدوا أبدا فمشى إليه صفوان بن أمية فقال اخرج فأبى و قال عاهدت محمدا يوم بدر ألا أظاهر عليه عدوا أبدا و أنا أفي له بما عاهدته عليه من علي و لم يمن على غيري حتى قتله أو أخذ منه الفداء فقال صفوان اخرج معنا فإن تسلم أعطك من المال ما شئت و إن تقتل تكن عيالك مع عيالي فأبى أبو عزة حتى كان الغد و انصرف عنه صفوان بن أمية آيسا منه فلما كان الغد جاءه صفوان و جبير بن مطعم فقال له صفوان الكلام الأول فأبى فقال جبير ما كنت أظن أني أعيش حتى يمشي إليك أبو وهب في أمر تأبى عليه فأحفظه فقال أنا أخرج قال فخرج إلى العرب يجمعها و يقول:

إيه بني عبد مناة الرزام

أنتم حماة و أبوكم حام

لا تسلموني لا يحل إسلام

لا يعدوني نصركم بعد العام

و خرج النفر مع أبي عزة فألبوا العرب و جمعوا و بلغوا ثقيفا فأوعبوا فلما أجمعوا المسير و تألب من كان معهم من العرب و حضروا و اختلفت قريش في إخراج الظعن معهم قال صفوان بن أمية اخرجوا بالظعن فأنا أول من فعل فإنه أقمن أن يحفظنكم و يذكرنكم قتلى بدر فإن العهد حديث و نحن قوم موتورون مستميتون لا نريد أن نرجع إلى ديارنا حتى ندرك ثأرنا أو نموت دونه فقال عكرمة بن أبي جهل أنا أول من أجاب إلى ما دعوت إليه و قال عمرو بن العاص مثل ذلك فمشى في ذلك

٢١٥

نوفل بن معاوية الديلي فقال يا معشر قريش هذا ليس برأي أن تعرضوا حرمكم لعدوكم و لا آمن أن تكون الدبرة لهم فتفتضحوا في نسائكم فقال صفوان لا كان غير هذا أبدا فجاء نوفل إلى أبي سفيان بن حرب فقال له تلك المقالة فصاحت هند بنت عتبة إنك و الله سلمت يوم بدر فرجعت إلى نسائك نعم نخرج فنشهد القتال فقد ردت القيان من الجحفة في سفرهم إلى بدر فقتلت الأحبة يومئذ فقال أبو سفيان لست أخالف قريشا أنا رجل منها ما فعلت فعلت فخرجوا بالظعن فخرج أبو سفيان بن حرب بامرأتين هند بنت عتبة بن ربيعة و أميمة بنت سعد بن وهب بن أشيم بن كنانة و خرج صفوان بن أمية بامرأتين برزة بنت مسعود الثقفي و هي أم عبد الله الأكبر و البغوم بنت المعذل من كنانة و هي أم عبد الله الأصغر و خرج طلحة بن أبي طلحة بامرأته سلافة بنت سعد بن شهيد و هي من الأوس و هي أم بنيه مسافع و الحارث و كلاب و الجلاس بني طلحة بن أبي طلحة و خرج عكرمة بن أبي جهل بامرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام و خرج الحارث بن هشام بامرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة و خرج عمرو بن العاص بامرأته هند بنت منبه بن الحجاج و هي أم عبد الله بن عمرو بن العاص و قال محمد بن إسحاق اسمها ريطة و خرجت خناس بنت مالك بن المضرب إحدى نساء بني مالك بن حسل مع ابنها أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير من بني عبد الدار و خرج الحارث بن سفيان بن عبد الأسد بامرأته رملة بنت طارق بن علقمة الكنانية و خرج كنانة بن علي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بامرأته أم حكيم بنت طارق و خرج سفيان بن عويف بامرأته قتيلة بنت عمرو بن هلال و خرج النعمان بن عمرو و جابر مسك الذئب أخوه بأمهما

٢١٦

الدغينة و خرج غراب بن سفيان بن عويف بامرأته عمرة بنت الحارث بن علقمة الكنانية و هي التي رفعت لواء قريش حين سقطت حتى تراجعت قريش إلى لوائها و فيها يقول حسان:

و لو لا لواء الحارثية أصبحوا

يباعون في الأسواق بالثمن البخس

قالوا و خرج سفيان بن عويف بعشرة من ولده و حشدت بنو كنانة و كانت الألوية يوم خرجوا من مكة ثلاثة عقدوها في دار الندوة لواء يحمله سفيان بن عويف لبني كنانة و لواء الأحابيش يحمله رجل منهم و لواء لقريش يحمله طلحة بن أبي طلحة.قال الواقدي و يقال خرجت قريش و لفها كلهم من كنانة و الأحابيش و غيرهم على لواء واحد يحمله طلحة بن أبي طلحة و هو الأثبت عندنا.قال و خرجت قريش و هم ثلاثة آلاف بمن ضوى إليها و كان فيهم من ثقيف مائة رجل و خرجوا بعدة و سلاح كثير و قادوا مائتي فرس و كان فيهم سبعمائة دراع و ثلاثة آلاف بعير فلما أجمعوا على المسير كتب العباس بن عبد المطلب كتابا و ختمه و استأجر رجلا من بني غفار و شرط عليه أن يسير ثلاثا إلى رسول الله ص يخبره أن قريشا قد اجتمعت للمسير إليك فما كنت صانعا إذا حلوا بك فاصنعه و قد وجهوا و هم ثلاثة آلاف و قادوا مائتي فرس و فيهم سبعمائة دراع و ثلاثة آلاف بعير و قد أوعبوا من السلاح فقدم الغفاري فلم يجد رسول الله ص بالمدينة وجده بقباء فخرج حتى وجد رسول الله ص على باب مسجد قباء يركب

٢١٧

حماره فدفع إليه الكتاب فقرأه عليه أبي بن كعب و استكتم أبيا ما فيه و دخل منزل سعد بن الربيع فقال أ في البيت أحد فقال سعد لا فتكلم بحاجتك فأخبره بكتاب العباس بن عبد المطلب فجعل سعد يقول يا رسول الله و الله إني لأرجو أن يكون في ذلك خير و أرجعت يهود المدينة و المنافقون و قالوا ما جاء محمدا شي‏ء يحبه و انصرف رسول الله ص إلى المدينة و قد استكتم سعد بن الربيع الخبر فلما خرج رسول الله ص من منزله خرجت امرأة سعد بن الربيع إليه فقالت ما قال لك رسول الله ص قال ما لك و لذاك لا أم لك قالت كنت أستمع عليكم و أخبرت سعدا الخبر فاسترجع سعد و قال لا أراك تستمعين علينا و أنا أقول لرسول الله ص تكلم بحاجتك ثم أخذ بجمع لمتها ثم خرج يعدو بها حتى أدرك رسول الله ص بالجسر و قد بلحت فقال يا رسول الله إن امرأتي سألتني عما قلت فكتمتها فقالت قد سمعت قول رسول الله ص ثم جاءت بالحديث كله فخشيت يا رسول الله أن يظهر من ذلك شي‏ء فتظن أني أفشيت سرك فقال ص خل سبيلها و شاع الخبر بين الناس بمسير قريش و قدم عمرو بن سالم الخزاعي في نفر من خزاعة ساروا من مكة أربعا فوافوا قريشا و قد عسكروا بذي طوى فأخبروا رسول الله ص الخبر ثم انصرفوا و لقوا قريشا ببطن رابغ و هو أربع ليال من المدينة فنكبوا عن قريش.قال الواقدي فلما أصبح أبو سفيان بالأبواء أخبر أن عمرو بن سالم و أصحابه راحوا أمس ممسين إلى مكة فقال أبو سفيان أحلف بالله أنهم جاءوا محمدا فخبروه بمسيرنا و عددنا و حذروه منا فهم الآن يلزمون صياصيهم فما أرانا نصيب منهم شيئا في وجهنا فقال صفوان بن أمية إن لم يصحروا لنا عمدنا إلى نخل الأوس و الخزرج فقطعناه

٢١٨

فتركناهم و لا أموال لهم فلا يختارونها أبدا و إن أصحروا لنا فعددنا أكثر من عددهم و سلاحنا أكثر من سلاحهم و لنا خيل و لا خيل معهم و نحن نقاتل على وتر عندهم و لا وتر لهم عندنا قال الواقدي و كان أبو عامر الفاسق قد خرج في خمسين رجلا من الأوس حتى قدم بهم مكة حين قدم النبي ص يحرضها و يعلمها أنها على الحق و ما جاء به محمد باطل فسارت قريش إلى بدر و لم يسر معها فلما خرجت قريش إلى أحد سار معها و كان يقول لقريش إني لو قدمت على قومي لم يختلف عليكم منهم اثنان و هؤلاء معي نفر منهم خمسون رجلا فصدقوه بما قال و طمعوا في نصره.قال الواقدي و خرج النساء معهن الدفوف يحرضن الرجال و يذكرنهم قتلى بدر في كل منزل و جعلت قريش تنزل كل منهل ينحرون ما نحروا من الجزر مما كانوا جمعوا من العين و يتقوون به في مسيرهم و يأكلون من أزوادهم مما جمعوا من الأموال.قال الواقدي و كانت قريش لما مرت بالأبواء قالت إنكم قد خرجتم بالظعن معكم و نحن نخاف على نسائنا فتعالوا ننبش قبر أم محمد فإن النساء عورة فإن يصب من نسائكم أحدا قلتم هذه رمة أمك فإن كان برا بأمه كما يزعم فلعمري لنفادينكم برمة أمه و إن لم يظفر بأحد من نسائكم فلعمري ليفدين رمة أمه بمال كثير إن كان بها برا فاستشار أبو سفيان بن حرب أهل الرأي من قريش في ذلك فقالوا لا تذكر من هذا شيئا فلو فعلنا نبشت بنو بكر و خزاعة موتانا.قال الواقدي و كانت قريش بذي الحليفة يوم الخميس صبيحة عشر من مخرجهم من مكة و ذلك لخمس ليال مضين من شوال على رأس اثنين و ثلاثين شهرا من الهجرة فلما

٢١٩

أصبحوا بذي الحليفة خرج فرسان منهم فأنزلوهم الوطاء و بعث النبي ص عينين له آنسا و مؤنسا ابني فضالة ليلة الخميس فاعترضا لقريش بالعقيق فسارا معهم حتى نزلوا الوطاء و أتيا رسول الله ص فأخبراه و كان المسلمون قد ازدرعوا العرض و العرض ما بين الوطاء بأحد إلى الجرف إلى العرصة عرصة البقل اليوم و كان أهله بنو سلمة و حارثة و ظفر و عبد الأشهل و كان الماء يومئذ بالجرف نشطة لا يرمم سابق الناضح مجلسا واحدا ينفتل الجمل في ساعته حتى ذهبت بمياهه عيون الغابة التي حفرها معاوية بن أبي سفيان و كان المسلمون قد أدخلوا آلة زرعهم ليلة الخميس المدينة فقدم المشركون على زرعهم فخلوا فيه إبلهم و خيولهم و كان لأسيد بن حضير في العرض عشرون ناضحا تسقي شعيرا و كان المسلمون قد حذروا على جمالهم و عمالهم و آلة حرثهم و كان المشركون يرعون يوم الخميس فلما أمسوا جمعوا الإبل و قصلوا عليها القصيل و قصلوا على خيولهم ليلة الجمعة فلما أصبحوا يوم الجمعة خلوا ظهرهم في الزرع و خيلهم حتى تركوا العرض ليس به خضراء.

قال الواقدي فلما نزلوا و حلوا العقد و اطمأنوا بعث رسول الله ص الحباب بن المنذر بن الجموح إلى القوم فدخل فيهم و حزر و نظر إلى جميع ما يريد و كان قد بعثه سرا و قال له إذا رجعت فلا تخبرني بين أحد من المسلمين إلا أن ترى في القوم قلة فرجع إليه فأخبره خاليا و قال له رأيت عددا حزرتهم ثلاث آلاف يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا و الخيل مائتا فرس و رأيت دروعا ظاهرة حزرتها سبعمائة درع قال هل رأيت ظعنا قال نعم رأيت النساء معهن الدفاف و الأكبار و هي الطبول فقال رسول الله ص أردن أن يحرضن القوم و يذكرنهم قتلى بدر هكذا

٢٢٠