كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٥

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 297

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 297
المشاهدات: 44873
تحميل: 5540


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 297 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44873 / تحميل: 5540
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 15

مؤلف:
العربية

قرئ كتاب الإستيعاب على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدث و أنا حاضر فلما انتهى القارئ إلى هذا الخبر قال أستاذي عمر بن عبد الله الدباس و كنت أحضر معه سماع الحديث لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت فما قال المرتضى و المفيد إلا بعض ما كان حجر و الأشتر يعتقدانه في عثمان و من تقدمه فأشار الشيخ إليه بالسكوت فسكت.و ذكرنا آثار الأشتر و مقاماته بصفين فيما سبق.و الأشتر هو الذي عانق عبد الله بن الزبير يوم الجمل فاصطرعا على ظهر فرسيهما حتى وقعا في الأرض فجعل عبد الله يصرخ من تحته اقتلوني و مالكا فلم يعلم من الذي يعنيه لشدة الاختلاط و ثوران النقع فلو قال اقتلوني و الأشتر لقتلا جميعا فلما افترقا قال الأشتر:

أ عائش لو لا أنني كنت طاويا

ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا

غداة ينادي و الرماح تنوشه

كوقع الصياصي اقتلوني و مالكا

فنجاه مني شبعه و شبابه

و أني شيخ لم أكن متماسكا

و يقال إن عائشة فقدت عبد الله فسألت عنه فقيل لها عهدنا به و هو معانق للأشتر فقالت وا ثكل أسماء و مات الأشتر في سنة تسع و ثلاثين متوجها إلى مصر واليا عليها لعلي ع قيل سقي سما و قيل إنه لم يصح ذلك و إنما مات حتف أنفه.فأما ثناء أمير المؤمنين ع عليه في هذا الفصل فقد بلغ مع اختصاره ما لا يبلغ بالكلام الطويل و لعمري لقد كان الأشتر أهلا لذلك كان شديد البأس جوادا

١٠١

رئيسا حليما فصيحا شاعرا و كان يجمع بين اللين و العنف فيسطو في موضع السطوة و يرفق في موضع الرفق

نبذ من الأقوال الحكيمة

و من كلام عمر إن هذا الأمر لا يصلح إلا لقوي في غير عنف و لين في غير ضعف.و كان أنو شروان إذا ولى رجلا أمر الكاتب أن يدع في العهد موضع ثلاثة أسطر ليوقع فيها بخطه فإذا أتى بالعهد وقع فيه سس خيار الناس بالمودة و سفلتهم بالإخافة و امزج العامة رهبة برغبة.و قال عمر بن عبد العزيز إني لأهم أن أخرج للناس أمرا من العدل فأخاف ألا تحتمله قلوبهم فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا فإن نفرت القلوب من ذاك سكنت إلى هذا.و قال معاوية إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني و لو أن بيني و بين الناس شعرة ما انقطعت فقيل له كيف قال إذا مدوها خليتها و إذا خلوها مددتها.و قال الشعبي في معاوية كان كالجمل الطب إذا سكت عنه تقدم و إذا رد تأخر.و قال ليزيد ابنه قد تبلغ بالوعيد ما لا تبلغ بالإيقاع و إياك و القتل فإن الله قاتل القتالين.و أغلظ له رجل فحلم عنه فقيل له أ تحلم عن هذا قال إنا لا نحول بين الناس و ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا و بين سلطاننا.

١٠٢

و فخر سليم مولى زياد عند معاوية بن زياد فقال معاوية اسكت ويحك فما أدرك صاحبك بسيفه شيئا قط إلا و قد أدركت أكثر منه بلساني.و قال الوليد بن عبد الملك لأبيه ما السياسة يا أبت قال هيبة الخاصة لك مع صدق مودتها و اقتيادك قلوب العامة بالإنصاف لها و احتمال هفوات الصنائع.و قد جمع أمير المؤمنين ع من أصناف الثناء و المدح ما فرقه هؤلاء في كلماتهم بكلمة واحدة قالها في الأشتر و هي قوله لا يخاف بطؤه عما الإسراع إليه أحزم و لا إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل.قوله ع و على من في حيزكما أي في ناحيتكما.و المجن الترس.و الوهن الضعف.و السقطة الغلطة و الخطأ.و هذا الرأي أحزم من هذا أي أدخل في باب الحزم و الاحتياط و هذا أمثل من هذا أي أفضل

١٠٣

14 و من وصية له ع لعسكره بصفين قبل لقاء العدو

لاَ تُقَاتِلُونَهُمْ تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اَللَّهِ عَلَى حُجَّةٍ وَ تَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَءُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ فَإِذَا كَانَتِ اَلْهَزِيمَةُ بِإِذْنِ اَللَّهِ فَلاَ تَقْتُلُوا مُدْبِراً وَ لاَ تُصِيبُوا مُعْوِراً وَ لاَ تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لاَ تَهِيجُوا اَلنِّسَاءَ بِأَذًى وَ إِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ وَ سَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ فَإِنَّهُنَّ ضَعِيفَاتُ اَلْقُوَى وَ اَلْأَنْفُسِ وَ اَلْعُقُولِ إِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَ إِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ وَ إِنْ كَانَ اَلرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ اَلْمَرْأَةَ فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ بِالْفَهْرِ أَوِ اَلْهِرَاوَةِ فَيُعَيَّرُ بِهَا وَ عَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ نهى أصحابه عن البغي و الابتداء بالحرب و قد روي عنه أنه قال ما نصرت على الأقران الذين قتلتهم إلا لأني ما ابتدأت بالمبارزة و نهى إذا وقعت الهزيمة عن قتل المدبر و الإجهاز على الجريح و هو إتمام قتله.قوله ع و لا تصيبوا معورا هو من يعتصم منك في الحرب بإظهار عورته لتكف عنه و يجوز أن يكون المعور هاهنا المريب الذي يظن أنه من القوم و أنه حضر للحرب و ليس منهم لأنه حضر لأمر آخر.قوله ع و لا تهيجوا النساء بأذى أي لا تحركوهن.

١٠٤

و الفهر الحجر و الهراوة العصا.و عطف و عقبه على الضمير المستكن المرفوع في فيعير و لم يؤكد للفصل بقوله بها كقوله تعالى ما أَشْرَكْنا وَ لا آباؤُنا لما فصل بلا عطف و لم يحتج إلى تأكيد

نبذ من الأقوال الحكيمة

و مما ورد في الشعر في هذا المعنى قول الشاعر:

إن من أعظم الكبائر عندي

قتل بيضاء حرة عطبول

كتب القتل و القتال علينا

و على المحصنات جر الذيول

و قالت امرأة عبد الله بن خلف الخزاعي بالبصرة لعلي ع بعد ظفره و قد مر ببابها يا علي يا قاتل الأحبة لا مرحبا بك أيتم الله منك ولدك كما أيتمت بني عبد الله بن خلف فلم يرد عليها و لكنه وقف و أشار إلى ناحية من دارها ففهمت إشارته فسكتت و انصرفت و كانت قد سترت عندها عبد الله بن الزبير و مروان بن الحكم فأشار إلى الموضع الذي كانا فيه أي لو شئت أخرجتهما فلما فهمت انصرفت و كان ع حليما كريما.و كان عمر بن الخطاب إذا بعث أمراء الجيوش يقول بسم الله و على عون الله

١٠٥

و بركته فامضوا بتأييد الله و نصره أوصيكم بتقوى الله و لزوم الحق و الصبر فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين و لا تجبنوا عند اللقاء و لا تمثلوا عند الغارة و لا تسرفوا عند الظهور و لا تقتلوا هرما و لا امرأة و لا وليدا و توقوا أن تطئوا هؤلاء عند التقاء الزحفين و عند حمة النهضات و في شن الغارات و لا تغلوا عند الغنائم و نزهوا الجهاد عن غرض الدنيا و أبشروا بالأرباح في البيع الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم.و استشار قوم أكثم بن صيفي في حرب قوم أرادوهم و سألوه أن يوصيهم فقال أقلوا الخلاف على أمرائكم و اثبتوا فإن أحزم الفريقين الركين و رب عجلة تهب ريثا.و كان قيس بن عاصم المنقري إذا غزا شهد معه الحرب ثلاثون من ولده يقول لهم إياكم و البغي فإنه ما بغى قوم قط إلا ذلوا قالوا فكان الرجل من ولده يظلم فلا ينتصف مخافة الذل.قال أبو بكر يوم حنين لن نغلب اليوم من قلة و كانوا اثني عشر ألفا فهزموا يومئذ هزيمة قبيحة و أنزل الله تعالى قوله( وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ) .و كان يقال لا ظفر مع بغي و لا صحة مع نهم و لا ثناء مع كبر و لا سؤدد مع شح

١٠٦

قصة فيروز بن يزدجرد حين غزا ملك الهياطلة

و من الكلمات المستحسنة في سوء عاقبة البغي ما ذكره ابن قتيبة في كتاب عيون الأخبار إن فيروز بن يزدجرد بن بهرام لما ملك سار بجنوده نحو بلاد الهياطلة فلما انتهى إليهم اشتد رعب ملكهم أخشنوار منه و حذره فناظر أصحابه و وزراءه في أمره فقال رجل منهم أعطني موثقا من الله و عهدا تطمئن إليه نفسي أن تكفيني الغم بأمر أهلي و ولدي و أن تحسن إليهم و تخلفني فيهم ثم اقطع يدي و رجلي و ألقني في طريق فيروز حتى يمر بي هو و أصحابه و أنا أكفيك أمرهم و أورطهم مورطا تكون فيه هلكتهم فقال له أخشنوار و ما الذي تنتفع به من سلامتنا و صلاح حالنا إذا أنت هلكت و لم تشركنا في ذلك فقال إني قد بلغت ما كنت أحب أن أبلغ من الدنيا و أنا موقن أن الموت لا بد منه و إن تأخر أياما قليلة فأحب أن أختم عملي بأفضل ما يختم به الأعمال من النصيحة بسلطاني و النكاية في عدوي فيشرف بذلك عقبي و أصيب سعادة و حظوة فيما أمامي.ففعل أخشنوار به ذلك و حمله فألقاه في الموضع الذي أشار إليه فمر به فيروز في جنوده فسأله عن حاله فأخبره أن أخشنوار فعل به ما يراه و أنه شديد الأسف كيف لا يستطيع أن يكون أمام الجيش في غزو بلاده و تخريب مدينته و لكنه سيدل الملك على طريق هو أقرب من هذا الطريق الذي يريدون سلوكه و أخفى فلا يشعر أخشنوار حتى يهجم عليه فينتقم الله منه بكم و ليس في هذا الطريق من المكروه إلا تغور يومين ثم تفضون إلى كل ما تحبون.

١٠٧

فقبل فيروز قوله بعد أن أشار إليه وزراؤه بالاتهام له و الحذر منه و بغير ذلك فخالفهم و سلك تلك الطريق فانتهوا بعد يومين إلى موضع من المفازة لا صدر لهم عنه و لا ماء معهم و لا بين أيديهم و تبين لهم أنهم قد خدعوا فتفرقوا في تلك المفازة يمينا و شمالا يلتمسون الماء فقتل العطش أكثرهم و لم يسلم مع فيروز إلا عدة يسيرة فانتهى إليهم أخشنوار بجيشه فواقعهم في تلك الحال التي هم فيها من القلة و الضر و الجهد فاستمكنوا منهم بعد أن أعظموا الكناية فيهم.و أسر فيروز فرغب أخشنوار أن يمن عليه و على من بقي من أصحابه على أن يجعل له عهد الله و ميثاقه ألا يغزوهم أبدا ما بقي و على أن يحد فيما بينه و بين مملكتهم حدا لا يتجاوزه جنوده فرضي أخشنوار بذلك فخلى سبيله و جعلا بين المملكتين حجرا لا يتجاوزه كل واحد منهما.فمكث فيروز برهة من دهره ثم حمله الأنف على أن يعود لغزو الهياطلة و دعا أصحابه إلى ذلك فنهوه عنه و قالوا إنك قد عاهدته و نحن نتخوف عليك عاقبة البغي و الغدر مع ما في ذلك من العار و سوء القالة.فقال لهم إنما اشترطت له ألا أجوز الحجر الذي جعلناه بيننا و أنا آمر بالحجر فيحمل أمامنا على عجل.فقالوا أيها الملك إن العهود و المواثيق التي يتعاطاها الناس بينهم لا تحمل على ما يسره المعطي لها و لكن على ما يعلن به المعطى إياها و إنما جعلت عهد الله و ميثاقه على الأمر الذي عرفه لا على الأمر الذي لم يخطر له ببال فأبى فيروز و مضى في غزوته حتى انتهى إلى الهياطلة و تصاف الفريقان للقتال

١٠٨

فأرسل أخشنوار إلى فيروز يسأله أن يبرز فيما بين صفيهم فخرج إليه فقال له أخشنوار إني قد ظننت أنه لم يدعك إلى مقامك هذا إلا الأنف مما أصابك و لعمري إن كنا قد احتلنا لك بما رأيت لقد كنت التمست منا أعظم منه و ما ابتدأناك ببغي و لا ظلم و ما أردنا إلا دفعك عن أنفسنا و حريمنا و لقد كنت جديرا أن تكون من سوء مكافاتنا بمننا عليك و على من معك و من نقض العهد و الميثاق الذي أكدته على نفسك أعظم أنفا و أشد امتعاضا مما نالك منا فإنا أطلقناكم و أنتم أسارى و مننا عليكم و أنتم على الهلكة مشرفون و حقنا دماءكم و لنا على سفكها قدرة و إنا لم نجبرك على ما شرطت لنا بل كنت أنت الراغب إلينا فيه و المريد لنا عليه ففكر في ذلك و ميز بين هذين الأمرين فانظر أيهما أشد عارا و أقبح سماعا إن طلب رجل أمرا فلم يقدر له و لم ينجح في طلبته و سلك سبيلا فلم يظفر فيه ببغيته و استمكن منه عدوه على حال جهد و ضيعة منه و ممن هم معه.فمن عليهم و أطلقهم على شرط شرطوه و أمر اصطلحوا عليه فاصطبر بمكروه القضاء و استحيا من الغدر و النكث أن يقال نقض العهد و أخفر الميثاق مع أني قد ظننت أنه يزيدك لجاجة ما تثق به من كثرة جنودك و ما ترى من حسن عدتهم و ما أجدني أشك أنهم أو أكثرهم كارهون لما كان من شخوصك بهم عارفون بأنك قد حملتهم على غير الحق و دعوتهم إلى ما يسخط الله و أنهم في حربنا غير مستبصرين و نياتهم على مناصحتك مدخولة.فانظر ما قدر غناء من يقاتل على هذه الحال و ما عسى أن يبلغ نكايته في عدوه إذا كان عارفا بأنه إن ظفر فمع عار و إن قتل فإلى النار و أنا أذكرك الله الذي جعلته

١٠٩

على نفسك كفيلا و أذكرك نعمتي عليك و على من معك بعد يأسكم من الحياة و إشفائكم على الممات و أدعوك إلى ما فيه حظك و رشدك من الوفاء بالعهد و الاقتداء بآبائك و أسلافك الذين مضوا على ذلك في كل ما أحبوه و كرهوه فأحمدوا عواقبه و حسن عليهم أثره.و مع ذلك فإنك لست على ثقة من الظفر بنا و بلوغ نهمتك فينا و إنما تلتمس أمرا يلتمس منك مثله و تنادي عدوا لعله يمنح النصر عليك فاقبل هذه النصيحة فقد بالغت في الاحتجاج عليك و تقدمت بالإعذار إليك و نحن نستظهر بالله الذي اعتذرنا إليه و وثقنا بما جعلت لنا من عهده إذا استظهرت بكثرة جنودك و ازدهتك عدة أصحابك فدونك هذه النصيحة فبالله ما كان أحد من أصحابك يبالغ لك أكثر منها و لا يزيدك عليها و لا يحرمنك منفعتها مخرجها مني فإنه ليس يزرى بالمنافع و المصالح عند ذوي الآراء صدورها عن الأعداء كما لا تحسن المضار أن تكون على أيدي الأصدقاء.و اعلم أنه ليس يدعوني إلى ما تسمع من مخاطبتي إياك ضعف من نفسي و لا من قلة جنودي و لكني أحببت أن ازداد بذلك حجة و استظهارا فأزداد به للنصر و المعونة من الله استيجابا و لا أوثر على العافية و السلامة شيئا ما وجدت إليهما سبيلا.فقال فيروز لست ممن يردعه عن الأمر يهم به الوعيد و لا يصده التهدد و الترهيب و لو كنت أرى ما أطلب غدرا مني إذا ما كان أحد أنظر و لا أشد إبقاء مني على نفسي و قد يعلم الله أنى لم أجعل لك العهد و الميثاق إلا بما أضمرت في نفسي فلا يغرنك الحال التي كنت صادفتنا عليها من القلة و الجهد و الضعف.

١١٠

فقال أخشنوار لا يغرنك ما تخدع به نفسك من حملك الحجر أمامك فإن الناس لو كانوا يعطون العهود على ما تصف من إسرار أمر و إعلان آخر إذا ما كان ينبغي لأحد أن يغتر بأمان أو يثق بعهد و إذا ما قبل الناس شيئا مما كانوا يعطون من ذلك و لكنه وضع على العلانية و على نية من تعقد له العهود و الشروط ثم انصرف.فقال فيروز لأصحابه لقد كان أخشنوار حسن المحاورة و ما رأيت للفرس الذي كان تحته نظيرا في الدواب فإنه لم يزل قوائمه و لم يرفع حوافره عن مواضعها و لا صهل و لا أحدث شيئا يقطع به المحاورة في طول ما تواقفنا.و قال أخشنوار لأصحابه لقد وافقت فيروز كما رأيتم و عليه السلاح كله فلم يتحرك و لم ينزع رجله من ركابه و لا حنى ظهره و لا التفت يمينا و لا شمالا و لقد توركت أنا مرارا و تمطيت على فرسي و التفت إلى من خلفي و مددت بصري فيما أمامي و هو منتصب ساكن على حاله و لو لا محاورته إياي لظننت أنه لا يبصرني و إنما أراد بما وصفا من ذلك أن ينشر هذان الحديثان في أهل عسكرهما فيشتغلوا بالإفاضة فيهما عن النظر فيما تذاكرا.فلما كان في اليوم الثاني أخرج أخشنوار الصحيفة التي كتبها لهم فيروز و نصبها على رمح ليراها أهل عسكر فيروز فيعرفوا غدره و بغيه و يخرجوا من متابعته على هواه فما هو إلا أن راوها حتى انتقض عسكرهم و اختلفوا و ما تلبثوا إلا يسيرا حتى انهزموا و قتل منهم خلق كثير و هلك فيروز فقال أخشنوار لقد صدق الذي قال لا مرد لما قدر و لا شي‏ء أشد إحالة لمنافع الرأي من الهوى و اللجاج و لا أضيع من نصيحة يمنحها من لا يوطن نفسه على قبولها و الصبر على مكروهها و لا أسرع عقوبة و أسوأ عاقبة من البغي و الغدر و لا أجلب لعظيم العار و الفضوح من الأنف و إفراط العجب

١١١

15 و كان ع يقول إذا لقي العدو محاربا

اَللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ اَلْقُلُوبُ وَ مُدَّتِ اَلْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ اَلْأَبْصَارُ وَ نُقِلَتِ اَلْأَقْدَامُ وَ أُنْضِيَتِ اَلْأَبْدَانُ اَللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ اَلشَّنَآنِ وَ جَاشَتْ مَرَاجِلُ اَلْأَضْغَانِ اَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا رَبَّنَا اِفْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْفاتِحِينَ أفضت القلوب أي دنت و قربت و منه أفضى الرجل إلى امرأته أي غشيها و يجوز أن يكون أفضت أي بسرها فحذف المفعول.و أنضيت الأبدان هزلت و منه النضو و هو البعير المهزول.و صرح انكشف و الشنئان البغضة.و جاشت تحركت و اضطربت.و المراجل جمع مرجل و هي القدر.و الأضغان الأحقاد واحدها ضغن.و أخذ سديف مولى المنصور هذه اللفظة فكان يقول في دعائه اللهم إنا نشكو

١١٢

إليك غيبة نبينا و تشتت أهوائنا و ما شملنا من زيغ الفتن و استولى علينا من غشوة الحيرة حتى عاد فينا دولة بعد القسمة و إمارتنا غلبة بعد المشورة وعدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة و اشتريت الملاهي و المعازف بمال اليتيم و الأرملة و رعى في مال الله من لا يرعى له حرمة و حكم في أبشار المؤمنين أهل الذمة و تولى القيام بأمورهم فاسق كل محلة فلا ذائد يذودهم عن هلكة و لا راع ينظر إليهم بعين رحمة و لا ذو شفقة يشبع الكبد الحرى من مسغبة فهم أولو ضرع و فاقة و أسراء فقر و مسكنة و حلفاء كئابة و ذلة اللهم و قد استحصد زرع الباطل و بلغ نهايته و استحكم عموده و استجمع طريده و حذف وليده و ضرب بجرانه فأتح له من الحق يدا حاصدة تجذ سنامه و تهشم سوقه و تصرع قائمه ليستخفي الباطل بقبح حليته و يظهر الحق بحسن صورته.و وجدت هذه الألفاظ في دعاء منسوب إلى علي بن الحسين زين العابدين ع و لعله من كلامه و قد كان سديف يدعو به

١١٣

16 و كان يقول ع لأصحابه عند الحرب

لاَ تَشْتَدَّنَّ عَلَيْكُمْ فَرَّةٌ بَعْدَهَا كَرَّةٌ وَ لاَ جَوْلَةٌ بَعْدَهَا حَمْلَةٌ وَ أَعْطُوا اَلسُّيُوفَ حُقُوقَهَا وَ وَطِّنُوا وَطِّئُوا لِلْجُنُوبِ مَصَارِعَهَا وَ اُذْمُرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى اَلطَّعْنِ اَلدَّعْسِيِّ وَ اَلضَّرْبِ اَلطِّلَحْفِيِّ وَ أَمِيتُوا اَلْأَصْوَاتَ فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ وَ فَوَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ مَا أَسْلَمُوا وَ لَكِنِ اِسْتَسْلَمُوا وَ أَسَرُّوا اَلْكُفْرَ فَلَمَّا وَجَدُوا أَعْوَاناً عَلَيْهِ أَظْهَرُوهُ قال لا تستصعبوا فرة تفرونها بعدها كرة تجبرون بها ما تكسر من حالكم و إنما الذي ينبغي لكم أن تستصعبوه فرة لا كرة بعدها و هذا حض لهم على أن يكروا و يعودوا إلى الحرب إن وقعت عليهم كسرة.و مثله قوله و لا جولة بعدها حملة و الجولة هزيمة قريبة ليست بالممعنة.و اذمروا أنفسكم من ذمره على كذا أي حضه عليه و الطعن الدعسي الذي يحشى به أجواف الأعداء و أصل الدعس الحشو دعست الوعاء حشوته.و ضرب طلحفي بكسر الطاء و فتح اللام أي شديد و اللام زائدة.

١١٤

ثم أمرهم بإماتة الأصوات لأن شدة الضوضاء في الحرب أمارة الخوف و الوجل.ثم أقسم أن معاوية و عمرا و من والاهما من قريش ما أسلموا و لكن استسلموا خوفا من السيف و نافقوا فلما قدروا على إظهار ما في أنفسهم أظهروه و هذا يدل على أنه ع جعل محاربتهم له كفرا.و قد تقدم في شرح حال معاوية و ما يذكره كثير من أصحابنا من فساد عقيدته ما فيه كفاية

نبذ من الأقوال المتشابهة في الحرب

و أوصى أكثم بن صيفي قوما نهضوا إلى الحرب فقال ابرزوا للحرب و ادرعوا الليل فإنه أخفى للويل و لا جماعة لمن اختلف و اعلموا أن كثرة الصياح من الفشل و المرء يعجز لا محالة.و سمعت عائشة يوم الجمل أصحابها يكبرون فقالت لا تكبروا هاهنا فإن كثرة التكبير عند القتال من الفشل.و قال بعض السلف قد جمع الله أدب الحرب في قوله تعالى( يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا... ) الآيتين.و قال عتبة بن ربيعة لقريش يوم بدر أ لا ترونهم يعني أصحاب النبي ص جثيا على الركب يتلمظون تلمظ الحيات.و أوصى عبد الملك بن صالح أمير سرية بعثها فقال أنت تاجر الله لعباده فكن كالمضارب الكيس الذي إن وجد ربحا تجر و إلا احتفظ برأس المال و لا تطلب

١١٥

الغنيمة حتى تحوز السلامة و كن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك.و في الحديث المرفوع إنه ص قال لزيد بن حارثة لا تشق جيشك فإن الله تعالى ينصر القوم بأضعفهم و قال ابن عباس و ذكر عليا ع ما رأيت رئيسا يوزن به لقد رأيته يوم صفين و كأن عينيه سراجا سليط و هو يحمس أصحابه إلى أن انتهى إلي و أنا في كنف فقال يا معشر المسلمين استشعروا الخشية و تجلببوا السكينة و أكملوا اللأمة...الفصل المذكور فيما تقدم

١١٦

17 و من كتاب له ع إلى معاوية جوابا عن كتاب منه إليه

وَ أَمَّا طَلَبُكَ إِلَى اَلشَّامِ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لَأُعْطِيَكَ اَلْيَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ اَلْحَرْبَ قَدْ أَكَلْتِ اَلْعَرَبَ إِلاَّ حُشَاشَاتِ أَنْفُسٍ بَقِيَتْ أَلاَ وَ مَنْ أَكَلَهُ اَلْحَقُّ فَإِلَى اَلْجَنَّةِ وَ مَنْ أَكَلَهُ اَلْبَاطِلُ فَإِلَى اَلنَّارِ وَ أَمَّا اِسْتِوَاؤُنَا فِي اَلْحَرْبِ وَ اَلرِّجَالِ فَلَسْتَ بِأَمْضَى عَلَى اَلشَّكِّ مِنِّي عَلَى اَلْيَقِينِ وَ لَيْسَ أَهْلُ اَلشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَى اَلدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ عَلَى اَلآْخِرَةِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ فَكَذَلِكَ نَحْنُ وَ لَكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمٍ وَ لاَ حَرْبٌ كَعَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ لاَ أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ وَ لاَ اَلْمُهَاجِرُ كَالطَّلِيقِ وَ لاَ اَلصَّرِيحُ كَاللَّصِيقِ وَ لاَ اَلْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ وَ لاَ اَلْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ وَ لَبِئْسَ اَلْخَلْفُ خَلْفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَ فِي أَيْدِينَا بَعْدُ فَضْلُ اَلنُّبُوَّةِ اَلَّتِي أَذْلَلْنَا بِهَا اَلْعَزِيزَ وَ نَعَشْنَا بِهَا اَلذَّلِيلَ وَ لَمَّا أَدْخَلَ اَللَّهُ اَلْعَرَبَ فِي دِينِهِ أَفْوَاجاً وَ أَسْلَمَتْ لَهُ هَذِهِ اَلْأُمَّةُ طَوْعاً وَ كَرْهاً كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي اَلدِّينِ إِمَّا رَغْبَةً وَ إِمَّا رَهْبَةً عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ اَلسَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ وَ ذَهَبَ اَلْمُهَاجِرُونَ اَلْأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ فَلاَ تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيباً وَ لاَ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلاً وَ اَلسَّلاَمُ

١١٧

يقال طلبت إلى فلان كذا و التقدير طلبت كذا راغبا إلى فلان كما قال تعالى( فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى‏ فِرْعَوْنَ أي مرسلا ) .و يروى إلا حشاشة نفس بالإفراد و هو بقية الروح في بدن المريض.و روي ألا و من أكله الحق فإلى النار و هذه الرواية أليق من الرواية المذكورة في أكثر الكتب لأن الحق يأكل أهل الباطل و من روى تلك الرواية أضمر مضافا تقديره أعداء الحق و مضافا آخر تقديره أعداء الباطل و يجوز أن يكون من أكله الحق فإلى الجنة أي من أفضى به الحق و نصرته و القيام دونه إلى القتل فإن مصيره إلى الجنة فيسمى الحق لما كانت نصرته كالسبب إلى القتل أكلا لذلك المقتول و كذلك القول في الجانب الآخر.و كان الترتيب يقتضي أن يجعل هاشما بإزاء عبد شمس لأنه أخوه في قعدد و كلاهما ولد عبد مناف لصلبه و أن يكون أمية بإزاء عبد المطلب و أن يكون حرب بإزاء أبي طالب و أن يكون أبو سفيان بإزاء أمير المؤمنين ع لأن كل واحد من هؤلاء في قعدد صاحبه إلا أن أمير المؤمنين ع لما كان في صفين بإزاء معاوية اضطر إلى أن جعل هاشما بإزاء أمية بن عبد شمس.فإن قلت فهلا قال و لا أنا كانت قلت قبيح أن يقال ذلك كما لا يقال السيف أمضى من العصا بل قبيح به أن يقولها مع أحد من المسلمين كافة نعم قد يقولها لا تصريحا بل تعريضا لأنه يرفع نفسه على أن يقيسها بأحد.و هاهنا قد عرض بذلك في قوله و لا المهاجر كالطليق فإن قلت فهل معاوية

١١٨

من الطلقاء قلت نعم كل من دخل عليه رسول الله ص مكة عنوة بالسيف فملكه ثم من عليه عن إسلام أو غير إسلام فهو من الطلقاء ممن لم يسلم كصفوان بن أمية و من أسلم كمعاوية بن أبي سفيان و كذلك كل من أسر في حرب رسول الله ص ثم امتن عليه بفداء أو بغير فداء فهو طليق فممن امتن عليه بفداء كسهيل بن عمرو و ممن امتن عليه بغير فداء أبو عزة الجمحي و ممن امتن عليه معاوضة أي أطلق لأنه بإزاء أسير من المسلمين عمرو بن أبي سفيان بن حرب كل هؤلاء معدودون من الطلقاء.فإن قلت فما معنى قوله و لا الصريح كاللصيق و هل كان في نسب معاوية شبهة ليقول له هذا.قلت كلا إنه لم يقصد ذلك و إنما أراد الصريح بالإسلام و اللصيق في الإسلام فالصريح فيه هو من أسلم اعتقادا و إخلاصا و اللصيق فيه من أسلم تحت السيف أو رغبة في الدنيا و قد صرح بذلك فقال كنتم ممن دخل في هذا الدين إما رغبة و إما رهبة.فإن قلت فما معنى قوله و لبئس الخلف خلفا يتبع سلفا هوى في نار جهنم و هل يعاب المسلم بأن سلفه كانوا كفارا.قلت نعم إذا تبع آثار سلفه و احتذى حذوهم و أمير المؤمنين ع ما عاب معاوية بأن سلفه كفار فقط بل بكونه متبعا لهم.قوله ع و في أيدينا بعد فضل النبوة أي إذا فرضنا تساوي الأقدام في مآثر أسلافكم كان في أيدينا بعد الفضل عليكم بالنبوة التي نعشنا بها الخامل و أخملنا بها النبيه.قوله ع على حين فاز أهل السبق قال قوم من النحاة

١١٩

حين مبني هاهنا على الفتح و قال قوم بل منصوب لإضافته إلى الفعل.قوله ع فلا تجعلن للشيطان فيك نصيبا أي لا تستلزم من أفعالك ما يدوم به كون الشيطان ضاربا فيك بنصيب لأنه ما كتب إليه هذه الرسالة إلا بعد أن صار للشيطان فيه أوفر نصيب و إنما المراد نهيه عن دوام ذلك و استمراره

ذكر بعض ما كان بين علي و معاوية يوم صفين

و ذكر نصر بن مزاحم بن بشار العقيلي في كتاب صفين أن هذا الكتاب كتبه علي ع إلى معاوية قبل ليلة الهرير بيومين أو ثلاثة قال نصر أظهر علي ع أنه مصبح معاوية و مناجز له و شاع ذلك من قوله ففزع أهل الشام لذلك و انكسروا لقوله و كان معاوية بن الضحاك بن سفيان صاحب راية بني سليم مع معاوية مبغضا لمعاوية و أهل الشام و له هوى مع أهل العراق و علي بن أبي طالب ع و كان يكتب بأخبار معاوية إلى عبد الله بن الطفيل العامري و هو مع أهل العراق فيخبر بها عليا ع فلما شاعت كلمة علي ع وجل لها أهل الشام و بعث ابن الضحاك إلى عبد الله بن الطفيل إني قائل شعرا أذعر به أهل الشام و أرغم به معاوية و كان معاوية لا يتهمه و كان له فضل و نجدة و لسان فقال ليلا ليستمع أصحابه:

ألا ليت هذا الليل أطبق سرمدا

علينا و إنا لا نرى بعده غدا

و يا ليته إن جاءنا بصباحه

وجدنا إلى مجرى الكواكب مصعدا

حذار علي إنه غير مخلف

مدى الدهر ما لب الملبون موعدا

و أما قراري في البلاد فليس لي

مقام و إن جاوزت جابلق مصعدا

١٢٠