دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة

دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة0%

دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 116

دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة

مؤلف: أبو بكر بن محمّد بن عبد المؤمن تقي الدين الحصني الدمشقي
تصنيف:

الصفحات: 116
المشاهدات: 39191
تحميل: 5202

توضيحات:

دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 116 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 39191 / تحميل: 5202
الحجم الحجم الحجم
دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة

دفع الشبه عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والرسالة

مؤلف:
العربية

دَفْعُ الشُبَه

عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والرسالة

الامام الكبير الحجّة أبو بكر بن محمّد بن عبدالمؤمن

تقي الدين الحصني الدمشقي (٧٥٢ - ٨٢٩ه- )

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنينعليهما‌السلام للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة أخرى

قريبة إنشاء الله تعالى.

٢

دَفْعُ الشُبَه

عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والرسالة

تأليف :

الامام الكبير الحجّة أبو بكر بن محمّد بن عبدالمؤمن

تقي الدين الحصني الدمشقي (٧٥٢ - ٨٢٩ه- )

الطبعة الثانية - ١٤١٨ه-

٣

٤

المؤلّف الامام الحصني

قال صاحب شَذَرَات الذَّهَب (الجزء التاسع : الصفحات ٢٧٣ - ٢٧٥)، في وفيات عام (٨٢٩ه- ) : وفيها الشيخ تقي الدين الدِّين أبو بكر بن محمد بن عبدالمؤمن بن حريز بن سعيد بن داود بن قاسم بن علي بن علوي بن ناشي بن جوهر بن علي بن أبي القاسم بن سالم بن عبدالله بن عمر بن موسى بن يحيى بن علي الاصغر بن محمد التّقي(١) بن حسن العسكري(٢) بن علي [الهادي] بن محمد

____________________

(١) كذا الصواب، وفي المطبوع: المتّقي.

(٢) لفظة «العسكري» سقطت من «ط».

٥

بن الجواد بن علي الرّضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

الحِصْني - نسبة إلى الحِصْن قرية من قرى حوران(١) - ثم الدمشقي، الفقيه الشافعي(٢) .

ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، وتفقه بالشّريشي، والزُّهري، وابن الجابي، والصَّرْخَدي، والغَزّي، وابن غَنُّوم. وأخذ عن الصَّدر اليَاسُوفي، ثم انحرف عن طريقته. وحطّ على ابن تَيْمِيَّة(٣) ، وبالغ في ذلك، وتلقى ذلك عنه الطلبة بدمشق، وثارت بسبب ذلك فتن كثيرة.

وكان يميل إلى التقشف ويبالغ في الامر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وللناس فيه اعتقاد زائد.

ولخّص «المهمات» في مجلد، وكتب على «التنبيه».

قال القاضي تقي الدِّين الاسدي : كان خفيف الرّوح، منبسطاً، له نوادر، ويخرج إلى النُّزَه، ويبعث الطلبة على ذلك.

____________________

(١) قال ياقوت في «معجم البلدان» (٢/٢٦٥) : «حصن مَقْدِيَة» : هو من أعمال أذرعات من أعمال دمشق.

(٢) ترجمته في «إنباء الغمر» لابن حجر العسقلاني ٨/١١٠ وفيه «محمد بن عبدالله» و«طبقات الشافعية» لابن قاضي شبهة (٤/٩٧ - ٩٩) و«الضوء اللامع» للسخاوي (١١/٨١) و«درر العقود الفريدة» للمقريزي (١/١٩٠ - ١٩١)، وترجم له أيضاً : ابن خطيب الناصرية في تاريخ حلب، والرضيّ الغزّي في بهجة الناظرين، وله ترجمة في الفتاوى السهمية في ابن تيميّة.

(٣) لفظة «تيمية» سقطت من «آ».

٦

مع الدِّين المتين، والتَّحري في أقواله وأفعاله، وتزوَّج عدّة نساء، ثم انقطع وتقشَّف وانجمع، وكل ذلك قبل القرن(١) ، ثم ازداد بعد الفتنة تقشّفه وانجماعه، وكَثُرَت مع ذلك أتباعه، حتَّى امتنع من مكالمة الناس، ويُطلق لسانه في القُضاة وأصحاب الولايات.

وله في الزُّهد والتَّقلُّل من الدّنيا حكايات تضاهي ما نُقِلَ عن الاقدمين، وكان يتعصب للاشاعرة، وأصيب في سَمْعِهِ وبصره فضعف.

وشرع في عِمَارَة رِبَاط داخل باب الصغير، فساعده الناس بأموالهم وأنفسهم، ثم شرع في عِمَارَة خان السَّبيل ففرغ في مدة قريبة.

وكان قد جمع تآليف كثيرة قبل الفتنة، وكتب بخطّه كثيراً في الفقه والزُّهد.

وقال السخاوي: شَرَح «التنبيه»(٢) و«المنهاج»(٣) وشرح «مسلم» في ثلاث مجلدات، ولخّص «المهمات»(٤) في مجلدين، وخرّجَ أحاديث «الاِحياء» مجلد(٥) وشرح «النواوية» مجلد(٦) ، و«أهوال القيامة»(٧) مجلد، وجمع «سير

____________________

(١) أي قبل دخول القرن التاسع الهجري.

(٢) التنبيه لابي إسحاق الشيرازي، في الفقه الشافعي، والشرح (٥) مجلدات.

(٣) المنهاج للنووي، والشرح في (٥) مجلدات.

(٤) المهمات للاسنوي.

(٥) قلت : لم أعثر على ذكر لكتابه المذكور عند السخاوي في «الضوء اللامع» ولكن ذكره ابن قاضي شهبة في «طبقاته» في معرض حديثه عن مؤلّفاته ولعلّ المؤلّف قد نقل عنه وعزا النقل للسخاوي. والله أعلم. (٦) أي الاربعين النووية.

(٧) في بعض المصادر : أهوال القبور.

٧

نساء السَّلف العابدات» مجلد، و«قواعد الفقه» مجلد، و«تفسير القرآن إلى الانعام» آيات متفرّقة مجلد، و«تأديب القوم» مجلد، و«سير السالك» مجلد، و«تنبيه السالك على مضار(١) المهالك» ست مجلدات، و«شرح الغاية» مجلد، و«شرح النهاية» مجلد، و«قمع النّفوس» مجلد، و«دفع الشُّبه»(٢) مجلد، و«شرح أسماء الله الحسنى» مجلد، و«المولد» مجلد.

وتوفي بخلوته بجامع المزَّاز بالشاغور، بعد مغرب ليلة الاربعاء خامس عشر جمادى الاخرة وصُلِّي عليه بالمصلى، صلَّى عليه ابن أخيه، ثم صُلِّي عليه ثانياً عند جامع كريم الدِّين، ودفن بالقُبيبات في أطراف العمارة على جادة الطريق عند والدته.

وحضر جنازته عَالَمٌ لا يحصيهم إلاّ الله، مع بعد المسافة وعدم علم أكثر الناس بوفاته، وازدحموا على حمله للتبرك به، وختم عند قبره ختمات كثيرة، وصلّى عليه أُمَمٌ ممن فاتته الصلاة على قبره، ورؤيت له منامات صالحة في حياته وبعد موته.

انتهى

____________________

(١) في «ط» : «مظان» وما جاء في «آ» موافق لما عند ابن قاضي شهبة والسخاوي، وفي اسم الكتاب اختلاف.

(٢) كتابنا هذا.

٨

وفي كتاب البدر الطالع (١/١٦٦) :

السيد أبو بكر بن محمد بن عبدالمؤمن بن حريز - بمهملتين وآخره زاي - العَلَوي الحسيني الحصني ثم الدمشقي الشافعي المعروف بالتقي الحصني (ولد) سنة ٧٥٢ه-.

وأخذ العلم عن جماعة من أهل عصره وبرع، وقصده الطلبة وصنف التصانيف كشرح التنبيه في خمس مجلدات، وشرح أربعين النووي في مجلد. وشرح مختصر أبي شجاع في مجلد. وشرح الاسماء الحسنى في مجلد، وتلخيص مهمّات الاسنوي في مجلدين، وقواعد الفقه في مجلدين. وله في التصوّف مصنّفات و(مات) ليلة الاربعاء منتصف جمادى الاخرة سنة ٨٢٩ه-.

وقال خير الدين الزركلي الوهابي في الاعلام (٢/٩٩) :

الامام تقي الدين أبي بكر الحصنيّ الدمشقي (ت ٨٢٩ه- ) :

تقي الدين الحصني: (٧٥٢ - ٨٢٩ه- : ١٣٥١ - ١٤٢٦م).

أبو بكر بن محمد بن عبدالمؤمن بن حريز بن معلّى الحسيني الحصني، تقي الدين : فقيه ورع من أهل دمشق. ووفاته بها. نسبته إلى الحصن (من قرى حوران) وإليه تنسب «زاوية الحصني» بناها رباطاً في محلة الشاغور بدمشق، وله تصانيف كثيرة منها : كفاية الاخبار - ط، شرح به الغاية في فقه الشافعية، ودفع شبه من شبه وتمرّد ونسب ذلك إلى الامام أحمد - ط، وتخريج أحاديث الاحياء، وتنبيه السالك على مظان المهالك. ست مجلدات، وقمع النفوس.

٩

١٠

سبب تأليف الكتاب وموضوعه، ونسخته

قال العلامة التقي محبّ السنة والذاب عنها بكل ما استطاع في هذا العصر الشيخ محمد زاهد الكوثري : في ظهر الاصل المقابل به بخط الحافظ محمد بن طولون :

(فائدة) سبب تكلّم المؤلّف رحمه الله تعالى في ابن تيمية وأتباعه ما نقل له عن الشيخ العلامة ناصر الدين التنكزي: أَنه اجتمع ببعض من ينتسب للحنابلة قال : فرأيته يقول بمسألة التناسخ، ولا يقطع لاطفال المسلمين بالجنة وسمع منه هذا القول شخص آخر.

ونُقل للشيخ المؤلف أيضاً : أنّ شخصاً قال عند هذا المبتدع المشار إليه «يا جاه محمد».

فقال: لا تقل «يا جاه محمد»!

وكذا نقل له عن شخص آخر قال ذلك عنده، فقال : لا تقل «يا جاه محمد»،

١١

فإنّه قد بقي قفة عظام؟» نعوذ بالله العظيم من هذه الزلة الجسيمة.

وسمع هذا الكلام أيضاً ابن أخ الشيخ المؤلف، فاجتمع مع عمه فتذاكرا ما وقع فيه الجاهل المشار إليه، ثم قال : يا عمّ، لو تكلّمت في ذلك، فقال : أَنا مشغول بنفسي.

فقال : ما يخلّصك هذا عند الله عزّوجلّ، كيف يتعرّض هذا الجاهل للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحطّ مرتبته ومراتب النبيين ويتكلّم في الله بما لا يليق بجلاله، وغير ذلك مما هو زندقة؟؟! لا يخلّصك هذا عند الله مع تمكّنك من ردع هذا الزائغ عن تنزيه الله، وتعظيم رسوله عليه الصلاة والسلام.

فقال المؤلّف رحمه الله تعالى : ائتوني بشيء من كلام هذا الرجل، أنظر فيه، فإذا تكلّمتُ تكلمتُ على بصيرة.

فأتي بأشياء من كلامه، فلمّا رأى كلامه، تكلّم بما تكلّمرحمه‌الله (١) :

قال شيخنا النعيمي ومن خطه نقلت: نقلتها من خطّ شيخنا شهاب الدين بن قرا، تلميذ المؤلّف ملخصاً لها :

انتهى ما وجدته بخط ابن طولون(٢) في ظهر الاصل المذكور.

____________________

(١) ولاحظ ما سيذكره المؤلّف عن سبب التأليف، في مقدمة الكتاب.

(٢) فابن طولون هذا حافظ جليل له من المؤلّفات ما يقرب من ستمائة مؤلّف وتوفي سنة ٩٥٣ سنة تسعمائة وثلاث وخمسين.

وشيخه عبدالقادر النعيمي له مؤلّفات جليلة وقد ترجم في الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة.

وابن قرا : هو الشهاب الخوارزمي المحدث، مترجم في الضوء اللامع.

قاله صاحب الاصل.

١٢

وترجمة المصنف مبسوطة في كتاب (الضوء اللامع في القرن التاسع) للحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي، وفي (طبقات الشافعية) للتقي ابن قاضي شهبة وفي (الطبقات) للرضي الغزي العامري.

وله مؤلّفات ممتعة : كشرحه على صحيح مسلم في ثلاث مجلدات وشرحه على التنبيه في خمس مجلدات، وشرح على المنهاج كذلك، وطبع حديثاً شرحه على مختصر أبي شجاع في مجلدين، وكان من مفاخر الشافعية في عصره زهداً وعلماً وسيرة، وسنستوفي ترجمته إن شاء الله تعالى عند قيامنا بشرحه.

انتهى كلام الامام الكوثري.

١٣

١٤

كلمة لادارة المطبعة

للطبعة الاولى عام (١٣٥٠ه- )

من عجائب الصدف أننا ما كدنا ننتهي من طبع آخر ملزمة من الكتاب البديع

(غوث العباد ببيان الرشاد) لحضرة صاحب الفضيلة ملك البيان وحامل لواء البرهان الاستاذ الشيخ مصطفى أبو سيف الحمامي أحد العلماء وخطيب المسجد الزينبي.

حتى ساق الله تعالى إلينا نسخة خطية جليلة من كتاب «دفع شبه من شبّه وتمرّد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الامام أحمد» للامام الهمام أبي بكر تقي الدين الحصنيرضي‌الله‌عنه .

عُني حضرة صاحب الفضيلة المرشد الجليل والعلامة النبيل الشيخ سلامة العزّامي النقشبندي باستنساخها ونقلها من نسخة أخرى خطية ليس في القطر المصري سواها - على ما نعلم - هي لحضرة صاحب الفضيلة البحاثة المعروف والجهبذ الشهير الشيخ محمد زاهد الكوثري.

١٥

ومن فضل الله علينا أن هيّأ لنا من الظروف ما مكننا بعد قليل من النسخة الاصلية التي بيد الشيخ الكوثري.

فرأينا أن يكون الجمع مع النسخة الفرعية والمقابلة في التصحيح على النسخة الاصلية ليخرج الكتاب كما نحب له من الصحة والاتقان.

وإنا نقدمه، بيد الفرح والسرور، إلى إخواننا في جميع أنحاء العالم الاسلامي، راجين أن يكون ذلك خدمة لهم ولديننا الحنيف الذي يعنينا ويهمّنا كثيراً أن نعيش ونموت في خدمته.

وربنا المسؤول - وهو أكرم الاكرمين - أن يحقق لنا هذه الامنية الغالية.

إدارة مطبعة دار إحياء الكتب العربية

القاهرة ١٣٥٠ه-

١٦

هذه النسخة :

اعتمدنا في تحقيق الكتاب على النسخة المطبوعة في دار إحياء الكتاب العربي، لاصحابها عيسى البابي الحلبي وشركاؤه، في القاهرة عام (١٣٥٠ه- ) عن نسخة الامام المحقق العلامة الكوثري، مع تعليقاته الثمينة.

وقد اطلعنا على وجود نسخة للكتاب مخطوطة في مكتبة جستربتي بمدينة دبلن الايرلندية برقم(٤) في المجموعة (٣٤٠٦) كتبت عام (٨٣٠) أي بعام واحد بعد وفاة المؤلّف جاء ذكرها في مقال (ذخائر التراث العربي) المنشور في مجلة (المورد) البغدادية، العدد الاول السنة الاُولى.

وقد قمنا بتصحيح المطبوعة، وعرضها على المصادر التي اعتمدها المؤلّف، مثل كتاب (دفع شُبَه التشبيه) لابن الجوزيّ الحنبلي.

الذي نقل عنه المؤلّف قسماً كبيراً من عباراته واعتمدنا النسخة المطبوعة حديثاً في دار الامام النووي - في الاردن - عمّان، بضبط فضيلة الشيخ حازم نايف أبو عزان، وتحقيق وتقديم العلامة المحدّث السيد حسن السقاف.

١٧

وقد حاولنا تخريج ما أثبته المؤلف من الاحاديث الشريفة، حسب المتوفّر من المصادر، وتصحيح المطبوعة حسب الوارد فيها.

وكذلك تصويب العبارات التي وقع الخطأ في طباعتها، ومنها عبارة الصلاة البتراء التي وقعت في الكتاب، بعد ذكر الرسول، حيث أثبتناها مع ذكر (آله) حذراً من ذلك البتر، واتّباعاً للسنّة المطهّرة التي علّمتنا الصلاة والسلام على نبيّنا الاكرم، بذكر آله معه في ذلك التكريم.

ثم وضعنا عناوين لما جاء في الكتاب مستخدمين المعقوفات لتمييزها عما جاء من العناوين في الاصل المطبوع.

وقدّمنا الكتاب بتقديم احتوى على التعريف بالمؤلّف، حسب المصادر التي ترجمت لحياته.

والتعريف بالكتاب وذكر سبب تأليفه وبيان موضوعه، وعن نسخته هذه.

ونسأل الله أن يوفق المسلمين لقراءته والتزوّد مما أثبته المؤلّف فيه من حقائق، وأن يجزيه وإيانا على العمل الصالح، ويغفر لنا سيّئات أعمالنا آمين.

ونحمد الله على إحسانه وإفضاله، ونسأله الرضا عنا بجلاله وإكرامه، إنّه ذوالجلال والاكرام.

وآخر دعوانا أنّ الحمد لله ربّ العالمين.

١٨

[مقدّمة المؤلّف وسبب التأليف]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين : وصلّى الله على سيّد الاوّلين والاخرين، وأكرم

السابقين واللاحقين، وسلّم ومجّد وكرّم.

سبحان من بيده الضرّ والنفع، والوصل والقطع، والتفرقة والجمع، والعطاء والمنع، وفّق من أحبّ لتنزيهه، فحمى موضع نظره منه، وكذا السمع، وخذل من أبغض، فجرى لشقاوته على ما اعتاده وألِفه من رديء الطبع، فهبّ على الاوّل نسيمُ إسعاده، وعلى الثاني ريحُ إبعاده، لصدع قلبه بتمويه العدّو، فياله من صَدْعِ.

تقدّس وتمجّد بعزّ كبريائه وجلاله، وتفرّد بأوصاف عظمته وكماله، كما عمّ بجودهوإفضاله ونَواله. تقدّسوتبارك عن مشابهة العبيد،وتنزّه عن صفات الحدوث.

فمن شبّه فقد شابه السامرة وأبا جهل والوليد، ومن عطّل ما ثبت له من صفاته

١٩

بالادلة القاطعة فهو عن الحقّ مائل ومُحيد(١) ، وكلا القسمين سفيه وشقّي وغير رشيد، ومن ورائهما عذاب شديد.

ونال خِلَع الرضوان في دار الامان من نزّه، مع تزايد الكرامات ولديه مزيد.

فشتّان بين من هو راتع في رياض السلامة، ونُزُل الكرامة، في دار المقامة، وبين المطرود المبعود(٢) ، وقد حقّ عليه الوعيد.

وبعدُ : فإنّ سبب وضعي لهذه الاحرف اليسيرة، ما دهمني من الحَيْرة من أقوام أخباث السريرة ; يُظهرون الانتماء الى مذهب السيّد الجليل الامام أحمد ; وهم على خلاف ذلك والفرد الصمد.

والعجب أنّهم يُعظّمونه في الملا، ويتكاتمون إضلاله مع بقيّة الائمة !

وهم أكفر مّمن تمرّد وجحد، ويضلّون عقول العوامّ وضعفاء الطلبة بالتمويه الشيطاني، وإظهار التعبّد والتقشّف، وقراءة الاحاديث، ويعتنون بالمُسنَد.

كلّ ذلك خُزَعْبَلات منهم وتمويه.

وقد انكشف أمرهم حتّى لبعض العوامّ، وبهذه الاحرف يظهر الامر - إن شاء الله تعالى - لكلّ أحد، إلاّ لمن أراد عزّ وجلّ إضلاله وإبقاءه في العذاب السرمد.

ومن قال بنفي ذلك - أي بنفي خلود العذاب وسرمديّته، وهو ابن تيميّة وأتباعه - فد تجرّأ على كلام الغفور، قال تعالى( والّذّين كَفَرُوا لَهمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا

____________________

(١) كان ينبغي أن يقول : «حائد»، ولعلّه اختار ذلك مراعاة للسجع. انتهى. مصحّحه.

(٢) اسم المفعول «مُبَعد»، فيقال فيه كما قيل فيما قبله. انتهى. مصحِّحه.

٢٠