كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٨

كتاب شرح نهج البلاغة14%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 417

  • البداية
  • السابق
  • 417 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 39558 / تحميل: 6836
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٨

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

و أما قوله ادخل فيما دخل فيه الناس و حاكم القوم فهي الحجة التي يحتج بها أصحابنا له في أنه لم يسلم قتلة عثمان إلى معاوية و هي حجة صحيحة لأن الإمام يجب أن يطاع ثم يتحاكم إليه أولياء الدم و المتهمون فإن حكم بالحق استديمت حكومته و إلا فسق و بطلت إمامته.قوله فأما تلك التي تريدها قيل إنه يريد التعلق بهذه الشبهة و هي قتلة عثمان و قيل أراد به ما كان معاوية يكرر طلبه من أمير المؤمنين ع و هو أن يقره على الشام وحده و لا يكلفه البيعة قال إن ذلك كمخادعة الصبي في أول فطامه عن اللبن بما تصنعه النساء له مما يكره إليه الثدي و يسليه عنه و يرغبه في التعوض بغيره و كتاب معاوية الذي ذكرناه لم يتضمن حديث الشام

٢١

٦٥ و من كتاب له ع إليه أيضا

أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ اَلْبَاصِرِ مِنْ عِيَانِ اَلْأُمُورِ فَلَقَدْ فَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلاَفِكَ بِادِّعَائِكَ اَلْأَبَاطِيلَ وَ اِقْتِحَامِكَ غُرُورَ اَلْمَيْنِ وَ اَلْأَكَاذِيبِ مِنِ اِنْتِحَالِكَ وَ بِانْتِحَالِكَ مَا قَدْ عَلاَ عَنْكَ وَ اِبْتِزَازِكَ لِمَا قَدِ اُخْتُزِنَ دُونَكَ فِرَاراً مِنَ اَلْحَقِّ وَ جُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ لَحْمِكَ وَ دَمِكَ مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُكَ وَ مُلِئَ بِهِ صَدْرُكَ فَمَا ذَا بَعْدَ اَلْحَقِّ إِلاَّ اَلضَّلاَلُ وَ بَعْدَ اَلْبَيَانِ إِلاَّ اَللَّبْسُ فَاحْذَرِ اَلشُّبْهَةَ وَ اِشْتِمَالَهَا عَلَى لُبْسَتِهَا فَإِنَّ اَلْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلاَبِيبَهَا وَ أَعْشَتِ اَلْأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا وَ قَدْ أَتَانِي كِتَابٌ مِنْكَ ذُو أَفَانِينَ مِنَ اَلْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ اَلسِّلْمِ وَ أَسَاطِيرَ لَمْ يَحُكْهَا عَنْكَ مِنْكَ عِلْمٌ وَ لاَ حِلْمٌ أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائِضِ فِي اَلدَّهَاسِ وَ اَلْخَابِطِ فِي اَلدِّيمَاسِ وَ تَرَقَّيْتَ إِلَى مَرْقَبَةٍ بَعِيدَةِ اَلْمَرَامِ نَازِحَةِ اَلْأَعْلاَمِ تَقْصُرُ دُونَهَا اَلْأَنُوقُ وَ يُحَاذَى بِهَا اَلْعَيُّوقُ وَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ تَلِيَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِي صَدْراً أَوْ وِرْداً أَوْ أُجْرِيَ لَكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً فَمِنَ اَلآْنَ فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ وَ اُنْظُرْ لَهَا فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّى يَنْهَدَ إِلَيْكَ عِبَادُ اَللَّهِ أُرْتِجَتْ عَلَيْكَ اَلْأُمُورُ وَ مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ اَلْيَوْمَ مَقْبُولٌ وَ اَلسَّلاَمُ

٢٢

آن لك و أنى لك بمعنى أي قرب و حان تقول آن لك أن تفعل كذا يئين أينا و قال:

أ لم يأن أن لي تجل عني عمايتي

و أقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا

فجمع بين اللغتين و أنى مقلوبة عن آن و مما يجري مجرى المثل قولهم لمن يرونه شيئا شديدا يبصره و لا يشك فيه قد رأيته لمحا باصرا قالوا أي نظرا بتحديق شديد و مخرجه مخرج رجل لابن و تامر أي ذو لبن و تمر فمعنى باصر ذو بصر يقول ع لمعاوية قد حان لك أن تنتفع بما تعلمه من معاينة الأمور و الأحوال و تتحققه يقينا بقلبك كما يتحقق ذو اللمح الباصر ما يبصره بحاسة بصره و أراد ببيان الأمور هاهنا معاينتها و هو ما يعرفه ضرورة من استحقاق علي ع للخلافة دونه و براءته من كل شبهة ينسبها إليه.ثم قال له فقد سلكت أي اتبعت طرائق أبي سفيان أبيك و عتبة جدك و أمثالهما من أهلك ذوي الكفر و الشقاق.و الأباطيل جمع باطل على غير قياس كأنهم جمعوا إبطيلا.و الاقتحام إلقاء النفس في الأمر من غير روية.و المين الكذب و الغرور بالضم المصدر و بالفتح الاسم.و انتحلت القصيدة أي ادعيتها كذبا.قال ما قد علا عنك أي أنت دون الخلافة و لست من أهلها و الابتزاز الاستلاب.

٢٣

قال لما قد اختزن دونك يعني التسمي بإمرة المؤمنين.ثم قال فرارا من الحق أي فعلت ذلك كله هربا من التمسك بالحق و الدين و حبا للكفر و الشقاق و التغلب.قال و جحودا لما هو ألزم يعني فرض طاعة علي ع لأنه قد وعاها سمعه لا ريب في ذلك إما بالنص في أيام رسول الله ص كما تذكره الشيعة فقد كان معاوية حاضرا يوم الغدير لأنه حج معهم حجة الوداع و قد كان أيضا حاضرا يوم تبوك حين قال له بمحضر من الناس كافة أنت مني بمنزلة هارون من موسى و قد سمع غير ذلك و أما بالبيعة كما نذكره نحن فإنه قد اتصل به خبرها و تواتر عنده وقوعها فصار وقوعها عنده معلوما بالضرورة كعلمه بأن في الدنيا بلدا اسمها مصر و إن كان ما رآها.و الظاهر من كلام أمير المؤمنين ع أنه يريد المعنى الأول و نحن نخرجه على وجه لا يلزم منه ما تقوله الشيعة فنقول لنفرض أن النبي ص ما نص عليه بالخلافة بعده أ ليس يعلم معاوية و غيره من الصحابة أنه لو قال له في ألف مقام أنا حرب لمن حاربت و سلم لمن سالمت و نحو ذلك من قوله اللهم عاد من عاداه و وال من والاه و قوله حربك حربي و سلمك سلمي و قوله أنت مع الحق و الحق معك و قوله هذا مني و أنا منه و قوله هذا أخي و قوله يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و قوله اللهم ائتني بأحب خلقك إليك و قوله إنه ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي و قوله في كلام قاله خاصف النعل و قوله لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق و قوله إن الجنة لتشتاق إلى أربعة و جعله أولهم و قوله لعمار تقتلك الفئة الباغية و قوله ستقاتل الناكثين و القاسطين

٢٤

و المارقين بعدي إلى غير ذلك مما يطول تعداده جدا و يحتاج إلى كتاب مفرد يوضع له أ فما كان ينبغي لمعاوية أن يفكر في هذا و يتأمله و يخشى الله و يتقيه فلعله ع إلى هذا أشار بقوله و جحودا لما هو ألزم لك من لحمك و دمك مما قد وعاه سمعك و ملئ به صدرك.قوله( فما ذا بعد الحق إلا الضلال ) كلمة من الكلام الإلهي المقدس.قال و بعد البيان إلا اللبس يقال لبست عليه الأمر لبسا أي خلطته و المضارع يلبس بالكسر.قال فاحذر الشبهة و اشتمالها على اللبسة بالضم يقال في الأمر لبسة أي اشتباه و ليس بواضح و يجوز أن يكون اشتمال مصدرا مضافا إلى معاوية أي احذر الشبهة و احذر اشتمالك إياها على اللبسة أي ادراعك بها و تقمصك بها على ما فيها من الإبهام و الاشتباه و يجوز أن يكون مصدرا مضافا إلى ضمير الشبهة فقط أي احذر الشبهة و احتواءها على اللبسة التي فيها.و تقول أغدفت المرأة قناعها أي أرسلته على وجهها و أغدف الليل أي أرخى سدوله و أصل الكلمة التغطية.و الجلابيب جمع جلباب و هو الثوب.قال و أعشت الأبصار ظلمتها أي أكسبتها العشي و هو ظلمة العين و روي و أغشت بالغين المعجمة ظلمتها بالنصب أي جعلت الفتنة ظلمتها غشاء للأبصار.و الأفانين الأساليب المختلفة.قوله ضعفت قواها عن السلم أي عن الإسلام أي لا تصدر تلك الأفانين

٢٥

المختلطة عن مسلم و كان كتب إليه يطلب منه أن يفرده بالشام و أن يوليه العهد من بعده و ألا يكلفه الحضور عنده و قرأ أبو عمرو( اُدْخُلُوا فِي اَلسِّلْمِ كَافَّةً ) و قال ليس المعني بهذا الصلح بل الإسلام و الإيمان لا غير و معنى ضعفت قواها أي ليس لتلك الطلبات و الدعاوي و الشبهات التي تضمنها كتابك من القوة ما يقتضي أن يكون المتمسك به مسلما لأنه كلام لا يقوله إلا من هو إما كافر منافق أو فاسق و الكافر ليس بمسلم و الفاسق أيضا ليس بمسلم على قول أصحابنا و لا كافر.ثم قال و أساطير لم يحكها منك علم و لا حلم الأساطير الأباطيل واحدها أسطورة بالضم و إسطارة بالكسر و الألف و حوك الكلام صنعته و نظمه و الحلم العقل يقول له ما صدر هذا الكلام و الهجر الفاسد عن عالم و لا عاقل.و من رواها الدهاس بالكسر فهو جمع دهس و من قرأها بالفتح فهو مفرد يقول هذا دهس و دهاس بالفتح مثل لبث و لباث للمكان السهل الذي لا يبلغ أن يكون رملا و ليس هو بتراب و لا طين.و الديماس بالكسر السرب المظلم تحت الأرض و في حديث المسيح أنه سبط الشعر كثير خيلان الوجه كأنه خرج من ديماس يعني في نضرته و كثرة ماء وجهه كأنه خرج من كن لأنه قال في وصفه كان رأسه يقطر ماء و كان للحجاج سجن اسمه الديماس لظلمته و أصله من دمس الظلام يدمس أي اشتد و ليل دامس و داموس أي مظلم و جاءنا فلان بأمور دمس أي مظلمة عظيمة يقول له أنت في كتابك هذا كالخائض في تلك الأرض الرخوة و تقوم و تقع و لا تتخلص و كالخابط في الليل المظلم يعثر و ينهض و لا يهتدى الطريق.

٢٦

و المرقبة الموضع العالي و الأعلام جمع علم و هو ما يهتدى به في الطرقات من المنار يقول له سمت همتك إلى دعوى الخلافة و هي منك كالمرقبة التي لا ترام بتعد على من يطلبها و ليس فيها أعلام تهدى إلى سلوك طريقها أي الطرق إليها غامضة كالجبل الأملس الذي ليس فيه درج و مراق يسلك منها إلى ذروته.و الأنوق على فعول بالفتح كأكول و شروب طائر و هو الرخمة و في المثل أعز من بيض الأنوق لأنها تحرزه و لا يكاد أحد يظفر به و ذلك لأن أوكارها في رءوس الجبال و الأماكن الصعبة البعيدة.و العيوق كوكب معروف فوق زحل في العلو و هذه أمثال ضربها في بعد معاوية عن الخلافة.ثم قال حاش لله إن أوليك شيئا من أمور المسلمين بعدي أي معاذ الله و الأصل إثبات الألف في حاشا و إنما اتبع فيها المصحف.و الورد و الصدر الدخول و الخروج و أصله في الإبل و الماء و ينهد إليك عباد الله أي ينهض و أرتجت عليك الأمور أغلقت.و هذا الكتاب هو جواب كتاب وصل من معاوية إليه ع بعد قتل علي ع الخوارج و فيه تلويح بما كان يقوله من قبل إن رسول الله وعدني بقتال طائفة أخرى غير أصحاب الجمل و صفين و إنه سماهم المارقين فلما واقعهم ع بالنهروان و قتلهم كلهم بيوم واحد و هم عشرة آلاف فارس أحب أن يذكر معاوية بما كان يقول من قبل و يعد به أصحابه و خواصه فقال له قد آن لك أن تنتفع بما عاينت و شاهدت معاينة و مشاهدة من صدق القول الذي كنت أقوله للناس و يبلغك فتستهزئ به

٢٧

٦٦ و من كتاب له ع كتبه إلى عبد الله بن العباس

و قد تقدم ذكره بخلاف هذه الرواية : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَلْعَبْدَ اَلْمَرْءَ لَيَفْرَحُ بِالشَّيْ‏ءِ اَلَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيَفُوتَهُ وَ يَحْزَنُ عَلَى اَلشَّيْ‏ءِ اَلَّذِي لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ فَلاَ يَكُنْ أَفْضَلَ مَا نِلْتَ فِي نَفْسِكَ مِنْ دُنْيَاكَ بُلُوغُ لَذَّةٍ أَوْ شِفَاءُ غَيْظٍ وَ لَكِنْ إِطْفَاءُ بَاطِلٍ وَ إِحْيَاءُ حَقٍّ وَ لْيَكُنْ سُرُورُكَ بِمَا قَدَّمْتَ وَ أَسَفُكَ عَلَى مَا خَلَّفْتَ وَ هَمُّكَ فِيمَا بَعْدَ اَلْمَوْتِ هذا الفصل قد تقدم شرح نظيره و ليس في ألفاظه و لا معانيه ما يفتقر إلى تفسير و لكنا سنذكر من كلام الحكماء و الصالحين كلمات تناسبه

نبذ من كلام الحكماء

فمن كلام بعضهم ما قدر لك أتاك و ما لم يقدر لك تعداك فعلام تفرح بما لم يكن بد من وصوله إليك و علام تحزن بما لم يكن ليقدم عليك.و من كلامهم الدنيا تقبل إقبال الطالب و تدبر إدبار الهارب و تصل وصال المتهالك و تفارق فراق المبغض الفارك فخيرها يسير و عيشها قصير و إقبالها خدعة و إدبارها

٢٨

فجعة و لذاتها فانية و تبعاتها باقية فاغتنم غفلة الزمان و انتهز فرصة الإمكان و خذ من نفسك لنفسك و تزود من يومك لغدك قبل نفاذ المدة و زوال القدرة فلكل امرئ من دنياه ما ينفعه على عمارة أخراه.و من كلامهم من نكد الدنيا أنها لا تبقى على حالة و لا تخلو من استحالة تصلح جانبا بإفساد جانب و تسر صاحبا بمساءة صاحب فالسكون فيها خطر و الثقة إليها غرر و الالتجاء إليها محال و الاعتماد عليها ضلال.و من كلامهم لا تبتهجن لنفسك بما أدركت من لذاتها الجسمانية و ابتهج لها بما تناله من لذاتها العقلية و من القول بالحق و العمل بالحق فإن اللذات الحسية خيال ينفد و المعارف العقلية باقية بقاء الأبد

٢٩

٦٧ و من كتاب له ع كتبه إلى قثم بن العباس و هو عامله على مكة

أَمَّا بَعْدُ فَأَقِمْ لِلنَّاسِ اَلْحَجَّ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اَللَّهِ وَ اِجْلِسْ لَهُمُ اَلْعَصْرَيْنِ فَأَفْتِ اَلْمُسْتَفْتِيَ وَ عَلِّمِ اَلْجَاهِلَ وَ ذَاكِرِ اَلْعَالِمَ وَ لاَ يَكُنْ لَكَ إِلَى اَلنَّاسِ سَفِيرٌ إِلاَّ لِسَانُكَ وَ لاَ حَاجِبٌ إِلاَّ وَجْهُكَ وَ لاَ تَحْجُبَنَّ ذَا حَاجَةٍ عَنْ لِقَائِكَ بِهَا فَإِنَّهَا إِنْ ذِيدَتْ عَنْ أَبْوَابِكَ فِي أَوَّلِ وِرْدِهَا لَمْ تُحْمَدْ فِيمَا بَعْدُ عَلَى قَضَائِهَا وَ اُنْظُرْ إِلَى مَا اِجْتَمَعَ عِنْدَكَ مِنْ مَالِ اَللَّهِ فَاصْرِفْهُ إِلَى مَنْ قِبَلَكَ مِنْ ذَوِي اَلْعِيَالِ وَ اَلْمَجَاعَةِ مُصِيباً بِهِ مَوَاضِعَ اَلْمَفَاقِرِ اَلْفَاقَةِ وَ اَلْخَلاَّتِ وَ مَا فَضَلَ عَنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ إِلَيْنَا لِنَقْسِمَهُ فِيمَنْ قِبَلَنَا وَ مُرْ أَهْلَ مَكَّةَ أَلاَّ يَأْخُذُوا مِنْ سَاكِنٍ أَجْراً فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ( سَواءً اَلْعاكِفُ فِيهِ وَ اَلْبادِ ) فَالْعَاكِفُ اَلْمُقِيمُ بِهِ وَ اَلْبَادِي اَلَّذِي يَحُجُّ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ وَفَّقَنَا اَللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ لِمَحَابِّهِ وَ اَلسَّلاَمُ

٣٠

قد تقدم ذكر قثم و نسبه أمره أن يقيم للناس حجهم و أن يذكرهم بأيام الله و هي أيام الإنعام و أيام الانتقام لتحصل الرغبة و الرهبة.و اجلس لهم العصرين الغداة و العشي.ثم قسم له ثمرة جلوسه لهم ثلاثة أقسام إما أن يفتي مستفتيا من العامة في بعض الأحكام و إما أن يعلم متعلما يطلب الفقه و إما أن يذاكر عالما و يباحثه و يفاوضه و لم يذكر السياسة و الأمور السلطانية لأن غرضه متعلق بالحجيج و هم أضيافه يقيمون ليالي يسيرة و يقفلون و إنما يذكر السياسة و ما يتعلق بها فيما يرجع إلى أهل مكة و من يدخل تحت ولايته دائما ثم نهاه عن توسط السفراء و الحجاب بينه و بينهم بل ينبغي أن يكون سفيره لسانه و حاجبه وجهه و روي و لا يكن إلا لسانك سفيرا لك إلى الناس بجعل لسانك اسم كان مثل قوله( فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ) و الرواية الأولى هي المشهورة و هو أن يكون سفيرا اسم كان و لك خبرها و لا يصح ما قاله الراوندي إن خبرها إلى الناس لأن إلى هاهنا متعلقة بنفس سفير فلا يجوز أن تكون الخبر عن سفير تقول سفرت إلى بني فلان في الصلح و إذا تعلق حرف الجر بالكلمة صار كالشي‏ء الواحد.ثم قال فإنها إن ذيدت أي طردت و دفعت.كان أبو عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون إذا سئل الحاجة يشتم السائل و يسطو عليه و يخجله و يبكته ساعة ثم يأمر له بها فيقوم و قد صارت إليه و هو يذمه و يلعنه قال علي بن جبلة العكوك

٣١

عن الله أبا عباد

لعنا يتوالى

يوسع السائل شتما

ثم يعطيه السؤالا

و كان الناس يقفون لأبي عباد وقت ركوبه فيتقدم الواحد منهم إليه بقصته ليناوله إياها فيركله برجله بالركاب و يضربه بسوطه و يطير غضبا ثم لا ينزل عن فرسه حتى يقضي حاجته و يأمر له بطلبته فينصرف الرجل بها و هو ذام له ساخط عليه فقال فيه دعبل:

أولى الأمور بضيعة و فساد

ملك يدبره أبو عباد

متعمد بدواته جلساءه

فمضرج و مخضب بمداد

و كأنه من دير هزقل مفلت

حرب يجر سلاسل الأقياد

فاشدد أمير المؤمنين صفاده

بأشد منه في يد الحداد

و قال فيه بعض الشعراء:

قل للخليفة يا ابن عم محمد

قيد وزيرك إنه ركال

فلسوطه بين الرءوس مسالك

و لرجله بين الصدور مجال

و المفاقر الحاجات يقال سد الله مفاقره أي أغنى الله فقره ثم أمره أن يأمر أهل مكة ألا يأخذوا من أحد من الحجيج أجرة مسكن و احتج على ذلك بالآية و أصحاب أبي حنيفة يتمسكون بها في امتناع بيع دور مكة و إجارتها و هذا بناء على أن

٣٢

المسجد الحرام هو مكة كلها و الشافعي يرى خلاف ذلك و يقول إنه الكعبة و لا يمنع من بيع دور مكة و لا إجارتها و يحتج بقوله تعالى( اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ) و أصحاب أبي حنيفة يقولون إنها إضافة اختصاص لا إضافة تمليك كما تقول جل الدابة و قرأ سواء بالنصب على أن يكون أحد مفعولي جعلنا أي جعلناه مستويا فيه العاكف و الباد و من قرأ بالرفع جعل الجملة هي المفعول الثاني

٣٣

٦٨ و من كتاب له ع كتبه إلى سلمان الفارسيرحمه‌الله قبل أيام خلافته

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا مَثَلُ اَلدُّنْيَا مَثَلُ اَلْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا قَاتِلٌ سَمُّهَا فَأَعْرِضْ عَمَّا يُعْجِبُكَ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكَ مِنْهَا وَ ضَعْ عَنْكَ هُمُومَهَا لِمَا أَيْقَنْتَ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا وَ تَصَرُّفِ حَالاَتِهَا وَ كُنْ آنَسَ مَا تَكُونُ بِهَا أَحْذَرَ مَا تَكُونُ مِنْهَا فَإِنَّ صَاحِبَهَا كُلَّمَا اِطْمَأَنَّ فِيهَا إِلَى سُرُورٍ أَشْخَصَتْهُ عَنْهُ إِلَى مَحْذُورٍ أَوْ إِلَى إِينَاسٍ أَزَالَتْهُ عَنْهُ إِلَى إِيحَاشٍ وَ اَلسَّلاَمُ

سلمان الفارسي و خبر إسلامه

سلمان رجل من فارس من رامهرمز و قيل بل من أصبهان من قرية يقال لها جي و هو معدود من موالي رسول الله ص و كنيته أبو عبد الله و كان إذا قيل ابن من أنت يقول أنا سلمان ابن الإسلام أنا من بني آدم.و قد روي أنه قد تداوله أرباب كثيرة بضعة عشر ربا من واحد إلى آخر حتى أفضى إلى رسول الله ص.و روى أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب أن سلمان أتى رسول الله

٣٤

ص بصدقة فقال هذه صدقة عليك و على أصحابك فلم يقبلها و قال إنه لا تحل لنا الصدقة فرفعها ثم جاء من الغد بمثلها و قال هدية هذه فقال لأصحابه كلوا.و اشتراه من أربابه و هم قوم يهود بدراهم و على أن يغرس لهم من النخيل كذا و كذا و يعمل فيها حتى تدرك فغرس رسول الله ص ذلك النخل كله بيده إلا نخلة واحدة غرسها عمر بن الخطاب فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة فقال رسول الله ص من غرسها قيل عمر فقلعها و غرسها رسول الله ص بيده فأطعمت.قال أبو عمر و كان سلمان يسف الخوص و هو أمير على المدائن و يبيعه و يأكل منه و يقول لا أحب أن آكل إلا من عمل يدي و كان قد تعلم سف الخوص من المدينة.و أول مشاهده الخندق و هو الذي أشار بحفره فقال أبو سفيان و أصحابه لما رأوه هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.قال أبو عمر و قد روي أن سلمان شهد بدرا و أحدا و هو عبد يومئذ و الأكثر أن أول مشاهده الخندق و لم يفته بعد ذلك مشهد.قال و كان سلمان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا.قال و ذكر هشام بن حسان عن الحسن البصري قال كان عطاء سلمان خمسة آلاف و كان إذا خرج عطاؤه تصدق به و يأكل من عمل يده و كانت له عباءة يفرش بعضها و يلبس بعضها.

٣٥

قال و قد ذكر ابن وهب و ابن نافع أن سلمان لم يكن له بيت إنما كان يستظل بالجدر و الشجر و أن رجلا قال له أ لا أبني لك بيتا تسكن فيه قال لا حاجة لي في ذلك فما زال به الرجل حتى قال له أنا أعرف البيت الذي يوافقك قال فصفه لي قال أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه و إن أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار قال نعم فبنى له.

قال أبو عمر و قد روي عن رسول الله ص من وجوه أنه قال لو كان الدين في الثريا لناله سلمان و في رواية أخرى لناله رجل من فارس قال و قد روينا عن عائشة قالت كان لسلمان مجلس من رسول الله ص ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله ص قال و قد روي من حديث ابن بريدة عن أبيه أن رسول الله ص قال أمرني ربي بحب أربعة و أخبرني أنه يحبهم علي و أبو ذر و المقداد و سلمان قال و روى قتادة عن أبي هريرة قال سلمان صاحب الكتابين يعني الإنجيل و القرآن.و قد روى الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي ع أنه سئل عن سلمان فقال علم العلم الأول و العلم الآخر ذاك بحر لا ينزف و هو منا أهل البيت

قال و في رواية زاذان عن علي ع سلمان الفارسي كلقمان الحكيم

قال و قال فيه كعب الأحبار سلمان حشي علما و حكمة.

٣٦

قال و في الحديث المروي أن أبا سفيان مر على سلمان و صهيب و بلال في نفر من المسلمين فقالوا ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها و أبو سفيان يسمع قولهم فقال لهم أبو بكر أ تقولون هذا لشيخ قريش و سيدها و أتى النبي ص و أخبره فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت الله فأتاهم أبو بكر فقال أبو بكر يا إخوتاه لعلي أغضبتكم قالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك.قال و آخى رسول الله ص بينه و بين أبي الدرداء لما آخى بين المسلمين.قال و لسلمان فضائل جمة و أخبار حسان و توفي في آخر خلافة عثمان سنة خمس و ثلاثين و قيل توفي في أول سنة ست و ثلاثين و قال قوم توفي في خلافة عمر و الأول أكثر.و أما حديث إسلام سلمان فقد ذكره كثير من المحدثين و رووه عنه قال كنت ابن دهقان قرية جي من أصبهان و بلغ من حب أبي لي أن حبسني في البيت كما تحبس الجارية فاجتهدت في المجوسية حتى صرت قطن بيت النار فأرسلني أبي يوما إلى ضيعة له فمررت بكنيسة النصارى فدخلت عليهم فأعجبتني صلاتهم فقلت دين هؤلاء خير من ديني فسألتهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام فهربت من والدي حتى قدمت الشام فدخلت على الأسقف فجعلت أخدمه و أتعلم منه حتى حضرته الوفاة فقلت إلى من توصي بي فقال قد هلك الناس و تركوا دينهم إلا رجلا بالموصل فالحق به فلما قضى نحبه لحقت بذلك الرجل

٣٧

فلم يلبث إلا قليلا حتى حضرته الوفاة فقلت إلى من توصي بي فقال ما أعلم رجلا بقي على الطريقة المستقيمة إلا رجلا بنصيبين فلحقت بصاحب نصيبين قالوا و تلك الصومعة اليوم باقية و هي التي تعبد فيها سلمان قبل الإسلام قال ثم احتضر صاحب نصيبين فبعثني إلى رجل بعمورية من أرض الروم فأتيته و أقمت عنده و اكتسبت بقيرات و غنيمات فلما نزل به الموت قلت له بمن توصي بي فقال قد ترك الناس دينهم و ما بقي أحد منهم على الحق و قد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرا إلى أرض بين حرتين لها نخل قلت فما علامته قال يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة قال و مر بي ركب من كلب فخرجت معهم فلما بلغوا بي وادي القرى ظلموني و باعوني من يهودي فكنت أعمل له في زرعه و نخله فبينا أنا عنده إذ قدم ابن عم له فابتاعني منه و حملني إلى المدينة فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها و بعث الله محمدا بمكة و لا أعلم بشي‏ء من أمره فبينا أنا في رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لسيدي فقال قاتل الله بني قيلة قد اجتمعوا على رجل بقباء قدم عليهم من مكة يزعمون أنه نبي قال فأخذني القر و الانتفاض و نزلت عن النخلة و جعلت أستقصي في السؤال فما كلمني سيدي بكلمة بل قال أقبل على شأنك و دع ما لا يعنيك فلما أمسيت أخذت شيئا كان عندي من التمر و أتيت به النبي ص فقلت له بلغني أنك رجل صالح و أن لك أصحابا غرباء ذوي حاجة و هذا شي‏ء عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم فقال ع لأصحابه كلوا و أمسك فلم يأكل فقلت في نفسي هذه واحدة و انصرفت فلما كان من الغد أخذت ما كان بقي عندي و أتيته به فقلت له إني رأيتك لا تأكل الصدقة و هذه هدية

٣٨

فقال كلوا و أكل معهم فقلت إنه لهو فأكببت عليه أقبله و أبكي فقال ما لك فقصصت عليه القصة فأعجبه ثم قال يا سلمان كاتب صاحبك فكاتبته على ثلاثمائة نخلة و أربعين أوقية فقال رسول الله ص للأنصار أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل حتى جمعت ثلاثمائة ودية فوضعها رسول الله ص بيده فصحت كلها و أتاه مال من بعض المغازي فأعطاني منه و قال أد كتابتك فأديت و عتقت.و كان سلمان من شيعة علي ع و خاصته و تزعم الإمامية أنه أحد الأربعة الذين حلقوا رءوسهم و أتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول و ليس هذا موضع ذكره و أصحابنا لا يخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة و إنما يخالفونهم في أمر أزيد من ذلك و ما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين يوم السقيفة كرديد و نكرديد محمول عند أصحابنا على أن المراد صنعتم شيئا و ما صنعتم أي استخلفتم خليفة و نعم ما فعلتم إلا أنكم عدلتم عن أهل البيت فلو كان الخليفة منهم كان أولى و الإمامية تقول معناه أسلمتم و ما أسلمتم و اللفظة المذكورة في الفارسية لا تعطي هذا المعنى و إنما تدل على الفعل و العمل لا غير و يدل على صحة قول أصحابنا أن سلمان عمل لعمر على المدائن فلو كان ما تنسبه الإمامية إليه حقا لم يعمل له.فأما ألفاظ الفصل و معانيه فظاهرة و مما يناسب مضمونه قول بعض الحكماء تعز عن الشي‏ء إذا منعته بقلة صحبته لك إذا أعطيته.و كان يقال الهالك على الدنيا رجلان رجل نافس في عزها و رجل أنف من ذلها.

٣٩

و مر بعض الزهاد بباب دار و أهلها يبكون ميتا لهم فقال وا عجبا لقوم مسافرين يبكون مسافرا قد بلغ منزله.و كان يقال يا ابن آدم لا تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت و لا تفرح بموجود لا يتركه عليك الموت.لقي عالم من العلماء راهبا فقال أيها الراهب كيف ترى الدنيا قال تخلق الأبدان و تجدد الآمال و تباعد الأمنية و تقرب المنية قال فما حال أهلها قال من ظفر بها نصب و من فاتته أسف قال فكيف الغنى عنها قال بقطع الرجاء منها قال فأي الأصحاب أبر و أوفى قال العمل الصالح قال فأيهم أضر و أنكى قال النفس و الهوى قال فكيف المخرج قال في سلوك المنهج قال و بما ذا أسلكه قال بأن تخلع لباس الشهوات الفانية و تعمل للدار الباقية

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

والكبير، وإياك أن تكرر العتب فإن ذلك يغري بالذنب، ويهون العتب» .

٧٣ -( باب كراهة ركوب النساء السروج)

[١٦٦٥٤] ١ - أبو محمد الفضل بن شاذان في كتاب الغيبة: حدثنا صفوان بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عمران قال: قال الصادق جعفر بن محمدعليهم‌السلام « إن القائم منا منصور بالرعب » إلى أن قال قال ابن حمران: قيل له: يا بن رسول الله، متى يخرج قائمكم؟ قال: « إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال النساء بالنساء، وركب ذات الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردت شهادة العدول، واستخف الناس بالدماء، وارتكاب الزنى، واكل الربا، والرشا » الخبر.

٧٤ -( باب استحباب معصية النساء، وترك طاعتهن وائتمانهن)

[١٦٦٥٥] ١ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تطيعوا(١) النساء على حال، ولا تأمنوهن على مال، ولا تثقوا بهن في الفعال، فإنهن لا عهد لهن عند عاهدهن، ولا ورع لهن عند حاجتهن، ولا دين لهن عند شهوتهن، يحفظن الشر وينسين الخير، فألطفوا بهن(٢) على كل حال، لعلهن يحسن الفعال» .

__________________

الباب ٧٣

١ - الغيبة للفضل بن شاذان.

الباب ٧٤

١ - كنز الفوائد ص ١٧٧.

(١) في نسخة: لا تطلعوا.

(٢) في المصدر: « لهن ».

٢٦١

[١٦٦٥٦] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسن الملكة يمن وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة » الخبر.

[١٦٦٥٧] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود، يرفعه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في حديث: « واتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر، إن أمرنكم بالمعروف خالفوهن حتى لا يطمعن في المنكر ».

[١٦٦٥٨] ٤ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ثلاث لا يستودعن سرا: المرأة، والنمام، والأحمق ».

وقالعليه‌السلام : « ثلاث مهلكات: طاعة النساء، وطاعة الغضب، وطاعة الشهوة »(١) .

وقالعليه‌السلام : « طاعة النساء غاية الجهل »(٢) .

[١٦٦٥٩] ٥ - دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن عليعليهما‌السلام ، أنهما ذكرا وصية أمير المؤمنينعليه‌السلام وهي طويلة وفيها: « وإياكم وتصديق النساء، فإنهن أخرجن أباكم من الجنة، وصيرنه إلى نصب الدنيا » الخبر.

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٣١.

٣ - الاختصاص ص ٢٢٦.

٤ - غرر الحكم ج ١ ص ٣٦٢ ح ٥.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦٣ ح ٨.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٢.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٢.

٢٦٢

[١٦٦٦٠] ٦ - ابن شهرآشوب في المناقب: ودخل الغاضري(١) عليه يعني الحسنعليه‌السلام فقال: إني عصيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: « بئس ما عملت، كيف؟ » قال: قال ( صلى الله عليه آله ): « لا يفلح قوم ملكت عليهم امرأة » وقد ملكت علي امرأتي، وأمرتني أن أشتري عبدا فاشتريته فأبق مني، فقال: « اختر أحد ثلاثة إن شئت فثمن عبد » فقال: هاهنا ولا تتجاوز، وقد اخترت، فأعطاه ذلك.

٧٥ -( باب حكم طاعة المرأة، إذا طلبت الذهاب إلى الحمامات، والعرسات، والعيدات، والنائحات، ولبس الثياب الرقاق)

[١٦٦٦١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، أن علياعليهم‌السلام قال: « من أطاع امرأته في أربع خصال، كبه الله على وجهه في النار، فقيل: وما تلك الطاعة يا أمير المؤمنين؟ قال: تطلب إليه أن تذهب إلى العرسات، وإلى النياحات، وإلى المغازات، وإلى الحمامات، وتسأل الثياب الرقاق، فيجيبها ».

ورواه في الدعائم: عنهعليه‌السلام ، إلى قوله: « وإلى الحمامات »(١) .

__________________

٦ - المناقب ج ٤ ص ١٧.

(١) في الحجرية: « القاضري » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تنقيح المقال ج ٣ ص ٥٥ فصل الألقاب ).

الباب ٧٥

١ - الجعفريات ص ١٠٨.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٦ ح ٨٠١.

٢٦٣

٧٦ -( باب كراهة استشارة النساء إلا بقصد المخالفة)

[١٦٦٦٢] ١ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن هارون موسى، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحسين، عن علي ( بن أسباط، عن )(١) ابن فضال، عن الصادقعليه‌السلام ، عن أبيه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « شاوروا النساء وخالفوهن، فإن خلافهن بركة ».

٧٧ -( باب كراهة مشي المرأة وسط الطريق واستحباب مشيها إلى جانب الحائط)

[١٦٦٦٣] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى النساء أن يسلكن وسط الطريق، وقال: « ليس للنساء في وسط الطريق نصيب ».

٧٨ -( باب عدم جواز خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، واحتباء المرأة)

[١٦٦٦٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « ثلاثة من حفظهن كان معصوما من الشيطان الرجيم ومن كل بلية: من لم يخل بامرأة

__________________

باب ٧٦

١ - بحار الأنوار ١٠٣ ح ٢٥ بل عن جامع الأحاديث ص ١٤.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٦٣ و ج ٥ ص ٥١ ).

الباب ٧٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٦.

الباب ٧٨

١ - الجعفريات ص ٩٦.

٢٦٤

لا يملك منها شيئا، ولم يدخل على سلطان، ولم يعن صاحب بدعة ببدعته» .

[١٦٦٦٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « ( لا يخلو بامرأة رجل )(١) ، فما من رجل خلا بامرأة، إلا كان الشيطان ثالثهما ».

[١٦٦٦٦] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله البيعة على النساء: أن لا ينحن، ولا يخمشن، ولا يقعدن مع الرجال في الخلاء ».

[١٦٦٦٧] ٤ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد البرقي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « لما دعا نوح ربه عز وجل على قومه، أتاه إبليس فقال: يا نوح إن لك عندي يدا أريد أن أكافئك عليها إلى أن قال اذكرني في ثلاث مواطن، فإني أقرب ما أكون إلى العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني إذا غضبت، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة خاليا وليس معكما أحد ».

[١٦٦٦٨] ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي أن إبليس قال: لا أغيب عن العبد في ثلاث مواضع: إذا هم بصدقة، وإذا خلا بامرأة، وعند الموت.

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٨.

(١) في المصدر: « لا يخلون رجل بامرأة ».

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٢٦.

٤ - الخصال ج ١ ص ١٣٢ ح ١٤٠.

٥ - لب اللباب: مخطوط.

٢٦٥

[١٦٦٦٩] ٦ - وفيه مرسلا: أن موسىعليه‌السلام رأى إبليس باكيا إلى أن قال قال يعني إبليس: أعلمك كلمات: لا تجلس على مائدة يشرب عليها الخمر، فإنه مفتاح كل شر، ولا تخلون بامرأة غير محرم فإني لست أجعل بينكما رسولا غيري الخبر.

[١٦٦٧٠] ٧ - الشيخ المفيد في أماليه: عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بينما موسى بن عمرانعليه‌السلام جالس إذ أقبل إليه إبليس إلى أن قال ثم قال ( له )(١) : أوصيك بثلاث خصال: يا موسى لا تخل بامرأة ولا تخل بك، فإنه لا يخلو رجل بامرأة ولا تخلو به، إلا كنت صاحبه من دون أصحابي » الخبر.

[١٦٦٧١] ٨ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما شيطان ».

٧٩ -( باب كراهة القنازع والقصة والجمة ونقش الخضاب)

[١٦٦٧٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أن رسول الله ( صلى الله عليه

__________________

٦ - لب اللباب: مخطوط.

٧ - أمالي المفيد ص ١٥٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٨ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٢٠.

الباب ٧٩

١ - الجعفريات ص ٣١.

٢٦٦

وآله )، قال: « ليس لامرأة حاضت أن تتخذ قصة ولا جمة ».

[١٦٦٧٣] ٢ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام ، أنه نهى عن القصص ونقش الخضاب، وقال: « إنما هلكت بنو إسرائيل، من قبل القصص والخضاب والقنازع ».

٨٠ -( باب جواز وصل شعر المرأة بصوف، أو بشعر نفسها، وكراهة شعر غيرها، وأنه يجوز لها كل ما تزينت به لزوجها)

[١٦٦٧٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا تصل شعر المرأة بغير شعرها، وأما شعر المعز فلا بأس بأن توصل(١) ، وقد لعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سبعة: الواصل شعره بغير شعره » الخبر.

[١٦٦٧٥] ٢ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه لعن الواصلة، والمستوصلة، والواشمة(١) ، والمستوشمة، والواشرة(٢) ، والمستوشرة، وفي رواية: عوض ( الواشرة ) ( الواصمة والمستوصمة )(٣) .

__________________

٢ - الجعفريات ص ٣١.

الباب ٨٠

١ - فقه الرضا ( عليه السلام ص ٣٣.

(١) في المصدر: « يرسل ».

٢ - درر الآلي ج ١ ص ١١٧.

(١) الوشم: ان يغرز الجلد بإبرة، ثم يحشى بكحل أو نيل، فيزرق أثره أو يخضر، وهي واشمة ( النهاية ج ٥ ص ١٨٩ ).

(٢) الواشرة: المرأة التي تحدد أسنانها وترقق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب ( النهاية ج ٥ ص ١٨٨. )

(٣) ( الواصمة والمستوصمة ) كذا ولعله تصحيف فقد جاء في خطاب الخبر من كتب اللغة ( النامصة والمتنمصة ) وهي التي تنتف الشعر من الوجه ( النهاية ج ٥ ص ١١٩، مجمع البحرين ج ٤ ص ١٨٩، الفائق ج ٤ ص ٢٦ ).

٢٦٧

٨١ -( باب تحريم النظر إلى النساء الأجانب وشعورهن)

[١٦٦٧٦] ١ - دعائم الاسلام: عن سئل ( رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) عن الرجل تمر به المرأة فينظر إليها، فقال: أول نظرة لك، والثانية عليك ولا لك، والنظرة الثالثة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها لله لا لغيره، أعقبه الله إيمانا يجد طعمه» .

[١٦٦٧٧] ٢ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من ملا عينه حراما، يحشوها الله يوم القيامة مسامير من نار، ثم حشاهما نارا إلى أن تقوم الناس ثم يؤمر به إلى النار ».

[١٦٦٧٨] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،: « قال من اطلع في بيت جاره، فنظر إلى عورة رجل، أو شعر امرأة، أو شئ من جسدها، كان حقيقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عورات المسلمين في الدنيا، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ويبدي عوراته للناظرين في الآخرة ».

[١٦٦٧٩] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من أطلق ناظره أتعب خاطره، من تتابعت لحظاته دامت حسراته ».

[١٦٦٨٠] ٥ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفا من الله أعطاه إيمانا يجد حلاوته في قلبه ».

__________________

الباب ٨١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٢ ح ٧٣٩.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٢ - جامع الأخبار ص ١٠٨.

٣ - جامع الأخبار ص ١٠٩.

٤ - جامع الأخبار ص ١٠٩.

٥ - جامع الأخبار ص ١٧٠.

٢٦٨

[١٦٦٨١] ٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لكل عضو من ابن آدم حظ من الزنى، فالعين زناه النظر، واللسان زناه الكلام، والأذنان زناهما السمع، واليدان زناهما البطش، والرجلان زناهما المشي، والفرج يصدق ذلك ( كله )(١) ويكذبه ».

[١٦٦٨٢] ٧ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : « ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أردف أسامة بن زيد في مصعده إلى عرفات، فلما أفاض أردف الفضل بن العباس، وكان فتى حسن اللمة، فاستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعرابي، وعنده أخت له أجمل ما يكون من النساء، فجعل الاعرابي يسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل الفضل ينظر إلى أخت الاعرابي، وجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يده على وجه الفضل يستره من النظر، فإذا هو ستره من الجانب نظر من الجانب الآخر، حتى إذا فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حاجة الاعرابي، التفت إليه وأخذ بمنكبه ثم قال: أما علمت أنها الأيام المعدودات والمعلومات، لا يكف رجل فيهن بصره ولا يكف لسانه ويده، إلا كتب الله له مثل حج قابل ».

[١٦٦٨٣] ٨ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « ما اغتنم أحد بمثل ما اغتنم بغض البصر، فإن(١) البصر لا يغض عن محارم الله إلا وقد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة والجلال، وسئل أمير المؤمنينعليه‌السلام : بماذا يستعان على غض البصر؟ فقال: بالخمود تحت سلطان المطلع على سرك، والعين جاسوس القلب، وبريد العقل، فغض

__________________

٦ - جامع الأخبار ص ١٧٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥١ ح ٣.

٨ - مصباح الشريعة ص ٢٤١.

(١) في المصدر: لان.

٢٦٩

بصرك عما لا يليق بدينك، ويكرهه قلبك وينكره عقلك، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : غضوا أبصاركم ترون العجائب، وقال الله عز وجل:( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِ‌هِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُ‌وجَهُمْ ) (٢) وقال عيسى بن مريم للحواريين: إياكم والنظر إلى المحذورات، فإنه بذر الشهوات، ونبات الفسق(٣) ، وقال يحيى بن زكريا: الموت أحب إلي من نظرة لغير واجب، وقال عبد الله بن مسعود لرجل نظر إلى امرأة قد عادها في مرضها: لو ذهبت عيناك لكان خيرا لك من عيادة مريضك، ولا تتوفر عين نصيبها من نظر إلى محذور، إلا وقد انعقد عقدة في قلبه من المنية، ولا تنحل إلا بإحدى الحالتين، إما ببكاء الحسرة والندامة بتوبة صادقة، وإما بأخذ حظه مما تمنى ونظر إليه، فأخذ الحظ من غير توبة، فمصيره إلى النار، وأما التائب الباكي بالحسرة والندامة عن ذلك، فمأواه الجنة ومنقلبه الرضوان» .

[١٦٦٨٤] ٩ - المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن المعروف، عن علي بن مهزيار، عن رجل، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « كان المسيحعليه‌السلام يقول لأصحابه إلى أن قال وإياكم والنظرة، فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة » الخبر.

[١٦٦٨٥] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أصاب من امرأة نظرة حراما، ملا الله عينه نارا ».

[١٦٦٨٦] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « النظر إلى محاسن

__________________

(٢) النور ٢٤: ٣٠.

(٣) في المصدر: « القسوة ».

٩ - أمالي المفيد ص ٢٠٨.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

١١ - لب اللباب: مخطوط.

٢٧٠

النساء سهم من سهام إبليس، فمن تركه أذاقه الله طعم عبادة تسره» .

وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لعن الله الناظر والمنظور إليه ».

[١٦٦٨٧] ١٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ان أبصار هذه الفحول طوامح، وهو سبب هبائها(١) ، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة فأعجبته فليمس أهله، فإنما هي امرأة بامرأة ».

وقالعليه‌السلام : « العيون مصائد الشيطان »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « اللحظ رائد الفتن »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « ذهاب النظر خير من النظر إلى ما يوجب الفتنة »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « كم من نظرة جلبت حسرة »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « من غض طرفه أراح قلبه »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « من أطلق طرفه جلب حتفه »(٧) .

وقالعليه‌السلام : « من غض طرفه قل أسفه وأمن تلفه »(٨) .

__________________

١٢ - غرر الحكم ج ١ ص ٢٥١ ح ٢٥٩.

(١) هبائها: تصحيف صحته ( هبابها ) هب التيس هبابا: هاج للنكاح والفساد ( لسان العرب هبب ج ١ ص ٧٧٨ ).

(٢) الغرر ج ١ ص ٣٢ ح ٩٩٣.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٥ ح ١٠٨٩.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٥ ح ٢٣.

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٥٠ ح ٢١.

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٥ ح ١٤٥٩.

(٧) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٥ ح ١٤٦١.

(٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٥ ح ١٤٦٢.

٢٧١

٨٢ -( باب تحريم التزام الرجل الأجنبية ولمسها ومصافحتها، حرة أو أمة)

[١٦٦٨٨] ١ - محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبد الله البرقي، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن أبي كهمش قال: كنت نازلا بالمدينة في دار فيها وصيفة كانت تعجبني، فانصرفت ليلا ممسيا فاستفتحت الباب ففتحت لي، فمددت يدي فقبضت على ثديها، فلما كان من الغد دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال لي: « يا أبا كهمش، تب إلى الله مما صنعت البارحة ».

[١٦٦٨٩] ٢ - وعن محمد بن عبد الجبار، عن أبي القاسم، عن محمد بن، سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة وكانت جارية لصاحب المنزل تعجبني، وإني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت لي الجارية، فغمزت ثديها، فلما كان من الغد دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: « يا هزم، أين كان أقصى أثرك اليوم؟ » فقلت: ما برحت المسجد، فقال: « أما تعلم أن أمرنا هذا لا ينال إلا بالورع ».

ورواه الطبرسي في أعلام الورى: عن كتاب نوادر الحكمة، بإسناده عن إبراهيم، مثله(١) .

٨٣ -( باب حكم سماع صوت الأجنبية، وكراهة محادثة النساء لغير حاجة، وتحريم مفاكهة الأجانب وممازحتهن)

[١٦٦٩٠] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

باب ٨٢

١ - بصائر الدرجات ص ٢٦٢.

٢ - بصائر الدرجات ص ٢٦٣.

(١) إعلام الورى ص ٢٧٥.

الباب ٨٣

١ - دعائم الاسلام ٢ ص ٢١٤ ح ٧١٩.

٢٧٢

كان مما يأخذ على النساء في البيعة: « أن لا يتحدثن مع الرجال إلا ذا محرم ».

[١٦٦٩١] ٢ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه كان نهى عن محادثة النساء.

[١٦٦٩٢] ٣ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « محادثة النساء من مصائد الشيطان ».

[١٦٦٩٣] ٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إن خمسة أشياء تقع بخمسة أشياء، ولا بد لتلك الخمسة من النار إلى أن قال ومن مازح الجواري والغلمان، فلا بد له من الزنى ولابد للزاني من النار ».

[١٦٦٩٤] ٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « وأقلل محادثة النساء يكمل لك الثناء ».

٨٤ -( باب كراهة النظر في أدبار النساء الأجانب من وراء الثياب)

[١٦٦٩٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الرجل تمر به المرأة فينظر إلى خلفها، فقال: « أيسر أحدكم أن ينظر الرجال إلى أهله؟ ارضوا للناس ما ترضون لأنفسكم ».

[١٦٦٩٦] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، قال: « ما يأمن الذين ينظرون في

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٨.

٣ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٨.

٤ - لب اللباب: مخطوط.

٥ - غرر الحكم ص ١٧٩ « الطبعة الحجرية» .

الباب ٨٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠١ ح ٧٣٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٢ ح ٧٤٠

٢٧٣

أدبار النساء، أن يبتلوا بذلك في نسائهم» .

[١٦٦٩٧] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن قول الله عز وجل في قصة موسىعليه‌السلام من قول المرأة:( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) (١) قال: « أما القوة فما رأت منه عند سقي الغنم، وأما قولها:( الأمين ) فإنه لما أتته عن أبيها بأن يأتيه وقام معها، فمشت بين يديه(٢) فتقدمها وقال: كوني خلفي وعرفيني الطريق، فإنا قوم لا ننظر في أدبار النساء ».

[١٦٦٩٨] ٤ - الصدوق في كمال الدين: مرسلا في سياق قصة موسىعليه‌السلام : فروي أن موسى قال لها: « وجهيني إلى الطريق وامشي خلفي، فإنا بنو يعقوب لا ننظر في أعجاز النساء » الخبر.

[١٦٦٩٩] ٥ - علي بن إبراهيم في تفسيره: مرسلا قال: فقام موسىعليه‌السلام معها، فمشت أمامه فسفقتها(١) الرياح فبان عجزها، فقال لها موسىعليه‌السلام : تأخري ودليني على الطريق بحصاة تلقيها أمامي أتبعها، فأنا من قوم لا ينظرون في أدبار النساء إلى أن قال فقال لها شعيب: أما قوته فقد عرفته بسقي الدلو وحده، فبم عرفت أمانته؟ فقالت: إنه لما قال لي: تأخري عني ودليني على الطريق، فأنا من قوم لا ينظرون في أدبار النساء، عرفت أنه ليس من القوم الذين ينظرون في أعجاز النساء.

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠١ ح ٧٣٨.

(١) القصص ٢٨: ٢٦.

(٢) في الحجرية: « يديها » وما أثبتناه من المصدر.

٤ - كمال الدين ص ١٥١.

٥ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٣٨.

(١) سفق وصفق سواء وصفقتها الريح: أي ضربتها ( لسان العرب ج ١٠ ص ١٥٨ و ٢٠٢ ).

٢٧٤

[١٦٧٠٠] ٦ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال: « قال داودعليه‌السلام لابنه: امش خلف الأسد والأسود، ولا تمش خلف المرأة ».

٨٥ -( باب ما يحل النظر إليه من المرأة بغير تلذذ ولا تعمد، وما لا يجب عليها ستره)

[١٦٧٠١] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلا عن المحاسن، عن آبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قوله جل ثناؤه:( إِلَّا مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا ) (١) قال: « الوجه والذراعان ».

[١٦٧٠٢] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، في قوله عز وجل:( إِلَّا مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا ) (١) قال: « الزينة الظاهرة: الكحل والخاتم» .

وفي رواية أخرى، قال: « الخاتم والمسكة ».

[١٦٧٠٣] ٣ - علي بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قوله:( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا ) (١) فهي الثياب والكحل والخاتم وخضاب الكف والسوار، والزينة ثلاث: زينة للناس، وزينة للمحرم، وزينة للزوج، فأما زينة الناس فقد ذكرناه، وأما زينة المحرم فموضع القلادة فما فوقها، والدملج(٢) وما دونه، والخلخال وما

__________________

٦ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٨٥

١ - مكارم الأخلاق ص ٢٣٢.

(١) النور ٢٤: ٣١.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٢٣٢.

(١) النور ٢٤: ٣١.

٣ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٠١

(١) النور ٢٤: ٣١.

(٢) الدملج: حلي يلبس في المعصم كالسوار ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٧٦ ).

٢٧٥

أسفل منه، وأما زينة الزوج فالجسد كله.

٨٦ -( باب حكم القواعد من النساء)

[١٦٧٠٤] ١ - أحمد بن محمد السياري في التنزيل والتحريف: عن محمد بن خالد، عن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ليس عليهن أن يضعن ثيابهن: الجلباب، والقناع ».

وحدثني محمد بن جمهور، يرفعه نحوه: « إذا صارت مسنة » إلا أنه زاد الإزار فلا.

[١٦٧٠٥] ٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره:( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْ‌جُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ‌ مُتَبَرِّ‌جَاتٍ بِزِينَةٍ ) (١) قال: نزلت في العجائز اللاتي يئسن من المحيض والتزويج، أن يضعن النقاب(٢) ، ثم قال:( وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ‌ لَّهُنَّ ) (٣) أي: لا يظهرن للرجال.

٨٧ -( باب جواز النظر إلى شعور نساء أهل الذمة وأيديهن)

[١٦٧٠٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول

__________________

الباب ٨٦

١ - التنزيل والتحريف ص ٣٩.

٢ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٠٨.

(١) النور ٢٤: ٦٠.

(٢) في المصدر: الثياب.

(٣) النور ٢٤: ٦٠.

الباب ٨٧

١ - الجعفريات ص ٨٢.

٢٧٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس لنساء أهل الذمة حرمة، لا بأس بالنظر إليهن ما لم يتعمد» .

[١٦٧٠٧] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس لنساء أهل الذمة حرمة، لا بأس بالنظر إلى وجوههن وشعورهن ونحورهن وبدنهن، ما لم يتعمد ذلك ».

٨٨ -( باب حكم قناع الأمة والمدبرة والمكاتبة وأم الولد، في الصلاة وغيرها)

[١٦٧٠٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل ( هل على )(١) الأمة(٢) أن تقنع رأسها إذا صلت؟ قال: « لا، كان ( أبي رضوان الله عليه ) إذا رأى أمة تصلي وعليها مقنعة، ضربها(٣) لتعلم الأمة من الحرة ».

٨٩ -( باب عدم جواز مصافحة الأجنبية إلا من وراء الثوب، ولا يغمز كفها)

[١٦٧٠٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « كان رسول ( الله صلى الله عليه وآله )، لا يصافح النساء، فكان إذا أراد أن يبايع

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٠٧.

الباب ٨٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ١٧٧.

(١) في المصدر: عن.

(٢) في المصدر زيادة: هل لها.

(٣) في المصدر زيادة: وقال: يا لكع لا تتشبهي بالحرائر.

الباب ٨٩

١ - الجعفريات ص ٨٠.

٢٧٧

النساء، أتى بإناء فيه ماء فيغمس يده ثم يخرجها، ثم يقول: أغمسن أيديكن فيه، فقد بايعتكن» .

[١٦٧١٠] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا عن المحاسن، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه كره أن يصافح الرجل المرأة، وإن كانت مسنة.

[١٦٧١١] ٣ - وعن سعيدة وأيمنة أختي محمد بن أبي عمير، قالتا: دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلنا: تعود المرأة أخاها في الله، قال: « نعم » قلنا: فتصافحه، قال: « نعم، من وراء ثوب، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لبس الصوف يوم بايع النساء، فكانت يده في كمه، وهن يمسحن أيديهن عليه ».

[١٦٧١٢] ٤ - وعن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، قال: « كانت مبايعة رسول الله صلى الله عليه وآله ) النساء، ان غمس يده في قدح من ماء، ثم أمرهن أن يغمسن أيديهن في ذلك القدح، بالاقرار والايمان بالله والتصديق لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ما أخذ عليهن ».

ورواه في تحف العقول: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٦٧١٣] ٥ - وفي رواية: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعاهن ثم غمس يده في الاناء ثم أخرجها، ثم أمرهن فغمسن أيديهن في الاناء.

__________________

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢٠١.

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

(١) تحف العقول ص ٢٤٠.

٥ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

٢٧٨

٩٠ -( باب جملة مما يحرم على النساء، وما يكره لهن، وما يسقط عنهن)

[١٦٧١٤] ١ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قول الله عز وجل:( وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُ‌وفٍ ) (١) قال: « المعروف أن لا يشققن جيبا، ولا يلطمن وجها، ولا يدعين ويلا، ولا يتخلفن عند قبر، ولا يسودن ثوبا، ولا ينشرن شعرا ».

[١٦٧١٥] ٢ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: روي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بايعهن، وكان على الصفا، وكان عمر أسفل منه، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء، خوفا أن يعرفها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: « أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا » فقالت هند: إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيناك أخذته على الرجال، وذلك أنه بايع الرجال يومئذ على الاسلام والجهاد فقط، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولا تسرقن » فقالت هند: ان أبا سفيان رجل ممسك، وإني أصبت من ماله هنات، فلا أدري أيحل(١) أم لا؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من شئ فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال، فضحك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرفها، فقال لها: « وإنك لهند بنت عتبة » قالت: نعم، فاعف عما سلف، يا نبي الله عفا الله عنك، فقال: « ولا تزنين » فقالت هند: أو تزني الحرة؟ فتبسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولا تقتلن أولادكن » فقالت هند: ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا، فأنتم وهم أعلم، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله

__________________

الباب ٩٠

١ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٣.

(١) الممتحنة ٦٠: ١٢.

٢ - مجمع البيان ج ٥ ص ٢٧٦.

(١) في المصدر زيادة: لي.

٢٧٩

علي بن أبي طالبعليه‌السلام يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولما قال: « ولا تأتين ببهتان » قالت هند: والله إن البهتان قبيح، وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، ولما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ولا يعصينك في معروف » قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا، وفي أنفسنا أن نعصيك.

[١٦٧١٦] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى النساء أن ينظرن إلى الرجال، وأن يخرجن من بيوتهن إلا بإذن أزواجهن، ونهى أن يدخلن الحمامات إلا من عذر، وقال: « أيما امرأة وضعت خمارها في غير بيت زوجها، فقد هتكت حجابها ».

[١٦٧١٧] ٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى أن تمشي المرأة عريانة بين يدي زوجها، وأن يتعرى الرجل مع أهله.

[١٦٧١٨] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى النساء أن يسلكن وسط الطريق، وقال: « ليس للنساء في وسط الطريق نصيب » ونهى أن تلبس المرأة إذ أخرجت ثوبا مشهورا، أو تتحلى بما له صوت يسمع، ولعن المذكرات من النساء، والمؤنثين من الرجال، ونهى النساء عن إظهار الصوت إلا من ضرورة، ونهاهن عن المبيت في غير بيوتهن، ونهى أن يسلم الرجال عليهن.

[١٦٧١٩] ٦ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في حديث طويل في المعراج، إلى أن قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثم

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٤.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٥.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢١٥ ح ٧٩٦.

٦ - تفسير القمي ج ٢ ص ٧.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417