كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٩

كتاب شرح نهج البلاغة4%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 430

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 430 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38834 / تحميل: 6901
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ١٩

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

و قال الآخر:

هيهات رد الخيل بالأبوال

إذا غدت في صور السعالي

و قال آخر:

جعلوا السيوف المشرفية منهم

بول النساء و قل ذاك غناء

فأما ذكرهم عزيف الجن في المفاوز و السباسب فكثير مشهور كقول بعضهم:

و خرق تحدث غيطانه

حديث العذارى بأسرارها

و قال آخر:

و دوية سبسب سملق

من البيد تعزف جنانها

و قال الأعشى:

و بهماء تعزف جناتها

مناهلها آجنات سدم

و قال:

و بلدة مثل ظهر الترس موحشة

للجن بالليل في حافاتها زجل

و قال آخر:

ببيداء في أرجائها الجن تعزف

و قال الشرقي بن القطامي كان رجل من كلب يقال له عبيد بن الحمارس شجاعا و كان نازلا بالسماوة أيام الربيع فلما حسر الربيع و قل ماؤه و أقلعت أنواؤه تحمل إلى وادي تبل فرأى روضة و غديرا فقال روضة و غدير و خطب يسير و أنا لما

٤٢١

حويت مجير فنزل هناك و له امرأتان اسم إحداهما الرباب و الأخرى خولة فقالت له خولة:

أرى بلدة قفرا قليلا أنيسها

و إنا لنخشى إن دجا الليل أهلها

و قالت له الرباب:

أرتك برأيي فاستمع عنك قولها

و لا تأمنن جن العزيف و جهلها

فقال مجيبا لهما:

أ لست كميا في الحروب مجربا

شجاعا إذا شبت له الحرب محربا

سريعا إلى الهيجا إذا حمس الوغى

فأقسم لا أعدو الغدير منكبا

ثم صعد إلى جبل تبل فرأى شيهمة و هي الأنثى من القنافذ فرماها فأقعصها و معها ولدها فارتبطه فلما كان الليل هتف به هاتف من الجن:

يا ابن الحمارس قد أسأت جوارنا

و ركبت صاحبنا بأمر مفظع

و عقرت لقحته و قدت فصيلها

قودا عنيفا في المنيع الأرفع

و نزلت مرعى شائنا و ظلمتنا

و الظلم فاعله وخيم المرتع

فلنطرقنك بالذي أوليتنا

شر يجيئك ما له من مدفع

فأجابه ابن الحمارس:

يا مدعي ظلمي و لست بظالم

اسمع لديك مقالتي و تسمع

إن كنتم جنا ظلمتم قنفذا

عقرت فشر عقيرة في مصرع

لا تطمعوا فيما لدي فما لكم

فيما حويت و حزته من مطمع

فأجابه الجني:

يا ضارب اللقحة بالعضب الأفل

قد جاءك الموت و أوفاك الأجل

٤٢٢

و ساقك الحين إلى جن تبل

فاليوم أقويت و أعيتك الحيل

فأجابه ابن الحمارس:

يا صاحب اللقحة هل أنت بجل

مستمع مني فقد قلت الخطل

و كثرة المنطق في الحرب فشل

هيجت قمقاما من القوم بطل

ليث ليوث و إذا هم فعل

لا يرهب الجن و لا الإنس أجل

من كان بالعقوة من جن تبل

قال فسمعهما شيخ من الجن فقال لا و الله لا نرى قتل إنسان مثل هذا ثابت القلب ماضي العزيمة فقام ذلك الشيخ و حمد الله تعالى ثم أنشد:

يا ابن الحمارس قد نزلت بلادنا

فأصبت منها مشربا و مناما

فبدأتنا ظلما بعقر لقوحنا

و أسأت لما أن نطقت كلاما

فاعمد لأمر الرشد و اجتنب الردى

إنا نرى لك حرمة و ذماما

و اغرم لصاحبنا لقوحا متبعا

فلقد أصبت بما فعلت أثاما

فأجابه ابن الحمارس:

الله يعلم حيث يرفع عرشه

أني لأكره أن أصيب أثاما

أما ادعاؤك ما ادعيت فإنني

جئت البلاد و لا أريد مقاما

فأسمت فيها مالنا و نزلتها

لأريح فيها ظهرنا أياما

فليغد صاحبكم علينا نعطه

ما قد سألت و لا نراه غراما

ثم غرم للجن لقوحا متبعا للقنفذ و ولدها.

و هذه الحكاية و إن كانت كذبا إلا أنها تتضمن أدبا و هي من طرائف

٤٢٣

أحاديث العرب فذكرناها لأدبها و إمتاعها و يقال إن الشرقي بن القطامي كان يصنع أشعارا و ينحلها غيره.فأما مذهب العرب في أن لكل شاعر شيطانا يلقي إليه الشعر فمذهب مشهور و الشعراء كافة عليه قال بعضهم:

إني و إن كنت صغير السن

و كان في العين نبو عني

فإن شيطاني أمير الجن

يذهب بي في الشعر كل فن

و قال حسان بن ثابت:

إذا ما ترعرع فينا الغلام

فما إن يقال له من هوه

إذا لم يسد قبل شد الإزار

فذلك فينا الذي لا هوه

و لي صاحب من بني الشيصبان

فطورا أقول و طوار هوه

و كانوا يزعمون أن اسم شيطان الأعشى مسحل و اسم شيطان المخبل عمرو و قال الأعشى:

دعوت خليلي مسحلا و دعوا له

جهنام جدعا للهجين المذمم

و قال آخر:

لقد كان جني الفرزدق قدوة

و ما كان فينا مثل فحل المخبل

و لا في القوافي مثل عمرو و شيخه

و لا بعد عمرو شاعر مثل مسحل

و قال الفرزدق يصف قصيدته:

كأنها الذهب العقيان حبرها

لسان أشعر خلق الله شيطانا

٤٢٤

و قال أبو النجم:

إني و كل شاعر من البشر

شيطانه أنثى و شيطاني ذكر

و أنشد الخالع فيما نحن فيه لبعض الرجاز:

إن الشياطين أتوني أربعه

في غلس الليل و فيهم زوبعه

و هذا لا يدل على ما نحن بصدده من أمر الشعر و إلقائه إلى الإنسان فلا وجه لإدخاله في هذا الموضع.و من مذاهبهم أنهم كانوا إذا قتلوا الثعبان خافوا من الجن أن يأخذوا بثأره فيأخذون روثة و يفتونها على رأسه و يقولون روثة راث ثائرك.و قال بعضهم:

طرحنا عليه الروث و الزجر صادق

فراث علينا ثأره و الطوائل

و قد يذر على الحية المقتولة يسير رماد و يقال لها قتلك العين فلا ثأر لك و في أمثالهم لمن ذهب دمه هدرا و هو قتيل العين قال الشاعر:

و لا أكن كقتيل العين وسطكم

و لا ذبيحة تشريق و تنحار

فأما مذهبهم في الخرزات و الأحجار و الرقى و العزائم فمشهور فمنها السلوانة و يقال السلوة و هي خرزة يسقى العاشق منها فيسلو في زعمهم و هي بيضاء شفافة قال الراجز:

لو أشرب السلوان ما سليت

ما بي غنى عنكم و إن غنيت

السلوان جمع سلوانة.

٤٢٥

و قال اللحياني السلوانة تراب من قبر يسقى منه العاشق فيسلو و قال عروة بن حزام:

جعلت لعراف اليمامة حكمه

و عراف نجد إن هما شفياني

فقالا نعم نشفي من الداء كله

و قاما مع العواد يبتدران

فما تركا من رقية يعرفانها

و لا سلوة إلا و قد سقياني

و قال آخر:

سقوني سلوة فسلوت عنها

سقى الله المنية من سقاني

أي سلوت عن السلوة و اشتد بي العشق و دام و قال الشمردل:

و لقد سقيت بسلوة فكأنما

قال المداوي للخيال بها ازدد

و من خرزاتهم الهنمة تجتلب بها الرجال و تعطف بها قلوبهم و رقيتها أخذته بالهنمة بالليل زوج و بالنهار أمه.و منها الفطسة و القبلة و الدردبيس كلها لاجتلاب قلوب الرجال قال الشاعر:

جمعن من قبل لهن و فطسة

و الدردبيس تمائما في منظم

فانقاد كل مشذب مرس القوى

لحبالهن و كل جلد شيظم

و قيل الدردبيس خرزة سوداء يتحبب بها النساء إلى بعولتهن توجد في القبور العادية و رقيتها أخذته بالدردبيس تدر العرق اليبيس و تذر الجديد كالدريس و أنشد:

قطعت القيد و الخرزات عني

فمن لي من علاج الدردبيس

٤٢٦

و أصل الدردبيس الداهية و نقل إلى هذه لقوة تأثيرها.و من خرزاتهم القرزحلة أنشد ابن الأعرابي:

لا تنفع القرزحلة العجائزا

إذا قطعن دونها المفاوزا

و هي من خرز الضرائر إذا لبستها المرأة مال إليها بعلها دون ضرتها.و منها خرزة العقرة تشدها المرأة على حقويها فتمنع الحبل ذكر ذلك ابن السكيت في إصلاح المنطق.و منها الينجلب و رقيتها أخذته بالينجلب فلا يرم و لا يغب و لا يزل عند الطنب.و منها كرار مبنية على الكسر و رقيتها يا كرار كريه إن أقبل فسريه و إن أدبر فضريه من فرجه إلى فيه.و منها الهمرة و رقيتها يا همرة اهمريه من استه إلى فيه و ماله و بنيه.و منها الخصمة خرزة للدخول على السلطان و الخصومة تجعل تحت فص الخاتم أو في زر القميص أو في حمائل السيف قال بعضهم:

يعلق غيري خصمة في لقائهم

و ما لي عليكم خصمة غير منطقي

و منها الوجيهة و هي كالخصمة حمراء كالعقيق.و منها العطفة خرزة العطف و الكحلة خرزة سوداء تجعل على الصبيان لدفع العين عنهم و القبلة خرزة بيضاء تجعل في عنق الفرس من العين و الفطسة خرزة يمرض بها العدو و يقتل و رقيتها أخذته بالفطسة بالثوباء و العطسة فلا يزال في تعسة من أمره و نكسة حتى يزور رمسه.

٤٢٧

و من رقاهم للحب هوابه هوابه البرق و السحابه أخذته بمركن فحبه تمكن أخذته بإبره فلا يزل في عبره خليته بإشفى فقلبه لا يهدا خليته بمبرد فقلبه لا يبرد و ترقي الفارك زوجها إذا سافر عنها فتقول بأفول القمر و ظل الشجر شمال تشمله و دبوره تدبره و نكباء تنكبه شيك فلا انتعش ثم ترمي في أثره بحصاة و نواة و روثة و بعرة و تقول حصاة حصت أثره نواة أنأت داره روثة راث خبره لقعته ببعرة و قالت فارك في زوجها:

أتبعته إذ رحل العيس ضحى

بعد النواة روثة حيث انتوى

الروث للرثى و للنأي النوى

و قال آخر:

رمت خلفه لما رأت وشك بينه

نواة تلتها روثة و حصاة

و قالت نأت منك الديار فلا دنت

و راثت بك الأخبار و الرجعات

و حصت لك الآثار بعد ظهورها

و لا فارق الترحال منك شتات

و قال آخر يخاطب امرأته:

لا تقذفي خلفي إذا الركب اغتدى

روثة عير و حصاة و نوى

لن يدفع المقدار أسباب الرقى

و لا التهاويل على جن الفلا

هذا الرجز أورده الخالع في هذا المعرض و هو بأن يدل على عكس هذا المعنى أولى لأن قوله لن يدفع المقدار بالرقى و لا بالتهاويل على الجن كلام يشعر بأن قذف الحصاة و النواة خلفه كالعوذة له لا كما تفعله الفارك التي تتمنى الفراق.

٤٢٨

فأما مذهبهم في القيافة و الزجر و الكهانة و اختلافهم في السانح و البارح و تشاتمهم باللفظة و الكلمة و تأويلهم لها و تيمنهم بكلمة أخرى و ما كانوا يفعلونه من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحامي فكله مشهور معروف لا حاجة لنا إلى ذكره هاهنا.فأما لفظ أمير المؤمنين ع في قوله نشرة فإن النشرة في اللغة كالعوذة و الرقية قالوا نشرت فلانا تنشيرا أي رقيته و عوذته و قال الكلابي إذا نشر المسفوع فكأنما أنشط من عقال أي يذهب عنه ما به سريعا و في الحديث أنه قال فلعل طبا أصابه يعني سحرا ثم عوذه بقل أعوذ برب الناس أي رقاه و كذلك إذا كتب له النشرة.و قد عد أمير المؤمنين ع أمورا أربعة ذكر منها النشرة و لم يكن ع ليقول ذلك إلا عن توقيف من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ).

٤٢٩

الفهرس

کتاب شرح نهج البلاغة الجزء التاسع عشر ابن ابي الحديد ١

فصل في الحياء و ما قيل فيه ٤٥

مثل من شجاعة علي ٦٠

قصة غزوة الخندق ٦٢

ما جرى بين يحيى بن عبد الله و بين ابن المصعب عند الرشيد ٩١

نبذ من غريب كلام الإمام علي و شرحه لأبي عبيد ١١٧

نبذ من غريب كلام الإمام علي و شرحه لابن قتيبة ١٢٤

خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف ١٤٠

نبذ مما قيل في السلطان ١٤٩

نبذ من الأقوال الحكمية في تقلبات الدهر و تصرفاته ١٧٨

نبذ من الأقوال الحكمية في حمد القناعة و قلة الأكل ١٨٤

نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر و الغنى ٢٢٧

نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد و المطل ٢٤٨

نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا و صروفها ٢٨٧

فصل في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ٣٠٧

أقوال مأثورة في الجود و البخل ٣١٦

نبذ مما قيل في حال الدنيا و هوانها و اغترار الناس بها ٣٢٦

فصل فيما ورد في الطيب من الآثار ٣٤١

نبذ مما قيل في التيه و الفخر ٣٥٢

طرائف حول الأسماء و الكنى ٣٦٥

أقوال في العين و السحر و الفأل و العدوى و الطيرة ٣٧٢

نكت في مذاهب العرب و تخيلاتها ٣٨٢

الفهرس ٤٣٠

٤٣٠