كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٢٠

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 351

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 351
المشاهدات: 38848
تحميل: 6358


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 351 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38848 / تحميل: 6358
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 20

مؤلف:
العربية

460

وَ قَالَ ع : زُهْدُكَ فِي رَاغِبٍ فِيكَ نُقْصَانُ حَظٍّ وَ رَغْبَتُكَ فِي زَاهِدٍ فِيكَ ذُلُّ نَفْسٍ أي نقصان حظ لك و ذلك لأنه ليس من حق من رغب فيك أن تزهد فيه لأن الإحسان لا يكافأ بالإساءة و للقصد حرمة و للآمل ذمام و من طلب مودتك فقد قصدك و أملك فلا يجوز رفضه و اطراحه و الزهد فيه و إذا زهدت فيه فذلك لنقصان حظك لا لنقصان حظه فأما رغبتك في زاهد فيك فمذلة لأنك تطرح نفسك لمن لا يعبأ بك و هذا ذل و صغار.و قال العباس بن الأحنف في نسيبه و كان جيد النسيب:

ما زلت أزهد في مودة راغب

حتى ابتليت برغبة في زاهد

هذا هو الداء الذي ضاقت به

حيل الطبيب و طال يأس العائد

أي ما زلت عزيزا حتى أذلني الحب

١٠١

461

وَ قَالَ ع : مَا زَالَ اَلزُّبَيْرُ رَجُلاً مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ اِبْنُهُ اَلْمَشْئُومُ عَبْدُ اَللَّهِ ذكر هذا الكلام أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب عن أمير المؤمنين ع في عبد الله بن الزبير إلا أنه لم يذكر لفظة المشئوم

عبد الله بن الزبير و ذكر طرف من أخباره

و نحن نذكر ما ذكره ابن عبد البر في ترجمة عبد الله بن الزبير فإن هذا المصنف يذكر جمل أحوال الرجل دون تفاصيلها ثم نذكر تفصيل أحواله من مواضع أخرى.قال أبو عمررحمه‌الله يكنى عبد الله بن الزبير أبا بكر و قال بعضهم أبا بكير ذكر ذلك أبو أحمد الحاكم الحافظ في كتابه في الكنى و الجمهور من أهل السير و أهل الأثر على أن كنيته أبو بكر و له كنية أخرى أبو خبيب بابنه خبيب

١٠٢

و كان أسن ولده و خبيب هو صاحب عمر بن عبد العزيز الذي مات من ضربه إذ كان واليا على المدينة للوليد و كان الوليد أمره بضربه فمات من أذية ذلك فوداه عمر بعد.قال أبو عمر و سماه رسول الله ص باسم جده و كناه بكنية جده عبد الله أبي بكر و هاجرت أمه أسماء من مكة إلى المدينة و هي حامل به فولدته في سنة اثنتين من الهجرة لعشرين شهرا من التاريخ و قيل ولد في السنة الأولى و هو أول مولود ولد في الإسلام من المهاجرين بعد الهجرة.و روى هشام بن عروة عن أسماء قالت حملت بعبد الله بمكة فخرجت و أنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت رسول الله ص فوضعته في حجره فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شي‏ء دخل جوفه ريق رسول الله ص ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له و بارك عليه و هو أول مولود ولد في الإسلام للمهاجرين بالمدينة قال ففرحوا به فرحا شديدا و ذلك أنهم قد كان قيل لهم إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم.قال أبو عمر و شهد عبد الله الجمل مع أبيه و خالته و كان شهما ذكرا ذا أنفة و كان له لسن و فصاحة و كان أطلس لا لحية له و لا شعر في وجهه و كان كثير الصلاة كثير الصيام شديد البأس كريم الجدات و الأمهات و الخالات إلا أنه كان فيه خلال لا يصلح معها للخلافة فإنه كان بخيلا ضيق العطن سيئ الخلق حسودا كثير الخلاف أخرج محمد بن الحنفية من مكة و المدينة و نفى عبد الله بن عباس إلى الطائف.

١٠٣

و قال علي ع في أمره ما زال الزبير يعد منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله قال أبو عمر و بويع له بالخلافة سنة أربع و ستين في قول أبي معشر.و قال المدائني بويع له بالخلافة سنة خمس و ستين.و كان قبل ذلك لا يدعى باسم الخلافة و كانت بيعته بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية على طاعته أهل الحجاز و اليمن و العراق و خراسان و حج بالناس ثماني حجج و قتل في أيام عبد الملك بن مروان يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى و قيل من جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين و هو ابن اثنتين و سبعين سنة و صلب بمكة بعد قتله و كان الحجاج قد ابتدأ بحصاره من أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين و سبعين و حج الحجاج بالناس في ذلك العام و وقف بعرفة و عليه درع و مغفر و لم يطوفوا بالبيت في تلك السنة فحاصره ستة أشهر و سبعة عشر يوما إلى أن قتله.قال أبو عمر فروى هشام بن عروة عن أبيه قال لما كان قبل قتل عبد الله بعشرة أيام دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر و هي شاكية فقال كيف تجدينك يا أمه قالت ما أجدني إلا شاكية فقال لها إن في الموت لراحة فقالت لعلك تمنيته لي و ما أحب أن أموت حتى يأتي على إحدى حالتيك إما قتلت فأحتسبك و إما ظفرت بعدوك فقرت عيني.قال عروة فالتفت عبد الله إلي و ضحك فلما كان اليوم الذي قتل فيه دخل عليها في المسجد فقالت يا بني لا تقبل منهم خطة تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل فو الله لضربة سيف في عز خير من ضربة سوط في مذلة قال فخرج

١٠٤

عبد الله و قد نصب له مصراع عند الكعبة فكان يكون تحته فأتاه رجل من قريش فقال له أ لا نفتح لك باب الكعبة فتدخلها فقال و الله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة لقتلوكم عن آخركم و هل حرمة البيت إلا كحرمة الحرم ثم أنشد:

و لست بمبتاع الحياة بسبة

و لا مرتق من خشية الموت سلما

ثم شد عليه أصحاب الحجاج فسأل عنهم فقيل هؤلاء أهل مصر فقال لأصحابه اكسروا أغماد سيوفكم و احملوا معي فإنني في الرعيل الأول ففعلوا ثم حمل عليهم و حملوا عليه فكان يضرب بسيفين فلحق رجلا فضربه فقطع يده و انهزموا و جعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد و جعل رجل منهم أسود يسبه فقال له اصبر يا ابن حام ثم حمل عليه فصرعه ثم دخل عليه أهل حمص من باب بني شيبة فسأل عنهم فقيل هؤلاء أهل حمص فشد عليهم و جعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد ثم انصرف و هو يقول:

لو كان قرني واحدا أرديته

أوردته الموت و قد ذكيته

ثم دخل عليه أهل الأردن من باب آخر فقال من هؤلاء قيل أهل الأردن فجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد ثم انصرف و هو يقول:

لا عهد لي بغارة مثل السيل

لا ينجلي قتامها حتى الليل

فأقبل عليه حجر من ناحية الصفا فأصابه بين عينيه فنكس رأسه و هو يقول:

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا

و لكن على أقدامنا تقطر الدما

١٠٥

أنشده متمثلا و حماه موليان له فكان أحدهما يرتجز فيقول

العبد يحمي ربه و يحتمي

قال ثم اجتمعوا عليه فلم يزالوا يضربونه و يضربهم حتى قتلوه و مولييه جميعا فلما قتل كبر أهل الشام فقال عبد الله بن عمر المكبرون يوم ولد خير من المكبرين يوم قتل.قال أبو عمر و قال يعلى بن حرملة دخلت مكة بعد ما قتل عبد الله بن الزبير بثلاثة أيام فإذا هو مصلوب فجاءت أمه أسماء و كانت امرأة عجوزا طويلة مكفوفة البصر تقاد فقالت للحجاج أ ما آن لهذا الراكب أن ينزل فقال لها المنافق قالت و الله ما كان منافقا و لكنه كان صواما قواما برا قال انصرفي فإنك عجوز قد خرفت قالت لا و الله ما خرفت و إني سمعت رسول الله ص يقول يخرج من ثقيف كذاب و مبير أما الكذاب فقد رأيناه تعني المختار و أما المبير فأنت.قال أبو عمر و روى سعيد بن عامر الخراز عن ابن أبي مليكة قال كنت الآذن لمن بشر أسماء بنزول ابنها عبد الله من الخشبة فدعت بمركن و شب يمان فأمرتني بغسله فكنا لا نتناول منه عضوا إلا جاء معنا فكنا نغسل العضو و ندعه في أكفانه و نتناول العضو الذي يليه فنغسله ثم نضعه في أكفانه حتى فرغنا منه ثم قامت فصلت عليه و قد كانت تقول اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بجثته فلما دفنته لم يأت عليها جمعة حتى ماتت.قال أبو عمر و قد كان عروة بن الزبير رحل إلى عبد الملك فرغب إليه في إنزال عبد الله من الخشبة فأسعفه بذلك فأنزل.

١٠٦

قال أبو عمر و قال علي بن مجاهد قتل مع ابن الزبير مائتان و أربعون رجلا إن منهم لمن سال دمه في جوف الكعبة.قال أبو عمر و روى عيسى عن أبي القاسم عن مالك بن أنس قال كان ابن الزبير أفضل من مروان و أولى بالأمر منه و من أبيه قال و قد روى علي بن المدائني عن سفيان بن عيينة أن عامر بن عبد الله بن الزبير مكث بعد قتل أبيه حولا لا يسأل الله لنفسه شيئا إلا الدعاء لأبيه.قال أبو عمر و روى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء عن ابن أبي عتيق قال قالت عائشة إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر قالوا هذا ابن عمر فقالت يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري قال رأيت رجلا قد غلب عليك و رأيتك لا تخالفينه يعني عبد الله بن الزبير فقالت أما إنك لو نهيتني ما خرجت.فأما الزبير بن بكار فإنه ذكر في كتاب أنساب قريش من أخبار عبد الله و أحواله جملة طويلة نحن نختصرها و نذكر اللباب منها مع أنه قد أذنب في ذكر فضائله و الثناء عليه و هو معذور في ذلك فإنه لا يلام الرجل على حب قومه و الزبير بن بكار أحد أولاد عبد الله بن الزبير فهو أحق بتقريظه و تأبينه.قال الزبير بن بكار أمه أسماء ذات النطاقين ابنة أبي بكر الصديق و إنما سميت ذات النطاقين

لأن رسول الله ص لما تجهز مهاجرا إلى المدينة و معه أبو بكر لم يكن لسفرتهما شناق فشقت أسماء نطاقها فشنقتها به فقال لها رسول الله

١٠٧

ص قد أبدلك الله تعالى بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فسميت ذات النطاقين قال و قد روى محمد بن الضحاك عن أبيه أن أهل الشام كانوا و هم يقاتلون عبد الله بمكة يصيحون يا ابن ذات النطاقين يظنونه عيبا فيقول ابنها و الإله ثم يقول إني و إياكم لكما قال أبو ذؤيب:

و عيرني الواشون أني أحبها

و تلك شكاة ظاهر عنك عارها

فإن أعتذر عنها فإني مكذب

و إن تعتذر يردد عليك اعتذارها

ثم يقبل على ابن أبي عتيق و هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر فيقول أ لا تسمع يا ابن أبي عتيق.

قال الزبير و زعموا أن عبد الله بن الزبير لما ولد أتي به رسول الله ص فنظر في وجهه و قال أ هو هو ليمنعن البيت أو ليموتن دونه.و قال العقيلي في ذلك:

بر تبين ما قال الرسول له

و ذو صلاة بضاحي وجهه علم

حمامة من حمام البيت قاطنة

لا تتبع الناس إن جاروا و إن ظلموا

قال و قد روى نافع بن ثابت عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله ص دخل على أسماء حين ولد عبد الله فقال أ هو هو فتركت أسماء رضاعه فقيل لرسول الله ص إن أسماء تركت رضاع عبد الله لما سمعت كلمتك فقال لها أرضعيه و لو بماء عينيك كبش بين ذئاب عليها ثياب ليمنعن الحرم أو ليموتن دونه.قال و حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال كان عبد الله بن الزبير يقول هاجرت بي أمي في بطنها فما أصابها شي‏ء من نصب أو مخمصة إلا و قد أصابني

١٠٨

قال و قالت عائشة يا رسول الله أ لا تكنيني فقال تكني باسم ابن أختك عبد الله فكانت تكنى أم عبد الله

قال و روى هند بن القاسم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال احتجم رسول الله ص ثم دفع إلي دمه فقال اذهب به فواره حيث لا يراه أحد فذهبت به فشربته فلما رجعت قال ما صنعت قلت جعلته في مكان أظن أنه أخفى مكان عن الناس فقال فلعلك شربته فقلت نعم.قال و قال وهب بن كيسان أول من صف رجليه في الصلاة عبد الله بن الزبير فاقتدى به كثير من العباد و كان مجتهدا.قال و خطب الحجاج بعد قتله زجلة بنت منظور بن زبان بن سيار الفزارية و هي أم هاشم بن عبد الله بن الزبير فقلعت ثنيتها و ردته و قالت ما ذا يريد إلى ذلفاء ثكلى حرى و قالت:

أ بعد عائذ بيت الله تخطبني

جهلا جهلت و غب الجهل مذموم

فاذهب إليك فإني غير ناكحة

بعد ابن أسماء ما استن الدياميم

من يجعل العير مصفرا جحافله

مثل الجواد و فضل الله مقسوم

قال و حدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن خاله يوسف بن الماجشون قال قسم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال فليلة هو قائم حتى الصباح و ليلة هو راكع حتى الصباح و ليلة هو ساجد حتى الصباح.قال و حدثنا سليمان بن حرب بإسناد ذكره و رفعه إلى مسلم المكي قال ركع عبد الله بن الزبير يوما ركعة فقرأت البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و ما رفع رأسه.

١٠٩

قال و قد حدث من لا أحصيه كثرة من أصحابنا أن عبد الله كان يواصل الصوم سبعا يصوم يوم الجمعة فلا يفطر إلا يوم الجمعة الآخر و يصوم بالمدينة فلا يفطر إلا بمكة و يصوم بمكة فلا يفطر إلا بالمدينة.قال و قال عبد الملك بن عبد العزيز و كان أول ما يفطر عليه إذا أفطر لبن لقحة بسمن بقر قال الزبير و زاد غيره و صبر.قال و حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى بإسناد رفعه إلى عروة بن الزبير قال لم يكن أحد أحب إلى عائشة بعد رسول الله ص و بعد أبي بكر من عبد الله بن الزبير.قال و حدثني يعقوب بن محمد بإسناد يرفعه إلى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال ما كان أحد أعلم بالمناسك من ابن الزبير.قال و حدثني مصعب بن عثمان قال أوصت عائشة إلى عبد الله بن الزبير و أوصى إليه حكيم بن حزام و عبد الله بن عامر بن كريز و الأسود بن أبي البختري و شيبة بن عثمان و الأسود بن عوف.قال الزبير و حدث عمر بن قيس عن أمه قالت دخلت على عبد الله بن الزبير بيته فإذا هو قائم يصلي فسقطت حية من البيت على ابنه هاشم بن عبد الله فتطوقت على بطنه و هو نائم فصاح أهل البيت الحية الحية و لم يزالوا بها حتى قتلوها و عبد الله قائم يصلي ما التفت و لا عجل ثم فرغ من صلاته بعد ما قتلت الحية فقال ما بالكم فقالت أم هاشم إي رحمك الله أ رأيت إن كنا هنا عليك أ يهون عليك ابنك قال ويحك و ما كانت التفاتة لو التفتها مبقية من صلاتي.

١١٠

قال الزبير و عبد الله أول من كسا الكعبة الديباج و إن كان ليطيبها حتى يجد ريحها من دخل الحرم قال و لم تكن كسوة الكعبة من قبله إلا المسوح و الأنطاع فلما جرد المهدي بن المنصور الكعبة كان فيما نزع عنها كسوة من ديباج مكتوب عليها لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين قال و حدثني يحيى بن معين بإسناد رفعه إلى هشام بن عروة أن عبد الله بن الزبير أخذ من بين القتلى يوم الجمل و به بضع و أربعون طعنة و ضربة قال الزبير و اعتلت عائشة مرة فدخل عليها بنو أختها أسماء عبد الله و عروة و المنذر قال عروة فسألناها عن حالها فشكت إلينا نهكة من علتها فعزاها عبد الله عن ذلك فأجابته بنحو قولها فعاد لها بالكلام فعادت له بالجواب فصمت و بكى قال عروة فما رأينا متحاورين من خلق الله أبلغ منهما قال ثم رفعت رأسها تنظر إلى وجهه فأبهتت لبكائه فبكت ثم قالت ما أحقني منك يا بني ما أرى فلم أعلم بعد رسول الله ص و بعد أبوي أحدا أنزل عندي منزلتك قال عروة و ما سمعت عائشة و أمي أسماء تدعون لأحد من الخلق دعاءهما لعبد الله قال و قال موسى بن عقبة أقرأني عامر بن عبد الله بن الزبير وصية عبد الله بن مسعود إلى الزبير بن العوام و إلى عبد الله بن الزبير من بعده و إنهما في وصيتي في حل و بل.قال و روى أبو الحسن المدائني عن أبي إسحاق التميمي أن معاوية سمع رجلا ينشد:

ابن رقاش ماجد سميدع

يأبى فيعطي عن يد أو يمنع

١١١

فقال ذلك عبد الله بن الزبير و كان عبد الله من جملة النفر الذين أمرهم عثمان بن عفان أن ينسخوا القرآن في المصاحف.قال و حدثنا محمد بن حسن عن نوفل بن عمارة قال سئل سعيد بن المسيب عن خطباء قريش في الجاهلية فقال الأسود بن المطلب بن أسد و سهيل بن عمرو و سئل عن خطبائهم في الإسلام فقال معاوية و ابنه و سعيد بن العاص و ابنه و عبد الله بن الزبير.قال و حدثنا إبراهيم بن المنذر عن عثمان بن طلحة قال كان عبد الله بن الزبير لا ينازع في ثلاث شجاعة و عبادة و بلاغة.قال الزبير و قال هشام بن عروة رأيت عبد الله أيام حصاره و الحجر من المنجنيق يهوي حتى أقول كاد يأخذ بلحيته فقال له أبي أيا ابن أم و الله إن كاد ليأخذ بلحيتك فقال عبد الله دعني يا ابن أم فو الله ما هي إلا هنة حتى كان الإنسان لم يكن فيقول أبي و هو يقبل علينا بوجهه و الله ما أخشى عليك إلا من تلك الهنة.قال الزبير فذكر هشام قال و الله لقد رأيته يرمى بالمنجنيق فلا يلتفت و لا يرعد صوته و ربما مرت الشظية منه قريبا من نحره.و قال الزبير و حدثنا ابن الماجشون عن ابن أبي مليكة عن أبيه قال كنت أطوف بالبيت مع عمر بن عبد العزيز فلما بلغت الملتزم تخلفت عنده أدعو ثم لحقت عمر فقال لي ما خلفك قال كنت أدعو في موضع رأيت عبد الله بن الزبير فيه يدعو فقال ما تترك تحنناتك على ابن الزبير أبدا فقلت و الله ما رأيت

١١٢

أحدا أشد جلدا على لحم و لحما على عظم من ابن الزبير و لا رأيت أحدا أثبت قائما و لا أحسن مصليا من ابن الزبير و لقد رأيت حجرا من المنجنيق جاءه فأصاب شرفة من المسجد فمرت قذاذة منها بين لحيته و حلقه فلم يزل من مقامه و لا عرفنا ذلك في صوته فقال عمر لا إله إلا الله لجاد ما وصفت.قال الزبير و سمعت إسماعيل بن يعقوب التيمي يحدث قال قال عمر بن عبد العزيز لابن أبي مليكة صف لنا عبد الله بن الزبير فإنه ترمرم على أصحابنا فتغشمروا عليه فقال عن أي حاليه تسأل أ عن دينه أم عن دنياه فقال عن كل قال و الله ما رأيت جلدا قط ركب على لحم و لا لحما على عصب و لا عصبا على عظم مثل جلده على لحمه و لا مثل لحمه على عصبه و لا مثل عصبه على عظمه و لا رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفس له ركبت بين جنبين و لقد قام يوما إلى الصلاة فمر به حجر من حجارة المنجنيق بلبنة مطبوخة من شرفات المسجد فمرت بين لحييه و صدره فو الله ما خشع لها بصره و لا قطع لها قراءته و لا ركع دون الركوع الذي كان يركع و لقد كان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شي‏ء إليها و لقد كان يركع في الصلاة فيقع الرخم على ظهره و يسجد فكأنه مطروح.قال الزبير و حدث هشام بن عروة قال سمعت عمي يقول ما أبالي إذا وجدت ثلاثمائة يصبرون صبري لو أجلب علي أهل الأرض.قال الزبير و قسم عبد الله بن الزبير ثلث ماله و هو حي و كان أبوه الزبير قد أوصى أيضا بثلث ماله قال و ابن الزبير أحد الرهط الخمسة الذين وقع اتفاق أبي موسى الأشعري و عمرو بن العاص على إحضارهم و الاستشارة بهم في يوم التحكيم

١١٣

و هم عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمرو و أبو الجهم بن حذيفة و جبير بن مطعم و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.قال الزبير و عبد الله هو الذي صلى بالناس بالبصرة لما ظهر طلحة و الزبير على عثمان بن حنيف بأمر منهما له قال و أعطت عائشة من بشرها بأن عبد الله لم يقتل يوم الجمل عشرة آلاف درهم.قلت الذي يغلب على ظني أن ذلك كان يوم إفريقية لأنها يوم الجمل كانت في شغل بنفسها عن عبد الله و غيره.قال الزبير و حدثني علي بن صالح مرفوعا أن رسول الله ص كلم في صبية ترعرعوا منهم عبد الله بن جعفر و عبد الله بن الزبير و عمر بن أبي سلمة فقيل يا رسول الله لو بايعتهم فتصيبهم بركتك و يكون لهم ذكر فأتي بهم فكأنهم تكعكعوا حين جي‏ء بهم إليه و اقتحم ابن الزبير فتبسم رسول الله ص و قال إنه ابن أبيه و بايعهم.قال و سئل رأس الجالوت ما عندكم من الفراسة في الصبيان فقال ما عندنا فيهم شي‏ء لأنهم يخلقون خلقا من بعد خلق غير أنا نرمقهم فإن سمعناه منهم من يقول في لعبه من يكون معي رأيناها همة و خب‏ء صدق فيه و إن سمعناه يقول مع من أكون كرهناها منه قال فكان أول شي‏ء سمع من عبد الله بن الزبير أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان فمر رجل فصاح عليهم ففروا منه و مشى ابن الزبير القهقرى ثم قال يا صبيان اجعلوني أميركم و شدوا بنا عليه قال و مر به عمر بن الخطاب و هو مع الصبيان ففروا و وقف فقال لم لم تفر مع أصحابك فقال لم أجرم فأخافك و لم تكن الطريق ضيقة فأوسع عليك.و روى الزبير بن بكار أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح غزا إفريقية في خلافة

١١٤

عثمان فقتل عبد الله بن الزبير جرجير أمير جيش الروم فقال ابن أبي سرح إني موجه بشيرا إلى أمير المؤمنين بما فتح علينا و أنت أولى من هاهنا فانطلق إلى أمير المؤمنين فأخبره الخبر قال عبد الله فلما قدمت على عثمان أخبرته بفتح الله و صنعه و نصره و وصفت له أمرنا كيف كان فلما فرغت من كلامي قال هل تستطيع أن تؤدي هذا إلى الناس قلت و ما يمنعني من ذلك قال فاخرج إلى الناس فأخبرهم قال عبد الله فخرجت حتى جئت المنبر فاستقبلت الناس فتلقاني وجه أبي فدخلتني له هيبة عرفها أبي في وجهي فقبض قبضة من حصباء و جمع وجهه في وجهي و هم أن يحصبني فأحزمت فتكلمت.فزعموا أن الزبير لما فرغ عبد الله من كلامه قال و الله لكأني أسمع كلام أبي بكر الصديق من أراد أن يتزوج امرأة فلينظر إلى أبيها و أخيها فإنها تأتيه بأحدهما.قال الزبير و يلقب عبد الله بعائذ البيت لاستعاذته به.قال و حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال إن الذي دعا عبد الله إلى التعوذ بالبيت شي‏ء سمعه من أبيه حين سار من مكة إلى البصرة فإن الزبير التفت إلى الكعبة بعد أن ودع و وجه يريد الركوب فأقبل على ابنه عبد الله و قال تالله ما رأيت مثلها لطالب رغبة أو خائف رهبة.و روى الزبير بن بكار قال كان سبب تعوذ ابن الزبير بالكعبة أنه كان يمشي بعد عتمة في بعض شوارع المدينة إذ لقي عبد الله بن سعد بن أبي سرح متلثما لا يبدو منه إلا عيناه قال فأخذت بيده و قلت ابن أبي سرح كيف كنت بعدي و كيف تركت أمير المؤمنين يعني معاوية و قد كان ابن أبي سرح عنده بالشام فلم يكلمني فقلت ما لك أمات أمير المؤمنين فلم يكلمني فتركته و قد أثبت معرفته ثم خرجت حتى لقيت الحسين بن عليرضي‌الله‌عنه فأخبرته خبره و قلت ستأتيك رسل الوليد و كان الأمير على المدينة الوليد بن عتبة بن

١١٥

أبي سفيان فانظر ما أنت صانع و اعلم أن رواحلي في الدار معدة و الموعد بيني و بينك أن تغفل عنا عيونهم ثم فارقته فلم ألبث أن أتاني رسول الوليد فجئته فوجدت الحسين عنده و وجدت عنده مروان بن الحكم فنعى إلي معاوية فاسترجعت فأقبل علي و قال هلم إلى بيعة يزيد فقد كتب إلينا يأمرنا أن نأخذها عليك فقلت إني قد علمت أن في نفسه علي شيئا لتركي بيعته في حياة أبيه و إن بايعت له على هذه الحال توهم أني مكره على البيعة فلم يقع منه ذلك بحيث أريد و لكن أصبح و يجتمع الناس و يكون ذلك علانية إن شاء الله فنظر الوليد إلى مروان فقال مروان هو الذي قلت لك إن يخرج لم تره فأحببت أن ألقي بيني و بين مروان شرا نتشاغل به فقلت له و ما أنت و ذاك يا ابن الزرقاء فقال لي و قلت له حتى تواثبنا فتناصيت أنا و هو و قام الوليد فحجز بيننا فقال مروان أ تحجز بيننا بنفسك و تدع أن تأمر أعوانك فقال قد أرى ما تريد و لكن لا أتولى ذلك منه و الله أبدا اذهب يا ابن الزبير حيث شئت قال فأخذت بيد الحسين و خرجنا من الباب حتى صرنا إلى المسجد و أنا أقول:

و لا تحسبني يا مسافر شحمة

تعجلها من جانب القدر جائع

فلما دخل المسجد افترق هو و الحسين و عمد كل واحد منهما إلى مصلاه يصلي فيه و جعلت الرسل تختلف إليهما يسمع وقع أقدامهم في الحصباء حتى هدأ عنهما الحس ثم انصرفا إلى منازلهما فأتى ابن الزبير رواحله فقعد عليها و خرج من أدبار داره و وافاه الحسين بن علي فخرجا جميعا من ليلتهم و سلكوا طريق الفرع حتى مروا بالجثجاثة و بها جعفر بن الزبير قد ازدرعها و غمز عليهم بعير من إبلهم فانتهوا إلى جعفر فلما رآهم قال مات معاوية فقال عبد الله نعم انطلق

١١٦

معنا و أعطنا أحد جمليك و كان ينضح على جملين له فقال جعفر متمثلا:

إخوتي لا تبعدوا أبدا

و بلى و الله قد بعدوا

فقال عبد الله و تطير منها بفيك التراب فخرجوا جميعا حتى قدموا مكة قال الزبير

فأما الحسين ع فإنه خرج من مكة يوم التروية يطلب الكوفة و العراق و قد كان قال لعبد الله بن الزبير قد أتتني بيعة أربعين ألفا يحلفون لي بالطلاق و العتاق من أهل العراق فقال أ تخرج إلى قوم قتلوا أباك و خذلوا أخاك قال و بعض الناس يزعم أن عبد الله بن عباس هو الذي قال للحسين ذلك قال الزبير و قال هشام بن عروة كان أول ما أفصح به عمي عبد الله و هو صغير السيف فكان لا يضعه من فيه و كان أبوه الزبير إذا سمع منه ذلك يقول أما و الله ليكونن لك منه يوم و يوم و أيام.فأما خبر مقتل عبد الله بن الزبير فنحن نورده من تاريخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبريرحمه‌الله قال أبو جعفر حصر الحجاج عبد الله بن الزبير ثمانية أشهر فروى إسحاق بن يحيى عن يوسف بن ماهك قال رأيت منجنيق أهل الشام يرمى به فرعدت السماء و برقت و علا صوت الرعد على صوت المنجنيق فأعظم أهل الشام ما سمعوه فأمسكوا أيديهم فرفع الحجاج بركة قبائه فغرزها في منطقته و رفع حجر المنجنيق فوضعه فيه ثم قال ارموا و رمى معهم قال ثم أصبحوا فجاءت

١١٧

صاعقة يتبعها أخرى فقتلت من أصحاب الحجاج أثنى عشر رجلا فأنكر أهل الشام فقال الحجاج يا أهل الشام لا تنكروا هذا فإني ابن تهامة هذه صواعق تهامة هذا الفتح قد حضر فأبشروا فإن القوم يصيبهم مثل ما أصابكم فصعقت من الغد فأصيب من أصحاب ابن الزبير عدة ما أصاب الحجاج فقال الحجاج أ لا ترون أنهم يصابون و أنتم على الطاعة و هم على خلاف الطاعة فلم تزل الحرب بين ابن الزبير و الحجاج حتى تفرق عامة أصحاب ابن الزبير عنه و خرج عامة أهل مكة إلى الحجاج في الأمان.قال و روى إسحاق بن عبيد الله عن المنذر بن الجهم الأسلمي قال رأيت ابن الزبير و قد خذله من معه خذلانا شديدا و جعلوا يخرجون إلى الحجاج خرج إليه منهم نحو عشرة آلاف و ذكر أنه كان ممن فارقه و خرج إلى الحجاج ابناه خبيب و حمزة فأخذا من الحجاج لأنفسهما أمانا.قال أبو جعفر فروى محمد بن عمر عن ابن أبي الزناد عن مخرمة بن سلمان الوالبي قال دخل عبد الله بن الزبير على أمه حين رأى من الناس ما رأى من خذلانه فقال يا أمه خذلني الناس حتى ولدي و أهلي و لم يبق معي إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة و القوم يعطونني ما أردت من الدنيا فما رأيك فقالت أنت يا بني أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق و إليه تدعو فامض له فقد قتل عليه أصحابك و لا تمكن من رقبتك يتلعب بك غلمان بني أمية و إن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك و أهلكت من قتل معك و إن قلت قد كنت على حق فلما وهن أصحابي وهنت و ضعفت فليس هذا فعل الأحرار و لا أهل

١١٨

الدين و كم خلودك في الدنيا القتل أحسن فدنا ابن الزبير فقبل رأسها و قال هذا و الله رأيي الذي قمت به داعيا إلى يومي هذا و ما ركنت إلى الدنيا و لا أحببت الحياة فيها و لم يدعني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل محارمه و لكني أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة مع بصيرتي فانظري يا أمه فإني مقتول من يومي هذا فلا يشتد حزنك و سلمي لأمر الله فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر و لا عملا بفاحشة و لم يجر في حكم و لم يغدر في أمان و لم يتعمد ظلم مسلم و لا معاهد و لم يبلغني ظلم عن عمالي فرضيت به بل أنكرته و لم يكن شي‏ء آثر عندي من رضا ربي اللهم إني لا أقول هذا تزكية مني لنفسي أنت أعلم بي و لكنني أقوله تعزية لأمي لتسلو عني فقالت أمه إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتني فلا أخرج من الدنيا حتى أنظر إلى ما يصير أمرك فقال جزاك الله يا أمه خيرا فلا تدعي الدعاء لي قبل و بعد قالت لا أدعه أبدا فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق ثم قالت اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل و ذلك النحيب و الظمأ في هواجر المدينة و مكة و بره بأبيه و بي اللهم إني قد سلمته لأمرك فيه و رضيت بما قضيت فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين.قال أبو جعفر و روى محمد بن عمر عن موسى بن يعقوب بن عبد الله عن عمه قال دخل ابن الزبير على أمه و عليه الدرع و المغفر فوقف فسلم ثم دنا فتناول يدها فقبلها فقالت هذا وداع فلا تبعد فقال نعم إني جئت مودعا إني لأرى أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا يمر بي و اعلمي يا أمه إني إن قتلت فإنما أنا لحم لا يضره ما صنع به فقالت صدقت يا بني أتمم على بصيرتك و لا تمكن ابن

١١٩

أبي عقيل منك و ادن مني أودعك فدنا منها فقبلها و عانقها فقالت حيث مست الدرع ما هذا صنيع من يريد ما تريد فقال ما لبستها إلا لأشد منك فقالت إنها لا تشد مني فنزعها ثم أخرج كميه و شد أسفل قميصه و عمد إلى جبة خز تحت القميص فأدخل أسفلها في المنطقة فقالت أمه شمر ثيابك فشمرها ثم انصرف و هو يقول:

إني إذا أعرف يومي أصبر

إذ بعضهم يعرف ثم ينكر

فسمعت العجوز قوله فقالت تصبر و الله و لم لا تصبر و أبوك أبو بكر و الزبير و أمك صفية بنت عبد المطلب.قال و روى محمد بن عمر عن ثور بن يزيد عن رجل من أهل حمص قال شهدته و الله ذلك اليوم و نحن خمسمائة من أهل حمص فدخل من باب المسجد لا يدخل منه غيرنا و هو يشد علينا و نحن منهزمون و هو يرتجز:

إني إذا أعرف يومي اصبر

و إنما يعرف يوميه الحر

و بعضهم يعرف ثم ينكر

فأقول أنت و الله الحر الشريف فلقد رأيته يقف بالأبطح لا يدنو منه أحد حتى ظننا أنه لا يقتل.قال و روى مصعب بن ثابت عن نافع مولى بني أسد قال رأيت الأبواب قد شحنت بأهل الشام و جعلوا على كل باب قائدا و رجالا و أهل بلد فكان لأهل حمص الباب الذي يواجه باب الكعبة و لأهل دمشق باب بني شيبة و لأهل الأردن باب الصفا و لأهل فلسطين باب بني جمح و لأهل قنسرين باب بني سهم و كان الحجاج و طارق بن عمرو في ناحية الأبطح إلى المروة فمرة يحمل ابن الزبير

١٢٠