كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٢٠

كتاب شرح نهج البلاغة11%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 351

  • البداية
  • السابق
  • 351 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41094 / تحميل: 7589
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٢٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

كان الصاحبرحمه‌الله يستهجن قوله عما في سراويلاتها و يقول إن كثيرا من العهر أحسن من هذه العفة و معنى البيت الأول أن هذه الخلال الثلاث تراهن الملاح ضرائر لهن لأنهن يمنعنه عن الخلوة بالملاح و التمتع بهن ثم قال إن هذه الخلال هي التي تمنعه لا الخوف من تبعاتها و قال قوم هذا تهاون بالدين و نوع من الإلحاد و عندي أن هذا مذهب للشعراء معروف لا يريدون به التهاون بالدين بل المبالغة في وصف سجاياهم و أخلاقهم بالطهارة و أنهم يتركون القبيح لأنه قبيح لا لورود الشرع به و خوف العقاب منه و يمكن أيضا أن يريد بتبعاتها تبعات الدنيا أي لا أخاف من قوم هذه المحبوبة التي أنست بها و لا أشفق من حربهم و كيدهم فأما عفة اليد و عفة اللسان فهما باب آخر و قد ذكرنا طرفا صالحا من ذلك في الأجزاء المتقدمة عند ذكرنا الورع.و في الحديث المرفوع لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يترك ما لا بأس به حذار ما به البأس.و قال أبو بكر في مرض موته إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأخذ لهم درهما و لا دينارا و أكلنا من جريش الطعام و لبسنا من خشن الثياب و ليس عندنا من في‏ء المسلمين إلا هذا الناضح و هذا العبد الحبشي و هذه القطيفة فإذا قبضت فادفعوا ذلك إلى عمر ليجعله في بيت مال المسلمين فلما مات حمل ذلك إلى عمر فبكى كثيرا ثم قال رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده.قال سليمان بن داود يا بني إسرائيل أوصيكم بأمرين أفلح من فعلهما لا تدخلوا أجوافكم إلا الطيب و لا تخرجوا من أفواهكم إلا الطيب.

٢٤١

و قال بعض الحكماء إذا شئت أن تعرف ربك معرفة يقينية فاجعل بينك و بين المحارم حائطا من حديد فسوف يفتح عليك أبواب معرفته.و مما يحكى من ورع حسان بن أبي سنان أن غلاما له كتب إليه من الأهواز أن قصب السكر أصابته السنة آفة فابتع ما قدرت عليه من السكر فإنك تجد له ربحا كثيرا فيما بعد فابتاع و طلب منه ما ابتاعه بعد قليل بربح ثلاثين ألف درهم فاستقال البيع من صاحبه و قال إنه لم يعلم ما كنت أعلم حين اشتريته منه فقال البائع قد علمت الآن مقدار الربح و قد طيبته لك و أحللتك فلم يطمئن قلبه و ما زال حتى رده عليه.يقال إن غنم الغارة اختلطت بغم أهل الكوفة فتورع أبو حنيفة أن يأكل اللحم و سأل كم تعيش الشاة قالوا سبع سنين فترك أكل لحم الغنم سبع سنين.و يقال إن المنصور حمل إليه بدرة فرمى بها إلى زاوية البيت فلما مات جاء بها ابنه حماد بن أبي حنيفة إلى أبي الحسن بن أبي قحطبة و قال إن أبي أوصاني أن أرد هذه عليك و قال إنها كانت عندي كالوديعة فاصرفها فيما أمرك الله به فقال أبو الحسن رحم الله أبا حنيفة لقد شح بدينه إذ سخت به نفوس أقوام.و قال سفيان الثوري انظر درهمك من أين هو و صل في الصف الأخير.

جابر سمعت النبي ص يقول لكعب بن عجرة لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت النار أولى به.الحسن لو وجدت رغيفا من حلال لأحرقته ثم سحقته ثم جعلته ذرورا ثم داويت به المرضى.

٢٤٢

عائشة قالت يا رسول الله من المؤمن قال من إذا أصبح نظر إلى رغيفيه كيف يكتسبهما قالت يا رسول الله أما إنهم لو كلفوا ذلك لتكلفوه فقال لها إنهم قد كلفوه و لكنهم يعسفون الدنيا عسفا

حذيفة بن اليمان يرفعه أن قوما يجيئون يوم القيامة و لهم من الحسنات كأمثال الجبال فيجعلها الله هباء منثورا ثم يؤمر بهم إلى النار فقيل خلهم لنا يا رسول الله قال إنهم كانوا يصلون و يصومون و يأخذون أهبة من الليل و لكنهم كانوا إذا عرض عليهم الحرام وثبوا عليه

٢٤٣

٤٨٣

وَ قَالَ ع : اَلْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ قال و قد روى بعضهم هذا الكلام عن رسول الله ص قد تقدم القول في هذا المعنى و قد تكررت هذه اللفظة بذاتها في كلامه ع.و من جيد القول في القناعة قول الغزي:

أنا كالثعبان جلدي ملبسي

لست محتاجا إلى ثوب الجمال

فالخمول العز و اليأس الغنى

و القنوع الملك هذا ما بدا لي

و قال أيضا:

لا تعجبن لمن يهوى و يصعد في

دنياه فالخلق في أرجوحة القدر

و اقنع بما قل فالأوشال صافية

و لجة البحر لا تخلو من الكدر

٢٤٤

٤٨٤

وَ قَالَ ع لِزِيَادِ اِبْنِ أَبِيهِ وَ قَدِ اِسْتَخْلَفَهُ لِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْعَبَّاسِ عَلَى فَارِسَ وَ أَعْمَالِهَا فِي كَلاَمٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاهُ فِيهِ عَنْ تَقْدِيمِ تَقَدُّمِ اَلْخَرَاجِ.اِسْتَعْمِلِ اَلْعَدْلَ وَ اِحْذَرِ اَلْعَسْفَ وَ اَلْحَيْفَ فَإِنَّ اَلْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلاَءِ وَ اَلْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى اَلسَّيْفِ قد سبق الكلام في العدل و الجور و كانت عادة أهل فارس في أيام عثمان أن يطلب الوالي منهم خراج أملاكهم قبل بيع الثمار على وجه الاستسلاف أو لأنهم كانوا يظنون أن أول السنة القمرية هو مبتدأ وجوب الخراج حملا للخراج التابع لسنة الشمس على الحقوق الهلالية التابعة لسنة القمر كأجرة العقار و جوالي أهل الذمة فكان ذلك يجحف بالناس و يدعو إلى عسفهم و حيفهم.و قد غلط في هذا المعنى جماعة من الملوك في كثير من الأعصار و لم يعلموا فرق ما بين السنتين ثم تنبه له قوم من أذكياء الناس فكبسوا و جعلوا السنين واحدة ثم أهمل الناس الكبس و انفرج ما بين السنة القمرية و السنة الخراجية التي هي سنة الشمس انفراجا كثيرا.و استقصاء القول في ذلك لا يليق بهذا الموضع لأنه خارج عن فن الأدب الذي هو موضوع كتابنا هذا

٢٤٥

٤٨٥

وَ قَالَ ع : أَشَدُّ اَلذُّنُوبِ مَا اِسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُهَا صَاحِبُهُ عظم المصيبة على حسب نعمة العاصي و لهذا كان لطم الولد وجه الوالد كبيرا ليس كلطمة وجه غير الوالد.و لما كان البارئ تعالى أعظم المنعمين بل لا نعمة إلا و هي في الحقيقة من نعمه و منسوبة إليه كانت مخالفته و معصيته عظمة جدا فلا ينبغي لأحد أن يعصيه في أمر و إن كان قليلا في ظنه ثم يستقله و يستهين به و يظهر الاستخفاف و قلة الاحتفال بمواقعته فإنه يكون قد جمع إلى المعصية معصية أخرى و هي الاستخفاف بقدر تلك المعصية التي لو أمعن النظر لعلم أنها عظيمة ينبغي له لو كان رشيدا أن يبكي عليها الدم فضلا عن الدمع فلهذا قال ع أشد الذنوب ما استخف بها صاحبها

٢٤٦

٤٨٦

وَ قَالَ ع : مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَلَى أَهْلِ اَلْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ اَلْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا تعليم العلم فرض كفاية و

في الخبر المرفوع من علم علما و كتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار و روى معاذ بن جبل عن النبي ص قال تعلموا العلم فإن تعلمه خشية الله و دراسته تسبيح و البحث عنه جهاد و طلبه عبادة و تعليمه صدقة و بذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال و الحرام و بيان سبيل الجنة و المؤنس في الوحشة و المحدث في الخلوة و الجليس في الوحدة و الصاحب في الغربة و الدليل على السراء و المعين على الضراء و الزين عند الأخلاء و السلاح على الأعداء.و رئي واصل بن عطاء يكتب من صبي حديثا فقيل له مثلك يكتب من هذا فقال أما إني أحفظ له منه و لكني أردت أن أذيقه كأس الرئاسة ليدعوه ذلك إلى الازدياد من العلم.

٢٤٧

و قال الخليل العلوم أقفال و السؤالات مفاتيحها.و قال بعضهم كان أهل العلم يضنون بعلمهم عن أهل الدنيا فيرغبون فيه و يبذلون لهم دنياهم و اليوم قد بذل أهل العلم علمهم لأهل الدنيا فزهدوا فيه و ضنوا عنهم بدنياهم.و قال بعضهم ابذل علمك لمن يطلبه و ادع إليه من لا يطلبه و إلا كان مثلك كمن أهديت له فاكهة فلم يطعمها و لم يطعمها حتى فسدت

٢٤٨

٤٨٧

وَ قَالَ ع : شَرُّ اَلْإِخْوَانِ مَنْ تَكَلَّفُ تُكُلِّفَ لَهُ إنما كان كذلك لأن الإخاء الصادق بينهما يوجب الانبساط و ترك التكلف فإذا احتيج إلى التكلف له فقد دل ذلك على أن ليس هناك إخاء صادق و من ليس بأخ صادق فهو من شر الإخوان.و روى ابن ناقيا في كتاب ملح الممالحة قال دخل الحسن بن سهل على المأمون فقال له كيف علمك بالمروءة قال ما أعلم ما يريد أمير المؤمنين فأجيبه قال عليك بعمرو بن مسعدة قال فوافيت عمرا و في داره صناع و هو جالس على آجرة ينظر إليهم فقلت إن أمير المؤمنين يأمرك أن تعلمني المروءة فدعا بآجرة فأجلسني عليها و تحدثنا مليا و قد امتلأت غيظا من تقصيره بي ثم قال يا غلام عندك شي‏ء يؤكل فقال نعم فقدم طبقا لطيفا عليه رغيفان و ثلاث سكرجات في إحداهن خل و في الأخرى مري‏ء و في الأخرى ملح فأكلنا و جاء الفراش فوضأنا ثم قال إذا شئت فنهضت متحفظا و لم أودعه فقال لي إن رأيت أن تعود إلي في يوم مثله فلم أذكر للمأمون شيئا مما جرى فلما كان في اليوم الذي وعدني فيه لقياه

٢٤٩

سرت إليه فاستؤذن لي عليه فتلقاني على باب الدار فعانقني و قبل بين عيني و قدمني أمامه و مشى خلفي حتى أقعدني في الدست و جلس بين يدي و قد فرشت الدار و زينت بأنواع الزينة و أقبل يحدثني و يتنادر معي إلى أن حضرت وقت الطعام فأمر فقدمت أطباق الفاكهة فأصبنا منها و نصبت الموائد فقدم عليها أنواع الأطعمة من حارها و باردها و حلوها و حامضها ثم قال أي الشراب أعجب إليك فاقترحت عليه و حضر الوصائف للخدمة فلما أردت الانصراف حمل معي جميع ما أحضر من ذهب و فضة و فرش و كسوة و قدم إلى البساط فرس بمركب ثقيل فركبته و أمر من بحضرته من الغلمان الروم و الوصائف حتى سعوا بين يدي و قال عليك بهم فهم لك ثم قال إذا زارك أخوك فلا تتكلف له و اقتصر على ما يحضرك و إذا دعوته فاحتفل به و احتشد و لا تدعن ممكنا كفعلنا إياك عند زيارتك إيانا و فعلنا يوم دعوناك

٢٥٠

٤٨٨

وَ قَالَ ع فِي كَلاَمٍ لَهُ : إِذَا اِحْتَشَمَ اَلْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ قال الرضي يقال حشمه و أحشمه إذا أغضبه و قيل أخجله أو احتشمه طلب ذلك و هو مظنة مفارقته ليس يعني أن الاحتشام علة الفرقة بل هو دلالة و أمارة على الفرقة لأنه لو لم يحدث عنه ما يقتضي الاحتشام لانبسط على عادته الأولى فالانقباض أمارة المباينة.هذا آخر ما دونه الرضي أبو الحسنرحمه‌الله من كلام أمير المؤمنين ع في نهج البلاغة قد أتينا على شرحه بمعونة الله تعالى.و نحن الآن ذاكرون ما لم يذكره الرضي مما نسبه قوم إليه فبعضه مشهور عنه و بعضه ليس بذلك المشهور لكنه قد روي عنه و عزي إليه و بعضه من كلام غيره من الحكماء و لكنه كالنظير لكلامه و المضارع لحكمته و لما كان ذلك متضمنا فنونا من الحكمة نافعة رأينا ألا نخلي هذا الكتاب عنه لأنه كالتكملة و التتمة لكتاب نهج البلاغة.

٢٥١

و ربما وقع في بعضه تكرار يسير شذ عن أذهاننا التنبه له لطول الكتاب و تباعد أطرافه و قد عددنا ذلك كلمة كلمة فوجدناه ألف كلمة.فإن اعترضنا معترض و قال فإذا كنتم قد أقررتم بأن بعضها ليس بكلام له فلما ذا ذكرتموه و هل ذلك إلا نوع من التطويل.أجبناه و قلنا لو كان هذا الاعتراض لازما لوجب ألا نذكر شيئا من الأشباه و النظائر لكلامه فالعذر هاهنا هو العذر هناك و هو أن الغرض بالكتاب الأدب و الحكمة فإذا وجدنا ما يناسب كلامه ع و ينصب في قالبه و يحتذي حذوه و يتقبل منهاجه ذكرناه على قاعدتنا في ذكر النظير عند الخوض في شرح نظيره.و هذا حين الشروع فيها خالية عن الشرح لجلائها و وضوحها و إن أكثرها قد سبقت نظائره و أمثاله و بالله التوفيق

٢٥٢

الحكم المنسوبة

٢٥٣

٢٥٤

الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

١ كان كثيرا ما يقول إذا فرغ من صلاة الليل أشهد أن السماوات و الأرض و ما بينهما آيات تدل عليك و شواهد تشهد بما إليه دعوت كل ما يؤدي عنك الحجة و يشهد لك بالربوبية موسوم بآثار نعمتك و معالم تدبيرك علوت بها عن خلقك فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر و كفاها رجم الاحتجاج فهي مع معرفتها بك و ولهها إليك شاهدة بأنك لا تأخذك الأوهام و لا تدركك العقول و لا الأبصار أعوذ بك أن أشير بقلب أو لسان أو يد إلى غيرك لا إله إلا أنت واحدا أحدا فردا صمدا و نحن لك مسلمون

٢ إلهي كفاني فخرا أن تكون لي ربا و كفاني عزا أن أكون لك عبدا أنت كما أريد فاجعلني كما تريد

٣ ما خاف امرؤ عدل في حكمه و أطعم من قوته و ذخر من دنياه لآخرته

٤ أفضل على من شئت تكن أميره و استغن عمن شئت تكن نظيره و احتج إلى من شئت تكن أسيره

٥ لو لا ضعف اليقين ما كان لنا أن نشكو محنة يسيرة نرجو في العاجل سرعة زوالها و في الآجل عظيم ثوابها بين أضعاف نعم لو اجتمع أهل السماوات و الأرض على إحصائها ما وفوا بها فضلا عن القيام بشكرها

٦ من علامات المأمون على دين الله بعد الإقرار و العمل الحزم في أمره و الصدق في قوله و العدل في حكمه و الشفقة على رعيته لا تخرجه القدرة إلى خرق و لا اللين إلى ضعف و لا تمنعه العزة من كرم عفو و لا يدعوه العفو إلى

٢٥٥

إضاعة حق و لا يدخله الإعطاء في سرف و لا يتخطى به القصد إلى بخل و لا تأخذه نعم الله ببطر

٧ الفسق نجاسة في الهمة و كلب في الطبيعة

٨ قلوب الجهال تستفزها الأطماع و ترتهن بالأماني و تتعلق بالخدائع و كثرة الصمت زمام اللسان و حسم الفطنة و إماطة الخاطر و عذاب الحس

٩ عداوة الضعفاء للأقوياء و السفهاء للحلماء و الأشرار للأخيار طبع لا يستطاع تغييره

١٠ العقل في القلب و الرحمة في الكبد و التنفس في الرئة

١١ إذا أراد الله بعبد خيرا حال بينه و بين شهوته و حجز بينه و بين قلبه و إذا أراد به شرا وكله إلى نفسه

١٢ الصبر مطية لا تكبو و القناعة سيف لا ينبو

١٣ رحم الله عبدا اتقى ربه و ناصح نفسه و قدم توبته و غلب شهوته فإن أجله مستور عنه و أمله خادع له و الشيطان موكل به

١٤ مر بمقبرة فقال السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة و المحال المقفرة من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع نزوركم عما قليل و نلحق بكم بعد زمان قصير اللهم اغفر لنا و لهم و تجاوز عنا و عنهم

٢٥٦

الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا أحياء و أمواتا و الحمد لله الذي منها خلقنا و عليها ممشانا و فيها معاشنا و إليها يعيدنا طوبى لمن ذكر المعاد و قنع بالكفاف و أعد للحساب

١٥ إنكم مخلوقون اقتدارا و مربوبون اقتسارا و مضمنون أجداثا و كائنون رفاتا و مبعوثون أفرادا و مدينون حسابا فرحم الله امرأ اقترف فاعترف و وجل فعقل و حاذر فبادر و عمر فاعتبر و حذر فازدجر و أجاب فأناب و راجع فتاب و اقتدى فاحتذى و تأهب للمعاد و استظهر بالزاد ليوم رحيله و وجه سبيله و لحال حاجته و موطن فاقته فقدم أمامه لدار مقامه فمهدوا لأنفسكم على سلامة الأبدان و فسحة الأعمار فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم و أهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم و أهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء و اقتراب الفوت و مشارفة الانتقال و إشفاء الزوال و حفز الأنين و رشح الجبين و امتداد العرنين و علز القلق و قيظ الرمق و شدة المضض و غصص الجرض

١٦ ثلاث منجيات خشية الله في السر و العلانية و القصد في الفقر و الغنى و العدل في الغضب و الرضا

٢٥٧

١٧ إياكم و الفحش فإن الله لا يحب الفحش و إياكم و الشح فإنه أهلك من كان قبلكم هو الذي سفك دماء الرجال و هو الذي قطع أرحامها فاجتنبوه

١٨ إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث صدقة جارية و علم كان علمه الناس فانتفعوا به و ولد صالح يدعو له

١٩ إذا فعلت كل شي‏ء فكن كمن لم يفعل شيئا

٢٠ سأله رجل فقال بما ذا أسوء عدوي فقال بأن تكون على غاية الفضائل لأنه إن كان يسوءه أن يكون لك فرس فاره أو كلب صيود فهو لأن تذكر بالجميل و ينسب إليك أشد مساءة

٢١ إذا قذفت بشي‏ء فلا تتهاون به و إن كان كذبا بل تحرز من طرق القذف جهدك فإن القول و إن لم يثبت يوجب ريبة و شكا

٢٢ عدم الأدب سبب كل شر

٢٣ الجهل بالفضائل عدل الموت

٢٤ ما أصعب على من استعبدته الشهوات أن يكون فاضلا

٢٥ من لم يقهر حسده كان جسده قبرا لنفسه

٢٦ احمد من يغلظ عليك و يعظك لا من يزكيك و يتملقك

٢٧ اختر أن تكون مغلوبا و أنت منصف و لا تختر أن تكون غالبا و أنت ظالم

٢٨ لا تهضمن محاسنك بالفخر و التكبر

٢٩ لا تنفك المدنية من شر حتى يجتمع مع قوة السلطان قوة دينه و قوة حكمته

٢٥٨

٣٠ إذا أردت أن تحمد فلا يظهر منك حرص على الحمد

٣١ من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من لاحى الرجال سقطت مروءته و ذهبت كرامته و أفضل إيمان العبد أن يعلم أن الله معه حيث كان

٣٢ كن ورعا تكن من أعبد الناس و ارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس و أحسن جوار من جاورك تكن مسلما و لا تكثرن الضحك فإن كثرته تميت القلب و أخرس لسانك و اجلس في بيتك و ابك على خطيئتك

٣٣ إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه و لا يرد القدر إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر و لا يزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عما عمل فيما علم

٣٤ في التجارب علم مستأنف و الاعتبار يفيدك الرشاد و كفاك أدبا لنفسك ما كرهته من غيرك و عليك لأخيك مثل الذي عليه لك

٣٥ الغضب يثير كامن الحقد و من عرف الأيام لم يغفل الاستعداد و من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول

٣٦ اسكت و استر تسلم و ما أحسن العلم يزينه العمل و ما أحسن العمل يزينه الرفق

٣٧ أكبر الفخر ألا تفخر

٣٨ ما أصعب اكتساب الفضائل و أيسر إتلافها

٣٩ لا تنازع جاهلا و لا تشايع مائقا و لا تعاد مسلطا

٤٠ الموت راحة للشيخ الفاني من العمل و للشاب السقيم من السقم و للغلام

٢٥٩

الناشئ من استقبال الكد و الجمع لغيره و لمن ركبه الدين لغرمائه و للمطلوب بالوتر و هو في جملة الأمر أمنية كل ملهوف مجهود

٤١ ما كنت كاتمه عدوك من سر فلا تطلعن عليه صديقك و اعرف قدرك يستعل أمرك و كفى ما مضى مخبرا عما بقي

٤٢ لا تعدن عدة تحقرها قلة الثقة بنفسك و لا يغرنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا

٤٣ اتق العواقب عالما بأن للأعمال جزاء و أجرا و احذر تبعات الأمور بتقديم الحزم فيها

٤٤ من استرشد غير العقل أخطأ منهاج الرأي و من أخطأته وجوه المطالب خذلته الحيل و من أخل بالصبر أخل به حسن العاقبة فإن الصبر قوة من قوى العقل و بقدر مواد العقل و قوتها يقوى الصبر

٤٥ الخطأ في إعطاء من لا يبتغي و منع من يبتغي واحد

٤٦ العشق مرض ليس فيه أجر و لا عوض

٤٧ أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب و قائل كلمة الزور و من يمد بحبلها في الإثم سواء

٤٨ الخصومة تمحق الدين

٤٩ الجهاد ثلاثة جهاد باليد و جهاد باللسان و جهاد بالقلب فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ثم لسانك ثم يصير إلى القلب فإن كان لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا نكس فجعل أعلاه أسفله

٢٦٠

50 ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد عليها قبل ظهورها على لسانه

51 الحاجة مسألة و الدعاء زيادة و الحمد شكر و الندم توبة

52 لن و احلم تنبل و لا تكن معجبا فتمقت و تمتهن

53 ما لي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم و لا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة و الذنوب في اعتقاداتهم و أعمالهم

54 الفقر هو أصل حسن سياسة الناس و ذلك أنه إذا كان من حسن السياسة أن يكون بعض الناس يسوس و بعضهم يساس و كان من يساس لا يستقيم أن يساس من غير أن يكون فقيرا محتاجا فقد تبين أن الفقر هو السبب الذي به يقوم حسن السياسة

55 لا تتكلم بين يدي أحد من الناس دون أن تسمع كلامه و تقيس ما في نفسك من العلم إلى ما في نفسه فإن وجدت ما في نفسه أكثر فحينئذ ينبغي لك أن تروم زيادة الشي‏ء الذي به يفضل على ما عندك

56 إذا كان اللسان آلة لترجمة ما يخطر في النفس فليس ينبغي أن تستعمله فيما لم يخطر فيها

57 إذا كان الآباء هم السبب في الحياة فمعلمو الحكمة و الدين هم السبب في جودتها

58 و شكا إليه رجل تعذر الرزق فقال مه لا تجاهد الرزق جهاد المغالب و لا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة و الإجمال

٢٦١

في الطلب من العفة و ليست العفة دافعة رزقا و لا الحرص جالبا فضلا لأن الرزق مقسوم و في شدة الحرص اكتساب المآثم

59 إذا استغنيت عن شي‏ء فدعه و خذ ما أنت محتاج إليه

60 العمر أقصر من أن تعلم كل ما يحسن بك علمه فتعلم الأهم فالأهم

61 من رضي بما قسم له استراح قلبه و بدنه

62 أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه بطنه و فرجه

63 ليس في الحواس الظاهرة شي‏ء أشرف من العين فلا تعطوها سؤلها فيشغلكم عن ذكر الله

64 ارحموا ضعفاءكم فالرحمة لهم سبب رحمة الله لكم

65 إزالة الجبال أسهل من إزالة دولة قد أقبلت فاستعينوا بالله و اصبروا ف إِنَّ اَلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ

66 قال له عثمان في كلام تلاحيا فيه حتى جرى ذكر أبي بكر و عمر أبو بكر و عمر خير منك فقال أنا خير منك و منهما عبدت الله قبلهما و عبدته بعدهما

67 أوثق سلم يتسلق عليه إلى الله تعالى أن يكون خيرا

68 ليس الموسر من كان يساره باقيا عنده زمانا يسيرا و كان يمكن أن يغتصبه غيره منه و لا يبقى بعد موته له لكن اليسار على الحقيقة هو الباقي دائما عند مالكه و لا يمكن أن يؤخذ منه و يبقى له بعد موته و ذلك هو الحكمة

69 الشرف اعتقاد المنن في أعناق الرجال

٢٦٢

70 يضر الناس أنفسهم في ثلاثة أشياء الإفراط في الأكل اتكالا على الصحة و تكلف حمل ما لا يطاق اتكالا على القوة و التفريط في العمل اتكالا على القدر

71 أحزم الناس من ملك جده هزله و قهر رأيه هواه و أعرب عن ضميره فعله و لم يخدعه رضاه عن حظه و لا غضبه عن كيده

72 من لم يصلح خلائقه لم ينفع الناس تأديبه

73 من اتبع هواه ضل و من حاد ساد و خمود الذكر أجمل من ذميم الذكر

74 لهب الشوق أخف محملا من مقاساة الملالة

75 بالرفق تنال الحاجة و بحسن التأني تسهل المطالب

76 عزيمة الصبر تطفئ نار الهوى و نفي العجب يؤمن به كيد الحساد

77 ما شي‏ء أحق بطول سجن من لسان

78 لا نذر في معصية و لا يمين في قطيعة

79 لكل شي‏ء ثمرة و ثمرة المعروف تعجيل السراح

80 إياكم و الكسل فإنه من كسل لم يؤد لله حقا

81 احسبوا كلامكم من أعمالكم و أقلوه إلا في الخير

82 أحسنوا صحبة النعم فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها

83 أكثروا ذكر الموت و يوم خروجكم من قبوركم و يوم وقوفكم بين يدي الله عزوجل يهن عليكم المصاب

٢٦٣

84 بحسب مجاهدة النفوس و ردها عن شهواتها و منعها عن مصافحة لذاتها و منع ما أدت إليه العيون الطامحة من لحظاتها تكون المثوبات و العقوبات و الحازم من ملك هواه فكان بملكه له قاهرا و لما قدحت الأفكار من سوء الظنون زاجرا فمتى لم ترد النفس عن ذلك هجم عليها الفكر بمطالبة ما شغفت به فعند ذلك تأنس بالآراء الفاسدة و الأطماع الكاذبة و الأماني المتلاشية و كما أن البصر إذا اعتل رأى أشباحا و خيالات لا حقيقة لها كذلك النفس إذا اعتلت بحب الشهوات و انطوت على قبيح الإرادات رأت الآراء الكاذبة فإلى الله سبحانه نرغب في إصلاح ما فسد من قلوبنا و به نستعين على إرشاد نفوسنا فإن القلوب بيده يصرفها كيف شاء

85 لا تؤاخين الفاجر فإنه يزين لك فعله و يود لو أنك مثله و يحسن لك أقبح خصاله و مدخله و مخرجه من عندك شين و عار و نقص و لا الأحمق فإنه يجهد لك نفسه و لا ينفعك و ربما أراد أن ينفعك فضرك سكوته خير لك من نطقه و بعده خير لك من قربه و موته خير لك من حياته و لا الكذاب فإنه لا ينفعك معه شي‏ء ينقل حديثك و ينقل الحديث إليك حتى إنه ليحدث بالصدق فلا يصدق

86 ما استقصى كريم قط قال تعالى في وصف نبيه( عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ )

87 رب كلمة يخترعها حليم مخافة ما هو شر منها و كفى بالحلم ناصرا

88 من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا و لا عن النار مهربا من عرف الله فأطاعه و عرف الشيطان فعصاه و عرف الحق فاتبعه و عرف الباطل فاتقاه و عرف الدنيا فرفضها و عرف الآخرة فطلبها

٢٦٤

89 من استحيا من الناس و لم يستحي من نفسه فليس لنفسه عند نفسه قدر

90 غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه

91 البلاغة النصر بالحجة و المعرفة بمواضع الفرصة و من البصر بالحجة أن تدع الإفصاح بها إلى الكناية عنها إذا كان الإفصاح أوعر طريقة و كانت الكناية أبلغ في الدرك و أحق بالظفر

92 إياك و الشهوات و ليكن مما تستعين به على كفها علمك بأنها ملهية لعقلك مهجنة لرأيك شائنة لغرضك شاغلة لك عن معاظم أمورك مشتدة بها التبعة عليك في آخرتك إنما الشهوات لعب فإذا حضر اللعب غاب الجد و لن يقام الدين و تصلح الدنيا إلا بالجد فإذا نازعتك نفسك إلى اللهو و اللذات فاعلم أنها قد نزعت بك إلى شر منزع و أرادت بك أفضح الفضوح فغالبها مغالبة ذلك و امتنع منها امتناع ذلك و ليكن مرجعك منها إلى الحق فإنك مهما تترك من الحق لا تتركه إلا إلى الباطل و مهما تدع من الصواب لا تدعه إلا إلى الخطإ فلا تداهنن هواك في اليسير فيطمع منك في الكثير و ليس شي‏ء مما أوتيت فاضلا عما يصلحك و ليس لعمرك و إن طال فضل عما ينوبك من الحق اللازم لك و لا بمالك و إن كثر فضل عما يجب عليك فيه و لا بقوتك و إن تمت فضل عن أداء حق الله عليك و لا برأيك و إن حزم فضل عما لا تعذر بالخطإ فيه فليمنعنك علمك بذلك من أن تطيل لك عمرا في غير نفع أو تضيع لك مالا في غير حق أو أن تصرف لك قوة في غير عبادة أو تعدل لك رأيا في غير رشد

٢٦٥

فالحفظ الحفظ لما أوتيت فإن بك إلى صغير ما أوتيت الكثير منه أشد الحاجة و عليك بما أضعته منه أشد الرزية و لا سيما العمر الذي كل منفذ سواه مستخلف و كل ذاهب بعده مرتجع فإن كنت شاغلا نفسك بلذة فلتكن لذتك في محادثة العلماء و درس كتبهم فإنه ليس سرورك بالشهوات بالغا منك مبلغا إلا و إكبابك على ذلك و نظرك فيه بالغه منك غير أن ذلك يجمع إلى عاجل السرور تمام السعادة و خلاف ذلك يجمع إلى عاجل الغي و خامة العاقبة و قديما قيل أسعد الناس أدركهم لهواه إذا كان هواه في رشده فإذا كان هواه في غير رشده فقد شقي بما أدرك منه و قديما قيل عود نفسك الجميل فباعتيادك إياه يعود لذيذا

93 وكل ثلاث بثلاث الرزق بالحمق و الحرمان بالعقل و البلاء بالمنطق ليعلم ابن آدم أن ليس له من الأمر شي‏ء

94 ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك عبدك و زوجتك و ابنك و قد روينا هذه الكلمة لعمر فيما تقدم

95 للمنافقين علامات يعرفون بها تحيتهم لعنة و طعامهم تهمة و غنيمتهم غلول لا يعرفون المساجد إلا هجرا و لا يأتون الصلاة إلا دبرا مستكبرون لا يألفون و لا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار

٢٦٦

96 الحسد حزن لازم و عقل هائم و نفس دائم و النعمة على المحسود نعمة و هي على الحاسد نقمة

97 يا حملة العلم أ تحملونه فإنما العلم لمن علم ثم عمل و وافق عمله علمه و سيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم علانيتهم و يخالف عملهم علمهم يقعدون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله سبحانه

98 تعلموا العلم صغارا تسودوا به كبارا تعلموا العلم و لو لغير الله فإنه سيصير لله العلم ذكر لا يحبه إلا ذكر من الرجال

99 ليس شي‏ء أحسن من عقل زانه علم و من علم زانه حلم و من حلم زانه صدق و من صدق زانه رفق و من رفق زانه تقوى إن ملإك العقل و مكارم الأخلاق صون العرض و الجزاء بالفرض و الأخذ بالفضل و الوفاء بالعهد و الإنجاز للوعد و من حاول أمرا بالمعصية كان أقرب إلى ما يخاف و أبعد مما يرجو

100 إذا جرت المقادير بالمكاره سبقت الآفة إلى العقل فحيرته و أطلقت الألسن بما فيه تلف الأنفس

101 لا تصحبوا الأشرار فإنهم يمنون عليكم بالسلامة منهم

102 لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم

103 لا تطلب سرعة العمل و اطلب تجويده فإن الناس لا يسألون في كم فرغ من العمل إنما يسألون عن جودة صنعته

104 ليس كل ذي عين يبصر و لا كل ذي أذن يسمع فتصدقوا على أولي العقول الزمنة و الألباب الحائرة بالعلوم التي هي أفضل صدقاتكم ثم تلا( إِنَّ اَلَّذِينَ

٢٦٧

يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ اَلْبَيِّناتِ وَ اَلْهُدى‏ مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي اَلْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اَللاَّعِنُونَ )

105 من أتت عليه الأربعون من السنين قيل له خذ حذرك من حلول المقدور فإنك غير معذور و ليس أبناء الأربعين بأحق بالحذر من أبناء العشرين فإن طالبهما واحد و ليس عن الطلب براقد و هو الموت فاعمل لما أمامك من الهول و دع عنك زخرف القول

106 سئل عن القدر فقال أقصر أم أطيل قيل بل تقصر فقال جل الله أن يريد الفحشاء و عز عن أن يكون له في الملك إلا ما يشاء

107 من علم أنه يفارق الأحباب و يسكن التراب و يواجه الحساب و يستغني عما ترك و يفتقر إلى ما قدم كان حريا بقصر الأمل و طول العمل

108 المؤمن لا تختله كثرة المصائب و تواتر النوائب عن التسليم لربه و الرضا بقضائه كالحمامة التي تؤخذ فراخها من وكرها ثم تعود إليه

109 ما مات من أحيا علما و لا افتقر من ملك فهما

110 العلم صبغ النفس و ليس يفوق صبغ الشي‏ء حتى ينظف من كل دنس

111 اعلم أن الذي مدحك بما ليس فيك إنما هو مخاطب غيرك و ثوابه و جزاؤه قد سقطا عنك

112 إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة و إحسانك إلى النذل يبعثه على معاودة المسألة

٢٦٨

113 الأشرار يتتبعون مساوئ الناس و يتركون محاسنهم كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة

114 موت الرؤساء أسهل من رئاسة السفلة

115 ينبغي لمن ولي أمر قوم أن يبدأ بتقويم نفسه قبل أن يشرع في تقويم رعيته و إلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل العود قبل أن يستقيم ذلك العود

116 إذا قوي الوالي في عمله حركته ولايته على حسب ما هو مركوز في طبعه من الخير و الشر

117 ينبغي للوالي أن يعمل بخصال ثلاث تأخير العقوبة منه في سلطان الغضب و الأناة فيما يرتئيه من رأي و تعجيل مكافأة المحسن بالإحسان فإن في تأخير العقوبة إمكان العفو و في تعجيل المكافأة بالإحسان طاعة الرعية و في الأناة انفساح الرأي و حمد العاقبة و وضوح الصواب 118 من حق العالم على المتعلم ألا يكثر عليه السؤال و لا يعنته في الجواب و لا يلح عليه إذا كسل و لا يفشي له سرا و لا يغتاب عنده أحدا و لا يطلب عثرته فإذا زل تأنيت أوبته و قبلت معذرته و أن تعظمه و توقره ما حفظ أمر الله و عظمه و ألا تجلس أمامه و إن كانت له حاجة سبقت غيرك إلى خدمته فيها و لا تضجرن من صحبته فإنما هو بمنزلة النخلة ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة و خصه بالتحية و احفظ شاهده و غائبة و ليكن ذلك كله لله عزوجل فإن العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله و إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه و طالب العلم تشيعه الملائكة حتى يرجع

٢٦٩

119 وصول معدم خير من جاف مكثر و من أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده

120 لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة و لا صياما و لا حجا و لا اعتمارا و لكن عقلوا عن الله أمره فحسنت طاعتهم و صح ورعهم و كمل يقينهم ففاقوا غيرهم بالحظوة و رفيع المنزلة

121 ما من عبد إلا و معه ملك يقيه ما لم يقدر له فإذا جاء القدر خلاه و إياه

122 إن الله سبحانه أدب نبيه ص بقوله( خُذِ اَلْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْجاهِلِينَ ) فلما علم أنه قد تأدب قال له( وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) فلما استحكم له من رسوله ما أحب قال( وَ ما آتاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )

123 كنت أنا و العباس و عمر نتذاكر المعروف فقلت أنا خير المعروف ستره و قال العباس خيره تصغيره و قال عمر خيره تعجيله فخرج علينا رسول الله فقال فيم أنتم فذكرنا له فقال خيره أن يكون هذا كله فيه

124 العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم

125 إذا خبث الزمان كسدت الفضائل و ضرت و نفقت الرذائل و نفعت و كان خوف الموسر أشد من خوف المعسر

126 انظر إلى المتنصح إليك فإن دخل من حيث يضار الناس فلا تقبل

٢٧٠

نصيحته و تحرز منه و إن دخل من حيث العدل و الصلاح فاقبلها منه

127 أعداء الرجل قد يكونوا أنفع من إخوانه لأنهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها و يخاف شماتتهم به فيضبط نعمته و يتحرز من زوالها بغاية طوقه

128 المرآة التي ينظر الإنسان فيها إلى أخلاقه هي الناس لأنه يرى محاسنه من أوليائه منهم و مساويه من أعدائه فيهم

129 انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا و تشينه به و إن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين

130 موقع الصواب من الجهال مثل موقع الخطإ من العلماء

131 ذك قلبك بالأدب كما تذكى النار بالحطب

132 كفر النعمة لؤم و صحبة الجاهل شؤم

133 عاديت من ماريت

134 لا تصرم أخاك على ارتياب و لا تقطعه دون استعتاب

135 خير المقال ما صدقه الفعال

136 إذا لم ترزق غنى فلا تحرمن تقوى

137 من عرف الدنيا لم يحزن للبلوى

138 دع الكذب تكرما إن لم تدعه تأثما

139 الدنيا طواحة طراحة فضاحة آسية جراحة

140 الدنيا جمة المصائب مرة المشارب لا تمتع صاحبا بصاحب

141 المعتذر من غير ذنب يوجب على نفسه الذنب

٢٧١

142 من كسل لم يؤد حقا

143 كثرة الجدال تورث الشك

144 خير القلوب أوعاها

145 الحياء لباس سابغ و حجاب مانع و ستر من المساوئ واق و حليف للدين و موجب للمحبة و عين كالئة تذود عن الفساد و تنهى عن الفحشاء و العجلة في الأمور مكسبة للمذلة و زمام للندامة و سلب للمروءة و شين للحجى و دليل على ضعف العقيدة

146 إذا بلغ المرء من الدنيا فوق قدره تنكرت للناس أخلاقه

147 لا تصحب الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه شرا و أنت لا تعلم

148 موت الصالح راحة لنفسه و موت الطالح راحة للناس

149 ينبغي للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارة الدواء

150 إن حسدك أخ من إخوانك على فضيلة ظهرت منك فسعى في مكروهك فلا تقابله بمثل ما كافحك به فتعذر نفسه في الإساءة إليك و تشرع له طريقا إلى ما يحبه فيك لكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التي حسدك عليها فإنك تسوءه من غير أن توجده حجة عليك

151 إذا أردت أن تعرف طبع الرجل فاستشره فإنك تقف من مشورته على عدله و جوره و خيره و شره

152 يجب عليك أن تشفق على ولدك أكثر من إشفاقه عليك

153 زمان الجائر من السلاطين و الولاة أقصر من زمان العادل لأن الجائر مفسد و العادل مصلح و إفساد الشي‏ء أشرع من إصلاحه

٢٧٢

154 إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه و لا تركب مثل مركوبه و لا تستخدم كخدمه فعساك تسلم منه

155 لا تحدث بالعلم السفهاء فيكذبوك و لا الجهال فيستثقلوك و لكن حدث به من يتلقاه من أهله بقبول و فهم يفهم عنك ما تقول و يكتم عليك ما يسمع فإن لعلمك عليك حقا كما أن عليك في مالك حقا بذله لمستحقه و منعه عن غير مستحقه

156 اليقين فوق الإيمان و الصبر فوق اليقين و من أفرط رجاؤه غلبت الأماني على قلبه و استعبدته

157 إياك و صاحب السوء فإنه كالسيف كالمسلول يروق منظره و يقبح أثره

158 يا ابن آدم احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى الموت فيها فلا تجده

159 من أخطأه سهم المنية قيده الهرم

160 من سمع بفاحشة فأبداها كان كمن أتاها

161 العاقل من اتهم رأيه و لم يثق بما سولته له نفسه

162 من سامح نفسه فيما يحب أتعبها فيما لا يحب

163 كفى ما مضى مخبرا عما بقي و كفى عبرا لذوي الألباب ما جربوا

164 أمر لا تدري متى يغشاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك

٢٧٣

165 ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة

166 إذا أعجبك ما يتواصفه الناس من محاسنك فانظر فيما بطن من مساوئك و لتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من مدح المادحين لك

167 من مدحك بما ليس فيك من الجميل و هو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح و هو ساخط عليك

168 إذا تشبه صاحب الرياء بالمخلصين في الهيئة كان مثل الوارم الذي يوهم الناس أنه سمين فيظن الناس ذلك فيه و هو يستر ما يلقى من الألم التابع للورم

169 إذا قويت نفس الإنسان انقطع إلى الرأي و إذ ضعفت انقطع إلى البخت

170 الرغبة إلى الكريم تحركه على البذل و إلى الخسيس تغريه بالمنع

171 خيار الناس يترفعون عن ذكر معايب الناس و يتهمون المخبر بها و يأثرون الفضائل و يتعصبون لأهلها و يستعرضون مآثر الرؤساء و إفضالهم عليهم و يطالبون أنفسهم بالمكافأة عليها و حسن الرعاية لها

172 لكل شي‏ء قوت و أنتم قوت الهوام و من مشى على ظهر الأرض فإن مصيره إلى بطنها

173 من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه و حنينه إلى أوطانه و حفظه قديم إخوانه

٢٧٤

174 و من دعائه اللهم إن كنا قد قصرنا عن بلوغ طاعتك فقد تمسكنا من طاعتك بأحبها إليك لا إله إلا أنت جاءت بالحق من عندك

175 أصابت الدنيا من أمنها و أصاب الدنيا من حذرها

176 و وقف على قوم أصيبوا بمصيبة فقال إن تجزعوا فحق الرحم بلغتم و إن تصبروا فحق الله أديتم

177 مكارم الأخلاق عشر خصال السخاء و الحياء و الصدق و أداء الأمانة و التواضع و الغيرة و الشجاعة و الحلم و الصبر و الشكر

178 من أداء الأمانة المكافأة على الصنيعة لأنها كالوديعة عندك

179 الخير النفس تكون الحركة في الخير عليه سهلة متيسرة و الحركة في الإضرار عسرة بطيئة و الشرير بالضد من ذلك

180 البخلاء من الناس يكون تغافلهم عن عظيم الجرم أسهل عليهم من المكافأة على يسير الإحسان

181 مثل الإنسان الحصيف مثل الجسم الصلب الكثيف يسخن بطيئا و تبرد تلك السخونة بأطول من ذلك الزمان

182 ثلاثة يرحمون عاقل يجري عليه حكم جاهل و ضعيف في يد ظالم قوي و كريم قوم احتاج إلى لئيم

183 من صحب السلطان وجب أن يكون معه كراكب البحر إن سلم بجسمه من الغرق لم يسلم بقلبه من الفرق

٢٧٥

184 لا تقبلن في استعمال عمالك و أمرائك شفاعة إلا شفاعة الكفاية و الأمانة

185 إذا استشارك عدوك فجرد له النصيحة لأنه باستشارتك قد خرج من عدواتك و دخل في مودتك

186 العدل صورة واحدة و الجور صور كثيرة و لهذا سهل ارتكاب الجور و صعب تحري العدل و هما يشبهان الإصابة في الرماية و الخطأ فيها و إن الإصابة تحتاج إلى ارتياض و تعهد و الخطأ لا يحتاج إلى شي‏ء من ذلك

187 لا يخطئ المخلص في الدعاء إحدى ثلاث ذنب يغفر أو خير يعجل أو شر يؤجل

188 لا ينتصف ثلاثة من ثلاثة بر من فاجر و عاقل من جاهل و كريم من لئيم

189 أشرف الملوك من لم يخالطه البطر و لم يحل عن الحق و أغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيرا و خير الأصدقاء من لم يكن على إخوانه مستصعبا و خير الأخلاق أعونها على التقى و الورع

190 أربع القليل منهن كثير النار و العداوة و المرض و الفقر

191 أربعة من الشقاء جار السوء و ولد السوء و امرأة السوء و المنزل الضيق

192 أربعة تدعو إلى الجنة كتمان المصيبة و كتمان الصدقة و بر الوالدين و الإكثار من قول لا إله إلا الله

٢٧٦

193 لا تصحب الجاهل فإن فيه خصالا فاعرفوه بها يغضب من غير غضب و يتكلم في غير نفع و يعطي في غير موضع الإعطاء و لا يعرف صديقه من عدوه و يفشي سره إلى كل أحد

194 إياك و مواقف الاعتذار فرب عذر أثبت الحجة على صاحبه و إن كان بريئا

195 الصراط ميدان يكثر فيه العثار فالسالم ناج و العاثر هالك

196 لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل

197 إن لله عبادا في الأرض كأنما رأوا أهل الجنة في جنتهم و أهل النار في نارهم اليقين و أنواره لامعة على وجوههم قلوبهم محزونة و شرورهم مأمونة و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة صبروا أياما قليلة لراحة طويلة أما الليل فصافون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى الله سبحانه بأدعيتهم قد حلا في أفواههم و حلا في قلوبهم طعم مناجاته و لذيذ الخلوة به قد أقسم الله على نفسه بجلال عزته ليورثنهم المقام الأعلى في مقعد صدق عنده و أما نهارهم فحلماء علماء بررة أتقياء كالقداح ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى و ما بالقوم من مرض أو يقول قد خولطوا و لعمري لقد خالطهم أمر عظيم جليل

198 عاتبه عثمان فأكثر و هو ساكت فقال ما لك لا تقول قال إن قلت لم أقل إلا ما تكره و ليس لك عندي إلا ما تحب

199 بليت في حرب الجمل بأشد الخلق شجاعة و أكثر الخلق ثروة و بذلا و أعظم الخلق في الخلق طاعة و أوفى الخلق كيدا و تكثرا بليت بالزبير لم يرد وجهه قط

٢٧٧

و بيعلى بن منية يحمل المال على الإبل الكثيرة و يعطي كل رجل ثلاثين دينارا و فرسا على أن يقاتلني و بعائشة ما قالت قط بيدها هكذا إلا و اتبعها الناس و بطلحة لا يدرك غوره و لا يطال مكره

200 بعث عثمان بن حنيف إلى طلحة و الزبير فعاد فقال يا أمير المؤمنين جئتك بالخيبة فقال كلا أصبت خيرا و أجرت ثم قال إن من العجب انقيادهما لأبي بكر و عمر و خلافهما علي أما و الله إنهما ليعلمان أني لست بدون واحد منهما اللهم عليك بهما

201 الرزق مقسوم و الأيام دول و الناس شرع سواء آدم أبوهم و حواء أمهم

202 قوت الأجسام الغذاء و قوت العقول الحكمة فمتى فقد واحد منهما قوته بار و اضمحل

203 الصبر على مشقة العباد يترقى بك إلى شرف الفوز الأكبر

204 الروح حياة البدن و العقل حياة الروح

205 حقيق بالإنسان أن يخشى الله بالغيب و يحرس نفسه من العيب و يزداد خيرا مع الشيب

206 أفضل الولاة من بقي بالعدل ذكره و استمده من يأتي بعده

207 قدم العدل على البطش تظفر بالمحبة و لا تستعمل الفعل حيث ينجع القول

٢٧٨

208 البخيل يسخو من عرضه بمقدار ما يبخل به من ماله و السخي يبخل من عرضه بمقدار ما يسخو به من ماله

209 فضل العقل على الهوى لأن العقل يملكك الزمان و الهوى يستعبدك للزمان

210 كل ما حملت عليه الحر احتمله و رآه زيادة في شرفه إلا ما حطه جزءا من حريته فإنه يأباه و لا يجيب إليه

211 إذا منعك اللئيم البر مع إعظامه حقك كان أحسن من بذل السخي لك إياه مع الاستخفاف بك

212 الملك كالنهر العظيم تستمد منه الجداول فإن كان عذبا عذبت و إن كان ملحا ملحت

213 الفرق بين السخاء و التبذير أن السخي يسمح بما يعرف مقداره و مقدار الرغبة فيه إليه و يضعه بحيث يحسن وضعه و تزكو عارفته و المبذر يسمح بما لا يوازن به رغبة الراغب و لا حق القاصد و لا مقدار ما أولى و يستفزه لذلك خطرة من خطراته و التصدي لإطراء مطر له بينهما بون بعيد

214 لا تلاج الغضبان فإنك تقلقه باللجاج و لا ترده إلى الصواب

215 لا تفرح بسقطة غيرك فإنك لا تدري ما تتصرف الأيام بك

216 قليل العلم إذا وقر في القلب كالطل يصيب الأرض المطمئنة فتعشب

217 مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب و طعمها

٢٧٩

طيب و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر و مثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مر و لا ريح لها

218 المؤمن إذا نظر اعتبر و إذا سكت تفكر و إذا تكلم ذكر و إذا استغنى شكر و إذا أصابته شدة صبر فهو قريب الرضا بعيد السخط يرضيه عن الله اليسير و لا يسخطه البلاء الكثير قوته لا تبلغ به و نيته تبلغ مغموسة في الخير يده ينوي كثيرا من الخير و يعمل بطائفة منه و يتلهف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به و المنافق إذا نظر لها و إذا سكت سها و إذا تكلم لغا و إذا أصابه شدة شكا فهو قريب السخط بعيد الرضا يسخطه على الله اليسير و لا يرضيه الكثير قوته تبلغ و نيته لا تبلغ مغموسة في الشر يده ينوي كثيرا من الشر و يعمل بطائفة منه فيتلهف على ما فاته من الشر كيف لم يأمر به و كيف لم يعمل به على لسان المؤمن نور يسطع و على لسان المنافق شيطان ينطق

219 سوء الظن يدوي القلوب و يتهم المأمون و يوحش المستأنس و يغير مودة الإخوان

220 إذا لم يكن في الدنيا إلا محتاج فأغنى الناس أقنعهم بما رزق

221 قيل له إن درعك صدر لا ظهر لها إنا نخاف أن تؤتى من قبل ظهرك فقال إذا وليت فلا واءلت

222 أشد الأشياء الإنسان لأن أشدها فيما يرى الجبل و الحديد

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351