كتاب شرح نهج البلاغة الجزء ٢٠

كتاب شرح نهج البلاغة0%

كتاب شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 351

كتاب شرح نهج البلاغة

مؤلف: ابن أبي الحديد
تصنيف:

الصفحات: 351
المشاهدات: 38844
تحميل: 6358


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 351 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38844 / تحميل: 6358
الحجم الحجم الحجم
كتاب شرح نهج البلاغة

كتاب شرح نهج البلاغة الجزء 20

مؤلف:
العربية

و فاطمة و العباس ما زالوا على كلمة واحدة يكذبون الرواية نحن معاشر الأنبياء لا نورث و يقولون إنها مختلفة.قالوا و كيف كان النبي ص يعرف هذا الحكم غيرنا و يكتمه عنا و نحن الورثة و نحن أولى الناس بأن يؤدى هذا الحكم إليه و هذا عمر بن الخطاب يشهد لأهل الشورى أنهم النفر الذين توفي رسول الله ص و هو عنهم راض ثم يأمر بضرب أعناقهم إن أخروا فصل حال الإمامة هذا بعد أن ثلبهم و قال في حقهم ما لو سمعته العامة اليوم من قائل لوضعت ثوبه في عنقه سحبا إلى السلطان ثم شهدت عليه بالرفض و استحلت دمه فإن كان الطعن على بعض الصحابة رفضا فعمر بن الخطاب أرفض الناس و إمام الروافض كلهم ثم ما شاع و اشتهر من قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه و هذا طعن في العقد و قدح في البيعة الأصلية.ثم ما نقل عنه من ذكر أبي بكر في صلاته و قوله عن عبد الرحمن ابنه دويبة سوء و لهو خير من أبيه ثم عمر القائل في سعد بن عبادة و هو رئيس الأنصار و سيدها اقتلوا سعدا قتل الله سعدا اقتلوه فإنه منافق و قد شتم أبا هريرة و طعن في روايته و شتم خالد بن الوليد و طعن في دينه و حكم بفسقه و بوجوب قتله و خون عمرو بن العاص و معاوية بن أبي سفيان و نسبهما إلى سرقة مال الفي‏ء و اقتطاعه و كان سريعا إلى المساءة كثير الجبه و الشتم و السب لكل أحد و قل أن يكون في الصحابة من سلم من معرة لسانه أو يده و لذلك أبغضوه و ملوا أيامه مع كثرة الفتوح فيها فهلا احترم عمر الصحابة كما تحترمهم العامة إما أن يكون عمر مخطئا و إما أن تكون العامة على الخطإ.

٢١

فإن قالوا عمر ما شتم و لا ضرب و لا أساء إلا إلى عاص مستحق لذلك قيل لهم فكأنا نحن نقول إنا نريد أن نبرأ و نعادي من لا يستحق البراءة و المعاداة كلا ما قلنا هذا و لا يقول هذا مسلم و لا عاقل و إنما غرضنا الذي إليه نجري بكلامنا هذا أن نوضح أن الصحابة قوم من الناس لهم ما للناس و عليهم ما عليهم من أساء منهم ذممناه و من أحسن منهم حمدناه و ليس لهم على غيرهم من المسلمين كبير فضل إلا بمشاهدة الرسول و معاصرته لا غير بل ربما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم لأنهم شاهدوا الأعلام و المعجزات فقربت اعتقاداتهم من الضرورة و نحن لم نشاهد ذلك فكانت عقائدنا محض النظر و الفكر و بعرضية الشبه و الشكوك فمعاصينا أخف لأنا أعذر.ثم نعود إلى ما كنا فيه فنقول و هذه عائشة أم المؤمنين خرجت بقميص رسول الله ص فقالت للناس هذا قميص رسول الله لم يبل و عثمان قد أبلى سنته ثم تقول اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا ثم لم ترض بذلك حتى قالت أشهد أن عثمان جيفة على الصراط غدا فمن الناس من يقول روت في ذلك خبرا و من الناس من يقول هو موقوف عليها و بدون هذا لو قاله إنسان اليوم يكون عند العامة زنديقا ثم قد حصر عثمان حصرته أعيان الصحابة فما كان أحد ينكر ذلك و لا يعظمه و لا يسعى في إزالته و إنما أنكروا على من أنكر على المحاصرين له و هو رجل كما علمتم من وجوه أصحاب رسول الله ص ثم من أشرافهم ثم هو أقرب إليه من أبي بكر و عمر و هو مع ذلك إمام المسلمين و المختار منهم للخلافة و للإمام حق على رعيته عظيم فإن كان القوم قد أصابوا فإذن ليست الصحابة في الموضع الذي وضعتها به العامة و إن كانوا ما أصابوا فهذا هو الذي نقول من أن الخطأ جائز على

٢٢

آحاد الصحابة كما يجوز على آحادنا اليوم و لسنا نقدح في الإجماع و لا ندعي إجماعا حقيقيا على قتل عثمان و إنما نقول إن كثيرا من المسلمين فعلوا ذلك و الخصم يسلم أن ذلك كان خطأ و معصية فقد سلم أن الصحابي يجوز أن يخطئ و يعصي و هو المطلوب.و هذا المغيرة بن شعبة و هو من الصحابة ادعى عليه الزنا و شهد عليه قوم بذلك فلم ينكر ذلك عمر و لا قال هذا محال و باطل لأن هذا صحابي من صحابة رسول الله ص لا يجوز عليه الزنا و هلا أنكر عمر على الشهود و قال لهم ويحكم هلا تغافلتم عنه لما رأيتموه يفعل ذلك فإن الله تعالى قد أوجب الإمساك عن مساوئ أصحاب رسول الله ص و أوجب الستر عليهم و هلا تركتموه لرسول الله ص في قوله دعوا لي أصحابي ما رأينا عمر إلا قد انتصب لسماع الدعوى و إقامة الشهادة و أقبل يقول للمغيرة يا مغيرة ذهب ربعك يا مغيرة ذهب نصفك يا مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك حتى اضطرب الرابع فجلد الثلاثة و هلا قال المغيرة لعمر كيف تسمع في قول هؤلاء و ليسوا من الصحابة و أنا من الصحابة و رسول الله ص قد قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ما رأيناه قال ذلك بل استسلم لحكم الله تعالى و هاهنا من هو أمثل من المغيرة و أفضل قدامة بن مظعون لما شرب الخمر في أيام عمر فأقام عليه الحد و هو رجل من علية الصحابة و من أهل بدر و المشهود لهم بالجنة فلم يرد عمر الشهادة و لا درأ عنه الحد لعلة أنه بدري و لا قال قد نهى رسول الله ص عن ذكر مساوئ الصحابة و قد ضرب عمر أيضا ابنه حدا فمات و كان ممن عاصر رسول الله ص و لم تمنع معاصرته له من إقامة الحد عليه.و هذا علي ع يقول ما حدثني أحد بحديث عن رسول الله ص

٢٣

إلا استحلفته عليه أ ليس هذا اتهاما لهم بالكذب و ما استثنى أحدا من المسلمين إلا أبا بكر على ما ورد في الخبر و قد صرح غير مرة بتكذيب أبي هريرة و قال لا أحد أكذب من هذا الدوسي على رسول الله ص و قال أبو بكر في مرضه الذي مات فيه وددت أني لم أكشف بيت فاطمة و لو كان أغلق على حرب فندم و الندم لا يكون إلا عن ذنب.ثم ينبغي للعاقل أن يفكر في تأخر علي ع عن بيعة أبي بكر ستة أشهر إلى أن ماتت فاطمة فإن كان مصيبا فأبو بكر على الخطإ في انتصابه في الخلافة و إن كان أبو بكر مصيبا فعلي على الخطإ في تأخره عن البيعة و حضور المسجد ثم قال أبو بكر في مرض موته أيضا للصحابة فلما استخلفت عليكم خيركم في نفسي يعني عمر فكلكم ورم لذلك أنفه يريد أن يكون الأمر له لما رأيتم الدنيا قد جاءت أما و الله لتتخذن ستائر الديباج و نضائد الحرير أ ليس هذا طعنا في الصحابة و تصريحا بأنه قد نسبهم إلى الحسد لعمر لما نص عليه بالعهد و لقد قال له طلحة لما ذكر عمر للأمر ما ذا تقول لربك إذا سألك عن عباده و قد وليت عليهم فظا غليظا فقال أبو بكر أجلسوني أجلسوني بالله تخوفني إذا سألني قلت وليت عليهم خير أهلك ثم شتمه بكلام كثير منقول فهل قول طلحة إلا طعن في عمر و هل قول أبي بكر إلا طعن في طلحة.ثم الذي كان بين أبي بن كعب و عبد الله بن مسعود من السباب حتى نفى كل واحد منهما الآخر عن أبيه و كلمة أبي بن كعب مشهورة منقولة ما زالت هذه الأمة مكبوبة على وجهها منذ فقدوا نبيهم و قوله ألا هلك أهل العقيدة و الله ما آسى عليهم إنما آسى على من يضلون من الناس.

٢٤

ثم قول عبد الرحمن بن عوف ما كنت أرى أن أعيش حتى يقول لي عثمان يا منافق و قوله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما وليت عثمان شسع نعلي و قوله اللهم إن عثمان قد أبى أن يقيم كتابك فافعل به و افعل.و قال عثمان لعلي ع في كلام دار بينهما أبو بكر و عمر خير منك فقال علي كذبت أنا خير منك و منهما عبدت الله قبلهما و عبدته بعدهما.و روى سفيان بن عينية عن عمرو بن دينار قال كنت عند عروة بن الزبير فتذاكرناكم أقام النبي بمكة بعد الوحي فقال عروة أقام عشرا فقلت كان ابن عباس يقول ثلاث عشرة فقال كذب ابن عباس و قال ابن عباس المتعة حلال فقال له جبير بن مطعم كان عمر ينهى عنها فقال يا عدي نفسه من هاهنا ضللتم أحدثكم عن رسول الله ص و تحدثني عن عمر.و جاء في الخبر عن علي ع لو لا ما فعل عمر بن الخطاب في المتعة ما زنى إلا شقي و قيل ما زنى إلا شفا أي قليلا فأما سبب بعضهم بعضا و قدح بعضهم في بعض في المسائل الفقهية فأكثر من أن يحصى مثل قول ابن عباس و هو يرد على زيد مذهبه القول في الفرائض إن شاء أو قال من شاء باهلته إن الذي أحصى رمل عالج عددا أعدل من أن يجعل في مال نصفا و نصفا و ثلثا هذان النصفان قد ذهبا بالمال فأين موضع الثلث.

٢٥

و مثل قول أبي بن كعب في القرآن لقد قرأت القرآن و زيد هذا غلام ذو ذؤابتين يلعب بين صبيان اليهود في المكتب.و قال علي ع في أمهات الأولاد و هو على المنبر كان رأيي و رأي عمر ألا يبعن و أنا أرى الآن بيعهن فقام إليه عبيدة السلماني فقال رأيك في الجماعة أحب إلينا من رأيك في الفرقة.و كان أبو بكر يرى التسوية في قسم الغنائم و خالفه عمر و أنكر فعله.و أنكرت عائشة على أبي سلمة بن عبد الرحمن خلافه على ابن عباس في عدة المتوفى عنها زوجها و هي حامل و قالت فروج يصقع مع الديكة.و أنكرت الصحابة على ابن عباس قوله في الصرف و سفهوا رأيه حتى قيل إنه تاب من ذلك عند موته.و اختلفوا في حد شارب الخمر حتى خطأ بعضهم بعضا.و روى بعض الصحابة عن النبي ص أنه قال الشؤم في ثلاثة المرأة و الدار و الفرس فأنكرت عائشة ذلك و كذبت الراوي و قالت إنه إنما قال ع ذلك حكاية عن غيره.و روى بعض الصحابة عنه ع أنه قال التاجر فاجر فأنكرت عائشة ذلك و كذبت الراوي و قالت إنما قاله ع في تاجر دلس.و أنكر قوم من الأنصار

رواية أبي بكر الأئمة من قريش و نسبوه إلى افتعال هذه الكلمة.

٢٦

و كان أبو بكر يقضي بالقضاء فينقضه عليه أصاغر الصحابة كبلال و صهيب و نحوهما قد روي ذلك في عدة قضايا.و قيل لابن عباس إن عبد الله بن الزبير يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس موسى بني إسرائيل فقال كذب عدو الله أخبرني أبي بن كعب قال خطبنا رسول الله ص و ذكر كذا بكلام يدل على أن موسى صاحب الخضر هو موسى بني إسرائيل.و باع معاوية أواني ذهب و فضة بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء سمعت رسول الله ص ينهى عن ذلك فقال معاوية أما أنا فلا أرى به بأسا فقال أبو الدرداء من عذيري من معاوية أخبره عن الرسول ص و هو يخبرني عن رأيه و الله لا أساكنك بأرض أبدا.و طعن ابن عباس في أبي هريرة

عن رسول الله ص إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخلن يده في الإناء حتى يتوضأ و قال فما نصنع بالمهراس.و قال علي ع لعمر و قد أفتاه الصحابة في مسألة و أجمعوا عليها إن كانوا راقبوك فقد غشوك و إن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا.و قال ابن عباس أ لا يتقي الله زيد بن ثابت يجعل ابن الابن ابنا و لا يجعل أب الأب أبا.و قالت عائشة أخبروا زيد بن أرقم أنه قد أحبط جهاده مع رسول الله ص.

٢٧

و أنكرت الصحابة على أبي موسى قوله إن النوم لا ينقض الوضوء و نسبته إلى الغفلة و قلة التحصيل و كذلك أنكرت على أبي طلحة الأنصاري قوله إن أكل البرد لا يفطر الصائم و هزئت به و نسبته إلى الجهل.و سمع عمر عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب يختلفان في صلاة الرجل في الثوب الواحد فصعد المنبر و قال إذا اختلف اثنان من أصحاب رسول الله ص فعن أي فتياكم يصدر المسلمون لا أسمع رجلين يختلفان بعد مقامي هذا إلا فعلت و صنعت.و قال جرير بن كليب رأيت عمر ينهى عن المتعة و علي ع يأمر بها فقلت إن بينكما لشرا فقال علي ع ليس بيننا إلا الخير و لكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين.قال هذا المتكلم و كيف يصح أن يقول رسول الله ص أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم لا شبهة أن هذا يوجب أن يكون أهل الشام في صفين على هدى و أن يكون أهل العراق أيضا على هدى و أن يكون قاتل عمار بن ياسر مهتديا و قد صح الخبر الصحيح أنه قال له تقتلك الفئة الباغية و قال في القرآن( فَقاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اَللَّهِ ) فدل على أنها ما دامت موصوفة بالمقام على البغي مفارقة لأمر الله و من يفارق أمر الله لا يكون مهتديا.و كان يجب أن يكون بسر بن أبي أرطاة الذي ذبح ولدي عبيد الله بن عباس الصغيرين مهتديا لأن بسرا من الصحابة أيضا و كان يجب أن يكون عمرو بن العاص و معاوية اللذان كانا يلعنان عليا أدبار الصلاة و ولديه مهتديين و قد كان في الصحابة من يزني و من يشرب الخمر كأبي محجن الثقفي و من يرتد عن الإسلام كطليحة بن خويلد فيجب أن يكون كل من اقتدى بهؤلاء في أفعالهم مهديا.

٢٨

قال و إنما هذا من موضوعات متعصبة الأموية فإن لهم من ينصرهم بلسانه و بوضعه الأحاديث إذا عجز عن نصرهم بالسيف.و كذا القول في الحديث الآخر و هو قوله القرن الذي أنا فيه و مما يدل على بطلانه أن القرن الذي جاء بعده بخمسين سنة شر قرون الدنيا و هو أحد القرون التي ذكرها في النص و كان ذلك القرن هو القرن الذي قتل فيه الحسين و أوقع بالمدينة و حوصرت مكة و نقضت الكعبة و شربت خلفاؤه و القائمون مقامه و المنتصبون في منصب النبوة الخمور و ارتكبوا الفجور كما جرى ليزيد بن معاوية و ليزيد بن عاتكة و للوليد بن يزيد و أريقت الدماء الحرام و قتل المسلمون و سبي الحريم و استعبد أبناء المهاجرين و الأنصار و نقش على أيديهم كما ينقش على أيدي الروم و ذلك في خلافة عبد الملك و إمرة الحجاج و إذا تأملت كتب التواريخ وجدت الخمسين الثانية شرا كلها لا خير فيها و لا في رؤسائها و أمرائها و الناس برؤسائهم و أمرائهم و القرن خمسون سنة فكيف يصح هذا الخبر.قال فأما ما ورد في القرآن من قوله تعالى( لَقَدْ رَضِيَ اَللَّهُ عَنِ اَلْمُؤْمِنِينَ ) و قوله( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ ) .و قول النبي ص إن الله اطلع على أهل بدر إن كان الخبر صحيحا فكله مشروط بسلامة العاقبة و لا يجوز أن يخبر الحكيم مكلفا غير معصوم بأنه لا عقاب عليه فليفعل ما شاء.قال هذا المتكلم و من أنصف و تأمل أحوال الصحابة وجدهم مثلنا يجوز عليهم ما يجوز علينا و لا فرق بيننا و بينهم إلا بالصحبة لا غير فإن لها منزلة و شرفا

٢٩

و لكن لا إلى حد يمتنع على كل من رأى الرسول أو صحبه يوما أو شهرا أو أكثر من ذلك أن يخطئ و يزل و لو كان هذا صحيحا ما احتاجت عائشة إلى نزول براءتها من السماء بل كان رسول الله ص من أول يوم يعلم كذب أهل الإفك لأنها زوجته و صحبتها له آكد من صحبة غيرها و صفوان بن المعطل أيضا كان من الصحابة فكان ينبغي ألا يضيق صدر رسول الله ص و لا يحمل ذلك الهم و الغم الشديدين اللذين حملهما و يقول صفوان من الصحابة و عائشة من الصحابة و المعصية عليهما ممتنعة.و أمثال هذا كثير و أكثر من الكثير لمن أراد أن يستقرئ أحوال القوم و قد كان التابعون يسلكون بالصحابة هذا المسلك و يقولون في العصاة منهم مثل هذا القول و إنما اتخذهم العامة أربابا بعد ذلك.قال و من الذي يجترئ على القول بأن أصحاب محمد لا تجوز البراءة من أحد منهم و إن أساء و عصى بعد قول الله تعالى للذي شرفوا برؤيته( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ اَلْخاسِرِينَ ) بعد قوله( قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) و بعد قوله( فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ اَلْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اَللَّهِ إِنَّ اَلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اَللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ) إلا من لا فهم له و لا نظر معه و لا تمييز عنده.قال و من أحب أن ينظر إلى اختلاف الصحابة و طعن بعضهم في بعض و رد بعضهم على بعض و ما رد به التابعون عليهم و اعترضوا به أقوالهم و اختلاف التابعين أيضا فيما بينهم و قدح بعضهم في بعض فلينظر في كتاب النظام قال الجاحظ كان النظام

٣٠

أشد الناس إنكارا على الرافضة لطعنهم على الصحابة حتى إذا ذكر الفتيا و تنقل الصحابة فيها و قضاياهم بالأمور المختلفة و قول من استعمل الرأي في دين الله انتظم مطاعن الرافضة و غيرها و زاد عليها و قال في الصحابة أضعاف قولها.قال و قال بعض رؤساء المعتزلة غلط أبي حنيفة في الأحكام عظيم لأنه أضل خلقا و غلط حماد أعظم من غلط أبي حنيفة لأن حمادا أصل أبي حنيفة الذي منه تفرع و غلط إبراهيم أغلظ و أعظم من غلط حماد لأنه أصل حماد و غلط علقمة و الأسود أعظم من غلط إبراهيم لأنهما أصله الذي عليه اعتمد و غلط ابن مسعود أعظم من غلط هؤلاء جميعا لأنه أول من بدر إلى وضع الأديان برأيه و هو الذي قال أقول فيها برأيي فإن يكن صوابا فمن الله و إن يكن خطأ فمني.قال و استأذن أصحاب الحديث على ثمامة بخراسان حيث كان مع الرشيد بن المهدي فسألوه كتابه الذي صنفه على أبي حنيفة في اجتهاد الرأي فقال لست على أبي حنيفة كتبت ذلك الكتاب و إنما كتبته على علقمة و الأسود و عبد الله بن مسعود لأنهم الذين قالوا بالرأي قبل أبي حنيفة.قال و كان بعض المعتزلة أيضا إذا ذكر ابن عباس استصغره و قال صاحب الذؤابة يقول في دين الله برأيه.و ذكر الجاحظ في كتابه المعروف بكتاب التوحيد أن أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله ص قال و لم يكن علي ع يوثقه في الرواية بل يتهمه و يقدح فيه و كذلك عمر و عائشة.

٣١

و كان الجاحظ يفسق عمر بن عبد العزيز و يستهزئ به و يكفره و عمر بن العزيز و إن لم يكن من الصحابة فأكثر العامة يرى له من الفضل ما يراه لواحد من الصحابة.و كيف يجوز أن نحكم حكما جزما أن كل واحد من الصحابة عدل و من جملة الصحابة الحكم بن أبي العاص و كفاك به عدوا مبغضا لرسول الله ص و من الصحابة الوليد بن عقبة الفاسق بنص الكتاب و منهم حبيب بن مسلمة الذي فعل ما فعل بالمسلمين في دولة معاوية و بشر بن أبي أرطاة عدو الله و عدو رسوله و في الصحابة كثير من المنافقين لا يعرفهم الناس و قال كثير من المسلمين مات رسول الله ص و لم يعرفه الله سبحانه كل المنافقين بأعيانهم و إنما كان يعرف قوما منهم و لم يعلم بهم أحدا إلا حذيفة فيما زعموا فكيف يجوز أن نحكم حكما جزما أن كل واحد ممن صحب رسول الله أو رآه أو عاصره عدل مأمون لا يقع منه خطأ و لا معصية و من الذي يمكنه أن يتحجر واسعا كهذا التحجر أو يحكم هذا الحكم قال و العجب من الحشوية و أصحاب الحديث إذ يجادلون على معاصي الأنبياء و يثبتون أنهم عصوا الله تعالى و ينكرون على من ينكر ذلك و يطعنون فيه و يقولون قدري معتزلي و ربما قالوا ملحد مخالف لنص الكتاب و قد رأينا منهم الواحد و المائة و الألف يجادل في هذا الباب فتارة يقولون إن يوسف قعد من امرأة العزيز مقعد الرجل من المرأة و تارة يقولون إن داود قتل أوريا لينكح امرأته و تارة يقولون إن رسول الله كان كافرا ضالا قبل النبوة و ربما ذكروا زينب بنت جحش و قصة الفداء يوم بدر.فأما قدحهم في آدم ع و إثباتهم معصيته و مناظرتهم من يذكر ذلك

٣٢

فهو دأبهم و ديدنهم فإذا تكلم واحد في عمرو بن العاص أو في معاوية و أمثالهما و نسبهم إلى المعصية و فعل القبيح احمرت وجوههم و طالت أعناقهم و تخازرت أعينهم و قالوا مبتدع رافضي يسب الصحابة و يشتم السلف فإن قالوا إنما اتبعنا في ذكر معاصي الأنبياء نصوص الكتاب قيل لهم فاتبعوا في البراءة من جميع العصاة نصوص الكتاب فإنه تعالى قال( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اَللَّهَ وَ رَسُولَهُ ) و قال( فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى اَلْأُخْرى‏ فَقاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ أَمْرِ اَللَّهِ ) و قال( أَطِيعُوا اَللَّهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ ) .ثم يسألون عن بيعة علي ع هل هي صحيحة لازمة لكل الناس فلا بد من بلى فيقال لهم فإذا خرج على الإمام الحق خارج أ ليس يجب على المسلمين قتاله حتى يعود إلى الطاعة فهل يكون هذا القتال إلا البراءة التي نذكرها لأنه لا فرق بين الأمرين و إنما برئنا منهم لأنا لسنا في زمانهم فيمكننا أن نقاتل بأيدينا فقصارى أمرنا الآن أن نبرأ منهم و نلعنهم و ليكون ذلك عوضا عن القتال الذي لا سبيل لنا إليه.قال هذا المتكلم على أن النظام و أصحابه ذهبوا إلى أنه لا حجة في الإجماع و أنه يجوز أن تجتمع الأمة على الخطإ و المعصية و على الفسق بل على الردة و له كتاب موضوع في الإجماع يطعن فيه في أدلة الفقهاء و يقول إنها ألفاظ غير صريحة في كون الإجماع حجة نحو قوله( جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) و قوله( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ) و قوله ( وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ اَلْمُؤْمِنِينَ ) .

٣٣

و أما الخبر الذي صورته لا تجتمع أمتي على الخطإ فخبر واحد و أمثل دليل للفقهاء قولهم إن الهمم المختلفة و الآراء المتباينة إذا كان أربابها كثيرة عظيمة فإنه يستحيل اجتماعهم على الخطإ و هذا باطل باليهود و النصارى و غيرهم من فرق الضلال.هذه خلاصة ما كان النقيب أبو جعفر علقه بخطه من الجزء الذي أقرأناه.و نحن نقول أما إجماع المسلمين فحجة و لسنا نرتضي ما ذكره عنا من أنه أمثل دليل لنا أن الهمم المختلفة و الآراء المتباينة يستحيل أن تتفق على غير الصواب و من نظر في كتبنا الأصولية علم وثاقة أدلتنا على صحة الإجماع و كونه صوابا و حجة تحريم مخالفته و قد تكلمت في اعتبار الذريعة للمرتضى على ما طعن به المرتضى في أدلة الإجماع.و أما ذكره من الهجوم على دار فاطمة و جمع الحطب لتحريقها فهو خبر واحد غير موثوق به و لا معول عليه في حق الصحابة بل و لا في حق أحد من المسلمين ممن ظهرت عدالته.و أما عائشة و الزبير و طلحة فمذهبنا أنهم أخطئوا ثم تابوا و أنهم من أهل الجنة و أن عليا ع شهد لهم بالجنة بعد حرب الجمل.و أما طعن الصحابة بعضهم في بعض فإن الخلاف الذي كان بينهم في مسائل الاجتهاد لا يوجب إثما لأن كل مجتهد مصيب و هذا أمر مذكور في كتب أصول الفقه و ما كان من الخلاف خارجا عن ذلك فالكثير من الأخبار الواردة فيه غير موثوق بها و ما جاء من جهة صحيحة نظر فيه و رجح جانب أحد الصحابيين على قدر منزلته في الإسلام كما يروى عن عمر و أبي هريرة.

٣٤

فأما علي ع فإنه عندنا بمنزلة الرسول ص في تصويب قوله و الاحتجاج بفعله و وجوب طاعته و متى صح عنه أنه قد برئ من أحد من الناس برئنا منه كائنا من كان و لكن الشأن في تصحيح ما يروى عنه ع فقد أكثر الكذب عليه و ولدت العصبية أحاديث لا أصل لها.فأما براءته ع من المغيرة و عمرو بن العاص و معاوية فهو عندنا معلوم جار مجرى الأخبار المتواترة فلذلك لا يتولاهم أصحابنا و لا يثنون عليهم و هم عند المعتزلة في مقام غير محمود و حاش لله أن يكون ع ذكر من سلف من شيوخ المهاجرين إلا بالجميل و الذكر الحسن بموجب ما تقتضيه رئاسته في الدين و إخلاصه في طاعة رب العالمين و من أحب تتبع ما روي عنه مما يوهم في الظاهر خلاف ذلك فليراجع هذا الكتاب أعني شرح نهج البلاغة فأنا لم نترك موضعا يوهم خلاف مذهبنا إلا و أوضحناه و فسرناه على وجه يوافق الحق و بالله التوفيق

عمار بن ياسر و طرف من أخباره

فأما عمار بن ياسررحمه‌الله فنحن نذكر نسبه و طرفا من حاله مما ذكره ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب قال أبو عمر بن عبد البررحمه‌الله هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن حصين بن لوذ بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن نام بن عنس بالنون بن مالك بن أدد العنسي المذحجي يكنى أبا اليقظان حليف لبني مخزوم كذا قال ابن شهاب و غيره.

٣٥

و قال موسى بن عقبة و ممن شهد بدرا عمار بن ياسر حليف لبني مخزوم بن يقظة.و قال الواقدي و طائفة من أهل العلم إن ياسرا والد عمار بن ياسر عربي قحطاني من عنس من مذحج إلا أن ابنه عمارا مولى لبني مخزوم لأن أباه ياسرا تزوج أمه لبعض بني مخزوم فأولدها عمارا و ذلك أن ياسر قدم مكة مع أخوين له يقال لهما الحارث و مالك في طلب أخ لهم رابع فرجع الحارث و مالك إلى اليمن و أقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة فصار ولاؤه لبني مخزوم و للحلف و الولاء الذي بين بني مخزوم و عمار بن ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه و كسروا ضلعا من أضلاعه فاجتمعت بنو مخزوم و قالوا و الله لئن مات لا قتلنا به أحدا غير عثمان.قال أبو عمر و أسلم عمار و عبد الله أخوه و ياسر أبوهما و سمية أمهما و كان إسلامهم قديما في أول الإسلام فعذبوا في الله عذابا عظيما و كان رسول الله ص يمر بهم و هم يعذبون فيقول صبرا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة و يقول لهم أيضا صبرا يا آل ياسر اللهم اغفر لآل ياسر و قد فعلت.قال أبو عمر و لم يزل عمار مع أبي حذيفة بن المغيرة حتى مات و جاء الله بالإسلام.فأما سمية فقتلها أبو جهل طعنها بحربة في قبلها فماتت و كانت من الخيرات

٣٦

الفاضلات و هي أول شهيدة في الإسلام و قد كانت قريش أخذت ياسرا و سمية و ابنيهما و بلالا و خبابا و صهيبا فألبسوهم أدراع الحديد و صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا من الكفر و سب النبي ص ثم جاء إلى كل واحد منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيها ثم حملوا بجوانبها فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية و يرفث ثم وجأها بحربة في قبلها فقتلها فهي أول من استشهد في الإسلام فقال عمار للنبي ص يا رسول الله بلغ العذاب من أمي كل مبلغ فقال صبرا يا أبا اليقظان اللهم لا تعذب أحدا من آل ياسر بالنار قال أبو عمر و فيهم( أنزل إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) .قال و هاجر عمار إلى أرض الحبشة و صلى القبلتين و شهد بدرا و المشاهد كلها و أبلى بلاء حسنا ثم شهد اليمامة فأبلى فيها أيضا و يومئذ قطعت أذنه.قال و ذكر الواقدي عن عبد الله بن نافع عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة و قد أشرف يصيح يا معشر المسلمين أ من الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي و أنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب و هو يقاتل أشد القتال.قال أبو عمر و كان عمار طويلا أشهل بعيد ما بين المنكبين قال و قد قيل في صفته كان آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين رجلا لا يغير شيبه.

٣٧

قال و كان عمار يقول أنا ترب رسول الله ص لم يكن أحد أقرب إليه سنا مني.قال و قتل عمار و هو ابن ثلاث و تسعين سنة و الخبر المرفوع مشهور في حقه تقتلك الفئة الباغية و هو من دلائل نبوة رسول الله ص لأنه إخبار عن غيب.و قال رسول الله ص في عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه و يروى إلى أخمص قدميه.و فضائل عمار كثيرة و قد تقدم القول في ذكر عمار و أخباره و ما ورد في حقه

٣٨

414

وَ قَالَ ع : مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ اَلْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اَللَّهِ وَ أَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ اَلْفُقَرَاءِ عَلَى اَلْأَغْنِيَاءِ اِتِّكَالاً عَلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ قد تقدم شرح مثل هذه الكلمة مرارا.و قال الشاعر:

قنعت فأعتقت نفسي و لن

أملك ذا ثروة رقها

و نزهتها عن سؤال الرجال

و منة من لا يرى حقها

و إن القناعة كنز اللبيب

إذا ارتتقت فتقت رتقها

سيبعث رزق الشفاه الغراث

و خمص البطون الذي شقها

فما فارقت مهجة جسمها

لعمرك أو وفيت رزقها

مواعيد ربك مصدوقة

إذا غيرها ففقدت صدقها

٣٩

415

قَالَ ع : مَا اِسْتَوْدَعَ اَللَّهُ اِمْرَأً عَقْلاً إِلاَّ لِيَسْتَنْقِذَهُ اِسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْماً مَا لا بد أن يكون للبارئ تعالى في إيداع العقل قلب زيد مثلا غرض و لا غرض إلا أن يستدل به على ما فيه نجاته و خلاصه و ذلك هو التكليف فإن قصر في النظر و جهل و أخطأ الصواب فلا بد أن ينقذه عقله من ورطة من ورطات الدنيا و ليس يخلو أحد عن ذلك أصلا لأن كل عاقل لا بد أن يتخلص من مضرة سبيلها أن تنال بإعمال فكرته و عقله في الخلاص منها فالحاصل أن العقل إما أن ينقذ الإنقاذ الديني و هو الفلاح و النجاح على الحقيقة أو ينقذ من بعض مهالك الدنيا و آفاتها و على كل حال فقد صح قول أمير المؤمنين ع و قد رويت هذه الكلمة مرفوعة و رويت إلا استنقذه به يوما ما.و عنه ص العقل نور في القلب يفرق به بين الحق و الباطل.و عن أنس قال سئل رسول الله ص عن الرجل يكون حسن العقل كثير الذنوب فقال ما من بشر إلا و له ذنوب و خطايا يقترفها فمن كانت سجيته العقل و غريزته اليقين لم تضره ذنوبه قيل كيف ذلك يا رسول الله قال

٤٠