اللاّم مَعَ الجيم
37- لَجَمَلُ أَهْلِكَ
، وشَسْعُ نَعْلِكَ، خَيْرٌ مِنْكَ
.
تمثّل الإمام (عليه السّلام) بالمثل المذكور من كتاب له إلى المنذر بن الجارود العبدي، وقد كان استعمله على بعض النواحي، فخان الأمانة في بعض ما وّلاه من أعماله: (... ولَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ حَقّاً، "لَجَمَلُ أَهْلِكَ وشِسْعُ نَعْلِكَ خَيْرٌ مِنْكَ"...).
قال
الشريف الرضي
(طاب ثراه):
(المنذر بن الجارود هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) (إنّه لنَظَّارٌ في عَطْفَيْه، مُخْتَالٌ في بُرْدَيْه، تَفّالٌ في شِرَاكَيه).
استعرض جمع من أرباب التراجم ترجمته، ولئن لم يكن في قدحه إلاّ ما جاء في كلام الإمام (عليه السّلام) لكفى. ولا يهّمنا الترجمة. وكلّ من كان على صفته وشاكلته شملَه القدحُ المذكور: أنّ جَمَل أهله، وشسع نعله، خير منه.
ونظيره المثل النبوّي المروّي: (رُبَّ مَرْكُوْبٍ خَيْرٌ مِن رَاكِبِه)
فخائن الأمانة، الراكب الجمل أو النعل، مركوبه خير منه؛ لأنه لم يخن.
قال
المعتزلي
في الشرح:
(العرب تضرب بالجمل المثل في الهوان، قال:
لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبِّ
|
|
وَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ
|
يُصَرِّفُهُ الصَبيُّ بِكُلِّ وَجهٍ
|
|
وَيَحبِسُهُ عَلى الخَسفِ الجَريرُ
|
وَتَضرِبُهُ الَوليدَةُ بِالهَراوى
|
|
فَلا غِيَرٌ لَدَيهِ وَلا نَكيرُ
|
فأمّا شسع النعل، فضرب المثل بها في الاستهانة مشهور لابتذالها
____________________