52- مَنْ وَثَقَ بِالماء
ِ لَمْ يَظْمأْ
.
هذا المثل من خطبة نصّها:
(بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ وتَسَنَّمْتُمْ ذُرْوَةَ الْعَلْيَاءِ، وبِنَا أَفْجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ. وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ. وكَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ؟! رُبَّ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ. مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ وأَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ الْمُغْتَرِّينَ... الْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ الْعَجْمَاءَ ذَاتَ الْبَيَانِ. عَزَبَ رَأْيُ امْرِئٍ تَخَلَّفَ عَنِّي. مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ. لَمْ يُوجِسْ مُوسَى (عليه السلام) خِيفَةً عَلَى نَفْسِهِ، بَلْ أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ الْجُهَّالِ ودُوَلِ الضَّلالِ. الْيَوْمَ تَوَاقَفْنَا عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ والْبَاطِلِ. "مَنْ وَثِقَ بِمَاءٍ لَمْ يَظْمَأْ"...).
اشتملت الخطبة الشريفة على عدّة أمثال لا تخفى على الأريب.
قيل:
(إنّ هذه الأمثال ملتقطة من خطبة طويلة منسوبة إليه (عليه السّلام)).
- قوله (عليه السّلام) (وبِنَا أَفْجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ) إسرار: الليلة والليلتان يستتر فيهما القمر في آخر الشهر فلا يظهر.
- (وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ) دعاء على السمع الذي لا يسمع الصرخة، أي العبر والمواعظ.
- (كَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ؟!) مثل آخر. النبأة: الصوت الضعيف، أي من لم ينتفع بالمواعظ الجلية كيف ينتفع بالخفيّة منها.
- (رُبَّ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ) مثل آخر، وهو دعاء لقلب لم يفارقه الخفقان من خشية الله تعالى.
- (الْيَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ الْعَجْمَاءَ ذَاتَ الْبَيَانِ) مثل آخر، يريد (عليه السّلام) تمثيل الرموز الخفيّة الغامضة في كلامه - وهي مع غموضها جليّة لذوي النهي - بالبهم الصامتة الناطقة بدلائل الصنع ووجود بارئها (جلّ جلاله).
نظير المثل:
رسل الأرض، من شق أنهارك وأخرج ثمارك؟، فإن
____________________