الحاء مع النّون
13- حَنَّ قِدْحٌ لَيْس مِنْها
.
من أمثال سائرة تمثّل به أمير المؤمنين (عليه السّلام) في جواب كتاب معاوية (... وما لِلطُّلَقَاءِ وأَبْناءِ الطُّلَقاءِ! وَالتَّمْيِيزَ بَيْنَ الْمُهاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، وتَرْتِيبَ دَرَجاتِهِمْ، وتَعْرِيفَ طَبَقاتِهِمْ؟! هَيْهاتَ! لَقَدْ حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْها، وطَفِقَ يَحْكُمُ فِيها مَنْ عَلَيْهِ الْحُكْمُ لَها).
(حنّ) من الحنين، وهو نوع صوت.
و(قِدْح: أصله من القداح، من عود واحد يجعل فيها قدح من غير ذلك الخشب فيصوّت إذا أرادها المفيض، فذلك الصوت هو حنينه. هذا مثل يضرب لمن يدخل نفسه بين قوم ليس له أن يدخل بينهم)
، أو لمن يفتخر بقوم ليس منهم، أو يمتدح بما لا يوجد فيه.
قيل: المثل لعمر أجاب به عقبة بن أبي معيط حينما قال له: (أأقتل من بين قريش؟!).
قال الزمخشري: وقيل: بني الحنان، وهم بطن من بلحارث، أنّ جدّهم ألقى قِدْحاً في قداح قوم يضربون بالميسر وكان يضرب لهم رجل أعمى، فلما وقع قِدْحه في يده قال: (حنّ قِدْح ليس منها) فلقب الحنان لذلك.
ومنه يظهر: أنّ المثل ليس لعمر، ويؤيّد ذلك قول الميداني إنّ عمر تمثّل به
.
والقِدْح السهم من أقداح الميسر، وعند إجالتها خالف
____________________