الفاء مَعَ الألف
28 - فاعِلُ الخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ
، وفاعِلُ الشَّرِ شَرٌّ مِنْهُ
.
يماثل المثل الذي ضربه (عليه السّلام) أو هو هو بتغيير ما ما ذكره الميداني: (إنّ خيراً من الخير فاعله، وإنّ شراً من الشّر فاعله) وقال: هذا المثل لأخ للنعمان بن المنذر يقال له علقمة، قاله لعمرو بن هند في مواعظ كثيرة، كذا ذكره أبو عبيد في كتابه)
.
وللشارح شعر وبيان، قال:
(قد نظمت أنا هذا اللفظ والمعنى فقلت في جملة أبيات لي:
خير البضائع للانسان مكرمة
|
|
تنمى وتزكو إذا بارت بضائعه
|
فالخير خير وخير منه فاعله
|
|
والشّر شّر وشّر منه صانعه
|
فإن قلت: كيف يكون فاعل الخير خيراً من الخير وفاعل الشّر شراً من الشّر، مع أنّ فاعل الخير إنّما كان ممدوحاً لأجل الخير، وفاعل الشّر إنّما كان مذموماً لأجل الشّر، فإذا كان الخير والشّر هما سببا المدح والذّم، وهما الأصل في ذلك، فكيف يكون فاعلاهما خيراً وشرّاً منهما؟
قلت: لأنّ الخير والشّر ليسا عبارة عن ذات حيّة قادرة، وإنّما هما فعلان، أو فعل وعدم فعل، أو عدمان. فلو قطع النظر عن الذات الحيّة القادرة التي يصدران عنها، لما انتفع أحدٌ بهما ولا استضّر، فالنفع والضّر إنما حصلا من الحيّ الموصوف بهما لا منهما على انفرادهما، فلذلك كان فاعل الخير خيراً من الخير، وفاعل الشّر شر من الشّر)
.
____________________