الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291380 / تحميل: 10252
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ تُعَلِّمَهُ عِبَادَ اللهِ »(٢) .

٩٨/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَامَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَعليه‌السلام خَطِيباً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ :

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتُحَدِّتُوا الْجُهَّالَ بِالْحِكْمَةِ ؛ فَتَظْلِمُوهَا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا ؛ فَتَظْلِمُوهُمْ(٣) »(٤) .

١١ - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْقَوْلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ‌(٥)

٩٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِاللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يَزِيدَ(٧) ، قَالَ :

__________________

=قوله : « بهذا الإسناد ».

(١) في شرح صدر المتألّهين : « عن أبي عبدالله ».

(٢)تحف العقول ، ص ٣٦٤ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٤.

(٣) في حاشية « ج ، بح » : « فتظلمهم ».

(٤)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٧ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن. وفيالكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٦٠ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٥٨٥٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف.تحف العقول ، ص ٢٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٨ ، ح ٢١١٥٦.

(٥) لم يرد في نسخة « بف » الحديث ٩٨ وعنوان هذا الباب.

(٦) في الوسائل : - « وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ».

(٧) في الخصال والوسائل وشرح صدر المتألّهين والوافي : « مَزْيَد ». وفي « بس » : « مَزْبَد ». ويحتمل أن يكون مفضّل هذا هو ابن « مزيد » أو « مرثد » المذكور في كتب الرجال. اُنظر :رجال البرقي ، ص ٢٩ ،ورجال الطوسي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٣٠٢٢ وقسهما معرجال البرقي ، ص ٣٤ ، ورجال الطوسي ، ص ١٤٦ ، الرقم ١٦٠٦. ويحتمل أيضاً أن يكون مفضّل هو مفضّل بن يزيد الكوفي المذكور فيرجال الطوسي ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٤٥٣٨.

١٠١

قَالَ لِي(١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَيْنِ ، فِيهِمَا هُلْكُ(٢) الرِّجَالِ : أَنْهَاكَ أَنْ تَدِينَ اللهَ(٣) بِالْبَاطِلِ ، وَتُفْتِيَ النَّاسَ بِمَا لَاتَعْلَمُ »(٤) .

١٠٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ ؛ فَفِيهِمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ : إِيَّاكَ أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ بِرَأْيِكَ ، أَوْ(٥) تَدِينَ بِمَا لَاتَعْلَمُ(٦) »(٧) .

١٠١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى(٨) ، لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، وَلَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ »(٩) .

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والمحاسن : - « لي ».

(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بج ، بح ، بس ، بف ، جه » والوافي والوسائل والمحاسن والخصال. وفي بعض النسخ والمطبوع : « هلاك ».

(٣) « تدين الله » ، أي تطيعه ، من الدِين بمعنى الطاعة. والمعنى : أنهاك أن تتّخذ الباطل ديناً بينك وبين الله ، وتعبد به الله تعالى. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٩ ( دين ).

(٤)الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٥ بسنده عن محمّد بن يحيى.المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٤ ، بسنده عن عليّ بن الحكمالوافي ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ١١٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠١.

(٥) كذا. والمناسب هو الواو كما في المحاسن.

(٦) في حاشية « بر » : « لم تعلم ».

(٧)الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وفيالمحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٥ و ٥٦ ، بسنده عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١ ، ح ٣٣١٠٢.

(٨) في الكافي ، ح ١٤٦٠٥ والتهذيب والمحاسن والوافي : + « من الله ».

(٩)الكافي ، كتاب القضاء والأحكام ، باب أنّ المفتي ضامن ، ح ١٤٦٠٥. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣١ ، عن أحمد بن محمّد ؛المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٠ ، عن الحسن بن محبوب. وفي=

١٠٢

١٠٢/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا ، وَمَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا : اللهُ أَعْلَمُ ؛ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْتَزِعُ(١) الْآيَةَ(٢) مِنَ الْقُرْآنِ يَخِرُّ فِيهَا(٣) أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ(٤) »(٥) .

١٠٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ(٦) ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْعَالِمِ - إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْ‌ءٍ وَهُوَ لَايَعْلَمُهُ - أَنْ يَقُولَ : اللهُ‌

__________________

=المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٨ و ٥٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، ح ١٧٣ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٥٦ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر مع اختلافالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠٠ ؛ وص ٢٢٠ ح ٣٣٦٣٨.

(١) « لينتزع » : من الانتزاع ، بمعنى الاقتلاع ، يقال : انتزعت الشي‌ء فانتزع ، أي اقتلعته فاقتلع ، لازم ومتعدٍّ ، وانتزاع الآية ، استخراجها. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٩ ( نزع ).

(٢) في « ف ، بس » والمحاسن : « بالآية ». وفي حاشية « بر » : « بآية ».

(٣) « يخرّ فيها » : حال عن فاعل ينتزع ، أو خبر بعد خبر ، من الخرور بمعنى السقوط من العلو. والمعنى : يقع في الآية أي في تفسيرها ساقطاً على ما هو بعيد عن المراد ، بينهما أبعد ما بين السماء والأرض. وفي « و » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » : « يحرّفها » ، من التحريف. قال الداماد : « فكأنّه تحريف يخترقها » ونسبه الفيض إلى التصحيف ، وصحّحه المازندراني. وفي حاشية « ب ، ج » : « يخرّقها ». وفي حاشية : « ب ، بس » : « يجرّفها ». ونقل المازندراني قراءة : « يخترقها » بمعنى قطع الأرض على غير الطريق. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٩٠ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٣٤ ؛شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٣٧ ،الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٣ ( خرر ).

(٤) في « بح ، بس ، بف » : - « والأرض ». وفي المحاسن : « أبعد من السماء ».

(٥)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٢. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣ ، عن أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام . راجع :الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢ ، ح ٣٣١٠٤.

(٦) في حاشية « و » : « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ومحمّد بن إسماعيل ». فيكون في السندتحويل ، كما لايخفى.

١٠٣

أَعْلَمُ ، وَلَيْسَ لِغَيْرِ الْعَالِمِ أَنْ يَقُولَ ذلِكَ »(١) .

١٠٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٢) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لَايَعْلَمُ ، فَلْيَقُلْ : لَا أَدْرِي ، وَلَا يَقُلْ : اللهُ أَعْلَمُ ؛ فَيُوقِعَ فِي قَلْبِ صَاحِبِهِ شَكّاً ، وَإِذَا قَالَ الْمَسْؤُولُ : لَا أَدْرِي ، فَلَا يَتَّهِمُهُ السَّائِلُ »(٣) .

١٠٥/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَا حَقُّ اللهِ(٤) عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ : « أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَيَقِفُوا‌

__________________

(١)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٤ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٩٧. راجع :الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٣.

(٢) الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي فيالمحاسن ، ص ٢٠٦ ، ح ٦٣ ، عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن‌حريز بن عبدالله عن الهيثم عن محمّد بن مسلم.

والظاهر أنّ كلّاً من سنديالكافي والمحاسن مختلٌّ. أمّا سندالكافي ، فلايبعُد سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد بن خالد وحمّاد بن عيسى ؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن خالد يروي في كتابهالمحاسن عن حمّاد بن عيسى أكثر من ستّين مورداً ، كلّها مع الواسطة إلّا ما ورد في ص ٣ ، ح ٢ ؛ وص ٢٠٣ ، ح ٤٧ ؛ وص ٢٥٩ ، ح ٣٠٨ ؛ وص ٤٢٧ ، ح ٢٣٧ ؛ وص ٥٥٥ ، ح ٩٠٨ ؛ وص ٢٤٣ ، ح ١٦٩ ، وكلّها مختلّ ، يظهر اختلالها للعارف بالأسناد وطبقات الرواة.

وأمّا سندالمحاسن ، فالظاهر زيادة « عن الهيثم » ، فإنّا لم نجد رواية من يُسَمّى بالهيثم عن محمّد بن مسلم - مع الفحص الأكيد - في غير هذا المورد. هذا ، مضافاً إلى أنّ وقوع الواسطة بين حريز بن عبدالله وشيخه محمّد بن مسلم - وقد روى عنه في كثيرٍ من الأسناد جدّاً - بعيد ، راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ - ٢٥٤ ، وص ٤٩٥.

(٣)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٣. راجع :المحاسن ، ص ٩ ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح ٢٦ ؛ وص ٢٠٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٦ ؛ والخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٥الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٤. (٤) في التوحيد : « ما حجّة الله ».

١٠٤

عِنْدَ مَا لَايَعْلَمُونَ »(١) .

١٠٦/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ(٢) ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ(٣) بْنِ عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَصَّ(٤) عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ(٥) مِنْ كِتَابِهِ : أَنْ لَايَقُولُوا حَتّى يَعْلَمُوا ، وَلَا يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَقَالَ(٦) عَزَّ وَجَلَّ :( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) (٧) وَقَالَ :( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (٨) »(٩) .

__________________

(١)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٤ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ؛التوحيد ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٧ ، بسنده عن المعلّى بن محمّد البصري ؛المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٣ ، بسنده عن زرارة بن أعين ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. وفيالكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النوادر ، ح ١٣٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ١٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣ ، ح ٣٣١٠٨ و ٣٣١٠٩ ، مع اختلاف ؛ وفيه ، ص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٧.

(٢) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « [ بن عبدالرحمن ] ». والظاهر زيادته ، وأنّ المراد من يونس هذا هويونس بن يعقوب ؛ فإنّه مضافاً إلى أنّا لم نجد رواية ابن أبي عمير عن يونس بن عبدالرحمن ، روى ابن أبي عمير كتاب يونس بن يعقوب ، وروى عنه في بعض الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥١٢ ، الرقم ٨١٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٣٢ - ٢٣٣.

ويؤيِّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق فيالأمالي ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبدالله.

(٣) في « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « أبي يعقوب وإسحاق ». والظاهر عدم صحّتها ؛ فإنّ الغالب في تكنية المسمّين بإسحاق هو أبو يعقوب.

(٤) في حاشية « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « حضّ » ، أي حثّ. واحتمله المازندراني في شرحه.

(٥) احتمل صدر المتألّهين في شرحه ، ص ١٦٨ كون « آيتين » تصحيفاً لـ « اثنين » ، وذكر المازندراني هذا الاحتمال وأبطله. وللمزيد راجع :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥١.

(٦) في « بس ، بف » : + « الله ».

(٧) الأعراف (٧) : ١٦٩.

(٨) يونس (١٠) : ٣٩.

(٩)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.بصائر الدرجات ، ص ٥٣٧ ، ح ٢ ، بسنده عن يونس. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ٩٨ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الكاظمعليه‌السلام ؛ =

١٠٥

١٠٧/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ(١) ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، قَالَ :

مَا ذَكَرْتُ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ عَنْ(٢) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍعليه‌السلام إِلَّا كَادَ أَنْ يَتَصَدَّعَ(٣) قَلْبِي ، قَالَ :

« حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : وَأُقْسِمُ بِاللهِ مَا كَذَبَ(٤) أَبُوهُ عَلى جَدِّهِ ، وَلَا جَدُّهُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَايِيسِ ، فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ ، وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ(٥) - وَهُوَ لَايَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ - فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ »(٦) .

١٢ - بَابُ مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ‌

١٠٨/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْعَامِلُ عَلى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلى غَيْرِ الطَّرِيقِ ،

__________________

فيه ، ص ٣٦ ، ح ٩٩ ، عن إسحاق ، عن الصادقعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ١٢٢ ، ح ٢١ ، عن أبي السفاتج ، عن الصادقعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ١٢٣ ، ح ٢٢ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الصادقعليه‌السلام الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٥.

(١) في الأمالي : - « عمّن حدّثه ».

(٢) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس » والمحاسن والأمالي : « من ».

(٣) في حاشية « بر » : « ينصدع ». وفي الوافي : « ينصدع ( يتصدّع - خ ) ».

(٤) في الأمالي : + « على أبيه ولا كذب ».

(٥) في « ج » والمحاسن والأمالي والوافي : - « بغير علم ». وفي « بف » : - « الناس بغير علم ».

(٦)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦١ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمنالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٥ ، ح ١٣٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٩ ، ح ٧٩.

١٠٦

لَا يَزِيدُهُ(١) سُرْعَةُ(٢) السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً »(٣) .

١٠٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ(٤) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَقْبَلُ اللهُ عَمَلاً إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ ، وَلَا مَعْرِفَةً(٥) إِلَّا بِعَمَلٍ ؛ فَمَنْ عَرَفَ ، دَلَّتْهُ الْمَعْرِفَةُ عَلَى الْعَمَلِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ ، فَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ ، أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ »(٦) .

١١٠/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

__________________

(١) في « بح » والوافي : « لاتزيده ». وفي « ف » : « فلا يزيده ».

(٢) في حاشية « ج ، ض ، و ، بح ، بف » : « كثرة ».

(٣)المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٤. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ؛الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٨٦٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان وعبدالله بن المغيرة.الأمالي للمفيد ، ص ٤٢ ، المجلس ٥ ، ح ١١ ، بسند آخرالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٤ ، ح ٣٣١١٠.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، بس » وحاشية « ض ، بح » وفي سائر النسخ والمطبوع : « الحسين الصيقل ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى البرقي الخبر فيالمحاسن ، ص ١٩٨ ، ح ٢٥ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل ، والصدوق أيضاً أورده فيالأمالي ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد الصيقل. ووردت رواية [ عبدالله ] بن مسكان عن الحسن [ بن زياد ] الصيقل في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٥١٥ - ٥١٦ ، ج ٥ ، ص ٣٩٥ - ٣٩٧.

لايقال : إنّ الشيخ الطوسي ذكر الحسين بن زياد الصيقل في رجاله ، ص ١٩٥ ، الرقم ٢٤٤٠ ، كما ذكر الحسن بن زياد في ص ١٨٠ ، الرقم ٢١٥٦ ، فيحتمل صحّة نسخة « حسين » أو « الحسين » ، في ما نحن فيه.

فإنّه يقال : قد ورد في بعض النسخ المعتبرة من رجال الشيخ « الحسن » بدل « الحسين » ، كما أُشير إلى وجود هذه النسخة في حاشية النسخة المطبوعة ، أيضاً.

(٥) « لا معرفة » منصوبة عطفاً على « عملاً » و « لا » لتأكيد النفي ، أو مبنيّة على الفتح اسم « لا » لنفي الجنس عطفاً على « لايقبل ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٨.

(٦)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٥ ، بسنده عن محمّد بن سنانالوافي ، ج ١ ، ص ٢٠١ ، ح ١٣٦.

١٠٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ عَمِلَ عَلى غَيْرِ عِلْمٍ ، كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ »(٢) .

١٣ - بَابُ اسْتِعْمَالِ الْعِلْمِ‌

١١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ : « الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ : رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ(٣) بِعِلْمِهِ ، فَهذَا نَاجٍ ، وَ(٤) عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ ، فَهذَا هَالِكٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَتَأَذَّوْنَ مِنْ رِيحِ(٥) الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ ، وَإِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَحَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَى اللهِ ، فَاسْتَجَابَ لَهُ وَقَبِلَ مِنْهُ ، فَأَطَاعَ اللهَ ، فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَأَدْخَلَ الدَّاعِيَ(٦) النَّارَ بِتَرْكِهِ(٧) عِلْمَهُ(٨) ، وَاتِّبَاعِهِ الْهَوى(٩) ، وَطُولِ الْأَمَلِ ، أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوى فَيَصُدُّ(١٠) عَنِ الْحَقِّ ، وَطُولُ الْأَمَلِ يُنْسِي(١١) الْآخِرَةَ »(١٢) .

__________________

(١) في المحاسن : + « عن آبائهعليهم‌السلام ».

(٢)المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣ ، عن الحسن بن علي بن فضّال.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٥ ، ح ٣٣١١٢.

(٣) في كتاب سليم : « عمل ».

(٤) في الخصال : « ورجل ».

(٥) في « بف » : « عن ريح ». وفي الخصال : « بريح ». وفي كتاب سليم : « من نتن ريح ».

(٦) في « بف » : + « إلى ».

(٧) في « ب ، بف » والوافي : « بترك ».

(٨) في « بس » وحاشية « ب ، ض ، ف ، و » : « عمله ».

(٩) في الخصال بدل « واتّباعه الهوى » هكذا : « ثمّ قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خصلتين : اتّباع الهوى ». (١٠) في « ف » : « فيعدل ». وفي « بح » : « فيضلّ ».

(١١) في كتاب سليم : « وأمّا طول الأمل فينسي ».

(١٢)كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة.الخصال ، ص ٥١ ، باب الاثنين ، ح ٦٣ ، بسنده عن محمّد بن =

١٠٨

١١٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْعِلْمُ مَقْرُونٌ إِلَى الْعَمَلِ(١) ؛ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ ، وَمَنْ عَمِلَ عَلِمَ(٢) ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ(٣) ، فَإِنْ أَجَابَهُ ، وَإِلَّا ارْتَحَلَ عَنْهُ »(٤) .

١١٣/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٥) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ ، زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ كَمَا يَزِلُّ الْمَطَرُ عَنِ الصَّفَا(٦) »(٧) .

١١٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَ ، ثُمَّ عَادَ لِيَسْأَلَ عَنْ مِثْلِهَا ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام : « مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ : لَاتَطْلُبُوا عِلْمَ مَا لَاتَعْلَمُونَ(٨) وَلَمَّا تَعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِهِ ، لَمْ يَزْدَدْ صَاحِبُهُ إِلَّا كُفْراً ، وَلَمْ يَزْدَدْ‌

__________________

=يحيى العطّار. راجع :الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٣٦ ؛ والخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٤ ؛ونهج البلاغة ، ص ٨٣ ، الخطبة ٤٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩٢ ، المجلس ١١ ، ح ١ ، وص ٢٠٧ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٨٣ ، المجلس ٤ ، ح ٣٧الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٣٧.

(١) في نهج البلاغة : « بالعمل ».

(٢) في نهج البلاغة : - « ومن عمل علم ».

(٣) « يهتف بالعمل » ، أي يصيح به ويدعوه ، من الهتف وهو الصوت الشديد. اُنظر :المغرب ، ص ٤٩ ( هتف ).

(٤)نهج البلاغة ، ص ٥٣٩ ، الحكمة ٣٦٦الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٣٨.

(٥) في « ألف ، بر » : « القاشاني ».

(٦) « الصفا » : جمع الصفاة ، وهي الصخرة والحجر الأملس ، أي غير الخشن ، أو الحجر الصلد الضخم الذي لاينبت شيئاً. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٦٤ ( صفو ).

(٧)الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٣٩.

(٨) في حاشية « بف » : « علماً لاتعلمون ».

١٠٩

مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْداً »(١) .

١١٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : بِمَ يُعْرَفُ النَّاجِي؟ قَالَ : « مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَأَثْبِتْ لَهُ(٢) الشَّهَادَةَ(٣) ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَإِنَّمَا ذلِكَ مُسْتَوْدَعٌ(٤) »(٥) .

١١٦/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي كَلَامٍ لَهُ خَطَبَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ؛ إِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِهِ(٦) كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لَايَسْتَفِيقُ(٧) عَنْ جَهْلِهِ ، بَلْ قَدْ رَأَيْتُ أَنَّ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ أَعْظَمُ ، وَالْحَسْرَةَ‌

__________________

(١)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٩. وفيه : « حدّثني أبي عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود رفعه ، قال : جاء رجلٌ »الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٤٠.

(٢) في « ألف » وحاشية « ض » : « فإنّما ثبت له ». وفي « ب ، بس » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : « فأبثّ له » أي فأنا أبثّ له الشهادة وأنشرها بين الناس بأنّه ناج. وفيالمرآة : « ويمكن أن يقرأ بصيغة المضارع المعلوم وبصيغة الأمر وبصيغة الماضي المعلوم وفي بعضها [ أي النسخ ] : فإنّما بثّ ». وفي : « ج ، ف ، بع » وحاشية « بس » : « فإنّما ثابت له ». وفي « و ، بر » : « فإنّما له ». وفيشرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٢ : « وأثبت من الإثبات ، إمّا أمر ، أو ماضٍ معلوم ، أو ماض مجهول ، أو متكلّم وفي بعضها [ أي النسخ ] فأبتّ له ويحتمل أن يقرأ فأتت ». وفيحاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٤٥ : « في بعض النسخ « فأبَتَّ له » بالباء الموحّدة قبل المنقوطة بنقطتين من البتّ » ، بمعنى القطع. وكذا في المرآة عن بعض النسخ.

(٣) في الكافي ، ح ٢٩٣٠ والمحاسن : + « بالنجاة ». وفي الأمالي : « فهو ناج » بدل « فأثبت له الشهادة ».

(٤) أي إيمانه غير مستقرّ وغير مثبت في قلبه ، بل يزول بأدنى شبهة ؛ فهو كالوديعة عنده يؤخذ عنه ، وهو في مشيّة الله ، إن شاء تمّمه وإن شاء أخذه. اُنظر شروح الكافي.

(٥)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في علامة المـُعار ، ح ٢٩٣٠. وفيالمحاسن ، ص ٢٥٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، وفيهما مع زيادة في أوّله.الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٥٧ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن سنانالوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٤١.

(٦) في حاشية « بف » : « بغير بصيرة ».

(٧) الاستفاقة : استفعال من أفاق ، بمعنى رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه ، والمراد ، الخلاص =

١١٠

أَدْوَمُ(١) عَلى هذَا الْعَالِمِ الْمُنْسَلِخِ مِنْ(٢) عِلْمِهِ مِنْهَا(٣) عَلى هذَا الْجَاهِلِ الْمُتَحَيِّرِ فِي جَهْلِهِ ، وَكِلَاهُمَا حَائِرٌ بَائِرٌ(٤) ، لَاتَرْتَابُوا(٥) فَتَشُكُّوا ، وَلَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا ، وَلَا تُرَخِّصُوا(٦) لِأَنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنُوا ، وَلَا تُدْهِنُوا فِي(٧) الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا ، وَإِنَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَفَقَّهُوا ، وَمِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا(٨) ، وَإِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ ، وَأَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ يَأْمَنْ وَيَسْتَبْشِرْ(٩) ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ يَخِبْ(١٠) وَيَنْدَمْ »(١١) .

١١٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

__________________

=عن الجهل. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٤ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨١ ( فوق ).

(١) « الحسرة أدوم » : مبتدأ وخبر ، أو عطف على معمولي « أنّ ». و « على هذا العالم » بدل من « عليه ». وضمير « منها » راجع إلى « الحجّة » و « الحسرة » باعتبار كلّ واحدة منهما ، والأوّل أولى ؛ لخلوّه عن هذا التكلّف في الضمير. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ - ٢٠٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٥.

(٢) في « بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».

(٣) فيشرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٤ : « قوله : « منها » متعلّق بأعظم وأدوم على سبيل التنازع ».

(٤) « الحائر » : من الحيرة ، بمعنى التحيّر ، و « البائر » : من البَوار ، بمعنى الهلاك ، يقال : رجل حائر بائر ، إذا لم يتّجه‌لشي‌ء. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ ( بور ) ، وص ٦٤٠ ( حير ).

(٥) الريبة : الشكّ والتهمة ، وهي في الأصل قلق النفس واضطرابها.المغرب ، ص ٢٠٣ ( ريب ).

(٦) الرخصة في الأمر : خلاف التشديد فيه ، يقال : رخّص له في الأمر ، أي أذن له فيه بعد النهي عنه. اُنظر :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٠ ( رخص ).

(٧) في حاشية « ج » : « من ».

(٨) فيشرح المازندراني : « يحتمل أن يقرأ بالفاء من الفتور ». وفي « ج ، بح » : « لايفتروا ».

(٩) في حاشية « ض » والوافي : « يسترشد ». وفي الأمالي : « يرشد ».

(١٠) في « بس » : « يخف ». وقال فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالجيم من الوجوب بمعنى السقوط ، أو من الوجيب بمعنى الخوف ».

(١١)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكّ ، ح ٢٨٨٢ ، من قوله : « لاترتابوا » إلى قوله : « فتكفروا » ؛الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٦ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٨ ، وفيهما بسند آخر ، وفي الأخير مع زيادة في آخره. وراجع :نهج البلاغة ، ص ١٦٤ ، الخطبة ١١٠الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ، ح ١٤٢.

١١١

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا سَمِعْتُمُ الْعِلْمَ فَاسْتَعْمِلُوهُ ، وَلْتَتَّسِعْ(١) قُلُوبُكُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا كَثُرَ فِي قَلْبِ رَجُلٍ لَايَحْتَمِلُهُ(٢) ، قَدَرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَاصَمَكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَيْهِ بِمَا تَعْرِفُونَ ؛ فـَ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) (٣) ».

فَقُلْتُ : وَمَا الَّذِي نَعْرِفُهُ؟ قَالَ : « خَاصِمُوهُ(٤) بِمَا ظَهَرَ لَكُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ »(٥) .

١٤ - بَابُ الْمُسْتَأْكِلِ بِعِلْمِهِ وَالْمُبَاهِي بِهِ‌

١١٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْهُومَانِ(٦) لا يَشْبَعَانِ : طَالِبُ دُنْيَا ، وَطَالِبُ عِلْمٍ ؛ فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْيَا عَلى مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ ، سَلِمَ ؛ وَمَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا ، هَلَكَ إِل َّ ا أَنْ يَتُوبَ أَوْ يُرَاجِعَ(٧) ؛ وَمَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَمِلَ بِعِلْمِهِ(٨) ، نَجَا ؛ وَمَنْ‌

__________________

(١) في « ف ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وليتّسع ».

(٢) فيشرح المازندراني : « قوله : لايحتمله ، صفة لقلب رجل ».

(٣) النساء (٤) : ٧٦.

(٤) في « بع ، جه » ومرآة العقول والوافي : « خاصموا ».

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٤٣.

(٦) « المنهوم » : إمّا من النَهْمة ، بمعنى بلوغ الهمّة في الشي‌ء ، المنهوم بالشي‌ء ، المولَع به ، أو بمعنى الشهوة والحاجة. وإمّا من النَهَمْ ، بمعنى الجوع وإفراط الشهوة في الطعام. وإمّا من النَهْم ، بمعنى الزجر. والكلّ محتمل. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٣ - ٥٩٤ ( نهم ).

(٧) في التهذيب وكتاب سليم : « ويراجع ». قال فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٨ : « في بعض نسخ التهذيب : ويراجع وهو أيضاً يحتمل أن تكون « أو » بمعنى الواو وربّما يقال : الترديد من الراوي وقرئ هنا « يراجع » على بناء المجهول ، أي يراجعه الله بفضله ، أو على بناء الفاعل والأوّل أظهر ».

(٨) في حاشية ميرزا رفيعا : « به » بدل « بعلمه ».

١١٢

أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا ، فَهِيَ حَظُّهُ »(١) .

١١٩/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ ؛ وَمَنْ أَرَادَ بِهِ خَيْرَ الْآخِرَةِ ، أَعْطَاهُ اللهُ(٢) خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(٣) .

١٢٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأِصْبَهَانِيِّ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ(٤) »(٥) .

١٢١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَالِمَ مُحِبّاً لِدُنْيَاهُ(٦) ، فَاتَّهِمُوهُ عَلى دِينِكُمْ(٧) ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيْ‌ءٍ يَحُوطُ(٨) مَا أَحَبَّ(٩) ».

__________________

(١)كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة في آخره.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٦ ؛ بسنده عن حمّاد بن عيسى ؛الخصال ، ص ٥٣ ، باب الاثنين ، ح ٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام إلى قوله : « طالب العلم » مع اختلاف ؛نهج البلاغة ، ص ٥٦٦ ، الحكمة ٤٥٧ ، إلى قوله : « طالب علم »الوافي ، ج ١ ، ص ٢١١ ، ح ١٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٦ ، ذيل ح ٢١٩١٦. (٢) في حاشية « ج ، ض » : + « به ».

(٣)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٨ ، ح ٣٣٢٤٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٥.

(٤) لم يرد هذا الحديث في « ظ » وشرح صدر المتألّهين.

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٦. (٦) في « بر » والعلل : « محبّاً للدنيا ».

(٧) « فاتّهموه على دينكم » ، أي اعتقدوه متّهماً في قوله وفعله صوناً على دينكم ، فإنّه بعيد عن معرفة حقيقته ، تقول : اتّهمته ، أي ظننت فيه ما نسب إليه ، وبكذا ، أي ظننته به. اُنظر شروح الكافي ولسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٤٤ ( وهم ).

(٨) « يحوط » ، أي يحفظ. تقول : حاطه يحوطه ، إذا حفظه وصانه وذبّ عنه وتوفّر على مصالحه. اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦١ ( حوط ). (٩) في « بح » : « على ما أحبّ ». وفي العلل : « بما أحبّ ».

١١٣

وَقَالَعليه‌السلام : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّوَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : لَاتَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا ؛ فَيَصُدَّكَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي ؛ فَإِنَّ أُولئِكَ قُطَّاعُ طَرِيقِ عِبَادِيَ الْمُرِيدِينَ ، إِنَّ أَدْنى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ مُنَاجَاتِي مِنْ(١) قُلُوبِهِمْ »(٢) .

١٢٢/ ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ : اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ ، فَاحْذَرُوهُمْ عَلى دِينِكُمْ»(٣) .

١٢٣/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ(٤) بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ(٥) ؛ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَاتَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا »(٦) .

__________________

(١) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ب » والمطبوع : « عن ». ومادّة « نزع » جاءت بـ « من » و « عن » في المصحف واللغة. راجع : آل عمران (٣) : ٢٦ ؛ الأعراف (٧) : ٢٧ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٥٠ ( نزع ).

(٢)علل الشرائع ، ص ٣٩٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري.تحف العقول ، ص ٣٩٧ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٧.

(٣)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٣ ، ح ١٤٨.

(٤) في حاشية « جر » : « حريز ».

(٥) « فليتبوّأ مقعده من النار » ، أي يتّخذها منزلاً ، يقال : تبوّأت منزلاً ، أي اتّخذته. و « مقعده » مفعول له ، أي لمنزله ، أو مفعول به ، أو معناه : لينزل منزله المعدّ له من النار ، يقال : تبوّأت منزلاً : نزلت به. و « مقعده » مفعول له ، لا به ؛ لأنّ الفعل لازم. أو معناه : فليهيّئ منزله من النار ، يقال : تبوّأه منزلاً إذا هيّأه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٨ - ٣٩ ( بوأ ) ؛شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٦ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٥.

(٦)الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّ لعليّعليهما‌السلام ، عن أبي عبدالله ، عن آبائهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وفيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٦٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٠ ، ح ١ ، عن الرضا ، عن أبي عبداللهعليهما‌السلام ، وفي كلّها بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة. وفيالاختصاص ، ص ٢٥١ ؛ وفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٤ ، مرسلاً مع زيادة في آخرهما راجع :ثواب الأعمال ، ص ٣٤٤الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٤ ، ح ١٤٩.

١١٤

١٥ - بَابُ لُزُومِ الْحُجَّةِ عَلَى الْعَالِمِ وَتَشْدِيدِ‌(١) الْأَمْرِ عَلَيْهِ

١٢٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « يَا حَفْصُ ، يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ »(٢) .

١٢٥/ ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٣) :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - عَلى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَ(٤) عَلَيْهِ السَّلامُ - : وَيْلٌ لِعُلَمَاءِ(٥) السَّوْءِ كَيْفَ‌.............................................................................

__________________

(١) في « بس » : « وشدّة ».

(٢)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ، مرسلاً مع زيادةالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٧ ، ح ١٥٠.

(٣) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى حفص بن غياث في السند المتقدّم ، فيُعْلَم المراد من « بهذا الإسناد ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : - « على نبيّنا وآله و ». وفي « و » : - « وآله ». وفي « ألف » والوافي‌وشرح صدر المتألّهين : - « على نبيّنا وآله وعليه السلام ».

(٥) هكذا في « ألف ، جس » وحاشية « ض » ، واختاره المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « للعلماء ». وقال‌المازندراني في شرحه ، ح ٢ ، ص ١٩٦ : « السَوْء بالفتح مصدر ، يقال : ساء يسوؤه سَوْءً ، نقيض سرّه ، وبالضمّ الاسم ، تقول : هذا رجل سوءٍ بالإضافة ، ثمّ تدخل عليه الألف واللام وتقول : هذا رجل السوء ، وقال الأخفش : ولايقال : الرجل السَوْء ، ويقال : الحقّ اليقين وحقّ اليقين ؛ لأنّ السوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحقّ ، وقال أيضاً : لايقال : هذا رجل السُوء بالضمّ ، فعلى هذا ينبغي أن يقرأ : لعلماء السَوْءِ بالإضافة والفتح ، وما وجد في بعض النسخ : للعلماء السوء ، على التعريف والوصف فكأنّه سهو من الناسخ ، وقد يوجّه بأنّ التركيب ليس من باب التوصيف ، بل من باب إضافة العامل إلى المعمول ، مثل الضارب الرجل باعتبار تعلّق علم العالم بالسوء ، كتعلّق ضرب الضارب بالرجل. وفيه أنّ المقصود ذمّ العلماء باعتبار اتّصافهم بالسوء ، لاباعتبار علمهم به. والقول بأنّ التركيب وإن كان من باب الإضافة ، لكنّه هنا في معنى التوصيف ، أي المضاف موصوف بالمضاف إليه ، لايخلو عن شي‌ء ؛ لأنّ التركيب الإضافيّ من حيث الإضافة وملاحظتها لايدلّ على اتّصاف المضاف =

١١٥

تَلَظّى(١) عَلَيْهِمُ النَّارُ؟! »(٢) .

١٢٦/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا بَلَغَتِ النَّفْسُ(٣) هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ - لَمْ يَكُنْ لِلْعَالِمِ تَوْبَةٌ » ، ثُمَّ قَرَأَ :( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ) (٤) »(٥) .

١٢٧/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ :( فَكُبْكِبُوا (٦) فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ) (٧) ، قَالَ : « هُمْ‌

__________________

=بالمضاف إليه ، وإرادة الاتّصاف بدون دلالة التركيب لايجدي نفعاً ، فليتأمّل ». وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٦ ( سوأ ) ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٢.

(١) « تلظّى » : أصله تتلظّى ، بمعنى تلتهب وتشتعل اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٤٨ ( لظى ).

(٢)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥١.

(٣) يجوز في الفاء الفتح والسكون ، والأوّل هو مختار صدر المتألّهين في شرحه ؛ والثاني مختار الفيض في الوافي‌وقال المازندراني : « كلاهما مناسب ». (٤) النساء (٤) : ١٧.

(٥)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب فيما أعطى الله عزّوجلّ آدمعليه‌السلام و ، ح ٢٩٨٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الزهد ، ص ١٤٠ ، ح ١٩٣ عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وفي سنده خلل لامحالة ) ؛تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٤ عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٧ ، ح ٢١٠٥٦.

(٦) « فكبكبوا » ، أي جُمعوا ثمّ رُمي بهم في هُوّة النار ؛ من الكبكبة ، بمنى الرمي في الهُوّة ، أو طرح وقلب بعضهم ؛ على بعض ، أو دُهْوِرُوا ، أي إذا القي في النار ينكبّ مرّة بعد مرّة حتّى يستقرّ فيها ، أو اُسقطوا على وجوههم ؛ من الكبّ بمعنى إسقاط الشي‌ء على وجهه. اُنظر :المفردات للراغب ، ص ٦٩٥ ؛لسان العرب ، ح ١ ، ص ٦٩٧ ( كبب ).

(٧) الشعراء (٢٦) : ٩٤. و « الغاوون » ، أي الضالّون الخائبون ؛ من الغيّ ، بمعنى الضلال والخيبة. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٠ ( غوى ).

١١٦

قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلاً بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوهُ(١) إِلى غَيْرِهِ »(٢) .

١٦ - بَابُ النَّوَادِرِ ‌(٣)

١٢٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « رَوِّحُوا(٤) أَنْفُسَكُمْ بِبَدِيعِ الْحِكْمَةِ ؛ فَإِنَّهَا تَكِلُّ كَمَا تَكِلُّ الْأَبْدَانُ »(٥) .

١٢٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ النَّيْسَابُورِيِّ(٦) ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَخِي شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ، إِنَّ‌

__________________

(١) في الوافي : « خالفوا ».

(٢)الزهد ، ص ١٣٧ ، ح ١٨٤ ، عن النضر بن سويد. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٧ ، بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .المحاسن ، ص ١٢٠ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٤ ، بسند آخر مع اختلاف. وفيفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٦ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، مرسلاً مع زيادة في أوّله. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب زيارة الإخوان ، ح ٢٠٧٧ ؛ وباب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٥ وح ٢٥١٦ وح ٢٥١٨ ؛ والزهد ، ص ٧٨ ، ح ٣٨الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٠٥٥٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ٤.

(٣) فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٤ : « باب النوادر ، أي أخبار متفرّقة مناسبة للأبواب السابقة ولايمكن إدخالها فيها ولا عقد باب لها ؛ لأنّها لايجمعها باب ، ولايمكن عقد باب لكلّ منها ».

(٤) « روّحوا أنفسكم » ، أي اجعلوها في راحة ، من الروح بمعنى الراحة ، أو اجعلوها طيّبة الرائحة ، من الرَوْح‌بمعنى نسيم الريح ورائحتها الطيّبة ، تقول : روّحت الدهن ، أي جعلت فيه طيباً طابت به ريحُه. كلاهما محتمل معاً أو منفرداً. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ؛المصباح المنير ، ص ٢٤٢ ( روح ).

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ، ح ٤٤٧.

(٦) في « ألف ، ج ، ض ، بح » : « النيشابوري ».

١١٧

الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ ؛ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ ، وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ ، وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ ، وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ ، وَحِفْظُهُ الْفَحْصُ ، وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ ، وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَشْيَاءِ وَالْأُمُورِ ، وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ ، وَرِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ ، وَهِمَّتُهُ السَّلَامَةُ ، وَحِكْمَتُهُ(١) الْوَرَعُ ، وَمُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ ، وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ(٢) ، وَمَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ ، وَسِلاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ(٣) ، وَسَيْفُهُ الرِّضَا ، وَقَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ ، وَجَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ(٤) الْعُلَمَاءِ ، وَمَالُهُ(٥) الْأَدَبُ ، وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ ، وَزَادُهُ(٦) الْمَعْرُوفُ(٧) ، وَمَأْوَاهُ(٨) الْمُوَادَعَةُ ، وَدَلِيلُهُ الْهُدى ، وَرَفِيقُهُ مَحَبَّةُ(٩) الْأَخْيَارِ »(١٠) .

١٣٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ‌

__________________

(١) في « جو » : « حَكَمته » ، أي بفتح الحاء والكاف. قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٧ : « ربّما يقرأ بفتح‌الحاء والكاف ». وردّه المازندراني في شرحه ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، قال : « قراءة الحكمة بفتح الحاء والكاف لاتناسب المقام ؛ لأنّ الحكمة بهذا المعنى لم توجد في المشبّه به ، أعني الإنسان ».

(٢) « العافية » : دفاع الله تعالى عن العبد ، اسم المصدر توضع موضع المصدر ، يقال : عافاه الله عافية. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٢ ( عفو ).

(٣) في حاشية « ج ، بح » وتحف العقول : « الكلام ».

(٤) في « ألف ، و » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « مجاورة ».

(٥) فيشرح المازندراني : « لو قرئ مآله ؛ بمعنى مرجعه ، فالأمر ظاهر ».

(٦) في « بس » وحاشية « ج ، بح » : « ورداؤه ».

(٧) في حاشية « ج ، بح » : « المعرفة ».

(٨) هكذا في أكثر النسخ والوافي وتحف العقول. وفي « ب ، بس » والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « وماؤه ». وفيمجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ( ودع ) : « وفي الحديث : ومأواه - يعني العلم - الموادعة. لعلّ المراد المباحثة والمذاكرة والمناظرة ؛ لأنّ جميع ذلك حفظ للعلم. وضبطه بعض المعاصرين : وماؤه الموادعة. وهو تصحيف ». وانظر :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٨٦ ( ودع ) ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤١ ( عهد ).

(٩) في حاشية « بح » وتحف العقول : « صحبة ». وقال فيمرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».

(١٠)تحف العقول ، ص ١٩٩ ، مع تفاوت يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٩٢.

١١٨

الْعِلْمِ الْحِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُّ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الْعِبْرَةُ(١) »(٢) .

١٣١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْعِلْمُ(٣) ؟ قَالَ : الْإِنْصَاتُ(٤) ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ(٥) ؟ قَالَ : الِاسْتِمَاعُ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟قَالَ : الْحِفْظُ؟ قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ : الْعَمَلُ بِهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : نَشْرُهُ »(٦) .

١٣٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ :

رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « طَلَبَةُ العِلْمِ ثَلاثَةٌ ، فَاعْرِفْهُمْ(٧) بِأَعْيَانِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ : صِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلِاسْتِطَالَةِ(٨) وَالْخَتْلِ(٩) ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ، فَصَاحِبُ الْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ مُوذٍ ، مُمَارٍ ، مُتَعَرِّضٌ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ(١٠) الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ‌

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بع ، بو ، جح ، جط ، جل ، جم ، جو » وحاشية « ش ، بج ، بف » وشرحي صدر المتألّهين والمازندراني ومرآة العقول وحاشية ميرزا رفيعا. و « العبرة » اسم من الاعتبار بمعنى الاتّعاظ ، أو بمعنى العبور العلمي من الأشياء إلى ما يترتّب عليها وتنتهي إليها. وفي « ف ، بح » : « العبرة والصبر ». وفي قرب الإسناد : « اللين ». وفي المطبوع وقليل من النسخ : « الصبر ».

(٢)قرب الإسناد ، ص ٦٧ ، ح ٢١٧ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٢ ، ح ٩٣.

(٣) في الأمالي : « ما حقّ العلم ».

(٤) « الإنصات » : السكوت للاستماع ، والإسكات ، يقال : أنصت ، أي سكت سكوت مستمع ، وأنصتُّه ، أي أسكتّه ، فهو لازم ومتعدٍّ. ولعلّه هاهنا لازم فقط بقرنية ذكر الاستماع بعده. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٢ ( نصت ) ؛شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٣. (٥) في « ض ، بح ، بف » : + « يا رسول الله ».

(٦)الخصال ، ص ٢٨٧ ، باب الخمسة ، ح ٤٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسندهما عن جعفر بن محمّد الأشعري.الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٩ ، ح ٥٣.

(٧) في « و ، بف » وحاشية « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والأمالي والخصال : « فاعرفوهم ».

(٨) « الاستطالة » : العلوّ والترفّع. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٥ ( طول ).

(٩) « الختل » ، هو الخدعة. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( ختل ).

(١٠) « الأندية » ، هي جمع النادي ، وهو مجلس القوم ومتحدّثهم ماداموا مجتمعين ، فإذا تفرّقوا فليس بنادٍ ، =

١١٩

الْعِلْمِ وَصِفَةِ الْحِلْمِ ، قَدْ تَسَرْبَلَ(١) بِالْخُشُوعِ ، وَتَخَلّى مِنَ الْوَرَعِ ، فَدَقَّ اللهُ مِنْ هذَا خَيْشُومَهُ(٢) ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ(٣) ؛ وَصَاحِبُ الاِسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ(٤) ذُو خِبٍّ(٥) وَمَلَقٍ(٦) ، يَسْتَطِيلُ عَلى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ ، فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ(٧) هَاضِمٌ(٨) ، وَلِدِينِهِ(٩) حَاطِمٌ ، فَأَعْمَى اللهُ عَلى(١٠) هذَا خَبَرَهُ(١١) ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ ؛ وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ(١٢)

__________________

= ويقال له : النَديّ أيضاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٥ ( ندو ).

(١) « التسربل » ، من السربال ، وهو القميص ، يقال : سَرْبَلْته فتسربل ، أي ألبسته السربال فتلبّس به. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٢٩ ( سربل ).

(٢) « الخيشوم » : الأنف ، أو أقصى الأنف ؛ أو واحد الخياشيم وهي غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ ، أو عروق في باطن الأنف. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٧٨ ( خشم ).

(٣) « الحيزوم » : وسط الصدر وما يضمّ عليه الحِزام ، أو ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٢ ( حزم ).

(٤) في « بح » وحاشية « بر » : « وصاحب الختل » بدل « والختل ».

(٥) « الخِبّ » : مصدر بمعنى الخدعة ، والخَبّ والخِبّ : الخدّاع ، وهو الجُرْبُز الذي يسعى بين الناس بالفساد. وهذا غير مناسب هنا ؛ لمكان « ذو ». وربّما يضبط بضمّ الخاء ، أو بالحاء المضمومة ، استبعدهما الداماد وعدّهما من أغاليط القاصرين. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤ ( خبب ) ؛التعليقة للداماد ، ص ١٠٦.

(٦) « الـمَلَق » : الودّ واللطف الشديد باللسان فقط ، ويقال : رجل مَلِقٌ ، أي يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٤٧ ( ملق ).

(٧) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني : « لحلوانهم ». و « الحُلْوان » : اُجرة الدلاّل والكاهن ومايؤخذ من نحو رشوة. وفي حاشية « ب ، ض » : « لخلواتهم ». وفي « و » : « لحلواتهم ». وفي حاشية « و » : « لحلاواتهم ».

(٨) في حاشية « ف » : « هامض ».

(٩) في حاشية « جم » : « ولدينهم ». وقال المازندراني : « رأيت أيضاً في كلام بعض المتأخّرين نقلاً لهذا الحديث : ولدينهم حاطم ، بضمير الجمع ». (١٠) في حاشية « بر » : « من ».

(١١) في « بج ، بع ، جح ، جط ، جم ، جو » : « خُبْره ». وفي « جس » وحاشية « و » والأمالي والخصال : « بصره ». و « خَبَره » : دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لايبقى له خبر بين الناس وقيل : خُبْره ، أي علمه. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦١.

(١٢) « الكآبة والكَأبة » : سوء الحال وتغيّر النفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ ( كأب ).

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٢٠٥ ـ رواية الحسن بن كثير :

وقد روى الحسن بن كثير وعبد خير ، قالا : لما وصل عليعليه‌السلام إلى كربلا وقف وبكى ، وقال : بأبي أغيلمة يقتلون ههنا. هذا مناخ ركابهم ، هذا موضع رحالهم ، هذا مصرع الرجل.

ـ رواية أخرى :(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ١٧١)

عن الحسن بن كثير ، عن أبيه ، أن علياعليه‌السلام أتى كربلاء ، فوقف بها ، فقيل له :

يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء. فقال : ذات كرب وبلاء. ثم أومأ بيده إلى المكان ، فقال : ههنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم.

ثم أومأ بيده إلى مكان آخر ، فقال : ههنا مهراق دمائهم. ثم مضى إلى ساباط.

٢٠٦ ـ شهداء كربلاء مثل شهداء بدر (رض):

(أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ، ج ٤ ص ١٤٣)

في منتخب كنز العمال عن الطبراني في الكبير ما لفظه عن شيبان بن محرم ، قال :إني لمع عليعليه‌السلام إذ أتى كربلاء ، فقال : يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم إلا شهداء بدر.

ـ شهداء كربلاء لا يسبقهم سابق :(المنتخب للطريحي ، ص ٨٧)

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : مر أمير المؤمنينعليه‌السلام بكربلاء ، فبكى حتى اغرورقت عيناه بالدموع ، وقال : هذا مناخ ركابهم ، هذا ملقى رحالهم ، ههنا تراق دماؤهم. طوبى لك من تربة عليها يراق دم الأحبة. مناخ ركاب ومنازل شهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من كان بعدهم.

٢٠٧ ـ إخبار عليعليه‌السلام أن الحسينعليه‌السلام يقتل وموضع ذلك ، وما في ذلك من معجزات :(مدينة المعاجز لهاشم البحراني ، ص ١٢٠)

روى الشيخ الصدوق بسنده عن ابن عباس ، قال : كنت مع عليعليه‌السلام في خروجه من صفين. فلما نزلنا نينوى ـ وهي بشط الفرات ـ قال بأعلى صوته : يابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت : لا أعرفه يا أمير المؤمنين. فقال عليعليه‌السلام : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي لبكائي. قال فبكىعليه‌السلام طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معه ، وهو يقول : أوه أوه ، مالي

٢٢١

ولآل أبي سفيان مالي ولآل حزب الشيطان وأولياء الكفر. صبرا صبرا يا أبا عبد الله ، فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم. ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة ، فصلى ما شاء الله أن يصلي.

وذكر نحو كلامه ، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة ، ثم انتبه فقال :يابن عباس. قلت : ها أنذا. فقال : ألا أحدثك عما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت : نامت عينك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين. قالعليه‌السلام : رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء ، معهم أعلام بيض ، قد تقلدوا سيوفهم ، وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطة. ثم رأيت كأن النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض ، تضرب بدم عبيط (أي طري) ، وكأني بالحسين سخلي وفرخي ومضغتي ومخي ، قد غرق فيه ، يستغيث فلا يغاث. وكأن الرجال البيض (الذين) نزلوا من السماء ، ينادونه ويقولون : صبرا آل الرسول ، فإنكم تقتلون على يدي شرار الناس ، وهذه الجنة يا أبا عبد الله مشتاقة إليك. ثم يعزّونني ويقولون : يا أبا الحسن أبشروا فقد أقرّ الله عينك يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم انتبهت هكذا.

والذي نفس علي بيده ، لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أني سأمر بها في خروجي إلى أهل البغي علينا. وهي أرض كرب وبلاء ، يدفن فيها الحسينعليه‌السلام وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمةعليها‌السلام . وإنها لفي السموات معروفة تذكر أرض كرب وبلاء ، كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس. ثم قال : يا بن عباس ، اطلب حولها بعر الظباء ، فو الله ما كذبت ولا كذبت ، وهي مصفرة ، لونها لون الزعفران. فطلبتها فوجدتها مجتمعة. فناديته : يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال عليعليه‌السلام : صدق الله ورسوله.

ـ قصة مرور عيسىعليه‌السلام بكربلاء :

ثم قام عليعليه‌السلام يهرول حتى جاء إليها فحملها وشمها ، وقال : هي هي ، أتعلم يابن عباس ما هذه الأبعار؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم ، وذلك أنه مرّ بها ومعه الحواريون ، فرأى ههنا ظباء مجتمعة وهي تبكي ، فجلس عيسىعليه‌السلام وجلس الحواريون. فبكى وبكى الحواريون ، وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى. فقالوا : يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال : أتعلمون أي أرض هذه ، هذه أرض من يقتل فيها

٢٢٢

فرخ رسول الله أحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفرخ الحرة الطاهرة البتول ، شبيهة أمي ، ويلحد فيها أطيب من المسك ، لأنها طينة الفرخ المستشهد ، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء. فهذه الظباء تكلمني وتقول : انها ترعى هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك ، وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض.

ثم ضرب بيده البعيرات فشمها ، وقال : هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها. اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه ، فتكون له عزاء وسلوة. فبقيت إلى يومنا هذا وقد اصفرت لطول زمنها ، وهذه أرض كرب وبلاء.

ثم قال بأعلى صوته : يا رب عيسى بن مريم ، لا تبارك في قتلته والمعين لهم والخاذل له. ثم بكى طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا. ثم أفاق فأخذ البعر فصّره في ردائه وأمرني أن أصرها كذلك.

ثم قال : يابن عباس ، إذا رأيتها تتفجر دماء عبيطا ويسيل منها دم عبيط ، فاعلم أن أبا عبد اللهعليه‌السلام قد قتل بها ودفن.

قال ابن عباس : فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لما افترض اللهعزوجل علي ، وأنا لا أحلها من طرف كمي. فبينا أنا نائم في البيت فإذا هي تسيل دما عبيطا ، وان كمي قد امتلأ دما عبيطا. فجلست وأنا باك ، وقلت : قتل والله الحسين ، والله ما كذبني قط في حديث ، ولا أخبر بشيء أن يكون إلا كان كذلك ، لأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره. ففزعت وخرجت وذلك عند الفجر ، فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين. ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة ، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط. فجلست وأنا باك ، وقلت قتل والله الحسينعليه‌السلام .

وسمعت صوتا من ناحية البيت ، وهو يقول : اصبروا آل الرسول قتل الفرخ النحول ، نزل الروح الأمين ببكاء وعويل. ثم بكى بأعلى صوته وبكيت. فأثبتّ عندي تلك الساعة ، وكان شهر محرم يوم عاشور لعشر مضين منه ، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره ، وتاريخه كذلك. فحدثت بهذا الحديث الذين كانوا معه فقالوا :والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة ، ولا ندري ما هو. قلت : أترى أنه الخضرعليه‌السلام .

٢٢٣

٢٠٨ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام حين مر بكربلاء وهو سائر إلى صفين :

(وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ١٤٠ ط ٢)

قال نصر بن مزاحم : حدثني مصعب بن سلام عن هرثمة بن سليم ، قال :غزونا مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام غزوة صفين. فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلى إليها ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ، ثم قال : واها لك أيتها التربة ، ليحشرن منك (وفي رواية : ليقتلن بك) قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته ـ وهي جرداء بنت سمير ، وكانت شيعة لعليعليه‌السلام ـ فقال لها زوجها هرثمة : ألا أعجّبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلا رفع إليه من تربتها فشمها ، وقال : «واها لك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب». وما علمه بالغيب؟! فقالت : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا.

فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليعليه‌السلام وأصحابه ، قال هرثمة : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه ، نظرت إلى الشجرة ، فذكرت الحديث وعرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع عليعليه‌السلام ، والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري. فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسينعليه‌السلام ، فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل.

فقال الحسينعليه‌السلام : فأنت معنا أم علينا؟ فقلت : يابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي وعيالي ، أخاف عليهم من ابن زياد.

فقال الحسينعليه‌السلام : فولّ في الأرض هربا حتى لا ترى لنا مقتلا ، فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار. قال هرثمة :فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفي علي مقتله.

ملاحظة : هذه الفقرة هي جمع عدة روايات مع بعض ، إحداها وردت في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٣ ص ١٦٩ ط مصر ـ تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.

٢٠٩ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام بما سيحدث في كربلاء :

(المصدر السابق ، ص ١٤١)

حدّث نصر بن مزاحم عن مصعب بن سلام عن سعيد بن وهب ، قال : بعثني

٢٢٤

مخنف بن سليم إلى عليعليه‌السلام عند توجهه إلى صفين. فأتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ويقول : ههنا! فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثقل آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينزل ههنا ، فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم!.

فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال (ويل لهم منكم) تقتلونهم ، (وويل لكم منهم) يدخلكم الله بقتلهم إلى النار.

٢١٠ ـ حديث الإمام الحسنعليه‌السلام عن مصرع أخيه الحسينعليه‌السلام :

(مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٣٨ ط نجف)

روى الإمام الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال : دخل الحسين على أخيه الحسنعليهما‌السلام يوما ، فلما نظر إليه بكى. فقال له الحسنعليه‌السلام : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال :أبكي لما يصنع بك. فقال له الحسنعليه‌السلام : إن الذي يؤتى إليّ سم يدس إلي فأقتل به(١) ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله. يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدّعون أنهم من أمة جدك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وينتحلون بك الإسلام ، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك ، وانتهاك حرمتك ، وسبي ذراريك ونسائك ، وانتهاب ثقلك ، فعندها تحلّ ببني أمية اللعنة ، وتمطر السماء دما ورمادا ، ويبكي عليك كل شيء ، حتى الوحوش في الفلوات ، والحيتان في البحار.

٢١١ ـ إخبار الحسينعليه‌السلام بمقتله :

عن معاوية بن قرة قال : قال الحسينعليه‌السلام : والله ليعتدن عليّ كما اعتدت بنو اسرائيل في السبت.

قال : وأنبأنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، (قال) قال الحسينعليه‌السلام : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.

__________________

(١) اللهوف على قتلى الطفوف ، ص ١٤.

٢٢٥

أخبار أخرى

٢١٢ ـ ورود سلمان (رض) كربلاء :

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين للسيد إبراهيم الزنجاني ، ص ٧١)

في الخبر عن المسيب بن نجبة الفزاري ، قال : خرجت أستقبل سلمان الفارسي حين أقبل من المدينة إلى المدائن. فلما وصل إلى كربلاء تغير حاله وبكى ، وقال :هذه مصارع إخواني. هذا موضع رحالهم ، وهذا مناخ ركابهم ، وهذا مهراق دمائهم. يقتل بها خير الأولين وابن خير الآخرين.

٢١٣ ـ إخبار أبي ذر الغفاري بمقتل الحسينعليه‌السلام ونتائج ذلك :

(الإرشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٣٦)

في (كامل الزيارة) عن عروة بن الزبير ، قال : سمعت أبا ذر ، وهو يومئذ قد أخرجه عثمان إلى الربذة ، فقال له الناس : يا أبا ذر أبشر ، فهذا قليل في الله. فقال ما أيسر هذا ، ولكن كيف أنتم إذا قتل الحسين بن عليعليه‌السلام قتلا (أو قال : ذبح ذبحا)؟. والله لا يكون في الإسلام بعد قتل الخليفة (يعني علي بن أبي طالب) أعظم قتيلا منه. وإن الله سيسل سيفه على هذه الأمة لا يغمده أبدا. ويبعث ناقما من ذريته فينتقم من الناس. وإنكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار ، وسكان الجبال في الغياض والآكام ، وأهل السماء من قتله ، لبكيتم والله حتى تزهق أنفسكم. وما من سماء يمر بها روح الحسينعليه‌السلام إلا فزع له سبعون ألف ملك ، يقومون قياما ترعد مفاصلهم إلى يوم القيامة. وما من سحابة تمر وترعد وتبرق إلا لعنت قاتله. وما من يوم إلا وتعرض روحه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيلتقيان.

٢١٤ ـ ملازمة رجل من بني أسد أرض كربلاء :

(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢١٢)

قال العريان بن الهيثم : كان أبي يتبدى فينزل قريبا من الموضع الذي كانت فيه معركة الحسينعليه‌السلام . فكنا لا نبدو إلا وجدنا رجلا من بني أسد هناك. فقال له أبي : أراك ملازما هذا المكان!. قال : بلغني أن حسيناعليه‌السلام يقتل ههنا ، فأنا أخرج إلى هذا المكان ، لعلي أصادفه فأقتل معه.

قال ابن الهيثم : فلما قتل الحسينعليه‌السلام قال أبي : انطلقوا بنا ننظر ، هل الأسدي فيمن قتل مع الحسينعليه‌السلام . فأتينا المعركة وطوّقنا ، فإذا الأسدي مقتول.

٢٢٦

(أقول) لعل هذا الشهيد هو أنس بن الحرثرحمه‌الله . وهذا درس يعلمنا أن المؤمن النبيه يسعى نحو الحق حتى يدركه ، فينال أعلى درجات السعادة والكرامة ، كما فعل أنس بن الحرث الأسدي.

٤ ـ أخبار بمن يقتل الحسينعليه‌السلام

٢١٥ ـ الحسينعليه‌السلام يخبر بأن عمر بن سعد سيقتله :

(كشف الغمة ٢ / ٩ وإرشاد المفيد ص ٢٨٢ والبحار ٤٤ / ٢٦٣)

روى سالم بن أبي حفصة ، (قال) قال عمر بن سعد للحسينعليه‌السلام : يا أبا عبد الله ، إن قبلنا أناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك. فقال له الحسينعليه‌السلام : إنهم ليسوا سفهاء ، ولكنهم حلماء. أما إنه يقر عيني أن لا تأكل من برّ العراق بعدي إلا قليلا.

٢١٦ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام بأن عمر بن سعد يقتل ابنه الحسينعليه‌السلام :

عن الأصبغ بن نباتة ، قال : بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام يخطب الناس ، وهو يقول :سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء مضى ولا شيء يكون إلا أنبأتكم به. فقام إليه سعد بن أبي وقاص ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة. فقال : أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنك ستسألني عنها. وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابني الحسينعليه‌السلام . وكان عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.

(أقول) : فلما كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان ، تولى عمر بن سعد قتل الحسينعليه‌السلام ، وكان الأمر كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وفي رواية (الإرشاد) للمفيد ص ٢٠ قال له عليعليه‌السلام :

وآية ذلك مصداق ما خبّرتك به. ولو لا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به ، ولكن آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك وسخلك الملعون.

قال ابن سيرين : وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالبعليه‌السلام في هذا ، فإنه لقي قاتل الحسينعليه‌السلام وهو شاب ، فقال : ويحك ، كيف بك إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار ، فتختار النار؟

وسيرد هذا الخبر عند الحديث عن عمر بن سعد ، الذي تولى قيادة الجيش لقتال

٢٢٧

الحسينعليه‌السلام ، وقد نصحه الحسينعليه‌السلام كثيرا ، ولكن حب الدنيا أعمى قلبه.

تنبيه حول السائل :ذكر فخر الدين الطريحي في (المنتخب) ص ١٦٦ : أن الذي سأل الإمامعليه‌السلام : كم شعرة في رأسي ، هو يزيد والد خولي بن يزيد الأصبحي.ولعل بعض الروايات تشير إلى أنه سنان بن أنس ، والله أعلم.

يقول العلامة المجلسي في البحار ، ج ٤٤ ص ٢٥٧ : لا يخفى ما في الحديث من تسمية الرجل السائل المتعنت بأنه سعد بن أبي وقاص ، حيث أن سعد بن أبي وقاص اعتزل عن الجماعة وامتنع عن بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فاشترى أرضا واشتغل بها ، فلم يكن ليجيء إلى الكوفة ويجلس إلى خطبة الإمام عليعليه‌السلام .ومن جهة أخرى إن عمر بن سعد قد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب وهي سنة ٢٣ ه‍ فكان عمره حين خطب الإمامعليه‌السلام هذه الخطبة بالكوفة غلاما بالغا أشرف على العشرين ، لا أنه سخل في بيته.

ولما كان أصل القصة مسلمة مشهورة ، عدل الشيخ المفيد في (الإرشاد) عن تسمية الرجل ، وتبعه الطبرسي في (إعلام الورى) ص ١٨٦. ولعل الصحيح ما ذكره ابن أبي الحديد ، حيث ذكر الخطبة في شرحه على النهج ، ج ١ ص ٢٥٣ عن كتاب (الغارات) لابن هلال الثقفي عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد الباقرعليه‌السلام وقال في آخره : والرجل هو سنان بن أنس النخعي.

٢١٧ ـ إخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يزيد هو قاتل الحسينعليه‌السلام :

أخرج الطبراني عن معاذ بن جبل ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يزيد ، لا بارك الله في يزيد. نعي إليّ الحسينعليه‌السلام وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله. والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه ، إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا (أي جماعات متفرقين).

وأخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا بلفظ : يزيد ، لا بارك الله في يزيد ، الطّعان اللعّان ، أما إنه نعي إلي حبيبي وسخلي حسين ، أتيت بتربته ورأيت قاتله. أما إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصرونه ، إلا عمّهم الله بعقاب.

وأخرج أبو يعلى عن أبي عبيدة (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية ، يقال له : يزيد.

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى والروياني والحافظ أبوبكر محمد بن اسحق ابن

٢٢٨

خزيمة السلمي النيسابوري والبيهقي وابن عساكر والضياء ، عن أبي ذر ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية. وزاد الروياني : يقال له يزيد.

٢١٨ ـ رواية أخرى :

(معجم الطبراني ص ١٣٠ ومقتل الخوارزمي ص ١٦٠ وكنز العمال ١٣ / ١١٣ وأمالي الشجري ص ١٦٩)

في معجم الطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أخبره قال :خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متغير اللون ، فقال : أنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب اللهعزوجل ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، (فإذا) أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة.كتاب الله من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكا. رحم الله من أخذها بحقها ، وخرج منها كما دخلها.

أمسك يا معاذ واحص!. قال : فلما بلغت خمسة ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يزيد ، لا بارك الله في يزيد. ثم ذرفت عيناه. ثم قال : نعي إلي حسين ، وأوتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله. والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه ، إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا.

ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : واها لفراخ آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خليفة مستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف.

أمسك يا معاذ. فلما بلغت عشرة ، قال : الوليد(١) اسم فرعون ، هادم شرائع الاسلام ، يبوء بدمه رجل من أهل بيته ، يسل الله سيفه فلا غماد له ، ويختلف الناس فكانوا هكذا ، وشبك بين أصابعه.

ثم قال : وبعد العشرين والمائة موت سريع وقتل ذريع ، فيه هلاكهم ، ويلي عليهم رجل من ولد العباس.

__________________

(١) لعل المقصود به الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وهو الذي مزّق القرآن وقال :

تهددني بجبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد

إذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل : يا ربّ مزّقني الوليد

٢٢٩
٢٣٠

الفصل السادس

المآتم الحسينيّة

١ ـ إقامة ذكرى الحسينعليه‌السلام والحزن عليه

ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام

٢ ـ فضل البكاء والحزن على الحسينعليه‌السلام

٣ ـ إقامة ذكرى الحسينعليه‌السلام ومراسم الحزن يوم عاشوراء

ـ اتخاذ بني أمية يوم عاشوراء يوم عيد وفرح

ـ أحاديث موضوعة في فضل يوم عاشوراء وأنه عيد

ـ هل يجوز صيام يوم عاشوراء؟

٤ ـ فلسفة المآتم الحسينية

٢٣١
٢٣٢

الفصل السادس

المآتم الحسينيّة

* مقدمة الفصل :

لا يخفى أن مصيبة الحسينعليه‌السلام الكبيرة قد أقضّت مضجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستحوذت عليه كل اهتمامه. فلا عجب إذا رأيناه يقيم المأتم على الحسينعليه‌السلام منذ مولده ، وفي عدة مناسبات من حياته. وعلى ذلك سار الأئمة الأطهار ودعوا كل من شايع الحسينعليه‌السلام إلى إقامة الحزن والعزاء عليه في كل مكان وزمان ، ولا سيما يوم العاشر من المحرم ، حتّى صار شعارهم :

«كل أرض كربلا ، وكل يوم عاشورا»

في حين كان بعض المسلمين عمدا أو جهلا يقيمون الفرح في ذلك اليوم ، جريا على السنّة التي اختطها لهم بنو أمية من غابر الزمان.

وسوف نتكلم في هذا الفصل حول إقامة المآتم الحسينية ، ثم فضل الحزن والبكاء على الحسينعليه‌السلام ، ثم إقامة مراسم العزاء والحزن والحداد يوم العاشر من المحرم كل عام. ونتعرض إلى بعض خصوصيات يوم عاشوراء ، والمحاولات المغرضة لتغيير مفهومه وصرفه عن حقيقته. ثم ننهي الفصل بفلسفة المآتم الحسينية ، وتتضمن أهداف ذكرى الحسينعليه‌السلام والفوائد التي تحققها المجالس الحسينية ، وأن هدفها ليس فقط الحزن والبكاء ، وإنما العظة واليقظة والاعتبار ، وتبديل السلوك وتعديل المسار ، والخروج من مستنقع الخطايا والأوزار ، إلى رياض الأخيار وجنان الأبرار.

١ ـ مآتم الحسينعليه‌السلام

مرت في الفصل السابق روايات مستفيضة حول إخبار جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنبأ استشهاد الحسينعليه‌السلام ، ثم إخبار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهله وأصحابه بذلك. وكان في

٢٣٣

تلك الأحوال يضع الحسين الطفل في حضنه ، ويبكي بكاء شديدا ، ويقبّله من فمه ونحره ، ويشمّه ويضمه إلى صدره ، فكانت تلك المشاهد أول المآتم المقامة على الحسينعليه‌السلام في حياته وقبل مماته. وعلى هذا الهدي المحمدي سار شيعة الحسينعليه‌السلام من بعده ، يقيمون المآتم والعزاء عليه ، بعد موته واستشهاده ، اقتداء بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومشاركة له في محنته ومصيبته.

٢١٩ ـ مأتم الحسينعليه‌السلام في دار فاطمةعليها‌السلام :

(قادتنا : كيف نعرفهم؟ ، ج ٦ ص ١٢٠)

روى الخوارزمي عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : زارنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن وزبدا وصفحة من تمر. فأكل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكلنا معه. ثم وضّأت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقام فاستقبل القبلة ، فدعا الله ما شاء. ثم أكبّ على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر. فهبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن نسأله!.

فوثب الحسينعليه‌السلام فقال : يا أبتي رأيتك تصنع ما لم أرك تصنع مثله!.فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسرّ بكم مثله. وإن حبيبي جبرئيل أتاني فأخبرني أنكم قتلى ، وأن مصارعكم شتى ، فدعوت الله لكم ، وأحزنني ذلك.

فقال الحسينعليه‌السلام : يا رسول الله ، فمن يزورنا على تشتّتنا ، ويتعاهد قبورنا؟.قال : طائفة من أمتي ، يريدون برّي وصلتي. فإذا كان يوم القيامة شهدتها بالموقف ، وأخذت بأعضادها ، فأنجيتها والله من أهواله وشدائده.

٢٢٠ ـ في دار أم سلمة :

(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ١٧٦)

وروى ابن عساكر بإسناده عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه (قال) قالت أم سلمة : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نائما في بيتي ، فجاء الحسينعليه‌السلام . قالت : فقصد الباب ، فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت : ثم غفلت في شيء ، فدبّ فدخل ، فقعد على بطنه.

قالت : فسمعت نحيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فجئت فقلت : يا رسول الله ، والله ما علمت به. فقال : إنما جاءني جبرئيلعليه‌السلام وهو على بطني قاعد ، فقال لي :

٢٣٤

أتحبّه؟. فقلت : نعم. قال : إن أمتك ستقتله. ألا أريك التربة التي يقتل بها؟.(قال) فقلت : بلى. قال : فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة. قالت : فإذا في يده تربة حمراء ، وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟!.

وفي رواية أخرى للخوارزمي : (قادتنا ـ ج ٦ ص ١٢٦)

قال : ثم أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك القبضة التي أتاه بها الملك ، فجعل يشمّها ويبكي ، ويقول في بكائه : الله م لا تبارك في قاتل ولدي ، وأصله نار جهنم.

ثم دفع تلك القبضة إلى أم سلمة ، وأخبرها بقتل الحسينعليه‌السلام بشاطئ الفرات ، وقال : يا أم سلمة خذي هذه التربة إليك ، فإنها إذا تغيرت وتحولت دما عبيطا ، فعند ذلك يقتل ولدي الحسينعليه‌السلام .

إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام

٢٢١ ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام :

(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٩٣)

يقول الفاضل الدربندي : اعلم أن من تأمل في الأخبار المروية من طرق العامة في فضل الحسن والحسينعليه‌السلام ومناقبهما ، علم أن البكاء على الحسينعليه‌السلام وإقامة تعزيته في كل سنة ، بل في كل شهر ، بل في كل أسبوع ، بل في كل ليلة ، من أفضل العبادات وأشرف الطاعات والقربات. فلعنة الله على كل متعصب من المخالفين ، الذين يأخذون يوم عاشوراء عيدا ، ويسمّون الاجتماع للعزاء والبكاء على سيد الشهداء بدعة ، وذلك كابن حجر العسقلاني ومن مثله.

٢٢٢ ـ ثواب إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام :

(المنتخب للطريحي ، ص ٢٨ ط ٢)

روي أنه لما أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسينعليه‌السلام وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمةعليه‌السلام بكاء شديدا ، وقالت : يا أبتي متى يكون ذلك؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في زمان خال مني ومنك ومن عليعليه‌السلام . فاشتد بكاؤها ، وقالت : يا أبة فمن يبكي عليه؟. ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال

٢٣٥

أهل بيتي ، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة. فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء ، وأنا أشفع للرجال. وكل من بكى على مصاب الحسينعليه‌السلام أخذنا بيده وأدخلناه الجنة.

يا فاطمة ، كل عين باكية يوم القيامة ، إلا عين بكت على مصاب الحسينعليه‌السلام ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.

٢ ـ فضل البكاء والحزن على الحسينعليه‌السلام

٢٢٣ ـ البكاء على أمناء الرحمن :

(المنتخب للطريحي ، ص ١٦ ط ٢)

يقول فخر الدين الطريحي : فيا إخواني ، كيف لا نبكي على أمناء الرحمن ، وسادات أهل الزمان؟. وكيف لا نجدد النوح والأحزان ، في كل آن ومكان؟. على الشهيد العطشان ، النائي عن الأهل والأوطان ، المدفون بلا غسل ولا أكفان؟.فعلى الأطائب من أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم تذرف الدموع من العيون.

٢٢٤ ـ فضيلة البكاء من خشية الله :

(أخبار الدول للقرماني ص ١١١)

قال الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام : ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله ، إلا وحرّم اللهعزوجل وجه صاحبها على النار. فإن سالت على الخدين دموعه ، لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة. وما من شيء إلا له جزاء إلا الدمعة ، فإن الله تعالى يكفّر بها بحور الخطايا. ولو أن باكيا بكى في أمة ، لحرّم الله تلك الأمّة على النار.

(أقول) : ومن هذا القبيل بكاء المؤمن على الإمام الحسينعليه‌السلام .

٢٢٥ ـ البكاء من خوف الله وخشيته :

(أسرار الشهادة ، ص ٤٨)

يقول الفاضل الدربندي : ومنها أن البيت المبني من الطين إذا انهدم أمكن إصلاحه بقرب من الماء ، فكذلك الإنسان المخلوق أصله من الطين ، إذا فسد أمره بارتكاب المعصية ، أمكنه تداركه بإرسال العبرات على الحسرات. كما قال أمير

٢٣٦

المؤمنين ، وسيد الموحدين ، وتاج رؤوس البكّائينعليه‌السلام : أمحوا المثبّتات من العثرات بالمرسلات من العبرات.

٢٢٦ ـ البكاء على الحسينعليه‌السلام هو من خشية الله :

(المصدر السابق ، ص ٤٩)

ويقول الفاضل الدربندي : واعلم أن البكاء على مصاب أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا سيما على مصاب سيد الشهداء روحي له الفداء ، ليس أمرا مغايرا للبكاء من خوف الله تعالى. حتّى يتمشّى سؤال : أهل البكاء من خوف الله تعالى أفضل ، أم البكاء على سيد الشهداءعليه‌السلام ؟. بل إن البكاء عليه هو البكاء في محبة الله ، والبكاء المنبعث عن التقرب إلى الله.

٢٢٧ ـ البكاء من خوف الله قسمان :

(المصدر السابق)

ثم يقول الفاضل الدربندي : فإن شئت أن توضّح المطلب في غاية الإيضاح فقل :إن البكاء من خوف الله تعالى ينحلّ إلى نوعين وينقسم إلى قسمين :

الأول : أن يكون منشأ البكاء معاصي الإنسان ، وتذكّره لحالة الاحتضار وأهوال البرزخ والمحشر والعقوبات التي يستحقها. فهذا البكاء وإن كان يطلق عليه أيضا أنه بكاء من خوف الله وقسم منه ، إلا أنه في الحقيقة يرجع إلى بكائه على نفسه وعلى ذنبه.

الثاني : أن يكون ذلك البكاء في مقام محبة الله تعالى ، وملاحظة عظمة صفاته وكبريائه وجبروته ، وفي مقام التفكر في التقصير في عبادته. وهذا في مقام ذوق حلاوة مناجاته ومحبته التي انبعثت عنها المحبة والموالاة لأوليائه وحججه ، فلا يلاحظ في هذا القسم أصلا رجاء الثواب ولا الخوف من العقاب. فلا شك أن هذا القسم من البكاء هو أفضل من القسم الأول. ومما لا شك فيه أن البكاء على مصاب آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذا القسم ، إذ قد عرفت أن المحبة والموالاة لهم مما يرجع إلى محبة الله وموالاته. ويتضح هذا المطلب عند الفطن المتدبر ، إذا لا حظ عوم الأئمة الطاهرين ، وسباحة حجج الله المعصومين ، في بحار البلايا وقواميس المصائب ، لأجل محبة الله تعالى.

شرح : القواميس : جمع قاموس ، وهو البحر العظيم.

٢٣٧

٢٢٨ ـ ثواب البكاء عامة على الحسين ومصيبة سائر الأئمةعليه‌السلام :

(الخصال الأربعمائة ٢ / ٦٣٥ والبحار ٤٤ / ٢٨٧)

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض فاختارنا ، واختار لنا شيعة ينصروننا ، ويفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا ، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا ، أولئك منا وإلينا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كل عين باكية إلا عين بكت على مصاب الحسينعليه‌السلام ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة».

وقال الإمام الرضاعليه‌السلام للريان بن شبيب : إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا. فلو أن رجلا تولّى حجرا حشره الله معه يوم القيامة.

وقال الإمام عليعليه‌السلام : كل عين يوم القيامة باكية ، وكل عين يوم القيامة ساهرة ، إلا عين من اختصه الله بكرامته ، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . (راجع مقتل العوالم ص ٥٢٥).

٢٢٩ ـ من قطرت عينه قطرة على الحسينعليه‌السلام :

(مجالس المفيد ، ص ٣٤٠ وأمالي الطوسي ١ / ١١٦ والبحار ٤٤ / ٢٧٩)

عن الإمام الحسينعليه‌السلام قال : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة ، إلا بوّأه الله تعالى بها في الجنة (غرفا يسكنها) حقبا. (وفي رواية) : أحقابا أحقابا.

شرح : الحقبة من الدهر : مدة لا وقت لها ، جمعها : حقب. وهي كناية عن الدوام.

٢٣٠ ـ فضيلة البكاء على الحسينعليه‌السلام :

(مقتل العوالم ، ج ١٧ ص ٥٢٦)

في (تفسير علي بن إبراهيم) عن الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام قال : كان علي ابن الحسينعليه‌السلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن عليعليه‌السلام دمعة ، حتّى تسيل على خده ، بوّأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا. وأيما مؤمن دمعت عيناه (دمعا) حتّى يسيل دمعه على خده ، لأذى مسّنا من عدونا في الدنيا ، بوّأه الله مبوّأ صدق في الجنة. وأيما مؤمن مسّه أذى فينا ، فدمعت عيناه حتّى يسيل

٢٣٨

دمعه على خديه ، من مضاضة ما أوذي فينا ، صرف الله عن وجهه الأذى ، وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

٢٣١ ـ البكاء على الحسينعليه‌السلام يحطّ الذنوب :

(بحار الأنوار للمجلسي ، ج ٤٤ ص ٢٨٢)

عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال لفضيل : تجلسون وتتحدثون؟. قال : نعم جعلت فداك. قال : إن تلك المجالس أحبّها ، فأحيوا أمرنا يا فضيل ، فرحم الله من أحيا أمرنا.

يا فضيل ، من ذكرنا أو ذكرنا عنده ، فخرج من عينه مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت أكثر من زبد البحر.

٢٣٢ ـ حديث : نفس المهموم لظلمنا تسبيح :

(مجالس المفيد ، ص ٣٣٨ وأمالي الطوسي ١ / ١١٥ والبحار ٤٤ / ٢٧٨)

عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمهّ لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله.

ثم قالعليه‌السلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب.

٢٣٣ ـ حديث : من دمعت عينه فينا دمعة :

(مجالس المفيد ، ص ١٧٤ وأمالي الطوسي ١ / ٩٧ والبحار ٤٤ / ٢٧٩)

عن محمّد بن أبي عمارة الكوفي ، قال : سمعت جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول :من دمعت عينه فينا دمعة ، لدم سفك لنا ، أو حقّ لنا أنقصناه ، أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا ، بوّأه الله تعالى بها في الجنة حقبا.

٢٣٤ ـ حديث : من ذكرنا عنده :

(كامل الزيارات ، ص ١٠٤ والبحار ٤٤ / ٢٨٥)

عن فضيل بن فضالة ، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ، حرّم الله وجهه على النار.

وروي عن الصادقعليه‌السلام قال : لكل سرّ ثواب ، إلا الدمعة فينا.

٢٣٩

٢٣٥ ـ حديث الإمام الصادقعليه‌السلام لمسمع كردين :

(كامل الزيارات ، ص ١٠١ والبحار ٤٤ / ٢٨٩)

سأل الإمام الصادقعليه‌السلام مسمع كردين ، وهو من أهل العراق : هل يبكي على الحسينعليه‌السلام ؟ فقال : بلى

قال : ثم استعبر واستعبرت معه. فقالعليه‌السلام : الحمد لله الّذي فضّلنا على خلقه بالرحمة ، وخصّنا أهل البيت بالرحمة.

يا مسمع ، إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا. وما بكى لنا من الملائكة أكثر. وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا. وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا ، إلارحمه‌الله قبل أن تخرج الدمعة من عينيه. فإذا سالت دموعه على خده غفر الله ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر. فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم ، لأطفأت حرّها حتّى لا يوجد لها حرّ. وإن الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته ، فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض. وإن الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه ، حتّى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه.

٢٣٦ ـ حديث : من تذكر مصابنا وبكى :

(أمالي الصدوق ، ص ٦٨ وبحار الأنوار ٤٤ / ٢٧٨)

قال الإمام الرضاعليه‌السلام : من تذكّر مصابنا وبكى لما ارتكب منا ، كان معنا في درجاتنا يوم القيامة. ومن ذكّر بمصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون. ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

٢٣٧ ـ الحسينعليه‌السلام قتيل العبرة :

(أمالي الطوسي ، ص ١٢١)

عن الإمام الصادقعليه‌السلام (قال) قال الحسين بن عليعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروبا ، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط ، إلا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسرورا.

وعن الحسينعليه‌السلام قال : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722