الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي5%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 299542 / تحميل: 10842
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٢٢١/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّهْرِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَفى لِأُولِي الْأَلْبَابِ بِخَلْقِ الرَّبِّ الْمُسَخِّرِ(١) ، وَمُلْكِ(٢) الرَّبِّ الْقَاهِرِ ، وَجَلَالِ الرَّبِّ الظَّاهِرِ ، وَنُورِ الرَّبِّ الْبَاهِرِ(٣) ، وَبُرْهَانِ الرَّبِّ الصَّادِقِ ، وَمَا أَنْطَقَ بِهِ أَلْسُنَ الْعِبَادِ ، وَمَا أَرْسَلَ بِهِ الرُّسُلَ ، وَمَا أَنْزَلَ عَلَى الْعِبَادِ ، دَلِيلاً عَلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ »(٤) .

٢ - بَابُ إِطْلَاقِ الْقَوْلِ بِأَنَّهُ شَيْ‌ءٌ‌

٢٢٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌

__________________

=( كتاب التوحيد ، باب إطلاق القول بأنّه شي‌ء ، ح ٢٢٧ ؛ وباب الإرادة أنّها من صفات الفعل ، ح ٣٠٦ ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٤ ) وكرّر قطعة منه في كتاب التوحيد ، باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح ٣٠٠. كما أشار إليه الفيض فيالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٠. وأورد الصدوق رحمه الله تمام الرواية فيالتوحيد ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم القمّي مع تفاوت يسير. وفيالتوحيد ، ص ١٠٤ ، ح ٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٨ ، ح ١ ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم من قوله : « قال : فما هو؟ قال : شي‌ء بخلاف الأشياء » إلى قوله : « غير أنّه لاجسم ولا صورة » ؛الاحتجاج للطبرسي ، ج ٢ ، ص ٣٣١ مرسلاً عن هشام بن الحكم مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ، ح ٢٥٦.

(١) التسخير : التذليل. و « المسخّر » : اسم فاعل مجرور صفة للربّ أو الخلق ، أو اسم مفعول مجرور صفة للخلق ، أو منصوب مفعولاً للخلق ، ولكنّه بعيد. و « الخلق » بمعنى الإيجاد ، أو المخلوق ، أو التقدير. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ص ٦٨٠ ( سخر ) ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٧١ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٧٦.

(٢) « المـُلك » : العزّ والسلطنة ، و « المِلْك » : مصدر ، وقد شاع استعماله فيما يملك. وجاز الكلّ هنا. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٧١ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٧٧.

(٣) « الباهر » : المـُضي‌ء ، أو الغالب. يقال : بَهَر القمر : أضاء حتّى غلب ضوؤه ضوء الكواكب. وبهر فلان أترابه : غلبهم حسناً. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٩ ( بهر ).

(٤)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٢٣ ، ح ٢٥٥.

٢٠١

عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقُلْتُ : أَتَوَهَّمُ(١) شَيْئاً؟ فَقَالَ(٢) : « نَعَمْ ، غَيْرَ مَعْقُولٍ ، وَلَا مَحْدُودٍ ، فَمَا وَقَعَ وَهْمُكَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، فَهُوَ خِلَافُهُ(٣) ، لَايُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، كَيْفَ تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ وَهُوَ خِلَافُ مَا يُعْقَلُ ، وَخِلَافُ مَا يُتَصَوَّرُ فِي الْأَوْهَامِ؟! إِنَّمَا يُتَوَهَّمُ(٤) شَيْ‌ءٌ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَلَا مَحْدُودٍ»(٥) .

٢٢٣/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(٦) بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِيعليه‌السلام : يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلّهِ : إِنَّهُ شَيْ‌ءٌ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، يُخْرِجُهُ(٧) مِنَ(٨) الْحَدَّيْنِ : حَدِّ التَّعْطِيلِ(٩) ، وَحَدِّ التَّشْبِيهِ »(١٠) .

٢٢٤/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ اللهَ خِلْوٌ(١١) مِنْ خَلْقِهِ ، وَخَلْقَهُ خِلْوٌ مِنْهُ ، وَكُلُّ‌

__________________

(١) « أتوهّم » ، استفهام على حذف أداته ، أو الهمزة للاستفهام ، والفعل ماض مجهول ، أو مضارع معلوم مخاطب ، أو على صيغة التكلّم خبر. والأوّل هو الأظهر. اُنظر :مرآة العقول ج ١ ، ص ٢٨١.

(٢) في حاشية « ج » : « قال ».

(٣) في « ب ، بس » وحاشية « بر » : « بخلافه ».

(٤) في مرآة العقول : « يتعقّل ». ولعلّه من باب النقل بالمعنى.

(٥)التوحيد ، ص ١٠٦ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيدالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ، ح ٢٥٧.

(٦) في « ج ، ض ، بح ، بف » : « الحسن ».

(٧) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس » : « تخرجه ». وفيحاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٧١ : « أي يجوز أن يقال لله : إنّه شي‌ء ، ويجب أن يخرجه الجاهل من الحدّين ، فقوله : يخرجه ، إنشاء في قالب الخبر ».

(٨) في حاشية « ج ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».

(٩) فيحاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٧٢ : « والمراد بحدّ التعطيل الخروج عن الوجود وعن الصفات الكماليّة والفعليّة والإضافيّة ، وبحدّ التشبيه الاتّصاف بصفات الممكن والاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات ». وانظر أيضاً :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٨٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٨٢.

(١٠)التوحيد ، ص ١٠٧ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفيالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٣ ، ح ٢٥٨.

(١١) « الخِلْو » : مصدر بمعنى الخالي. يقال : كنّا خِلوَين ، أي خاليين. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٣٩=

٢٠٢

مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ « شَيْ‌ءٍ » فَهُوَ مَخْلُوقٌ مَا خَلَا اللهَ »(١) .

٢٢٥/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ خِلْوٌ مِنْ خَلْقِهِ ، وَخَلْقَهُ خِلْوٌ مِنْهُ ، وَكُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ « شَيْ‌ءٍ » مَا خَلَا اللهَ ، فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، تَبَارَكَ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(٢) »(٣) .

٢٢٦/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ(٤) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خِلْوٌ مِنْ خَلْقِهِ ، وَخَلْقَهُ خِلْوٌ مِنْهُ ، وَكُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ «شَيْ‌ءٍ» مَا خَلَا اللهَ تَعَالى ، فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ »(٥) .

٢٢٧/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ حِينَ سَأَلَهُ : مَا هُوَ؟ قَالَ : « هُوَ(٦) شَيْ‌ءٌ بِخِلَافِ‌

__________________

=( خلو ). والغرض أنّه تعالى لايشارك أحداً من المخلوقات في ذاته ؛ لأنّ الله سبحانه وجود بحت

خالص لا ماهيّة له سوى الإنّيّة ، والخلق ماهيّات صرفة لا إنّيّة لها من حيث هي وإنّما وجدت به سبحانه وبإنّيّته. ولا في شي‌ء من صفاته الحقيقيّة ؛ لأنّها عين ذاته ، وإنّما الاشتراك له معهم في أُمور خارجة عن ذاته. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٢٧ ؛الوافي ، ح ١ ، ص ٣٣٤.

(١)التوحيد ، ص ١٠٥ ، ح ٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشمالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٦٠.

(٢) في « بح » وشرح صدر المتألّهين : « العليم ». وفي التوحيد : - « وهو السميع البصير ».

(٣)التوحيد ، ص ١٠٥ ، ح ٣ ، بسنده عن النضر بن سويدالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ، ح ٢٦٢.

(٤) في « ب » : « خُثيمة » وهو سهو. والظاهر أنّه خيثمة بن عبدالرحمن الجعفي المذكور في أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام . راجع :رجال البرقي ، ص ١٥ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣٣ ، الرقم ١٣٨٦ ؛خلاصة الأقوال ، ص ٦٦ ، الرقم ٨ ؛رجال ابن داود ، ص ١٤٢ ، الرقم ٥٦٧.

(٥)التوحيد ، ص ١٠٥ ، ح ٤ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشمالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٦١.

(٦) في « ج » والكافي ، ح ٢٢٠ : - « هو ».

٢٠٣

الْأَشْيَاءِ ، ارْجِعْ بِقَوْلِي(١) إِلى إِثْبَاتِ مَعْنىً ، وَأَنَّهُ(٢) شَيْ‌ءٌ بِحَقِيقَةِ الشَّيْئِيَّةِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَاجِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ ، وَلَا يُحَسُّ وَلَا يُجَسُّ(٣) ، وَلَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ الْخَمْسِ ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، وَلَا تَنْقُصُهُ الدُّهُورُ ، وَلَا تُغَيِّرُهُ الْأَزْمَانُ ».

فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ(٤) : فَتَقُولُ(٥) : إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ؟

قَالَ(٦) : « هُوَ سَمِيعٌ ، بَصِيرٌ(٧) ؛ سَمِيعٌ بِغَيْرِ جَارِحَةٍ ، وَ(٨) بَصِيرٌ بِغَيْرِ آلَةٍ ، بَلْ(٩) يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ ، وَيُبْصِرُ بِنَفْسِهِ ، لَيْسَ(١٠) قَوْلِي : إِنَّهُ سَمِيعٌ يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ ، وَبَصِيرٌ(١١) يُبْصِرُ بِنَفْسِهِ(١٢) أَنَّهُ شَيْ‌ءٌ ، وَالنَّفْسُ شَيْ‌ءٌ آخَرُ ، وَلكِنْ(١٣) أَرَدْتُ عِبَارَةً عَنْ نَفْسِي(١٤) ؛ إِذْ كُنْتُ مَسْؤُولاً ،

__________________

(١) في التوحيد : + « شي‌ء ».

(٢) في حاشية « ف » : « فإنّه ».

(٣) في « ض » : « ولا يُجَسّ ولا يحسّ ». وفي الوافي : - « ولا يجسّ ». وقوله : « لايجسّ » أي « لا يمسّ باليد. واحتمل‌الفيض كونه بمعنى لا يُتفحّص عنها ، يقال : جسستُ الأخبار ، أي ، تفحّصتُ عنها. وانظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٣ ( جسس ).

(٤) في الكافي ، ح ٣٠٠ : - « السائل ».

(٥) في الكافي ، ح ٣٠٠ : « أتقول ».

(٦) في الكافي ، ح ٣٠٠ : + « أبو عبدالله ».

(٧) قال صدر المتألّهين : « لمـّا توهّم السائل أنّ تنزيهه عليه السلام للباري سبحانه عن مشاركة غيره من الموجودات وتقديسه إيّاه عن كلّ ما يدرك بحسّ أو وهم ، منقوض بكونه سميعاً وبصيراً ؛ لأنّ بعض ما سواه يوصف بهذين الوصفين ، أزاح ذلك التوهّم بأنّ كونه سميعاً بصيراً لايوجب له الاشتراك مع غيره ، لا في الذات ولا في صفة متقرّرة لذاته ؛ لأنّ غيره سميع بجارحة ، بصير بآلة ، وهو تعالى يسمع ويبصر لا بجارحة ولا بآلة ولا بصفة زائدة على ذاته ؛ ليلزم علينا أن يكون له مجانس أو مشابه ، بل هو سميع بنفسه بصير بنفسه ». وقال العلّامة الفيض : « وذلك لأنّ معنى السماع والإبصار ليس إلّاحضور المسموع عند السامع وانكشاف المبصر عند البصير وليس من شرطهما أن يكونا بآلة أو جارحة » اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٢٨ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٣١.

(٨) في « بر » : - « و ».

(٩) في « بر » : « بلى ».

(١٠) في الكافي ، ح ٣٠٠ : « وليس ».

(١١) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي : - « بصير ». وفي التوحيد : - « سميع » و « بصير ».

(١٢) في « ض ، بر » : - « وبصير يبصر بنفسه ». وفي الكافي ، ح ٣٠٠ : « ليس قولي : إنّه سميع بنفسه أنّه شي‌ء » بدل « ليس قولي - إلى - أنّه شي‌ء ». (١٣) في « ض » والكافي ، ح ٣٠٠ ومرآة العقول : « ولكنّي ».

(١٤) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٢٢٨ : « أي أردت التعبير عمّا في نفسي من الاعتقاد في هذه المسألة بهذه العبارة الموهمة للكثرة لضرورة التعبير عمّا في نفسي ؛ إذ كنت مسؤولاً ، ولضرورة إفهام الغير الذي هو السائل ، وإلّا فالذي في نفسي لايقع الاحتجاج في تعقّله إلى عبارة ». وقيل غير ذلك.

٢٠٤

وَإِفْهَاماً لَكَ ؛ إِذْ كُنْتَ سَائِلاً ، فَأَقُولُ(١) : إِنَّهُ(٢) سَمِيعٌ(٣) بِكُلِّهِ ، لَا أَنَّ الْكُلَّ مِنْهُ لَهُ بَعْضٌ(٤) ، وَلكِنِّي(٥) أَرَدْتُ إِفْهَامَكَ ، وَالتَّعْبِيرُ عَنْ نَفْسِي ، وَلَيْسَ مَرْجِعِي فِي ذلِكَ(٦) إِلَّا إِلى أَنَّهُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْعَالِمُ الْخَبِيرُ ، بِلَا اخْتِلَافِ الذَّاتِ ، وَلَا اخْتِلَافِ الْمَعْنى ».

قَالَ لَهُ السَّائِلُ : فَمَا هُوَ؟

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « هُوَ الرَّبُّ ، وَهُوَ الْمَعْبُودُ ، وَهُوَ اللهُ ، وَلَيْسَ قَوْليَ : « اللهُ » إِثْبَاتَ هذِهِ الْحُرُوفِ : أَلِفٍ وَلَامٍ وَهاءٍ ، وَلَا رَاءٍ وَلَا بَاءٍ(٧) ، وَلكِنِ ارْجِعْ(٨) إِلى مَعْنىً وَشَيْ‌ءٍ(٩) خَالِقِ الْأَشْيَاءِ وَصَانِعِهَا ، وَنَعْتِ(١٠) هَذِهِ الْحُرُوفِ(١١) وَهُوَ الْمَعْنى‌

__________________

(١) في حاشية « ض » والتوحيد : « وأقول ».

(٢) في الكافي ، ح ٣٠٠ والتوحيد : - « إنّه ».

(٣) في الكافي ، ح ٣٠٠ والتوحيد : « يسمع ».

(٤) في الكافي ، ح ٣٠٠ : « لا أنّ كلّه له بعض ؛ لأنّ الكلّ لناله بعض » بدل « لا أنّ الكلّ منه له بعض ».

(٥) في الكافي ، ح ٣٠٠ : « ولكن ».

(٦) في الكافي ، ح ٣٠٠ : + « كلّه ».

(٧) في التوحيد : « ألف ، لام ، هاء » بدل « ألف ولام وهاء ، ولا راء ولا باء ».

(٨) في « ض ، و » : « أرْجِعُ ». وفيشرح المازندراني : « يحتمل الأمر والتكلّم ».

(٩) في التوحيد : « هو شي‌ء » بدل « وشي‌ء ».

(١٠) في التوحيد : « وقعت عليه » بدل « ونعت ». واستصوب الفيض في الوافي ، والمجلسي في مرآة العقول ما في التوحيد ، وقال الفيض : « وكأنّه أسقطه بعض نُسّاخالكافي سهواً وتبعه آخرون ».

(١١) في حلّ هذه العبارة وجوه :

الأوّل : « نعت » مجرور عطفاً على « معنى » ، و « الله » قائم مقام المفعول الأوّل لـ« سمّي ». و « الرحمن » وما عطف عليه مبتدأ ، خبره قوله : « من أسمائه ».

الثاني : « نعت » مجرور معطوف على « شي‌ء » ومضاف. و « هو » راجع إلى مرجع في كلام السائل أو ضمير شأن. وعلى الأوّل « المعنى » خبر المبتدأ و « سمّي به » خبر بعد خبر. وعلى الثاني « المعنى » مبتدأ و « سمّي به » خبره. وعلى التقديرين ضمير « به » راجع إلى « نعت » و « الله » مبتدأ و « من أسمائه » خبر.

الثالث : « نعت » مجرور معطوف على « الأشياء » أو على ضمير « صانعها » عند من جوّزه بدون إعادة الجارّ.

الرابع : « نعت » مبتدأ مضاف إلى « هذه » و « الحروف » خبره. وقوله : « الله والرحمن » مبتدأ خبره « من أسمائه » ، والمعنى أنّ نعت هذه الحروف التي في « الله » و « ربّ » أنّها حروف وأنّها ألف ، لام ، هاء ، راء ، باء ، و « هو » أي المقصود إثباته «المعنى».=

٢٠٥

سُمِّيَ(١) بِهِ اللهُ ، وَالرَّحْمنُ ، وَالرَّحِيمُ وَالْعَزِيزُ ، وَأَشْبَاهُ ذلِكَ مِنْ أَسْمَائِهِ ، وَهُوَ الْمَعْبُودُ جَلَّ وَعَزَّ(٢) ».

قَالَ لَهُ(٣) السَّائِلُ : فَإِنَّا لَمْ نَجِدْ مَوْهُوماً إِلَّا مَخْلُوقاً.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَوْ كَانَ ذلِكَ كَمَا تَقُولُ ، لَكَانَ التَّوْحِيدُ عَنَّا مُرْتَفِعاً ؛ لِأَنَّا لَمْ نُكَلَّفْ(٤) غَيْرَ مَوْهُومٍ ، وَلكِنَّا نَقُولُ : كُلُّ مَوْهُومٍ بِالْحَوَاسِّ مُدْرَكٍ بِهِ(٥) تَحُدُّهُ(٦) الْحَوَاسُّ وَتُمَثِّلُهُ(٧) ؛ فَهُوَ مَخْلُوقٌ [ وَلَابُدَّ مِنْ إِثْبَاتِ(٨) صَانِعِ الْأَشْيَاءِ خَارِجاً مِنَ الْجِهَتَيْنِ الْمَذْمُومَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا : النَّفْيُ ](٩) ؛ إِذْ كَانَ النَّفْيُ هُوَ الْإِبْطَالَ وَالْعَدَمَ ، وَالْجِهَةُ الثَّانِيَةُ : التَّشْبِيهُ ؛ إِذْ كَانَ التَّشْبِيهُ هُوَ(١٠) صِفَةَ الْمَخْلُوقِ الظَّاهِرِ التَّرْكِيبِ وَالتَّأْلِيفِ ، فَلَمْ يَكُنْ‌

__________________

=الخامس : « نعت » خبر مقدّم ، و « الحروف » مبتدأ مؤخّر ، أي هذه الحروف نعت وصفة دالّة على ذاته.

اُنظر :شرح صدر المتألهين ، ص ٢٢٨ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٩٣ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٧٥ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٨٧.

(١) في « ب » : « وسمّي ».

(٢) في « ف ، بس » وحاشية « ج » : « جلّ جلاله ». وفي « ب » : « جلّ جلاله وعزّ ». وفي « ض » : « عزّ وجلّ جلاله». وفي « بح » : « جلّ وعزّ جلاله ». (٣) في « بر » والتوحيد : - « له ».

(٤) في « ف ، بح » : « لا نكلّف ». وفي حاشية « ف » : « لم نعتقد ». وفي التوحيد والاحتجاج : + « أن نعتقد ».

(٥) هكذا في أكثر النسخ والمطبوع وشرح المازندراني والوافي ، والضمير راجع إلى الوهم وفي حاشية « بح » : بها.

(٦) في « بح » : « ممّا تحدّه ». وفي التوحيد : « فما تجده » بدل « بها تحدّه ». قوله : « تحدّه » أو « ممّا تحدّه » خبر « كلّ موهوم » وقوله : « فهو مخلوق » نتيجة المحدوديّة.

(٧) « تمثّله » : مضارع معلوم من التفعيل ، أو من التفعّل بحذف إحدى الياءين. والتفعّل قد يأتي للتعدية. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ١٩٨ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٩٥.

(٨) في الاحتجاج : + « كون ».

(٩) ما بين المعقوفين اُضيف من « ف » والتوحيد والاحتجاج. والظاهر أنّ هذا السقط والخلل نشأ من الناسخ‌الأوّل. ونقل العلّامة المجلسي شرح قوله : « فإنّا لم نجد موهوماً » إلى قوله : « لبيانها ووجودها » من صدر المتألّهين بطوله ، ثمّ قال : « وأقول : بناء أكثر التكلّفات على سقط وقع من الكليني رحمه الله أو النسّاخ ». اُنظر :مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٩١ - ٢٩٠.

(١٠) في التوحيد : « من ».

٢٠٦

بُدٌّ مِنْ إِثْبَاتِ الصَّانِعِ ؛ لِوُجُودِ الْمَصْنُوعِينَ وَالِاضْطِرَارِ إِلَيْهِمْ(١) أَنَّهُمْ مَصْنُوعُونَ ، وَأَنَّ(٢) صَانِعَهُمْ غَيْرُهُمْ ، وَلَيْسَ مِثْلَهُمْ ؛ إِذْ كَانَ مِثْلُهُمْ شَبِيهاً بِهِمْ فِي ظَاهِرِ التَّرْكِيبِ وَالتَّأْلِيفِ ، وَفِيمَا يَجْرِي عَلَيْهِمْ(٣) مِنْ حُدُوثِهِمْ بَعْدَ إِذْ(٤) لَمْ يَكُونُوا ، وَتَنَقُّلِهِمْ(٥) مِنَ صِغَرٍ إِلى كِبَرٍ ، وَسَوَادٍ إِلى بَيَاضٍ ، وَقُوَّةٍ إِلى ضَعْفٍ ، وَأَحْوَالٍ مَوْجُودَةٍ لَاحَاجَةَ بِنَا إِلى تَفْسِيرِهَا ؛ لِبَيَانِهَا(٦) وَوُجُودِهَا ».

قَالَ(٧) لَهُ(٨) السَّائِلُ : فَقَدْ حَدَدْتَهُ إِذْ أَثْبَتَّ وُجُودَهُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَمْ أَحُدَّهُ ، وَلكِنِّي أَثْبَتُّهُ ؛ إِذْ(٩) لَمْ يَكُنْ بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ مَنْزِلَةٌ ».

قَالَ لَهُ السَّائِلُ : فَلَهُ إِنِّيَّةٌ وَمَائِيَّةٌ(١٠) ؟

قَالَ : « نَعَمْ ، لَايُثْبَتُ الشَّيْ‌ءُ إِلَّا بِإِنِّيَّةٍ وَمَائِيَّةٍ ».

قَالَ لَهُ السَّائِلُ : فَلَهُ(١١) كَيْفِيَّةٌ؟

قَالَ : « لَا ؛ لِأَنَّ الْكَيْفِيَّةَ جِهَةُ الصِّفَةِ وَالْإِحَاطَةِ ، وَلكِنْ لَابُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْ(١٢) جِهَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّشْبِيهِ ؛ لِأَنَّ مَنْ نَفَاهُ ، فَقَدْ أَنْكَرَهُ وَدَفَعَ رُبُوبِيَّتَهُ وَأَبْطَلَهُ ، وَمَنْ شَبَّهَهُ بِغَيْرِهِ ، فَقَدْ أَثْبَتَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْمَصْنُوعِينَ الَّذِينَ لَايَسْتَحِقُّونَ الرُّبُوبِيَّةَ ، وَلكِنْ لَابُدَّ مِنْ‌

__________________

(١) في التوحيد : « والاضطرار منهم إليه أثبت ». وفي الاحتجاج : « والاضطرار منهم إليه » كلاهما بدل « والاضطرار إليهم ».

(٢) في « بر » : « أن كان ».

(٣) في « ب » : « إليهم ».

(٤) في حاشية « بح » والتوحيد والاحتجاج : « أن ».

(٥) في حاشية « ج » : « وعن تنقّلهم ». وفي « بف ، بر » : « وينقلهم ».

(٦) في التوحيد والاحتجاج : « لثباتها ».

(٧) في « بر » والوافي : « فقال ».

(٨) في « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والتوحيد : - « له ».

(٩) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بف » والوافي ، وهو المختار. وفي « بس » والمطبوع : « إذا ».

(١٠) في حاشية « ج » : « ماهيّة ».

(١١) في حاشية « ف » : « إنّ له ».

(١٢) في الوافي : « عن ».

٢٠٧

إِثْبَاتِ أَنَّ لَهُ كَيْفِيَّةً(١) لَايَسْتَحِقُّهَا غَيْرُهُ ، وَلَا يُشَارَكُ(٢) فِيهَا ، وَلَا يُحَاطُ بِهَا ، وَلَا يَعْلَمُهَا غَيْرُهُ ».

قَالَ السَّائِلُ : فَيُعَانِي(٣) الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ؟

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « هُوَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُعَانِيَ الْأَشْيَاءَ بِمُبَاشَرَةٍ وَمُعَالَجَةٍ ؛ لِأَنَّ ذلِكَ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ الَّذِي لَاتَجِي‌ءُ(٤) الْأَشْيَاءُ لَهُ إِلَّا بِالْمُبَاشَرَةِ(٥) وَالْمُعَالَجَةِ وَهُوَ مُتَعَالٍ(٦) ، نَافِذُ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ ، فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ(٧) »(٨) .

__________________

(١) في التوحيد : « ذات بلاكيفيّة » بدل « أنّ له كيفيّة ».

(٢) المجهول أرجح ؛ لأنّ المعلوم يستلزم حذف المفعول به.

(٣) « معاناة الشي‌ء » : ملابسته ومباشرته وتحمّل التعب والمشقّة في فعله. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠٦ ( عنو ).

(٤) في حاشية ميرزا رفيعا والوافي والتوحيد : « لايجي‌ء ».

(٥) في « ب » : « بمباشرة ».

(٦) في التوحيد : « وهو تعالى ».

(٧) في « بح » وحاشية ميرزا رفيعا : « لما يريد ».

(٨) الحديث طويل ، قطّعه الكليني رحمه الله ، وأورد قطعة منه هنا ، وصدره في الباب السابق ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح ٢٢٠. وذكر تتمّة الحديث في موضعين آخرين منالكافي ( : كتاب التوحيد ، باب الإرادة أنّها من صفات الفعل ، ح ٣٠٦ ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٤ ) وكرّر قطعة منه في كتاب التوحيد ، باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح ٣٠٠ ، كما أشار إليه العلّامة الفيض الكاشاني في الوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٠. وذكر الصدوق رحمه الله تمام الرواية فيالتوحيد ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم. وفيالاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٣٣١ ، مرسلاً عن هشام بن الحكم إلى قوله : « لم يكن بين النفي والإثبات منزلة ». راجع :التوحيد ، ص ١٠٤ ، ح ٢ ؛ وص ١٤٤ ، ح ١٠ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٨ ، ح ١الوافي ، ج ١ ، ص ٣٢٧ ، ذيل ح ٢٥٦.

تنبيه : لهذا الحديث شرح للعلّامة الشيخ محمّد تقيّ الجعفريّ التبريزيّ قدّس سرّه ، نقله عنه الغفّاريرحمه‌الله في آخرالكافي المطبوع ، ج ١ ، ص ٥٤٩ - ٥٥٤ ، ونحن نورده هنا لمزيد الفائدة ، وهو قوله :

أمّا توضيح الحديث الشريف ، فنقول مستعيناً بالله تبارك وتعالى : لمـّا أجاب الإمامعليه‌السلام عن سؤال الزنديق عن الدليل على ثبوته ووجوده بقولهعليه‌السلام - في الحديث السادس من الباب السابق - : « وجود الأفاعيل التي دلّت على أنّ صانعاً صنعها » إلى آخره ، سأله السائل عن ماهيّته وحقيقته بقوله : ماهو؟ أقول : لا شكَّ في أنّ الأذهان البشريّة دائمة التجسّس والتفحّص عمّا تدركه وتتعقّله من الأشياء ، فكأنّها لا ترى بُدّاً من الوصول إلى حقائق=

٢٠٨

__________________

=أشياء قد سلّم بوجودها ، وهذه الخاصّة العقلانيّة هي من أهمّ الأسباب في تكثّر المعلومات والمعقولات ، وعلى هذه القاعدة الضرورية سأل السائل عن الحقيقة والماهيّة قياساً منه على سائر الحقائق ، فأجابه الامامعليه‌السلام : « هو شي‌ء بخلاف الأشياء ».

أقول : قد ورد سلب المعاني المدركة عن الألفاظ المطلقة على الذات الأقدس جلّ شأنه في أبواب التوحيد والصفات والأسماء غير مرّة ، فيمكن أن يقال : إنّه - مع دلالة العقل على ذلك - قد تواترت الأخبار والروايات في هذا المقام بحيث لا يمكننا الشكّ والتوقّف لا عقلاً ولا نقلاً في أنّ الألفاظ المطلقة عليه تعالى لا يمكن أن يراد بها ما نتعقّله من المعاني المتحصّلة عن المدركات المأخوذة من النفس المدرك والخارج المدرك ؛ فإنَّ جميعَ ما ندركه ونؤدّيه بالألفاظ المتعارفة محفوفٌ بوصمة الحدود والرسوم ، وجلَّ جناب الحقّ أن يكون محدوداً ومرسوماً.

قولهعليه‌السلام : « أرجع بقولي شي‌ء إلى إثبات معنى » فكأنّ سلب جميع المعاني المحمولة على الشي‌ء أوجب توهّم كون هذا الشي‌ء ألفاظاً وحروفاً مجرّدة عن أيّ معنى معقول ؛ إذ ما من معنى يمكن أن يطلق عليه الشي‌ء قد صار مسلوباً منه ، فأيّ معنى يكون لفظ الشي‌ء مستعملاً فيه؟ فلذلك قالعليه‌السلام : لا أقصد بذلك أنّه لفظ محض بل « وأنّه شي‌ء بحقيقة الشيئيّة ، غير أنّه لا جسم ولا صورة ولا يُحَسّ ولا يُجَسّ ولا يُدرَك بالحواسّ الخمس » ؛ فإنّه تعالى موجود بحقيقته غير المدركة ؛ لأنَّ جميع ما ندركه به بمنزلة مرآة محدودة لا تُري إلّامرائي محدودة ، فليس لنا أن نتجسّس ونتفحّص عنه كما نتفحّص عن حقائق سائر المدركات.

والحاصل أن الإدراك بأيّ آلة كانت لا يتعلّق بشي‌ء إلّا أن يستشرف عليه ويحدّه بمعانٍ يعلمها من الأجسام والصور وغيرها من المدركات ، فلمّا لم يكن جلّ شأنه وعزّ سلطانه جسماً ولا صورة ولا غيرها ، فلا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ، ولا يغيّره الزمان ؛ لوضوح أنَّ النقصان والتغيّر إنّما يعرضان على ما من شأنه الحركة والسكون ، وإذ لم يكن عزّ اسمه جسماً ولا جسمانيّاً فلم يكن معروضاً للنقصان والتغيّر. ومن هنا ينقطع السؤال عن كيفيّة كونه تعالى قبل خلق الممكنات منسوباً إليه الزمان ، فإنّ الزمان إنّما ننتزعه من الحركة المستحيلة بالنسبة إلى فاقد المادّة والصورة بتمام معانيهما.

ثُمَّ سأل عن معنى إسناد السمع والبصر إليه تعالى ، فقالعليه‌السلام : « هو سميع بصير : سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه » ، ولمـّا استلزم السمعُ والبصر بالجارحة والآلة التركّبَ المتسحيل في شأنه تعالى إن كانت الجارحة والآلة داخليّة ، والافتقارَ إلى الغير إن كانت خارجيّة ، فقالعليه‌السلام : « إنّه يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ».

أقول : اعلم أنّ الصفات المستندة إلى الذات الأقدس على قسمين : أحدهما : الصفات الذاتيّة ، وهي التي تشير - مع تعدّدها - إلى كمال الذات الواحد الأحد ، فهي متعدّدة بحسب اللفظ والمفهوم ، لا الحقيقة الواقعيّة ، فنسبة هذا القسم من الصفات إلى الذات نسبة العبارات المختلفة إلى جمال واحد وكمال فارد. وثانيهما : الصفات=

٢٠٩

__________________

=الفعليّة ، وهي التي بنفسها لا تساوق الذات الواحد القديم ؛ لأنّها متجدّدة ومتصرّمة ، فلا يمكن أن تعرض على الذات غير المتغيّر ، نعم القدرة عليها من الصفات الذاتيّة ؛ فإنّ نفس الخلق والإحياء والإماتة والرزق والتكلّم وكذلك نفس السماع والبصر تستلزم متعلّقات حادثة مسبوقة بالإرادة. وبعبارة أوضح فعليّة هذه الصفات بنفسها مسبوقة بمشيئته وإرادته ، وأمّا القدرة عليها جميعها فهي ذاتيّة ، فقولهعليه‌السلام : « يسمع بنفسه ويبصر بنفسه » ليس ناظراً إلى فعليّة تلك الصفات بنفسها.

قولهعليه‌السلام : « ليس قولي إنّه يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ، أنّه شي‌ء والنفس شي‌ء آخر » ؛ لما ذكرناه من لزوم التركّب المستلزم للافتقار المستحيل في حقّه تعالى ، « ولكن أردت عبارة عن نفسي ؛ إذ كنت مسؤولاً » ، ولا يمكن أن يجيب المجيب سائلاً إلّا بما هو عليه من الشؤون والأطوار ، وكذلك إفهاماً للسائل ؛ إذ كان هو سائلاً ولابدّ من أن يجاب بما يستأنسه من المعاني والمدركات.

قولهعليه‌السلام : « فأقول : إنّه سميع بكلّه ، لا أنّ الكلّ منه له بعض » ؛ يعنيعليه‌السلام : أنّ المراد بالكلّ المستفاد عن قوله : « بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه » ليس ما يتوهّم من كونه بمعناه المتعارف المعهود ؛ حيث إنّ الكلّ بهذا المعنى هو الهيئة المنتزعة عن اجتماع أجزاء والتئام أبعاض ؛ لكي تستلزم التركّب لا محالة.

قولهعليه‌السلام : « ولكنّي أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجعي في ذلك إلّا إلى أنّه السميع البصير ، العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى » وهذه إشارة إلى ما دلَّ عليه العقل والنقل من اتّحاد الذات والصفات الذاتيّة والقدرة على الصفات الفعليّة ، وقد أشرنا إليه آنفاً فلا نعيده.

ثمَّ كرّر السائل السؤال عن الماهيّة والحقيقة بقوله : « فما هو؟ » ولا نعلم وجهاً لهذا التكرار إلّا غموض المسألة وأنَّ هذا المعنى لا يوافق أيّ معقول من المعقولات البشريّة ، فأجابه الإمامعليه‌السلام بقوله : « هو الربّ والمعبود وهو الله » ؛ حيث لم يتصوّر السائل من هذه الألفاظ حقيقة وماهيّة واضحة ، فكأنّه قد توهّم أنّ هذا الموجود ليس من قبيل المعاني الواقعيّة فيكون مجرّد لفظ بلا معنى معقول ، فلذلك كرّر الإمام ثانياً الجواب الماضي في الجمل السابقة بأنّه : « ليس قولي : الله ، إثبات هذه الحروف : ألف ولام وهاء ، ولا راء ولا باء ، ولكن أرجع إلى معنى وشي‌ء خالق الأشياء وصانعها » وفي نسخة الكافي بعد ذلك : ونعت هذه الحروف وهو المعنى » إلى آخره ، والظاهر أنّه اشتباه من النسّاخ ؛ إذ لا معنى صحيح لأن يكون المعنى نعتاً للحروف ، بل الصحيح ما في التوحيد وهو : « وقعت عليه هذه الحروف » فيكون مقصوده سلام الله عليه - كما سبق في الجمل الماضية - أنّه تعالى حقيقة استعمل فيه الألفاظ.

قال السائل : « فإنّا لم نجد موهوماً إلّامخلوقاً ». وهذا السؤال واضح قد مضى تفصيله آنفاً ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنّا مرتفعاً ؛ لأنّا لم نكلّف أن نعتقد غير موهوم » ، الظاهر أنَّ المراد بالتوحيد هنا أصل الوجود والثبوت ، لا ما يقابل التشريك بعد ثبوته ، وحاصل الجواب : أنّه يمكننا التوجّه إلى مثل ذلك الوجود ، ونحن أيضاً مكلّفون على مثل هذا التوجّه ، ويدلّ عليه تصديقنا بوجوده أو عدمه أو الشكّ=

٢١٠

__________________

=فيه ؛ فإنّ كلّ هذه التصديقات مستلزمة للتوجّه إليه ، وإلّا فما الذي نثبته أو ننفيه أو نشكّ فيه؟ نعم ، هذا التوجّه لا يمكن أن يكون من طرق الحواسّ المحدّدة ؛ لأنّها لا تؤدّي إلّا إلى محسوسات محدودة مشخّصة ، فهي بمنزلة مرآة محدودة لا تُري إلّا مرائي محدودة كما ذكرناه.

وتلخّص من جميع ما تقدّم من عدم مجي‌ء قاعدة الصفات في حقّ الواجب جلّ وعلا ، وكذلك من عدم إمكان وقوعه معقولاً بماهيّته وإمكان التوجّه إليه لا من طرق الحواسّ المحدّدة ، أنّه : « لابدّ من إثبات صانع للأشياء خارج من الجهتين المذمومتين : إحداهما النفي ؛ إذ كان النفي هو الإبطال والعدم ، والجهة الثانية التشبيه ؛ إذ كان التشبيه هو صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف » فليعلم أنَّ ما ذكره الإمامعليه‌السلام هو إرشاد إلى آخر مراتب التوجّه في هذا المقام ، فإنّا لم نعثر من الفلاسفة والحكماء في هذ الباب إلى شي‌ء يقنع به العقول الفعّالة ؛ فإنّ كلّ ما ذكروه في هذا المقام يستلزم أسئلة لا يجاب عنها جواباً كافياً ، فلابدّ لنا حينئذٍ أن نسترشد بقولهعليه‌السلام : « فلم يكن بدّ من إثبات الصانع ؛ لوجود المصنوعين ، والاضطرارُ منهم إليه أثبت أنّهم مصنوعون وأنّ صانعهم غيرهم وليس مثلهم ؛ إذ كان مثلهم شبيهاً بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا » ، فهذا هو من المرتكزات الأوّليّة في الأذهان من أنّ ما بالغير لا بدّ وأن ينتهي إلى ما بالذات ، وأنّ ما يكون نسبة الوجود والعدم إليه على حدّ سواء ، يحتاج في ترجّحه إلى مرجّح.

ثمّ قال السائل : « فقد حدّدته إذ أثبتَّ وجوده » ؛ الظاهر أنّ السائل لم يكن يحفظ ما يقوله الإمامعليه‌السلام جواباً لسؤالاته ؛ لأنّهعليه‌السلام قد صرّح واستدلّ على استحالة تحديده ، ومن المعلوم أن الحدود والتشخّصات إنّما تكون من قبل الماهيّات ، لا أنّ الوجود بمجرّده يستلزمها ؛ ولذلك أجابهعليه‌السلام : « لم أحدّه ولكنّي أثبتّه ؛ إذ لم يكن بين النفي والإثبات منزلة » ؛ يعنيعليه‌السلام حيث لم يمكن لنا النفي ولا التشبيه بسائر المخلوقات فيجب لنا الإذعان بوجوده وثبوته فقطّ.

قال له السائل : « فله إنّيّة ومائيّة؟ ». قال : « نعم لا يثبت الشي‌ء إلّا بإنّيّة ومائيّة ».

أقول : ليس المقصود بالإنّيّة والمائيّة في المقام ما اصطلحنا عليه في علم المعقول ، المطلق على جميع الممكنات في قولنا : كلُّ ممكن زوجٌ تركيبيٌّ ، بل اللازمُ بقرينة المعاني المذكورة المثبتة لبساطته وعدم معلوليّته جلّ وعلا أَنْ يراد بهما الحقيقة والوجود ، ولكن لا بمعنى الماهيّة المنتزعة عن الجنس والفصل المستلزمين للتركّب ونسبتهما ، أي‌نسبة الإنّيّة والمائيّة في المقام إليه تعالى نظير نسبة الصفات الذاتيّة إلى الذات في كونهما مشيرين إلى حقيقة واحدة كما ذكر.

قال له السائل « فله كيفيّة؟ ». قال : « لا لأنَّ الكيفيّة جهة الصفة والإحاطة » وكلٌّ منهما ينافي بساطته وقاهريّته المطلقتين ، وأمّا من جهة أنّ التكيّف بكيف يستلزم توصيفه وإحاطة الواصفين به من ذلك الوجه ، وهذا الوجه بقرينة الجمل الآتية أقرب إلى سياق الكلام.

قولهعليه‌السلام : « ولكن لابدّ من إثبات أنّ له كيفيّة لا يستحقّها غيره ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره » ،=

٢١١

٢٢٨/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ اللهَ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، يُخْرِجُهُ(١) مِنَ(٢) الْحَدَّيْنِ : حَدِّ التَّعْطِيلِ ، وَحَدِّ التَّشْبِيهِ »(٣) .

٣ - بَابُ أَنَّهُ لَايُعْرَفُ(٤) إِلَّا بِهِ‌

٢٢٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌

__________________

= وقد بيّن الإمامعليه‌السلام فيما مضى من الحديث ما يكون وجهاً ومستنداً لما ذكره هنا ، ومجمل ما ذكرهعليه‌السلام في جميع الموارد أنّه إمّا أن لا نسند عليه تعالى شيئاً من الصفات المتعارفة ، وإمّا أن نخصّها بمعانٍ لا يشارك فيها أيّ موجود سواه.

قال السائل : « فيعاني الأشياء بنفسه؟ ». قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « هو أجلّ من أن يعاني الأشياء بمباشرة ومعالجة ؛ لأنّ ذلك صفة المخلوق الذي لا تجي‌ء الأشياء له إلّابالمباشرة والمعالجة ، وهو متعال ، نافذ الإرادة والمشيئة ، فعّال لما يشاء ». قد سبق الكلام في حقيقة كونه تعالى سميعاً وبصيراً بنفسه ، فإن اُريد بالمعاينة ما يساوق البصر ، فالكلام عين الكلام من جهة كون القدرة عليه من الصفات الذاتيّة ومن جهة كون نفس الصفات من الصفات الفعليّة فراجع ؛ وإن كان مقصودهعليه‌السلام بالمعاينة نفس العلم ، فعدم احتياجه إلى المعالجة والمباشرة أوضح. ولكنّ الأوفق لسياق الكلام هو الوجه الأوّل ؛ لأنّ اتّصافه جلّ شأنه بالصفات الفعليّة إنّما يكون منتزعاً من أفعاله الخارجيّة المسبوقة لمشيئته وإرادته تعالى ، بخلاف الصفات الذاتيّة.

(١) في « ض ، بح ، بر ، بس » والتعليقة للداماد : « تخرجه ».

(٢) في « ف ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».

(٣)التوحيد ، ص ١٠٤ ، ح ١ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٨ ، ح ٢ ، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن خالد. راجع :معاني الأخبار ، ص ٢١٢ ، ح ١ ؛ وصفات الشيعة ، ص ٤٨.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ، ح ٢٥٩.

(٤) في حاشية « ج ، ض » : + « الله ».

(٥) الخبر رواه الصدوق فيالتوحيد ، ص ٢٨٥ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن‌أبي عمير ، عن محمّد بن حمران. وهو الظاهر ؛ فإنّا لم نجد رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن حمران مباشرةً في شي‌ءٍ من الأسناد والطرق. بل روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير وابن أبي نجران كتاب محمّد بن حمران ، كما فيالفهرست للطوسي ، ص ٤١٨ ، الرقم ٦٣٨.

فعليه ، الظاهر سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد وبين ابن حمران في ما نحن فيه.

٢١٢

حُمْرَانَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ السَّكَنِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ ، وَالرَّسُولَ بِالرِّسَالَةِ ، وَأُولِي الْأَمْرِ بِالْأَمْر(١) بِالْمَعْرُوفِ وَالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ »(٢) .

وَمَعْنى قَوْلِهِ(٣) عليه‌السلام : « اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ » يَعْنِي أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْأَشْخَاصَ وَالْأَنْوَارَ(٤) وَالْجَوَاهِرَ وَالْأَعْيَانَ ، فَالْأَعْيَانُ(٥) : الْأَبْدَانُ(٦) ، وَالْجَوَاهِرُ : الْأَرْوَاحُ(٧) ، وَهُوَ(٨) - جَلَّ وَعَزَّ - لَايُشْبِهُ جِسْماً وَلَا رُوحاً(٩) ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِي خَلْقِ الرُّوحِ الْحَسَّاسِ الدَّرَّاكِ أَمْرٌ(١٠) وَلَا سَبَبٌ ، هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِخَلْقِ(١١) الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ ، فَإِذَا نَفى(١٢) عَنْهُ الشَّبَهَيْنِ : شَبَهَ الْأَبْدَانِ ، وَشَبَهَ الْأَرْوَاحِ ، فَقَدْ عَرَفَ اللهَ بِاللهِ ، وَإِذَا شَبَّهَهُ(١٣) بِالرُّوحِ أَوِ الْبَدَنِ(١٤) أَوِ النُّورِ ، فَلَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِاللهِ.(١٥)

٢٣٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ‌

__________________

(١) في التوحيد وشرح المازندراني : - « بالأمر ».

(٢)التوحيد ، ص ٢٨٥ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٧ ، ح ٢٦٣.

(٣) « ومعنى قوله ». هذا كلام الإمام الصادقعليه‌السلام عند صدر المتألّهين ، وكلام الكليني عند غيره ؛ لأنّ الصدوق رواه‌عن عليّ بن أحمد أنّه قال : سمعت محمّد بن يعقوب يقول : معنى قولهعليه‌السلام ؛ ولما حكاه السيّد الداماد عن بعض النسخ : « قال الكليني : ومعنى قوله ». اُنظر شروح الكافي.

(٤) في التوحيد : « الألوان ».

(٥) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : - « فالأعيان ». وفي حاشية « ف » : « والأعيان ».

(٦) في حاشية « ف ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « والأبدان ».

(٧) في حاشية « ف » وشرح المازندراني : « والأرواح ».

(٨) في حاشية « ض » : « الله ».

(٩) في « بس » : « روحاً ولا جسماً ».

(١٠) في التوحيد : « أثر ».

(١١) في التوحيد : « يخلق ».

(١٢) في التوحيد : « فمن نفى ».

(١٣) في التوحيد : « ومن شبّهه ». وفي « ف ، بح » : « وإذا شبّه ».

(١٤) في « ب » : « والبدن ».

(١٥)التوحيد ، ص ٢٨٨ ، ح ٥ : « عن عليّ بن أحمد ، قال : سمعت محمّد بن يعقوب يقول : معنى قوله ».

٢١٣

عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ(١) بْنِ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ أَبِي رُبَيْحَةَ مَوْلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ :

سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : بِمَ(٢) عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ(٣) : « بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ ». قِيلَ : وَكَيْفَ عَرَّفَكَ نَفْسَهُ؟ قَالَ(٤) : « لَا يُشْبِهُهُ(٥) صُورَةٌ ، وَلَا يُحَسُّ بِالْحَوَاسِّ ، وَلَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ(٦) ، قَرِيبٌ فِي بُعْدِهِ ، بَعِيدٌ(٧) فِي قُرْبِهِ ، فَوْقَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٨) ، وَلَا يُقَالُ : شَيْ‌ءٌ فَوْقَهُ ، أَمَامَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يُقَالُ : لَهُ أَمَامٌ ، دَاخِلٌ فِي الْأَشْيَاءِ لَاكَشَيْ‌ءٍ دَاخِلٍ فِي شَيْ‌ءٍ(٩) ، وَخَارِجٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا كَشَيْ‌ءٍ خَارِجٍ مِنْ شَيْ‌ءٍ(١٠) ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هكَذَا وَلَا هكَذَا غَيْرُهُ ، وَلِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مُبْتَدَأٌ(١١) »(١٢) .

__________________

(١) عليّ بن عقبة في رواتنا ، هو عليّ بن عقبة بن خالد الأسدي ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٧١ ، الرقم ٧١٠ ، ولم يثبت في نسبه ما ورد في السند. وأمّا ابن عقبة قيس بن سمعان ، فهو صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي رُبَيْحَة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٠٠ ، الرقم ٥٣٢ ، ورجال البرقي ، ص ٢٧.

والظاهر وقوع التصحيف في ما نحن فيه ، والصواب : « صالح بن عقبة » بدل « عليّ بن عقبة ».

يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد فيالمحاسن ، ص ٢٣٩ ، ح ٢١٧ عن بعض أصحابنا عن صالح بن عقبة عن قيس بن سمعان عن أبي زبيحة مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رفعه قال. وهذا السند نفسه لايخلو من خللٍ يظهر بالتأمّل فيه ، ولذا جعلناه مؤيِّداً.

هذا. وقد اختلفت النسخ في لفظة : « رُبَيْحَة » ؛ من « زبيجة » ، « زبيخة » ، « زُنيجة » و « زيحه » ، ولكن لم نجد في ما تتبّعنا ، من هذه العناوين إلّا « رُبَيْحة » ؛ فقد ذكر البلاذري فيأنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٤٨٥ ، « رُبَيحة » في جملة إماء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله اللائي قد أعتقهنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وذكر العسقلاني فيالإصابة ، ج ٨ ، ص ١٣٢ ، الرقم ١١١٦٩ ، « رُبيحة مولاة رسول الله » ، والظاهر اتّحادهما. (٢) في « بح » والمحاسن : « بما ».

(٣) في المحاسن والتوحيد : « فقال ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس » والمحاسن والتوحيد : « فقال ».

(٥) في المحاسن والتوحيد : « لاتشبهه ».

(٦) في المحاسن : « بالقياس ».

(٧) في « ف » : « وبعيد ».

(٨) في المحاسن : + « ولا يقال شي‌ء تحته وتحت كلّ شي‌ء ».

(٩) في « بس » : « الأشياء ». وفي المحاسن والتوحيد : « لا كشي‌ء في شي‌ء داخل ».

(١٠) في المحاسن والتوحيد : « لا كشي‌ء من شي‌ء خارج ».

(١١) الجملة إمّا مبتدأ وخبر ، أو معطوفة على « هكذا » ، أو حاليّة. اُنظر شروح الكافي.

(١٢)المحاسن ، ص ٢٣٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٧ ، وفيه : « عن بعض أصحابنا ، عن صالح بن عقبة ، عن =

٢١٤

٢٣١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنِّي نَاظَرْتُ قَوْماً ، فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ اللهَ - جَلَّ جَلَالُهُ - أَجَلُّ وَأَعَزُّ(١) وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ ، بَلِ الْعِبَادُ(٢) يُعْرَفُونَ(٣) بِاللهِ ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ(٤) اللهُ ».(٥)

٤ - بَابُ أَدْنَى الْمَعْرِفَةِ‌

٢٣٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْهَمْدَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ أَدْنَى الْمَعْرِفَةِ ، فَقَالَ : « الْإِقْرَارُ بِأَنَّهُ لَا إِلهَ غَيْرُهُ ، وَلَا شِبْهَ(٦) لَهُ وَلَا نَظِيرَ(٧) ، وَأَنَّهُ قَدِيمٌ مُثْبَتٌ ، مَوْجُودٌ غَيْرُ فَقِيدٍ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ »(٨) .

__________________

= قيس بن سمعان ، عن أبي زبيحة ». وفيالتوحيد ، ص ٢٨٥ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ؛.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٠ ، ح ٢٦٤.

(١) في « ب ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والكافي ، ح ٤٣٥ وح ٤٩٧ والتوحيد : - « وأعزّ ». (٢) في الكافي ، ح ٤٣٥ وح ٤٩٧ : « الخلق ».

(٣) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٢٣٣ : « قوله : يعرفون ، بصيغة المجهول وهو الظاهر. أو المعلوم ، أي العباد يعرفون الأشياء بالله ».

(٤) في « بح » : « يرحمك ». وفي الكافي ، ح ٤٣٥ و ٤٩٧ : « قال : صدقت » بدل « فقال رحمك الله ».

(٥)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٥ ؛ وباب فرض طاعة الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٤٩٧ ، وفيهما مع زيادة في آخره. وفيالتوحيد ، ص ٢٨٥ ، ح ١ بسنده عن الكليني.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤١ ، ح ٢٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٦ ، ح ٣٣٥٣٢. (٦) في حاشية « بف » والعيون : « لا شبيه ».

(٧) في « ب ، ض ، ف ، و ، بر » والعيون وشرح صدر المتألّهين : + « له ».

(٨)التوحيد ، ص ٢٨٣ ، ح ١ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٢٩ ، بإسناده فيهما عن عليّ بن إبراهيم.كفاية الأثر ، ص ٢٦١ ، بسند آخر مع اختلاف وزيادة في أوّله وآخره.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٣ ، ح ٢٦٦.

٢١٥

٢٣٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ طَاهِرِ بْنِ حَاتِمٍ فِي حَالِ اسْتِقَامَتِهِ(١) :

أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الرَّجُلِ : مَا الَّذِي لَايُجْتَزَأُ فِي مَعْرِفَةِ الْخَالِقِ بِدُونِهِ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « لَمْ يَزَلْ عَالِماً وَسَامِعاً وَبَصِيراً ، وَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ».

وَسُئِلَ(٢) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنِ الَّذِي لَايُجْتَزَأُ بِدُونِ ذلِكَ مِنْ مَعْرِفَةِ الْخَالِقِ ، فَقَالَ : « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يُشْبِهُهُ(٣) شَيْ‌ءٌ ، لَمْ يَزَلْ عَالِماً ، سَمِيعاً ، بَصِيراً »(٤) .

٢٣٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٥) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ‌

__________________

(١) طاهر بن حاتم ، هو طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني ، كان مستقيماً ثمّ تغيّر وأظهر القول بالغلوّ ، على حدّ تعبير الشيخ الطوسي في فهرسته ، وكان فاسد المذهب ضعيفاً وقد كانت له حال استقامة ، على حدّ تعبير ابن الغضائري في رجاله. فالمراد من « حال استقامته » ، قبل فساد مذهبه وإظهاره القول بالغلوّ. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٢٥٥ ، الرقم ٣٧٠ ؛الرجال لابن الغضائري ، ص ٧١ ، الرقم ٧٤.

هذا ، وقد روى الشيخ الصدوق مضمون الخبر فيالتوحيد ، ص ٢٨٤ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن علي الطاحي - والصواب الطلحي كما سيظهر - عن طاهر بن حاتم بن ماهويه قال كتبت إلى الطيّب - يعني أبا الحسن موسىعليه‌السلام - والمذكور فيالبحار ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٥ ، من دون لفظة « موسى » وهو الظاهر وأنّ المراد من « الرجل » في ما نحن فيه ومن « الطيّب » في سند التوحيد هو أبوالحسن الثالثعليه‌السلام ؛ فقد أورد ابن إدريس فيمستطرفات السرائر ، ص ٥٨٤ ، في مسائل أصحابنا أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى ، ما ذكره محمّد بن علي بن عيسى عن طاهر قال : كتبت إليه. ومحمّد بن علي بن عيسى هو القمّي كان أبوه يعرف بالطلحي ولمحمّد بن علي هذا مسائل أشار إليها النجاشي في كتابه ، ص ٣٧١ ، الرقم ١٠١٠ والشيخ في فهرسته ، ص ٤١٩ ، الرقم ٦٤١.

أضف إلى ذلك أنّ لفظة « الرجل » في ما اُطلق واريد منه المعصوم ولفظة « الطيّب » في أسنادنا منصرف إلى أبي الحسن الثالثعليه‌السلام . وهذا يظهر لمن تتّبع الأسناد وتأمّل في موارد استعمال هذين اللفظين.

(٢) « وسئل » إمّا من تتمّة المكاتبة ، أو حديث آخر مرسل والراوي غير معلوم ، أو من رواية طاهر بن حاتم في‌حال استقامته مرفوعاً. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٢٠٦ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٨٨ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٢٤ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٢.

(٣) في « بح » : « لم يشبهه ».

(٤)التوحيد ، ص ٢٨٤ ، ح ٤ ، بسند آخر عن طاهر بن حاتم ، مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ، ح ٢٦٧.

(٥) في « بح » : « محمّد بن الحسن ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن الحسين عن الحسن بن عليّ بن يوسف‌ =

٢١٦

بْنِ بَقَّاحٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ أَمْرَ اللهِ كُلَّهُ عَجِيبٌ(١) إِلَّا(٢) أَنَّهُ قَدِ احْتَجَّ عَلَيْكُمْ بِمَا قَدْ(٣) عَرَّفَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ »(٤) .

٥ - بَابُ الْمَعْبُودِ‌(٥)

٢٣٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ(٦) ، وَ(٧) عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَبَدَ اللهَ بِالتَّوَهُّمِ(٨) ، فَقَدْ كَفَرَ ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى ، فَقَدْ أَشْرَكَ ؛ وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنى بِإِيقَاعِ‌

__________________

= بعناوينه المختلفة في بعض الأسناد ، ولم نجد رواية محمّد بن الحسن - والمراد به في هذه الطبقة هو الصفّار - عنه في مورد ، بل ورد فيبصائر الدرجات ، ص ١٥ ، ح ١٤ روايته عن الحسين بن عليّ بن يوسف - وفي بعض النسخ المعتبرة : « الحسن » بدل « الحسين » - بواسطتين. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥. ص ٤٠٦.

(١) في « ج ، ض ، بر ، بف » وحاشية « بح » والوافي : « عجب ». و « العجيب » : الأمر العظيم الغريب المخفيّ سببه ؛ فإنّ التعجّب ممّا خفي سببه ولم يُعلَم. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٨٤ ( عجب ) ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٢.

(٢) هكذا في « ألف ، ض ، و ، بر » وحاشية « بح ». ويمكن كونه بفتح الهمزة وتخفيف اللام. وفيالتعليقة للداماد : « ألا ، بفتح الهمزة وبالتخفيف على أنّها للتنبيه. وإلّا ، بالكسر والتشديد على أنّها للاستثناء ، أو بمعنى لكن للاستدراك ». واستبعد الأخيرين المازندراني في شرحه ، ج ٣ ، ص ١٢٥.

(٣) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « قد ».

(٤)الوافي ، ج ١ ، ص ٥٥٢ ، ح ٤٥٦.

(٥) في حاشية « ج » : « المعرفة ». وفي « بر » : + « والاسم والمسمّى ».

(٦) في « ف » : « عليّ بن رئاب ».

(٧) في التوحيد : - « و ».

(٨) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٢٢٥ : « المراد من التوهّم أحد معنيين : إمّا الاعتقاد المرجوح ، أو نفس الوهم‌الذي في الوهم والذهن ، بأن يعتقد أنّ المعبود هو الأمر المتصوّر المرسّم في الذهن ؛ ولا شكّ أنّ هذا الاعتقاد كفر ، وكذا التوهّم الذي لم يبلغ حدّ الإذعان ». ونحوه فيحاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٨٩ ؛ وشرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٢٦ ؛ والوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٣ ؛ ومرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٣.

٢١٧

الْأَسْمَاءِ(١) عَلَيْهِ بِصِفَاتِهِ(٢) الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ ، فَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ ، وَنَطَقَ بِهِ لِسَانُهُ فِي سَرَائِرِهِ(٣) وَعَلَانِيَتِهِ ، فَأُولئِكَ أَصْحَابُ(٤) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام حَقّاً ».

* وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً »(٥) .

٢٣٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَاشْتِقَاقِهَا : اللهُ(٦) مِمَّا هُوَ مُشْتَقٌّ؟

قَالَ : فَقَالَ لِي : « يَا هِشَامُ ، اللهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلهٍ(٧) ، وَالْإِلهُ(٨) يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمّى ، فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الـمَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ(٩) وَعَبَدَ اثْنَيْنِ(١٠) ؛ وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنى دُونَ الِاسْمِ ، فَذَاكَ التَّوْحِيدُ ، أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ؟ ».

قَالَ : فَقُلْتُ : زِدْنِي ، قَالَ : « إِنَّ(١١) لِلّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ(١٢) اسْماً ، فَلَوْ كَانَ الِاسْمُ هُوَ‌

__________________

(١) في « بر » : « الاسم ».

(٢) « بصفاته » متعلّق بـ : « عبد » ، أو حال عن فاعله ، أو عن مفعوله ، أو حال عن الأسماء.شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٢٧.

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « في سرّ أمره ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « في سريرته ». (٤) في شرح صدر المتألّهين : « فاولئك من شيعة ».

(٥)التوحيد ، ص ٢٢٠ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيد.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٥ ، ح ٢٦٨ ؛ وص ٣٤٦ ، ح ٢٦٩.

(٦) « الله » كأنّه وقع بدلاً عن « أسماء الله » أو عطف بيان لها. أي سأل عن « الله » ممّا هو مشتقّ. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٣٦.

(٧) في « بح » وحاشية « ض » : « ألَهَ ». والإله : المعبود. ويحتمل أن يقرأ « ألِهَ » بمعنى سَكَن ؛ لسكون القلوب إليه ، أوبمعنى فزع ؛ لفزع العابد إليه في النوائب ، أو بمعنى ولع ؛ لولع العباد إليه بالتضرّع في الشدائد ، أو بمعنى تحيّر ؛ لتحيّر الأوهام فيه. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٣٠ ،مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٤.

(٨) في الكافي ، ح ٣١٣ والتوحيد : « وإله ».

(٩) في الكافي ، ح ٣١٣ والتوحيد والوسائل : « فقد أشرك ».

(١٠) في التوحيد : « الاثنين ».

(١١) في الكافي ، ح ٣١٣ والتوحيد : - « إنّ ».

(١٢) في الكافي ، ح ٣١٣ والتوحيد : « تسعون ».

٢١٨

الْمُسَمّى ، لَكَانَ كُلُّ اسْمٍ مِنْهَا(١) إِلهاً ، وَلكِنَّ اللهَ مَعْنىً يُدَلُّ عَلَيْهِ بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ وَكُلُّهَا غَيْرُهُ ؛ يَا هِشَامُ ، الْخُبْزُ اسْمٌ لِلْمَأْكُولِ(٢) ، وَالْمَاءُ اسْمٌ لِلْمَشْرُوبِ(٣) ، وَالثَّوْبُ اسْمٌ لِلْمَلْبُوسِ ، وَالنَّارُ اسْمٌ لِلْمُحْرِقِ ، أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ ، فَهْماً تَدْفَعُ بِهِ وَتُنَاضِلُ بِهِ(٤) أَعْدَاءَنَا وَالْمُتَّخِذِينَ(٥) مَعَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - غَيْرَهُ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَقَالَ : « نَفَعَكَ اللهُ بِهِ ، وَثَبَّتَكَ يَا هِشَامُ ».

قَالَ هِشَامٌ(٦) : فَوَ اللهِ ، مَا قَهَرَنِي أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ(٧) حَتّى(٨) قُمْتُ مَقَامِي هذَا.(٩)

٢٣٧/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، أَوْ قُلْتُ لَهُ : جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ ، نَعْبُدُ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ الْوَاحِدَ الْأَحَدَ الصَّمَدَ؟ قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ مَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمُسَمّى بِالْأَسْمَاءِ ، فَقَدْ أَشْرَكَ وَكَفَرَ وَجَحَدَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً ، بَلِ اعْبُدِ(١٠) اللهَ(١١) الْوَاحِدَ الْأَحَدَ الصَّمَدَ - الْمُسَمّى بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ - دُونَ الْأَسْمَاءِ ؛ إِنَّ الْأَسْمَاءَ صِفَاتٌ وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ(١٢) »(١٣) .

__________________

(١) في التوحيد : + « هو ».

(٢) في حاشية « ج » : « المأكول ».

(٣) في حاشية « ج » : « المشروب ».

(٤) في « بر » : « تفاضل به ». وفي التوحيد : « تنافر » بدل « تناضل به ». و « تُناضِلُ - أو - تَناضَلُ به أعداءنا » : أي تجادل‌ و تخاصم وتدافع وتغلبهم به. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٧ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٦٥ ( نضل ).

(٥) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « الملحدين ». وفي التوحيد : « الملحدين في الله والمشركين ».

(٦) في الكافي ، ح ٣١٣ : - « هشام ».

(٧) في التوحيد : + « حينئذٍ ».

(٨) في حاشية « ج ، بر » : « حين ».

(٩)الكافي ، كتاب التوحيد ، باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح ٣١٣. وفيالتوحيد ، ص ٢٢٠ ، ح ١٣ بسنده عن الكليني.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٦ ، ح ٢٧٠ ؛الوسائل ، ج ٢٨ ، ص ٣٥٣ ، ح ٣٤٩٤٨.

(١٠) فيشرح المازندراني : « اعبُد ، يحتمل أن يكون أمراً ، وأن يكون متكلّماً وحده ».

(١١) في شرح المازندراني : - « الله ».

(١٢) في « ب ، ض ، بح » : + « تعالى ».

(١٣)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٨ ، ح ٢٧١.

٢١٩

٦ - بَابُ الْكَوْنِ وَالْمَكَانِ‌

٢٣٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ(١) أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ مَتى كَانَ؟ فَقَالَ(٢) : « مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى أُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟ سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ فَرْداً صَمَداً ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً »(٣) .

٢٣٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَسأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَإِنْ أَجَبْتَنِي فِيهَا بِمَا عِنْدِي ، قُلْتُ بِإِمَامَتِكَ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ(٤) عليه‌السلام : « سَلْ عَمَّا شِئْتَ ».

فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ(٥) ؟ وَكَيْفَ كَانَ؟ وَعَلى أَيِّ شَيْ‌ءٍ كَانَ اعْتِمَادُهُ؟

__________________

(١) في « بس » : « نافع بن الأرزق ». وهو سهو.

والظاهر أنّ نافعاً هذا هو نافع بن الأزرق الحَروي الخارجي الذي جاء إلى أبي جعفرعليه‌السلام فجلس بين يديه فسأله عن مسائل. راجع :ميزان الاعتدال ، ج ٥ ، ص ٣٣٦ ، الرقم ٨٩٩١ ؛الإرشاد للمفيد ، ج ٢ ، ص ١٦٤.

(٢) في التوحيد : « فقال له : ويلك أخبرني أنت ».

(٣)الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٠٨ : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي وأبي منصور ، عن أبي الربيع.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٣٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، وفيهما مع زيادة في أوّلهما هكذا : « عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال : حججنا مع أبي جعفر في السنة التي كان حجّ فيها هشام بن عبدالملك وكان معه نافع مولى عمر بن الخطّاب ، فنظر نافع إلى أبي جعفرعليه‌السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس فقال نافع : يا أميرالمؤمنينعليه‌السلام ».التوحيد ، ص ١٧٣ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٩ ، ح ٢٧٢.

(٤) في « ض » : + « الرضا ».

(٥) في التوحيد والعيون : « أين كان ». قال المازندراني : « والأظهر بالنظر إلى الجواب : « أين » بدل « متى » ، وهو =

٢٢٠

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ، وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلى قُدْرَتِهِ ».

فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَبَّلَ(٢) رَأْسَهُ ، وَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا قَامَ(٣) بِهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ ، وَأَنَّكَ الْخَلَفُ(٤) مِنْ بَعْدِهِمْ.(٥)

٢٤٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَن الْقَاسِمِ بْنِ مَحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ؟

فَقَالَ : « وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ لِشَيْ‌ءٍ لَمْ يَكُنْ(٦) : مَتى كَانَ ؛ إِنَّ رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالى - كَانَ وَلَمْ يَزَلْ حَيّاً(٧) بِلَا كَيْفٍ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ « كَانَ »(٨) ، وَلَا كَانَ لِكَوْنِهِ كَوْنُ(٩) كَيْفٍ ، وَلَا كَانَ لَهُ‌

__________________

= سؤال عن حالة تعرض الشي‌ء بسبب نسبته إلى مكانه وكونه فيه ، فكأنّ « متى » وقع سهواً من الناسخ ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٨.

(١) في « ض » : + « الرضا ».

(٢) في « بح » : « وقبّل ».

(٣) في « ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « أقام ». وفي حاشية « بف » : « أتى ».

(٤) في شرح المازندراني : « الخَلَف : ما جاء بعد آخر ، وإذا اُطلق يراد به خلف الصدق سيّما إذا كان ذلك الآخر معروفاً به ». ويقرأ بتسكين اللام أيضاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٥ ( خلف ).

(٥)التوحيد ، ص ١٢٥ ، ح ٣ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٦ ، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢٧٣ ؛البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٠٤ ، ح ٣١.

(٦) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « فكان ».

(٧) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « كان لم يزل حيّاً » بدل « كان ولم يزل حيّاً ».

(٨) عند المازندراني « كان » مفصولة عن « لم يكن » وابتداء كلام ، والواو في « ولم يكن » للعطف التفسيري أو للحال أي ولم يكن الكيف ثابتاً له. و « كان » الثانية ناقصة حال عن اسم « كان » الاُولى. وعند المجلسي « كان » اسم « لم يكن » ؛ لأنّ « كان » للزمان والمراد هنا نفي الزمان. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥١ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٩.

(٩) في التوحيد ، ص ١٧٣ : - « كون ». وقال المجلسي : « وليس في التوحيد لفظ « كون » في البين ، وهو الظاهر ».

٢٢١

أَيْنٌ ، وَلَا كَانَ فِي شَيْ‌ءٍ ، وَلَا كَانَ عَلى شَيْ‌ءٍ ، وَلَا ابْتَدَعَ لِمَكَانِهِ(١) مَكَاناً ، وَلَا قَوِيَ بَعْدَ مَا كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ(٢) ، وَلَا كَانَ ضَعِيفاً قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَ شَيْئاً ، وَلَا كَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ يَبْتَدِعَ شَيْئاً ، وَلَا يُشْبِهُ شَيْئاً مَذْكُوراً(٣) ، وَلَا كَانَ خِلْواً مِنْ(٤) الْمُلْكِ(٥) قَبْلَ إِنْشَائِهِ ، وَلَا يَكُونُ مِنْهُ خِلْواً بَعْدَ ذَهَابِهِ ، لَمْ يَزَلْ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ ، وَمَلِكاً قَادِراً قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ شَيْئاً ، وَمَلِكاً جَبَّاراً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْكَوْنِ ؛ فَلَيْسَ لِكَوْنِهِ كَيْفٌ ، وَلَا لَهُ أَيْنٌ ، وَلَا لَهُ حَدٌّ ، وَلَا يُعْرَفُ بِشَيْ‌ءٍ يُشْبِهُهُ ، وَلَا يَهْرَمُ لِطُولِ الْبَقَاءِ ، وَلَا يَصْعَقُ(٦) لِشَيْ‌ءٍ ، بَلْ لِخَوْفِهِ(٧) تَصْعَقُ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا(٨) ، كَانَ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ حَادِثَةٍ(٩) ، وَلَا كَوْنٍ مَوْصُوفٍ ، وَلَا كَيْفٍ(١٠) مَحْدُودٍ ، وَلَا أَيْنٍ مَوْقُوفٍ عَلَيْهِ(١١) ، وَلَا مَكَانٍ جَاوَرَ شَيْئاً ، بَلْ حَيٌّ يُعْرَفُ(١٢) ، وَمَلِكٌ لَمْ يَزَلْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْمُلْكُ(١٣) ، أَنْشَأَ مَا شَاءَ حِينَ(١٤)

__________________

(١) المكان الأوّل إمّا مصدر ، والمراد : أنّه ما أوجد لكونه مكانا ، أو لم يجعل لمرتبة جلاله مكاناً يحصره ، وحدّاً يحدّه ؛ وإمّا بمعنى المنزلة ؛ وإمّا بمعناه المعروف ، والمراد : ليس له مكان عرفي ليكون مكاناً له ؛ إذ يكون الكلام لدفع توهّم أنّ له مكاناً بأنّه ليس لمكانه المزعوم وهو مخلوق مكان ، فالخالق أولى بعدمه. وفي التوحيد ، ص ١٧٣ : « لكونه » بدل « لمكانه ». اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٢١٠ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣١٠. (٢) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « شيئاً ».

(٣) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « مكوّناً ».

(٤) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « القدرة على ».

(٥) عند صدر المتألّهين والمجلسي « الـمُلك » بالضمّ ، بمعنى السلطنة. وعند المازندراني - على ما يظهر - « المِلْك » بالكسر.

(٦) في حاشية « ج ، بح » : « يضعف ». و « لا يصعق لشي‌ءٍ » : أي لايموت ، أو لا يُغشى عليه للخوف من شي‌ء ؛ من « الصَعْق » وهو ما يُغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه ، وربّما مات منه ، ثمّ استعمل في الموت كثيراً. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٢ ( صعق ).

(٧) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « ولا يخوّفه شي‌ء » بدل « بل لخوفه ».

(٨) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « من خيفته ».

(٩) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « عارية ».

(١٠) في حاشية « بر » : « كونٍ » ‌

(١١) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « لا أثر مقفوّ » بدل « لا أين موقوف عليه ».

(١٢) « يعرف » إمّا مجهول ، أي معروف عند اُولي الألباب. وإمّا معلوم ، أي يعرف الأشياء بذاته قبل الإيجاد وبعده. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥٧ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣١١.

(١٣) في « بح » : « له الملك والقدرة ».

(١٤) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « كيف ».

٢٢٢

شَاءَ بِمَشِيئَتِهِ ، لَايُحَدُّ(١) ، وَلَا يُبَعَّضُ ، وَلَا يَفْنى ، كَانَ أَوَّلاً بِلَا كَيْفٍ ، وَيَكُونُ آخِراً بِلَا أَيْنٍ ، وَ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إلّا وَجْهَهُ ) (٢) ،( لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (٣) .

وَيْلَكَ أَيُّهَا السَّائِلُ ، إِنَّ رَبِّي لَاتَغْشَاهُ الْأَوْهَامُ(٤) ، وَلَا تَنْزِلُ بِهِ الشُّبُهَاتُ ، وَلَا يَحَارُ(٥) مِنْ شَيْي‌ءٍ(٦) ، وَلَا يُجَاوِزُهُ(٧) شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يَنْزِلُ(٨) بِهِ الْأَحْدَاثُ ، وَلَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يَنْدَمُ عَلى شَيْ‌ءٍ(٩) ، وَ( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) (١٠) ،( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) (١١) (١٢) .

__________________

(١) في « ف » ومرآة العقول : « ولا يحدّ ».

(٢) القصص (٢٨) : ٨٨.

(٣) الأعراف (٧) : ٥٤.

(٤) « لاتغشاه الأوهام » أي لاتجيئه ولا تلابسه ولا تحيط به. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ( غشو ).

(٥) في « ب ، ج ، ض ، بر » والوافي والتوحيد : « لايجار ». وفي « ف ، بف » : « لايجاز ». وقوله : « لايحار » إمّا بالحاء ، معلوم ؛ من حار الرجل ، بمعنى تحيّر في أمره. وإمّا بالجيم ، مجهول ؛ من أجاره ، بمعنى الإنقاذ من الظلم أو العذاب ، أو من المجاورة لشي‌ء. اُنظر شروح الكافي.

(٦) هكذا في « ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والتوحيد. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « من شي‌ء ».

(٧) في « بح ، بس » : « لايحاوره ». وفي الوافي : « لايجاوره ». واختار ميرزا رفيعا متن الحديث هكذا : « ولا يحار من شي‌ء ولايحاوره شي‌ء » بالحاء والراء ، وقال بعد ذلك : « في كثير من النسخ بالحاء والراء المهملتين في الأوّل والثاني. الظاهر أنّ الأوّل مضارع معلوم من الحيرة ، والثاني من المحاورة المأخوذة من « الحور » بالمهملتين بمعنى النقص ، ويكون المفاعلة للتعدية. والمعنى : لايتحيّر من شي‌ء ، ولاينقصه شي‌ء ». وقال المجلسي فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالراء المهملة من المجاورة. وربّما يقرأ بالمهملتين من الحور بمعنى النقص ، والمفاعلة للتعدية ، أي لاينقصه شي‌ء. ولا يخفى مافيه ».

(٨) في « ب ، ج » : « تنزّل ». وفي « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد ، ص ١٧٣ : « تنزل ».

(٩) في التوحيد : « لايسأل عن شي‌ء يفعله ، ولا يقع على شي‌ء » بدل « لايسأل عن شي‌ء ولا يندم على شي‌ء ».

(١٠) البقرة (٢) : ٢٥٥.

(١١) طه (٢٠) : ٦. و « الثرى » : التراب النَدِيّ ، أي المبتلّ. والمراد به الأرض. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩١ (ثرى).

(١٢)التوحيد ، ص ١٧٣ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار.الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٢٠ بسند آخر ، =

٢٢٣

٢٤١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ إِلى(١) رَأْسِ الْجَالُوتِ(٢) ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ هذَا الرَّجُلَ عَالِمٌ - يَعْنُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام - فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ ؛ نَسْأَلْهُ(٣) ، فَأَتَوْهُ ، فَقِيلَ لَهُمْ : هُوَ فِي الْقَصْرِ ، فَانْتَظَرُوهُ حَتّى خَرَجَ(٤) ، فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْجَالُوتِ : جِئْنَاكَ(٥) نَسْأَلُكَ ، فَقَالَ(٦) : « سَلْ يَا يَهُودِيُّ ، عَمَّا بَدَا لَكَ » فَقَالَ : أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ(٧) : مَتى كَانَ؟

فَقَالَ : « كَانَ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ(٨) ، كَانَ(٩) بِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَمْ يَزَلْ بِلَا كَمٍّ وَبِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَيْسَ لَهُ قَبْلٌ ، هُوَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ وَلَا غَايَةٍ(١٠) وَلَا مُنْتَهىً(١١) ، انْقَطَعَتْ عَنْهُ الْغَايَةُ وَهُوَ غَايَةُ كُلِّ‌ غَايَةٍ(١٢) ».

__________________

= مع اختلاف وزيادة ؛التوحيد ، ص ١٤١ ، ح ٦ ، بسند آخر إلى قوله :( تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعلَمِينَ ) مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥١ ، ح ٢٧٤ ؛البحار ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٧ ؛ وج ٥٤ ، ص ١٥٨ ، ح ٩١.

(١) في « ج » والبحار : « على ».

(٢) فيشرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٦٧ : « قيل : الرأس : سيّد القوم ، ومقدّمهم ، وجالوت : اسم أعجميّ ، والمراد به مقدّم بني الجالوت في العلم ». وفي هامشه عن المحقّق الشعراني : « قوله : مقدّم بني الجالوت ، كأنّ الشارح زعم أنّ جالوت اسم رجل ، وأنّ جماعة من بني إسرائيل من أولاده ورأس الجالوت رئيسهم. والصحيح ما في مفاتيح العلوم أنّ الجالوت هم الجالية ؛ أعني الّذين جلوا عن أوطانهم ببيت المقدس ويكون رأس الجالوت من ولد داودعليه‌السلام ». (٣) في حاشية « بح » : « فسألوه ».

(٤) فيشرح المازندراني : « في بعض النسخ : حتّى يخرج ».

(٥) في المحاسن : « جئنا ».

(٦) في « بح » والمحاسن والوافي والبحار : « قال ».

(٧) في المحاسن : « ربّنا ».

(٨) في حاشية « ج » والمحاسن والوافي والبحار : « بلاكينونة ». و « الكينونة » : مصدر كان ، وأصله عند الخليل : كَيْوَنونة ، فقلبت الياء واواً ، ثمّ ادغمت فصارت : كَيَّنُونة ، ثمّ خفّفت فصارت : كَينونة ، كما قالوا في هَيِّن : هين. وعند غيره : كَوْنونة ، ولكنّ هذا الوزن لـمّا قلّ في مصادر الواوي ألحقوها بالذي هو أكثر في مصادر اليائي ، وهو فيعولة ، فصارت : كينونة. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٦٣ ( كون ).

(٩) في « ف » : « وكان ».

(١٠) في « ف » : + « له ».

(١١) في شرح صدر المتألّهين : « ولا منقطع ».

(١٢) في المحاسن : « هو القبل ، هو بلا قبل ولاغاية ولامنتهى غاية ، ولاغاية إليها انقطعت عنه الغايات ، فهو غاية فكلّ غاية » بدل « هو قبل القبل بلا قبل - إلى - كلّ غاية ».

٢٢٤

فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ : امْضُوا بِنَا ؛ فَهُوَ(١) أَعْلَمُ مِمَّا يُقَالُ فِيهِ.(٢)

٢٤٢/ ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ حِبْرٌ(٤) مِنَ الْأَحْبَارِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟

فَقَالَ لَهُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ(٥) ، وَ(٦) مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى يُقَالَ : مَتى كَانَ؟ كَانَ رَبِّي قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا غَايَةَ(٧) وَلَا مُنْتَهى لِغَايَتِهِ ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ(٨) ، فَهُوَ مُنْتَهى كُلِّ غَايَةٍ.

فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفَنَبِيٌّ(٩) أَنْتَ؟

فَقَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١٠) .

__________________

(١) في « ب ، بح » وحاشية « ف ، بر » : « فهذا ».

(٢)المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٨ : « عن أبيه ، عمّن ذكره قال ». وفيالتوحيد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، بسند آخر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ، ح ٢٧٥ ؛البحار ، ج ٤٠ ، ص ١٨٢ ، ح ٦٣.

(٣) روى أحمد بن محمّد بن خالد - بعناوينه المختلفة - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر كثيراً ، فالمراد من « بهذا الإسناد » : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ؛ ص ٤١٣ ، وص ٦٣٢ - ٦٣٣.

(٤) الحِبْر والحَبْر : واحد أحبار اليهود ، وبالكسر أفصح ؛ لأنّه يجمع على أفعال دون الفعول. ويقال ذلك للعالم.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٠ ( حبر ).

(٥) « ثكلتك أُمّك » أي فقدتك أو ماتت منك ، من الثَكْل ، والثَكَل بمعنى الموت وفقدان الحبيب والزوج والولد. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٨٨ ( ثكل ). (٦) في الوافي : - « و ».

(٧) في « ف » : + « له ».

(٨) في التوحيد والأمالي : « عنه ».

(٩) في « بح ، بف » والتوحيد والوافي : « فنبيّ » بدل « أفنبيّ ».

(١٠)التوحيد ، ص ١٧٤ ، ح ٣ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦٧١ ، المجلس ٩٦ ، ح ١ ، بسنده فيهما عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية ».الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٦ ، ح ٢٧٦ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٤ ، إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية ».

٢٢٥

* وَرُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَعليه‌السلام : أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَأَرْضاً؟ فَقَالَعليه‌السلام : « أَيْنَ سُؤَالٌ عَنْ مَكَانٍ ، وَكَانَ اللهُ وَلَا مَكَانَ(١) »(٢) .

٢٤٣/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لِلْيَهُودِ : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام مِنْ أَجْدَلِ(٣) النَّاسِ وَأَعْلَمِهِمْ ، اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ لَعَلِّي أَسْأَلُهُ(٤) عَنْ مَسْأَلَةٍ ، وَ(٥) أُخَطِّئُهُ(٦) فِيهَا ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، قَالَ(٧) : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّنَا؟ قَالَ لَهُ(٨) : يَا يَهُودِيُّ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى(٩) كَانَ » لِمَنْ لَمْ يَكُنْ ؛ فَكَانَ « مَتى كَانَ » ، هُوَ(١٠) كَائِنٌ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ(١١) كَائِنٍ ، كَانَ بِلَا كَيْفٍ‌

__________________

(١) في « ف » : + « له ».

(٢)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢٧٧.

(٣) في حاشية « ج ، بح ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « أجلّ ». وفي شرح المازندراني : « أجدل الناس ، أي أقواهم‌في المجادلة والخصام ، وأشدّهم في المناظرة والكلام ، وأفصحهم بياناً وأطلقهم لساناً ».

(٤) في « بس » : « أن أسأله ».

(٥) في « بس ، بف » والوافي : « أو ». ثمّ قال في الوافي : « كلمة « أو » في قوله : أو اُخطّئه بمعنى إلى أن ».

(٦) « اُخطّئه » أي أنسبه إلى الخطأ. تقول : خطّأته ، إذا قلت له : أخطأت. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٧ ( خطأ ).

(٧) في « بح » : « فقال ».

(٨) في « بر » والتوحيد : - « له ».

(٩) عند صدر المتألّهين « متى » الاُولى استفهاميّة على الحكاية ، والثانية خبريّة. وعند المازندراني : « متى كان » بدل من مثلها ، أو تأكيد له ؛ أو إعادة للسؤال بعينه للمبالغة في إنكاره. وقيل : الثانية شرط وقعت حالاً. اُنظر : شرحصدر المتألّهين ، ص ٢٤٣ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٧٤.

توضيح العبارة - والله العالم - أنّ هنا ادّعاءً ودليلاً. والمدّعى هو أنّ مورد استعمال السؤال بـ « متى كان » هو موجود لم يكن ثمّ كان ، والدليل أنّ مفهوم « متى كان » يتحقّق في هذا الفرض فقط ، فقوله : « كان » تامّةٌ و « متى كان » فاعله والفاء تعليليّة. ويحتمل أن يكون « متى كان » الثاني قيداً وشرطاً لقوله : « يقال » ، والمعنى أنّ « متى كان » يقال في مورد الموجود غير الدائم إذا تحقّق وإذا كان موجوداً ، فالفاء في « فكان » للعطف المحض.

(١٠) في « بر » : « فهو ».

(١١) في « ج » والتوحيد : « بلاكينونة ». وتذكير الصفة باعتبار كون « كينونيّة » مصدراً جعليّاً. وفي « ب » : « كينونيّةِ كائن » بالإضافة ، أي بلا كينونيّة تكون ثابتة لكائن.

٢٢٦

يَكُونُ(١) ، بَلى يَا يَهُودِيُّ ، ثُمَّ بَلى يَا يَهُودِيُّ(٢) ، كَيْفَ يَكُونُ(٣) لَهُ قَبْلٌ؟! هُوَ(٤) قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا غَايَةٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ(٥) ، وَلَا غَايَةَ إِلَيْهَا(٦) ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ(٧) ، هُوَ(٨) غَايَةُ كُلِّ غَايَةٍ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ(٩) أَنَّ دِينَكَ الْحَقُّ(١٠) ، وَأَنَّ مَا خَالَفَهُ(١١) بَاطِلٌ »(١٢) .

٢٤٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَكَانَ(١٣) اللهُ وَلَا شَيْ‌ءَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، كَانَ وَلَا شَيْ‌ءَ ». قُلْتُ : فَأَيْنَ كَانَ(١٤) يَكُونُ؟ قَالَ : وَكَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوى جَالِساً ، وَقَالَ : « أَحَلْتَ(١٥) يَا زُرَارَةُ ، وَسَأَلْتَ عَنِ الْمَكَانِ ؛ إِذْ لَامَكَانَ »(١٦) .

٢٤٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ(١٧) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ(١٨) :

__________________

(١) قرأ المازندراني « يكون » مفصولاً عن « بلاكيف » حيث قال : « لـمّا كان هنا مظنّة أن يقول اليهودي : كيف يكون‌الشي‌ء بلا كون حادث وبلا كيف ، أجاب عنهعليه‌السلام على سبيل الاستيناف بقوله : « يكون » أي يكون جلّ شأنه بلا كون حادث وبلا كيف ». وهو الظاهر من صدر المتألّهين. راجع :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ؛ وشرح صدر المتألّهين ، ص ٢٤٣. (٢) في « ب ، بح » وحاشية « بس » : + « ثمّ بلى يا يهودي ».

(٣) في « بح » : « كان ».

(٤) في التوحيد : « وهو ».

(٥) في حاشية « ف » : « لغايته ».

(٦) في التوحيد : + « غاية ».

(٧) في التوحيد : « عنه ».

(٨) في « ب » : « وهو ». وفي التوحيد : « فهو ». وقال الفيض فيالوافي : « وفي توحيد الصدوق : ولاغاية إليها غاية ، انقطعت الغايات عنده ، فهو غاية كلّ غاية. ولعلّه أجود ».

(٩) في « ف » : + « أن لا إله إلّا الله و ».

(١٠) في حاشية « بف » والوافي : « هو الحقّ ».

(١١) في « بس » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « من خالفه » بدل « ما خالفه ».

(١٢)التوحيد ، ص ١٧٥ ، ح ٦ ، بسنده عن سهل بن زياد.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢٧٨.

(١٣) في البحار : « كان » بدل « أكان ».

(١٤) « كان » كلمة ربط عند الفيض ، وزائدة عند المجلسي.

(١٥) « أحَلْتَ » : أتيت بالمحال وتكلّمت به. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٠ ( حول ).

(١٦)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٧٩ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٥.

(١٧) في حاشية « بح » : + « عن صابر ».

(١٨) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس » : « أبي إبراهيم الموصلي ». هذا ، وقد تقدّمت رواية أحمد بن محمّد بن =

٢٢٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى حِبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ(١) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ(٢) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟

قَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » لِمَا لَمْ يَكُنْ ، فَأَمَّا مَا كَانَ ، فَلَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » ، كَانَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ(٣) لِتَنْتَهِيَ(٤) غَايَتُهُ.

فَقَالَ لَهُ : أَنَبِيٌّ أَنْتَ؟

فَقَالَ : لِأُمِّكَ الْهَبَلُ(٥) ، إِنَّمَا(٦) أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٧) .

٧ - بَابُ النِّسْبَةِ‌

٢٤٦/ ١. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْيَهُودَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالُوا : انْسِبْ(٨) لَنَا رَبَّكَ ، فَلَبِثَ ثَلَاثاً لَايُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ نَزَلَتْ :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إِلى آخِرِهَا »(٩) .

__________________

= أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي في ح ٢٤٢ ، وتأتي في الكافي ، ح ٢٦٦ أيضاً.

(١) في « بر » والوافي : + « إلى ».

(٢) في « ج » : + « له ».

(٣) في حاشية « ف » : « لغايته ».

(٤) في « ب » : « لمنتهى ». وفي « بر » : « لينتهي ».

(٥) « الهَبَل » : مصدر هَبِلَتْه اُمّه ، أي ثَكَلَتْه. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في معنى المدح والإعجاب. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٨٦ ( هبل ). (٦) في « بح » : - « إنّما ».

(٧)التوحيد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، بسند آخر مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٨٠ ؛البحار ، ج ٥٤ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٤.

(٨) « انسب لنا » أي اُذكر نسبه وقرابته ، فالجواب بنفي النسب والقرابة ؛ أو نسبته إلى خلقه ، فالجواب بيان كيفيّة النسبة.

(٩)التوحيد ، ص ٩٣ ، ح ٨ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، مع زيادة في آخره.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع اختلاف. راجع :تفسير فرات ، ص ٦١٧ ، ح ٧٧٣.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢٨٣.

٢٢٨

* وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.

٢٤٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٢) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو النَّصِيبِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (٣) فَقَالَ(٤) : « نِسْبَةُ اللهِ إِلى خَلْقِهِ أَحَداً(٥) ، صَمَداً ، أَزَلِيّاً ، صَمَدِيّاً ، لَاظِلَّ لَهُ يُمْسِكُهُ ، وَهُوَ يُمْسِكُ الْأَشْيَاءَ بِأَظِلَّتِهَا ، عَارِفٌ بِالْمَجْهُولِ ، مَعْرُوفٌ عِنْدَ كُلِّ جَاهِلٍ ، فَرْدَانِيّاً(٦) ، لَاخَلْقُهُ فِيهِ ، وَلَا هُوَ فِي خَلْقِهِ ، غَيْرُ مَحْسُوسٍ وَلَا مَجْسُوسٍ(٧) ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ، عَلَا فَقَرُبَ ، وَدَنَا فَبَعُدَ ، وَعُصِيَ فَغَفَرَ ، وَأُطِيعَ فَشَكَرَ ، لَاتَحْوِيهِ(٨) أَرْضُهُ ، وَلَا تُقِلُّهُ(٩)

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « وعن محمّد بن يحيى ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣٠٧ : « ومحمّد بن يحيى » ونقل عن بعض النسخ : « وعن محمّد بن يحيى » ثمّ قال : « وهذا ابتداء حديث ، والأولى ترك الواو ».

(٢) في « بر » وحاشية « بف » : « محمّد بن الحسن ». وهو سهو ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٠١ و ٤٠٦.

(٣) في « بس » : - « أحد ».

(٤) في « بح » : « قال هو ».

(٥) « أحداً » حال عن « الله » والعامل فيه معني النسبة ، أو منصوب بفعل مقدّر ، أو على المدح ، أو خبر فعل ناقص‌محذوف ، تقديره : من كونه أحداً ، أو كان أحداً.

(٦) قوله : « فردانيّاً » : الألف والنون زائدتان للنسبة ، وهي للمبالغة بحسب الذات والصفات بحيث لايشابهه ولايشاركه فيه أحد.

(٧) الجَسّ : اللمس باليد. وقال العلاّمة المازندراني : « غير محسوس » بالحواسّ الظاهرة والباطنة ، وقد علمت‌أنّه منزّه عن إدراكها غير مرّة ، « ولا مجسوس » أي غير ملموس باليد ؛ لاستحالة الجسميّة وتوابعها من الكيفيّات الملموسة عليه. راجع :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣١٠ ؛مرآة العقول ، ج ١ ص ٣١٩ ؛الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٣ ( جسس ).

(٨) « لاتحويه » : أي لاتجمعه ولا تضمّه ، من الحواء. وهو اسم المكان الذي يحوي الشي‌ء. اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٥ ( حوا ).

(٩) « لاتقلّه » : أي لاتحمله ولا ترفعه. يقال : قلّه وأقلّه ، إذا حمله ورفعه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٦٥ - ٥٦٦ ( قلل ).

٢٢٩

سَمَاوَاتُهُ(١) ، حَامِلُ الْأَشْيَاءِ بِقُدْرَتِهِ ، دَيْمُومِيٌّ(٢) ، أَزَلِيٌّ ، لَايَنْسى وَلَا يَلْهُو ، وَلَا يَغْلَطُ وَلَا يَلْعَبُ ، وَلَا لِإِرَادَتِهِ فَصْلٌ ، وَفَصْلُهُ(٣) جَزَاءٌ ، وَأَمْرُهُ وَاقِعٌ( لَمْ يَلِدْ ) فَيُورَثَ(٤) ( وَلَمْ يُولَدْ ) فَيُشَارَكَ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (٥) (٦) .

٢٤٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ(٧) :

قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلِمَ أَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ مُتَعَمِّقُونَ ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَالْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الْحَدِيدِ إِلى قَوْلِهِ :( وَهُوَ ) (٨) ( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) (٩) فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ(١٠) ، فَقَدْ هَلَكَ »(١١) .

٢٤٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي(١٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « كُلُّ مَنْ قَرَأَ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَآمَنَ بِهَا ، فَقَدْ عَرَفَ التَّوْحِيدَ ». قُلْتُ : كَيْفَ يَقْرَؤُهَا؟ قَالَ : « كَمَا يَقْرَؤُهَا(١٣) النَّاسُ ، وَزَادَ فِيهِ(١٤) : كَذلِكَ اللهُ‌

__________________

(١) في « ف » : « سماء ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « سماؤه ».

(٢) « الديموميّ » : نسبة إلى الدَيمومة ، وهي مصدر. يقال : دام الشي‌ء يدوم ويدام دَوماً ودواماً ودَيْمومة. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢ ( دوم ). (٣) في « بح ، بر » : « فضله ».

(٤) « فيورث » : إمّا معلوم ، أي لم ينفصل عنه شي‌ءٌ داخل فيه ، فينتقل إذاً منه شي‌ء إليه. وإمّا مجهول ، أي فيورثه الولد ، يعني لم يلد فيكون مورّثاً أو موروثاً. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٠.

(٥) الإخلاص (١٢) : ٣ - ٤.

(٦)التوحيد ، ص ٥٧ ، ح ١٥ ، بسنده عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢٨٤.

(٧) في التوحيد : « رفعه ».

(٨) في « ب ، ف ، بح ، بف » والوافي : - « وهو ».

(٩) الحديد (٥٧) : ٦.

(١٠) في حاشية « ج » : « ذاك ».

(١١)التوحيد ، ص ٢٨٣ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ، ح ٢٨٥.

(١٢) في « ف » : « عبدالعزيز بن السندي ». وهو سهو ؛ فإنّه غير مذكور في كتب الرجال. وعبد العزيز هذا هو عبد العزيز بن المهتدي الأشعري ، كان وكيل الرضاعليه‌السلام وخاصّته. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٤٥ ، الرقم ٦٤٦ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٨٣ ، الرقم ٩١٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٦٠ ، الرقم ٥٣٢٤.

(١٣) في التوحيد والوسائل : « يقرأ ».

(١٤) في « ج » والوافي والوسائل : « فيها ».

٢٣٠

رَبِّي ، كَذلِكَ اللهُ رَبِّي(١) »(٢) .

٨ - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْكَيْفِيَّةِ‌

٢٥٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٣) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « تَكَلَّمُوا فِي خَلْقِ اللهِ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا(٤) فِي اللهِ ؛ فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي اللهِ لَا يَزْدَادُ صَاحِبَهُ(٥) إِلَّا تَحَيُّراً »(٦) .

٢٥١/ ٢. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، عَنْ حَرِيزٍ :

__________________

(١) في حاشية « بس » والتوحيد والعيون : + « كذلك الله ربّي ». وفي الوافي : « ذلك الله ربّي » مرّة واحدة.

(٢)التوحيد ، ص ٢٨٤ ، ح ٣ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٣٠ ، بسنده فيهما عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن زياد ، عن عبدالعزيز بن المهتدي.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢٨٦ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٧٠ ، ح ٧٣٧٣.

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين : « محمّد بن الحسين ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّدبن الحسن شيخ المصنّف عن سهل بن زياد في غير واحدٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث . ج ١٥ ، ص ٣٧٤ - ٣٧٥.

(٤) في « ف » والتوحيد ، ص ٤٥٤ والوسائل وشرح صدر المتألّهين : « لا تكلّموا ». وفي الأخير : « قولهعليه‌السلام‌ في الرواية : تكلّموا في كلّ شي‌ء ، أمر إباحة ورخصة ، لا أمر حتم ووجوب ، وقوله : ولاتتكلّموا في ذات الله في مقابلة نهي تحذير وزجر ومنع عن إباحة ورخصة ». وانظر أيضاً :مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٢.

(٥) في التوحيد ، ص ٤٥٤ : « لايزيد » بدل « لا يزداد صاحبه ». والمراد بالكلام المباحثة والمجادلة في إثبات الواجب لمن ليس بأهل له ، أو المراد به المباحثة في كنه ذاته وصفاته وكيفيّتهما. وأمّا الكلام فيه سبحانه لا بهذين الوجهين ، بل بذكره بما وصف به نفسه ، فغير منهيّ عنه لأحد ، بل هو من الذكر المأمور به. راجع شروح الكافي.

(٦)التوحيد ، ص ٤٥٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.وفيه ، ص ٤٥٧ ، ح ١٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن ضريس الكناسي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣٠.

٢٣١

« تَكَلَّمُوا فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا(١) فِي ذَاتِ(٢) اللهِ »(٣) .

٢٥٢/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) (٤) فَإِذَا انْتَهَى الْكَلَامُ إِلَى اللهِ ، فَأَمْسِكُوا(٥) »(٦) .

٢٥٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ النَّاسَ لَايَزَالُ بِهِمُ(٧) الْمَنْطِقُ حَتّى يَتَكَلَّمُوا(٨) فِي اللهِ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ ذلِكَ ، فَقُولُوا : لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ »(٩) .

٢٥٤/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

قَالَ(١٠) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا زِيَادُ ، إِيَّاكَ وَالْخُصُومَاتِ ؛ فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ ،

__________________

(١) في « ف » وحاشية « بح » وشرح المازندراني والتوحيد : « لا تكلّموا » ، قال المازندراني : « أي لاتتكلّموا بحذف إحدى التاءين ». (٢) في التوحيد : - « ذات ».

(٣)التوحيد ، ص ٤٥٥ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي عبيده ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣١.

(٤) النجم (٥٣) : ٤٢.

(٥) في «ف»:« فاسكتوا ».وفي حاشية « ج »:«فانتهوا».

(٦)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٦ ؛ والتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٩ ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٣٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٣ ، ح ٢١٣٢٤.

(٧) في المحاسن وحاشية ميرزا رفيعا : « لهم ».

(٨) في « ج » : « تتكلّموا ».

(٩)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٩ ؛ والتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١٠ ، بسندهما عن ابن أبي عمير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٢١٣٢٥.

(١٠) في المحاسن والتوحيد : + « لي ».

٢٣٢

وَتُحْبِطُ(١) الْعَمَلَ ، وَتُرْدِي صَاحِبَهَا(٢) ، وَعَسى أَنْ يَتَكَلَّمَ(٣) بِالشَّيْ‌ءِ(٤) ، فَلَا يُغْفَرَ لَهُ(٥) ؛ إِنَّهُ كَانَ فِيمَا مَضى قَوْمٌ تَرَكُوا عِلْمَ مَا وُكِّلُوا بِهِ(٦) ، وَطَلَبُوا عِلْمَ مَا كُفُوهُ(٧) ، حَتّى انْتَهى كَلَامُهُمْ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَتَحَيَّرُوا ، حَتّى أَنْ(٨) كَانَ الرَّجُلُ لَيُدْعى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، فَيُجِيبُ(٩) مِنْ(١٠) خَلْفِهِ ، وَ(١١) يُدْعى مِنْ خَلْفِهِ ، فَيُجِيبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ »(١٢) .

* وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « حَتّى تَاهُوا(١٣) فِي الْأَرْضِ »(١٤) .

٢٥٥/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ‌

__________________

(١) الإحباط : الإبطال والإفساد. يقال : حَبِطَ عملُه حَبطاً بالتسكين ، وحُبوطاً بَطَلَ ثوابه ، وأحبطه الله تعالى.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١٨ ( حبط ).

(٢) « تردي صاحبها » أي تهلكه. يقال : رَدِيَ يَردَى رَدًى ، أي هلك ، وأرداه غيره ، أي أهلكه. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٣٥٥ ( ردى ). (٣) في الأمالي : + « الرجل ».

(٤) في حاشية « بح » : « في الشي‌ء ».

(٥) في المحاسن والأمالي : + « يا زياد ».

(٦) « وُكِّلوا به » مجهول من الوَكْل أو من التوكيل ، أي فُوِّضوا إليه واُمروا بتحصيله وكُلّفوا به.

(٧) « كفوه » مجهول ، إمّا ناقص يائي من كفاه مؤونته ، أى أغناه عنها. وإمّا مهموز اللام ، أي صُرِفوا ومُنعوا عنه ، وإمّا مضاعف من الكفّ بمعنى المنع. اُنظر شروح الكافي.

(٨) « أن » مخفّفة من المثقّلة. وفي المحاسن والتوحيد والأمالي : « فإن » بدل « حتّى أن ». وفي شرح صدرالمتألّهين وحاشية بدرالدين : - « حتّى أن ». وفيشرح المازندراني : « لفظ « أن » ليس في بعض النسخ ».

(٩) في حاشية « ج » : « فيحسّ ».

(١٠) « من » : إمّا بكسر الميم حرف جرّ ، أو بفتحها اسم موصول. وكذا الفقرة الثانية. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٣. (١١) في الأمالي : « أو ».

(١٢)المحاسن ، ص ٢٣٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٠. وفيالتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١١ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٤١٧ ، المجلس ٦٥ ، ح ٢ ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٤ ، من قوله : « أنّه كان فيما مضى قوم ».الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٩١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٢١٣٢٦.

(١٣) « تاهوا » أي ذهبوا متحيّرين. وهذه الفقرة إمّا بدل عن « حتّى » الثانية مع ما بعدها ، أو كلام منضمّ إلى ما ذكر ، يعني : كانوا على تلك الحالة حتّى ذهبوا وغابوا عن الخلق تائهين في الأرض ، أو تحيّروا وضلّوا مبهوتين مدهوشين لم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات والمبصرات ، فضلاً عن الخفايا في المعقولات. اُنظر شروح الكافي والصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).

(١٤)التوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٢.

٢٣٣

الْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ نَظَرَ فِي اللهِ : كَيْفَ هُوَ ، هَلَكَ »(٢) .

٢٥٦/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مَلِكاً عَظِيمَ الشَّأْنِ كَانَ فِي مَجْلِسٍ لَهُ ، فَتَنَاوَلَ(٣) الرَّبَّ(٤) تَبَارَكَ وَتَعَالى ، فَفُقِدَ(٥) ، فَمَا يُدْرى(٦) أَيْنَ هُوَ »(٧) .

٢٥٧/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِيَّاكُمْ وَالتَّفَكُّرَ فِي اللهِ ، وَلكِنْ إِذَا أَرَدْتُمْ(٨) أَنْ تَنْظُرُوا إِلى عَظَمَتِهِ(٩) ، فَانْظُرُوا‌

__________________

(١) في المطبوع : « الميّاح » ، ولم نجد في كتب الرجال « الميّاح » بالألف واللام ، بل المذكور في تلك الكتب : « ميّاح » كما عليه جميع النسخ.

(٢)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٨. وفيالتوحيد ، ص ٤٦٠ ، ح ٣٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٨.

(٣) في حاشية « بح » والتوحيد : « فتكلّم في ».

(٤) « فتناول الربّ » أي تكلّم في ذاته بما ليس بصواب ولا يليق بجناب قدسه ، أو تفكّر في كنه الذات والصفات. اُنظر شروح الكافي.

(٥) « ففقد » إمّا مجهول ، أي غاب عن أعين الناس ومكانه ، أو تحيّر وسار فلم يعرف له خبر. وإمّا معلوم ، أي فقد ما كان يعرف. اُنظر شروح الكافي.

(٦) « فما يدرى » إمّا مجهول ، أي ما يدري أحد أين ذهب هو وغاب ، فلم يكن عنه أثر ولا خبر. وإمّا معلوم - كما في « بس » - أي فلا يدري هو في أيّ مكان من الحيرة. اُنظر شروح الكافي.

(٧)المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٩ ، بسنده عن عبدالله بن بكير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛التوحيد ، ص ٤٥٨ ، ح ١٩ ، بسنده عن عبدالله بن بكير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٩. (٨) في حاشية « ج » : « إن أردتم ».

(٩) في حاشية « ج » : « عظيم ».

٢٣٤

إِلى عَظِيمِ(١) خَلْقِهِ »(٢) .

٢٥٨/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا(٣) ابْنَ آدَمَ ، لَوْ أَكَلَ قَلْبَكَ(٤) طَائِرٌ ، لَمْ يُشْبِعْهُ ، وَبَصَرُكَ لَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ خَرْقُ(٥) إِبْرَةٍ(٦) ، لَغَطَّاهُ ، تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ بِهِمَا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً ، فَهذِهِ الشَّمْسُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَمْلَأَ عَيْنَيْكَ(٧) مِنْهَا ، فَهُوَ كَمَا تَقُولُ »(٨) .

٢٥٩/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْبَعْقُوبِيِّ(٩) ، عَنْ بَعْضِ‌

__________________

(١) في « ب ، بس » وحاشية : « ج ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول والتوحيد والوسائل : « عِظم ».

(٢)التوحيد ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٠ ، بسنده عن محمّد بن عبدالحميد.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٧. (٣) في « ج ، بس » والوافي : - « يا ».

(٤) المراد بالقلب اللحم الصنوبريّ ولهذا جعله مأكولاً ، لا القلب الملكوتيّ ؛ فإنّ ملكوت السماوات والأرض لايدرك بالأوّل ، بل يدرك بالثاني فنبّهعليه‌السلام بصغر الأعضاء وحقارة القوى الجسمانيّة وعجزها عن إدراك الأضواء والأنوار على عجزها عن إدراك الملكوت ، فإدراك الملكوت يتيسّر بالقلب الملكوتيّ لا الحسّيّ ، بلى إنّ ذاته سبحانه لايجوز أن يُكتَنه بالقلب ، كما لايجوز أن يدرك بالبصر ، بل إنّما يجوز أن يطّلع بالقلب على شي‌ء من عظمته فحسب. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣١٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٤.

(٥) في « ج » : « خرت ». وكذا نقله فيشرح المازندراني عن بعض النسخ. و « الخَرْت » : ثقب الإبرة والفاس والاُذُن‌ و نحوها.

(٦) « خرق إبرة » أي ثُقْبَتُها وشقّها. و « الخرق » : الشقّ في الحائط والثوب وغيرهما. وهو في الأصل مصدر. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧٣ ( خرق ).

(٧) في « ب ، ج ، بح » والتعليقة للداماد وشرح المازندراني : « عينك ».

(٨)التوحيد ، ص ٤٥٥ ، ح ٥ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٩٦.

(٩) هكذا في « ب ، بس ». وفي المطبوع وأكثر النسخ : « اليعقوبي ». وفي حاشية المطبوع : « اليعقوبي هنا بالمثنّاة على ما في أكثر النسخ ، والصحيح بالموحّدة نسبة إلى بعقوبا ».

والظاهر صحّة « البعقوبي » بالموحّدة كما استظهره وأثبتناه. وفي حاشية « بس » : « بالباء الموحّدة ، قرية من قرى البغداد اسمه بعقوبا». وفي حاشية « ج » : « قرأ شيخنا البهائي ; بالباء الموحّدة ، أي بعقوبي ».

و « البعقوبي » نسبة إلى بعقوبا ، وهي قرية كبيرة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. راجع : الأنساب للسمعاني ، =

٢٣٥

أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ يَهُودِيّاً يُقَالُ لَهُ : « سُبِحَتْ(١) » جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ(٢) ، جِئْتُ(٣) أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ ، فَإِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ(٤) ، وَإِلَّا رَجَعْتُ.

قَالَ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : أَيْنَ رَبُّكَ؟ قَالَ : هُوَ(٥) فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَلَيْسَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْمَكَانِ الْمَحْدُودِ(٦) ، قَالَ : وَكَيْفَ(٧) هُوَ؟ قَالَ : وَكَيْفَ أَصِفُ رَبِّي بِالْكَيْفِ وَالْكَيْفُ مَخْلُوقٌ(٨) ، وَاللهُ لَايُوصَفُ بِخَلْقِهِ؟ قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ يُعْلَمُ(٩) أَنَّكَ نَبِيُّ اللهِ(١٠) ؟ » ، قَالَ : « فَمَا بَقِيَ حَوْلَهُ حَجَرٌ وَلَا غَيْرُ ذلِكَ إِلَّا تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ : يَا سُبِحَتُ(١١) ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ.

فَقَالَ سُبِحَتْ :(١٢) مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَمْراً أَبْيَنَ مِنْ هذَا ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ،

__________________

= ج ١ ، ص ٣٧٠ ؛اللباب في تهذيب الأنساب ، ج ١ ، ص ١٦١ ؛معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٤٥٣.

هذا ، ومن مناشئ التصحيف غرابة بعض الألفاظ الموجب لتصحيفها بالألفاظ المشابهة القريبة المأنوسة عند النسّاخ ، ومنها « البعقوبي » المشابه بـ « اليعقوبي » في الكتابة. أضف إلى ذلك أنّ عدم وجود النقطة في بعض الخطوط القديمة أو وضعها من غير دقّة ممّا يشدّد احتمال وقوع التحريف في ما نحن فيه.

(١) في « ج ، بس » : « سُبْخَتْ ». وفي حاشية « ج » : « سَبَحت ». وفي « ب ، ض » : « سُبْحُت ». وفي « بف » : « سُبُحت ». قال المحقّق الشعراني : « الأصحّ الخاء المعجمة ، و « بخت » كلمة تدخل في أعلام أهل الكتاب ، و « سِبَخْت » مركّب من « بخت » و « سه » بمعنى الثلاثة ».شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٠٨.

(٢) في « ب » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بس » والتوحيد والبصائر : « يا محمّد ».

(٣) في « بر ، بف » : + « أن ». وفي البصائر : « جئتك أن ».

(٤) في التوحيد : + « أتّبعُكَ ».

(٥) في « ج ، بف » والوافي : - « هو ».

(٦) في البصائر : « محدود ». وفي التوحيد : « بمحدود ».

(٧) في البصائر والتوحيد : « فكيف ».

(٨) في البصائر والتوحيد : + « الله ».

(٩) « يُعْلَم » غائب مجهول ، أو « نعلم » متكلّم مع الغير. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١٠.

(١٠) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبصائر والتوحيد : - « الله ».

(١١) في « ج » : « سُبْخُت » وفي « ب ، ض ، بف » : « سُبْحُت ». وفي « بس » : « سَبَحَتَ ». وفي « بر » : « سُبُحت ».

(١٢) في البصائر : + « بالله ». وفي التوحيد : + « تالله ».

٢٣٦

وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ »(١) .

٢٦٠/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ(٢) بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ الصِّفَةِ(٣) ، فَرَفَعَ يَدَهُ(٤) إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : « تَعَالَى الْجَبَّارُ ، تَعَالَى الْجَبَّارُ(٥) ، مَنْ تَعَاطى(٦) مَا ثَمَّ هَلَكَ(٧) »(٨) .

٩ - بَابٌ فِي إِبْطَالِ الرُّؤْيَةِ‌

٢٦١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ(٩) ،

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٥٠١ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن هاشم.التوحيد ، ص ٣٠٩ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن عليّالوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٨١.

(٢) الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٠٧ ، بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا عبداللهعليه‌السلام . وأورده الصدوق فيالتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ - مع اختلاف يسير في الألفاظ - بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام . ووردت رواية محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير فيبصائر الدرجات ، ص ٣٨٩ ، ح ١ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧٥ ، ح ٧٩٨. فلايبعد في ما نحن فيه أيضاً صحّة « عبدالرحيم» بدل « عبدالرحمن ». ويؤيّد ذلك ما يأتي فيالكافي ، ح ٢٧٣ ، من رواية عبدالرحيم بن عتيك القصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام وقد سأل فيها أيضاً عن صفات الله.

(٣) في التوحيد : « التوحيد ».

(٤) في المحاسن والتوحيد : « يديه ».

(٥) في المحاسن : + « إنّه ». وفي التوحيد : + « إنّ ».

(٦) « التعاطي » : التناول لما لا يحقّ ولا يجوز تناوله ، والجرأة على الشي‌ء والخوض فيه. يعني من تعرّض لتحقيق ذات الحقّ وصفاته ، وخاض في معرفة حقيقتهما وأثبت له كيفيّة ، هلك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٧٠ ( عطو ) ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١١.

(٧) في المحاسن : + « يقولها مرّتين ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « ما ثمّة هلك ».

(٨)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٧ ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛التوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣٢.

(٩) قوله : « يعقوب بن إسحاق » ، حمله صدر المتألّهين على ابن السكّيت ، وتبعه العلاّمة المازندراني ، وردّه =

٢٣٧

قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام أَسْأَلُهُ : كَيْفَ يَعْبُدُ الْعَبْدُ رَبَّهُ(١) وَهُوَ لَايَرَاهُ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « يَا أَبَا يُوسُفَ ، جَلَّ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ وَالْمُنْعِمُ عَلَيَّ وَعَلى آبَائِي أَنْ يُرى ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ : هَلْ رَأى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله رَبَّهُ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَرى رَسُولَهُ بِقَلْبِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبَّ »(٢) .

٢٦٢/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ الْمُحَدِّثُ أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى(٣) أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي ذلِكَ ، فَأَذِنَ لِي(٤) فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَحْكَامِ حَتّى بَلَغَ سُؤَالُهُ إِلَى التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : إِنَّا رُوِّينَا(٥) أَنَّ اللهَ قَسَمَ الرُّؤْيَةَ وَالْكَلَامَ بَيْنَ نَبِيَّيْنِ(٦) ، فَقَسَمَ الْكَلَامَ لِمُوسى(٧) ، وَلِمُحَمَّدٍ الرُّؤْيَةَ.

__________________

‌= العلّامة المجلسي بقوله : « ظنّ أصحاب الرجال أنّ يعقوب بن إسحاق هو ابن السكّيت ، والظاهر أنّه غيره ؛ لأنّ ابن سكّيت قتله المتوكّل في زمان الهاديعليه‌السلام ، ولم يلحق أبا محمّدعليه‌السلام ». قال المحقّق الشعراني في حاشيةشرح المازندراني : « هو - أي كلام العلّامة المجلسي - حقّ ، وحملته أنا في حاشية الوافي على يعقوب بن إسحاق الكِنْديّ ، فيلسوف العرب وقلت هناك : إنّه أراد اختبار أبي محمّدعليه‌السلام ، ولم يكن الفيلسوف يعرف الإمام حقّ المعرفة فأجابعليه‌السلام بما يوافق اُصول الفلاسفة فاستحسنه الفيلسوف ونقله لأصحابه. وقد أورد المجلسيرحمه‌الله في احتجاجات العسكريّعليه‌السلام عن المناقب كلاماً منهعليه‌السلام أدّاه إلى ابن إسحاق الكنديّ بواسطة بعض تلاميذه لـمّا أراد تأليف كتاب في تناقض القرآن والغرض من نقل ذلك أنّ الرابطة بين الإمام وهذا الرجل غير مستبعدة والعجب أنّ ذهن الشارحين لم يذهب إليه حتّى حملوه على ابن السكّيت ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١٢ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٧.

(١) في حاشية « بح » : « العبد كيف يعبد ربّه ».

(٢)التوحيد ، ص ١٠٨ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. وراجع :التوحيد ، ص ١١٦ ، ح ١٧.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٩٨. (٣) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » : « إلى ».

(٤) في « بر ، بف » : « له ».

(٥) في شرح المازندراني : « إنّما روّينا ».

(٦) في التوحيد : « اثنين ».

(٧) في التوحيد : « فقسم لموسى الكلام ».

٢٣٨

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « فَمَنِ الْمُبَلِّغُ عَنِ اللهِ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنَ(١) الْجِنِّ وَالْإنْسِ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (٢) (٣) وَ( لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (٤) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) (٥) ؟ أَلَيْسَ مُحَمَّدٌ؟ » قَالَ : بَلى ، قَالَ : « كَيْفَ(٦) يَجِي‌ءُ رَجُلٌ إِلَى الْخَلْقِ جَمِيعاً ، فَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّهُ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ بِأَمْرِ اللهِ ، فَيَقُولُ(٧) :( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (٨) ، وَ( لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا رَأَيْتُهُ بِعَيْنِي ، وَأَحَطْتُ بِهِ عِلْماً ، وَهُوَ(٩) عَلى صُورَةِ الْبَشَرِ؟! أَمَا تَسْتَحُونَ(١٠) ؟ مَا قَدَرَتِ الزَّنَادِقَةُ أَنْ تَرْمِيَهُ بِهذَا أَنْ يَكُونَ يَأْتِي مِنْ عِنْدِ اللهِ(١١) بِشَيْ‌ءٍ ، ثُمَّ يَأْتِي بِخِلَافِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ».

قَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَإِنَّهُ يَقُولُ :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) (١٢) ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « إِنَّ بَعْدَ هذِهِ الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلى مَا رَأى ؛ حَيْثُ قَالَ :( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) (١٣) يَقُولُ : مَا كَذَبَ فُؤَادُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَتْ(١٤) عَيْنَاهُ ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِمَا رَأى ، فَقَالَ :( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) (١٥) فَآيَاتُ اللهِ غَيْرُ اللهِ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ :( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (١٦) فَإِذَا رَأَتْهُ الْأَبْصَارُ ، فَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ الْعِلْمَ(١٧) ، وَوَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ».

__________________

(١) في التوحيد : - « من ».

(٢) في التوحيد : +( وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ) .

(٣) الأنعام (٦) : ١٠٣.

(٤) طه (٢٠) : ١١٠‌

(٥) الشورى (٤٢) : ١١.

(٦) في التوحيد : « فكيف ».

(٧) في التوحيد : « ويقول ».

(٨) في التوحيد : +( وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ) .

(٩) في « بر » : - « وهو ».

(١٠) في حاشية « ج ، بح » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيد : « أما تستحيون ».

(١١) في « ب ، بح ، بس » وحاشية « بر » والتوحيد : « يأتي عن الله ».

(١٢) النجم (٥٣) : ١٣.

(١٣) النجم (٥٣) : ١١.

(١٤) في حاشية « بس » : « زاغت ».

(١٥) النجم (٥٣) : ١٨.

(١٦) طه (٢٠) : ١١٠.

(١٧) كذا في « ش ، جو » ، أي بنصب العلم ، وقد يأتي التميز بلفظ المعرفة ، نحو : وطِبْتَ النفسَ يا قيس عن عمرو. راجع :البهجة المرضيّة ( للسيوطي ) بحث التمييز. وفي « بو » : « أحاط ». وفي حاشية « بح » : « تأنيث الفعل باعتبار أنّ العلم بمعنى المعرفة ».

٢٣٩

فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَتُكَذِّبُ بِالرِّوَايَاتِ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « إِذَا كَانَتِ الرِّوَايَاتُ مُخَالِفَةً لِلْقُرْآنِ ، كَذَّبْتُهَا(١) ، وَمَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَايُحَاطُ بِهِ عِلْماً(٢) ، وَ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) »(٣) .

٢٦٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ(٤) ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَةِ وَمَا تَرْوِيهِ الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَشْرَحَ لِي ذلِكَ.

فَكَتَبَ بِخَطِّهِ : « اتَّفَقَ الْجَمِيعُ - لَاتَمَانُعَ بَيْنَهُمْ - أَنَّ الْمَعْرِفَةَ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ ضَرُورَةٌ ، فَإِذَا جَازَ أَنْ يُرَى اللهُ بِالْعَيْنِ(٥) ، وَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ضَرُورَةً ، ثُمَّ لَمْ تَخْلُ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ إِيمَاناً ، أَوْ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ، فَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ إِيمَاناً ، فَالْمَعْرِفَةُ الَّتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا مِنْ جِهَةِ الِاكْتِسَابِ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ؛ لِأَنَّهَا ضِدُّهُ(٦) ، فَلَا يَكُونُ فِي(٧) الدُّنْيَا مُؤْمِنٌ(٨) ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوُا اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ(٩) ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي(١٠) مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ‌

__________________

(١) في التوحيد : « كذّبت بها ».

(٢) في التوحيد : « علم ».

(٣)التوحيد ، ص ١١٠ ، ح ٩ بسنده عن الكليني.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ٣٠٠.

(٤) ورد الخبر فيالتوحيد ، ص ١٠٩ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن سيف ، عن محمد بن عبيدة. ووردت رواية عليّ بن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن عبيد أو عبيدة فيالتوحيد ، ص ٩٥ ، ح ١٤ ؛ وقصص الأنبياء للراوندي ، ص ١٦٠ ، ح ١٧٦. كما وردت رواية محمّد بن عبيد أو عبيدة الهمداني ( الهمذاني - خ ل ) عن الرضاعليه‌السلام فيالكافي ، ح ٩٨٨٩ ؛ والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٢٠ ، ح ١٣٢٣ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٠٠ ، ح ٧٢٥. والظاهر اتّحاد الراويين ووقوع التصحيف في بعض عناوينه. لاحظ أيضاًالتوحيد ، ص ١٥٣ ح ٢ ؛عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٢٠ ، ح ١٣. (٥) في « بح » : « العين ».

(٦) كذا. والسياق يقتضي : « ضدّها » ؛ لأنّ المضادّه بين المعرفتين ، لا بين المعرفة والإيمان.

(٧) في « بح » : + « دار ».

(٨) في التوحيد : « أحد مؤمناً » بدل « مؤمن ».

(٩) في « ب ، بس » : « عزّوجلّ ». وفي حاشية « بر » : « جلّ وعزّ ».

(١٠) في التوحيد : + « هي ».

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722