الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291286 / تحميل: 10249
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ، وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلى قُدْرَتِهِ ».

فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَبَّلَ(٢) رَأْسَهُ ، وَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا قَامَ(٣) بِهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ ، وَأَنَّكَ الْخَلَفُ(٤) مِنْ بَعْدِهِمْ.(٥)

٢٤٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَن الْقَاسِمِ بْنِ مَحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ؟

فَقَالَ : « وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ لِشَيْ‌ءٍ لَمْ يَكُنْ(٦) : مَتى كَانَ ؛ إِنَّ رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالى - كَانَ وَلَمْ يَزَلْ حَيّاً(٧) بِلَا كَيْفٍ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ « كَانَ »(٨) ، وَلَا كَانَ لِكَوْنِهِ كَوْنُ(٩) كَيْفٍ ، وَلَا كَانَ لَهُ‌

__________________

= سؤال عن حالة تعرض الشي‌ء بسبب نسبته إلى مكانه وكونه فيه ، فكأنّ « متى » وقع سهواً من الناسخ ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٤٦ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٨.

(١) في « ض » : + « الرضا ».

(٢) في « بح » : « وقبّل ».

(٣) في « ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « أقام ». وفي حاشية « بف » : « أتى ».

(٤) في شرح المازندراني : « الخَلَف : ما جاء بعد آخر ، وإذا اُطلق يراد به خلف الصدق سيّما إذا كان ذلك الآخر معروفاً به ». ويقرأ بتسكين اللام أيضاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٤ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٦٥ ( خلف ).

(٥)التوحيد ، ص ١٢٥ ، ح ٣ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٦ ، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٠ ، ح ٢٧٣ ؛البحار ، ج ٤٩ ، ص ١٠٤ ، ح ٣١.

(٦) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « فكان ».

(٧) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « كان لم يزل حيّاً » بدل « كان ولم يزل حيّاً ».

(٨) عند المازندراني « كان » مفصولة عن « لم يكن » وابتداء كلام ، والواو في « ولم يكن » للعطف التفسيري أو للحال أي ولم يكن الكيف ثابتاً له. و « كان » الثانية ناقصة حال عن اسم « كان » الاُولى. وعند المجلسي « كان » اسم « لم يكن » ؛ لأنّ « كان » للزمان والمراد هنا نفي الزمان. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥١ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٩.

(٩) في التوحيد ، ص ١٧٣ : - « كون ». وقال المجلسي : « وليس في التوحيد لفظ « كون » في البين ، وهو الظاهر ».

٢٢١

أَيْنٌ ، وَلَا كَانَ فِي شَيْ‌ءٍ ، وَلَا كَانَ عَلى شَيْ‌ءٍ ، وَلَا ابْتَدَعَ لِمَكَانِهِ(١) مَكَاناً ، وَلَا قَوِيَ بَعْدَ مَا كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ(٢) ، وَلَا كَانَ ضَعِيفاً قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَ شَيْئاً ، وَلَا كَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ يَبْتَدِعَ شَيْئاً ، وَلَا يُشْبِهُ شَيْئاً مَذْكُوراً(٣) ، وَلَا كَانَ خِلْواً مِنْ(٤) الْمُلْكِ(٥) قَبْلَ إِنْشَائِهِ ، وَلَا يَكُونُ مِنْهُ خِلْواً بَعْدَ ذَهَابِهِ ، لَمْ يَزَلْ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ ، وَمَلِكاً قَادِراً قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ شَيْئاً ، وَمَلِكاً جَبَّاراً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْكَوْنِ ؛ فَلَيْسَ لِكَوْنِهِ كَيْفٌ ، وَلَا لَهُ أَيْنٌ ، وَلَا لَهُ حَدٌّ ، وَلَا يُعْرَفُ بِشَيْ‌ءٍ يُشْبِهُهُ ، وَلَا يَهْرَمُ لِطُولِ الْبَقَاءِ ، وَلَا يَصْعَقُ(٦) لِشَيْ‌ءٍ ، بَلْ لِخَوْفِهِ(٧) تَصْعَقُ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا(٨) ، كَانَ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ حَادِثَةٍ(٩) ، وَلَا كَوْنٍ مَوْصُوفٍ ، وَلَا كَيْفٍ(١٠) مَحْدُودٍ ، وَلَا أَيْنٍ مَوْقُوفٍ عَلَيْهِ(١١) ، وَلَا مَكَانٍ جَاوَرَ شَيْئاً ، بَلْ حَيٌّ يُعْرَفُ(١٢) ، وَمَلِكٌ لَمْ يَزَلْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْمُلْكُ(١٣) ، أَنْشَأَ مَا شَاءَ حِينَ(١٤)

__________________

(١) المكان الأوّل إمّا مصدر ، والمراد : أنّه ما أوجد لكونه مكانا ، أو لم يجعل لمرتبة جلاله مكاناً يحصره ، وحدّاً يحدّه ؛ وإمّا بمعنى المنزلة ؛ وإمّا بمعناه المعروف ، والمراد : ليس له مكان عرفي ليكون مكاناً له ؛ إذ يكون الكلام لدفع توهّم أنّ له مكاناً بأنّه ليس لمكانه المزعوم وهو مخلوق مكان ، فالخالق أولى بعدمه. وفي التوحيد ، ص ١٧٣ : « لكونه » بدل « لمكانه ». اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٢١٠ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣١٠. (٢) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « شيئاً ».

(٣) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « مكوّناً ».

(٤) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « القدرة على ».

(٥) عند صدر المتألّهين والمجلسي « الـمُلك » بالضمّ ، بمعنى السلطنة. وعند المازندراني - على ما يظهر - « المِلْك » بالكسر.

(٦) في حاشية « ج ، بح » : « يضعف ». و « لا يصعق لشي‌ءٍ » : أي لايموت ، أو لا يُغشى عليه للخوف من شي‌ء ؛ من « الصَعْق » وهو ما يُغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه ، وربّما مات منه ، ثمّ استعمل في الموت كثيراً. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٢ ( صعق ).

(٧) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « ولا يخوّفه شي‌ء » بدل « بل لخوفه ».

(٨) في التوحيد ، ص ١٧٣ : + « من خيفته ».

(٩) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « عارية ».

(١٠) في حاشية « بر » : « كونٍ » ‌

(١١) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « لا أثر مقفوّ » بدل « لا أين موقوف عليه ».

(١٢) « يعرف » إمّا مجهول ، أي معروف عند اُولي الألباب. وإمّا معلوم ، أي يعرف الأشياء بذاته قبل الإيجاد وبعده. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٥٧ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣١١.

(١٣) في « بح » : « له الملك والقدرة ».

(١٤) في التوحيد ، ص ١٧٣ : « كيف ».

٢٢٢

شَاءَ بِمَشِيئَتِهِ ، لَايُحَدُّ(١) ، وَلَا يُبَعَّضُ ، وَلَا يَفْنى ، كَانَ أَوَّلاً بِلَا كَيْفٍ ، وَيَكُونُ آخِراً بِلَا أَيْنٍ ، وَ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إلّا وَجْهَهُ ) (٢) ،( لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (٣) .

وَيْلَكَ أَيُّهَا السَّائِلُ ، إِنَّ رَبِّي لَاتَغْشَاهُ الْأَوْهَامُ(٤) ، وَلَا تَنْزِلُ بِهِ الشُّبُهَاتُ ، وَلَا يَحَارُ(٥) مِنْ شَيْي‌ءٍ(٦) ، وَلَا يُجَاوِزُهُ(٧) شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يَنْزِلُ(٨) بِهِ الْأَحْدَاثُ ، وَلَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يَنْدَمُ عَلى شَيْ‌ءٍ(٩) ، وَ( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) (١٠) ،( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) (١١) (١٢) .

__________________

(١) في « ف » ومرآة العقول : « ولا يحدّ ».

(٢) القصص (٢٨) : ٨٨.

(٣) الأعراف (٧) : ٥٤.

(٤) « لاتغشاه الأوهام » أي لاتجيئه ولا تلابسه ولا تحيط به. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ( غشو ).

(٥) في « ب ، ج ، ض ، بر » والوافي والتوحيد : « لايجار ». وفي « ف ، بف » : « لايجاز ». وقوله : « لايحار » إمّا بالحاء ، معلوم ؛ من حار الرجل ، بمعنى تحيّر في أمره. وإمّا بالجيم ، مجهول ؛ من أجاره ، بمعنى الإنقاذ من الظلم أو العذاب ، أو من المجاورة لشي‌ء. اُنظر شروح الكافي.

(٦) هكذا في « ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والتوحيد. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « من شي‌ء ».

(٧) في « بح ، بس » : « لايحاوره ». وفي الوافي : « لايجاوره ». واختار ميرزا رفيعا متن الحديث هكذا : « ولا يحار من شي‌ء ولايحاوره شي‌ء » بالحاء والراء ، وقال بعد ذلك : « في كثير من النسخ بالحاء والراء المهملتين في الأوّل والثاني. الظاهر أنّ الأوّل مضارع معلوم من الحيرة ، والثاني من المحاورة المأخوذة من « الحور » بالمهملتين بمعنى النقص ، ويكون المفاعلة للتعدية. والمعنى : لايتحيّر من شي‌ء ، ولاينقصه شي‌ء ». وقال المجلسي فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالراء المهملة من المجاورة. وربّما يقرأ بالمهملتين من الحور بمعنى النقص ، والمفاعلة للتعدية ، أي لاينقصه شي‌ء. ولا يخفى مافيه ».

(٨) في « ب ، ج » : « تنزّل ». وفي « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد ، ص ١٧٣ : « تنزل ».

(٩) في التوحيد : « لايسأل عن شي‌ء يفعله ، ولا يقع على شي‌ء » بدل « لايسأل عن شي‌ء ولا يندم على شي‌ء ».

(١٠) البقرة (٢) : ٢٥٥.

(١١) طه (٢٠) : ٦. و « الثرى » : التراب النَدِيّ ، أي المبتلّ. والمراد به الأرض. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩١ (ثرى).

(١٢)التوحيد ، ص ١٧٣ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار.الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٢٠ بسند آخر ، =

٢٢٣

٢٤١/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ إِلى(١) رَأْسِ الْجَالُوتِ(٢) ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ هذَا الرَّجُلَ عَالِمٌ - يَعْنُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام - فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ ؛ نَسْأَلْهُ(٣) ، فَأَتَوْهُ ، فَقِيلَ لَهُمْ : هُوَ فِي الْقَصْرِ ، فَانْتَظَرُوهُ حَتّى خَرَجَ(٤) ، فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْجَالُوتِ : جِئْنَاكَ(٥) نَسْأَلُكَ ، فَقَالَ(٦) : « سَلْ يَا يَهُودِيُّ ، عَمَّا بَدَا لَكَ » فَقَالَ : أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ(٧) : مَتى كَانَ؟

فَقَالَ : « كَانَ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ(٨) ، كَانَ(٩) بِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَمْ يَزَلْ بِلَا كَمٍّ وَبِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَيْسَ لَهُ قَبْلٌ ، هُوَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ وَلَا غَايَةٍ(١٠) وَلَا مُنْتَهىً(١١) ، انْقَطَعَتْ عَنْهُ الْغَايَةُ وَهُوَ غَايَةُ كُلِّ‌ غَايَةٍ(١٢) ».

__________________

= مع اختلاف وزيادة ؛التوحيد ، ص ١٤١ ، ح ٦ ، بسند آخر إلى قوله :( تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعلَمِينَ ) مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥١ ، ح ٢٧٤ ؛البحار ، ج ٢٨ ، ص ٢٣٩ ، ح ٢٧ ؛ وج ٥٤ ، ص ١٥٨ ، ح ٩١.

(١) في « ج » والبحار : « على ».

(٢) فيشرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٦٧ : « قيل : الرأس : سيّد القوم ، ومقدّمهم ، وجالوت : اسم أعجميّ ، والمراد به مقدّم بني الجالوت في العلم ». وفي هامشه عن المحقّق الشعراني : « قوله : مقدّم بني الجالوت ، كأنّ الشارح زعم أنّ جالوت اسم رجل ، وأنّ جماعة من بني إسرائيل من أولاده ورأس الجالوت رئيسهم. والصحيح ما في مفاتيح العلوم أنّ الجالوت هم الجالية ؛ أعني الّذين جلوا عن أوطانهم ببيت المقدس ويكون رأس الجالوت من ولد داودعليه‌السلام ». (٣) في حاشية « بح » : « فسألوه ».

(٤) فيشرح المازندراني : « في بعض النسخ : حتّى يخرج ».

(٥) في المحاسن : « جئنا ».

(٦) في « بح » والمحاسن والوافي والبحار : « قال ».

(٧) في المحاسن : « ربّنا ».

(٨) في حاشية « ج » والمحاسن والوافي والبحار : « بلاكينونة ». و « الكينونة » : مصدر كان ، وأصله عند الخليل : كَيْوَنونة ، فقلبت الياء واواً ، ثمّ ادغمت فصارت : كَيَّنُونة ، ثمّ خفّفت فصارت : كَينونة ، كما قالوا في هَيِّن : هين. وعند غيره : كَوْنونة ، ولكنّ هذا الوزن لـمّا قلّ في مصادر الواوي ألحقوها بالذي هو أكثر في مصادر اليائي ، وهو فيعولة ، فصارت : كينونة. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٦٣ ( كون ).

(٩) في « ف » : « وكان ».

(١٠) في « ف » : + « له ».

(١١) في شرح صدر المتألّهين : « ولا منقطع ».

(١٢) في المحاسن : « هو القبل ، هو بلا قبل ولاغاية ولامنتهى غاية ، ولاغاية إليها انقطعت عنه الغايات ، فهو غاية فكلّ غاية » بدل « هو قبل القبل بلا قبل - إلى - كلّ غاية ».

٢٢٤

فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ : امْضُوا بِنَا ؛ فَهُوَ(١) أَعْلَمُ مِمَّا يُقَالُ فِيهِ.(٢)

٢٤٢/ ٥. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(٣) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ حِبْرٌ(٤) مِنَ الْأَحْبَارِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟

فَقَالَ لَهُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ(٥) ، وَ(٦) مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى يُقَالَ : مَتى كَانَ؟ كَانَ رَبِّي قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا غَايَةَ(٧) وَلَا مُنْتَهى لِغَايَتِهِ ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ(٨) ، فَهُوَ مُنْتَهى كُلِّ غَايَةٍ.

فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفَنَبِيٌّ(٩) أَنْتَ؟

فَقَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله »(١٠) .

__________________

(١) في « ب ، بح » وحاشية « ف ، بر » : « فهذا ».

(٢)المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٨ : « عن أبيه ، عمّن ذكره قال ». وفيالتوحيد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، بسند آخر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ، ح ٢٧٥ ؛البحار ، ج ٤٠ ، ص ١٨٢ ، ح ٦٣.

(٣) روى أحمد بن محمّد بن خالد - بعناوينه المختلفة - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر كثيراً ، فالمراد من « بهذا الإسناد » : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٣٩٢ ؛ ص ٤١٣ ، وص ٦٣٢ - ٦٣٣.

(٤) الحِبْر والحَبْر : واحد أحبار اليهود ، وبالكسر أفصح ؛ لأنّه يجمع على أفعال دون الفعول. ويقال ذلك للعالم.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٢٠ ( حبر ).

(٥) « ثكلتك أُمّك » أي فقدتك أو ماتت منك ، من الثَكْل ، والثَكَل بمعنى الموت وفقدان الحبيب والزوج والولد. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٨٨ ( ثكل ). (٦) في الوافي : - « و ».

(٧) في « ف » : + « له ».

(٨) في التوحيد والأمالي : « عنه ».

(٩) في « بح ، بف » والتوحيد والوافي : « فنبيّ » بدل « أفنبيّ ».

(١٠)التوحيد ، ص ١٧٤ ، ح ٣ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦٧١ ، المجلس ٩٦ ، ح ١ ، بسنده فيهما عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية ».الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٦ ، ح ٢٧٦ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٤ ، إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية ».

٢٢٥

* وَرُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَعليه‌السلام : أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَأَرْضاً؟ فَقَالَعليه‌السلام : « أَيْنَ سُؤَالٌ عَنْ مَكَانٍ ، وَكَانَ اللهُ وَلَا مَكَانَ(١) »(٢) .

٢٤٣/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لِلْيَهُودِ : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام مِنْ أَجْدَلِ(٣) النَّاسِ وَأَعْلَمِهِمْ ، اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ لَعَلِّي أَسْأَلُهُ(٤) عَنْ مَسْأَلَةٍ ، وَ(٥) أُخَطِّئُهُ(٦) فِيهَا ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، قَالَ(٧) : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّنَا؟ قَالَ لَهُ(٨) : يَا يَهُودِيُّ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى(٩) كَانَ » لِمَنْ لَمْ يَكُنْ ؛ فَكَانَ « مَتى كَانَ » ، هُوَ(١٠) كَائِنٌ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ(١١) كَائِنٍ ، كَانَ بِلَا كَيْفٍ‌

__________________

(١) في « ف » : + « له ».

(٢)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢٧٧.

(٣) في حاشية « ج ، بح ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « أجلّ ». وفي شرح المازندراني : « أجدل الناس ، أي أقواهم‌في المجادلة والخصام ، وأشدّهم في المناظرة والكلام ، وأفصحهم بياناً وأطلقهم لساناً ».

(٤) في « بس » : « أن أسأله ».

(٥) في « بس ، بف » والوافي : « أو ». ثمّ قال في الوافي : « كلمة « أو » في قوله : أو اُخطّئه بمعنى إلى أن ».

(٦) « اُخطّئه » أي أنسبه إلى الخطأ. تقول : خطّأته ، إذا قلت له : أخطأت. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٧ ( خطأ ).

(٧) في « بح » : « فقال ».

(٨) في « بر » والتوحيد : - « له ».

(٩) عند صدر المتألّهين « متى » الاُولى استفهاميّة على الحكاية ، والثانية خبريّة. وعند المازندراني : « متى كان » بدل من مثلها ، أو تأكيد له ؛ أو إعادة للسؤال بعينه للمبالغة في إنكاره. وقيل : الثانية شرط وقعت حالاً. اُنظر : شرحصدر المتألّهين ، ص ٢٤٣ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٧٤.

توضيح العبارة - والله العالم - أنّ هنا ادّعاءً ودليلاً. والمدّعى هو أنّ مورد استعمال السؤال بـ « متى كان » هو موجود لم يكن ثمّ كان ، والدليل أنّ مفهوم « متى كان » يتحقّق في هذا الفرض فقط ، فقوله : « كان » تامّةٌ و « متى كان » فاعله والفاء تعليليّة. ويحتمل أن يكون « متى كان » الثاني قيداً وشرطاً لقوله : « يقال » ، والمعنى أنّ « متى كان » يقال في مورد الموجود غير الدائم إذا تحقّق وإذا كان موجوداً ، فالفاء في « فكان » للعطف المحض.

(١٠) في « بر » : « فهو ».

(١١) في « ج » والتوحيد : « بلاكينونة ». وتذكير الصفة باعتبار كون « كينونيّة » مصدراً جعليّاً. وفي « ب » : « كينونيّةِ كائن » بالإضافة ، أي بلا كينونيّة تكون ثابتة لكائن.

٢٢٦

يَكُونُ(١) ، بَلى يَا يَهُودِيُّ ، ثُمَّ بَلى يَا يَهُودِيُّ(٢) ، كَيْفَ يَكُونُ(٣) لَهُ قَبْلٌ؟! هُوَ(٤) قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا غَايَةٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ(٥) ، وَلَا غَايَةَ إِلَيْهَا(٦) ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ(٧) ، هُوَ(٨) غَايَةُ كُلِّ غَايَةٍ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ(٩) أَنَّ دِينَكَ الْحَقُّ(١٠) ، وَأَنَّ مَا خَالَفَهُ(١١) بَاطِلٌ »(١٢) .

٢٤٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : أَكَانَ(١٣) اللهُ وَلَا شَيْ‌ءَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، كَانَ وَلَا شَيْ‌ءَ ». قُلْتُ : فَأَيْنَ كَانَ(١٤) يَكُونُ؟ قَالَ : وَكَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوى جَالِساً ، وَقَالَ : « أَحَلْتَ(١٥) يَا زُرَارَةُ ، وَسَأَلْتَ عَنِ الْمَكَانِ ؛ إِذْ لَامَكَانَ »(١٦) .

٢٤٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ(١٧) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ(١٨) :

__________________

(١) قرأ المازندراني « يكون » مفصولاً عن « بلاكيف » حيث قال : « لـمّا كان هنا مظنّة أن يقول اليهودي : كيف يكون‌الشي‌ء بلا كون حادث وبلا كيف ، أجاب عنهعليه‌السلام على سبيل الاستيناف بقوله : « يكون » أي يكون جلّ شأنه بلا كون حادث وبلا كيف ». وهو الظاهر من صدر المتألّهين. راجع :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ؛ وشرح صدر المتألّهين ، ص ٢٤٣. (٢) في « ب ، بح » وحاشية « بس » : + « ثمّ بلى يا يهودي ».

(٣) في « بح » : « كان ».

(٤) في التوحيد : « وهو ».

(٥) في حاشية « ف » : « لغايته ».

(٦) في التوحيد : + « غاية ».

(٧) في التوحيد : « عنه ».

(٨) في « ب » : « وهو ». وفي التوحيد : « فهو ». وقال الفيض فيالوافي : « وفي توحيد الصدوق : ولاغاية إليها غاية ، انقطعت الغايات عنده ، فهو غاية كلّ غاية. ولعلّه أجود ».

(٩) في « ف » : + « أن لا إله إلّا الله و ».

(١٠) في حاشية « بف » والوافي : « هو الحقّ ».

(١١) في « بس » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « من خالفه » بدل « ما خالفه ».

(١٢)التوحيد ، ص ١٧٥ ، ح ٦ ، بسنده عن سهل بن زياد.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ، ح ٢٧٨.

(١٣) في البحار : « كان » بدل « أكان ».

(١٤) « كان » كلمة ربط عند الفيض ، وزائدة عند المجلسي.

(١٥) « أحَلْتَ » : أتيت بالمحال وتكلّمت به. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٨٠ ( حول ).

(١٦)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٧٩ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٥.

(١٧) في حاشية « بح » : + « عن صابر ».

(١٨) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس » : « أبي إبراهيم الموصلي ». هذا ، وقد تقدّمت رواية أحمد بن محمّد بن =

٢٢٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى حِبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ(١) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ(٢) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟

قَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » لِمَا لَمْ يَكُنْ ، فَأَمَّا مَا كَانَ ، فَلَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » ، كَانَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ(٣) لِتَنْتَهِيَ(٤) غَايَتُهُ.

فَقَالَ لَهُ : أَنَبِيٌّ أَنْتَ؟

فَقَالَ : لِأُمِّكَ الْهَبَلُ(٥) ، إِنَّمَا(٦) أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٧) .

٧ - بَابُ النِّسْبَةِ‌

٢٤٦/ ١. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْيَهُودَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالُوا : انْسِبْ(٨) لَنَا رَبَّكَ ، فَلَبِثَ ثَلَاثاً لَايُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ نَزَلَتْ :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إِلى آخِرِهَا »(٩) .

__________________

= أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي في ح ٢٤٢ ، وتأتي في الكافي ، ح ٢٦٦ أيضاً.

(١) في « بر » والوافي : + « إلى ».

(٢) في « ج » : + « له ».

(٣) في حاشية « ف » : « لغايته ».

(٤) في « ب » : « لمنتهى ». وفي « بر » : « لينتهي ».

(٥) « الهَبَل » : مصدر هَبِلَتْه اُمّه ، أي ثَكَلَتْه. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في معنى المدح والإعجاب. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٨٦ ( هبل ). (٦) في « بح » : - « إنّما ».

(٧)التوحيد ، ص ٧٧ ، ح ٣٣ ، بسند آخر مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٥٩ ، ح ٢٨٠ ؛البحار ، ج ٥٤ ، ص ١٦٠ ، ح ٩٤.

(٨) « انسب لنا » أي اُذكر نسبه وقرابته ، فالجواب بنفي النسب والقرابة ؛ أو نسبته إلى خلقه ، فالجواب بيان كيفيّة النسبة.

(٩)التوحيد ، ص ٩٣ ، ح ٨ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، مع زيادة في آخره.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع اختلاف. راجع :تفسير فرات ، ص ٦١٧ ، ح ٧٧٣.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢٨٣.

٢٢٨

* وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.

٢٤٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(١) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٢) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو النَّصِيبِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (٣) فَقَالَ(٤) : « نِسْبَةُ اللهِ إِلى خَلْقِهِ أَحَداً(٥) ، صَمَداً ، أَزَلِيّاً ، صَمَدِيّاً ، لَاظِلَّ لَهُ يُمْسِكُهُ ، وَهُوَ يُمْسِكُ الْأَشْيَاءَ بِأَظِلَّتِهَا ، عَارِفٌ بِالْمَجْهُولِ ، مَعْرُوفٌ عِنْدَ كُلِّ جَاهِلٍ ، فَرْدَانِيّاً(٦) ، لَاخَلْقُهُ فِيهِ ، وَلَا هُوَ فِي خَلْقِهِ ، غَيْرُ مَحْسُوسٍ وَلَا مَجْسُوسٍ(٧) ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ، عَلَا فَقَرُبَ ، وَدَنَا فَبَعُدَ ، وَعُصِيَ فَغَفَرَ ، وَأُطِيعَ فَشَكَرَ ، لَاتَحْوِيهِ(٨) أَرْضُهُ ، وَلَا تُقِلُّهُ(٩)

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « وعن محمّد بن يحيى ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣٠٧ : « ومحمّد بن يحيى » ونقل عن بعض النسخ : « وعن محمّد بن يحيى » ثمّ قال : « وهذا ابتداء حديث ، والأولى ترك الواو ».

(٢) في « بر » وحاشية « بف » : « محمّد بن الحسن ». وهو سهو ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب في عدّة من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٠١ و ٤٠٦.

(٣) في « بس » : - « أحد ».

(٤) في « بح » : « قال هو ».

(٥) « أحداً » حال عن « الله » والعامل فيه معني النسبة ، أو منصوب بفعل مقدّر ، أو على المدح ، أو خبر فعل ناقص‌محذوف ، تقديره : من كونه أحداً ، أو كان أحداً.

(٦) قوله : « فردانيّاً » : الألف والنون زائدتان للنسبة ، وهي للمبالغة بحسب الذات والصفات بحيث لايشابهه ولايشاركه فيه أحد.

(٧) الجَسّ : اللمس باليد. وقال العلاّمة المازندراني : « غير محسوس » بالحواسّ الظاهرة والباطنة ، وقد علمت‌أنّه منزّه عن إدراكها غير مرّة ، « ولا مجسوس » أي غير ملموس باليد ؛ لاستحالة الجسميّة وتوابعها من الكيفيّات الملموسة عليه. راجع :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣١٠ ؛مرآة العقول ، ج ١ ص ٣١٩ ؛الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٣ ( جسس ).

(٨) « لاتحويه » : أي لاتجمعه ولا تضمّه ، من الحواء. وهو اسم المكان الذي يحوي الشي‌ء. اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٥ ( حوا ).

(٩) « لاتقلّه » : أي لاتحمله ولا ترفعه. يقال : قلّه وأقلّه ، إذا حمله ورفعه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٦٥ - ٥٦٦ ( قلل ).

٢٢٩

سَمَاوَاتُهُ(١) ، حَامِلُ الْأَشْيَاءِ بِقُدْرَتِهِ ، دَيْمُومِيٌّ(٢) ، أَزَلِيٌّ ، لَايَنْسى وَلَا يَلْهُو ، وَلَا يَغْلَطُ وَلَا يَلْعَبُ ، وَلَا لِإِرَادَتِهِ فَصْلٌ ، وَفَصْلُهُ(٣) جَزَاءٌ ، وَأَمْرُهُ وَاقِعٌ( لَمْ يَلِدْ ) فَيُورَثَ(٤) ( وَلَمْ يُولَدْ ) فَيُشَارَكَ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (٥) (٦) .

٢٤٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ(٧) :

قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلِمَ أَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ مُتَعَمِّقُونَ ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَالْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الْحَدِيدِ إِلى قَوْلِهِ :( وَهُوَ ) (٨) ( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) (٩) فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ(١٠) ، فَقَدْ هَلَكَ »(١١) .

٢٤٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي(١٢) ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « كُلُّ مَنْ قَرَأَ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَآمَنَ بِهَا ، فَقَدْ عَرَفَ التَّوْحِيدَ ». قُلْتُ : كَيْفَ يَقْرَؤُهَا؟ قَالَ : « كَمَا يَقْرَؤُهَا(١٣) النَّاسُ ، وَزَادَ فِيهِ(١٤) : كَذلِكَ اللهُ‌

__________________

(١) في « ف » : « سماء ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « سماؤه ».

(٢) « الديموميّ » : نسبة إلى الدَيمومة ، وهي مصدر. يقال : دام الشي‌ء يدوم ويدام دَوماً ودواماً ودَيْمومة. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢ ( دوم ). (٣) في « بح ، بر » : « فضله ».

(٤) « فيورث » : إمّا معلوم ، أي لم ينفصل عنه شي‌ءٌ داخل فيه ، فينتقل إذاً منه شي‌ء إليه. وإمّا مجهول ، أي فيورثه الولد ، يعني لم يلد فيكون مورّثاً أو موروثاً. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٨٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٠.

(٥) الإخلاص (١٢) : ٣ - ٤.

(٦)التوحيد ، ص ٥٧ ، ح ١٥ ، بسنده عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٤ ، ح ٢٨٤.

(٧) في التوحيد : « رفعه ».

(٨) في « ب ، ف ، بح ، بف » والوافي : - « وهو ».

(٩) الحديد (٥٧) : ٦.

(١٠) في حاشية « ج » : « ذاك ».

(١١)التوحيد ، ص ٢٨٣ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ، ح ٢٨٥.

(١٢) في « ف » : « عبدالعزيز بن السندي ». وهو سهو ؛ فإنّه غير مذكور في كتب الرجال. وعبد العزيز هذا هو عبد العزيز بن المهتدي الأشعري ، كان وكيل الرضاعليه‌السلام وخاصّته. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢٤٥ ، الرقم ٦٤٦ ؛رجال الكشّي ، ص ٤٨٣ ، الرقم ٩١٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٦٠ ، الرقم ٥٣٢٤.

(١٣) في التوحيد والوسائل : « يقرأ ».

(١٤) في « ج » والوافي والوسائل : « فيها ».

٢٣٠

رَبِّي ، كَذلِكَ اللهُ رَبِّي(١) »(٢) .

٨ - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْكَيْفِيَّةِ‌

٢٥٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٣) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « تَكَلَّمُوا فِي خَلْقِ اللهِ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا(٤) فِي اللهِ ؛ فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي اللهِ لَا يَزْدَادُ صَاحِبَهُ(٥) إِلَّا تَحَيُّراً »(٦) .

٢٥١/ ٢. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، عَنْ حَرِيزٍ :

__________________

(١) في حاشية « بس » والتوحيد والعيون : + « كذلك الله ربّي ». وفي الوافي : « ذلك الله ربّي » مرّة واحدة.

(٢)التوحيد ، ص ٢٨٤ ، ح ٣ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٣٠ ، بسنده فيهما عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن زياد ، عن عبدالعزيز بن المهتدي.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ، ح ٢٨٦ ؛الوسائل ، ج ٦ ، ص ٧٠ ، ح ٧٣٧٣.

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين : « محمّد بن الحسين ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّدبن الحسن شيخ المصنّف عن سهل بن زياد في غير واحدٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث . ج ١٥ ، ص ٣٧٤ - ٣٧٥.

(٤) في « ف » والتوحيد ، ص ٤٥٤ والوسائل وشرح صدر المتألّهين : « لا تكلّموا ». وفي الأخير : « قولهعليه‌السلام‌ في الرواية : تكلّموا في كلّ شي‌ء ، أمر إباحة ورخصة ، لا أمر حتم ووجوب ، وقوله : ولاتتكلّموا في ذات الله في مقابلة نهي تحذير وزجر ومنع عن إباحة ورخصة ». وانظر أيضاً :مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٢.

(٥) في التوحيد ، ص ٤٥٤ : « لايزيد » بدل « لا يزداد صاحبه ». والمراد بالكلام المباحثة والمجادلة في إثبات الواجب لمن ليس بأهل له ، أو المراد به المباحثة في كنه ذاته وصفاته وكيفيّتهما. وأمّا الكلام فيه سبحانه لا بهذين الوجهين ، بل بذكره بما وصف به نفسه ، فغير منهيّ عنه لأحد ، بل هو من الذكر المأمور به. راجع شروح الكافي.

(٦)التوحيد ، ص ٤٥٤ ، ح ١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.وفيه ، ص ٤٥٧ ، ح ١٧ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن ضريس الكناسي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٨٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣٠.

٢٣١

« تَكَلَّمُوا فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا(١) فِي ذَاتِ(٢) اللهِ »(٣) .

٢٥٢/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) (٤) فَإِذَا انْتَهَى الْكَلَامُ إِلَى اللهِ ، فَأَمْسِكُوا(٥) »(٦) .

٢٥٣/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ النَّاسَ لَايَزَالُ بِهِمُ(٧) الْمَنْطِقُ حَتّى يَتَكَلَّمُوا(٨) فِي اللهِ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ ذلِكَ ، فَقُولُوا : لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ الْوَاحِدُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ »(٩) .

٢٥٤/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :

قَالَ(١٠) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا زِيَادُ ، إِيَّاكَ وَالْخُصُومَاتِ ؛ فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ ،

__________________

(١) في « ف » وحاشية « بح » وشرح المازندراني والتوحيد : « لا تكلّموا » ، قال المازندراني : « أي لاتتكلّموا بحذف إحدى التاءين ». (٢) في التوحيد : - « ذات ».

(٣)التوحيد ، ص ٤٥٥ ، ح ٢ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي عبيده ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧١ ، ح ٢٨٨ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣١.

(٤) النجم (٥٣) : ٤٢.

(٥) في «ف»:« فاسكتوا ».وفي حاشية « ج »:«فانتهوا».

(٦)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٦ ؛ والتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٩ ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير.تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٣٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٨٩ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٣ ، ح ٢١٣٢٤.

(٧) في المحاسن وحاشية ميرزا رفيعا : « لهم ».

(٨) في « ج » : « تتكلّموا ».

(٩)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٩ ؛ والتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١٠ ، بسندهما عن ابن أبي عمير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٩٠ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٢١٣٢٥.

(١٠) في المحاسن والتوحيد : + « لي ».

٢٣٢

وَتُحْبِطُ(١) الْعَمَلَ ، وَتُرْدِي صَاحِبَهَا(٢) ، وَعَسى أَنْ يَتَكَلَّمَ(٣) بِالشَّيْ‌ءِ(٤) ، فَلَا يُغْفَرَ لَهُ(٥) ؛ إِنَّهُ كَانَ فِيمَا مَضى قَوْمٌ تَرَكُوا عِلْمَ مَا وُكِّلُوا بِهِ(٦) ، وَطَلَبُوا عِلْمَ مَا كُفُوهُ(٧) ، حَتّى انْتَهى كَلَامُهُمْ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَتَحَيَّرُوا ، حَتّى أَنْ(٨) كَانَ الرَّجُلُ لَيُدْعى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، فَيُجِيبُ(٩) مِنْ(١٠) خَلْفِهِ ، وَ(١١) يُدْعى مِنْ خَلْفِهِ ، فَيُجِيبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ »(١٢) .

* وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « حَتّى تَاهُوا(١٣) فِي الْأَرْضِ »(١٤) .

٢٥٥/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ‌

__________________

(١) الإحباط : الإبطال والإفساد. يقال : حَبِطَ عملُه حَبطاً بالتسكين ، وحُبوطاً بَطَلَ ثوابه ، وأحبطه الله تعالى.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١٨ ( حبط ).

(٢) « تردي صاحبها » أي تهلكه. يقال : رَدِيَ يَردَى رَدًى ، أي هلك ، وأرداه غيره ، أي أهلكه. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٣٥٥ ( ردى ). (٣) في الأمالي : + « الرجل ».

(٤) في حاشية « بح » : « في الشي‌ء ».

(٥) في المحاسن والأمالي : + « يا زياد ».

(٦) « وُكِّلوا به » مجهول من الوَكْل أو من التوكيل ، أي فُوِّضوا إليه واُمروا بتحصيله وكُلّفوا به.

(٧) « كفوه » مجهول ، إمّا ناقص يائي من كفاه مؤونته ، أى أغناه عنها. وإمّا مهموز اللام ، أي صُرِفوا ومُنعوا عنه ، وإمّا مضاعف من الكفّ بمعنى المنع. اُنظر شروح الكافي.

(٨) « أن » مخفّفة من المثقّلة. وفي المحاسن والتوحيد والأمالي : « فإن » بدل « حتّى أن ». وفي شرح صدرالمتألّهين وحاشية بدرالدين : - « حتّى أن ». وفيشرح المازندراني : « لفظ « أن » ليس في بعض النسخ ».

(٩) في حاشية « ج » : « فيحسّ ».

(١٠) « من » : إمّا بكسر الميم حرف جرّ ، أو بفتحها اسم موصول. وكذا الفقرة الثانية. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٣. (١١) في الأمالي : « أو ».

(١٢)المحاسن ، ص ٢٣٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٠. وفيالتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١١ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٤١٧ ، المجلس ٦٥ ، ح ٢ ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٤ ، من قوله : « أنّه كان فيما مضى قوم ».الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٢ ، ح ٢٩١ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٤ ، ح ٢١٣٢٦.

(١٣) « تاهوا » أي ذهبوا متحيّرين. وهذه الفقرة إمّا بدل عن « حتّى » الثانية مع ما بعدها ، أو كلام منضمّ إلى ما ذكر ، يعني : كانوا على تلك الحالة حتّى ذهبوا وغابوا عن الخلق تائهين في الأرض ، أو تحيّروا وضلّوا مبهوتين مدهوشين لم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات والمبصرات ، فضلاً عن الخفايا في المعقولات. اُنظر شروح الكافي والصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).

(١٤)التوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٢.

٢٣٣

الْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ نَظَرَ فِي اللهِ : كَيْفَ هُوَ ، هَلَكَ »(٢) .

٢٥٦/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مَلِكاً عَظِيمَ الشَّأْنِ كَانَ فِي مَجْلِسٍ لَهُ ، فَتَنَاوَلَ(٣) الرَّبَّ(٤) تَبَارَكَ وَتَعَالى ، فَفُقِدَ(٥) ، فَمَا يُدْرى(٦) أَيْنَ هُوَ »(٧) .

٢٥٧/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِيَّاكُمْ وَالتَّفَكُّرَ فِي اللهِ ، وَلكِنْ إِذَا أَرَدْتُمْ(٨) أَنْ تَنْظُرُوا إِلى عَظَمَتِهِ(٩) ، فَانْظُرُوا‌

__________________

(١) في المطبوع : « الميّاح » ، ولم نجد في كتب الرجال « الميّاح » بالألف واللام ، بل المذكور في تلك الكتب : « ميّاح » كما عليه جميع النسخ.

(٢)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٨. وفيالتوحيد ، ص ٤٦٠ ، ح ٣٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٣ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٨.

(٣) في حاشية « بح » والتوحيد : « فتكلّم في ».

(٤) « فتناول الربّ » أي تكلّم في ذاته بما ليس بصواب ولا يليق بجناب قدسه ، أو تفكّر في كنه الذات والصفات. اُنظر شروح الكافي.

(٥) « ففقد » إمّا مجهول ، أي غاب عن أعين الناس ومكانه ، أو تحيّر وسار فلم يعرف له خبر. وإمّا معلوم ، أي فقد ما كان يعرف. اُنظر شروح الكافي.

(٦) « فما يدرى » إمّا مجهول ، أي ما يدري أحد أين ذهب هو وغاب ، فلم يكن عنه أثر ولا خبر. وإمّا معلوم - كما في « بس » - أي فلا يدري هو في أيّ مكان من الحيرة. اُنظر شروح الكافي.

(٧)المحاسن ، ص ٢٤٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٩ ، بسنده عن عبدالله بن بكير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛التوحيد ، ص ٤٥٨ ، ح ١٩ ، بسنده عن عبدالله بن بكير.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٣ ، ح ٢٩٤ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٩. (٨) في حاشية « ج » : « إن أردتم ».

(٩) في حاشية « ج » : « عظيم ».

٢٣٤

إِلى عَظِيمِ(١) خَلْقِهِ »(٢) .

٢٥٨/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا(٣) ابْنَ آدَمَ ، لَوْ أَكَلَ قَلْبَكَ(٤) طَائِرٌ ، لَمْ يُشْبِعْهُ ، وَبَصَرُكَ لَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ خَرْقُ(٥) إِبْرَةٍ(٦) ، لَغَطَّاهُ ، تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ بِهِمَا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً ، فَهذِهِ الشَّمْسُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَمْلَأَ عَيْنَيْكَ(٧) مِنْهَا ، فَهُوَ كَمَا تَقُولُ »(٨) .

٢٥٩/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْبَعْقُوبِيِّ(٩) ، عَنْ بَعْضِ‌

__________________

(١) في « ب ، بس » وحاشية : « ج ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول والتوحيد والوسائل : « عِظم ».

(٢)التوحيد ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٠ ، بسنده عن محمّد بن عبدالحميد.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٩٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٥ ، ح ٢١٣٢٧. (٣) في « ج ، بس » والوافي : - « يا ».

(٤) المراد بالقلب اللحم الصنوبريّ ولهذا جعله مأكولاً ، لا القلب الملكوتيّ ؛ فإنّ ملكوت السماوات والأرض لايدرك بالأوّل ، بل يدرك بالثاني فنبّهعليه‌السلام بصغر الأعضاء وحقارة القوى الجسمانيّة وعجزها عن إدراك الأضواء والأنوار على عجزها عن إدراك الملكوت ، فإدراك الملكوت يتيسّر بالقلب الملكوتيّ لا الحسّيّ ، بلى إنّ ذاته سبحانه لايجوز أن يُكتَنه بالقلب ، كما لايجوز أن يدرك بالبصر ، بل إنّما يجوز أن يطّلع بالقلب على شي‌ء من عظمته فحسب. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣١٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٤.

(٥) في « ج » : « خرت ». وكذا نقله فيشرح المازندراني عن بعض النسخ. و « الخَرْت » : ثقب الإبرة والفاس والاُذُن‌ و نحوها.

(٦) « خرق إبرة » أي ثُقْبَتُها وشقّها. و « الخرق » : الشقّ في الحائط والثوب وغيرهما. وهو في الأصل مصدر. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧٣ ( خرق ).

(٧) في « ب ، ج ، بح » والتعليقة للداماد وشرح المازندراني : « عينك ».

(٨)التوحيد ، ص ٤٥٥ ، ح ٥ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ، ح ٢٩٦.

(٩) هكذا في « ب ، بس ». وفي المطبوع وأكثر النسخ : « اليعقوبي ». وفي حاشية المطبوع : « اليعقوبي هنا بالمثنّاة على ما في أكثر النسخ ، والصحيح بالموحّدة نسبة إلى بعقوبا ».

والظاهر صحّة « البعقوبي » بالموحّدة كما استظهره وأثبتناه. وفي حاشية « بس » : « بالباء الموحّدة ، قرية من قرى البغداد اسمه بعقوبا». وفي حاشية « ج » : « قرأ شيخنا البهائي ; بالباء الموحّدة ، أي بعقوبي ».

و « البعقوبي » نسبة إلى بعقوبا ، وهي قرية كبيرة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. راجع : الأنساب للسمعاني ، =

٢٣٥

أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ يَهُودِيّاً يُقَالُ لَهُ : « سُبِحَتْ(١) » جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ(٢) ، جِئْتُ(٣) أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ ، فَإِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ(٤) ، وَإِلَّا رَجَعْتُ.

قَالَ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : أَيْنَ رَبُّكَ؟ قَالَ : هُوَ(٥) فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَلَيْسَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْمَكَانِ الْمَحْدُودِ(٦) ، قَالَ : وَكَيْفَ(٧) هُوَ؟ قَالَ : وَكَيْفَ أَصِفُ رَبِّي بِالْكَيْفِ وَالْكَيْفُ مَخْلُوقٌ(٨) ، وَاللهُ لَايُوصَفُ بِخَلْقِهِ؟ قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ يُعْلَمُ(٩) أَنَّكَ نَبِيُّ اللهِ(١٠) ؟ » ، قَالَ : « فَمَا بَقِيَ حَوْلَهُ حَجَرٌ وَلَا غَيْرُ ذلِكَ إِلَّا تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ : يَا سُبِحَتُ(١١) ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ.

فَقَالَ سُبِحَتْ :(١٢) مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَمْراً أَبْيَنَ مِنْ هذَا ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ،

__________________

= ج ١ ، ص ٣٧٠ ؛اللباب في تهذيب الأنساب ، ج ١ ، ص ١٦١ ؛معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٤٥٣.

هذا ، ومن مناشئ التصحيف غرابة بعض الألفاظ الموجب لتصحيفها بالألفاظ المشابهة القريبة المأنوسة عند النسّاخ ، ومنها « البعقوبي » المشابه بـ « اليعقوبي » في الكتابة. أضف إلى ذلك أنّ عدم وجود النقطة في بعض الخطوط القديمة أو وضعها من غير دقّة ممّا يشدّد احتمال وقوع التحريف في ما نحن فيه.

(١) في « ج ، بس » : « سُبْخَتْ ». وفي حاشية « ج » : « سَبَحت ». وفي « ب ، ض » : « سُبْحُت ». وفي « بف » : « سُبُحت ». قال المحقّق الشعراني : « الأصحّ الخاء المعجمة ، و « بخت » كلمة تدخل في أعلام أهل الكتاب ، و « سِبَخْت » مركّب من « بخت » و « سه » بمعنى الثلاثة ».شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٠٨.

(٢) في « ب » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بس » والتوحيد والبصائر : « يا محمّد ».

(٣) في « بر ، بف » : + « أن ». وفي البصائر : « جئتك أن ».

(٤) في التوحيد : + « أتّبعُكَ ».

(٥) في « ج ، بف » والوافي : - « هو ».

(٦) في البصائر : « محدود ». وفي التوحيد : « بمحدود ».

(٧) في البصائر والتوحيد : « فكيف ».

(٨) في البصائر والتوحيد : + « الله ».

(٩) « يُعْلَم » غائب مجهول ، أو « نعلم » متكلّم مع الغير. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١٠.

(١٠) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبصائر والتوحيد : - « الله ».

(١١) في « ج » : « سُبْخُت » وفي « ب ، ض ، بف » : « سُبْحُت ». وفي « بس » : « سَبَحَتَ ». وفي « بر » : « سُبُحت ».

(١٢) في البصائر : + « بالله ». وفي التوحيد : + « تالله ».

٢٣٦

وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ »(١) .

٢٦٠/ ١١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ(٢) بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ الصِّفَةِ(٣) ، فَرَفَعَ يَدَهُ(٤) إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : « تَعَالَى الْجَبَّارُ ، تَعَالَى الْجَبَّارُ(٥) ، مَنْ تَعَاطى(٦) مَا ثَمَّ هَلَكَ(٧) »(٨) .

٩ - بَابٌ فِي إِبْطَالِ الرُّؤْيَةِ‌

٢٦١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ(٩) ،

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٥٠١ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن هاشم.التوحيد ، ص ٣٠٩ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن عليّالوافي ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ، ح ٢٨١.

(٢) الخبر رواه البرقي فيالمحاسن ، ص ٢٣٧ ، ح ٢٠٧ ، بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا عبداللهعليه‌السلام . وأورده الصدوق فيالتوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ - مع اختلاف يسير في الألفاظ - بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام . ووردت رواية محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير فيبصائر الدرجات ، ص ٣٨٩ ، ح ١ ؛ والتهذيب ، ج ٣ ، ص ٢٧٥ ، ح ٧٩٨. فلايبعد في ما نحن فيه أيضاً صحّة « عبدالرحيم» بدل « عبدالرحمن ». ويؤيّد ذلك ما يأتي فيالكافي ، ح ٢٧٣ ، من رواية عبدالرحيم بن عتيك القصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام وقد سأل فيها أيضاً عن صفات الله.

(٣) في التوحيد : « التوحيد ».

(٤) في المحاسن والتوحيد : « يديه ».

(٥) في المحاسن : + « إنّه ». وفي التوحيد : + « إنّ ».

(٦) « التعاطي » : التناول لما لا يحقّ ولا يجوز تناوله ، والجرأة على الشي‌ء والخوض فيه. يعني من تعرّض لتحقيق ذات الحقّ وصفاته ، وخاض في معرفة حقيقتهما وأثبت له كيفيّة ، هلك. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٧٠ ( عطو ) ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١١.

(٧) في المحاسن : + « يقولها مرّتين ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « ما ثمّة هلك ».

(٨)المحاسن ، ص ٢٣٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٠٧ ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛التوحيد ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٥ ، ح ٢٩٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٩٦ ، ح ٢١٣٣٢.

(٩) قوله : « يعقوب بن إسحاق » ، حمله صدر المتألّهين على ابن السكّيت ، وتبعه العلاّمة المازندراني ، وردّه =

٢٣٧

قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍعليه‌السلام أَسْأَلُهُ : كَيْفَ يَعْبُدُ الْعَبْدُ رَبَّهُ(١) وَهُوَ لَايَرَاهُ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « يَا أَبَا يُوسُفَ ، جَلَّ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ وَالْمُنْعِمُ عَلَيَّ وَعَلى آبَائِي أَنْ يُرى ».

قَالَ : وَسَأَلْتُهُ : هَلْ رَأى رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله رَبَّهُ؟

فَوَقَّعَعليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَرى رَسُولَهُ بِقَلْبِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبَّ »(٢) .

٢٦٢/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ الْمُحَدِّثُ أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى(٣) أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي ذلِكَ ، فَأَذِنَ لِي(٤) فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَحْكَامِ حَتّى بَلَغَ سُؤَالُهُ إِلَى التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : إِنَّا رُوِّينَا(٥) أَنَّ اللهَ قَسَمَ الرُّؤْيَةَ وَالْكَلَامَ بَيْنَ نَبِيَّيْنِ(٦) ، فَقَسَمَ الْكَلَامَ لِمُوسى(٧) ، وَلِمُحَمَّدٍ الرُّؤْيَةَ.

__________________

‌= العلّامة المجلسي بقوله : « ظنّ أصحاب الرجال أنّ يعقوب بن إسحاق هو ابن السكّيت ، والظاهر أنّه غيره ؛ لأنّ ابن سكّيت قتله المتوكّل في زمان الهاديعليه‌السلام ، ولم يلحق أبا محمّدعليه‌السلام ». قال المحقّق الشعراني في حاشيةشرح المازندراني : « هو - أي كلام العلّامة المجلسي - حقّ ، وحملته أنا في حاشية الوافي على يعقوب بن إسحاق الكِنْديّ ، فيلسوف العرب وقلت هناك : إنّه أراد اختبار أبي محمّدعليه‌السلام ، ولم يكن الفيلسوف يعرف الإمام حقّ المعرفة فأجابعليه‌السلام بما يوافق اُصول الفلاسفة فاستحسنه الفيلسوف ونقله لأصحابه. وقد أورد المجلسيرحمه‌الله في احتجاجات العسكريّعليه‌السلام عن المناقب كلاماً منهعليه‌السلام أدّاه إلى ابن إسحاق الكنديّ بواسطة بعض تلاميذه لـمّا أراد تأليف كتاب في تناقض القرآن والغرض من نقل ذلك أنّ الرابطة بين الإمام وهذا الرجل غير مستبعدة والعجب أنّ ذهن الشارحين لم يذهب إليه حتّى حملوه على ابن السكّيت ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢١٢ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٢٧.

(١) في حاشية « بح » : « العبد كيف يعبد ربّه ».

(٢)التوحيد ، ص ١٠٨ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. وراجع :التوحيد ، ص ١١٦ ، ح ١٧.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، ح ٢٩٨. (٣) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » : « إلى ».

(٤) في « بر ، بف » : « له ».

(٥) في شرح المازندراني : « إنّما روّينا ».

(٦) في التوحيد : « اثنين ».

(٧) في التوحيد : « فقسم لموسى الكلام ».

٢٣٨

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « فَمَنِ الْمُبَلِّغُ عَنِ اللهِ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنَ(١) الْجِنِّ وَالْإنْسِ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (٢) (٣) وَ( لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (٤) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) (٥) ؟ أَلَيْسَ مُحَمَّدٌ؟ » قَالَ : بَلى ، قَالَ : « كَيْفَ(٦) يَجِي‌ءُ رَجُلٌ إِلَى الْخَلْقِ جَمِيعاً ، فَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّهُ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ بِأَمْرِ اللهِ ، فَيَقُولُ(٧) :( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (٨) ، وَ( لَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا رَأَيْتُهُ بِعَيْنِي ، وَأَحَطْتُ بِهِ عِلْماً ، وَهُوَ(٩) عَلى صُورَةِ الْبَشَرِ؟! أَمَا تَسْتَحُونَ(١٠) ؟ مَا قَدَرَتِ الزَّنَادِقَةُ أَنْ تَرْمِيَهُ بِهذَا أَنْ يَكُونَ يَأْتِي مِنْ عِنْدِ اللهِ(١١) بِشَيْ‌ءٍ ، ثُمَّ يَأْتِي بِخِلَافِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ».

قَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَإِنَّهُ يَقُولُ :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) (١٢) ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « إِنَّ بَعْدَ هذِهِ الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلى مَا رَأى ؛ حَيْثُ قَالَ :( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) (١٣) يَقُولُ : مَا كَذَبَ فُؤَادُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَتْ(١٤) عَيْنَاهُ ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِمَا رَأى ، فَقَالَ :( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) (١٥) فَآيَاتُ اللهِ غَيْرُ اللهِ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ :( وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (١٦) فَإِذَا رَأَتْهُ الْأَبْصَارُ ، فَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ الْعِلْمَ(١٧) ، وَوَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ».

__________________

(١) في التوحيد : - « من ».

(٢) في التوحيد : +( وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ) .

(٣) الأنعام (٦) : ١٠٣.

(٤) طه (٢٠) : ١١٠‌

(٥) الشورى (٤٢) : ١١.

(٦) في التوحيد : « فكيف ».

(٧) في التوحيد : « ويقول ».

(٨) في التوحيد : +( وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ) .

(٩) في « بر » : - « وهو ».

(١٠) في حاشية « ج ، بح » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيد : « أما تستحيون ».

(١١) في « ب ، بح ، بس » وحاشية « بر » والتوحيد : « يأتي عن الله ».

(١٢) النجم (٥٣) : ١٣.

(١٣) النجم (٥٣) : ١١.

(١٤) في حاشية « بس » : « زاغت ».

(١٥) النجم (٥٣) : ١٨.

(١٦) طه (٢٠) : ١١٠.

(١٧) كذا في « ش ، جو » ، أي بنصب العلم ، وقد يأتي التميز بلفظ المعرفة ، نحو : وطِبْتَ النفسَ يا قيس عن عمرو. راجع :البهجة المرضيّة ( للسيوطي ) بحث التمييز. وفي « بو » : « أحاط ». وفي حاشية « بح » : « تأنيث الفعل باعتبار أنّ العلم بمعنى المعرفة ».

٢٣٩

فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَتُكَذِّبُ بِالرِّوَايَاتِ؟

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « إِذَا كَانَتِ الرِّوَايَاتُ مُخَالِفَةً لِلْقُرْآنِ ، كَذَّبْتُهَا(١) ، وَمَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَايُحَاطُ بِهِ عِلْماً(٢) ، وَ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) وَ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) »(٣) .

٢٦٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ(٤) ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَةِ وَمَا تَرْوِيهِ الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَشْرَحَ لِي ذلِكَ.

فَكَتَبَ بِخَطِّهِ : « اتَّفَقَ الْجَمِيعُ - لَاتَمَانُعَ بَيْنَهُمْ - أَنَّ الْمَعْرِفَةَ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ ضَرُورَةٌ ، فَإِذَا جَازَ أَنْ يُرَى اللهُ بِالْعَيْنِ(٥) ، وَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ضَرُورَةً ، ثُمَّ لَمْ تَخْلُ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ إِيمَاناً ، أَوْ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ، فَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ إِيمَاناً ، فَالْمَعْرِفَةُ الَّتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا مِنْ جِهَةِ الِاكْتِسَابِ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ؛ لِأَنَّهَا ضِدُّهُ(٦) ، فَلَا يَكُونُ فِي(٧) الدُّنْيَا مُؤْمِنٌ(٨) ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوُا اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ(٩) ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي(١٠) مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ‌

__________________

(١) في التوحيد : « كذّبت بها ».

(٢) في التوحيد : « علم ».

(٣)التوحيد ، ص ١١٠ ، ح ٩ بسنده عن الكليني.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ، ح ٣٠٠.

(٤) ورد الخبر فيالتوحيد ، ص ١٠٩ ، ح ٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن سيف ، عن محمد بن عبيدة. ووردت رواية عليّ بن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن عبيد أو عبيدة فيالتوحيد ، ص ٩٥ ، ح ١٤ ؛ وقصص الأنبياء للراوندي ، ص ١٦٠ ، ح ١٧٦. كما وردت رواية محمّد بن عبيد أو عبيدة الهمداني ( الهمذاني - خ ل ) عن الرضاعليه‌السلام فيالكافي ، ح ٩٨٨٩ ؛ والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٢٠ ، ح ١٣٢٣ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٠٠ ، ح ٧٢٥. والظاهر اتّحاد الراويين ووقوع التصحيف في بعض عناوينه. لاحظ أيضاًالتوحيد ، ص ١٥٣ ح ٢ ؛عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٢٠ ، ح ١٣. (٥) في « بح » : « العين ».

(٦) كذا. والسياق يقتضي : « ضدّها » ؛ لأنّ المضادّه بين المعرفتين ، لا بين المعرفة والإيمان.

(٧) في « بح » : + « دار ».

(٨) في التوحيد : « أحد مؤمناً » بدل « مؤمن ».

(٩) في « ب ، بس » : « عزّوجلّ ». وفي حاشية « بر » : « جلّ وعزّ ».

(١٠) في التوحيد : + « هي ».

٢٤٠

وأما سجود يعقوب لولده فإن السجود لم يكن ليوسف، وإنما كان ذلك من يعقوب وولده طاعة لله تعالى وتحية ليوسف، كما أن السجود من الملائكة لم يكن لآدم فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكراً لله تعالى بإجماع الشمل. ألم تر أنه يقول في شكره في ذلك الوقت: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِى مِنَ الْمُلْكِ الآية.

وأما قوله: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ ، فإن المخاطب بذلك رسول الله (ص) ولم يكن في شك مما أنزل الله إليه، ولكن قالت الجهلة: كيف لم يبعث نبياً من الملائكة؟ ولمَ لمْ يفرق بينه وبين الناس في الإستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق؟ فأوحى الله إلى نبيه: فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ، بمحضر من الجهلة، هل بعث الله نبياً قبلك إلا وهو يأكل الطعام والشراب، ولك بهم أسوة يا محمد، وإنما قال: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ، ولم يكن، للنصفة كما قال: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ. ولوقال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم، لم يكونوا يجيبوا إلى المباهلة، وقد علم الله أن نبيه مؤدٍّ عنه رسالته، وما هومن الكاذبين، وكذلك عرف النبي (ص) بأنه صادق فيما يقول، ولكن أحب أن ينصف من نفسه.

وأما قوله: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ الآية، فهوكذلك لوأن أشجار الدنيا أقلام والبحر مدادٌ يمده سبعة أبحر مداً، حتى انفجرت الأرض عيوناً، كما انفجرت في الطوفان، ما نفدت كلمات الله ..

٢٤١

وأما الجنة ففيها من المأكل والمشرب والملاهي ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وأباح الله ذلك لآدم. والشجرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد، عهد الله إليهما أن لا ينظر إلى من فضله الله عليهما، والى خلائقه بعين الحسد، فنسي ولم يجد له عزماً.

وأما قوله: أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا، فإن الله تعالى زوج الذكران المطيعين، ومعاذ الله أن يكون الجليل العظيم عنى ما لَبَّسْتَ على نفسك، تطلب الرخص لارتكاب المحارم! وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إن لم يتب. ( وكان ابن أكثم مشهوراً باللواط )!

فأما قول شهادة امرأة وحسدها التي جازت، فهي القابلة التي جازت شهادتها مع الرضا، فإن لم يكن رضاً فلا أقل من امرأتين تقوم المرأتان بدل الرجل للضرورة، لأن الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها، فإن كانت وحدها قبل قولها مع يمينها. فأما قول علي (ع) في الخنثى فهوكما قال: يرث من المبال، وينظر إليه قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرآة، ويقوم الخنثى خلفهم عريانة، وينظرون إلى المرآة، فيرون الشئ ويحكمون عليه.

وأما الرجل الناظر إلى الراعي وقد نزا على شاة، فإن عرفها ذبحها وأحرقها، وإن لم يعرفها قسمها الإمام نصفين وساهم بينهما، فإن وقع السهم على أحد القسمين، فقد أقسم النصف الآخر، ثم يفرق الذي وقع عليهم السهم نصفين

٢٤٢

ويقرع بينهما، فلا يزال كذلك حتى تبقى اثنتان، فيقرع بينهما، فأيتهما وقع السهم عليها ذبحت وأحرقت، وقد نجا سايرهما.

وأما قول أمير المؤمنين (ع): بشِّر قاتل ابن صفية بالنار، لقول رسول الله (ص). وكان ممن خرج يوم النهروان فلم يقتله أمير المؤمنين بالبصرة، لأنه علم أنه يقتل في فتنة النهروان. وأما قولك: إن علياً قاتل أهل صفين مقبلين ومدبرين، وأجهز على جريحهم وإنه يوم الجمل لم يتبع مولياً ولم يجهز على جريحهم، وكل من ألقى سيفه وسلاحه آمنه، فإن أهل الجمل قتل إمامهم ولم يكن لهم فئة يرجعون إليها، وإنما رجع القوم إلى منازلهم غير متحاربين ولا محتالين ولا متجسسين ولا متبارزين، فقد رضوا بالكف عنهم، وكان الحكم فيه رفع السيف والكف عنهم، إذ لم يطلبوا عليه أعواناً.

وأهل صفين يرجعون إلى فئة مستعدة، وإمام منتصب، يجمع لهم السلاح من الرماح والدروع والسيوف، ويستعد لهم، ويسنى لهم العطاء، ويهئ لهم الأموال، ويعقب مريضهم، ويجبر كسيرهم، ويداوي جريحهم، ويحمل راجلهم، ويكسوحاسرهم، ويردهم فيرجعون إلى محاربتهم وقتالهم، فإن الحكم في أهل البصرة الكف عنهم، لما ألقوا أسلحتهم إذ لم تكن لهم فئة يرجعون إليها، والحكم في أهل صفين أن يتبع مدبرهم ويجهز على جريحهم، فلا يساوي بين الفريقين في الحكم.

ولولا أمير المؤمنين وحكمه في أهل صفين والجمل لما عرف الحكم في عصاة أهل التوحيد، فمن أبى ذلك عرض على السيف. وأما الرجل الذي أقر باللواط، فإنه أقر بذلك متبرعاً من نفسه ولم تقم عليه بينة ولا أخذه سلطان، وإذا كان الإمام الذي من الله أن يعاقب في الله، فله أن يعفو في الله. أما سمعت الله يقول لسليمان: هذا عطاؤنا فامنن أوامسك بغير، فبدأ بالمن قبل المنع.

٢٤٣

فلما قرأ ابن أكثم قال للمتوكل: ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شئ بعد مسائلي هذه، وإنه لا يرد عليه شئ بعدها إلا دونها، وفي ظهور علمه تقوية للرافضة »!

ردَّ الإمام الهادي (ع) تفسير المجسمة للمقام المحمود

قال الله تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا. وقال الإمام الصادق (ع) في تفسيرها، قال رسول الله (ص): « إذا قمتُ المقام المحمود تشفعتُ في أصحاب الكبائر من أمتي، فيُشَفِّعُنِي الله فيهم. والله لا تشفعتُ فيمن آذى ذريتي ». « أمالي الصدوق / 370 ».

وروى غيرنا أيضاً أن المقام المحمود هوشفاعة النبي (ص) لأمته، كما في مسند أحمد بن حنبل « 2 / 441 » والبخاري « 5 / 228 ». وفسر بعض المشبهة المقام المحمود بأنَّ الله تعالى يُقعد النبي (ص) معه على العرش!

قال ابن عبد البر في التمهيد « 19 / 64 »: « روي عن مجاهد أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش، وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية.

والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين، أن المقام المحمود هوالمقام الذي يشفع فيه لأمته. وقد روي عن مجاهد مثل ما عليه الجماعة من ذلك، فصار إجماعاً في تأويل الآية من أهل العلم بالكتاب والسنة ».

لكن رواية مجاهد أعجبت جماعة المتوكل فتبنوها، مع أنها ضعيفة السند، لأن راويها ليث بن أبي سليم اختلط وخرف!

٢٤٤

ولم يقف مجسمة الحنابلة عند قبولها فقط، بل جعلوها التفسير الوحيد للمقام المحمود، وجعلوا تفسيره بغير ذلك كفراً!

قال الخلال الحنبلي في كتابه: السنة « 1 / 215 »: « قال أبوبكر بن أبي طالب: من رده فقد رد على الله عز وجل »!

وجعل جماعة ابن صاعد ذلك شعراً، وجماعة أبي بكر المروذي، تلميذ ابن حنبل، وأخذوا يفرضونه على العلماء الذين يأتون الى بغداد!

قال الصفدي في الوافي « 2 / 213 »: « لما قدم « الطبري » من طبرستان إلى بغداد تعصب عليه أبوعبد الله ابن الجصاص وجعفر ابن عرفة والبياضي. وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل يوم الجمعة في الجامع، وعن حديث الجلوس على العرش، فقال أبوجعفر: أما أحمد بن حنبل فلا يُعَدُّ خلافه. فقالوا له: فقد ذكره العلماء في الإختلاف، فقال: ما رأيته رويَ عنه، ولا رأيت له أصحاباً يُعَوَّل عليهم. وأما حديث الجلوس على العرش فمحالٌ. ثم أنشد:

سبحانَ من ليس لهُ أنيسُ

ولا لَهُ في عَرشِهِ جليسُ

فلما سمعوا ذلك وثبوا ورموه بمحابرهم، وقد كانت ألوفاً، فقام بنفسه ودخل داره، فردموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتلِّ العظيم!

وركب نازوك صاحب الشرطة في عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة ووقف على بابه إلى الليل، وأمر برفع الحجارة عنه، وكان قد كتب على بابه البيت المتقدم، فأمر نازوك بمحوذلك، وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث:

لأحمد منزلٌ لا شكَّ عالٍ

إذا وافى إلى الرحمن وافدْ

فيُدنيه ويُقعده كريماً

على رغمٍ لهم في أنفِ حاسد

٢٤٥

على عرشٍ يُغلِّفُهُ بطيبٍ

على الأكبار يا باغٍ وعانِد

إلا هذا المقام يكون حقاً

كذاك رواهُ ليثٌ عن مجاهد

فخلا في داره، وعمل كتاب المشهور في الإعتذار إليهم، وذكر مذهبه واعتقاده وجرح من ظن فيه غير ذلك، وقرأ الكتاب عليهم وفَضَّلَ أحمد بن حنبل وذكر مذهبه وتصويب اعتقاده، ولم يخرج كتابه في الإختلاف حتى مات، فوجدوه مدفوناً في التراب فأخرجوه ونسخوه »!

ومعنى قول الطبري: أما أحمد بن حنبل فلا يُعَدُّ خلافه، أنه ليس من الفقهاء الذي يحسب له حساب إذا خالف فتوى الآخرين.

فثاروا عليه بوحشية، كما نرى في ثورة الوهابية على من خالفهم! فخضع الطبري وألف كتاباً ضد عقيدته، وتقرب به الى مجسمة الحنابلة!

ثم ألف كتاباً ضدهم سماه الرد على الحرقوصية، بعد أن خفت موجتهم.

ويظهر أن المجسمة في بغداد كانوا قلة لكنهم شريرون يخشاهم عوام المسلمين!

قال ابن كثير في النهاية « 11 / 184 »: « وفيها « سنة 317 » وقعت فتنة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي وبين طائفة من العامة، اختلفوا في تفسير قوله تعالى: عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً ، فقالت الحنابلة: يجلسه معه على العرش. وقال الآخرون: المراد بذلك الشفاعة العظمى، فاقتتلوا بسبب ذلك وقتل بينهم قتلى ».

وتبنى ابن تيمية رأي مجسمة الحنابلة فقال: « حدَّث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون، أن محمداً رسول الله (ص) يجلسه ربه على العرش معه »!

٢٤٦

وزعم أنه يبقى من العرش أربع أصابع! « مجموعة الفتاوى: 4 / 374 و 16 / 438 ».

أما أهل البيت (ع) فكان موقفهم ثابتاً بأن المقام المحمود الشفاعة، وأن الله تعالى منزه عن الجسمية والجلوس، وكان الإمام الهادي (ع) يؤكد هذه العقيدة:

ففي أمالي الطوسي / 298، عن الإمام الهادي (ع) عن جده أمير المؤمنين (ع) قال: « سمعت النبي (ص) يقول: إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني منادٍ يا رسول الله إن الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك، ومحبي أهل بيتك، الموالين لهم فيك، والمعادين لهم فيك، فكافئهم بما شئت. وأقول: يا رب الجنة، فأبوؤهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدتُ به ».

تكريم الإمام لعالم مناظر وإفحامه العباسيين

في الإحتجاج « 2 / 259 »: « اتصل بأبي الحسن علي بن محمد العسكري (ع): أن رجلاً من فقهاء شيعته كلم بعض النصاب، فأفحمه بحجته حتى أبان عن فضيحته، فدخل إلى علي بن محمد (ع) وفي صدر مجلسه دستٌ ( كالفراش ) عظيم منصوبٌ وهوقاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبني هاشم، فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست، وأقبل عليه.

فاشتد ذلك على أولئك الأشراف، فأما العلوية فأجلُّوه عن العتاب، وأما الهاشميون « العباسية » فقال له شيخهم: يا ابن رسول الله، هكذا تؤثر عامياً على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين! فقال (ع): إياكم أن تكونوا من الذين قال الله تعالى فيهم: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب

٢٤٧

الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون. أترضون بكتاب الله حكماً؟ قالوا: بلى.

قال: أليس الله يقول: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم إلى قوله يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات . فلم يرض للعالم المؤمن إلا أن يرفع على المؤمن غير العالم، كما لم يرض للمؤمن إلا أن يرفع على من ليس بمؤمن.

أخبروني عنه قال: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات؟ أوقال: يرفع الذين أوتوا شرف النسب درجات؟ أوليس قال الله: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله! إن كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لأفضل له من كل شرف في النسب.

فقال العباسي: يا ابن رسول الله قد أشرفت علينا، هوذا تقصير بنا عمن ليس له نسب كنسبنا، وما زال منذ أول الإسلام يقدم الأفضل في الشرف على من دونه فيه. فقال (ع): سبحان الله، أليس عباس بايع أبا بكر وهو تيميٌّ والعباس هاشمي؟ أوليس عبد الله بن عباس كان يخدم عمر بن الخطاب، وهوهاشمي أبوالخلفاء، وعمر عدوي! وما بال عمر أدخل البعداء من قريش في الشورى ولم يدخل العباس؟ فإن كان رفعنا لمن ليس بهاشمي على هاشمي منكراً، فأنكروا على عباس بيعته لأبي بكر، وعلى عبد الله بن عباس خدمته لعمر بعد بيعته، فإن كان ذلك جائزاً فهذا جائز. فكأنما ألقم الهاشمي حجراً »!

٢٤٨

عالمٌ يعرض عقيدته على الإمام الهادي (ع)

روى الصدوق (قدس سره) في التوحيد / 81: « عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، فلما بصر بي قال لي: مرحباً بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقاً، قال: فقلت له: يا ابن رسول الله إني أريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضياً أثبتُ عليه حتى ألقى الله عز وجل.

فقال: هات يا أبا القاسم، فقلت: إني أقول إن الله تبارك وتعالى واحد، ليس كمثله شئ، خارجٌ عن الحدين: حد الإبطال وحد التشبيه، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هومُجسم الأجسام، ومُصور الصور، وخالق الأعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه، وجاعله ومحدثه، وإن محمداً عبدُه ورسوله، خاتم النبيين، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة.

وأقول إن الإمام والخليفة وولي الأمر من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي. فقال (ع): ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده، قال فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنه لايرى شخصه، ولا يحل ذكره باسمه، حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

٢٤٩

قال فقلت: أقررتُ. وأقول إن وليهم ولي الله، وعدوهم عدوالله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله. وأقول: إن المعراج حق، والمسألة في القبر حق، وإن الجنة حق، وإن النار حق، والصراط حق، والميزان حق، وإن الساعة آتية لا ريب فيها، وإن الله يبعث من في القبور.

وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فقال علي بن محمد (ع): يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت، في الحياة الدنيا وفي الآخرة ».

محاولة ابن تيمية التشكيك بفضائل الإمام الهادي (ع)

أورد العلامة الحلي (رحمه الله) في كتابه منهاج الكرامة ترجمة مختصرة للإمام الهادي (ع) فتصدى ابن تيمية لردها والتنقيص من الإمام (ع) مهما كلفه الأمر!

قال ابن تيمية في منهاجه « 4 / 75 »: « قال الرافضي: وكان ولده علي الهادي (ع) ويقال له العسكري، لأن المتوكل أشخصه من المدينة إلى بغداد، ثم منها إلى سر من رأى، فأقام بموضع عندها يقال له العسكر، ثم انتقل إلى سر من رأى، فأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر. وإنما أشخصه المتوكل لأنه كان يبغض علياً فبلغه مقامُ علي بالمدينة وميلُ الناس إليه فخاف منه فدعا يحيى بن هبيرة « هرثمة »، وأمره بإحضاره فضج أهل المدينة لذلك خوفاً عليه لأنه كان محسناً إليهم ملازماً

٢٥٠

للعبادة في المسجد، فحلف يحيى أنه لا مكروه عليه، ثم فتش منزله فلم يجد فيه سوى مصاحف وأدعية وكتب العلم، فعظم في عينه، وتولى خدمته بنفسه.

فلما قدم بغداد بدأ بإسحاق بن إبراهيم الطائي « الطاهري » والي بغداد فقال له: يا يحيى هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتوكل من تعلم فإن حرضته عليه قتله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمك يوم القيامة. فقال له يحيى: والله ما وقفت منه إلا على خير. قال فلما دخلت على المتوكل أخبرته بحسن سيرته وورعه وزهده، فأكرمه المتوكل.

ثم مرض المتوكل فنذر إن عوفيَ تصدق بدراهم كثيرة، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جواباً، فبعث إلى علي الهادي فسأله فقال: تصدق بثلاثة وثمانين درهماً، فسأله المتوكل عن السبب فقال: لقوله تعالى: لقد نصر ـ كم الله في مواطن كثيرة ، وكانت المواطن سبعاً وعشرين غزاة، وبعث ستاً وخمسين سرية.

قال المسعودي: نُمِيَ إلى المتوكل بعلي بن محمد أن في منزله سلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الملك فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلاً فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق عليه وهويقرأ، وعليه مدرعةٌ من صوف وهوجالس على الرمل والحصى، متوجهاً إلى الله تعالى يتلوالقرآن، فحمل على حالته تلك إلى المتوكل، فأدخل عليه وهوفي مجلس الشراب والكأس في يد المتوكل، فعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: والله ما خامر لحمي ودمي قط فاعفني، فأعفاه وقال له: أسمعني صوتاً، فقال: كم تركوا من

٢٥١

جنات وعيون الآيات. فقال أنشدني شعراً، فقال إني قليل الرواية للشعر، فقال لا بد من ذلك، فأنشده:

باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهمْ

غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُللُ

واستُنْزِلُوا بعد عِزٍّ عن معاقلهمْ

فأُودعوا حُفَراً يا بئسَ ما نزلوا

ناداهُم صارخٌ من بعد ما قُبروا

أين الأسِرَّةُ والتيجان والحُلَلُ

أين الوجوهُ التي كانت مُنَعَّمَةً

من دونها تُضرُب الأستار والكِللُ

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم

تلك الوجوهُ عليها الدود يَقتتل

قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا

فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا

وطالما عمروا دوراً لتحصنهم

ففارقوا الدور والأهلينَ وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموال وادخروا

فخلفوها على الأعداء وارتحلوا

أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطلةً

وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا »

فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته. انتهى .

ثم عقَّب ابن تيمية بقوله: « فيقال: هذا الكلام من جنس ما قبله لم يذكرمنقبة بحجة صحيحة، بل ذكر ما يعلم العلماء أنه من الباطل، فإنه ذكر في الحكاية أن والي بغداد كان إسحاق بن إبراهيم الطائي، وهذا من جهله فإن إسحاق بن إبراهيم هذا خزاعة معروف هو وأهل بيته كانوا من خزاعة، فإنه إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب، وابن عمه عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب، أمير خراسان المشهور المعلومة سيرته، وابن هذا محمد بن عبد الله بن

٢٥٢

طاهر، كان نائباً على بغداد في خلافة المتوكل وغيره، وهوالذي صلى على أحمد بن حنبل لما مات. وإسحاق بن إبراهيم هذا كان نائباً لهم في إمارة المعتصم والواثق وبعض أيام المتوكل. وهؤلاء كلهم من خزاعة، ليسوا من طئ، وهم أهل بيت مشهورون ».

أقول: يظهر أن نسخة ابن تيمية من كتاب العلامة فيها تصحيف الطاهري بالطائي، وهرثمة بهبيرة، وقد تحامل عليه ابن تيمية بسببها، ورماه بالجهل بغير حق!

على أن ابن طاهر المشهور ليس خزاعياً بل مولاهم، كما بيناه في فصل ثورات العلويين بعد هدم قبر الحسين (ع)، وقتل ابن طاهر للثائر العلوي، وزوال ملكهم بعده!

ثم قال ابن تيمية: « وأما الفتيا التي ذكرها من أن المتوكل نذر إن عوفيَ يتصدق بدراهم كثيرة، وأنه سأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جواباً، وأن عليَّ بن محمد أمره أن يتصدق بثلاثة وثمانين درهماً، لقوله تعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، وأن المواطن كانت هذه الجملة، فإن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غزا سبعاً وعشرين غزاة، وبعث ستاً وخمسين سرية.

فهذه الحكاية أيضاً تحكى عن على بن موسى مع المأمون، وهي دائرة بين أمرين: إما أن تكون كذباً، وإما أن تكون جهلاً ممن أفتى بذلك، فإن قول القائل له عليَّ دراهم كثيرة أو والله لأعطين فلاناً دراهم كثيرة، أولأتصدقن بدراهم كثيرة، لا يحمل على ثلاث وثمانين، عند أحد من علماء المسلمين! والحجة المذكورة باطلة لوجوه:

٢٥٣

أحدها، أن قول القائل إن المواطن كانت سبعاً وعشرين غزاة، وستاً وخمسين سرية، ليس بصحيح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغز سبعاً وعشرين غزاة باتفاق أهل العلم بالسير، بل أقل من ذلك.

الثاني: أن هذه الآية نزلت يوم حنين، والله قد أخبر بما كان قبل ذلك فيجب أن يكون ما تقدم قبل ذلك مواطن كثيرة، وكان بعد يوم حنين غزوة الطائف، وغزوة تبوك، وكثير من السرايا كانت بعد يوم حنين، كالسرايا التي كانت بعد فتح مكة، مثل إرسال جرير بن عبد الله إلى ذي الخلصة، وأمثال ذلك. وجرير إنما أسلم قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بنحو سنة. وإذا كان كثير من الغزوات والسرايا كانت بعد نزول هذه الآية، امتنع أن تكون هذه الآية المخبرة عن الماضي إخباراً بجميع المغازي والسرايا.

الثالث: أن الله لم ينصرهم في جميع المغازي، بل يوم أحد تولوا وكان يوم بلاء وتمحيص، وكذلك يوم مؤتة وغيرها من السرايا، لم يكونوا منصورين فيها، فلوكان مجموع المغازي والسرايا ثلاثاً وثمانين، فإنهم لم ينصروا فيها كلها حتى يكون مجموع ما نصروا فيه ثلاثاً وثمانين. الرابع: اختصاص هذا القدر بذلك، فإن لفظ الكثير لفظ عام يتناول الألف والألفين والآلاف، وإذا عم أنواعاً من المقادير، فتخصيص بعض المقادير دون بعض تحكم.

الخامس: أن الله تعالى قال: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ، والله يضاعف الحسنة إلى سبع مائة ضعف بنص القرآن، وقد ورد أنه يضاعفها ألفي ألف حسنة، فقد سمى هذه الأضعاف كثيرة، وهذه المواطن

٢٥٤

كثيرة، وقد قال تعالى: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين . والكثرة هاهنا تناول أنواعها من المقادير، لأن الفئات المعلومة مع الكثرة لا تحصر في عدد معين، وقد تكون الفئة القليلة ألفاً، والفئة الكثيرة ثلاثة آلاف، فهي قليلة بالنسبة إلى كثرة عدد الأخرى، وقد قال تعالى: إذ يريكهم الله في منامك قليلاً ولوأراكهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم . ومعلوم أن الله أراه أهل بدر أكثر من مائة، وقد سمى ذلك قليلاً بالنسبة والإضافة، وهذا كله مما يبين أن القلة والكثرة أمر إضافي، ولهذا تنازع الفقهاء فيما إذا قال: له عليَّ مال عظيم أوخطير أوكثير أوجليل، هو يرجع في تفسيره إليه فيفسره بما يتمول، كقول الشافعي، وطائفة من أصحاب أحمد، أولا يقبل تفسيره إلا بما له قدر خطير، كقول أبي حنيفة ومالك. وبعض أصحاب أحمد على قولين، وأصحاب القول الثاني منهم من قدره بنصاب السرقة، ومنهم من قدره بنصاب الزكاة، ومنهم من قدره بالدية، وهذا النزاع في الإقرار، لأنه خبر والخبر عن أمر ماض قد علمه المقر.

وأما المسألة المذكورة فهي إنشاءٌ كما لو أوصى له بدراهم كثيرة، والأرجح في مثل هذا أن يرجع إلى عرف المتكلم، فما كان يسميه مثله كثيراً حمل مطلق كلامه على أقل محتملاته، والخليفة إذا قال دراهم كثيرة في نذر نذره لم يكن عرفه في مثل هذا مائة درهم ونحوها، بل هويستقل هذا ولا يستكثره، بل إذا حمل كلامه على مقدار الدية اثنة عشر ألف درهم، كان هذا أولى من حمله على ما دون ذلك. واللفظ يحتمل أكثر من ذلك، لكن هذا مقدار النفس المسلمة في الشرع ولا يكون عوض المسلم إلا كثيراً، والخليفة يحمل الكثير منه على ما لا يحمل الكثير

٢٥٥

من آحاد العامة، فإن صاحب ألف درهم، إذا قال أعطوا هذا دراهم كثيرة احتمل عشرة وعشرين، ونحوذلك بحسب حاله.

فمعنى القليل والكثير هومن الأمور النسبية الإضافية كالعظيم، والخير يتنوع بتنوع الناس فيحمل كلام كل إنسان على ما هو المناسب لحالة في ذلك المقام ».

أقول: يحاول ابن تيمية دائماً تكذيب أي فضيلة لأهل البيت (ع) لأنه يبغضهم! وقد أطال في رد هذه الفتيا التي رواها العلامة عن الإمام الهادي (ع).

وقد رواها الخطيب البغدادي « 12 / 56 » بسنده الصحيح، ونصها: « اعتلَّ المتوكل في أول خلافته، فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين ديناراً فعجب قوم من ذلك وتعصب قوم عليه، وقالوا: تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه فقال له قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر، لأن الله تعالى قال: لقد نصر ـ كم الله في مواطن كثيرة، فروى أهلنا جميعاً أن المواطن في الوقائع والسر ـ ايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطناً، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له، وأجر عليه في الدنيا والآخرة ».

ورواها الذهبي في تاريخه « 19 / 218 » بسند صحيح عن الصولي، ولم ينتقدها.

ورواها ابن الجوزي في المنتظم « 12 / 75 » ولم ينتقدها.

ورواها أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي في الكشف والبيان، كما في إحقاق الحق « 14 / 250 ». ورواها السمعاني في الأنساب « 4 / 196 ».

٢٥٦

ورواها من مصادرنا علي بن إبراهيم في تفسيره بسند صحيح « 1 / 284 » ونصها: « كان المتوكل قد اعتل علة شديدة فنذر إن عافاه الله أن يتصدق بدنانير كثيرة أو قال بدراهم كثيرة، فعوفي، فجمع العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه، قال أحدهم عشرة آلاف وقال بعضهم مائة ألف، فلما اختلفوا قال له عَبادة: إبعث إلى ابن عمك علي بن محمد بن علي الرضا فاسأله، فبعث إليه فسأله فقال: الكثير ثمانون، فقالوا له رد إليه الرسول فقل: من أين قلت ذلك؟ فقال من قوله تعالى لرسوله: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ، وكانت المواطن ثمانين موطناً ».

فلا معنى لتشكيك ابن تيمية في أصلها بعد هذه الإستفاضة.

وأما تشكيكه في الفتيا بعدد المواطن التي نصر الله بها المسلمين، فقد أيد علماء السيرة قول الإمام الهادي (ع) وأن مواطن النصر ثمانون.

أما تشكيكه بالفتيا بيُحتمل ويحُتمل، وبكثرة احتملات الفقهاء في المسألة، فهذا لايضر بقول الإمام (ع) الذي قبله الفقهاء الذين كانوا حول المتوكل، وكان فيهم رأي مخالف كرأي ابن تيمية، فردوه ولم يأخذوا به، فقد ردوا رأيه أيضاً!

ثم قال ابن تيمية عن إحضار المتوكل للإمام (ع): « والحكاية التي ذكرها عن المسعودي منقطعة الإسناد، وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى، فكيف يوثق بحكاية منقطعة الإسناد في كتاب قد عرف بكثرة الكذب مع أنه ليس فيها الفضيلة إلا ما يوجد في كثير من عامة المسلمين، ويوجد فيهم ما هوأعظم منها ».

٢٥٧

يقول ابن تيمية: إن القصة كاذبة، ولو صحت فلا فضيلة فيها تُميز الإمام الهادي (ع)! وهذا من تعصبه وهواه، فالمسعودي ثقة، ولم يتفرد بها، بل استفاضت روايتها، وصححها شيوخ يوثقهم ابن تيمية ولكنه أعشى!

فقد أرسلها الذهبي إرسال المسلمات، ولم ينتقد سندها ولا متنها.

قال في تاريخه « 18 / 199 »: « وكان قد سُعِيَ بأبي الحسن إلى المتوكل، وأن في منزله سلاحاً وكتباً من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكَبَسَ بيته ».

بل صححها في سِيَره « 12 / 41 » فمدح إمامه المتوكل لأنه بكى من موعظة الإمام الهادي (ع) قال: « وقد بكى من وعظ علي بن محمد العسكري العلوي ».

وكذلك قبلها ابن كثير فقال في النهاية « 11 / 19 »: « ذكر للمتوكل أن بمنزله سلاحاً وكتباً كثيرة من الناس، فبعث كبسة فوجدوه جالساً مستقبل القبلة الخ. ».

وكذلك فعل القلقشندي في مآثر الخلافة « 1 / 231 » قال: « ومن غريب ما اتفق له في ذلك أنه طلب علياً الزكي، ويقال علي الهادي وعلي التقى فحمل إلى المتوكل والمتوكل في مجلس شرابه، والكأس في يده فلما رآه ».

وكذلك فعل ابن خلكان في وفيات الأعيان « 3 / 272 ».

وأبو الفداء في تاريخه / 233، والدميري في حياة الحيوان / 553، وغيرهم.

فتبين أن ابن تيمية صاحب هوى يريد تكذيب قصة فاحت منها رائحة الخمر من إمامه، وفاضت منها الكرامة النبوية من الإمام الهادي (ع)!

٢٥٨

الفصل الحادي عشر:

الإمام الهادي (ع) يطلق منشور الغدير والزيارة الجامعة

منشورالغدير في فضائل أمير المؤمنين (ع)

قامت عقيدة المتوكل والنواصب على ركنين: بُغْضَ عَليٍّ وأهل البيت (ع)، وما سموه أحاديث الصفات، أي وصف الله تعالى بالجسم وشبهه. فكان المتوكل يقرِّب النواصب والمجسمة، ويغدق عليهم المال.

أما بغضه لعلي (ع) فقال الذهبي في تاريخه « 17 / 18 »: « أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهدم ما حوله من الدور وكان معروفاً بالنصب، فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه الشعراء، دعبل وغيره ».

والإنصاف أن بغض المتوكل لعلي (ع) مشهورٌ ككفر إبليس، فقد كان يعقد مجالس الغناء والرقص، والسخرية من علي (ع) في دار الخلافة!

قال ابن الأثير في الكامل « 6 / 108 »: « وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى علياً وأهله بأخذ المال والدم! وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث، وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ويكشف رأسه وهوأصلع، ويرقص بين يدي المتوكل، والمغنون يغنون قد أقبل الأصلع البدين، خليفة المسلمين، يحكي بذلك علياً! والمتوكل يشرب

٢٥٩

ويضحك! ففعل ذلك يوماً والمنتصر حاضر، فأومأ إلى عبادة يتهدده فسكت خوفاً منه، فقال المتوكل ما حالك؟ فقام وأخبره، فقال المنتصر: يا أمير المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هوابن عمك، وشيخ أهل بيتك وبه فخرك! فكل أنت لحمه إذا شئت، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه! فقال المتوكل للمغنين: غنوا جميعاً:

غَارَ الفَتَى لابن عَمِّهْ

رأسُ الفَتى في حَرِ أمِّهْ »!

وقد روى ذلك عامة المؤرخين، وتقدم في ترجمة المتوكل.

وكذلك تبني المتوكل للتجسيم، قال الخطيب في تاريخ بغداد « 10 / 67 »: « حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين، فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين، فكان فيهم مصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان ابنا محمد بن أبي شيبة الكوفيان وهما من بني عبس، وكانا من حفاظ الناس. فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس، وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية، وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية!

فجلس عثمان بن محمد بن أبي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور، ووضع له منبر واجتمع عليه نحومن ثلاثين ألفاً من الناس. فأخبرني حامد بن العباس أنه كتب عن عثمان بن أبي شيبة. وجلس أبوبكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة، وكان أشد تقدماً من أخيه عثمان، واجتمع عليه نحومن ثلاثين ألفاً ».

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722