الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي5%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 293374 / تحميل: 10391
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

اللهُ(١) وَفِتَنُ بَنِي أُمَيَّةَ( إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ ) الْمُؤْمِنُ فِي ظُلْمَةِ فِتْنَتِهِمْ(٢) ( لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ) :(٣) إِمَاماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَعليها‌السلام( فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) :(٤) إِمَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى :( يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) (٥) : « أَئِمَّةُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَسْعى(٦) بَيْنَ يَدَيِ(٧) الْمُؤْمِنِينَ وَبِأَيْمَانِهِمْ حَتّى يُنْزِلُوهُمْ مَنَازِلَ(٨) أَهْلِ الْجَنَّةِ ».(٩)

* عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍعليه‌السلام ، عَنْ أَخِيهِ مُوسىعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.(١٠)

٥٢٣/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(١١) وَمُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :

__________________

= بني اُميّة. ثمّ احتمل أن يكون « فتن بني اُميّة » مبتدأ و « إذا أخرج يده » خبره ، أو تكون « ظلمات » مضافة إلى « الثاني » وخبره « بعضها فوق بعض » فيكون « معاوية » ابتداء كلام آخر ». ثمّ قال : « ويحتمل أن يكون « من » في قوله :( مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) ، إلى قوله : فتن بني اُميّة ، كلاماً واحداً ».

(١) في « ف » : - « لعنه الله ».

(٢) في « بر » : - « المؤمن في ظلمة فتنتهم ».

(٣) في « ج » : + « أي ».

(٤) النور (٢٤) : ٤٠.

(٥) الحديد (٥٧) : ١٢.

(٦) في « ج » : « يسعى نورهم ». وفي « ض ، ف ، بر » والوافي : « يسعى ».

(٧) في الوافي : « أيدي ».

(٨) في « ف » : « منزلة ».

(٩)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ، بسنده عن صالح بن سهل الهمداني ، إلى قوله :( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَلَ لِلنَّاسِ ) .تفسير فرات ، ص ٢٨٢ ، ح ٣٨٣ ، بسند آخر إلى قوله : « يكاد العلم ينفجر بها » مع اختلاف يسير. راجع :التوحيد ، ص ١٥٨ ، ح ٤.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ١٠٢٤ - ١٠٢٥.

(١٠)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ١٠٢٥.

(١١) هكذا في « جر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد أكثر محمّد بن‌الحسين [ بن أبي الخطّاب ] من الرواية عن [ الحسن ] بن محبوب. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٠١ و ٤٠٦ و ٤٣١ و ٤٣٣. يؤيّد ذلك ما يأتي ذيل ح ٧٦٧ ؛ من رواية محمّد بن الحسين وأحمد بن محمّد عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل. وأمّا رواية محمّد بن الحسن عن الحسن بن محبوب ، فلم نجدها في موضع.

٤٨١

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) .

قَالَ : « يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بِأَفْوَاهِهِمْ ».

قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى :( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) (٢) ؟

قَالَ : « يَقُولُ : وَاللهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ، وَالْإِمَامَةُ هِيَ النُّورُ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا ) (٣) » ، قَالَ : « النُّورُ هُوَ الْإِمَامُ ».(٤)

١٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام هُمْ أَرْكَانُ الْأَرْضِ ‌ (٥)

٥٢٤/ ١. أَحْمَدُ(٦) بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا جَاءَ بِهِ عَلِيٌّعليه‌السلام آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مِثْلُ(٧) مَا جَرى لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٨) الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ‌

__________________

(١) في الكافي ، ح ١١٧٨ : + « الماضي ».

(٢) الصفّ (٦١) : ٨.

(٣) التغابن (٦٤) : ٨.

(٤)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ضمن الحديث الطويل ١١٧٨ ، بسنده عن ابن محبوب ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٢ ، ح ١٠٢٦.

(٥) في « ج » : - « هم ».

(٦) في البحار ، ج ٥٣ : « محمّد بن مهران ». وهو سهو ؛ فقد روى المصنّفقدس‌سره عن أحمد بن مهران في أسنادعديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٠٩.

(٧) في « ف ، بف » والبصائر ، ص ٢٠٠ والبحار ، ح ١٦ : - « مثل ».

(٨) في « ج ، بح » : - « ولمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤٨٢

خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، الْمُتَعَقِّبُ(١) عَلَيْهِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُتَعَقِّبِ عَلَى اللهِ وَعَلى رَسُولِهِ ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ(٢) ، وَكَذلِكَ يَجْرِي(٣) لِأَئِمَّةِ الْهُدى وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ(٤) ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا(٥) ، وَحُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى(٦) .

وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَثِيراً مَا يَقُولُ : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ(٧) الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ(٨) ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ‌

__________________

(١) « المتعقّب » ، أي الطاعن والمعترض والشاكّ ، تقول : تعقّبت عن الخبر ، إذا شككت فيه وعُدْتَ للسؤال عنه. أوالمتأمّل والمتدبّر في حقيقته ، تقول : تعقّبتُ الأمر ، إذا تدبّرتَه. أو الطالب للعثرة والعورة والـمُعيّب ، يقال : تعقّبه ، إذا طلب عثرته وعورته. أو المتأخّر ، بمعنى أنّه تأخّر عنه ولم يلحق به. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦١٧ - ٦١٩ ( عقب ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٦٦.

(٢) في « ب » : « لهلك ». وفي « ج ، ض ، بر ، بف » : « يهلك ».

(٣) في « ض » : « تجري ». وفي البصائر ، ص ٢٠٠ : « جرى على الأئمّة ». وضمير « يجري » راجع إلى « الفضل ».

(٤) في « ض ، و » : « واحد بعد واحد ».

(٥) « أن تميد بأهلها » ، أي تتحرّك وتميل بهم. يقال : ماد الشي‌ءُ يميد ميداناً ، أي تحرّك وزاغ واضطرب. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ١٤٧ ( ميد ).

(٦) « الثرى » : التراب النديّ ، أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض ، فإن لم يكن نديّاً فهو تراب. أو التراب وكلّ طين لايكون لازباً إذا بُلّ. اُنظر :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٢ ( ثرو ). (٧) في « ف » : « الفارق ».

(٨) « الـمِيسَم » : هي الحديدة التي يكوى بها. وأصله : مِوْسَم ، فقلبت الواو ياءً لكسرة الميم.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٦ ( وسم ). وقال الفيض في الوافي : « لـمّا كان بحبّه وبغضهعليه‌السلام يتميّز المؤمن من المنافق ، فكأنّه كان يسم علي جبين المنافق بكيّ النفاق ». وفيحاشية بدرالدين ، ص ١٤٥ : « رأيت في نسخة معتبره مقروءة علي عدّة من الشيوخ تفسيرالميسم بخاتم سليمانعليه‌السلام ، وكأنّه إشارة إلى ما سيأتي من أنّ علامة الإمامعليه‌السلام أن يكون عنده آيات الأنبياء ، ومن جملتها عصا موسى وخاتم سليمان ؛ فعلى هذا قوله : أنا كذا ، أنا كذا يشير به إلى أنّي أنا الإمام المفترض الطاعة ، لاغيري من تيم وعدى. هذا ، والصواب أنّ المراد بالميسم الميسم الحقيقي ، وقد ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّعليه‌السلام : « يخرجك الله في آخر الزمان بأحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ». وانظر :تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٣٠.

٤٨٣

الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ وَالرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ حَمُولَتِهِ(١) وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يُدْعى فَيُكْسى(٢) وَأُدْعى فَأُكْسى ، وَيُسْتَنْطَقُ وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ(٣) مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ(٤) خِصَالاً مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ(٥) الْمَنَايَا(٦) وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ(٧) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي(٨) ، أُبَشِّرُ(٩) بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنْهُ ، كُلُّ ذلِكَ مِنَ اللهِ ، مَكَّنَنِي فِيهِ(١٠) بِعِلْمِهِ ».(١١)

__________________

(١) « الحَمُولَة » : الإبل التي تحمل ، وكذلك كلّ ما احتمل عليه الحيّ من حمار أو غيره ، سواء كانت عليه الأحمال أولم تكن. و « الحُمُولة » : الأحمال. وكلاهما محتمل هنا. والمعنى : كلّفني الله ربّي مثل ما كلّف محمّداً من أعباء التكليف والهداية. وأمّا العبارة فقُرئت على ثلاثة أوجه : الأوّل : حُمِلْتُ على مثل حَمُولته أو حُمُولته. الثاني : حَمَلْتُ على مثل حُمُولته ، أي حملت أحمالي على مثل ما حملصلى‌الله‌عليه‌وآله أحماله عليه. الثالث : حُمِلَتْ عليّ مثل حُمُولته ، فالحُمولة بمعنى الحمل لا المحمول عليه. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٨ ( حمل ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢١ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٤ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٠.

(٢) قال فيالوافي : « يدعى فيكسى ، يعني يوم القيامة. وكأنّ الدعوة كناية عن الإقبال الذي مرّ بيانه في شرح حديث جنود العقل والجهل ، وهو السير إلى الله في سلسلة العود. والكسوة كناية عن تغشّيهما بنور الجبّار ، وغفران إنّيّتهما في الجليل الغفّار ، واضمحلال وجودهما في الواحد القهّار ».

(٣) في حاشية « بر » : « حذو ».

(٤) في « ف » : « اُوتيتُ ».

(٥) في « ض » : + « علم ».

(٦) « المنايا » : جمع المنيّة ، وهي الموت من الـمَني بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص. والمراد : آجال الناس. اُنظر :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منى ).

(٧) في الوافي : « لم يغرب ». و « لم يَعْزُب » و « لم يَعزِب » ، أي لم يبعد ولم يغب. يقال : عَزَب عنّي فلان يَعْزُب‌ويَعْزِب ، أي بَعُدَ وغاب. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨١ ( عزب ).

(٨) في « ب ، ض ، بح » : - « عنّي ». قال فيالوافي : « لم يفتني ما سبقني » أي علم ما مضى ؛ « ما غاب عنّي » أي علم ما يأتي. (٩) في البصائر ، ص ٢٠٠ : « أنشر ».

(١٠) في حاشية « بر » : « منه ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٠ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛وفيه ، ص ٢٦٦ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سلام ، عن مفضّل بن عمر ، من قوله : « اُعطيت خصالاً » ، وفيهما مع اختلاف =

٤٨٤

* الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ ، ثُمَّ ذَكَرَ(١) الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ.

٥٢٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٢) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْأَعْرَجُ ، قَالَ :

دَخَلْتُ أَنَا وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَابْتَدَأَنَا(٣) ، فَقَالَ(٤) : « يَا سُلَيْمَانُ(٥) ، مَا جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يُؤْخَذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ يُنْتَهى عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرى لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللهُ ، الْمُعَيِّبُ(٦) عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُعَيِّبِ(٧) عَلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَعَلى رَسُولِهِ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛

__________________

= يسير ؛وفيه ، ص ٢٦٨ ، ح ١١ ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « اُعطيت خصالاً » إلى قوله : « فصل الخطاب » ؛وفيه ، ص ٤١٦ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛علل الشرائع ، ص ١٦٤ ، ح ٣ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعبدالله بن عامر بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، وفيهما من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « أنا صاحب العصا والميسم » ؛الاختصاص ، ص ٢١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام باب الله » إلى قوله : « تحت الثرى ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٣ ، ح ١٠٢٧ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥١ إلى قوله : « لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الفضل على جميع من خلق الله » ؛ وج ٥٣ ، ص ١٠١ ، ح ١٢٤ ، من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « العصا والميسم ».

(١) في « بر » : + « مثل ».

(٢) في « ألف ، ج ، ف ، بح ، بر ، بف » : « محمّد بن الحسين » وهو سهو ؛ فإنّه مضافاً إلى ما تقدّم فيالكافي ، ذيل‌ح ٢٥٠ ، قد تكرّرت رواية عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن متعاطفين عن سهل بن زياد. اُنظر : على سبيل المثال.الكافي ، ح ٢٧٦ و ٣٢٣ و ٣٢٦ و ٣٣٣ و ٥٢٢ و ٦٠٩ و ٦١٢ و ٦٥٧ و ٦٦١.

(٣) في « بر » : + « بالسلام ».

(٤) في الوافي : « وقال ».

(٥) في « ف » : + « بن خالد ».

(٦) في حاشية« بف »: « المتعيّب ».وفي الأمالي:«العائب».

(٧) في حاشية « بف » : « كالمتعيّب ». وفي الأمالي : « كالعائب ».

(٨) في « ض ، بح » : « رسول الله ».

٤٨٥

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ(١) بِغَيْرِهِ هَلَكَ ، وَبِذلِكَ جَرَتِ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام وَاحِدٌ(٢) بَعْدَ وَاحِدٍ ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ، وَالْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ».

وَقَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ(٣) ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ(٤) ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ(٥) بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ(٦) لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ(٧) عَلى مِثْلِ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله يُدْعى فَيُكْسى وَيُسْتَنْطَقُ(٩) ، وَأُدْعى فَأُكْسى وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ(١٠) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي ، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، كُلُّ ذلِكَ مَكَّنَنِيَ اللهُ فِيهِ(١١) بِإِذْنِهِ ».(١٢)

٥٢٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو(١٣) عَبْدِ اللهِ الرِّيَاحِيُّ ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ الْحُلْوَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « فَضْلُ(١٤) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : مَا جَاءَ بِهِ آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى‌

__________________

(١) في الأمالي : « تمسّك ».

(٢) في « ب ، ف ، بح ، بر ، بف » والأمالي : «واحداً».

(٣) في حاشية « بف » : « الأعظم ».

(٤) في « ف » : « الميسم والعصا ».

(٥) في « ف » : + « والرسل ».

(٦) في « ب ، ج » : + « به ».

(٧) في « ف ، بح » : « حمّلت ».

(٨) في « ب » : « محمّد رسول الله ». وفي « ج ، ض ، بح » : « رسول الله ».

(٩) في الأمالي : + « فينطق ».

(١٠) في « ض » : « لم يغرب ».

(١١) في حاشية « بر » : « منه ».

(١٢)الأمالي للطوسي ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٨ ، ح ٢ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ، إلى قوله : « والأنساب وفصل الخطاب » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٥ ، ح ١٠٢٨ ؛البحار ، ج ٥٣ ، ص ١٠٢ ، ذيل ح ١٢٤.

(١٣) في البصائر ، ص ٤١٦ : - « أبو ».

(١٤) في « ج ، بر » : « فضّل ». وقوله : « فَضْلُ » مبتدأ ، والموصول خبره. أو يقرأ : « فُضِّلَ ». أو يقرأ : « فَضِّلْ ». اُنظر :=

٤٨٦

عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) مَا(٢) لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَالْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الْمُتَقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالْمُتَقَدِّمِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِ كَالْمُتَفَضِّلِ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى ‌حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بَابُ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلَّا مِنْهُ ، وَسَبِيلُهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَذلِكَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مِنْ بَعْدِهِ ، وَجَرى لِلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ.

جَعَلَهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا ، وَعُمُدَ(٤) الْإِسْلَامِ ، وَرَابِطَةً(٥) عَلى سَبِيلِ(٦) هُدَاهُ(٧) ، لَايَهْتَدِي(٨) هَادٍ إِلَّا بِهُدَاهُمْ ، وَلَايَضِلُّ خَارِجٌ مِنَ الْهُدى إِلَّا بِتَقْصِيرٍ عَنْ حَقِّهِمْ(٩) ، أُمَنَاءُ اللهِ عَلى مَا أَهْبَطَ مِنْ عِلْمٍ أَوْ عُذُرٍ(١٠) أَوْ نُذُرٍ(١١) ، وَالْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ فِي الْأَرْضِ ، يَجْرِي لِآخِرِهِمْ مِنَ اللهِ مِثْلُ الَّذِي جَرى لِأَوَّلِهِمْ ، وَلَايَصِلُ أَحَدٌ إِلى ذلِكَ إِلَّا‌

__________________

=شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢٣ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٦ ،مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٣.

(١) في « ب ، ض ، بح » : + « والفضل ».

(٢) في حاشية « ف » : « ما جرى ».

(٣) في البصائر ، ص ١٩٩ : « على الله ورسوله ».

(٤) في البصائر ، ص ١٩٩ : « وعهد ». و « العُمُد » و « العَمَد » : جمع الكثرة للعمود ، وجمع القلّة : الأعْمِدَة. هذا في‌اللغة ، واحتمل الفيض « العَمَد » مفرداً ، لاجمعاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١١ ( عمد ) ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٦.

(٥) في « ض ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول : « رابطه ». وقوله : « رابطةً » ، أي لازمة لسبيل الهدى غير مفارقة عنه ، من الرِباط بمعنى الملازمة. أو مقيمة عليه ، من الرِباط وهو الإمامة في الثغور. أو شديدة ، أي جعلهم فرقة شديدة كأنّهم يربطون أنفسهم بالصبر عن الفرار. وقد جاء الرابط بمعنى الشدّة. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٢٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٤ ؛لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٣٠٢ - ٣٠٣ ( ربط ).

(٦) في « ج » : « سبيله ».

(٧) في « ج ، ف » والبصائر ، ص ١٩٩ : - « هداة ».

(٨) في « ف ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » والوافي : « لا يهدى ».

(٩) في البصائر ، ص ١٩٩ : + « لأنّهم ».

(١٠) « العُذُر » : مصدر عَذَر ، بمعنى محو الإساءة. أو جمع العذير ، بمعنى المعذرة. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٤٨ ( عذر ).

(١١) « النُذُر » : مصدر نَذَر ، بمعنى خوّف ، أي بمعنى الأنذار. أو جمع النذير ، بمعنى الإنذار. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٠١ ( نذر ).

٤٨٧

بِعَوْنِ اللهِ.

وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، لَايَدْخُلُهَا(١) دَاخِلٌ إِلَّا عَلى حَدِّ قَسْمِي(٢) ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا الْإِمَامُ لِمَنْ بَعْدِي ، وَالْمُؤَدِّي عَمَّنْ كَانَ قَبْلِي ، لَايَتَقَدَّمُنِي أَحَدٌ إِلَّا أَحْمَدُصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنِّي وَإِيَّاهُ لَعَلى(٣) سَبِيلٍ وَاحِدٍ ، إِلَّا أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ(٤) ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ السِّتَّ : عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْوَصَايَا وَفَصْلَ الْخِطَابِ(٥) ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ(٦) وَدَوْلَةِ(٧) الدُّوَلِ ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ(٨) الْمِيسَمِ ، وَالدَّابَّةُ الَّتِي تُكَلِّمُ النَّاسَ(٩) ».(١٠)

__________________

(١) في « ض ، بر » والبصائر ، ص ٤١٥ : « لايدخلهما ». وهو مقتضى السياق.

(٢) « القَسْم » : مصدر قَسَمْت الشي‌ء فانقسم. وأمّا « القِسْم » فهو الحظّ والنصيب من الخير. انظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠١٠ ( قسم ).

(٣) في « بس » : « على ».

(٤) فيالوافي : « يعني أنّه دعي باسمه في كتاب الله صريحاً بالرسالة والنبوّة ».

(٥) في البصائر ، ص ١٩٩ : + « والأنساب ».

(٦) « الكرّات » : جمع الكرّة ، بمعنى الرَجْعَة والمرّة والحملة. اُنظر :المصباح المنير ، ص ٥٣٠ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٥٣ ( كرر ).

(٧) « الدَوْلَة » في الحرب : أن تُدالَ إحدى الفئتين على الاُخرى. والجمع : الدِوَل. و « الدُولَة » في المال. يقال : صار الفي‌ء دُولة بينهم يتداولونه ، يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا. والجمع : دُولات ودُوَل. و « الدَوْله » : الفعل والانتقال من حال إلى حال ، أو الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء ، أو الغلبة. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٩ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٥٢ ( دول ).

(٨) في « بح » : - « العصا و ».

(٩) في « بح » : - « والدابّة التي تكلّم الناس ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٩٩ ، ح ١ ؛ وص ٤١٥ ، ح ٣ ، وفيهما عن عليّ بن حسّان ؛وفيه ، ص ٤١٦ ، ح ١٠ عن محمّد بن الحسين ، عن ابن حسّان ، وفي الأخيرين من قوله : « أنا قسيم » ، إلى قوله : « أنا الفاروق الأكبر ».وفيه ، ص ٢٠٠ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٥ ، ح ١٠٢٩ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ٥٣ ، إلى قوله : « وكذلك كان أميرالمؤمنينعليه‌السلام من بعده » ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٥٥ ، ذيل ح ٣.

٤٨٨

١٥ - بَابٌ نَادِرٌ جَامِعٌ فِي فَضْلِ الْإِمَامِعليه‌السلام (١) وَصِفَاتِهِ‌

٥٢٧/ ١. أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِرحمه‌الله رَفَعَهُ(٢) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

كُنَّا مَعَ الرِّضَاعليه‌السلام بِمَرْوَ ، فَاجْتَمَعْنَا فِي(٣) الْجَامِعِ(٤) يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا ، فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ ، وَذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا ، فَدَخَلْتُ عَلى سَيِّدِيعليه‌السلام ، فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ ، فَتَبَسَّمَعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ :

« يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ ، جَهِلَ الْقَوْمُ ، وَخُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ(٥) ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فِيهِ(٦) تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٧) ، بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ، وَالْحُدُودَ وَالْأَحْكَامَ ، وَجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلاً(٨) ، فَقَالَ(٩) عَزَّ وَجَلَّ :( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) (١٠) وَأَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ - وَهِيَ آخِرُ عُمُرِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله -:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ) (١١) وَأَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ ، وَلَمْ يَمْضِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَتّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ ، وَأَوْضَحَ لَهُمْ‌

__________________

(١) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول. وفي المطبوع وباقي النسخ : - «عليه‌السلام ».

(٢) في الأمالي : - « رفعه ».

(٣) في حاشية « بر » : + « مسجد ».

(٤) في « بح » والعيون والأمالي : + « في ».

(٥) في حاشية « ف ، بر ، بس » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « أديانهم ».

(٦) في « بر » : « وفيه ».

(٧) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) :( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ) . وفي حاشية « ج » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « تفصيل ».

(٨) « الكمال » : التمام. وفيه ثلاث لغات : كَمَلٌ ، كَمُلٌ ، كَمِلٌ. والكسر أردؤها. ويقال : أعطه هذا المال كملاً ، أي كلّه.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٣ ( كمل ). (٩) في « ب ، ج ، ض ، بس » : + « الله ».

(١٠) الأنعام (٦) : ٣٨.

(١١) المائدة (٥) : ٣.

٤٨٩

سَبِيلَهُمْ ، وَتَرَكَهُمْ عَلى قَصْدِ(١) سَبِيلِ الْحَقِّ ، وَأَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاًعليه‌السلام عَلَماً وَإِمَاماً ، وَمَا تَرَكَ(٢) شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ ، فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، وَمَنْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، فَهُوَ كَافِرٌ بِهِ(٣) .

هَلْ يَعْرِفُونَ(٤) قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَمَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ ؛ فَيَجُوزَ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ؟ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً ، وَأَعْظَمُ شَأْناً ، وَأَعْلى مَكَاناً ، وَأَمْنَعُ جَانِباً ، وَأَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ ، أَوْ يُقِيمُوا(٥) إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ.

إِنَّ الْإِمَامَةَ(٦) خَصَّ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَعليه‌السلام بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً ، وَفَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا ، وَأَشَادَ(٧) بِهَا(٨) ذِكْرَهُ ، فَقَالَ :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) فَقَالَ الْخَلِيلُعليه‌السلام سُرُوراً بِهَا(٩) :( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قَالَ اللهُ(١٠) تَبَارَكَ وَتَعَالى :( لَا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١١) فَأَبْطَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَصَارَتْ(١٢) فِي الصَّفْوَةِ(١٣) .

__________________

(١) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٧٩ : « القصد : الوسط بين الطرفين. وإضافته إلى السبيل وإضافة السبيل إلى الحقّ‌ بيانيّتان ، وتحتملان اللاميّة ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول. وفي المطبوع : + « [ لهم ] ».

(٣) في « ض ، ف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - « به ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وكمال الدين والمعانى : « تعرفون ».

(٥) في « ض » : « يقولوا ».

(٦) في الغيبة : + « منزلة ».

(٧) في الأمالي : « فأشار ».

(٨) يقال : أشاده وأشاد به ، إذا أشاعه ورفع ذكره ، من أشَدْتُ البُنيان فهو مُشادٍ ، وشيّدته إذا طوّلته ، فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك.النهاية ، ج ٢ ، ص ٥١٧ ( شيد ).

(٩) فيمرآة العقول : « سروراً بها ، مفعول له لقال ».

(١٠) في « ف » وتحف العقول : - « الله ».

(١١) البقرة (٢) : ١٢٤.

(١٢) في معاني الأخبار : « فصارت ».

(١٣) فيمرآة العقول : « الصفوة ، مثلّثة ، أي أهل الطهارة والعصمة ، من صفا الجوّ إذا لم يكن فيه غيم ، أو أهل الاصطفاء والاختيار الذين اختارهم الله من بين عباده لذلك ؛ لعصمتهم وفضلهم وشرفهم ». وانظر :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٨ ( صفو ).

٤٩٠

ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالى بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَالطَّهَارَةِ ، فَقَالَ :( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (١) .

فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ ، يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً(٢) فَقَرْناً حَتّى وَرَّثَهَا اللهُ تَعَالَى النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ جَلَّ وَتَعَالى :( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٣) فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً ، فَقَلَّدَهَا(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام بِأَمْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -(٥) عَلى رَسْمِ(٦) مَا فَرَضَ اللهُ ، فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْأَصْفِيَاءِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللهُ(٧) الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ تَعَالى(٨) :( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ) (٩) فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّعليه‌السلام خَاصَّةً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ إِذْ لَانَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ(١٠) هؤُلَاءِ الْجُهَّالُ؟

إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ(١١) الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْثُ(١٢) الْأَوْصِيَاءِ ، إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللهِ وَخِلَافَةُ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَمَقَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، وَمِيرَاثُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ(١٣) عليهما‌السلام .

__________________

(١) الأنبياء (٢١) : ٧٢ - ٧٣.

(٢) راجع في تفسيره ما تقدّم ذيل ح ٥٠٠.

(٣) آل عمران (٣) : ٦٨.

(٤) يقال : قلّدتُها قِلادةً ، أي جعلتها في عنقها ، ومنه تقليد الولاة الأعمال.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٥٢ ( قلد ).

(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع وسائر النسخ : - « عزّ وجلّ ».

(٦) في مرآة العقول : « الرسم : السنّة والطريقة ».

(٧) في « ب » : - « الله ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وعلا ».

(٩) الروم (٣٠) : ٥٦.

(١٠) فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٤١ : « الفعل إمّا مجهول ، والجهّال صفة لهؤلاء ، أو بدل. وإمّا معلوم ، والجهّال مفعول على الظاهر ، أو صفة ، أو بدل على الاحتمال ».

(١١) في « ف » : + « النبوّة و ».

(١٢) « الإرث » : مصدر ، وأصله الوِرْث ، فقُلبت الواو همزةً. وكثيراً مايطلق على الشي‌ء الموروث ، كما في هذا المقام. اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١١١ - ١١٢ ( أرث ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٤٢؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٣.

(١٣) في « ف » : + « بن عليّ ».

٤٩١

إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ(١) الدِّينِ ، وَنِظَامُ الْمُسْلِمِينَ ، وَصَلَاحُ الدُّنْيَا ، وَعِزُّ الْمُؤْمِنِينَ(٢) ؛ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ(٣) الْإِسْلَامِ النَّامِي ، وَفَرْعُهُ(٤) السَّامِي(٥) ؛ بِالْإِمَامِ(٦) تَمَامُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ(٧) ، وَتَوْفِيرُ الْفَيْ‌ءِ(٨) وَالصَّدَقَاتِ ، وَإِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَالْأَحْكَامِ ، وَمَنْعُ الثُّغُورِ(٩) وَالْأَطْرَافِ.

الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللهِ ، وَيُحَرِّمُ حَرَامَ اللهِ ، وَيُقِيمُ حُدُودَ اللهِ ، وَيَذُبُّ(١٠) عَنْ دِينِ اللهِ ، وَيَدْعُو إِلى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ.

الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ ، الْمُجَلِّلَةِ(١١) بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ(١٢) ، وَهِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ‌

__________________

(١) « الزمام » من الزَمّ بمعنى الشدّ ، وهو الحبل الذي يجعل في البُرَة والخشبة ، أو الخيط الذي يشدّ في البُرَة أو في‌الخِشاش ، ثمّ يشدّ في طرفه المِقْوَد ، وقد يسمّى المِقْوَد زماماً. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٤٤ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٧٢ ( زمم ).

(٢) في « ف » : « زمام للدين ، ونظام للمسلمين ، وصلاح للدنيا ، وعزّ للمؤمنين ».

(٣) « الاُسّ » : أصل البناء ، وكذلك الأساس ، والأسس مقصور منه. وجمع الاُسّ : إساس. وجمع الأساس : اُسُس.الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٠٣ ( أسس ).

(٤) فرع كلّ شي‌ء أعلاه. ويقال : هو فَرع قومه : للشريف منهم.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ ( فرع ).

(٥) « السامي » : العالي المرتفع ، من سما الشي‌ءُ يَسْمُوا سُمُوّاً ، أي ارتفع وعلا. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٩٧ (سمو). (٦) في حاشية « بح » : « بالإمامة ».

(٧) في حاشية « ج » : « والصيام والجهاد » بدل « والجهاد والصيام ».

(٨) أصل الفي‌ء : الرجوع. يقال : فاءَ يفي‌ء فِئَةً وفُيُوءاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع إليهم.النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨ ( فيأ ).

(٩) « الثُغور » : جمع الثَغْر ، وهو ما يلي دارالحرب ، وموضع المخافة في فروج البلدان ، والموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفّار ، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥١٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٣ ( ثغر ).

(١٠) في شرح المازندراني : « الذبّ : الدفع والمنع. حذف مفعوله ؛ للدلالة على التعميم ، أي يدفع عن دين الله كلّ ما لايليق به من الزيادة والنقصان ». وانظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( ذبب ).

(١١) « المـُجَلِّلة » : المـُغَطِّيَة. يقال : جلّل المطر الأرضَ ، أي عمّها وطبّقَها فلم يَدَع شيئاً إلّاغطّى عليه. ومنه يقال : جلَّلتُ الشي‌ء ، إذا غطّيتَه. اُنظر :المصباح المنير ، ص ١٠٦ ( جلل ).

(١٢) في « بر » : « العالم ».

٤٩٢

لَا تَنَالُهَا(١) الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارُ.

الْإِمَامُ : الْبَدْرُ الْمُنِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الزَّاهِرُ(٢) ، وَالنُّورُ السَّاطِعُ(٣) ، وَالنَّجْمُ الْهَادِي فِي غَيَاهِبِ(٤) الدُّجى(٥) ، وَأَجْوَازِ(٦) الْبُلْدَانِ وَالْقِفَارِ(٧) ، وَلُجَجِ(٨) الْبِحَارِ.

الْإِمَامُ : الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَى الظَّمَاءِ(٩) ، وَالدَّالُّ عَلَى الْهُدى ، وَالْمُنْجِي مِنَ الرَّدى(١٠) .

الْإِمَامُ(١١) : النَّارُ عَلَى الْيَفَاعِ(١٢) ، الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلى(١٣) بِهِ ، وَالدَّلِيلُ فِي الْمَهَالِكِ(١٤) ،

__________________

(١) في « ف » : « لاينالها ».

(٢) « الزاهر » : المضي‌ء. يقال : زَهَرتِ النارُ زُهُوراً ، أي أضاءت. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٧٤ ( زهر ).

(٣) « الساطع » : المرتفع. يقال : سطع الغبارُ والرائحةُ والصبحُ ، يَسْطَع سُطُوعاً ، أي ارتفع. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٢٩ ( سطع ).

(٤) « الغَياهِبُ » : جمع الغَيْهَب بمعنى الظلمة. يقال : فرس أدهمُ غَيْهَبٌ ، إذا اشتدّ سواده. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٩٦ ( غهب ).

(٥) « الدُجَى » : الظلمة ، أو جمع الدُجْيَة بمعناها. وقد يعبّر عنها عن الليل ، فالإضافة بيانيّة للمبالغة ، أو بتقدير « في ». اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٤ ( دجو ).

(٦) « الأجواز » : جمع الجَوْز ، وهو وسط كلّ شي‌ء. في شرح المازندراني : « والمراد بها ما بين البلدان من القفار ، والقفارُ بدل منها. وأمّا جعله جمع الحوزة - بالحاء المهملة بمعنى الناحية - فهو بعيد لفظاً ؛ لأنّه لم يثبت جمعها كذلك ». وانظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٧١ ( جوز ).

(٧) « القِفار » : جمع القفر ، وهي مفازة لا ماء فيها ولا نبات. يقال : أرض قَفْر ، وقَفْرَة أيضاً.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٩٧ ( قفر ).

(٨) « اللُجَج » : جمع اللُجّة ، ولُجّة البحر : حيث لايدرك قعره ، أو الماء الكثير الذي لايرى طرفاه ، ولجّة الماء : مُعْظَمه. اُنظر :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٥٤ ( لجج ).

(٩) « الظَمَأ » : شدّة العطش. قال المجلسي في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالكسر والمدّ ، وهو جمع ظامئ ، وهو بعيد ». وانظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٢ ( ظمأ ).

(١٠) « الرَدَى » : مصدر رَدِيَ يَرْدَى ، بمعنى هلك. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٥ ( ردى ).

(١١) في شرح المازندراني والعيون : « والإمام ».

(١٢) « اليَفاع » : ما ارتفع من الأرض.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣١٠ ( يفع ).

(١٣) « الاصطلاء » : افتعال من صِلا النارِ والتسخّن بها.النهاية ، ج ٣ ، ص ٥١ ( صلو ).

(١٤) في الأمالي : « على المسالك ».

٤٩٣

مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ.

الْإِمَامُ : السَّحَابُ الْمَاطِرُ ، وَالْغَيْثُ الْهَاطِلُ(١) ، وَالشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ ، وَالسَّمَاءُ الظَّلِيلَةُ ، وَالْأَرْضُ الْبَسِيطَةُ ، وَالْعَيْنُ الْغَزِيرَةُ(٢) ، وَالْغَدِيرُ(٣) وَالرَّوْضَةُ(٤) .

الْإِمَامُ : الْأَنِيسُ(٥) الرَّفِيقُ(٦) ، وَالْوَالِدُ الشَّفِيقُ ، وَالْأَخُ الشَّقِيقُ(٧) ، وَالْأُمُّ الْبَرَّةُ بِالْوَلَدِ الصَّغِيرِ ، وَمَفْزَعُ(٨) الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ(٩) النَّآدِ.

الْإِمَامُ : أَمِينُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَخَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ ، وَالدَّاعِي إِلَى اللهِ ، وَالذَّابُّ(١٠) عَنْ حُرَمِ(١١) اللهِ.

__________________

(١) « الهاطل » : المطر المتفرّق ، العظيم القطر ، وهو مطر دائم مع سكون وضعف. أو هو من الهَطْل بمعنى تتابع‌ المطر والدمع وسيلانه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٩٨ ( هطل ).

(٢) في « بح ، بف » : « الغريزة ». و « الغزير » : الكثير من كلّ شي‌ء. و « الغزيرة » : الكثير الدَرّ ، ومن الآبار والينابيع : الكثير ، الماء ، ومن العيون : الكثيرة الدمع ؛ من الغَزارَة بمعنى الكثرة. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٩ ( غزر ).

(٣) « الغدير » : القطعة من الماء يغادرها السيل. وهو فعيل بمعنى مُفاعَل ، من غادره. أو مُفْعَل من أغدره. ويقال : هو فعيل بمعنى فاعل ؛ لأنّه يَغْدِر بأهله ، أي ينقطع عند شدّة الحاجة إليه. الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٧ ( غدر ).

(٤) « الروضة » : الأرض ذات الخُضْرة ، والبستان الحسن ، والموضع الذي يجتمع إليه الماء يكثر نبته. اُنظر :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٦٢ ( روض ).

(٥) في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « الأمين ».

(٦) قوله : « الرفيق » : المرافِق ، والجمع الرفقاء ، وهو أيضاً واحد وجمع ، مثل الصديق. مأخوذ من الرِفق ، وهو ضدّ العنف والخرق. اُنظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٢ ( رفق ).

(٧) فيالصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٤ ( شقق ) : « هذا شقيق هذا ، إذا انشقّ الشي‌ء بنصفين ، فكلّ واحد منهما شقيق الآخر ، ومنه يقال : فلانٌ شقيق فلان ، أي أخوه ». وفيالنهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ ( شقق ) : « شقيق الرجل : أخوه لأبيه واُمّه ، ويجمع على أشقّاء ».

(٨) « المفزع » : المـَلجأ في الفَزَع والخوف. يقال : فَزِعتُ إليه فأفزعني ، أي لجأتُ إليه من الفزع فأغاثني. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٨ ( فزع ).

(٩) « الداهِية » : الأمر العظيم. والنَآد والنَآدى بمعناها. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٤٤ ( دهى ) ؛ وج ٢ ، ص ٥٤١ (نأد ).

(١٠) « الذابّ » : المانع والدافع ، من الذبّ بمعنى المنع والدفع. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٢٦ ( ذبب ).

(١١) « الحُرَم » : جمع الحُرْمة ، وهي ما لايحلّ انتهاكه. وظاهر المازندراني هو : حَرَم ؛ حيث قال في شرحه ، =

٤٩٤

الْإِمَامُ : الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَ(١) الْمُبَرَّأُ عَنِ(٢) الْعُيُوبِ ، الْمَخْصُوصُ بِالْعِلْمِ ، الْمَوْسُومُ بِالْحِلْمِ ، نِظَامُ الدِّينِ ، وَعِزُّ الْمُسْلِمِينَ ، وَغَيْظُ الْمُنَافِقِينَ ، وَبَوَارُ(٣) الْكَافِرِينَ.

الْإِمَامُ : وَاحِدُ دَهْرِهِ ، لَايُدَانِيهِ أَحَدٌ ، وَلَايُعَادِلُهُ عَالِمٌ(٤) ، وَلَايُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ ، وَلَالَهُ مِثْلٌ وَلَانَظِيرٌ ، مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَلَا اكْتِسَابٍ ، بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ.

فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ ، أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ(٥) ؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، ضَلَّتِ الْعُقُولُ ، وَتَاهَتِ(٦) الْحُلُومُ(٧) ، وَحَارَتِ الْأَلْبَابُ ، وَخَسَأَتِ(٨) الْعُيُونُ(٩) ، وَتَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ ، وَتَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ ، وَتَقَاصَرَتِ(١٠) الْحُلَمَاءُ ، وَحَصِرَتِ(١١) الْخُطَبَاءُ ، وَجَهِلَتِ(١٢) الْأَلِبَّاءُ(١٣) ، وَكَلَّتِ الشُّعَرَاءُ ، وَعَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ ، وَعَيِيَتِ(١٤) الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ ، أَوْ فَضِيلَةٍ‌

__________________

= ج ٥ ص ٢٥١ : « لعلّ المراد به حرم مكّة. والإمام يدفع عنه ما لايجوز وقوعه فيه ، ويمنع الناس من هتك حرمته ». وانظر :المصباح المنير ، ص ١٣١ - ١٣٢ ( حرم ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٦.

(١) في الأمالي وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : - « و ».

(٢) في « ج ، بح ، بس ، بف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « من ».

(٣) « البوار » : الهلاك. يقال : بار فلان ، أي هلك ، وأباره الله : أهلكه. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ - ٥٩٨ (بور).

(٤) في « ج » : « عادل ».

(٥) في تحف العقول : « أو كنه وصفه » بدل « أو يمكنه اختياره ».

(٦) « تاهت » : تحيّرت. يقال : تاهَ في الأرض ، أي ذهب متحيّراً. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢٩ ( تيه ).

(٧) « الحِلْم » : الأناة والعقل. وجمعه : أحلام وحُلُوم.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤٦ ( حلم ).

(٨) في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « وحسرت ».

(٩) « خسأت العيون » ، أي سَدِرت وكلّت وأعيت وتحيّرت. انظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٥ ( خسأ ).

(١٠) في حاشية « بف » : « قصرت ». و « تقاصرت » ، أي أظهرت القِصَر. قال المجلسي فيمرآة العقول : « التقاصر : مبالغة في القصر ». وانظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٤٤ ( قصر ).

(١١) في مرآة العقول : « حصر ». و « حَصِرَت » ، أي عَيِيَت وعجزت عن النطق ، من الحَصَر بمعنى العَيّ ، وهو خلاف البيان. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٣١ ( حصر ).

(١٢) في المعاني : « ذهلت ».

(١٣) في « بح ، بس ، بف » والأمالي : « الألباب ».

(١٤) « عَيِيَتْ » : عجزت ، من العيّ ، وهو خلاف البيان. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٢ ؛لسان العرب ؛ ج ١٥ ،=

٤٩٥

مِنْ فَضَائِلِهِ ، وَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ ، أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ(١) ، أَوْ يُفْهَمُ شَيْ‌ءٌ مِنْ أَمْرِهِ ، أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ ، وَيُغْنِي غِنَاهُ(٢) ؟ لَا(٣) ، كَيْفَ؟ وَأَنّى(٤) ؟ وَهُوَ بِحَيْثُ النَّجْمِ(٥) مِنْ(٦) يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ ، وَوَصْفِ الْوَاصِفِينَ ، فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هذَا؟ وَأَيْنَ الْعُقُولُ عَنْ هذَا؟ وَأَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هذَا؟

أَتَظُنُّونَ(٧) أَنَّ ذلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ(٨) مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) ؟ كَذَبَتْهُمْ(١٠) وَاللهِ أَنْفُسُهُمْ ، وَمَنَّتْهُمُ(١١) الْأَبَاطِيلَ ، فَارْتَقَوْا مُرْتَقاً صَعْباً دَحْضاً(١٢) تَزِلُّ(١٣) عَنْهُ(١٤) إِلَى‌

__________________

=ص ١١١ - ١١٢ ( عيى ).

(١) في « بح » : « كنهه ». وفي تحف العقول : « بكيفيّته ».

(٢) قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ : « الغناء - بالفتح - : النفع ».

(٣) « لا » تأكيد للنفي الضمنيّ المستفاد من الاستفهام للمبالغة فيه ، أو تصريح بالإنكار المفهوم منه. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٥٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧.

(٤) في الأمالي : « أين ».

(٥) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ : « والنجم هو مرفوع على الابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرئيٌّ ؛ لأنّ حيث‌لايضاف إلّا إلى الجمل ». (٦) في « ف » وتحف العقول : « عن ».

(٧) في « بس » : « أيظنّون ». وفي الأمالي والعيون والمعاني « أظنّوا ». وفي كمال الدين : « ظنّوا ».

(٨) في « بر » : - « الرسول ».

(٩) في « ب » : « صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله و عليهم السلام ». وفي « بس » : « صلوات الله عليه ». وفي « بف » : « صلّى الله عليه و عليهم السلام ».

(١٠) « كذَبَتْهُم » ، أي لم تصدقهم فتقول لهم الكذب. قرأها المازندراني في شرحه ، ج ٥ ، ص ٢٥٨ بالتشديد ؛ حيث قال : « أي أنفسهم تكذّبهم وتنسبهم إلى الكذب ». وهو المحتمل عند المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٨٧. وانظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٠٦ ( كذب ).

(١١) « مَنَّتْهم » ، أي أضعفتهم وأعيتهم وأعجزتهم. يقال : منّه اليسير ، أي أضعفه وأعياه. وفي شرح المازندراني : « واحتمال أن يكون المراد : منّت عليهم الأباطيل ، من المِنَّة بالكسر بعيد لفظاً ومعنىً ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠٧ ( منن ).

(١٢) « الدَحْض » و « الدَحَض » : الزلق. يقال : مكان دَحْض ودَحَض ، أي زَلَق ، وهو الموضع الذي لاتثبت عليه قدم. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٥ ( دحض ).

(١٣) في كمال الدين : « تذلّ ».

(١٤) في « ف » : « معه ». وفي تحف العقول : « زلّت بهم ».

٤٩٦

الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ ، رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ(١) بَائِرَةٍ(٢) نَاقِصَةٍ(٣) ، وَآرَاءٍ مُضِلَّةٍ ، فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلَّا بُعْداً(٤) ،( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) (٥) .

وَلَقَدْ رَامُوا(٦) صَعْباً ، وَقَالُوا إِفْكاً ، وَضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً ، وَوَقَعُوا فِي الْحَيْرَةِ إِذْ(٧) تَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) (٨) .

رَغِبُوا(٩) عَنِ اخْتِيَارِ اللهِ وَاخْتِيَارِ رَسُولِ اللهِ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَهْلِ بَيْتِهِ(١١) إِلَى اخْتِيَارِهِمْ ، وَالْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ :( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) مِنْ أَمْرِهِمْ(١٢)

__________________

(١) في العيون : « جائرة ».

(٢) يقال : رجل حائر بائر ، أي لم يتّجه لشي‌ء ولا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٠٦ ( بور ).

(٣) في « بس » : - « ناقصة ».

(٤) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « وقال الصفواني في حديثه ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بعد ذلك : وقال الصفواني في حديثه :( قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ثمّ اجتمعا في الرواية. أقول : رواة نسخ الكليني كثيرة ، أشهرهم الصفواني والنعماني ، فبعض الرواة المتأخّرة عنهم عارضوا النسخ وأشاروا إلى الاختلاف ، فالأصل برواية النعماني ولم يكن فيه :( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، وكان في رواية الصفواني ، فأشار هنا إلى الاختلاف ».

(٥) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « ثمّ اجتمعنا في الرواية ». وقوله :( أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، أي كيف يكذّبون على الله ورسوله ؛ من الإفك بمعنى الكذب. أو كيف يصرفون عن الحقّ إلى الباطل ؛ من الإفك بمعنى القلب والصرف. قال الراغب في مفرداتألفاظ القرآن ، ص ٧٩ ( أفك ) : « الإفك كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه » ثمّ قال في المعنى : « أي يصرفون عن الحقّ في الاعتقاد إلى الباطل ، ومن الصدق في المقال إلى الكذب ، ومن الجميل في الفعل إلى القبيح ». وانظر :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٧٣ ( أفك ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٦٠. والآية في التوبة (٩) : ٣٠ ؛ والمنافقون (٦٣) : ٤.

(٦) في « بر ، بس » والعيون وكمال الدين والمعاني : « لقد راموا » بدون الواو.

(٧) في « ج » : « إذا ».

(٨) العنكبوت (٢٩) : ٣٨.

(٩) في « بس » والعيون : « ورغبوا ».

(١٠) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « رسوله ».

(١١) في « ض ، ف ، بر ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - « وأهل بيته ».

(١٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : - « من أمرهم ».

٤٩٧

( سُبْحَانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (١) وَقَالَ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٣) الْآيَةَ ، وَقَالَ :( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ * أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ) (٤) .

وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ ) (٥) أَمْ( طُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ) (٦) أَمْ( قَالُواْ سَمِعْنا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ ) (٧) أَمْ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) (٨) بَلْ هُوَ( فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَآءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٩) فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ؟!

وَالْإِمَامُ : عَالِمٌ لَايَجْهَلُ(١٠) ، وَرَاعٍ(١١) لَايَنْكُلُ(١٢) ، مَعْدِنُ(١٣) الْقُدْسِ(١٤) وَالطَّهَارَةِ ،

__________________

(١) القصص (٢٨) : ٦٨.

(٢) في « ج » : + « الله ».

(٣) الأحزاب (٣٣) : ٣٦.

(٤) القلم (٦٨) : ٣٦ - ٤١.

(٥) محمّد (٤٧) : ٢٤.

(٦) التوبة (٩) : ٨٧.

(٧) الأنفال (٨) : ٢١ - ٢٣.

(٨) البقرة (٢) : ٩٣.

(٩) الحديد (٥٧) : ٢١ ؛ الجمعة (٦٢) : ٤.

(١٠) فيشرح المازندراني : « ليس « لايجهل » للتأكيد ، بل للاحتراز ؛ إذ كلّ أحد عالم في الجملة ، وهذا القدر لايكفي ‌في الإمام بل لابدّ فيه أن لايجهل شيئاً ممّا يحتاج إليه الاُمّة إلى يوم القيامة ، وإلّا لبطل الغرض من الإمامة ».

(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والوافي والمعاني « داعٍ ». وفي « بس » : « واعٍ ».

(١٢) لايَنْكُلُ ، لايَنْكَلُ ، لايَنْكِلُ : لاينكص ولا يضعف ولا يجبن ولا يمتنع ، والاُولى أجود. والناكِل : الجبان الضعيف. اُنظر :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٧٧ - ٦٧٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٥ ( نكل ).

(١٣) « المـَعْدِن » : اسم مكان من عَدْنٍ بمعنى الإقامة ، وهو موضع الإقامة ؛ لأنّ الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء. قال المجلسي في مرآة العقول : « بكسر الدال وفتحها ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٦٢ ( عدن ).

(١٤) « القُدْس » و « القُدُس » : الطُهر والبراءة من العيوب ، اسم ومصدر ، ومنه قيل : حظيرة القُدْس. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٦٠ ( قدس ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٤.

٤٩٨

وَالنُّسُكِ(١) وَالزَّهَادَةِ ، وَالْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ ، مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ(٢) الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَنَسْلِ(٣) الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ(٤) ، لَا(٥) مَغْمَزَ(٦) فِيهِ فِي نَسَبٍ ، وَلَايُدَانِيهِ(٧) ذُو حَسَبٍ(٨) ، فِي الْبَيْتِ(٩) مِنْ قُرَيْشٍ ، وَالذِّرْوَةِ(١٠) مِنْ هَاشِمٍ ، وَالْعِتْرَةِ(١١) مِنَ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالرِّضَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، شَرَفُ الْأَشْرَافِ ، وَالْفَرْعُ(١٢) مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ ، نَامِي الْعِلْمِ(١٣) ، كَامِلُ الْحِلْمِ(١٤) ، مُضْطَلِعٌ‌

__________________

(١) « النُسْك » و « النُسُك » أيضاً : الطاعة والعبادة ، وكلّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى. وفي شرح المازندراني : « والظاهر أنّ « النسك » هنا بفتح النون وسكون السين مصدر ؛ ليلائم الزهادة ، وأمّا « النسك » بضمّها فمع فوات الملاءمة يوجب التكرار في العبادة إلّا أن يخصّص بنوع منها ، مثل نسك الحجّ ». وانظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٨ ( نسك ).

(٢) في شرح المازندراني : « الدعوة إمّا بفتح الدال وإمّا بكسرها ، أي مخصوص بدِعْوَته إلى الرسول ونسبته إليه ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٣٦ ( دعو ).

(٣) احتمل المازندراني في شرحه كون « نسل » بالرفع عطفاً على « معدن القدس » أو على « عالم لايجهل ».

(٤) « البَتُول » ، من البَتْل بمعنى القطع ، سمّيت سيّدتنا فاطمةعليها‌السلام البتولَ لانقطاعها عن النساء فضلاً وديناً وحسباً ، أولانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى. اُنظر :معاني الأخبار ، ص ٦٤ ؛علل الشرائع ، ص ١٨١ ؛روضة الواعظين ، ص ١٤٩ ؛النهاية ؛ ج ١ ، ص ٩٤ ( بتل ). (٥) في شرح المازندراني : « ولا ».

(٦) « المـَغْمَز » : اسم مكان من الغَمْز بمعنى العيب. يقال : ليس في فلان غَمِيزَة ولا غَمِيز ولا مَغْمَزٌ ، أي ما فيه ما يُغْمَزُ فيُعاب به ، ولا مَطْعَنٌ ، والمراد هنا : ليس في نسبه لكونه شريفاً رفيعاً عيب يطعن به. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٩٠ ( غمز ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٠.

(٧) في كمال الدين : + « دنس ، له المنزلة الأعلى لا يبلغها ».

(٨) « الحَسَب » في الأصل : الشرف بالآباء وما يعدّه الناس من مفاخرهم ، وقال ابن السكّيت : الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، والشرف والمجد لايكونان إلّابالآباء. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١١٠ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨١ ( حسب ). (٩) في العيون : « فالنسب ». وفي تحف العقول : « فالبيت ».

(١٠) ذِرْوَة الشي‌ء وذُرْوَته : أعلاه.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٩ ( ذرو ).

(١١) عِتْرَة الرجل : أخصّ أقاربه.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ( عتر ).

(١٢) فَرْع كلّ شي‌ء : أعلاه ، وفَرْع كلّ قوم هو الشريف منهم ، والفَرَع : أوّل ما تلده الناقة. قال المازندراني في‌ شرحه ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ : « وفرع الرجل أوّل أولاده ، وكان هاشم أوّل أولاد عبد مناف وأشرفهم ». وانظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥٦ (فرع).

(١٣) « نامي العلم » ، أي يزداد علمه ، من نما الشي‌ء ، إذا زاد وارتفع. أو بلّغ علمه ورفعه ، من نما خيراً ، إذا بلّغه على وجه الإصلاح وطلب الخير ورفعه. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢١ ( نمو ).

(١٤) « الحِلْم » : العقل ، وهو في الأصل : الأناة والتثبّت في الاُمور ، وذلك من شعار العقلاء. والجمع : الأحلام.=

٤٩٩

بِالْإِمَامَةِ(١) ، عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ(٢) ، مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ ، قَائِمٌ بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللهِ ، حَافِظٌ لِدِينِ اللهِ.

إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ - يُوَفِّقُهُمُ اللهُ ، وَيُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ(٣) عِلْمِهِ وَحِكَمِهِ مَا لَايُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ ؛ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ(٤) أَهْلِ الزَّمَانِ(٥) ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى(٦) :( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَّا يَهِدِّي إلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٧) وَقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (٨) وَقَوْلِهِ فِي طَالُوتَ(٩) :( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشآءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (١٠) وَقَالَ لِنَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أَنْزَلَ [ اللهُ ](١١) عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) (١٢) ‌...........................

__________________

=اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ( حلم ).

(١) « مُضْطَلِعٌ بالإمامة » أي قويّ عليها ، يقال : فلان مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر ، أي قويّ عليه ، وهو مفتعل من الضَلاعَة بمعنى القوّة وشدّة الأضلاع. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٥١ ( ضلع ).

(٢) « السِياسَة » : القيام على الشي‌ء بما يُصْلِحُه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢١ ( سوس ).

(٣) في « بف » : « مخزن ».

(٤) في « ض » : - « علم ».

(٥) في « ب ، ج ، بر ، بف » وحاشية « ف ، بح ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « زمانهم ». وفي الوافي : « أزمانهم ».

(٦) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وتعالى ». وفي « ض » : « عزّ وجلّ ». وقوله : « في قوله تعالى » متعلّق بمقدّر. و « في » للظرفيّة ، أو السببيّة ، أي ذلك مذكور في قوله تعالى ، أو بسبب قوله تعالى. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٦. (٧) يونس (١٠) : ٣٥.

(٨) البقرة (٢) : ٢٦٩.

(٩) « طالوت » : اسم أعجميّ غير منصرف. قيل : أصله : طَوَلوت ، من الطُول ، فقلبت الواو ألفاً. قال المحقّق الشعراني : « والصحيح أنّ طالوت غير عربيّ ، بل معرّب عن كلمة عبريّة مع تغيير جوهريّ في حروفه ، وكان أصله شاول ، فهو مثل يحيى معرّب يوحان ، وعيسى معرّب يشوعا ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٧٦.

(١٠) البقرة (٢) : ٢٤٧.

(١١) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : - « الله ». قال المجلسي فيمرآة العقول : « فالتغيير إمّا من النسّاخ ، أو منهعليه‌السلام نقلاً بالمعنى ». (١٢) النساء (٤) : ١١٣.

٥٠٠

وَقَالَ(١) فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ وَعِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ(٢) :( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنآ ءَالَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (٣) .

وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِأُمُورِ عِبَادِهِ ، شَرَحَ صَدْرَهُ(٤) لِذلِكَ ، وَأَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ ، وَأَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً ؛ فَلَمْ يَعْيَ(٥) بَعْدَهُ بِجَوَابٍ(٦) ، وَلَاتَحَيَّزَ(٧) فِيهِ عَنِ الصَّوَابِ ؛ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ(٨) ، مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ(٩) ، قَدْ أَمِنَ مِنَ(١٠) الْخَطَأِ(١١) وَالزَّلَلِ‌

__________________

(١) في « ف » : + « عزّ اسمه ».

(٢) في « بر » : + « أجمعين ».

(٣) النساء (٤) : ٥٤ - ٥٥.

(٤) « شرح صدره » ، أي وسّعه لقبول الحقّ. اُنظر :المصباح المنير ، ج ٣٠٨ ( شرح ).

(٥) « فلم يَعْيَ » ، أي لم يعجز ، من العيّ بمعنى العجز وعدم الاهتداء لوجه المراد. أو لم يجهل ، من العيّ أيضاً بمعنى الجهل وعدم البيان. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ ( عيي ).

(٦) في « بر » : « لجواب ».

(٧) هكذا في « بو ». وفي « ب ، ف ، بر » والمطبوع : « ولا يحير ». وفي « ج » : « ولم يحير ». وفي « بس » : « ولاتحيّر ». قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ : « ولا يحير ، مضارع حار من الحيرة » ، ولكن لاتساعده اللغة ؛ فإنّ مضارع حار ، يحار. يقال : حار يحار أي تحيّر في أمره.

وفي « ض » : « ولا يجير ». وفي « بف » : « ولا يحيز ».

ولعلّ الظاهر بقرينة « عن الصواب » : « ولا تحيد » ، كما في حاشية « جو ». وحاد عن الشي‌ء ، أي مال عنه وعدل. وما أثبتناه هو الأظهر والأصوب بقرينة قوله : « عن صواب » ؛ قال فيلسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٤٠ ( حوز ) : « وتحوّز عنه وتحيّز إذا تنحّى ، وهي تَفَيْعَلَ أصلها تَحَيْوَزَ ، فقلبت الواو ياءً ؛ لمجاورة الياء وأُدغمت فيها قال أبو عبيدة : التحوّز هو التنحّي ، وفيه لغتان : التحوّز والتحيّز فالتحوّز التفعّل ، والتحيّز التَفَيْعُلُ ».

(٨) « مؤيّد » : من الأيد بمعنى الشدّة والقوّة. يقال : آد الرجل يئيد ، أي اشتدّ وقوي. وتقول : أيّدتُه ، أي قوّيته ، فهومؤيّد. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٣ ( أيد ).

(٩) « مسدّد » : من التسديد بمعنى التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل ، ورجل مُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( سدد ).

(١٠) في « ب ، بر ، بس ، بف » والوافي والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : - « من ».

(١١) هكذا في جميع النسخ والوافي وكمال الدين والمعاني. وفي المطبوع : « الخطايا ». وفي شرح المازندراني :=

٥٠١

وَالْعِثَارِ(١) ، يَخُصُّهُ اللهُ بِذلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَشَاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ ، وَ( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ، وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٢) .

فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلى مِثْلِ هذَا فَيَخْتَارُونَهُ؟ أَوْ يَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهذِهِ الصِّفَةِ فَيُقَدِّمُونَهُ؟ تَعَدَّوْا - وَبَيْتِ اللهِ - الْحَقَّ ، وَنَبَذُوا كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، وَفِي كِتَابِ اللهِ الْهُدى وَالشِّفَاءُ ، فَنَبَذُوهُ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ، فَذَمَّهُمُ اللهُ وَمَقَّتَهُمْ(٣) وَأَتْعَسَهُمْ(٤) ، فَقَالَ جَلَّ وَتَعَالى :( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ ) (٥) وَقَالَ :( فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) (٦) وَقَالَ :( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ ءَامَنُوْا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) (٧) وَصَلَّى اللهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ(٨) وَآلِهِ(٩) ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً(١٠) ».(١١)

__________________

=« من الخطأ ، بفتح الخاء ، وقد يمدّ ، وهو ضدّ الصواب. أو بكسرها ، وهو الذنب والإثم ، ناظر إلى المؤيّد ؛ لأنّ كمال قوّته في الدين يمنعه من الخطأ ».

(١) « العثار » : السقوط ، يقال : عثر الرجل يعثر عُثوراً ، وعثر الفرس عِثاراً ، إذا أصاب قوائمه شي‌ء فيُصرَع ، أي ‌يسقط. ويقال للزلّة : عَثْرَة ؛ لأنّها سقوط في الاسم. اُنظر :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٨ ؛المصباح المنير ، ص ٣٩٢ ( عثر ).

(٢) الحديد (٥٧) : ٢١ ؛ الجمعة (٦٢) : ٤.

(٣) مَقَتَةُ مَقْتاً ومَقَاتَةً : أبغضه ، كمقّته ، فهو مَقيت ومَمْقوت.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٥٨ ( مقت ).

(٤) « أتْعَسَهُمْ » أي أهلكهم ، من التَعْس بمعنى الهلاك ، وأصله الكبّ ، وهو ضدّ الانتعاش بمعنى الانتهاض ، يقال : تَعْساً لفلان ، أي ألزمه الله هلاكاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٠ ( تعس ).

(٥) القصص (٢٨) : ٥٠.

(٦) محمّد (٤٧) : ٨.

(٧) غافر (٤٠) : ٣٥.

(٨) في « ب » : « محمّد نبيّه ». وفي « بح ، بف » : « محمّد النبيّ ». وفي « بر » : - « النبيّ ».

(٩) في « ف » : + « الأخيار ».

(١٠) في « ب » : - « تسليماً كثيراً ».

(١١)الغيبة للنعماني ، ص ٢١٦ ، ح ٦ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٦٧٤ ، المجلس ٩٧ ، ح ١ ، عن الكليني. وفيكمال الدين ، ص ٦٧٥ ، ح ٣٢ ، إلى هذا الحديث طريقان : الطريق الأوّل : عن محمّد بن موسى ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن أبي محمّد القاسم بن العلاء ، عن قاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم. والطريق الثاني : بسند آخر عن عبدالعزيز بن مسلم. وفيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٢١٦ ، ح ١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٩٦ ، ح ٢ ، =

٥٠٢

٥٢٨ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي خُطْبَةٍ لَهُ يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام وَصِفَاتِهِمْ(١) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَوْضَحَ(٢) بِأَئِمَّةِ الْهُدى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا(٣) عَنْ دِينِهِ ، وَأَبْلَجَ(٤) بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ(٥) مِنْهَاجِهِ(٦) ، وَفَتَحَ(٧) بِهِمْ(٨) عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ ؛ فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) وَاجِبَ(١٠) حَقِّ إِمَامِهِ ، وَجَدَ طَعْمَ حَلَاوَةِ إِيمَانِهِ ، وَعَلِمَ فَضْلَ طُلَاوَةِ(١١) إِسْلَامِهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - نَصَبَ الْإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أَهْلِ مَوَادِّهِ(١٢) وَعَالَمِهِ ، وَ(١٣)

__________________

=بسندهما عن عبد العزيز بن مسلم.تحف العقول ، ص ٤٣٦ ، إلى قوله : « أو يكون مختارهم بهذه الصفة » .الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٨٠ ، ح ٩٩٠ ؛الوسائل ، ج ٢٣ ، ص ٢٦٢ ، ح ٢٩٥٢٦ ، من قوله : « فهل يقدرون على مثل هذا » إلى قوله : « نبذوا الكتاب وراء ظهورهم ».

(١) في الغيبة : + « فقال ».

(٢) تعدية الإيضاح وما بعده بـ « عن » لتضمين معنى الكشف ونحوه ، أي أبان وأظهر كاشفاً عن دينه. راجع :شرح‌المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٨٣ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٠٠.

(٣) في الغيبة : « نبيّه ».

(٤) « أبلج » : أضاء ، أشرق ، أنار. يقال : بلج الصبح وأبلج ، أي أسفر وأنار. ومنه قيل : بلج الحقّ ، إذا وضح وظهر.المصباح المنير ، ص ٦٠ ( بلج ).

(٥) في حاشية « بح » : « سبل ».

(٦) « النَهْج » : الطريق الواضح ، وكذلك المنهج والمنهاج.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤٦ ( نهج ).

(٧) في « ج ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ف » وشرح المازندراني : « ومنح » وقال الميرزا رفيعا في حاشيته ، ص ٦٠٠ : « وفي بعض النسخ « ومنح بهم » أي أعطى الناس بهم فاتحاً عن الدقائق المستورة في ينابيع علمه ». وفي حاشية « ج » : « ميّح ».

(٨) في الغيبة : « لهم ».

(٩) في « بح » وحاشية « بس » : + « بهداهم ».

(١٠) في البصائر : « وأوجب ».

(١١) في البصائر : « طلاقة ». والطَلاوَة ، والطِلاوَة ، والطُلاوة : الحُسن والبهجة والقبول.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٤ ( طلو ).

(١٢) « الموادّ » جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة. والمراد جميع الزيادات المتّصلة به من جميع المخلوقات ، اتّصال صدور ووجود منه ، واستكمال لهم به ، واستفاضة منه. اُنظر :حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٦٠٠ ؛الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٣٦ ( مدد ).

(١٣) في « ب ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي والبصائر : - « و ».

٥٠٣

أَلْبَسَهُ اللهُ تَاجَ الْوَقَارِ ، وَغَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ ، يَمُدُّ(١) بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ، لَايَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ ، وَلَايُنَالُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِجِهَةِ أَسْبَابِهِ(٢) ، وَلَايَقْبَلُ اللهُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ ؛ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ مُلْتَبِسَاتِ(٣) الدُّجى(٤) ، وَمُعَمِّيَاتِ(٥) السُّنَنِ ، وَمُشَبِّهَاتِ(٦) الْفِتَنِ.

فَلَمْ يَزَلِ(٧) اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - يَخْتَارُهُمْ لِخَلْقِهِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام مِنْ عَقِبِ كُلِّ إِمَامٍ يَصْطَفِيهِمْ لِذلِكَ وَيَجْتَبِيهِمْ(٨) ، وَيَرْضى بِهِمْ(٩) لِخَلْقِهِ وَيَرْتَضِيهِمْ(١٠) ، كُلَّمَا مَضى مِنْهُمْ إِمَامٌ ، نَصَبَ لِخَلْقِهِ مِنْ(١١) عَقِبِهِ إِمَاماً(١٢) عَلَماً بَيِّناً ، وَهَادِياً‌..............................................

__________________

(١) قال الفيض في الوافي : « يمدّ على البناء للمفعول والضمير للإمام ، والبارز في « موادّه » لله ، أو للسبب ». وفي‌شرح المازندراني: « يمدّ على صيغة المعلوم حال عن فاعل غشّاه ، وفاعله فاعله ، و « بسبب » مفعوله بزيادة الباء ».

(٢) في البصائر : « بجهد أسباب سبيله » بدل « بجهة أسبابه ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « ولاتنال ما عندالله إلّابجهة أسبابٍ جعلها الله له » أي للإمام.

(٣) في الغيبة : « مشكلات ». و « المـُلْتَبِساتُ » من التبس عليه الأمر ، أي اختلط واشتبه ، والتباس الأُمور : اختلاطها على وجه يعسر الفرق بينها ولا يعرف جهتها. اُنظر :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٠٤ ( لبس ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٨٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٠١.

(٤) في البصائر : « الوحي ». و « الدُجَى » : جمع الدُجْيَة ، وهي الظلمة الشديدة ، والدُجَى أيضاً : مصدر بمعنى الظلمة. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٤٩ ( دجو ).

(٥) في البصائر : « مصيبات ». وفي المطبوع : « معميّات » ، أي اسم المفعول من المجرّد. والنسخ مختلفة. والاحتمالات فيها ثلاثة : اسم المفعول من المجرّد أو التفعيل ، فالإضافة على هذين من قبيل إضافة الصفة إلى موصوفها. والاحتمال الثالث : اسم الفاعل من التفعيل ، فالإضافة على هذا من قبيل إضافة العامل إلى معموله. مرّ نظيره في خطبة المصنّف. و « مُعَمَّيات » - بتشديد الميم المفتوحة - : المـَخْفيّات ، يقال : عمّاه تعميةً ، أي صيّره أعمى ، ويقال : عمّيتُ معنى البيت ، أي أخفيته ، ومنه المـُعَمَّى في الشعر. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٣ ( عمى ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٨٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٠١.

(٦) في « ض » : « متنبّهات ». وفي البصائر والغيبة : « مشتبهات ». وظاهر المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٠١ : « مشبَّهات » ؛ حيث قال : « أي الفتن المشبّهة بالحقّ ، أو الأُمور المشبّهة بالحقّ بسبب الفتن ».

(٧) في حاشية « ف » : « فلايزال ».

(٨) في « ف » : « يحتسبهم ».

(٩) في « ف » : « يرضيهم ».

(١٠) في الغيبة : + « لنفسه ».

(١١) في شرح المازندراني : « والظاهر أنّ « من » جارّة ، و « إماماً » مفعول لـ « نصب » ويحتمل أن يكون موصولة ، و « إماماً » حال عنه ». (١٢) في « بس » : + « من ولد الحسين من عقبه إماماً ».

٥٠٤

نَيِّراً(١) ، وَإِمَاماً قَيِّماً(٢) ، وَحُجَّةً عَالِماً ، أَئِمَّةً مِنَ اللهِ ، يَهْدُونَ بِالْحَقِّ(٣) ، وَبِهِ يَعْدِلُونَ ، حُجَجُ اللهِ وَدُعَاتُهُ وَرُعَاتُهُ(٤) عَلى خَلْقِهِ ، يَدِينُ(٥) بِهَدْيِهِمُ(٦) الْعِبَادُ ، وَتَسْتَهِلُّ(٧) بِنُورِهِمُ الْبِلَادُ ، وَيَنْمُو بِبَرَكَتِهِمُ التِّلَادُ(٨) ، جَعَلَهُمُ اللهُ حَيَاةً لِلْأَنَامِ ، وَمَصَابِيحَ لِلظَّلَامِ ، وَمَفَاتِيحَ لِلْكَلَامِ(٩) ، وَدَعَائِمَ لِلْإِسْلَامِ ، جَرَتْ بِذلِكَ فِيهِمْ مَقَادِيرُ اللهِ عَلى مَحْتُومِهَا.

فَالْإِمَامُ(١٠) هُوَ الْمُنْتَجَبُ الْمُرْتَضى ، وَالْهَادِي الْمُنْتَجى(١١) ، وَالْقَائِمُ الْمُرْتَجَى(١٢) ، اصْطَفَاهُ اللهُ بِذلِكَ ، وَاصْطَنَعَهُ(١٣) عَلى عَيْنِهِ(١٤) فِي الذَّرِّ(١٥) ‌..........................................

__________________

(١) في الغيبة : « منيراً ».

(٢) قَيِّمُ القوم : الذي يقوّمهم ويسوس أمرهم ، وأمر قيّم : مستقيم ، وذلك الدين القيّم ، أي المستقيم الذي لا زيغ فيه ولا ميل عن الحقّ.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٢ ( قوم ).

(٣) في شرح المازندراني : « يهدون ، حال عن الأئمّة ، أو استيناف ، و « بالحقّ » حال عن فاعله ، أو متعلّق به ».

(٤) « الرُعاة » : جمع الراعي بمعنى الحافظ ، وكلّ من وَلِيَ أمر قوم فهو راعيهم ، وهم رعيّته. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٢٧ ( رعى ).

(٥) « يَدين » ، أي يطيع ، يقال : دان الله ، أي أطاعه ؛ من الدين بمعنى الطاعة. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٨ ( دين ).

(٦) في « بح » وحاشية « بس » وشرح المازندراني : « بهداهم ». وفي الوافي : « بهم ». وقوله : « بهديهم » الهُدى : المقابل للضلال وهو الرشاد ، والهَدْي : الطريقة والسيرة الحسنة ، وكلاهما محتمل هاهنا. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥٣ ( هدى ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٨٩ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٠١.

(٧) في « ف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي : « يستهلّ ». وقوله : « تَسْتَهِلُّ » معلوماً ، أي تستضي‌ء وتتنوّر ، أو تُسْتَهَلُّ مجهولاً ، أي تبيّن وتُبْصِر وتتبصّر. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٨٩ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٠١ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٧٠٣ ( هلل ).

(٨) « التالِدُ » : المال القديم الأصليّ الذي وُلِدَ عندك ، وهو نقيض الطارف. وكذلك التِلادُ والإتلاد ، وأصل التاء فيه‌ واو.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ( تلد ). (٩) في شرح المازندراني : « الكلام ».

(١٠) في « بف » : « والإمام ».

(١١) في الغيبة : « المجتبى ». و « المـُنْتَجَى » : صاحب السرّ ، المخصوص بالمناجاة ، يقال : انتجى القوم وتناجَوْا ، أي تَسارّوا ، وتقول : انتجيتُه ، إذا خصصتَه بمناجاتك ، والاسم : النجوى. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٣ ( نجو ).

(١٢) في « ض » وحاشية « بح » : « المرتضى ».

(١٣) في « ض » : « اصطفاه ».

(١٤) في « بر » : « غيبه ».

(١٥) « الذَرّ » ، أي عالم الذرّ ، وهو في الأصل جمع الذَرَّة ، وهي صغار النمل ، كني به عن أولاد آدم حين =

٥٠٥

حِينَ ذَرَأَهُ(١) ، وَفِي الْبَرِيَّةِ(٢) حِينَ بَرَأَهُ ظِلًّا قَبْلَ خَلْقِ(٣) نَسَمَةٍ(٤) ، عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ ، مَحْبُوّاً(٥) بِالْحِكْمَةِ فِي عِلْمِ(٦) الْغَيْبِ عِنْدَهُ ، اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ ، وَانْتَجَبَهُ لِطُهْرِهِ ؛ بَقِيَّةً مِنْ آدَمَعليه‌السلام ، وَخِيَرَةً مِنْ ذُرِّيَّةِ نُوحٍ ، وَمُصْطَفىً مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُلَالَةً مِنْ إِسْمَاعِيلَ ، وَصَفْوَةً(٧) مِنْ عِتْرَةِ(٨) مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لَمْ يَزَلْ مَرْعِيّاً بِعَيْنِ اللهِ يَحْفَظُهُ(٩) وَيَكْلَؤُهُ(١٠) بِسِتْرِهِ ، مَطْرُوداً عَنْهُ حَبَائِلُ إِبْلِيسَ(١١) وَجُنُودِهِ ، مَدْفُوعاً عَنْهُ وُقُوبُ(١٢) الْغَوَاسِقِ(١٣) ،

__________________

=استخرجوا من صلبه لأخذ الميثاق منهمالوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٠ ؛الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٦٢ ( ذرر ).

(١) « ذَرَأه » ، أي خلقه ، يقال : ذرأ الله الخلق يذرؤُهم ذَرْءاً ، أي خلقهم. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٩١ : « وربّما يقرأ بالألف المنقلبة عن الواو ، أي فرّقه وميّزه حين أخرجه من صلب آدم ». وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٥١ ( ذرأ ).

(٢) « البَرِيَّة » : الخلق والمخلوقون ، فَعيلةٌ بمعنى مفعولة ، من برأ بمعنى خلق ، وقد تركت العرب همزَهُ. وإن أُخذت من البَرَى - وهو التراب - فأصلها غير الهمز.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦ ؛ ( برأ ) ؛المصباح المنير ، ص ٤٧ ( برى ).

(٣) في « ف » والغيبة : « خلقه ».

(٤) في « ب » : « نسمته ». و « النَسَمَة » : النفس والروح وكلّ دابّة فيها روح فهي نَسَمَةٌ ، أو من النسيم ، وهو أوّل هبوب الريح الضعيفة ، أي أوّل الريح قبل أن تشتدّ. والجمع : النَسَم ، ويجوز الإفراد والجمع هنا. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٩ ( نسم ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٩١ - ٢٩٢.

(٥) في « ج ، بر » : « مخبوّاً » من الخبأ. و « المـَحْبُوّ » : اسم مفعول من الحِباء بمعنى العطاء ، يقال : حباه يحبوه ، أي‌ أعطاه. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٨ ( حبو ).

(٦) في الوافي : « عالم ».

(٧) صَفْوَة الشي‌ء : خالصه. وفي الصاد الحركات الثلاث ، فإذا نزعوا الهاء قالوا : له صَفْوُ مالي ، بالفتح لاغير. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٠١ ( صفو ).

(٨) عِتْرَةُ الرجل : أخصّ أقاربه.النهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ( عتر ).

(٩) في « ض » : - « يحفظه ». وفي الغيبة : + « بملائكته ».

(١٠) « يَكْلَؤُهُ » ، أي يحفظه ويحرسه ، من الكِلاءَة بمعنى الحفظ والحراسة. فيشرح المازندراني : « وهي أشدّ من الحفظ » ، وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٦٩ ( كلأ ).

(١١) « حَبائلُ إبليس » : مَصايِدُهُ ، واحدها حِبالة ، وهي ما يُصادُ بها من أيّ شي‌ء كان.النهاية ، ج ١ ، ص ٣٣٣ ( حبل ).

(١٢) « الوُقُوب » : الدخول في كلّ شي‌ء. يقال : وَقَبَ الشي‌ء يَقِبُ وُقُوباً ، أي دخل. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١٢ ( وقب ).

(١٣) « الغَواسِق » : جمع الغاسق ، وهو الليل إذا غاب الشفق ، أو الليل المـُظْلِم ، من الغَسَق بمعنى أوّل ظلمة الليل ، =

٥٠٦

وَنُفُوثُ(١) كُلِّ فَاسِقٍ ، مَصْرُوفاً عَنْهُ قَوَارِفُ(٢) السُّوءِ ، مُبَرَّأً(٣) مِنَ(٤) الْعَاهَاتِ(٥) ، مَحْجُوباً عَنِ الْآفَاتِ ، مَعْصُوماً مِنَ الزَّلَّاتِ ، مَصُوناً(٦) عَنِ(٧) الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ، مَعْرُوفاً بِالْحِلْمِ وَالْبِرِّ فِي يَفَاعِهِ(٨) ، مَنْسُوباً إِلَى الْعَفَافِ وَالْعِلْمِ وَالْفَضْلِ عِنْدَ انْتِهَائِهِ ، مُسْنَداً(٩) إِلَيْهِ أَمْرُ وَالِدِهِ ، صَامِتاً عَنِ الْمَنْطِقِ(١٠) فِي حَيَاتِهِ.

فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّةُ وَالِدِهِ ، إِلى أَنِ انْتَهَتْ بِهِ مَقَادِيرُ اللهِ إِلى مَشِيئَتِهِ ، وَجَاءَتِ الْإِرَادَةُ مِنَ اللهِ فِيهِ إِلى مَحَبَّتِهِ(١١) ، وَبَلَغَ مُنْتَهى مُدَّةِ وَالِدِهِعليه‌السلام ، فَمَضى وَصَارَ أَمْرُ اللهِ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَقَلَّدَهُ دِينَهُ ، وَجَعَلَهُ الْحُجَّةَ عَلى عِبَادِهِ ، وَقَيِّمَهُ فِي بِلَادِهِ ، وَأَيَّدَهُ بِرُوحِهِ ،

__________________

=أو شدّة ظلمته. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٣٧ ؛المفردات للراغب ، ص ٦٠٦ ( غسق ).

(١) « النُفُوثُ » : جمع النَفْث ، وهو شبيه بالنفخ ، وهو أقلّ من التَفْل ؛ لأنّه لايكون إلّاومعه شي‌ء من الريق. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٨ ( نفث ).

(٢) قال المجلسي فيمرآة العقول : « قوارف السوء ، من اقتراف الذنب بمعنى اكتسابه ، أو المراد الاتّهام بالسوء ، من قولهم : قَرَفَ فلاناً : عابه ، أو اتّهمه. وأقرفه : وقع فيه ، وذكره بسوء. وأقرف به : عرّضه للتهمة ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٢٤ ( قرف ).

(٣) ويحتمل كونه « مُبْرَأً » من الإفعال.

(٤) في « ج » والوافي : « عن ».

(٥) « العاهَة » والآفة بمعنى واحد ، وهي عرَضٌ مفسد لما أصاب من شي‌ء ، أي هي مايوجب خروج عضو من مزاجه الطبيعي. ويمكن أن يراد بالأوّل الأمراض التي توجب نفرة الخلق كالجذام ، وبالثاني الأمراض النفسانيّة. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٦ ( أوف ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٢٩٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٠٤.

(٦) في « ف ، بح ، بس ، بف » : - « من الزلاّت مصوناً ».

(٧) في « ب ، ف ، بح ، بس ، بف » والغيبة : « من ».

(٨) « في يفاعه » ، أي في أوائل سنّه وفي صغره وبدو شبابه. يقال : أيْفَعَ الغلامُ فهو يافع ، إذا شارَفَ الاحتلام ولمـَايحتلم ، وهو من نوادر الأبنية ، أي لايقال : مُوفِعٌ. واليَفاع أيضاً : المرتفع من كلّ شي‌ء ، ولعلّه منه قال المازندراني في شرحه : « اليفع : الرفعة والشرف والغلبة ». وراجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩٩ ( يفع ).

(٩) في « ب ، بر » : « مستنداً ».

(١٠) في « ج ، ض ، بس ، بف » : « النطق ».

(١١) في « ض » وحاشية « بح » : « حجّته ». وفي « بر » : « محنته ».

٥٠٧

وَآتَاهُ(١) عِلْمَهُ ، وَأَنْبَأَهُ فَصْلَ(٢) بَيَانِهِ ، وَاسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ ، وَانْتَدَبَهُ(٣) لِعَظِيمِ أَمْرِهِ ، وَأَنْبَأَهُ فَضْلَ(٤) بَيَانِ عِلْمِهِ ، وَنَصَبَهُ عَلَماً لِخَلْقِهِ ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أَهْلِ عَالَمِهِ ، وَضِيَاءً لِأَهْلِ دِينِهِ ، وَالْقَيِّمَ عَلى عِبَادِهِ ، رَضِيَ اللهُ بِهِ إِمَاماً لَهُمُ ، اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ ، وَاسْتَحْفَظَهُ عِلْمَهُ ، وَاسْتَخْبَأَهُ(٥) حِكْمَتَهُ ، وَاسْتَرْعَاهُ(٦) لِدِينِهِ ، وَانْتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أَمْرِهِ ، وَأَحْيَا بِهِ مَنَاهِجَ سَبِيلِهِ(٧) ، وَفَرَائِضَهُ وَحُدُودَهُ ، فَقَامَ بِالْعَدْلِ عِنْدَ تَحْيِيرِ(٨) أَهْلِ الْجَهْلِ ، وَتَحْبِيرِ(٩) أَهْلِ الْجَدَلِ ، بِالنُّورِ(١٠) السَّاطِعِ(١١) ، وَالشِّفَاءِ النَّافِعِ(١٢) ، بِالْحَقِّ الْأَبْلَجِ(١٣) ، وَالْبَيَانِ اللاَّئِحِ(١٤) مِنْ كُلِّ مَخْرَجٍ ، عَلى طَرِيقِ الْمَنْهَجِ ، الَّذِي مَضى عَلَيْهِ الصَّادِقُونَ مِنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، فَلَيْسَ يَجْهَلُ‌

__________________

(١) في الغيبة : « أعطاه ».

(٢) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح » والوافي : « فضل ».

(٣) « انتدب » يُستعمل لازماً ومتعدّياً ، تقول : انتدبتُه للأمر فانتدب ، أي دعوته له فأجاب. قال الفيض فيالوافي : « انتدبه : اختاره ». وراجع :المصباح المنير ، ص ٥٩٧ ( ندب ).

(٤) في « بر » والغيبة : « فصل ».

(٥) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر » : « استحباه ». و « استخبأه » ، أي طلب منه الكتمان ، من الخَبْ‌ء بمعنى الستر والإخفاء. يقال : خَبَأَ الشي‌ءَ يخبوه خبأً : ستره وأخفاه. والمراد : أودع عنده حكمته وأمره بالكتمان. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٢ ( خبأ ) ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٩٠.

(٦) « استرعاه » ، أي طلب منه الرعاية والحفظ ، أي جعله راعياً حافظاً. يقال : رعاه يرعاه رَعْياً ورِعايةً ، أي حَفِظَهُ ، وكلّ من ولي أمر قوم فهو راعيهم وهم رعيّته ، وقد استرعاه إيّاهم : استحفظه. قال الفيض فيالوافي : « استرعاه : اعتنى بشأنه ». وراجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٢٧ ( رعى ).

(٧) في « ف ، بس » : « سبله ».

(٨) هكذا في « ألف ، بد ، بع ، جط ، جل ، جم ، جه » وحاشية « بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « تحيّر ».

(٩) هكذا في « بد ، بش ، بع » وحاشية « جو » وهو مقتضى المقام. و « التحبير » بمعنى تزيين الكلام وتحسينه. وفي بعض النسخ والمطبوع : « تحيير ». وفي بعض نسخ اخرى : « تحيّر ».

(١٠) قال المجلسي فيمرآة العقول : « الباء للسببيّة ، أو بدل ، أو عطف بيان لقوله : بالعدل. وكذا قوله : بالحقّ بالنسبة إلى قوله : بالنور ».

(١١) « الساطع » : المنتشر ، أو المرتفع. والصبح الساطع : أوّل ما ينشقّ مستطيلاً. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٥٤ ( سطع ). (١٢) في الغيبة : « البالغ ».

(١٣) في حاشية « ج » : « اللائح ».

(١٤) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر » : - « اللائح ».

٥٠٨

حَقَّ هذَا الْعَالِمِ إِلَّا شَقِيٌّ ، وَلَايَجْحَدُهُ إِلَّا غَوِيٌّ(١) ، وَلَايَصُدُّ عَنْهُ(٢) إِلَّا جَرِيٌّ عَلَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا ».(٣)

١٦ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام وُلَاةُ الْأَمْرِ وَهُمُ النَّاسُ

الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ‌

٥٢٩/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَشَّاءُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٤) فَكَانَ جَوَابُهُ :

«( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً ) يَقُولُونَ لِأَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ(٥) وَالدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ : هؤُلاءِ أَهْدى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ سَبِيلاً( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً * أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ ) يَعْنِي الْإِمَامَةَ وَالْخِلَافَةَ( فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً ) نَحْنُ(٦) النَّاسُ الَّذِينَ عَنَى اللهُ. وَالنَّقِيرُ : النُّقْطَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ النَّوَاةِ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) نَحْنُ(٧) النَّاسُ الْمَحْسُودُونَ عَلى مَا آتَانَا اللهُ مِنَ الْإِمَامَةِ‌

__________________

(١) « الغَوِيّ » : الضالّ ، والتارك لسبيل الحقّ والسالك لغيره ، من الغيّ بمعنى الضلال والانمهاك في الباطل. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٩٧ ( غوى ).

(٢) في الغيبة : « لايدعه » بدل « لايصدّ عنه ».

(٣)الغيبة للنعماني ، ص ٢٢٤ ، ح ٧ ، عن الكليني. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤١٢ ، ح ٢ ، بسنده عن ابن محبوب ، عن ابن إسحاق بن غالب ( والمذكور في بعض نسخه « عن إسحاق بن غالب » وهو الصواب ) مع زيادة في أوّله ، إلى قوله : « مشبّهات الفتن »الوافي ، ج ٣ ، ص ٤٨٧ ، ح ٩٩١.

(٤) النساء (٤) : ٥٩.

(٥) في الوافي والبصائر : « الضلال ».

(٦) في « ف » : « ونحن ».

(٧) في « ف » : « ونحن ».

٥٠٩

دُونَ خَلْقِ اللهِ(١) أَجْمَعِينَ( فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً ) يَقُولُ : جَعَلْنَا مِنْهُمُ الرُّسُلَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ ، فَكَيْفَ يُقِرُّونَ بِهِ فِي آلِ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، وَيُنْكِرُونَهُ فِي آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!( فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً ) (٢) ».(٣)

٥٣٠/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٤) عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (٥) قَالَ : « نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ ».(٦)

٥٣١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ(٧) ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَحْوَلِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ض » : « الخلق » بدل « خلق الله ».

(٢) النساء (٤) : ٥١ - ٥٦. و « نَضِجَتْ جُلُودُهُم » أي احترقت وطبخت.لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٧٨ ؛المفردات للراغب ، ص ٤٩٦ ( نضج ).

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٣٤ ، ح ٣ ، بسنده عن ابن اُذينة ، وفيه إلى قوله : « نحن الناس الذين عنى الله » ؛ تفسير فرات ، ص ١٠٦ ، ح ١٠٠ ، وفيه : « جعفر بن أحمد معنعناً عن بريد » ، من قوله :( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآءَاتَا هُمُ اللهُ ) .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥٣ ، عن بريد بن معاوية ، مع زيادة في آخره. راجع :كتاب سليم بن قيس ، ص ٧٦٩ ، ح ٢٥الوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٨ ، ح ١٠٣٠.

(٤) في البصائر : « أبي جعفر ».

(٥) النساء (٤): ٥٤.

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣٥ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد.تفسير فرات ، ص ١٠٦ ، بسند آخرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٩ ، ح ١٠٣١.

(٧) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٣٦ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن يحيى الحلبي من دون توسط النضر بن سويد ، والموجود في بعض نسخالبصائر والبحار ، ج ٢٣ ، ص ٢٨٨ ، ح ١١ ، توسط النضر بن سويد بين الحسين بن سعيد ويحيى الحلبي ، وهو الصواب ؛ فقد روى الحسين بن سعيد عن النضر =

٥١٠

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ ) ؟ فَقَالَ : « النُّبُوَّةَ». قُلْتُ :( وَالْحِكْمَةَ ) ؟ قَالَ : « الْفَهْمَ وَالْقَضَاءَ ». قُلْتُ :( وَءَاتَيْناهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً ) (١) ؟ فَقَالَ : « الطَّاعَةَ(٢) ».(٣)

٥٣٢/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) فَقَالَ : « يَا أَبَا الصَّبَّاحِ ، نَحْنُ وَاللهِ النَّاسُ الْمَحْسُودُونَ(٤) ».(٥)

٥٣٣/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٦) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ(٧) بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ

__________________

=بن سويد كتاب يحيى الحلبي وتكرّر هذا الارتباط في الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥٠١ ، الرقم ٧٩٠ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٣٨٧ - ٣٨٩.

(١) النساء (٤) : ٥٤.

(٢) في الكافي ، ح ٤٨٦ وتفسير القمّي : « قال : الطاعة المفروضة » بدل « فقال : الطاعة ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٣٦ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن يحيى الحلبي .الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّةعليهم‌السلام ، ح ٤٨٦ ، بسند آخر عن أبى جعفرعليه‌السلام ، من قوله :( وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكًا ) ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٤٠ ، بسند آخر ؛تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٨ ، ح ١٦٠ ، عن حمران .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٠ ، ح ١٠٣٤.

(٤) في البصائر ، ص ٣٥ : + « وأشار بيده إلى صدره ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٥ ، ح ٤ ، بسنده عن أبي الصبّاح الكناني. وفيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح ٤٨٨ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٢٠٢ ، ح ١ ؛ والتهذيب ، ج ٤ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٦٧ ، بسند آخر عن أبي الصبّاح الكناني ، مع زيادة في أوّله.تفسير فرات ، ص ١٠٧ ، ح ١٠١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٧ ، ح ١٥٥ ، عن أبي الصبّاح الكنانيالوافي ، ج ٣ ، ص ٥١٩ ، ح ١٠٣٢.

(٦) في « ب » وحاشية « بر » : + « بن هاشم ».

(٧) في « ب » : - « محمّد ».

٥١١

وَءَاتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً ) قَالَ(١) : « جَعَلَ مِنْهُمُ الرُّسُلَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ ، فَكَيْفَ يُقِرُّونَ(٢) فِي آلِ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، وَيُنْكِرُونَهُ(٣) فِي آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟! ».

قَالَ : قُلْتُ(٤) :( وَءَاتَيْنَاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً ) (٥) ؟ قَالَ(٦) : « الْمُلْكُ الْعَظِيمُ أَنْ جَعَلَ فِيهِمْ أَئِمَّةً مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ(٧) اللهَ ؛ وَمَنْ عَصَاهُمْ عَصَى(٨) اللهَ ؛ فَهُوَ الْمُلْكُ الْعَظِيمُ ».(٩)

١٧ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام هُمُ الْعَلَامَاتُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي‌كِتَابِهِ‌

٥٣٤/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ(١٠) ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْجَصَّاصُ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ :( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (١١) قَالَ : « النَّجْمُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَالْعَلَامَاتُ هُمُ(١٢) الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(١٣)

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « قال ». وفي « بح » : « يقول ».

(٢) في تفسير العيّاشي ، ص ٢٤٦ : + « بذلك ».

(٣) في « ف » : « وينكرون ».

(٤) في « بر » والوافي : + « قوله ». وفي البصائر : « فما معنى قوله » بدل « قال : قلت ».

(٥) في تفسير العيّاشي ، ص ٢٤٦ : + « ما الملك العظيم ».

(٦) في « بس » : + « إنّ ».

(٧) في « ج » : « فقد أطاع ».

(٨) في « ج » : « فقد عصى ».

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٣٦ ، ح ٦ ، بسنده عن ابن أبي عمير.كتاب سليم بن قيس ، ص ٧٦٩ ، ح ٢٥ ، بسند آخر ، عن عليعليه‌السلام .تفسير فرات ، ص ١٠٧ ، ح ١٠٢ ، بسند آخر من قوله : « قال : الملك العظيم أن جعل ».تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥٣ ، عن بريد بن معاوية ، مع زيادة في أوّله ؛وفيه ، ص ٢٤٨ ، ح ١٥٨ ، عن أبي خالد الكابلي ، من قوله : « قال : الملك العظيم أن جعل » مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٠ ، ح ١٠٣٣.

(١٠) في « ض » : « المشرق » وهو سهو. وأبو داود هذا ، هو سليمان بن سفيان المسترقّ. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٨٣ ، الرقم ٤٨٥ ؛رجال الكشي ، ص ٣١٩ ، الرقم ٥٧٧.

(١١) النحل (١٦) : ١٦.

(١٢) في « بر ، بس » : - « هم ».

(١٣)الأمالي للطوسي ، ص ١٦٣ ، المجلس ٦ ، ح ٢٧٠ ، بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٥٥ ، ح ٨ ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢١ ، ح ١٠٣٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٩ ، ح ٥٤.

٥١٢

٥٣٥/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

سَأَلَ الْهَيْثَمُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - وَأَنَا عِنْدَهُ - عَنْ قَوْلِ اللهِ(١) عَزَّ وَجَلَّ :( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله النَّجْمُ(٢) ، وَالْعَلَامَاتُ هُمُ(٣) الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(٤)

٥٣٦/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ(٥) عَزَّ وَجَلَّ :( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قَالَ : « نَحْنُ الْعَلَامَاتُ ، وَالنَّجْمُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٦)

١٨ - بَابُ أَنَّ الْآيَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي كِتَابِهِ هُمُ‌الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام

٥٣٧/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ) (٧) قَالَ : « الْآيَاتُ هُمُ(٨) الْأَئِمَّةُ ، وَالنُّذُرُ هُمُ(٩) الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ».(١٠)

__________________

(١) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « عن قوله ».

(٢) في « ف » : « النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٣) في « ض ، بح ، بر » : - « هم ».

(٤)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢١ ، ح ١٠٣٦.

(٥) في « بف » وحاشية « بح » : « عن قوله ».

(٦)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٤٣ ، بسند آخر مع زيادة في أوّله وآخره ؛تفسير فرات ، ص ٢٣٣ ، ح ٣١١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٢٣٣ ، ح ٣١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ، ح ١٠ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ؛وفيه ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ، ح ٩ ، عن أبي مخلّد الخيّاط ، عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢١ ، ح ١٠٣٧. (٧) يونس (١٠) : ١٠١.

(٨) في « بف » والوافي وتفسير القمّي : - « هم ».

(٩) في « بف » والوافي وتفسير القمّي : - « هم ».

(١٠)تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٢٠ ، عن الحسين بن محمّدالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٢ ، ح ١٠٣٩.

٥١٣

٥٣٨/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ رَفَعَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا ) (١) : « يَعْنِي الْأَوْصِيَاءَ كُلَّهُمْ ».(٢)

٥٣٩/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(٣) بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٤) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ الشِّيعَةَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ تَفْسِيرِ هذِهِ الْآيَةِ :( عَمَّ يَتَساءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) ؟(٥) قَالَ : « ذلِكَ إِلَيَّ إِنْ شِئْتُ أَخْبَرْتُهُمْ ، وَإِنْ شِئْتُ لَمْ أُخْبِرْهُمْ » ثُمَّ(٦) قَالَ : « لكِنِّي أُخْبِرُكَ بِتَفْسِيرِهَا ».

قُلْتُ :( عَمَّ يَتَساءَلُونَ ) ؟ قَالَ : فَقَالَ : « هِيَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : مَا لِلّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - آيَةٌ هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَلَالِلّهِ مِنْ(٧) نَبَإٍ(٨) أَعْظَمُ مِنِّي ».(٩)

__________________

(١) القمر (٥٤) : ٤٢.

(٢)تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، بسند آخر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٢ ، ح ١٠٤٠.

(٣) في « و ، بح » : - « محمّد ».

(٤) في « ض » : - « له ».

(٥) النبأ (٧٨) : ١ - ٢.

(٦) في « بح » : - « ثمّ ».

(٧) في « ض ، بس ، بف » : - « من ».

(٨) في البصائر : + « عظيم ».

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٧٦ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير وغيره ( والمذكور في بعض نسخه : أو غيره ) عن محمّد بن الفضيل ، مع زيادة في آخره.تفسير فرات ، ص ٥٣٣ ، ح ٦٨٥ وح ٦٨٦ ، بسند آخر عن أبي حمزة الثمالي مع اختلاف ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٠١ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، من قوله : « كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول » مع اختلاف. وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١٢١الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٣ ، ح ١٠٤١.

٥١٤

١٩ - بَابُ مَا فَرَضَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَرَسُولُهُصلى‌الله‌عليه‌وآله

مِنَ الْكَوْنِ مَعَ‌الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام

٥٤٠/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ(١) ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢) قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ».(٣)

٥٤١/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( يَّأَ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قَالَعليه‌السلام : « الصَّادِقُونَ هُمُ(٤) الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام وَ(٥) الصِّدِّيقُونَ(٦) بِطَاعَتِهِمْ ».(٧)

__________________

(١) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٣١ ، ح ١ ، عن الحسين بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن‌عائذ ، لكنّ الموجود في بعض مخطوطاته توسُّط معلّى بن محمّد بين « الحسين بن محمّد » وبين « الحسن بن علي » وهو الصواب ؛ فإنّ الحسن بن علي الراوي عن أحمد بن عائذ ، هو الوشّاء ، ويروي الحسين بن محمّد عنه بتوسّط معلّى بن محمّد في كثير من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٦١ - ٤٦٤ ، ص ٤٦٧ - ٤٧٠.

(٢) التوبة (٩) : ١١٩.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٣١ ، ح ١ ، عن الحسين بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن عائذالوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ٥٦٤.

(٤) في « بف » والبصائر : - « هم ».

(٥) في البصائر : - « و ».

(٦) « الصِدّيق » - مثال الفِسّيق - : الدائم التصديق ، ويكون الذي يصدّق قوله بالعمل.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٠٦ ( صدق ).

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣١ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الرضاعليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ، ح ٥٦٣.

٥١٥

٥٤٢/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحسَنِ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَا حَيَاةً تُشْبِهُ حَيَاةَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَيَمُوتَ مِيتَةً تُشْبِهُ مِيتَةَ(٢) الشُّهَدَاءِ ، وَيَسْكُنَ الْجِنَانَ الَّتِي غَرَسَهَا الرَّحْمنُ(٣) ، فَلْيَتَوَلَّ(٤) عَلِيّاً ، وَلْيُوَالِ(٥) وَلِيَّهُ(٦) ، وَلْيَقْتَدِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي ، خُلِقُوا مِنْ طِينَتِي(٧) ؛ اللهُمَّ ارْزُقْهُمْ فَهْمِي(٨) وَعِلْمِي ، وَوَيْلٌ لِلْمُخَالِفِينَ لَهُمْ مِنْ‌

__________________

(١) هكذا في « ض ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسين ».

والصواب ما أثبتناه ، يؤيّد ذلك - مضافاً إلى ماتقدّم في الكافي ، ذيل ح ٤٤٦ - ورود مضمون الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٤٨ ، ح ١ عن محمّد بن عبدالحميد ، عن منصور بن يونس ، عن سعد بن طريف ، وما يأتي فيالكافي ، ح ٦٨٨ من رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن منصوربن يونس ، وقد ورد مضمون ذاك الخبر أيضاً فيبصائر الدرجات ، ص ٢٩٣ ، ح ٣. ويؤيّده أيضاً رواية محمّد بن الحسن [ الصفّار ] عن محمّد بن عبدالحميد ، في بعض طرق النجاشي والشيخ الطوسي إلى كتب بعض الأصحاب ، راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٦٤ ، الرقم ٩٨١ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٥٠ ، الرقم ٦٣ ؛ وص ٣٢٤ ، الرقم ٥٠٣ ؛ وص ٣٤٥ ، الرقم ٥٤٤ ؛ وص ٤٠٠ ، الرقم ٦٠٧.

وأمّا ماورد في بعض الأسناد من رواية محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالحميد ، فمحمّد بن الحسين في هذه الموارد مصحّف إمّا من محمّد بن الحسن - كما في ما نحن فيه - ، أو من موسى بن الحسن. والتفصيل لايسعه المقام.

(٢) في « بح » : « موته ».

(٣) في « بح ، بس » : « الله ». والمراد بغرسه إيّاها : إنشاؤها بقول « كن » ومجرّد التقدير والإيجاد. راجع :شرح‌المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣١٢ ؛الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤.

(٤) « فليتولّ » ، أي فليتّخذه وليّاً ، أي اماماً. يقال : تولاّه ، أي اتّخذه وليّاً. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٦١ ( ولى ). (٥) في « بح » : « وليتوال ».

(٦) « الموالاة » : ضدّ المعاداة ، والوليّ هنا بمعنى المحبّ والناصر. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٣٠ ( ولى ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٢٢.

(٧) « الطِينَة » : الخلقة والجبلّة والأصل. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٧٠ ( طين ).

(٨) « الفهم » : المعرفة بالقلب. وسرعة الفهم : جودة الذهن وشدّة ذكائه. والعلم : مطلق الإدراك. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٠٩ ( فهم ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣١٣.

٥١٦

أُمَّتِي ؛ اللهُمَّ لَاتُنِلْهُمْ شَفَاعَتِي(١) ».(٢)

٥٤٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - يَقُولُ : اسْتِكْمَالُ(٣) حُجَّتِي(٤) عَلَى الْأَشْقِيَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ : مَنْ تَرَكَ وَلَايَةَ(٥) عَلِيٍّ ، وَ وَالى أَعْدَاءَهُ ، وَأَنْكَرَ فَضْلَهُ وَفَضْلَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ ، فَإِنَّ فَضْلَكَ فَضْلُهُمْ ، وَطَاعَتَكَ طَاعَتُهُمْ ، وَحَقَّكَ حَقُّهُمْ ، وَمَعْصِيَتَكَ مَعْصِيَتُهُمْ ، وَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِكَ ، جَرى فِيهِمْ رُوحُكَ ، وَرُوحُكَ(٦) مَا جَرى فِيكَ مِنْ رَبِّكَ ، وَهُمْ عِتْرَتُكَ مِنْ طِينَتِكَ وَلَحْمِكَ وَدَمِكَ ، وَقَدْ أَجْرَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِمْ سُنَّتَكَ وَسُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ(٧) قَبْلَكَ ، وَهُمْ خُزَّانِي عَلى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ ، حَقٌّ عَلَيَّ لَقَدِ اصْطَفَيْتُهُمْ(٨) وَانْتَجَبْتُهُمْ(٩) وَأَخْلَصْتُهُمْ وَارْتَضَيْتُهُمْ ، وَنَجَا مَنْ أَحَبَّهُمْ وَوَالَاهُمْ‌

__________________

(١) « لاتُنِلهُمْ » ، أي لاتُصِبْهُمْ. يقال : نال خيراً يَنالُ نيلاً ، أي أصاب ، وأناله غيره. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٣٨ ( نيل ).

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٤٨ ، ح ١ عن محمّد بن عبد الحميد.وفيه ، ص ٤٨ ، ح ٢ ، بسند آخر عن سعد بن طريف.الأمالي للطوسي ، ص ٥٧٨ ، المجلس ٢٣ ، ح ٩ ، بسند آخر ، عن أبي ذرّ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ٥٥٨. (٣) استظهر في حاشية « بر » : « استكمل ».

(٤) « استكمال حجّتي » مبتدأ ، و « على الأشقياء » خبره ، و « من ترك » بدل من الأشقياء يفسّره. راجع :الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٢٢.

(٥) « الوَلاية » : الإمارة والسلطنة. و « الوِلاية » : المحبّة والطاعة. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٨ ( ولا ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٢٢.

(٦) في البصائر : « روحهم ». وفتح الراء في « رَوْحك » الثاني - بمعنى الراحة والرحمة ، كنايةً عن الألطاف الربّانيّة - محتمل عند المازندراني ، متعيّن عند المجلسي. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣١٤ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٢٢.

(٧) في « ج » : + « من ».

(٨) قال المجلسي فيمرآة العقول : « لقد اصطفيتهم ، اللام جواب القسم ؛ لأنّ قوله : حقّ عليّ ، بمنزلة القسم ، أو « حقّ » خبر مبتدأ محذوف ، وقوله : لقد اصطفيتهم ، استيناف بيانيّ ».

(٩) « انتجبهم » ، أي اختارهم واصطفاهم. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ( نجب ).

٥١٧

وَسَلَّمَ لِفَضْلِهِمْ ، وَلَقَدْ أَتَانِي جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَأَحِبَّائِهِمْ وَالْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِمْ ».(١)

٥٤٤/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ(٢) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي ، وَيَمُوتَ مِيتَتِي ، وَيَدْخُلَ جَنَّةَ عَدْنٍ(٣) الَّتِي غَرَسَهَا اللهُ(٤) رَبِّي(٥) بِيَدِهِ ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ، وَلْيَتَوَلَّ(٦) وَلِيَّهُ ، وَلْيُعَادِ عَدُوَّهُ ، وَلْيُسَلِّمْ لِلْأَوْصِيَاءِ(٧) مِنْ بَعْدِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي مِنْ لَحْمِي وَدَمِي ، أَعْطَاهُمُ اللهُ فَهْمِي وَعِلْمِي ، إِلَى اللهِ أَشْكُو أَمْرَ أُمَّتِي الْمُنْكِرِينَ لِفَضْلِهِمْ ، الْقَاطِعِينَ فِيهِمْ صِلَتِي(٨) ، وَايْمُ اللهِ(٩) ، لَيَقْتُلُنَّ ابْنِي(١٠) ، لَا أَنَالَهُمُ اللهُ‌

__________________

(١)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام ولاة أمر الله ، ح ٥١٢ ، مع نقيصة.بصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ؛وفيه ، ص ١٠٥ ، ح ١٢ ، عن محمّد بن الحسين ، مع نقيصة.الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ، ح ٥٦٢.

(٢) في « ض ، و » : « مسلم ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٣) « العدن » في اللغة : الإقامة وقال العلّامة المجلسي : « وجنّة العدن اسم لمدينة الجنّة ، وهي مسكن الأنبياء والعلماء والشهداء والأئمّة العدل » راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ( عدن ) ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٢٣.

(٤) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي والبصائر ، ص ٤٩ و ٢٥ : - « الله ».

(٥) في « ض » : - « ربّي ».

(٦) في حاشية « بح » : « وليوال ».

(٧) في البصائر ، ص ٤٩ و ٥٢ : « وليأتمّ بالأوصياء » بدل « وليسلّم للأوصياء ».

(٨) « الصلة » : إمّا مصدر وَصَل ، بمعنى اتّصل. أو اسم بمعنى الجائزة والعطيّة. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٩٣ ( وصل ).

(٩) قال الجوهري فيالصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٢١ ( يمن ) : « أيْمُنُ اللهِ : اسم وضع للقسم ، وألفه ألف وصل عند الأكثر ، ولم يجي‌ء في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها ، وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء ، تقول : لَيْمُنُ الله ، فتذهب الألف في الوصل. وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف ، والتقدير : أيْمُنُ اللهِ قسمي ، وأيْمُنُ اللهِ ما اُقسم به. وربّما حذفوا منه النون ، فقالوا : أيْمُ اللهِ وايم اللهِ ، وربّما حذفوا غيرها ، فقالوا : اَمُ اللهِ ، مُ اللهِ ، مِ اللهِ ، مُنُ الله ، مَنَ اللهِ ، مِنِ اللهِ ». وقال المجلسي فيمرآة العقول : « وأيم - بفتح الهمزة وسكون الياء - مبتدأ مضاف ، وأصله أيْمُن جمع يمين ، وخبره محذوف وهو يميني ».

(١٠) في البصائر ، ص ٥٢ : + « يعني الحسن ». وفي مرآة العقول : « والمراد بالابن الحسينعليه‌السلام . وربّما يقرأ =

٥١٨

شَفَاعَتِي ».(١)

٥٤٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَبْدِ الْقَهَّارِ(٢) ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي ، وَيَمُوتَ مِيتَتِي ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَنِيهَا رَبِّي ، وَيَتَمَسَّكَ بِقَضِيبٍ(٣) غَرَسَهُ رَبِّي بِيَدِهِ ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام وَأَوْصِيَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَايُدْخِلُونَكُمْ فِي بَابِ ضَلَالٍ ، وَلَايُخْرِجُونَكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى ، فَلَا تُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَلّا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ(٤) وَبَيْنَ الْكِتَابِ حَتّى يَرِدَا(٥) عَلَيَّ الْحَوْضَ هكَذَا - وَضَمَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ - وَعَرْضُهُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ(٦) إِلى أَيْلَةَ(٧) ،فِيهِ

__________________

= بصيغة التثنية إشارة إلى الحسن والحسينعليهما‌السلام ».

(١)بصائر الدرجات ، ص ٥٠ ، ح ١٠ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛وفيه ، ص ٤٩ ، ح ٥ ، بسنده عن محمّد بن سالم ؛وفيه ، ص ٥٢ ، ح ١٧ ، بسنده عن أبان بن تغلب. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٣٦ ، المجلس ٩ ، ح ١١ ، بسند آخر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٤ ، ح ٥٥٩.

(٢) كذا في النسخ والمطبوع. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٩ ، ح ٦ : « عبدالقاهر ». ولا يبعد صحّته ، وأن يكون عبدالقاهر ، هو الذي روى عن جابر ، وذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الصادقعليه‌السلام . راجع :رجال الطوسي ، ص ٢٤٢ ، الرقم ٣٣٤١.

(٣) في حاشية « بف » : « بقضيبي ». و « القضيب » : الغصن ، وهو ما تشعّب عن ساق الشجرة. والجمع : القُضبان. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ( قضب ). وقال في الوافي : « لعلّة صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله و سلّم كنّى بالقضيب المغروس بيد الربّ عن شجرة أهل البيتعليهم‌السلام شجرة طوبي ».

(٤) في « بح » : « بيني ». والمراد بعدم الفرق بينهم وبين الكتاب ، عدم مزايلتهم عن علمه ، وعدم مزايلته عمّايحتاجون إليه من العلم ، والمراد بالحوض : الكوثر ، وتأويله العلم.الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٦.

(٥) في حاشية « ف » : « يردوا معه ».

(٦) في شرح المازندراني : « الصنعاء ».

(٧) في البصائر : « أبلة ». و « أيْلَةُ » : جبل بين مكّة ومدينة قرب يَنْبُعَ ، وبلد بين ينبع ومصر. و « إِيلَةُ » بالكسر : قرية بباخَرْز. وموضعان آخران.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٧٦ ( أيل ). وقال المجلسي فيمرآة العقول : « وفي =

٥١٩

قُدْحَانُ(١) فِضَّةٍ وَذَهَبٍ(٢) عَدَدَ النُّجُومِ ».(٣)

٥٤٦/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام (٤) : « إِنَّ(٥) الرَّوْحَ(٦) وَالرَّاحَةَ وَالْفَلْجَ(٧) وَالْعَوْنَ(٨) وَالنَّجَاحَ(٩) وَالْبَرَكَةَ(١٠) وَالْكَرَامَةَ(١١) وَالْمَغْفِرَةَ‌

__________________

= أكثر روايات الحوض في سائر الكتب : بضمّ الألف والباء الموحّدة واللام المشدّدة ، وهي بلد قرب بصرة في الجانب البحريّ ولعلّه موضع البصرة اليوم ».

(١) « قُدْحان » : جمع قَدَح - على ما نقله الفيض في الوافي عن المهذّب - وهو ما يشرب منه ، وهو إناء يروي الرجلين ، أو اسم يجمع الصغار والكبار. ويجمع على أقداح. وراجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٥٤ ( قدح ).

(٢) في شرح المازندراني : « ذهب وفضّة ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٩ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن الحسين.وفيه ، ص ٥٠ ، ح ٩ ؛ وص ٥١ ، ح ١٨ ، بسند آخر إلى قوله : « فإنّهم أعلم منكم » ؛وفيه ، ح ١٥ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قوله : « ولا يخرجونكم من باب هدى » ؛الأمالي للطوسي ، ص ٢٩٤ ، المجلس ١٧ ، ح ٤٨. بسند آخر مع اختلاف. راجع :الأمالي للطوسي ، ص ٥٧٨ ، المجلس ٢٣ ، ح ٩.الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٥ ، ح ٥٦٠.

(٤) فيمرآة العقول : « وكأنّه سقط منه : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » كما يظهر من آخر الخبر ».

(٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « وإنّ ».

(٦) فيشرح المازندراني : « الروح وما عطف عليه مسند إليه ، وقوله : من الله عزّ وجلّ ، متعلّق بكلّ واحد من الاُمور المذكورة ، وقوله : لمن تولّى عليّاً ، مسند ». و « الرَوْح » : الراحة والسرور والفرح والرحمة ونسيم الريح. راجع :تاج العروس ، ج ٤ ، ص ٥٨ ( روح ).

(٧) في « ب ، ض ، ف ، بح » وحاشية « ج » : « الفلح ». وفي حاشية « بح ، بف » : « الفلاح ». و « الفَلْج » : الظفر والفوز ، يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه ، إذا غلبه.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ( فلج ).

(٨) في « بح » : « الفوز ». و « العَوْن » : الظهير على الأمر ، وكلّ شي‌ء أعانك فهو عَوْنٌ لك. أو هو مصدر بمعنى الإعانة والمعاونة والمظاهرة. راجع :المفردات للراغب ، ص ٥٩٨ ؛لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٩٨ - ٢٩٩ ( عون ).

(٩) « النُجْح والنجاح » : الظفر بالحوائج.الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ( نجح ).

(١٠) « البَرَكة » : الثبات والدوام ، وهو من بَرَك البعير ، إذا ناخ في موضع ولزمه ، وتطلق البركة على الزيادة والنماء.النهاية ، ج ١ ، ص ١٢٠ ( برك ).

(١١) « الكَرامَةُ » : اسم من الإكرام والتكريم ، وهما أن يُوصَلَ إلى الإنسان إكرامٌ ، أي نفع لايلحقه فيه غَضاضَة. أو أن =

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722