الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291296 / تحميل: 10249
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

وَالْمُعَافَاةَ(١) وَالْيُسْرَ(٢) وَالْبُشْرى وَالرِّضْوَانَ وَالْقُرْبَ وَالنَّصْرَ(٣) وَالتَّمَكُّنَ(٤) وَالرَّجَاءَ وَالْمَحَبَّةَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ تَوَلّى عَلِيّاً(٥) وَائْتَمَّ بِهِ(٦) ، وَبَرِئَ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَسَلَّمَ لِفَضْلِهِ وَلِلْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ ، حَقّاً(٧) عَلَيَّ(٨) أَنْ أُدْخِلَهُمْ فِي شَفَاعَتِي ، وَحَقٌّ(٩) عَلى رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَنْ يَسْتَجِيبَ لِي فِيهِمْ ؛ فَإِنَّهُمْ أَتْبَاعِي ، وَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ».(١٠)

__________________

= يَجْعَل ما يوصَل إليه شيئاً كريماً ، أي شريفاً. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٢١ ؛المفردات للراغب ، ص ٧٠٧ ( كرم ).

(١) قال الجوهري : عافاه الله وأعفاه بمعنى ، والاسم العافية ، وهي دفاع الله عن العبد. قال ابن الأثير : المعافاة : هي‌أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ، أي يُغنيك عنهم ويُغنيهم عنك ، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٢ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٥ ( عفو ).

(٢) في « بف » : « البشر ».

(٣) في « ج ، ض ، ف » : « النصرة ».

(٤) « التمكّن » : القدرة والاقتدار على الشي‌ء. راجع :المصباح المنير ، ص ٥٧٧ ( مكن ).

(٥) قوله : « تولّى عليّاً » ، أي اتّخذهعليه‌السلام وليّاً ، أي إماماً ، يقال : تولاّه ، أي اتّخذه وليّاً. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٦١ ( ولى ).

(٦) « ائتمّ به » ، أي اقتدى به ، من الائتمام بمعنى الاقتداء. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٥٦٥ ( أمم ).

(٧) في شرح المازندراني : « وحقّاً ».

(٨) حقّاً عليّ ، مفعول مطلق لفعل محذوف. قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٢٦ : « ويحتمل أن يكون « حقّاً » تأكيداً للجملة السابقة فيكون « عليّ » ابتداء الكلام ، أي واجب ولازم عليّ إدخالهم في شفاعتي ». وراجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣١٩.

(٩) قرأه العلّامة المازندراني فعلاً وقال : « قوله : « وحقّ على ربّي » جملة فعليّة معطوفة على فعليّة سابقة ».

(١٠)المحاسن ، ص ١٤٢ ، كتاب الصفوة ، ح ٣٧ ، إلى قوله : « وائتمّ به » ؛ وص ١٥٢ ، كتاب الصفوة ، ح ٧٤ ، وفيهما بسند آخر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع زيادة واختلاف يسير ؛ وفيبصائر الدرجات ، ص ٥٣ ، ح ١ ؛ وفضائل الشيعة ، ص ٣٣ ، ح ٢٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ١١١ ، المجلس ٢٣ ، ح ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث غدير - مع اختلاف وزيادة. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٣ ، عن أبي عبدالرحمن ، عن أبي كلدة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع اختلاف وزيادة في آخره.الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ، ح ٥٦١.

٥٢١

٢٠ - بَابُ أَنَّ أَهْلَ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللهُ الْخَلْقَ بِسُؤَالِهِمْ هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام

٥٤٧/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَجْلَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (١) : « قَالَ(٢) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الذِّكْرُ أَنَا ، وَالْأَئِمَّةُ أَهْلُ الذِّكْرِ ».

وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (٣) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « نَحْنُ(٤) قَوْمُهُ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ».(٥)

٥٤٨/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٦) :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ؟

قَالَ(٧) : « الذِّكْرُ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَنَحْنُ أَهْلُهُ(٨) الْمَسْؤُولُونَ ».

قَالَ : قُلْتُ : قَوْلُهُ(٩) :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) ؟

قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ، وَنَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ».(١٠)

__________________

(١) .النحل (١٦) : ٤٣؛الأنبياء(٢١):٧.

(٢) في حاشية « جو » والوسائل : « قال : قال ».

(٣) الزخرف (٤٣) : ٤٤.

(٤) في شرح المازندراني : « ونحن ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٠ ، ح ١٣ ، بسند آخر.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٠٤٧ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣٢٠٦ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٩ ، ح ٥٥. (٦) في « ف » : + « قول الله تعالى ».

(٧) في « ف » : + « إنّ ».

(٨) في البصائر ، ص ٤٠ ، والوسائل : « أهله نحن ».

(٩) في الوسائل : - « قوله ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٤٠ ، ح ١١ ، بسنده عن عبدالرحمن بن كثير إلى قوله : « ونحن أهله المسؤولون »وفيه ، ص ٣٨ ، ح ٨ ، بسند آخر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، من قوله :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ ) .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٠٤٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٤ ، ح ٣٣٢٠٨.

٥٢٢

٥٤٩/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(١) ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ؟ فَقَالَ : « نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ».(٢)

قُلْتُ : فَأَنْتُمُ الْمَسْؤُولُونَ ، وَنَحْنُ السَّائِلُونَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».

قُلْتُ : حَقّاً عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».

قُلْتُ : حَقّاً عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ : « لَا ، ذَاكَ إِلَيْنَا ، إِنْ شِئْنَا فَعَلْنَا ، وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَفْعَلْ ، أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (٣) ؟ ».(٤)

٥٥٠/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) : « فَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الذِّكْرُ(٥) ، وَأَهْلُ‌

__________________

(١) في « ف » : + « قول الله ». وفي الوسائل : « عن قوله » بدل « فقلت له : جعلت فداك ».

(٢) في « ف » : + « قال ».

(٣) أي هذا الذي أعطيناك من الملك والعلم عطاؤنا ، فأعط من شئت ، وامنع من شئت ؛ لأنّ كلّ سؤال ليس بمستحقّ للجواب ، ولاكلّ سائل بالحريّ أن يجاب ، وربّ جوهر علم ينبغي أن يكون مكنوناً ، وربّ حكم ينبغي أن يكون مكتوماً. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٢٢ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٨. والآية في سورة ص (٣٨) : ٣٩.

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٤٢ ، ح ٢٥ ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، وفيهما بسند آخر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف يسير. وراجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٨ – ٤٣.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٧ ، ح ١٠٤٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٤ ، ح ٣٣٢١٠.

(٥) المفهوم من هذه الآية أنّ القرآن هو الذكر ، فكأنّ في الحديث إسقاطاً أو تبديلاً لإحدى الآيتين بالاُخرى ‌سهواً من الراوي أو الناسخ. والعلم عند الله تعالى. فلابدّ أن يقدّر « ذو » ، أي ذو الذكر ، أو يقال بعيداً : كون القرآن =

٥٢٣

بَيْتِهِعليهم‌السلام (١) الْمَسْئُولُونَ ، وَهُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ ».(٢)

٥٥١/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٣) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ(٤) ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) قَالَ : « الذِّكْرُ : الْقُرْآنُ ، وَنَحْنُ قَوْمُهُ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ».(٥)

٥٥٢/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَدَخَلَ عَلَيْهِ الْوَرْدُ أَخُو الْكُمَيْتِ ، فَقَالَ : جَعَلَنِيَ اللهُ‌

__________________

= ذكراً يستلزم كون الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكراً. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٢٢ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٨ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ص ٤٢٩.

(١) في « ج ، ف » : + « هم ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٧ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٨ ، ح ١٠٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٢ ، ح ٣٣٢٠٣.

(٣) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٤) في « ض » : + « عن النضر بن سويد » ، وهو سهو ؛ فإنّ ربعيّاً هذا هو ربعيّ بن عبدالله ، بقرينة روايته عن الفضيل ؛ فقد صحب ربعيّ الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصّيصاً به. وطريق النجاشي إلى كتاب ربعيّ بن عبدالله ينتهي إلى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، وهو حمّاد بن عيسى كما صرّح به النجاشي. وبعض طرق الشيخ الطوسي إلى كتاب ربعيّ أيضاً ينتهي إلى السند المذكور. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٦٧ ، الرقم ٤٤١ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٩٥ ، الرقم ٢٩٤.

هذا ، وقد أكثر الحسين بن سعيد من الرواية عن حمّاد [ بن عيسى ] ، فيبعد جدّاً وقوع الواسطة بينهما. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٤٣٤ - ٤٤١.

يؤيّد ذلك أنّا لم نجد رواية النضر بن سويد عن ربعيّ في موضع.

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٧ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٣٧ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ، بسند آخر. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤١ ، ح ١٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٨ ، ح ١٠٥١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣٢٠٤.

٥٢٤

فِدَاكَ ، اخْتَرْتُ لَكَ سَبْعِينَ مَسْأَلَةً مَا(١) تَحْضُرُنِي(٢) مِنْهَا مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ ، قَالَ : « وَلَاوَاحِدَةٌ يَا وَرْدُ؟ » قَالَ(٣) : بَلى(٤) ، قَدْ(٥) حَضَرَنِي(٦) مِنْهَا(٧) وَاحِدَةٌ ، قَالَ : « وَمَا هِيَ؟ » قَالَ : قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (٨) : مَنْ هُمْ؟ قَالَ : « نَحْنُ ». قَالَ(٩) : قُلْتُ : عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ »(١٠) . قُلْتُ : عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ : « ذَاكَ إِلَيْنَا ».(١١)

٥٥٣/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ(١٢) قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارى؟ قَالَ : « إِذاً يَدْعُونَكُمْ(١٣) إِلى دِينِهِمْ ». قَالَ(١٤) : ثُمَّ(١٥) قَالَ بِيَدِهِ(١٦) إِلى صَدْرِهِ : « نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ».(١٧)

__________________

(١) في « بر » : « فما ».

(٢) في «ب، ج، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي:«يحضرني».

(٣) في « ف » : + « قلت ».

(٤) فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٣٠ : « قال : بلى ، إمّا مبنيّ على حضور الواحدة بعد نسيان الكلّ ، أو حمل الكلام على المبالغة ». (٥) في « ف » : - « قد ».

(٦) في حاشية « بر » : « حضرتني ».

(٧) في حاشية « بر » والبصائر ، ص ٣٨:-«منها».

(٨) النحل (١٦): ٤٣؛الأنبياء(٢١) : ٧.

(٩) في الوسائل : - « قال ».

(١٠) في « ف » : + قال ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٣٨ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن الحسين.وفيه ، ص ٣٩ ، ح ٤ و ٦ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٦٤ ، المجلس ٣٥ ، ح ٣٤ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام من قوله : « قول الله تبارك وتعالى :( فَسْئَلُوا ) ». راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٩ ، ح ٥ و ٨.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٩ ، ح ١٠٥٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٦ ، ح ٣٣٢١٤.

(١٢) في « بر » : - « أنّ ».

(١٣) في الوسائل : « يدعوكم ».

(١٤) في « ج ، بح ، بف » والوافي : - « قال ».

(١٥) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « ثمّ ». وفي « ف » والبصائر ، ص ٤١ : « ثمّ أشار بيده » بدل « ثمّ قال بيده ».

(١٦) « قال بيده » ، أي ضرب بها ، أو أشار بها. راجع :المغرب ، ص ٣٨٦ ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٢٣.

(١٧)بصائر الدرجات ، ص ٤١ ، ح ١٧ ، بسنده عن العلاء بن رزين.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ، ح ٣٢ ، عن محمّد =

٥٢٥

٥٥٤/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام : عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنَ الْفَرْضِ مَا لَيْسَ عَلى شِيعَتِهِمْ ، وَعَلى شِيعَتِنَا(١) مَا لَيْسَ عَلَيْنَا ، أَمَرَهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَسْأَلُونَا ، قَالَ(٢) :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) فَأَمَرَهُمْ(٣) أَنْ يَسْأَلُونَا ، وَلَيْسَ عَلَيْنَا الْجَوَابُ ، إِنْ شِئْنَا أَجَبْنَا(٤) ، وَإِنْ شِئْنَا أَمْسَكْنَا(٥) ».(٦)

٥٥٥/ ٩. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٧) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَى الرِّضَاعليه‌السلام كِتَاباً ، فَكَانَ فِي بَعْضِ مَا كَتَبْتُ : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (٨) فَقَدْ فُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْأَلَةُ ، وَلَمْ يُفْرَضْ(٩) عَلَيْكُمُ الْجَوَابُ(١٠) ؟

__________________

= بن مسلم. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٤٠ ، ح ٩.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٦ ، ح ١٠٤٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣٢٠٥.

(١) في مرآة العقول : « وعلى شيعتنا ، التفات ، أو ابتداء كلام من الرضاعليه‌السلام ».

(٢) في « ض » : « فقال ».

(٣) في « ف » : + « الله ».

(٤) في « ف » : « أجبناهم ».

(٥) في « ف » : « أسكتنا ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣٨ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٤٣ ، ح ٢٨ ، بسنده عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أبي الحسنعليه‌السلام . راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٩ ، ح ٧.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٩ ، ح ١٠٥٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٥ ، ح ٣٣٢١١.

(٧) في السند تعليق. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.

(٨) التوبة (٩) : ١٢٢.

(٩) في « ف » : « فلم يفرض ».

(١٠) في البصائر وقرب الإسناد : « فقد فرضت عليكم المسألة ولم يفرض علينا الجواب ». وفي الوافي : « ولم يفرض عليكم الجواب ، استفهام استبعاد ، كأنّه استفهم السرّ فيه ، فأجابه الإمامعليه‌السلام بقول الله سبحانه. ولعلّ المراد أنّه لو كنّا نجيبكم عن كلّ ما سألتم ، فربّما يكون في بعض ذلك مالا تستجيبونّا فيه ، فتكونون من أهل هذه الآية ، فالأولى بحالكم أن لانجيبكم إلّافيما نعلم أنّكم تستجيبونّا فيه. أو أنّ المراد أنّ عليكم أن تستجيبوا لنا في كلّ ما نقول ، وليس لكم السؤال بِلمَ وكيف ».

٥٢٦

قَالَ : « قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ ) (١) ».(٢)

٢١ - بَابُ أَنَّ مَنْ وَصَفَهُ اللهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ بِالْعِلْمِ هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام (٣)

٥٥٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَعْدٍ ، عَنْ(٤) جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) (٥) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّمَا نَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ، وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ عَدُوُّنَا(٦) ،

__________________

(١) القصص (٢٨) : ٥٠.

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٨ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ؛قرب الإسناد ، ص ٣٤٨ ، ح ١٢٦٠ ، عن أحمد بن محمّد ، مع زيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٩ ، ح ١٠٥٤. (٣) في « ب ، ج ، بر » : « هو ».

(٤) في « ألف » وحاشية « ج ، ض ، بح ، بر » : « بن ». والظاهر عدم صحّته ؛ فقد روى الصفّار الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٥٥ ، ح ٩ ، بسنده عن عبدالمؤمن بن القاسم الأنصاري ، عن سعد ، عن جابر بن يزيد الجعفي.

ثمّ إنّ الخبر أورده فرات الكوفي أيضاً في تفسيره ، ص ٣٦٤ ، ح ٤٩٥ ، بسنده عن سفيان ، عن عبدالمؤمن ، قال : حدّثنا سعد بن طريف أبو مجاهد ، عن جابر بن يزيد الجعفي. كما أنّ الخبر ورد فيتأويل الآيات ، ص ٥٠١ ، عن محمّد بن العبّاس - وهو ابن الماهيار - بسنده ، عن سفيان بن إبراهيم ، عن عبدالله - والظاهر أنّه تصحيف « عبدالمؤمن » - عن سعد بن مجاهد ، عن جابر.

لكنّ الظاهر وقوع التحريف في كلا عنواني سعد بن طريف : أبي مجاهد ، وسعد بن مجاهد. أمّا الأوّل ، فقد صرّح فيتهذيب الكمال ، ج ٣٤ ، ص ١٥٦ ، بأنّ كنية سعد بن طريف هو « أبو العلاء ». وأمّا الثاني ، أي سعد بن مجاهد ، فلم نعثر عليه في موضع.

هذا ، ويخطر بالبال صحّة « سعد أبي مجاهد » ، في العنوانين ، وهو سعد أبو مجاهد الطائي ، ترجم له فيتهذيب الكمال ، ج ١٠ ، ص ٣١٧ ، الرقم ٢٢٣٦ ، ورواته في طبقة عبدالمؤمن بن القاسم ، تقريباً. وكيفيّة التحريف في العنوانين - على هذا الاحتمال - لاتخفى على المتأمّل.

(٥) الزمر (٣٩) : ٩.

(٦) في « بر » والوافي وتفسير فرات ، ح ٤٩٥ : « وعدوّنا الذين لايعلمون ».

٥٢٧

وَشِيعَتُنَا(١) أُولُو الْأَلْبَابِ ».(٢)

٥٥٧/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ(٣) ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ ) قال : « نَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ، وَعَدُوُّنَا الَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ ، وَشِيعَتُنَا أُولُو الْأَلْبَابِ ».(٤)

٢٢ - بَابُ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام

٥٥٨/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ‌

__________________

(١) في « ف » : + « هم ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٥٥ ، ح ٩ ، عن إبراهيم بن هاشم.تفسير فرات ، ص ٣٦٤ ، ح ٤٩٥ ، بسنده عن عبدالمؤمن بن قاسم. وفيالمحاسن ، ص ١٦٩ ، كتاب الصفوة ، ح ١٣٤ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٥٤ - ٥٥ ، ح ١ - ٨ ؛ والكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح ١٤٨٢١ ؛ وتفسير فرات ، ص ٣٦٤ ، ضمن ح ٤٩٦ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣١ ، ح ١٠٥٥.

(٣) كذا في النسخ ، لكنّ الظاهر سقوط الواسطة بين النضر بن سويد وبين جابر ؛ فقد ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ١ ، وقد توسّط بينهما القاسم بن سليمان ، وتوسّط بينهما فيبصائر الدرجات ، ص ٢١٣ ، ح ٥ وص ٢١٥ ، ح ١٤ أيضاً.

يؤكّد ذلك أنّ جابراً - وهو ابن يزيد الجعفي - مات في أيّام أبي عبداللهعليه‌السلام ، سنة ١٢٨ ، كما فيرجال النجاشي ، ص ١٢٨ ، الرقم ٣٣٢ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ، ج ٨ ، ص ٥٩ - ٦٠. والنضر بن سويد من أصحاب موسى بن جعفرعليه‌السلام كما فيرجال البرقي ، ص ٤٩ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٣٤٥ ، الرقم ٥١٤٧. وقد روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام في أكثر أسناده بواسطتين.

فعليه الظاهر أنّ النضر بن سويد لم يدرك جابراً حتّى تصحّ روايته عنه مباشرةً.

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جابر.وفيه ، ص ٥٥ ، ح ٤ و ٧ ؛ وتفسير فرات ، ص ٣٦٣ ، ح ٤٩٣ بسند آخر. راجع :بصائر الدرجات ، ص ١٢١ ، ح ٢ ؛ وتفسير فرات ، ص ٣٦٣ ، ح ٤٩٢.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣١ ، ح ١٠٥٥.

٥٢٨

النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وَ(١) عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ».(٢)

٥٥٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ(٣) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) : « فَرَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَفْضَلُ الرَّاسِخِينَ(٤) فِي الْعِلْمِ ، قَدْ عَلَّمَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّنْزِيلِ وَالتَّأْوِيلِ ، وَمَا كَانَ اللهُ لِيُنْزِلَ(٥) عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يُعَلِّمْهُ(٦) تَأْوِيلَهُ،وَأَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُونَهُ كُلَّهُ،وَالَّذِينَ(٧)

__________________

(١) في الوسائل : « عن ». والظاهر عدم صحّته ؛ لما ورد في الأسناد من رواية أيّوب الحرّ عن أبي بصير مباشرة ، وعدم ثبوت روايته عنه بالتوسّط. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٣ ، ص ٤٩٠ - ٤٩١.

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٣ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢٠٤ ، ح ٧ ، بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٦٤ ، ح ٨ ، عن أبي بصير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣١ ، ح ١٠٥٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٨ ، ح ٣٣٥٣٦.

(٣) إبراهيم بن إسحاق الراوي عن عبدالله بن حمّاد ، هو إبراهيم بن إسحاق الأحمر. وأكثر روايات الكليني عنه‌ بتوسّط عليّ بن محمّد ، عليّ بن محمّد بن بُندار ، وعليّ بن محمّد بن عبدالله. والعناوين الثلاثة حاكية عن راوٍ واحد ، فوقوع الواسطة بين عليّ بن محمّد وإبراهيم بن إسحاق بعيد ، ولذا يحتمل القول بزيادة « عن عبدالله بن عليّ » في السند رأساً. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٤٤٤ - ٤٤٧‌

وفي السند احتمال آخر ، وهو وقوع التصحيف في « عليّ بن محمّد عن عبدالله بن عليّ » ، بأن كان في الأصل هكذا : « عليّ بن محمّد بن عبدالله بن عمران » - وهو العنوان الكامل لعليّ بن محمّد بن بندار - ، ثمّ صُحّف « بن » قبل « عبدالله » بـ « عن » كما صحّف « عمران » بـ « عليّ ». راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٦١ ، الرقم ٦٨٣ ؛ وص ٣٥٣ ، الرقم ٩٤٧. (٤) في « ج » : « الراسخون ». ولعلّه على الحكاية.

(٥) في « ج » : « لينزّل ». وفي تفسير العيّاشي : « منزلاً ».

(٦) في الوسائل : « لا يعلّمه ».

(٧) الموصول مع صلته مبتدأ ، والشرط مع الجزاء خبره ؛ وجعل قولهعليه‌السلام : « فأجابهم » خبراً باعتبار تضمّن المبتدأ معنى الشرط بعيد ؛ لخلوّ الشرط عن الجزاء إلّابتقدير وهو خلاف الأصل ، مع عدم الحاجة إليه. وقيل : الخبر قوله : « يقولون آمنّا به ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٢٨ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٣٥.

٥٢٩

لَا(١) يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ إِذَا قَالَ الْعَالِمُ فِيهِمْ(٢) بِعِلْمٍ(٣) ، فَأَجَابَهُمُ اللهُ بِقَوْلِهِ :( يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ) (٤) وَالْقُرْآنُ(٥) خَاصٌّ وَعَامٌّ ، وَمُحْكَمٌ وَمُتَشَابِهٌ ، وَنَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ ، فَالرَّاسِخُونُ(٦) فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَهُ ».(٧)

٥٦٠/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ(٨) عليهم‌السلام ».(٩)

٢٣ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام قَدْ ‌ (١٠) أُوتُوا الْعِلْمَ وَأُثْبِتَ فِي صُدُورِهِمْ

٥٦١/ ١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ(١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ‌

__________________

(١) في حاشية « ف » : - « لا ».

(٢) في « ب ، بر » وحاشية « ج » والبصائر : « فيه ». أي في القرآن أو التأويل. وقال فيالوافي : « والذين لايعلمون تأويله » أراد بهم الشيعة ؛ « إذا قال العالم فيهم » يعني به الراسخ في العلم الذين بين أظهرهم ؛ « بعلم » أي بمحكم أو تأويل متشابه « فأجابهم الله » يعني أجاب الله الراسخين من قبل الشيعة بقوله.( يَقُولُونَ ) يعني الشيعة( ءَامَنَّا بِهِ ) من المحكم والمتشابه( كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا ) ».

(٣) في البصائر : - « بعلم ».

(٤) آل عمران (٣) : ٧.

(٥) في تفسير العيّاشي : + « له ».

(٦) في البصائر : « والراسخون ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٤ ، ح ٨ ، عن إبراهيم بن إسحاق.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٦٤ ، ح ٦ ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣١ ، ح ١٠٥٧ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٣٥٣٧ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٠ ، ح ١.

(٨) في الكافي ، ح ١١٠١ والبحار : - « من بعده ». وفي الوسائل : « من ولده » بدل « من بعده ».

(٩)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح ١١٠١ ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٢ ، ح ١٠٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٣٥٣٨ ؛البحار ، ج ٢٣ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٢.

(١٠) في « ب » : - « قد ».

(١١) في الوسائل : « أحمد بن محمّد ». وأحمد بن محمّد [ بن خالد ] وإن روى عن محمّد بن علي في كثير من =

٥٣٠

الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ فِي هذِهِ الْآيَةِ :( بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (١) فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ.(٢)

٥٦٢/ ٢. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(٣)

٥٦٣/ ٣. وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ(٤) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي(٥) هذِهِ الْآيَةِ :( بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ثُمَّ قَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا(٦) قَالَ : بَيْنَ(٧) دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ(٨) ». قُلْتُ : مَنْ هُمْ جُعِلْتُ‌

__________________

= الأسناد ، لكنّه ليس من مشايخ المصنّف ، وابتداء السند بعنوانه في أوّل حديث من الباب غير معهود. ورواية أحمد بن مهران - وهو من مشايخ الكليني - عن محمّد بن علي متكرّرة في الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧٠٩.

(١) العنكبوت (٢٩) : ٤٩.

(٢)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٣ ، ح ١٠٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٣٥٤٠.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٥ ، ح ٧ ، بسند آخر ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٥٠ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٣ ، ح ١٠٦٠.

(٤) لعلّه بمعنى تكلّم. وفي الوسائل : « قرأ أبو جعفرعليه‌السلام هذه الآية » بدل « قال أبوجعفرعليه‌السلام في هذه الآية ».

(٥) في شرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : - « في ».

(٦) قال فيالوافي : « كلمة « ما » نافية ، يعني ما قال : آيات بيّنات بين دفّتي المصحف ، بل قال :( ءَايَتٌ بَيِّنَتٌ فِى ‌صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ) . وقال المجلسي فيمرآة العقول : « ويحتمل أن تكون كلمة ما موصولة فيكون بياناً لمرجع ضمير هو في الآية ، أي الذي قال تعالى : إنّه آيات بيّنات هو ما بين دفّتي المصحف ، لكنّه بعيد جدّاً ».

(٧) في الوسائل : « ما بين ».

(٨) « الـمُصْحَف » و « الـمِصْحَف » : الجامع للصُحُف المكتوبة بين الدفّتين كأنّه اصْحِفَ ، والكسر والفتح فيه لغة. قال =

٥٣١

فِدَاكَ؟ قَالَ : « مَنْ عَسى أَنْ يَكُونُوا(١) غَيْرَنَا؟! ».(٢)

٥٦٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ يَزِيدَ شَعَرٍ(٣) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :( بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام خَاصَّةً ».(٤)

٥٦٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ:

سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( بَلْ هُوَ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قَالَ(٥) : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام خَاصَّةً(٦) ».(٧)

__________________

= الأزهري : وإنّما سمّي المصحف مصحفاً لأنّه أُصْحِفَ ، أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدَفّتين. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٨٦ ( صحف ).

(١) في « ف ، بر » : « يكون ». وقال فيمرآة العقول : « من عسى أن يكونوا » الاستفهام للإنكار.

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٥ ، ح ٣ ، بسنده عن عثمان بن عيسى ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٤ ، ح ١٠٦٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٣٥٤٢.

(٣) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٢٠٧ ، ح ١٧ ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد بن سعد ، عن هارون بن‌حمزة ، لكنّ الظاهر زيادة الخبر في هذا الموضع منالبصائر ؛ لتقدّم ذكره في الحديث الخامس من الباب عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد [ شعر ] ، عن هارون بن حمزة. ولذا لم يرد الخبر المذكور في الموضع الثاني في بعض نسخ البصائر المعتبرة.

وعلى أيّ تقدير ، يزيد الراوي عن هارون بن حمزة ، هو يزيد بن إسحاق شعر وقد يعبّر عنه بـ « يزيد شعر » فيقع العنوان في معرض التحريف بـ « يزيد بن سعد ». راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٣٧ ، الرقم ١١٧٧ ؛ وص ٤٥٣ ، الرقم ١٢٢٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٦ ، الرقم ٧٨٦ ؛ وص ٥١٣ ، الرقم ٨١٦.

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٥ ، ح ٥ عن محمّد بن الحسين ؛وفيه ، ص ٢٠٧ ، ح ١٧ ، عن محمّد بن الحسين ، مع زيادة في آخره.وفيه ، ص ٢٠٦ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٣ ، ح ١٠٦٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨٠ ، ح ٣٣٥٤٣.

(٥) في « بف » : + « أبوعبدالله ».

(٦) في « ب ، ف ، بر ، بف » : - « خاصّة ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٦ ، ح ٨ ، عن أحمد بن محمّد ، ولم يرد فيه كلمة « خاصّة » ؛وفيه ، ص ٢٠٦ ، =

٥٣٢

٢٤ - بَابٌ فِي أَنَّ مَنِ اصْطَفَاهُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ وَأَوْرَثَهُمْ كِتَابَهُ هُمُ‌الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام(١)

٥٦٦/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ سَالِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبادِنَا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ) (٢) قَالَ : « السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ(٣) : الْإِمَامُ ، وَالْمُقْتَصِدُ : الْعَارِفُ لِلْإِمَامِ(٤) ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي لَايَعْرِفُ الْإِمَامَ ».(٥)

٥٦٧/ ٢. الْحُسَيْنُ ، عَنْ مُعَلّىً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ(٦) تَعَالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (٧) فَقَالَ : « أَيَّ شَيْ‌ءٍ تَقُولُونَ أَنْتُمْ؟ » قُلْتُ(٨) : نَقُولُ : إِنَّهَا فِي الْفَاطِمِيِّينَ ، قَالَ :

__________________

= ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام .وفيه ، ص ٢٠٧ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٣ ، ح ١٠٦١.

(١) في « ب » : + « في ».

(٢) فاطر (٣٥) : ٣٢.

(٣) في « ب » : + « هو ».

(٤) في « ج » : « بإمام ». وفي شرح المازندراني : « بالإمام ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٦ ، ح ١٥ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن منصور ، عن عبدالمؤمن ، عن سالم الأشلّ ؛وفيه ، ص ٤٤ - ٤٦ ، ح ١ ، ٢ ، ٣ ، ٨ ، ٩ ، ١١ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وح ٥ ، ٦ ، ١٢ ، ١٤ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛ وح ٤ ، ١٣ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ؛معاني الأخبار ، ص ١٠٤ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف ، وفي كلّها إلى قوله : « السابق بالخيرات الإمام ».تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٥ ، ح ١٠٦٤.

(٦) في « ب ، ج ، بح » : « قول الله ».

(٧) في « ف » : + «( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَتِ بِإِذْنِ اللهِ ) قال ». وفي « ج » : + « قال».

(٨) في « بف » : « قلنا ».

٥٣٣

« لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ(١) ، لَيْسَ يَدْخُلُ فِي هذَا مَنْ أَشَارَ بِسَيْفِهِ(٢) ، وَدَعَا النَّاسَ إِلى خِلَافٍ ».(٣)

فَقُلْتُ : فَأَيُّ شَيْ‌ءٍ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ؟ قَالَ : « الْجَالِسُ(٤) فِي بَيْتِهِ لَايَعْرِفُ حَقَّ الْإِمَامِ ، وَالْمُقْتَصِدُ : الْعَارِفُ بِحَقِّ الْإِمَامِ ، وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ : الْإِمَامُ ».(٥)

٥٦٨/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(٦) ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ(٧) عَزَّ وَجَلَّ :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) الْآيَةَ ، قَالَ : فَقَالَ : « وُلْدُ فَاطِمَةَ(٨) عليها‌السلام ، وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ : الْإِمَامُ ، وَالْمُقْتَصِدُ : الْعَارِفُ بِالْإِمَامِ(٩) ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي لَايَعْرِفُ(١٠) الْإِمَامَ ».(١١)

__________________

(١) فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٣١ : « قوله : ليس حيث تذهب ، من أنّها نزلت في الفاطميّين على الإطلاق. وقوله : ليس يدخل ، بمنزلة الدليل ».

(٢) « أشار بسيفه » ، أي أمر به ، أو رفعه. يقال : أشار عليه بكذا ، أي أمره. أشار النارَ وبها ، أي رفعها. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٩١ ( شور ).

(٣) في حاشية « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي : « ضلال ».

(٤) في « ب » وحاشية بدرالدين : + « منّا ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٥ ، ح ٦ ، بسنده عن عبدالكريم ، وتمام الرواية فيه بعد ذكر الآيه إلى قوله تعالى :( وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) : هكذا : « قال : السابق بالخيرات : الإمام ». وراجع المصادر التي ذكرنا ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٥ ، ح ١٠٦٥.

(٦) في « ألف ، ج ، و ، بح ، بر ، بف » : - « بن محمّد ».

(٧) في « بر ، بف » : « قوله ».

(٨) فيالوافي : « ينبغي تخصيص ولد فاطمة هاهنا بمن لايدعو الناس بسيفه إلى ضلال ؛ ليوافق الحديث السابق ». وفيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٤٠ : « قولهعليه‌السلام : ولد فاطمة ، أي معظمهم وأكثرهم ، وإلّا فالظاهر دخول أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فيهم ». (٩) في « ف » : « بحقّ الإمام ».

(١٠) في « ف » : + « حقّ ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٤٥ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه بعد ذكر الآية هكذا : « قال : السابق بالخيرات الإمام ، فهي في وُلد عليّ وفاطمهعليهم‌السلام ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٦ ، ح ١٠٦٦.

٥٣٤

٥٦٩/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ(١) ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) (٢) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام ».(٣)

٢٥ - بَابُ(٤) أَنَّ الْأَئِمَّةَ فِي كِتَابِ اللهِ إِمَامَانِ :

إِمَامٌ يَدْعُو إِلَى اللهِ ، وَإِمَامٌ يَدْعُو إِلَى النَّارِ‌

٥٧٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) (٥) ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَسْتَ إِمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ(٦) أَجْمَعِينَ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَنَا رَسُولُ اللهِ إِلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَلكِنْ سَيَكُونُ(٧) مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ عَلَى النَّاسِ مِنَ اللهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَقُومُونَ فِي النَّاسِ ، فَيُكَذَّبُونَ ، وَيَظْلِمُهُمْ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَالضَّلَالِ وَأَشْيَاعُهُمْ(٨) ، فَمَنْ وَالَاهُمْ وَاتَّبَعَهُمْ وَصَدَّقَهُمْ ، فَهُوَ مِنِّي وَمَعِي وَسَيَلْقَانِي ،

__________________

(١) في « ب » : « ابن أيّوب » ، وهو سهو ؛ فإنّ أبا ولاّد هذا ، هو حفص الحنّاط ، له كتاب يرويه الحسن بن محبوب ، وتوسّط بينه وبين أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] في بعض الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٣٥ ، الرقم ٣٤٧ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٣٧ - ٣٣٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٢٤٣.

(٢) البقرة (٢) : ١٢١.

(٣)تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٥٧ ، ح ٨٣ ، عن أبي ولّاد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٨٨ ، ح ١٥٣٢.

(٤) في « ب » : + « في ».

(٥) الإسراء (١٧) : ٧١.

(٦) في تفسير العيّاشي : « المسلمين » بدل « الناس كلّهم ».

(٧) في « ب » : « ستكون ».

(٨) « الشيعة » : أتباع الرجل وأنصاره. وجمعها : شِيَع. وأشياع ، جمع الجمع.لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٨٨ ( شيع ).

٥٣٥

أَلَا وَمَنْ ظَلَمَهُمْ(١) وَكَذَّبَهُمْ ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَامَعِي ، وَأَنَا مِنْهُ بَرِي‌ءٌ ».(٢)

٥٧١/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ الْأَئِمَّةَ فِي كِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - إِمَامَانِ(٣) ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) (٤) لَابِأَمْرِ النَّاسِ ، يُقَدِّمُونَ أَمْرَ اللهِ قَبْلَ أَمْرِهِمْ ، وَحُكْمَ اللهِ قَبْلَ حُكْمِهِمْ ، قَالَ :( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ ) (٥) يُقَدِّمُونَ أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَمْرِ اللهِ ، وَحُكْمَهُمْ قَبْلَ حُكْمِ اللهِ ، وَيَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ خِلَافَ مَا(٦) فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(٧)

__________________

(١) في المحاسن والبصائر وتفسير العيّاشي : + « وأعان على ظلمهم ».

(٢)المحاسن ، ص ١٥٥ ، كتاب الصفوة ، ح ٨٤ ، عن ابن محبوب ؛بصائر الدرجات ، ص ٣٣ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد عن جابر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٠٤ ، ح ١٢١ ، عن جابر.الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ٥٦٥.

(٣) في تفسير القمّي : + « إمام عدل وإمام جور ».

(٤) الأنبياء (٢١) : ٧٣.

(٥) القصص (٢٨) : ٤١. وقال الطبرسي فيمجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٤٤٠ : « هذا يحتاج إلى تأويل ؛ لأنّ ظاهره‌يوجب أنّه تعالى جعلهم أئمّة يدعون إلى النار كما جعل الأنبياء أئمّة يدعون إلى الجنّة ؛ وهذا ما لايقول به أحد ؛ فالمعنى أنّه أخبر عن حالهم بذلك وحكم بأنّهم كذلك. وقد تحصل الإضافة على هذا الوجه بالتعارف. ويجوز أن يكون أراد بذلك أنّه لـمّا أظهر حالهم على لسان أنبيائه حتّى عرفوا فكأنّه جعلهم كذلك. ومعنى دعائهم إلى النار أنّهم يدعون إلى الأفعال التي يستحقّ بها دخول النار من الكفر والمعاصي ».

(٦) فيمرآة العقول : « وقوله : خلافَ ، مفعول مطلق بغير اللفظ ، أو مفعول له ، كأنّهم قصدوا الخلاف ». وفي‌البصائر وتفسير القمّي والاختصاص : « خلافاً لما » بدل « خلاف ما ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣٢ ، ح ٢ ، عن محمّد بن الحسين ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٧٠ ، بسنده ، عن محمّد بن الحسين. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٢ ، ح ١ ؛ والاختصاص ، ص ٢١ ، بسندهما عن طلحة بن زيد ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٢ ، ص ١٠٨ ، ح ٥٦٦.

٥٣٦

٢٦ - بَابُ أَنَّ الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلْإِمَامِ ‌(١)

٥٧٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ(٢) عليه‌السلام عَنْ قَوْلِهِ(٣) عَزَّ وَجَلَّ :( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ) (٤) قَالَ : « إِنَّمَا عَنى بِذلِكَ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام ، بِهِمْ عَقَدَ(٥) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَيْمَانَكُمْ ».(٦)

٥٧٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أُكَيْلٍ النُّمَيْرِيِّ(٧) ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى :( إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) (٨) قَالَ : « يَهْدِي إِلَى الْإِمَامِ ».(٩)

__________________

(١) في « ب ، ف ، بس ، بف » : - « باب أنّ القرآن يهدي للإمام ». وفي « ج » : « إلى الامامعليه‌السلام ». وفي « بر » : « إلى الإمام ».

(٢) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « الرضا ».

(٣) في « ج ، ض » والوسائل : « قول الله ».

(٤) النساء (٤) : ٣٣.

(٥) « العقد » : الجمع بين أطراف الشي‌ء ، ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبة. كعقد الحبل وعقد البناء ، ثمّ يستعار ذلك للمعاني ، نحو : عقد البيع والعهد وغيرهما ، فيقال : عاقدته ، وعقدته ، وتعاقدنا ، وعقدت يمينه.المفردات للراغب ، ص ٥٧٦ ( عقد ). وقال فيالوافي : « الموالي هنا الوارث ، يعني جعلنا لكلّ إنسان موالي يرثونه ممّا ترك ، وهو الوالدان والأقربون مترتّبين ، ثمّ الإمام ، فإنّه وارث من لا وارث له. وعقد الإيمان إمّا كناية عمّا وقع في الذرّ ، أو عمّا وقع في يوم الغدير ، فإنّ بيعة أميرالمؤمنين مشتملة على بيعة أولادهعليهم‌السلام ».

(٦)تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٠ ، ح ١٢٠ ، عن الحسن بن محبوب.الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٠١ ، ح ١٥٦٨ ؛الوسائل ، ج ٢٦ ، ص ٢٤٧ ، ح ٣٢٩٣١.

(٧) في « ب » : « النهدي ». وهو سهو. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٠٨ ، الرقم ١٠٨٦ ؛رجال البرقي ، ص ٣٠ ؛رجال الطوسي ، ص ٣١٤ ، الرقم ٤٦٦٢. (٨) الإسراء (١٧) : ٩.

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٧ ، ح ١٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير.معاني الأخبار ، ص ١٣٢ ، ح ١ ، بسند آخر عن =

٥٣٧

٢٧ - بَابُ أَنَّ النِّعْمَةَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ(١) الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام

٥٧٤/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى(٢) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ ، عَنِ الْأَصْبَغِ(٣) ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « مَا بَالُ أَقْوَامٍ غَيَّرُوا سُنَّةَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَعَدَلُوا عَنْ وَصِيِّهِ(٤) ، لَايَتَخَوَّفُونَ(٥) أَنْ يَنْزِلَ بِهِمُ الْعَذَابُ؟ » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ ) (٦) ثُمَّ قَالَ : « نَحْنُ النِّعْمَةُ(٧) الَّتِي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلى عِبَادِهِ ، وَبِنَا يَفُوزُ(٨) مَنْ فَازَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».(٩)

٥٧٥/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(١٠) :

رَفَعَهُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبانِ ) (١١) : « أَبِالنَّبِيِّ أَمْ بِالْوَصِيِّ‌

__________________

= السجّادعليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٨٢ ، ح ٢٤ ، عن أبي إسحاق.الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٠٢ ، ح ١٥٦٩. (١) في « ف » : + « هي ».

(٢) في « ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » : « المعلى ».

(٣) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ف » والمطبوع : + « بن نباتة » ، والظاهر أنّه كان مكتوباً في حاشية بعض النسخ تفسيراً للأصبغ ، ثمّ اُدرج في المتن بتخيّل سقوطه منه.

(٤) في « ف ، بح » : « وصيّته ».

(٥) « لايتخوّفون » ، أي لايخافون ، يقال : تخوّفتُ عليه الشي‌ء ، أي خفتُ.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٩ ( خوف ).

(٦) إبراهيم (١٤) : ٢٨ و ٢٩. وفي « بس » وتفسير القمّي ، ص ٨٥ : - « جَهَنَّمَ ».

(٧) في تفسير القمّي : « نحن والله نعمة الله ».

(٨) « يَفُوزُ » : ينجو ويظفر بالخير ، من الفَوْز بمعنى النجاة والظفر بالخير. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٩٠ ( فوز ).

(٩)تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٨٥ ، بسنده عن الأصبغ بن نباتة ، مع زيادة في أوّله ؛وفيه ، ص ٣٨٨ ، مرسلاً عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من قوله : « نحن النعمة ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٧ ، ح ١٠٦٧.

(١٠) في « و ، بس ، بف » : - « بن محمّد ».

(١١) الرحمن (٥٥) : ١٣.

٥٣٨

تُكَذِّبَانِ(١) ؟ » نَزَلَتْ(٢) فِي « الرَّحْمنِ ».(٣)

٥٧٦/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ(٤) مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ الْبَزَّازِ ، قَالَ :

تَلَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (٥) هذِهِ الْآيَةَ :( فَاذْكُرُوا ءَالَآءَ اللهِ ) (٦) قَالَ : « أَتَدْرِي مَا آلَاءُ اللهِ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ أَعْظَمُ نِعَمِ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وَهِيَ وَلَايَتُنَا ».(٧)

٥٧٧/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) الْآيَةَ ، قَالَ : « عَنى بِهَا قُرَيْشاً قَاطِبَةً ، الَّذِينَ عَادَوْا رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَنَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ(٨) ، وَجَحَدُوا وَصِيَّةَ وَصِيِّهِ(٩) ».(١٠)

__________________

(١) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار : - « تكذّبان ». وفي حاشية « ض ، بس » : « يكذّبان ».

(٢) في البحار : « نزل ». وفيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ : « نزلت في الرحمن ، لعلَّه من كلام الراوي ».

(٣)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٧ ، ح ١٠٦٩ ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ٥٩ ، ح ٣٦.

(٤) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٨١ ، ح ٣ ، بنفس السند إلّا أنّ فيه « ومحمّد بن جمهور » ، والمذكور في‌بعض مخطوطاته : « عن محمّد بن جمهور » وهو الصواب ؛ فقد توسّط معلّي بن محمّد في عدّة من الأسناد بين الحسين بن محمّد وبين محمّد بن جمهور. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٦٦.

(٥) في حاشية « بر » : + « علينا ».

(٦) الأعراف (٧) : ٦٩ و ٧٤.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٨١ ، ح ٣ ، عن الحسين بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٨ ، ح ١٠٧٠ ؛البحار ، ج ٢٤ ، ص ٥٩ ، ح ٣٦.

(٨) « نَصَبُوا له الحَرْبَ » ، أي وَضَعُوه ، وكلّ ما رُفع واستُقبل به شي‌ءٌ فقد نُصِبَ ونَصَبَ هو. راجع :القاموس‌المحيط ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ( نصب ).

(٩) في « ب » : « وصيّه ووصيّته ».

(١٠)تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٢٩ ، ح ٢٣ ، عن زيد الشحّام ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٧ ، ١٠٦٨ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٥٩ ، ح ٥٦.

٥٣٩

٢٨ - بَابُ أَنَّ الْمُتَوَسِّمِينَ - الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ تَعَالى

فِي كِتَابِهِ - هُمُ‌الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام وَالسَّبِيلُ فِيهِمْ (١) مُقِيمٌ‌

٥٧٨/ ١. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَسْبَاطٌ بَيَّاعُ الزُّطِّيِّ(٢) ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ(٣) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) (٤) قَالَ : فَقَالَ(٥) : « نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ(٦) ، وَالسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ(٧) ».(٨)

٥٧٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَسْبَاطُ بْنُ سَالِمٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِيتَ(٩) ، فَقَالَ لَهُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَأَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ؟ قَالَ : « نَحْنُ‌

__________________

(١) في « ف » : « منهم ».

(٢) فيالمغرب ، ص ٢٠٨ ( زطط ) : « الزطّ : جيل من الهند ، إليهم تنسب الثياب الزطّية ». وفي الوافي : « الزُطّ - بالضمّ - : جيل من الهند ، معرّب جَت ، بالفتح. والقياس يقتضي فتح معرّبه أيضاً. والواحد زطّيّ ». وراجعالصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٢٩ ( زطط ) ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٠٢ ( زطا ).

(٣) في البصائر والاختصاص : + « من أهل هيت ».

(٤) الحجر (١٥) : ٧٥ - ٧٦.

(٥) في « ب ، بح ، بس » والبصائر : - « فقال ».

(٦) « المتوسّمون » ، أي المفترسون. يقال : توسّمتُ فيه الخير ، إذا تفرّسته فيه ، ورأيت فيه وسمه ، أي أثره وعلامته.الفائق ، ج ٣ ، ص ٣٦٠ ( وسم ). (٧) في تفسير القمّي : + « والسبيل طريق الجنّة ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٣٥٥ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٣٠٣ ، بسندهما عن ابن أبي عمير.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٣٩ ، ح ١٠٧١.

(٩) في البصائر : « من أهل بيته ». و « هِيت » ، بالكسر : اسم بلد على شاطئ الفرات ، أصلها من الهُوَّة.لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ( هيت ).

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

نمير السكوني في أربعة آلاف ، و [مضاير بن رهينة] المازني في ثلاثة آلاف ، ونصر ابن فلان في ألفين ؛ فذلك عشرون ألفا ، ما بين فارس وراجل.

وعن بعض من حضر المعركة (وهو عبد الله بن عمار بن يغوث) قال :

«والله ما رأيت مكثورا قط ولقد كان يحمل فيهم ، وقد تكمّلوا ثلاثين ألفا».

مما يؤكد أن عددهم لا يقل عن عشرين ألفا ، وأنهم تكاملوا في كربلاء إلى ثلاثين ألفا ، ما عدا المدد المتصل بهم والذي لم يصل بعد إلى كربلاء.

٧٤٨ ـ كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد (٢):

(كتاب الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ١٥٩)

ثم كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد : إني لم أجعل لك علة في قتال الحسين ، من كثرة الخيل والرجال. فانظر أن لا تبدأ أمرا حتّى تشاورني ، غدوّا وعشيا مع كل غاد ورائح ، والسلام.

والتأمت العساكر إلى عمر بن سعد [في كربلاء] لست مضين من المحرم.

٧٤٩ ـ عناصر الجيش الأموي :

(حياة الإمام الحسين للسيد باقر القرشي ، ج ٣ ص ١٥٦)

يتألف الجيش الأموي من خمسة عناصر ، ومن بينها :

١ ـ الانتهازيون : وهم أصحاب المصالح ، مثل : عمر بن سعد ، وحجار بن أبجر ، وشبث بن ربعي ، وشمر بن ذي الجوشن ، وقيس بن الأشعث ، ويزيد بن الحرث.

٢ ـ المرتزقة : غايتهم الحصول على مغانم الحرب والأموال. وهم الذين نهبوا ثقل الحسينعليه‌السلام ، وعمدوا إلى سلب حرائر النبوة وعقائل الوحي ، فلم يتركوا ما عليهن من حلي وحلل ، وسلبوا الإمام الحسينعليه‌السلام وسائر الشهداء من الملابس ولا مات الحرب [أي الدروع].

٣ ـ الممسوخون : وهم الحاقدون على كل الناس ، ورغبتهم الذبح واقتراف الجرائم ، مثل : شمر ، وحرملة بن كاهل ، والحكيم بن الطفيل الطائي ، وسنان بن أنس ، وعمرو بن الحجاج ، وأمثالهم من «كلاب الطراد «كما سمّاهم بذلك بعض المؤرخين. وقد صدرت منهم في كربلاء من القساوة والهمجية ما تترفع عنه الوحوش والكلاب.

٦٢١

٤ ـ المكرهون : وهم الذين كانت عواطفهم مع الحسينعليه‌السلام ، ولكن الجبن وخور النفس منعهم من نصرته. وهؤلاء لم يشتركوا في الحرب ، وكانوا يدعون للحسين بالنصرة. وكان بعضهم من أشياخ الكوفة يقفون على تل يبكون ويقولون :اللهم أنزل عليه نصرك!. وقد أنكر عليهم واحد منهم فقال لهم : يا أعداء الله ألا تنزلون فتنصروه؟!(١) .

ومما لا شبهة فيه أن هؤلاء قد اقترفوا إثما عظيما ، وشاركوا المحاربين جريمتهم ، لأنهم لم يقوموا بإنقاذ الإمام وحمايته من المعتدين.

٥ ـ الخوارج : وهم من أحقد الناس على الإمام عليعليه‌السلام وآل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأن الإمام علياعليه‌السلام قد وترهم في واقعة النهروان ، فتسابقوا إلى قتل العترة الطاهرة للتشفّي منها.

٧٥٠ ـ سوق الحدادين يعجّ بصانعي السيوف والرماح والسهام لقتال الحسينعليه‌السلام :

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين ، ص ٧٨)

وقيل : إنه من اليوم السادس من المحرم كان سوق الحدادين بالكوفة ، قائما على ساق لهم : وهج ورهج ، ووجبة وجلبة. فكل من تلقاه إما أن يشتري سيفا أو رمحا أو سهما أو سنانا ، ويحدّدها عند الحداد ، وينقعها بالسم ، لإراقة دم ريحانة الرسول ومهجة فؤاد البتول. وكانت السهام كلها مسمومة ، وبعضها ذو شعبة أو شعبتين ، وبعضها ذو ثلاث شعب.

أما السهم الّذي وقع في نحر الطفل الرضيع فكان ذا شعبتين ، فذبحه من الوريد إلى الوريد. وأما السهم الّذي وقع على قلب الحسين ـ روحي له الفدا ـ فكان له ثلاث شعب ، فخرق أحشاءه وخرّق قلبه الشريف ، حتّى خرج من قفاه.

٧٥١ ـ التعداد الكمي للجيش الحسيني :

(الوثائق الرسمية ، ص ١١٠)

وأما التعداد الكمي للجيش الحسيني ، الّذي قاتل مع الحسينعليه‌السلام ، فقد اختلف الرواة وأرباب المقاتل في تحديده الكمي.

__________________

(١) أنساب الأشراف للبلاذري ، ج ٢ ص ٥١٧.

٦٢٢

فقد ذكر الشيخ المفيد في (الإرشاد) وابن الأثير في (الكامل) ج ٣ ص ٢٨٦ وغيرهم : أنهم اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا ، والمجموع :

٣٢ فارسا+ ٤٠ راجلا ـ ٧٢ محاربا

وبعضهم قال بأكثر من هذا العدد ، ففي رواية الطبري أنهم كانوا أربعين فارسا ومائة راجل. وفي رواية الإمام الباقرعليه‌السلام أنهم كانوا خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل. وأنا أرجّح الرواية الأخيرة لأنها عن معصوم.

(أقول) : والظاهر أن الذين اعتبروا العدد ٧٢ اقتصروا على عدّ الرجال العرب الأحرار ، دون الموالي والعبيد ، الذين كانوا بكثرة مع الحسينعليه‌السلام ؛ من مواليه ومن موالي أصحابه. فمن هنا جاء الفرق بين العدد ٧٢ والعدد ١٤٥.

يقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني في (الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين) : قمت بعملية جرد لإحصاء جميع أسماء أصحاب الحسينعليه‌السلام وأهل بيته الذين حاربوا معه في اليوم العاشر من المحرم ، وقد ذكرهم بأسمائهم الشيخ محمّد السماوي في كتابه (إبصار العين في أنصار الحسين) ، فكان عددهم

لا يتجاوز المائة وعشرة رجال ، من المشاة والفرسان. وهم طائفتان :

١ ـ من بني هاشم ، وعددهم ستة عشر ١٦ رجلا.

٢ ـ من الأصحاب ، وهم من مختلف القبائل والأجناس ، وعددهم ٩٤ رجلا.

(أقول) : وسوف يأتي تحقيق كامل بأسماء هؤلاء الأنصار من الآل والأصحاب في أول الجزء الثاني من هذه الموسوعة إنشاء الله.

اليوم السابع من المحرّم

(الحصار ومنع الماء)

٧٥٢ ـ كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد (٣) بمنع الماء عن الحسينعليه‌السلام :

(الوثائق الرسمية للقزويني ، ص ١١٢)

يقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني : ثم إن عبيد الله بن زياد أخذ يرسل الكتاب تلو الكتاب ، والرسول تلو الرسول ، يحثّ عمر بن سعد على مقاتلة الحسينعليه‌السلام . فبعث إليه كتابا آخر جاء فيه :

٦٢٣

أما بعد ، فحل بين الحسين وأصحابه وبين الماء ، فلا يذوقوا منه قطرة ، كما صنع بالتقيّ الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفان(١) .

الحصار

ولما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد ، أمر عمرو بن الحجاج ومعه خمسمائة فارس ، فنزلوا على الشريعة ، وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء ، ومنعوهم أن يستقوا منه قطرة ، وذلك قبل قتل الحسينعليه‌السلام بثلاثة أيام.

٧٥٣ ـ عبد الله بن الحصين الأزدي يتوعّد الحسينعليه‌السلام بالموت عطشا ، ودعاء الحسينعليه‌السلام عليه :

(الوثائق الرسمية ، ص ١١٢)

ثم إن عبد الله بن (أبي) الحصين الأزدي نادى في لؤم وحقارة وخسّة نفس وخبث سريرة : يا حسين أما تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء ، ووالله لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشا.

فتأثر الحسينعليه‌السلام من كلامه ، وقال : الله م اقتله عطشا ، ولا تغفر له أبدا.

قال حميد بن مسلم : والله لعدته بعد ذلك في مرضه ، فوالله الّذي لا إله غيره ، لقد رأيته يشرب الماء حتّى يبغر(٢) ، ثم يقيء ويصيح : العطش ، ثم يعود فيشرب الماء حتّى يبغر ، ثم يقيئه ويتلظى عطشا ، فما زال ذلك دأبه حتّى هلك.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٧ ط ٢ نجف :

وناداه عمرو بن الحجاج : يا حسين ، هذا الماء تلغ فيه الكلاب وتشرب منه خنازير أهل السواد والحمر والذئاب ، وما تذوق منه والله قطرة حتّى تذوق الحميم في نار الجحيم. فكان سماع هذا الكلام على الحسينعليه‌السلام أشدّ من منعهم إياه الماء.

__________________

(١) تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣١٢.

(٢) بغر البعير : شرب ولم يرو ، فأخذه داء من الشرب. والبغر : كثرة شرب الماء ، أو داء وعطش.

٦٢٤

٧٥٤ ـ عند ما أضرّ العطش بالحسينعليه‌السلام ومن معه ، حفروا بئرا فشربوا منها ثم غاضت :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٤)

وورد أمر من ابن زياد بالتضييق على الحسين ومنعه من الماء كما فعل بعثمان.ولما أضرّ العطش بالحسينعليه‌السلام وبمن معه ، أخذ فأسا وجاء إلى وراء خيمة النساء ، فخطا على الأرض تسع عشرة خطوة نحو القبلة ، ثم احتفر هناك ، فنبعت له هناك عين من الماء العذب ، فشرب الحسينعليه‌السلام وشرب أصحابه بأجمعهم ، وملؤوا أسقيتهم ، ثم غارت العين فلم يشهد لها أثر.

وبلغ ذلك عبيد الله بن زياد فكتب إلى عمر بن سعد : بلغني أن الحسين يحفر الآبار ويصيب الماء فيشرب هو وأصحابه ، فانظر إذا ورد عليك كتابي هذا فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت ، وضيّق عليهم ولا تدعهم أن يذوقوا من الماء قطرة ، وافعل بهم كما فعلوا بالزكي عثمان ، والسلام(١) .

فضيّق عليهم ابن سعد غاية التضييق ، ودعا برجل يقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي ، فضمّ إليه خيلا كثيرة ، وأمره أن ينزل على الشريعة التي هي حذاء معسكر الحسينعليه‌السلام ، فنزلت الخيل على شريعة الماء.

تعليق :

لقد دأب الإعلام الأموي على تشويه الحقائق وإيهام الرعاع من الناس أن الحسينعليه‌السلام له ضلع في مقتل الخليفة عثمان عطشا ، علما بأنه مع أخيه الحسنعليه‌السلام وبأمر من أبيهما الإمام عليعليه‌السلام كانا من المدافعين عن عثمان والواقفين على باب بيته بسيوفهم يوم مقتله. أما القاتل الحقيقي الّذي ورّط عثمان في الفتنة ، ثم أسلمه إلى الهلاك والقتل في آخر لحظة ، فهو معاوية. واللبيب يميّز بين أعمال من اتخذوا الغدر والوصولية مبدأ لهم ، وبين من التزموا بالحق

لا يحيدون عنه قيد أنملة ، وهم عليعليه‌السلام وأولاده. وكيف يقاس من انطبعت أعمالهم بالرجس ، بمن طهّرهم الله من كل رجس؟!.

__________________

(١) ذكر المقرم في مقتله ص ٢٤٤ ما يشبه هذا الكلام ، منقولا عن الطبري ، ج ٦ ص ٢٣٤ ؛ وإرشاد المفيد وكامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٢٢.

٦٢٥

٧٥٥ ـ عبيد الله بن زياد يمارس الحرب الاقتصادية ضد الحسينعليه‌السلام بأبشع صورها ، فيمنعه من الماء ويعزله عن العالم :

(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر ، ص ١٨٣)

وقد استعمل ابن زياد مع الحسينعليه‌السلام الحرب الاقتصادية بأبشع صورها ، وأقصى ما يتصوّر ؛ من معاملة وحشية وخطة همجية. فطوّق جيش الحسينعليه‌السلام لمنع الإمدادات الخارجية ، وقطع الاتصال بينه وبين العالم الخارجي ، حتّى وصلت الحال إلى حدّ منع الماء عنه وعن عياله وأطفاله.

٧٥٦ ـ حقوق الحسينعليه‌السلام في ماء الفرات :

(معالي السبطين لمحمد مهدي المازندراني ، ج ١ ص ١٩٥)

قال المرحوم الحاج شيخ جعفر : اعلم أن للحسينعليه‌السلام في الماء حقوقا أربعة :

الأول : حقه في الماء ، من حيث الاشتراك مع جميع الناس ، فإن الناس كلهم شركاء في الماء.

الثاني : حقه في الماء ، من حيث الاشتراك مع جميع ذوات الأرواح ، فإن لكل ذات روح في الماء حقا ، ومنه كل الحيوان.

الثالث : من حيث ثبوت حق السقي له على أهل الكوفة ، فإنه قد سقاهم ثلاث مرات ؛ مرة في الكوفة في زمان أبيهعليه‌السلام ، وتارة في صفين ، وأخرى في القادسية ، حين الملاقاة مع عسكر الحر بن يزيد الرياحي.

الرابع : له حقّ في الفرات مخصوص ، فإن نهر الفرات نحلة الله لفاطمةعليها‌السلام ومهر الزهراء.

ولم يراعوا لعنهم الله هذه الحقوق ، ومنعوه منه كما منعوا منه أصحابه وعياله وأطفاله ، وذلك قبل مقتلهعليه‌السلام بثلاثة أيام.

٧٥٧ ـ نصيحة الهمداني لعمر بن سعد :

(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٣)

قال الراوي : فلما نزل الحسينعليه‌السلام في أرض كربلاء ، أول من حال بينه وبين ماء الفرات عمر بن سعد. فاشتدّ العطش بالحسينعليه‌السلام وأطفاله وأهل بيتهعليهم‌السلام . وقام رجل من أصحاب الحسينعليه‌السلام [لعله يزيد بن الحصين

٦٢٦

الهمداني] وقال : يابن رسول الله أتأذن لي أن أمضي إلى ابن سعد فأكلمه في أمر الماء ، وأعرّفه بعطش الحرم والأطفال ، فعساه يرتدع عن القتال؟. فقالعليه‌السلام :ذلك إليك ، افعل ما شئت.

قال : فجاء الهمداني ووبّخه بكلام ، فكان من عذره أن قال : يا أخا همدان ، والله إني أعرف الناس بحق الحسين وحرمته عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكني حائر في أمري ، ما أدري كيف أصنع؟ وفي هذا الوقت كنت أتفكر في أمري ، بين ترك ملك الرّي وقتل الحسين. ثم قال : نفسي لأمّارة بالسوء ، ما تحسّن لي ترك ملك الري ، وأني إذا قتلت حسينا أكون أميرا على سبعين ألف فارس!.

قال : فنهض من عنده مكسور القلب ، ورجع إلى الحسينعليه‌السلام وقال :

يا مولاي إن القوم استحوذ عليهم الشيطان ، وإن عمر بن سعد قد عزم على قتلك وقتل أصحابك وأهل بيتك ، ورضي بدخول النار بولاية الريّ ، ذلك هو الخسران المبين.

الاستسقاء الأول

٧٥٨ ـ معركة على الماء : استسقاء العباسعليه‌السلام بمساعدة نافع بن هلال الجملي :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٤ ؛ ولواعج الأشجان ، ص ٩٨)

فلما اشتدّ العطش بالحسينعليه‌السلام وأصحابه ، دعا أخاه العباسعليه‌السلام وضمّ إليه ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ، وبعث معهم عشرين قربة في جوف الليل ، حتّى دنوا من الفرات ، وأمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء.

فقال عمرو بن الحجاج : من الرجل؟ فقال له نافع بن هلال : أنا ابن عم لك من أصحاب الحسينعليه‌السلام جئت حتّى أشرب من هذا الماء الّذي منعتمونا منه. فقال له عمرو : اشرب هنيئا مريئا. فقال له نافع : ويحك كيف تأمرني أن أشرب من الماء ، والحسينعليه‌السلام ومن معه يموتون عطشا؟!. فقال : لا سبيل إلى سقي هؤلاء ، إنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء.

فصاح نافع بأصحابه فدخلوا الفرات ، وصاح عمرو بأصحابه ليمنعوهم. فحمل عليهم العباسعليه‌السلام ونافع بن هلال فكشفوهم. واقتتل القوم على الماء قتالا شديدا ، فكان قوم يقاتلون وقوم يملؤون القرب ، حتّى ملؤوها وأقبلوا بالماء.

٦٢٧

ثم عاد عمرو بن الحجاج وأصحابه وأرادوا أن يقطعوا عليهم الطريق ، فقاتلهم العباسعليه‌السلام وأصحابه حتّى ردّوهم. وقتل من أصحاب عمرو بن الحجاج جماعة ، ولم يقتل من أصحاب الحسينعليه‌السلام أحد.

ثم رجع القوم إلى معسكرهم بالماء ، فشرب الحسينعليه‌السلام ومن كان معه ، ولقّب العباس يومئذ بالسّقّاء(١) .

(يقول السيد عبد الرزاق المقرّم في مقتله ، ص ٢٤٦) : ولكن لا يفوتنا أن تلك الكمية القليلة من الماء ، ما عسى أن تجدي أولئك الجمع ، الّذي هو أكثر من مائة وخمسين رجالا ونساء وأطفالا ، أو إنهم ينيفون على المائتين. ومن المقطوع به أنها لم ترو أكبادهم إلا مرة واحدة ، فسرعان أن عاد إليهم الظمأ ، وإلى الله المشتكى!.

٧٥٩ ـ خطاب الحسينعليه‌السلام بالقوم يذكّرهم فيه بحسبه ونسبه :

(لواعج الأشجان ، ص ١١٦ ط ٤ ؛ ومثير الأحزان للجواهري ، ص ٦٤)

ثم وثب الحسينعليه‌السلام متوكئا على قائم سيفه ، ونادى بأعلى صوته : أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟. قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟. قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟. قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد ، أول نساء هذه الأمة إسلاما؟. قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن سيّد الشهداء حمزة عم أبي؟. قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفرا الطيار في الجنة عمي؟. قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنا متقلده؟.قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنا لابسها؟. قالوا : الله م نعم. قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن عليا كان أول القوم إسلاما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما ، وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟. قالوا : الله م نعم قال : فبم تستحلّون دمي؟ وأبي الذائد عن الحوض ، يذود عنه رجالا كما

__________________

(١) من الغريب أن أبا مخنف في مقتله ذكر أن العباسعليه‌السلام استشهد هنا وهو يستسقي ، ولم يرجع بالماء إلى الحسينعليه‌السلام . وقد انفرد بهذه الرواية ، وسنذكرها في مصرع العباسعليه‌السلام فيما بعد.

٦٢٨

يذاد البعير الصاد عن الماء ، ولواء الحمد في يد أبي يوم القيامة!. قالوا : قد علمنا ذلك كله ، ونحن غير تاركيك حتّى تذوق الموت عطشا.

المفاوضات

قال الشيخ المفيد : لما رأى الحسينعليه‌السلام نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى ومددهم لقتله ، أنفذ إلى عمر بن سعد أنني أريد أن ألقاك. فاجتمعا ليلا ، وتناجيا طويلا.

٧٦٠ ـ مكالمة الحسينعليه‌السلام لعمر بن سعد ونصيحته ، وأعذار ابن سعد :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٥)

وأرسل الحسينعليه‌السلام إلى ابن سعد مع عمرو بن قرظة الأنصاري ، أني أريد أن أكلّمك الليلة ، فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك. فخرج إليه عمر بن سعد في عشرين فارسا ، والحسينعليه‌السلام في مثل ذلك. ولما التقيا أمر الحسينعليه‌السلام أصحابه فتنحّوا عنه ، وبقي معه أخوه العباس وابنه علي الأكبرعليه‌السلام . وأمر ابن سعد أصحابه فتنحّوا عنه ، وبقي معه ابنه حفص وغلام له يقال له : لاحق.

فقال الحسينعليه‌السلام لابن سعد : ويحك أما تتّقي الله الّذي إليه معادك؟. أتقاتلني وأنا ابن من علمت!. يا هذا ذر هؤلاء القوم وكن معي فإنه أقرب لك من الله. فقال له عمر : أخاف أن تهدم داري. فقال الحسينعليه‌السلام : أنا أبنيها لك. فقال عمر :أخاف أن تؤخذ ضيعتي. فقالعليه‌السلام : أنا أخلف عليك خيرا منها من مالي بالحجاز(١) . ويروى أنهعليه‌السلام قال لعمر :

(أعطيك البغيبغة ، وكانت عظيمة فيها نخل وزرع كثير ، دفع معاوية فيها ألف ألف دينار فلم يبعها له(٢) ). فقال عمر : لي عيال أخاف عليهم. فقال : أنا أضمن سلامتهم. ثم سكت فلم يجبه عن ذلك. فانصرف عنه الحسينعليه‌السلام وهو يقول : ما لك ذبحك الله على فراشك سريعا عاجلا ، ولا غفر لك يوم حشرك ونشرك. فوالله إني لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلا يسيرا. فقال له عمر مستهزئا : يا أبا عبد الله في الشعير عوض عن البرّ. ثم رجع عمر إلى معسكره.

__________________

(١) مقتل المقرم ص ٢٤٨ عن مقتل العوالم ص ٧٨.

(٢) مقتل المقرم ص ٢٤٨ عن تظلم الزهراء ص ١٠٣.

٦٢٩

(أقول) : وقد صدق دعاء الحسينعليه‌السلام على عمر بن سعد ، فقد مات مذبوحا على فراشه (راجع ترجمته في الجزء الثاني من الموسوعة).

٧٦١ ـ حبّ الدنيا رأس كل خطيئة :

(بقلم المؤلف)

المقصود بالدنيا ما تشتمل عليه من متع عابرة وشهوات حيوانية ولذائذ آنيّة ، وما تنطوي عليه من تهالك وتحاسد وتباغض.

وهذه الرغبات المادية قد أباحها الشارع وأعطانا الحق في ممارستها ، ولكن في حدود معتدلة ومعقولة ، بحيث لا تؤدي إلى الحرص والطمع والانحراف والتهافت.

ورغم هذا كله ، نجد كثيرا من الناس تطغيهم نفسيتهم الأمارة بالسوء ، فيختارون الضلال على الهدى ، ويفضّلون الباطل على الحق ، وينحرفون منجرفين بتيار الهوى والشذوذ ؛ وذلك رغم وضوح الدلائل لديهم ، وقيام الحجة عليهم ، فيكون وبالهم كبيرا ، وعقاب أعمالهم شديدا.

من هؤلاء البغاة المنحرفين [عمر بن سعد بن أبي وقّاص] الّذي لم يرع للحسينعليه‌السلام قرابة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يحفظ له منزلة ولا قدرا ، وجاء يريد مساومته على الصلح مع يزيد ، الفاسق الفاجر ، كيما تنطفئ شعلة الثورة على الجور والطغيان ، وينعم هو في ظل يزيد بولاية الرّي وجرجان ، فيشبع دوافع نفسه الشريرة في التكالب على المال والأملاك والإمارة والسلطان.

لقد بات عمر بن سعد في صراع كبير بين الباطل والحق ، بين الاستجابة للدنيا أو الاستجابة للآخرة ، بين قتل الحسينعليه‌السلام أو ترك ولاية الري وجرجان. لقد بات في صراع مرير بين نفسه الأمّارة بالسوء وبين نفسه اللوّامة ، ولسان حاله يقول :

دعاني عبيد الله من دون قومه

إلى خطةّ ، فيها خرجت لحيّني

فوالله ما أدري وإني لحائر

أفكّر في أمري على خطرين

أأترك ملك الرّي والريّ منيتي

أم ارجع مأثوما بقتل حسين

حسين ابن عمّي والحوادث جمّة

لعمري ولي في الريّ قرّة عين

يقولون : إن الله خالق جنّة

ونار وتعذيب وغلّ يدين

فإن صدقوا فيما يقولون إنني

أتوب إلى الرحمن من سنتين

وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة

وملك عقيم دائم الحجلين

٦٣٠

ولقد نصحه الحسينعليه‌السلام نصائح كثيرة ، لم تلق منه غير اختلاق الذرائع والأعذار ، التي تتركز كلها حول حرصه على المصالح الدنيوية والمكاسب المادية.

وظلعليه‌السلام جاهدا في نصيحة عمر بن سعد ـ باعتباره القائد العام لجيش البغي والعدوان ـ وهو يتنصّل بشتى المعاذير ، والحسينعليه‌السلام يردّها عليه واحدة واحدة ، حتّى لم يبق في جعبة ابن سعد عذرا يعتذر به.

وماذا كان يحجب تلك الحجج والبراهين ، والدعوات والنصائح ، عن أن تجد طريقها إلى ضمير ابن سعد ، فيتحول عن طريق الذنوب والآثام والكبائر الجسام ، لو لا أن حبّ الدنيا قد أعمى قلبه ، والتكالب عليها قد أظلم صدره. فصدق فيه قول الإمام عليعليه‌السلام : «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة».

ولقد وعده ابن زياد أن يعهد له بولاية الريّ ، فباع الفاسق دينه بالبغي والغيّ ، لكنه لم يسعد بولاية ولا عيش هنيّ ، بل ذبح على فراشه بتقدير خفيّ.

٧٦٢ ـ تعليق على انحراف عمر بن سعد :

(كشف الغمة في معرفة الأئمة لعلي بن عيسى الإربلي ، ج ٢ ص ٢٦٠)

قال المحقق أبو الحسن علي بن عيسى الإربلي :

التوفيق عزيز المنال ، ومن حقّت عليه كلمة العذاب لم ينجع فيه لوم اللّوّام ولا عذل العذّال. ومن غلبته نفسه ، تورّط من شهواتها في أعظم من القيود والأغلال.وكما أن الجنة لها رجال فالنار لها رجال ، وكما أعدّ الله لقوم الفوز والرضوان ، أعدّ للآخرين العقاب والنكال.

وهذا النجس ابن سعد أبعده الله ، عرف سوء فعله ، فأضلّه الله على علم ، وهو أقبح أنواع الضلال. وطبع الله على قلبه وختم على لبّه ، وجعل على بصره غشاوة فبئست الأحوال. وزهد في الآجلة وهي إلى بقاء ، ورغب في العاجلة وهي إلى زوال. وطمع في المال فخسر المآل. فأصلي نارا وقودها الناس والحجارة ، ولم يغن عنه رأيه في الريّ ولا نفعته الإمارة ، فخرج في طالع نحس ، وباع آخرته بثمن بخس ، وأصبح من سوء اختياره في أضيق حبس. فإنه عصى الله سبحانه طاعة للفجّار ، واتّخذ ابن زياد ربّا فأورده النار وبئس القرار. وباء في الدنيا بالعار ، وحشر في الآخرة مع مردة الكفّار.

وهكذا حال هذا الشقي الّذي سعى إلى سوء خاتمته وعاقبته ، فكان العذاب

٦٣١

الدائم مصيره والنار غايته ، فتبّا له محلأ عن موارد الأبرار ، وبعدا له وسحقا في هذه الدار وتلك الدار. فلقد أوغل في تمردّه ، وبالغ في وخامة كسب يده ، وترك الحق وراء ظهره وخلف أذنه. إذ لم ينظر في يومه لغده ، وعرف الصراط المستقيم فنكب طوعا عن سننه وجدده ، وصدّع قلب الرسول بما صنعه بولده ، وأبكى الأرض والسماء بجنايته ، وأحزن الملائكة الكرام والأنبياءعليهم‌السلام ببشاعة فعلته وقبح ملكته. وجاء بها شوهاء عقراء جذعاء تشهد بسوء ظفره ، وتنطق برديّ أثره ، ولؤم مخبره وفساد اختياره ونظره ، كافلة له بالعذاب الأليم ، إضافة له الخلود في نار الجحيم ، مقيما فيها أبدا إن شاء الله مع الشيطان الرجيم. طعامه فيها الزقّوم والغسلين وشرابه الحميم ، مخصوصا بمقت الله رب العالمين ، قريبا للعتاة المتمردين والطغاة الكافرين ، مصاحبا من شايعه وتابعه ورضي بفعله من الجنّة والناس أجمعين.

٧٦٣ ـ طلب عمر بن سعد الاجتماع بالحسينعليه‌السلام :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٧ ط ٢ نجف)

وكان عمر بن سعد يكره قتال الحسينعليه‌السلام ، فبعث إليه يطلب الاجتماع به ، فاجتمعا خلوة. فقال له عمر : ما جاء بك؟ فقال : أهل الكوفة. فقال :

أما عرفت ما فعلوا معكم؟. فقال : من خادعنا في الله انخدعنا له. فقال له عمر :قد وقعت الآن ، فما ترى؟. فقال : دعوني أرجع فأقيم بمكة أو المدينة أو أذهب إلى بعض الثغور فأقيم به كبعض أهله. فقال : أكتب إلى ابن زياد بذلك.

٧٦٤ ـ عمر بن سعد يبسط بساطا :

(أسرار الشهادة للفاضل الدربندي ، ص ٢٥٩ ط حجر إيران)

قال أبو مخنف : ثم إن عمر بن سعد عبر الفرات ، وكان يخرج كل ليلة ويبسط بساطا ويدعو الحسينعليه‌السلام ويتحدثان جميعا حتّى يمضي من الليل شطره. وكان (خولي بن يزيد) من أقسى الناس قلبا على الحسينعليه‌السلام ، فلما نظر ذلك كتب إلى ابن زياد.

فكتب ابن زياد إلى عمر بن سعد : فإذا قرأت كتابي فأمره أن ينزل على حكمي ، فإن فعل وهو الفرض ، وإن أبى فامنعه من شرب الماء الفرات ، فقد حرّمته عليه وحلّلته على الكلاب والخنازير.

٦٣٢

٧٦٥ ـ ابن زياد يستنكر على عمر بن سعد محادثته للحسينعليه‌السلام وإمهاله :

(مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري ، ص ٥٢)

وبلغ ابن زياد أن عمر بن سعد يسامر الحسينعليه‌السلام ويحدّثه ويكره قتاله. فكتب إلى عمر بن سعد : إذا أتاك كتابي هذا فلا تمهلنّ الحسين بن علي ، وخذ بكظمه ، وحل بينه وبين الماء ، كما حيل بين عثمان يوم الدار.

فلما وصل الكتاب إلى عمر بن سعد أمر مناديه فنادى : إنا قد أجّلنا حسينا وأصحابه ليلتهم ويومهم.

عروض الحسينعليه‌السلام

٧٦٦ ـ مخاطبة الحسينعليه‌السلام لعمر بن سعد وما عرضه عليه :

(تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ، ص ٣٥٢)

فتوجه عمر بن سعد إلى الحسينعليه‌السلام . فلما أتاه قال له الحسينعليه‌السلام : اختر واحدة من ثلاث : إما أن تدعوني فألحق بالثغور ، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد ، وإما أن تدعوني فأذهب من حيث جئت.

فقبل ذلك عمر بن سعد ، وكتب بذلك إلى عبيد الله. فكتب إليه عبيد الله : لا ولا كرامة ، حتّى يضع يده في يدي.

فقال الحسينعليه‌السلام : لا والله لا يكون ذلك أبدا.

٧٦٧ ـ طلب الحسينعليه‌السلام من عمر بن سعد أحد شروط ثلاثة :

(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢١٩)

عن الحريري عن عبد ربه ، أن الحسين بن عليعليهما‌السلام لما رهقه السلاح ، قال :ألا تقبلون مني ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبل من المشركين؟. قالوا : وما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبل من المشركين؟. قال : إذا جنح أحدهم قبل منه. قالوا : لا. قال :فدعوني أرجع. قالوا : لا. قال : فدعوني آتي أمير المؤمنين. فأخذ له رجل السلاح ، فقال له : أبشر بالنار!. فقالعليه‌السلام : بل أبشر إن شاء الله برحمة ربيعزوجل ، وشفاعة نبيّيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

تعليق :(المصدر السابق)

إن الخصلة الأخيرة التي تذكرها هذه الرواية ، وهي أن يأتي الحسينعليه‌السلام

٦٣٣

فيضع يده في يد يزيد ، قد انفرد بإيرادها رواة السنة. والثابت عند الشيعة أن الحسينعليه‌السلام ما سألهم إلا الرجوع إلى حرم الله وحرم جده ، أو الانتشار في أرض الله الواسعة ، فأبوا.

٧٦٨ ـ ثلاثون رجلا من جند عمر بن سعد يتحولون إلى الحسينعليه‌السلام :

(تاريخ ابن عساكر ، ص ٢٢٠)

وكان مع عمر بن سعد (من قريش) قريب من ثلاثين رجلا من أهل الكوفة ، فقالوا : يعرض عليكم ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث خصال ، فلا تقبلون شيئا منها؟!. فتحولوا مع الحسينعليه‌السلام فقاتلوا حتّى قتلوا معه.

افتراءات عمر بن سعد

٧٦٩ ـ كتاب عمر بن سعد إلى ابن زياد (٢) يتأول فيه على الحسينعليه‌السلام قبوله مفاوضة يزيد :(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٤٩)

ثم كتب عمر بن سعد إلى ابن زياد : أما بعد ، فإن الله أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة. هذا الحسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الّذي منه أتى ، أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده ، فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لك رضا وللأمة صلاح(١) .

وفي الحقيقة إن بعض هذه العروض قد اختلقها عمر بن سعد من عنده ، لأن الحسينعليه‌السلام لم يعتقد أصلا بخلافة يزيد حتّى يفاوضه.

بقول السيد الأمين في (لواعج الأشجان) ص ١٠١ ط نجف :

عن عقبة بن سمعان أنه قال : والله ما أعطاهم الحسينعليه‌السلام أن يضع يده في يد يزيد ولا أن يسير إلى ثغر من الثغور ، ولكنه قال : دعوني أرجع إلى المكان الّذي أقبلت منه ، أو أذهب في هذه الأرض العريضة.

__________________

(١) الإتحاف بحب الأشراف ص ١٥ ؛ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٢٥٣.

(أقول) : ولعل هذه المحاولة للإصلاح من قبل عمر بن سعد ، سببها القرابة التي بين الحسينعليه‌السلام وعمر بن سعد. إذ أن نسب عمر بن سعد يتصل مع بني هاشم في كلاب بن مرة ، فهو عمر بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

٦٣٤

وقال سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص ٢٥٨ ط ٢ نجف :

(وقد وقع في بعض النسخ) أن الحسينعليه‌السلام قال لعمر بن سعد : دعوني أمضي إلى المدينة أو إلى يزيد ، فأضع يدي في يده. ولا يصحّ ذلك عنه ، فإن عقبة بن سمعان قال: صحبت الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى العراق ، ولم أزل معه إلى أن قتل ، والله ما سمعته قال ذلك.

٧٧٠ ـ افتراء مقصود على الحسينعليه‌السلام :

(الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين لعبد الكريم القزويني ، ص ١١٦)

يقول السيد عبد الكريم الحسيني القزويني :

وكيف يتفق هذا الكتاب مع أول وثيقة للحسينعليه‌السلام عند ما قال لوالي يزيد على المدينة الوليد بن عتبة : «أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ...» إلى أن قال : «ويزيد رجل فاسق شارب الخمر ، قاتل النفس المحترمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله».

ثم إن خبر هذا الكتاب أشاعه الأمويون ، وأرادوا أن يوهموا به الناس ، أن الحسينعليه‌السلام خشع وخضع ، وحنى رأسه لسلطان يزيد ، ليشوّهوا بذلك الموقف البطولي الّذي وقفه هو وأصحابه.

وقد حرص الأمويون وأعوانهم على إخفاء كثير من ملامح ثورة الحسينعليه‌السلام وملابساتها ، وأذاعوا كثيرا من الأخبار المكذوبة عنها ، ليوقفوا عملها التدميري في ملكهم وسلطانهم ، ولكن لم يفلحوا(١) .

وقد تصدّى لتكذيب هذا الكتاب أحد أصحاب الحسينعليه‌السلام وهو عقبة ابن سمعان ، كما جاء في (تاريخ الطبري) وهذا نصه من كامل ابن الأثير :

٧٧١ ـ ردّ افتراء : الحسينعليه‌السلام لم يعرض على عمر بن سعد أن يضع يده في يد يزيد :(الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٨١)

وقد روي عن عقبة بن سمعان أنه قال :

صحبت الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة ، ومن مكة إلى العراق ، ولم أفارقه حتّى قتل. وسمعت جميع مخاطباته للناس إلى يوم مقتله ، فوالله ما أعطاهم ما

__________________

(١) ثورة الحسينعليه‌السلام للشيخ محمّد مهدي شمس الدين ، ص ١٧٠.

٦٣٥

يتذاكر به الناس ؛ من أنه يضع يده في يد يزيد ، ولا أن يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين. ولكنه قال : دعوني أرجع إلى المكان الّذي أقبلت منه ، أو دعوني أذهب في هذه الأرض العريضة ، حتّى ننظر إلى ما يصير إليه أمر الناس ، فلم يفعلوا.

٧٧٢ ـ (رواية أخرى) للخصال التي عرضها الحسينعليه‌السلام :

(الإمامة والسياسة لابن قتيبة ، ج ٢ ص ٥)

أما ابن قتيبة فيورد رواية أخرى لا بأس بإثباتها ، وفيها تصحيف بين عمر ابن سعد (وعمرو بن سعيد) ، وبين شمر بن ذي الجوشن (وشهر بن حوشب) يقول :

ثم بعث عبيد الله بن زياد (عمرو بن سعيد) يقاتلهم. قال الحسينعليه‌السلام : يا عمرو ، اختر مني ثلاث خصال : إما أن تتركني أرجع كما جئت ، فإن أبيت هذه فأخرى ، سيّرني إلى الترك أقاتلهم حتّى أموت ، أو تسيّرني إلى يزيد فأضع يدي في يده ، فيحكم فيّ بما يريد.

فأرسل عمرو إلى ابن زياد بذلك ، فهمّ أن يسيّره إلى يزيد ، فقال له (شهر بن حوشب) : قد أمكنك الله من عدوك وتسيّره إلى يزيد؟!. والله لئن سار إلى يزيد لا رأى مكروها ، وليكوننّ من يزيد بالمكان الّذي لا تناله أنت منه ، ولا غيرك من أهل الأرض. لا تسيّره ولا تبلعه ريقه حتّى ينزل على حكمك.

(قال) فأرسل إليه يقول : لا ، إلا أن تنزل على حكمي. فقال الحسينعليه‌السلام :أنزل على حكم ابن الزانية؟!. لا والله لا أفعل. الموت دون ذلك وأحلى.

(قال) وأبطأ (عمرو بن سعيد) عن قتاله ، فأرسل عبيد الله بن زياد إلى (شهر بن حوشب) أن تقدم عمرا يقاتل ، وإلا فاقتله وكن أنت مكانه.

مكيدة الشّمر

٧٧٣ ـ شمر يدبّر مكيدة لعمر بن سعد ليتولى مكانه :

(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٥١ ط ٣ نجف)

ولما قرأ ابن زياد كتاب ابن سعد ، قال : هذا كتاب ناصح مشفق على قومه. وهمّ ابن زياد أن يجيبه إلى ذلك.

فقال شمر بن ذي الجوشن الكلابي : أتقبل هذا منه بعد أن نزل بأرضك؟. والله

٦٣٦

لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ، ليكوننّ أولى بالقوة منك ، وتكون أولى بالضعف والوهن منه ، فلا ترض إلا بنزوله على حكمك.

فاستصوب رأيه ، وقال له : نعم ما رأيت.

٧٧٤ ـ كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد (٤) بواسطة شمر بن ذي الجوشن ، يستنكر عليه لينه وتساهله مع الحسينعليه‌السلام :

(مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٤٧ ط نجف)

ثم أنفذ ابن زياد بشمر بن ذي الجوشن إلى ابن سعد بكتاب فيه : إني لم أبعثك إلى الحسين لتكفّ عنه ولا لتطاوله ولا لتمنّيه السلامة والبقاء ، ولا لتعتذر له عندي ، ولا لتكون له شافعا. فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سالمين ، وإن أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم ، فإنهم لذلك مستحقون. فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإنه عاقّ شاقّ قاطع ظلوم فإن أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السامع المطيع ، وإن أبيت فاعتزل أمرنا وجندنا ، وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنا قد أمّرناه بأمرنا(١) .(وفي رواية : فإنه أشدّ منك حزما ، وأمضى منك عزما(٢) ). وكان أمر شمرا أنه إن لم يفعل بما فيه ، فاضرب عنقه وأنت الأمير.

وجاء في (مقتل الحسين) للمقرم ، ص ٢٥٢ تتمة ذلك :

فلما جاء الشمر بالكتاب ، قال له ابن سعد : ويلك لا قرّب الله دارك ، وقبّح الله ما جئت به ، وإني لأظن أنك الّذي نهيته وأفسدت علينا أمرا رجونا أن يصلح.والله لا يستسلم «حسين» فإن نفس أبيه بين جنبيه.

فقال الشمر : أخبرني ما أنت صانع؟ أتمضي لأمر أميرك ، وإلا فخلّ بيني وبين العسكر. فقال له عمر : أنا أتولى ذلك ولا كرامة لك ، ولكن كن أنت على الرجالة(٣) .

٧٧٥ ـ وصول كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد مع الشمر وتأففه منه :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٨ ط ٢ نجف)

قال الواقدي : ولما وصل شمر إلى عمر بن سعد ، ناداه عمر بن سعد : لا أهلا

__________________

(١) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٢٣.

(٢) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٤٥.

(٣) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٣٦.

٦٣٧

والله بك ولا سهلا يا أبرص ، لا قرّب الله دارك ، ولا أدنى مزارك ، وقبّح ما جئت به. ثم قرأ الكتاب ، وقال : والله لقد ثنيته عما كان في عزمه ولقد أذعن ، ولكنك شيطان فعلت ما فعلت. فقال له شمر : إن فعلت ما قال الأمير ، وإلا فخلّ بيني وبين العسكر.

فبعث عمر إلى الحسينعليه‌السلام فأخبره بما جرى. فقالعليه‌السلام : والله لا وضعت يدي في يد ابن مرجانة أبدا.

عرض الأمان

٧٧٦ ـ سبب كتابة ابن زياد أمانا للعباس وإخوتهعليهم‌السلام :

(الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ١٦٦)

وكان عند ابن زياد رجل يقال له عبد الله بن أبي المحل بن حزام العامري ، وكانت عمته «أم البنين فاطمة بنت حزام». فقال : أصلح الله الأمير!. إن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قد كان عندنا ههنا بالكوفة ، فخطب إلينا فزوّجناه بنتا ، يقال لها :أم البنين بنت حزام (الكلابية) ، فولدت له العباس وعبد الله وجعفرا وعثمان ، فهم بنو أختنا ، وهم مع الحسين أخيهم ، فإن رسمت لنا أن نكتب إليهم كتابا بأمان منك عليهم متفضّلا. فقال عبيد الله بن زياد : نعم وكرامة لكم. اكتبوا إليهم بما أحببتم ، ولهم عندي الأمان.

فكتب عبد الله بن أبي المحل إليهم بكتاب الأمان من عبيد الله بن زياد ، ودفع الكتاب إلى غلام له يقال له عرفان (وفي رواية الطبري : كزمان) حتّى أوصله إليهم.فلما قرأه الحسينعليه‌السلام قال للرسول : لا حاجة لنا في أمانك ، فإن أمان الله خير من أمان ابن مرجانة (وفي رواية ابن الأثير : ابن سمية).

٧٧٧ ـ الشّمر يعرض الأمان على بني أخته والعباس :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٦)

وأقبل شمر بن ذي الجوشن على عسكر الحسينعليه‌السلام ونادى بأعلى صوته : أين بنو أختي [يقصد العباس وإخوته] ، أين عبد الله وعثمان وجعفر بنو علي ابن أبي

٦٣٨

طالب(١) ؟ فسكتوا. فقال الحسينعليه‌السلام : أجيبوه ولو كان فاسقا ، فإنه بعض أخوالكم. فنادوه : ما شأنك وما تريد؟. فقال : يا بني أختي أنتم آمنون ، فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين ، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية. فناداه العباس بن عليعليه‌السلام : تبّت يداك يا شمر ، لعنك الله ولعن ما جئت به من أمانك هذا ، يا عدو الله. (وفي رواية : لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له(٢) ؟). أتأمرنا أن نترك أخانا الحسين بن فاطمةعليه‌السلام وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء(٣) ؟.

فرجع شمر إلى عسكره مغيظا.

__________________

(١) تزوج الإمام عليعليه‌السلام من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية (أم البنين) ، فأنجبت له :العباس وجعفر وعثمان وعبد الله ، وكلهم استشهدوا مع أخيهم الحسينعليه‌السلام . وقد ذكر شمر ما ذكر لقرابته من أمهم ، فهي من بني كلاب والشمر من بني كلاب أيضا.

(٢) مقتل المقرم ص ٢٥٢ عن تذكرة الخواص ، ص ١٤٢ ؛ وإعلام الورى ، ص ٢٨.

(٣) اللهوف ، ص ٥٠ ؛ ومقتل المقرم ص ٢٥٣ ، نقلا عن مثير ابن نما ، ص ٢٨.

٦٣٩

الفصل التاسع عشر

اليوم التاسع من المحرم

(وعشية يوم التاسع)

(الخميس في ٩ محرم الحرام سنة ٦١ ه‍)

٧٧٨ ـ مكالمة الحسينعليه‌السلام للقوم ونصيحته لهم :

(تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ص ٦)

قال اليعقوبي : فلما كان من الغد ، خرج الحسينعليه‌السلام فكلّم القوم ، وعظّم عليهم حقّه ، وذكّرهم اللهعزوجل ورسوله ، وسألهم أن يخلّوا بينه وبين الرجوع ، فأبوا إلا قتاله ، أو أخذه حتّى يأتوا به عبيد الله بن زياد. فجعل يكلم القوم بعد القوم ، والرجل بعد الرجل ، فيقولون : ما ندري ما تقول!.

٧٧٩ ـ خطبة للحسينعليه‌السلام ينصح فيها القوم :(مقتل أبي مخنف ص ٦٠)

لما أصبح الحسينعليه‌السلام أذّن وأقام وصلى بأصحابه. فلما فرغ استدعى بدرع جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعمم بعمامته السحاب ، وتقلّد بسيف أبيه ذي الفقار ، ونزل إلى القوم وقال : أيها الناس ، اعلموا أن الدنيا دار فناء وزوال ، متغيّرة بأهلها من حال إلى حال.

معاشر الناس ، عرفتم شرائع الإسلام ، وقرأتم القرآن ، وعلمتم أن محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رسول الملك الديّان ، ووثبتم على قتل ولده ظلما وعدوانا.

معاشر الناس ، أما ترون إلى ماء الفرات يموج كأنه بطون الحيات ، يشربه اليهود والنصارى ، والكلاب والخنازير ، وآل رسول الله يموتون عطشا!. فقالوا له : اقصر عن هذا الكلام فلن تذوق الماء ولا أحد من أصحابك ، بل تذوق الموت غصة بعد غصة. فلما سمع الحسينعليه‌السلام كلامهم رجع إلى أصحابه وقال لهم : إن القوم( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ ) (١٩) [المجادلة : ١٩].

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722