الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي5%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291288 / تحميل: 10249
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».

قُلْتُ : مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ؟ قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلَّا وَمُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله أَعْلَمُ مِنْهُ ».

قَالَ : قُلْتُ(١) : إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ(٢) » ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ(٣) ، وَ(٤) كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقْدِرُ عَلى هذِهِ الْمَنَازِلِ(٥) ؟

قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَشَكَّ فِي أَمْرِهِ :( فَقالَ ما لِيَ لآ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآئِبِينَ ) حِينَ فَقَدَهُ ، فَغَضِبَ(٦) عَلَيْهِ ، فَقَالَ :( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) (٧) وَإِنَّمَا غَضِبَ(٨) لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَهذَا - وَهُوَ طَائِرٌ - قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ(٩) وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ(١٠) لَهُ طَائِعِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ‌....

__________________

(١) في « ف » : + « له ».

(٢) في البصائر ، ص ٤٧ : + « قلت ».

(٣) فيشرح المازندراني : « الظاهر أنّه - أي قوله : وسليمان - إلى - منطق الطير - من كلام السائل ، وأنّهعليه‌السلام عطف‌ على عيسى بن مريم ، وأنّ قوله : وكان رسول الله ، استفهام على حقيقته. وإنّما قلنا : الظاهر ذلك ؛ لأنّه يحتمل أن يكون من كلام أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام ويكون عطفاً على صدقت ، وحينئذٍ قوله : « وكان رسول الله » من كلامه أيضاً ؛ للإخبار بأنّ هذه المنازل الرفيعة كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً. فليتأمّل ».

(٤) في البصائر ، ص ٤٧ : « هل » بدل « و ».

(٥) « المنازل » : جمع المَنْزِل ، وهو الدرجة. و « المـَنْزِلَة » : الرتبة والدرجة ، لاتجمع. راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٨ ( نزل ).

(٦) في « ج ، ض ، بف ، بح ، بس » وحاشية « بف » والبصائر ، ص ٤٧ : « وغضب ».

(٧) النمل (٢٧) : ٢٠ - ٢١.

(٨) في « ف » والبصائر ، ص ٤٧ : + « عليه ».

(٩) في « ج ، ض ، بف » والوافي والبحار والبصائر ، ص ٤٧ : « الجنّ والإنس ».

(١٠) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والبصائر ، ص ٤٧. وفي المطبوع : « [ و ] المردة ». وقوله : =

٥٦١

يَعْرِفُ(١) الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَكَانَ(٢) الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ ، وَإِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً ) (٣) ( سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) (٤) . وَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ(٥) مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ ، وَتُقَطَّعُ(٦) بِهِ الْبُلْدَانُ ، وَتُحْيَا بِهِ الْمَوْتى ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَإِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ اللهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ ، جَعَلَهُ اللهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ ؛ إِنَّ اللهَ يَقُولُ :( وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (٧) ثُمَّ قَالَ :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) (٨) فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ(٩) أَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ».(١٠)

٣٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام عِنْدَهُمْ جَمِيعُ الْكُتُبِ الَّتِي نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ

اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا عَلَى ‌اخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهَا‌

٦٠٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ

__________________

=« المـَرَدَة » : جمع المارد ، وهو من الرجال العاتي الشديد. قال الراغب فيالمفردات ، ص ٧٦٤ : « المارد والمـَريد ، من شياطين الجنّ والإنس المتعرّي من الخيرات ، من قولهم : شجر أمرد ، إذا تعرّى من الورق ». وراجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣١٥ ( مرد ).

(١) في « ف » : « ولم يكونوا يعرفوا ».

(٢) في « ج » والبصائر ، ص ١١٤ : « كانت ».

(٣) « وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا » شرط حذف جوابه ، يعني لو كان شي‌ء من القرآن كذلك ، لكان هذا القرآنَ ؛ لأنّه الغاية في الإعجاز. والمراد منه تعظيم شأن القرآن. راجع :التبيان ، ج ١ ، ص ٣٤٥.

(٤) الرعد (١٣) : ٣١.

(٥) في « ج » : - « فيه ».

(٦) في « ف » : « قطع ». وفي البصائر ، ص ١١٤ : « يقطع ».

(٧) النمل (٢٧) : ٧٥.

(٨) فاطر (٣٥) : ٣٢.

(٩) في « بر » : « ثمّ ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٤٧ ، ح ١ ، عن محمّد بن حمّاد ، مع اختلاف يسير ؛وفيه ، ص ١١٤ ، ح ٣ ، بسنده عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، مع زيادة واختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٥ ، ح ١١٠٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١١٢ ، ح ٤ ، وفيه إلى قوله : « إلّا أن يأذن الله به » ؛ وج ١٧ ، ص ١٣٣ ، ح ١٠.

٥٦٢

الْحَكَمِ :

فِي حَدِيثِ بُرَيْهٍ(١) أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ مَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَلَقِيَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَحَكى لَهُ هِشَامٌ الْحِكَايَةَ ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام لِبُرَيْهٍ : « يَا بُرَيْهُ ، كَيْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِكَ؟ » ، قَالَ : أَنَا بِهِ عَالِمٌ(٢) ، ثُمَّ(٣) قَالَ : « كَيْفَ ثِقَتُكَ بِتَأْوِيلِهِ؟(٤) » قَالَ : مَا أَوْثَقَنِي(٥) بِعِلْمِي فِيهِ! قَالَ : فَابْتَدَأَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ ، فَقَالَ بُرَيْهٌ(٦) : إِيَّاكَ كُنْتُ أَطْلُبُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ مِثْلَكَ.

قَالَ(٧) : فَآمَنَ(٨) بُرَيْهٌ ، وَحَسُنَ إِيمَانُهُ ، وَآمَنَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي كَانَتْ مَعَهُ ، فَدَخَلَ هِشَامٌ وَبُرَيْهٌ وَالْمَرْأَةُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَحَكَى لَهُ هِشَامٌ الْكَلَامَ الَّذِي جَرى بَيْنَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٩) عليه‌السلام وَبَيْنَ بُرَيْهٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : «( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١٠) ».

فَقَالَ بُرَيْهٌ : أَنّى لَكُمُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ وَكُتُبُ الْأَنْبِيَاءِ؟

قَالَ : « هِيَ عِنْدَنَا وِرَاثَةً مِنْ عِنْدِهِمْ ، نَقْرَؤُهَا كَمَا قَرَؤُوهَا ، وَنَقُولُهَا كَمَا قَالُوا ؛ إِنَّ اللهَ‌

__________________

(١) في « ألف » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « بريهة » ، وفي « ب » : « برية ». وفي « بس » : « يريه ».

والظّاهر صحّة « بُرَيْه » ، فإنّا لم نجد - مع الفحص الأكيد - في ما يُتَرقّب منه حلّ هذه المشكلة عيناً ولا أثراً من « برية » و « يريه » و « بريهة » ، بل المذكور في بعض هذه الكتب هو « بُرَيْه » وهو كان نصرانياً عالماً بكتاب الإنجيل. راجع :المؤتلف والمختلف ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ؛توضيح المشتبه ، ج ١ ، ص ٤٨١.

(٢) تقديم الظرف لإفادة الحصر الداّل على كمال العلم.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧.

(٣) في « ج ، بف » والوافي والبصائر ص ١٣٦ ، والتوحيد : - « ثمّ ».

(٤) أي كيف اعتمادك على نفسك في تأويله والعلم بمعانيه.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧.

(٥) « ما أوثقني » : صيغة تعجّب ، مثل : ما أحسن زيداً ، أي أنا واثق وثوقاً تامّاً بما أعرف من تأويله. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٧.

(٦) في البصائر ، ص ١٣٦ : « فابتدأ موسىعليه‌السلام في قراءة الإنجيل ، فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرؤها هكذا ، وماقرأ هذه القراءة إلّا المسيح. ثمّ قال » بدل « فابتدأ أبوالحسنعليه‌السلام يقرأ الإنجيل ، فقال بريه ».

(٧) في « ف ، ض ، بح » والبحار : + « فقال ».

(٨) في « بس » : « وآمن ».

(٩) في « ف » : + « بن جعفر ».

(١٠) آل عمران (٣) : ٣٤.

٥٦٣

لَا يَجْعَلُ حُجَّةً(١) فِي أَرْضِهِ يُسْأَلُ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ».(٢)

٦٠٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

أَتَيْنَا بَابَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام وَنَحْنُ نُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ ، فَسَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكى فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا الْغُلَامُ ، فَأَذِنَ لَنَا ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ(٣) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَتَيْنَاكَ نُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْكَ ، فَسَمِعْنَاكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا لِبُكَائِكَ.

فَقَالَ : « نَعَمْ(٤) ، ذَكَرْتُ إِلْيَاسَ النَّبِيَّ ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقُلْتُ كَمَا كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ ».

ثُمَّ انْدَفَعَ(٥) فِيهِ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، فَلَا(٦) وَاللهِ ، مَا رَأَيْنَا(٧) قَسّاً(٨) وَلَاجَاثَلِيقاً(٩) أَفْصَحَ‌

__________________

(١) في « ف » : « حجّته ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٣٦ ، ح ٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، مع زيادة.وفيه ، ص ٣٤٠ ، ح ٢ ، إلى قوله : « منذ خمسين سنة » ؛التوحيد ، ص ٢٧٥ ، ح ١ ، مع زيادة ؛الاختصاص ، ص ٢٩٢ ، إلى قوله : « منذ خمسين سنة » وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن إبراهيم بن هاشم ، مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٧ ، ح ١١٠٦ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ١١٤ ، ح ٢٥. (٣) في « ض » : + « له ». وفي حاشية « بف » والوافي : « فقلنا».

(٤) في « بح » : - « نعم ».

(٥) « اندفع » ، أي أفاض ، وأسرع. يقال : اندفع في الحديث : أفاض ، واندفع الفرس : أسرع في سيره ، أو ابتدأ بها وشرع ، من دفع من كذا ، أي ابتدأ السير ، فكأنّه دفع نفسه من تلك المقالة وابتدأ بالسريانيّة. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٦١ ( دفع ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٥٩.

(٦) في « ف » : « قال ».

(٧) في البحار : « فما رأينا والله » بدل « فلا والله ما رأينا ».

(٨) « القَسُّ » : رئيس من رؤساء النصارى في الدين والعلم ، وكذلك القِسّيس ، والجاثليق يكون فوقه.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٩ ؛الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٦٣ ( قسس ).

(٩) في « ب ، بر » : + « كان ». و « الجاثَليق » : رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام ، ويكون تحت يد بِطْرِيقِ أنطاكيةَ ، ثمّ المـَطْران تحت يده ، ثمّ الأُسْقُفُّ يكون في كلّ بلد من تحت المـَطْران ، ثمّ القِسّيسُ ، ثمّ الشَمّاس. قال =

٥٦٤

لَهْجَةً(١) مِنْهُ بِهِ(٢) .

ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَقَالَ : « كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ أَظْمَأْتُ(٣) لَكَ هَوَاجِرِي(٤) ؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ عَفَّرْتُ لَكَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي(٥) ؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدِ اجْتَنَبْتُ لَكَ الْمَعَاصِيَ؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ أَسْهَرْتُ لَكَ لَيْلِي(٦) ».

قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ ».

قَالَ : « فَقَالَ : إِنْ قُلْتَ : لَا أُعَذِّبُكَ ثُمَّ عَذَّبْتَنِي(٧) مَا ذَا؟ أَلَسْتُ عَبْدَكَ وَأَنْتَ رَبِّي؟ ».

قَالَ(٨) : « فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ ؛ إِنِّي(٩) إِذَا وَعَدْتُ وَعْداً وَفَيْتُ بِهِ ».(١٠)

__________________

=الفيض : الجاثليق يطلق على قاضيهم. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٩ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٥٨ ( جاثليق ).

(١) « اللَهْجَةُ » : طَرَف اللسان ، ويقال : جَرْس الكلام ، ويقال : فصيح اللَهْجَة واللَهَجَة ، وهي لغته التي جُبِل عليها فاعتادها ونشأ عليها.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٦٥٧ ( لهج ).

(٢) في « بح » : - « به ».

(٣) « أَظْمَأْتُ » ، أي أعطشتُ ، من الظَمَأ بمعنى العطش ، أو شدّ العطش. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ١١٦ ( ظمأ ).

(٤) فيالقاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٦ : « الهَواجِر » : جمعُ الهاجرة ، وهي نصف النهار عند زوال الشمس مع‌الظهر ، أو من عند زوالها إلى العصر ؛ لأنّ الناس يستكنّون في بيوتهم كأنّهم قد تهاجروا ؛ وشدّةُ الحرّ. وقال المجلسي فيمرآة العقول : « ونسبة الإظماء إلى الهواجر على الإسناد المجازي ، كقولهم : صام نهاره. أو المفعول مقدّر ، أي أظمأت نفسي وهواجري. والأوّل أظهر. وكذا القول في نسبة الإسهار إلى الليل ».

(٥) « عَفّرْت لك في التراب وجهي » ، أي مرّغتُه وقلّبته فيه ، يقال : عفره في التراب يَعْفِرُهُ عَفْراً ، وعَفَّرَه تعفيراً ، أي مرّغه ، والعَفَر : التراب. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥١ ( عفر ).

(٦) في « ب ، بر » والوافي : + « قال ».

(٧) في « ض ، ف ، بح ، بر » وحاشية « ج ، بف » : + « كان ».

(٨) في « بح ، بس » والبحار : - « قال ».

(٩) في « ب ، ض ، بح ، بر » والوافي والبحار : « فإنّي ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٤٠ ، ح ١ وفيه إلى قوله : « فبكينا لبكائه » ؛ وص ٣٤١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٩٢ ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥٨ ، ح ١١٠٧ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٩٢ ، ح ١.

٥٦٥

٣٥ - بَابُ أَنَّهُ لَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلَّا الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام وَأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ عِلْمَهُ‌كُلَّهُ‌

٦١٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « مَا ادَّعى أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَمَا أُنْزِلَ إِلَّا كَذَّابٌ ، وَمَا جَمَعَهُ وَحَفِظَهُ كَمَا نَزَّلَهُ(١) اللهُ تَعَالى إِلَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِعليهم‌السلام ».(٢)

٦١١/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ج ، ف » : « أنزله ». وفي البصائر : « أنزل ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٩٣ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٠ ، ح ١١٠٨.

(٣) هكذا في « ألف ، بح » وحاشية « ف ، و ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بس ، بف » والمطبوع وحاشية بدرالدين : « محمّد بن الحسن ». وأمّا « بر » ، ففيها اضطراب.

هذا وقد ذكر العلّامة الخبير السيّد موسى الشبيري - دام ظلّه - نقلاً من نسخة من النسخ التي قابلها وجودَ « محمّد بن الحسن » بدل « محمّد بن الحسين » الواقع في صدر السند.

ثمّ إنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ١٩٣ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، ولذا قد يخطر بالبال استظهار صحّة نسخة « الحسن » في ما حكاه سيّدنا العلّامة دام ظلّه ؛ فإنّ الصفّار هو محمّد بن الحسن بن فرّوخ. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٥٤ ، الرقم ٩٤٨.

لكن يرد على هذا الاحتمال ، أوّلاً : عدم ثبوت رواية الكليني عن محمّد بن الحسن الصفّار. والمراد من محمّد بن الحسن في ما ورد في كثير من أسناد الكافي - من رواية محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد ، أو عبدالله بن الحسن العلوي ، أو غيرهما - هو محمّد بن الحسن الطائي الرّازي ، كما ثبت في محلّه. راجع : ترتيب أسانيدالكافي للسيّد البروجرديّ ، ص ١٢١ المقدمة الرابعة [ فيمن روى عنه الكليني ] الثاني والثلاثون.

وثانياً : أنّه لم يُعهَد في سند من أسنادالكافي توسّط محمّد بن الحسين بين محمّد بن الحسن وبين محمّد بن سنان ، بل لم يثبت رواية محمّد بن الحسن - سواء أكان الطائي الرازي أو الصفّار - في أسنادالكافي عن محمّد بن الحسين.

يؤيّد ذلك مقايسةالكافي معبصائر الدرجات في بعض مارواه الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ؛ فقد روى =

٥٦٦

عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنِ الْمُنَخَّلِ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، أَنَّهُ قَالَ : « مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّ عِنْدَهُ جَمِيعَ الْقُرْآنِ(١) كُلِّهِ ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ غَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ ».(٢)

__________________

=الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٥٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب. وأورد الكليني مضمون الخبر - باختصار - فيالكافي ح ٥١٢ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٣٨ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل. والخبر أورده الكليني فيالكافي ، ح ٥٥٢ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٢٠٥ ، ح ٥ ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد [ شعر ]. وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٥٦٤ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد شعر.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٤٥٥ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط. وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٧٢٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين ، ومحمّد بن عيسى ، عن عليّ بن أسباط ، وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٧٢٤ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.

وروى فيبصائر الدرجات ، ص ٤٧٧ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط. وأورده الكليني فيالكافي ، ح ٧٢٦ ، عن محمّد [ بن يحيى ] عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.

والحاصل : أنّ « محمّد بن الحسين » في صدر السند سهو بلاريب ، لكنّه موافق لأكثر النسخ ، كما ذكرنا.

وأمّا ما نقله سيّدنا العلّامة دام ظلّه ، فلم نجد لهذه النسخة مزيّة توجب تقديمها على سائر النسخ. مضافاً إلى أنّه يحتمل كون : « محمّد بن الحسن » ، مكتوباً في حاشية بعض النسخ ، استظهاراً لصحّته ، لما رآه الناسخ من ورود الرواية فيبصائر الدرجات ، ثمّ تخيّل في بعض الاستنساخات التالية كون هذا الاستظهار ، نسخةً.

والظاهر أنّ « محمّد بن الحسين » في صدر السند ، مصحّف من « محمّد بن يحيى » كما استظهره الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند ، والمشابهة بين « الحسين » و « يحيى » ، في بعض الخطوط القديمة ، غير خفيّة على العارف بالنسخ والممارس لها.

ثمّ إنّه لايخفى أنّ محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب روى جميع كتب محمّد بن سنان وتوسّط محمّد بن الحسين بين محمّد بن يحيى وبين محمّد بن سنان في بعض الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٨ ، الرقم ٨٨٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٤٢٠ - ٤٢١.

(١) في البصائر ، ح ١ : « أن يدّعي أنّه جمع القرآن » بدل « أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٩٣ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين. عن محمّد بن سنان.وفيه ، ص ١٩٣ - ١٩٤ ، ح ٤ و ٥ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤٥١ ، بسند آخر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٠ ، ح ١١٠٩.

٥٦٧

٦١٢/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عُبَيْدِ(١) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِنْ عِلْمِ مَا أُوتِينَا تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ وَأَحْكَامَهُ(٢) ، وَعِلْمَ تَغْيِيرِ(٣) الزَّمَانِ وَحَدَثَانِهِ(٤) ، إِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ خَيْراً أَسْمَعَهُمْ(٥) ، وَلَوْ أَسْمَعَ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ ، لَوَلّى مُعْرِضاً كَأَنْ لَمْ(٦) يَسْمَعْ ». ثُمَّ أَمْسَكَ هُنَيْئَةً(٧) ، ثُمَّ قَالَ : « وَ(٨) لَوْ وَجَدْنَا أَوْعِيَةً(٩) أَوْ مُسْتَرَاحاً لَقُلْنَا ؛ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ ».(١٠)

__________________

(١) في « ج ، جر » : « عبيدة ». وفي « بس » وحاشية « بف » والوسائل : « عبيدالله ».

(٢) فيمرآة العقول : « وأحكامه ، بالفتح تخصيص بعد التعميم ، والمراد الأحكام الخمسة. أو بالكسر ، أي ضبطه ‌وإتقانه ».

(٣) في « ب ، ج ، بف » والوافي : « تغيّر ».

(٤) « حَدَثان الدهر والزمان وحوادثه » : نُوَبُهُ وما يحدث منه ، واحدها حادث. وكذلك أحداثه ، واحدها حَدَثٌ. وحِدْثانُه : أوّله وابتداؤه ، مصدر حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثاناً. قرأه المازندراني والمجلسي : حِدْثانه بكلا المعنيين تبعاً لما فيالقاموس . راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٣٢ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٦٧ ( حدث ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٦١ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٢.

(٥) فيالوافي : « أسمعهم » أي بمسامعهم الباطنيّة. « ولو أسمع » ظاهراً « من لم يسمع » باطناً « لولّى معرضاً كأن لم يسمع » ظاهراً. (٦) في « بر » : « لم يكن ».

(٧) « هُنَيْئَةً » ، أي ساعةً يسيرةً ولطيفة. قال الفيّومي : « الهَنُ : كنايةٌ عن كلّ اسم جنس ، والأُنثى : هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّرُ على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنَيْهَةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واوٌ ، فيُصغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له » راجع :المصباح المنير ، ص ٦٤١ ( هن ).

(٨) في « ج ، ف ، بف » وشرح المازندراني والوافي : - « و ».

(٩) « الأوْعِيَةُ » : جمع الوِعاء ، وهو ما يُوعى فيه الشي‌ءُ ، أي يُجْمَعُ. والمراد : القلوب الحافظة للأسرار. والمراد من قوله : « مستراحاً » : القلب الخالي عن الشواغل المانعة من إدراك الحقّ وقبوله وحفظه ؛ أو من نستريح إليه بإيداع شي‌ء من أسرارنا لديه. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٦٢ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١ ؛المصباح المنير ، ص ٦٦٦ ( وعى ).

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٩٤ ، ح ١ ، بسنده عن عمرو بن مصعب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٠ ، ح ١١١٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٥٤٤ ، وفيه إلى قوله : « تفسير القرآن وأحكامه ».

٥٦٨

٦١٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « وَاللهِ ، إِنِّي لَأَعْلَمُ كِتَابَ اللهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلى آخِرِهِ كَأَنَّهُ فِي كَفِّي ، فِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ ، وَخَبَرُ الْأَرْضِ ، وَخَبَرُ مَا كَانَ(٢) ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٣) ».(٤)

٦١٤/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : «( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) »(٥) قَالَ : فَفَرَّجَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَوَضَعَهَا فِي صَدْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « وَعِنْدَنَا وَاللهِ(٦) ، عِلْمُ الْكِتَابِ كُلِّهِ(٧) ».(٨)

__________________

(١) تقدّم فيالكافي ذيل ح ٢٠٢ ، أنّ هذا العنوان محرّف ، وأنّ الصواب فيه ، هو « محمّد بن الحسن » المراد به‌الصفّار ؛ فلاحظ. (٢) في البصائر ، ص ١٩٤ : « ما يكون ».

(٣) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) :( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ) .

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٩٤ ، ح ٧ ، عن محمّد بن عيسى.وفيه ، ص ١٩٧ ، ح ٢ ؛والمحاسن ، ص ٢٦٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٥٣ ؛ والكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ، ح ١٩٠ ، بسند آخر مع اختلاف يسير. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ ، ح ٥٦ ، عن يونس ، عن عدّة من أصحابنا .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١ ، ح ١١١١.

(٥) النمل (٢٧) : ٤٠. و( عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) أي شي‌ء من علم الكتاب. والقائل هو آصف بن برخيا وزير سليمان بن‌داود. و( أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ ) أي بعرش بلقيس.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١.

(٦) في « ج » والبصائر : « والله وعندنا ».

(٧) فيمرآة العقول : « كلّه ، إمّا مرفوع والضمير للعلم ، أو مجرور والضمير للكتاب ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٢١٢ ، ح ٢ ، عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي.وفيه ، ص ٢١٣ ، ح ٣ ؛ وص ٢٣٠ ، ح ٥ ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح ٦٦٧ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٦٣ ، ح ٤ ؛ وص ٣٦٣ ، ح ١٣ ؛ والاختصاص ، ص ٣٠٩الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦١ ، ح ١١١٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٥٤٥ و ٣٣٥٤٧.

٥٦٩

٦١٥/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(١) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (٢) :( قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٣) قَالَ : « إِيَّانَا(٤) عَنى ، وَعَلِيٌّعليه‌السلام أَوَّلُنَا وَأَفْضَلُنَا وَخَيْرُنَا بَعْدَ النَّبِيِّ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٦)

٣٦ - بَابُ مَا أُعْطِيَ الْأَئِمَّةُعليهم‌السلام مِنِ اسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ‌

٦١٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي شُرَيْسٌ(٧) الْوَابِشِيُّ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ف ، بر » : « محمّد بن الحسين ». وهو سهو ظاهراً ، والصواب ما في المطبوع وسائر النسخ ؛ فقد ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٢١٤ ، ح ١٢ عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، ومحمّد بن الحسين - وهو ابن أبي الخطّاب - روى في ضمن آخرين جميع كتب محمّد بن أبي عمير ، كما فيالفهرست للطوسي ، ص ٤٠٤ ، الرقم ٦١٨. يؤكّد ذلك أنّ المقام من مواضع تحريف « محمّد بن الحسن » بـ « محمّد بن الحسين » دون العكس ؛ لكثرة روايات محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين جدّاً.

(٢) في « ف » : + « قوله تعالى ».

(٣) الرعد (١٣) : ٤٣.

(٤) في شرح المازندراني : « وإيّانا ».

(٥) في حاشية « بر » : « رسول الله ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٢١٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ؛وفيه ، ص ٢١٦ ، ح ٢٠ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن بريد بن معاوية.وفيه ، ص ٢١٤ ، ح ٧ ، بسند آخرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٢ ، ح ١١١٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٥٤٦.

(٧) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن محمّد بن الفضل ، قال : أخبرني ضريس الوابشي. والمذكور في بعض مخطوطاته « محمّد بن الفضيل قال : أخبرني شريس الوابشي » وهو الظاهر ؛ فقد روى محمّد بن الفضيل ، عن شريس الوابشي عن جابر ، فيالمحاسن ، ص ٣٠٠ ، ح ٥ ؛ والخصال ، ص ٣٧ ، ح ١٥ ؛ والفقيه ، ج ٣ ، ص ٤٣٩ ، ح ٤٥١٦ ؛ وص ٤٤٤ ، ح ٤٥٣٢.

يؤكّد ذلك أنّ عليّ بن الحكم روى كتاب محمّد بن الفضيل الأزرق. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٤١٦ ، الرقم ٦٤٣.

٥٧٠

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ عَلى ثَلَاثَةٍ وَسَبْعِينَ حَرْفاً ، وَإِنَّمَا(١) كَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَخُسِفَ(٢) بِالْأَرْضِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَرِيرِ بِلْقِيسَ حَتّى تَنَاوَلَ السَّرِيرَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ عَادَتِ الْأَرْضُ كَمَا كَانَتْ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ(٣) ، وَنَحْنُ عِنْدَنَا(٤) مِنَ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، وَحَرْفٌ(٥) عِنْدَ اللهِ - تبارك وتَعَالى -(٦) اسْتَأْثَرَ بِهِ(٧) فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَهُ ، وَلَاحَوْلَ(٨) وَلَاقُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ».(٩)

٦١٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١٠) ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ‌

__________________

(١) في « بح » : « فإنّما ».

(٢) فقال : خُسِفَ بالرجل وبالقوم ، إذا أخذته الأرضُ ودخل فيها. وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خَسْفاً وخُسُوفاً : ذهب ‌في الأرض ، وخَسَفَه الله تعالى وخَسَفَ الله به الأرضَ ، أي غاب به فيها ، يتعدّى ولا يتعدّى. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٦٧ ( خسف). (٣) في حاشية « ب ، بس ، بف » والبحار : « العين ».

(٤) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبصائر ، ص ٢٠٨ : « وعندنا نحن ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والبصائر ، ص ٢٠٨. وفي المطبوع : + « واحد ».

(٦) في « ف » : - « عند الله تبارك وتعالى ».

(٧) « استأثر به » : انفرد به وخصّ به نفسه واستبدّ به. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٨ ( أثر ).

(٨) قال ابن الأثير : « الحَوْل هاهنا : الحركة ، يقال : حالَ الشخصُ يحول إذا تحرّك ، المعنى : لاحركة ولا قوّة إلّابمشيئة الله تعالى. وقيل : الحَوْل : الحيلة ، والأوّل أشبه ».النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦٢ ( حول ).

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢١٠ ، ح ٨ و ٩ ، بسندهما عن عليّ بن الحكم ، عن محمّد بن الفضيل ، عن سعد أبي عمرو الجلاب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع تفاوت يسير.وفيه ، ص ٢٠٩ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن الحكم مع اختلاف يسير.وفيه ، ص ٢٠٩ ، ح ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.دلائل الإمامة ، ص ٢١٩ ، مرسلاً ، مع تفاوت. راجع :خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٤٦ ،الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٣ ، ح ١١١٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١١٣ ، ح ٥.

(١٠) الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد - وهو البرقي - كلاهما من مشايخ أحمد بن محمّد بن عيسى ، ووردالعنوانان في أسنادٍ كثيرةٍ متعاطفين ، انظر على سبيل المثال :الكافي ، ح ٣٨٥ و ٥١١ وذيل ح ٧٥٩ وح ٢٠٨٤ و ٢٢٤٤ و ٣١٢٥ و ٣٣٢٢ و ٣٣٣١. وتوسّط أيضاً أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] بين محمّد بن يحيى وبين محمّد بن خالد [ البرقي ] في أسنادٍ عديدة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٥٦٣ - ٥٦٤ ، ص ٦٩٤. فعليه ما ورد =

٥٧١

أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - لَمْ أَحْفَظ اسْمَهُ - قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَعليه‌السلام أُعْطِيَ حَرْفَيْنِ كَانَ يَعْمَلُ بِهِمَا ، وَأُعْطِيَ مُوسى(١) أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ ، وَأُعْطِيَ إِبْرَاهِيمُ ثَمَانِيَةَ أَحْرُفٍ ، وَأُعْطِيَ نُوحٌ خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفاً ، وَأُعْطِيَ آدَمُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ حَرْفاً ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالى جَمَعَ(٢) ذلِكَ كُلَّهُ لِمُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، وَإِنَّ اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، أُعْطِيَ مُحَمَّدٌ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ حَرْفاً ، وَحُجِبَ عَنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ ».(٥)

٦١٨/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ(٧) : « اسْمُ اللهِ الْأَعْظَمُ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، كَانَ(٨) عِنْدَ آصَفَ حَرْفٌ(٩) ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَانْخَرَقَتْ(١٠)

__________________

=فيبصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ ، من نقل الخبر عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن خالد ، لايخلو من خللٍ.

(١) في « ف » : « وأنّ موسى اُعطي ».

(٢) في « ف » : + « جميع ».

(٣) في البصائر ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ : + « وأهل بيته ».

(٤) هكذا في « ب ، ض ، بر ». وفي « ج » والبصائر ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ : « أعطى الله محمّداً ». وفي « ف » : « لمحمّد ». وفي المطبوع : « أعطى محمّداً ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٢٠٨ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢٠٨ ، ح ٣ و ٤ و ٥ بسند آخر ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٥٢ ، ح ٢٣١ ، عن عبدالله بن بشير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٤ ، ح ١١١٦ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٥٨ ، ح ٦٥ وفيه قطعة منه ؛ وج ١٧ ، ص ١٣٤ ، ح ١١.

(٦) في « ب ، ف ، بر ، بف » والبصائر والبحار : « عن أبي الحسن العسكري ». وفي « و ، بح » : « عن أبي الحسن‌صاحب العسكري ». (٧) في البحار : + « إنّ ».

(٨) في « ج » : « وكان ». وفي « ف » والوافي : « وإنّما كان ».

(٩) في « ج » : + « واحد ».

(١٠) « فانخرقت » ، أي شقّت ، أو تحرّكت ، من خَرَق الأرضَ خَرْقاً ، أي جابها وخرقها وشقّها. وخرق الأرضَ يَخْرُقها ، أي قطعها حتّى بلغ أقصاها. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٧٥ ( خرق ).

٥٧٢

لَهُ(١) الْأَرْضُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَبَأٍ ، فَتَنَاوَلَ عَرْشَ بِلْقِيسَ حَتّى صَيَّرَهُ إِلى سُلَيْمَانَ ، ثُمَّ انْبَسَطَتِ الْأَرْضُ فِي أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ ؛ وَعِنْدَنَا مِنْهُ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، وَحَرْفٌ عِنْدَ اللهِ مُسْتَأْثِرٌ(٢) بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ ».(٣)

٣٧ - بَابُ مَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِعليهم‌السلام

٦١٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ مُجَاشِعٍ ، عَنْ مُعَلًّى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ(٤) عَصَا مُوسى لِآدَمَعليه‌السلام ، فَصَارَتْ إِلى شُعَيْبٍ ، ثُمَّ صَارَتْ إِلى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، وَإِنَّهَا لَعِنْدَنَا ، وَإِنَّ عَهْدِي بِهَا آنِفاً(٥) ، وَهِيَ خَضْرَاءُ كَهَيْئَتِهَا حِينَ انْتُزِعَتْ مِنْ شَجَرَتِهَا ، وَإِنَّهَا لَتَنْطِقُ إِذَا اسْتُنْطِقَتْ ، أُعِدَّتْ لِقَائِمِنَاعليه‌السلام ، يَصْنَعُ(٦) بِهَا مَا كَانَ يَصْنَعُ مُوسى ، وَإِنَّهَا لَتُرَوِّعُ(٧) وَتَلْقَفُ(٨)

__________________

(١) في « ف ، بح ، بف » : - « له ».

(٢) في الوافي والبصائر : « استأثر ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٢١١ ، ح ٣ ؛دلائل الإمامة ، ص ٢١٩ ، بسندهما عن معلّى بن محمّد ، مع اختلاف.خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ٤٦ ، مرسلاً ، عن عليّعليه‌السلام ، مع زيادة واختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٣ ، ح ١١١٥ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١١٣ ، ح ٦ ، وفيه إلى قوله : « من طرفة عين ».

(٤) في « ف » : « كان ».

(٥) فيشرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٦٨ : « يقال : عهدتُه ، إذا لقيتَه وأدركته. و « آنفاً » أي مذ ساعة ، أي في أوّل وقت‌ يقرب منّا ». وراجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥١٦ ( عهد ) ؛لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٥ ( أنف ).

(٦) في « ف » : « صنع ».

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع. وفي « ج » : « لتروع » من راع المتعدّي. وفي حاشية « ج ، و » : « راع : أفزع ، كروّع ، لازم ومتعدّ ». وفي حاشية « بف » : « الترويع : ترسانيدن ». وقوله : « لَتَرُوَّعُ » ، أو « لَتُرَوِّعُ » ، أي لتُخَوِّف ولتُفْزِعُ ، يقال : راعَني الشي‌ءُ يروع رَوْعاً : أفزعني ، ورَوَّعني مثله. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٤٦ (روع ).

(٨) « تَلْقَفُ » ، أي تتناولُ بسرعة ، تقول : لَقِفْتُ الشي‌ءَ ألْقَفُهُ لَقَفاً ، وتَلَقَّفْتُهُ أيضاً ، أي تناولته بسرعة. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٢٨ ( لقف ).

٥٧٣

مَا يَأْفِكُونَ(١) ، وَتَصْنَعُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ(٢) ، إِنَّهَا(٣) - حَيْثُ أَقْبَلَتْ(٤) تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ - يُفْتَحُ(٥) لَهَا(٦) شُعْبَتَانِ(٧) : إِحْدَاهُمَا فِي الْأَرْضِ ، وَالْأُخْرى فِي السَّقْفِ ، وَبَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً ، تَلْقَفُ(٨) مَا يَأْفِكُونَ بِلِسَانِهَا ».(٩)

٦٢٠/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « أَلْوَاحُ مُوسىعليه‌السلام عِنْدَنَا ، وَعَصَا مُوسى عِنْدَنَا ، وَنَحْنُ وَرَثَةُ(١٠) النَّبِيِّينَ ».(١١)

٦٢١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ‌

__________________

(١) « يَأْفِكُونَ » أي يكذبون ، من الإفك بمعنى الكذب ، أو يصرفونه عن وجهه. يقال : أفَكَهُ يأفِكُهُ أفْكاً ، إذا صرفه‌ عن الشي‌ء وقلبه. قال الراغب : « الإفْك : كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه » ، ثمّ قال : « فاستعمل ذلك في الكذب لما قلنا ». راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٥٦ ؛المفردات للراغب ، ص ٧٩ ( أفك ).

(٢) في كمال الدين : « ما كان يصنع بها موسى بن عمرانعليه‌السلام ، وإنّها تصنع ما تؤمر » بدل « ما كان يصنع - إلى - ما تؤمر به ». (٣) في « ج ، ف » والوافي : « وإنّها ».

(٤) في كمال الدين : « اُلقيت ».

(٥) في « ب ، ج » وحاشية « ف ، بح » والبحار : « تفتح ». وفي « ض » وحاشية « ج ، بر » : « ينتج ». وفي « بح » : « تنتج ».

(٦) في « بح » : - « لها ». وفي « بس » : « بها ».

(٧) في الاختصاص : « شفتان ». و « الشعبة » : الغصن. وأيضاً : الطائفة من كلّ شي‌ء والقطعة منه. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٥٧ ( شعب ).

(٨) في كمال الدين : - « ما يأفكون يفتح لها - إلى - ذراعاً تلقف ».

(٩)كمال الدين ، ص ٦٧٣ ، ح ٢٨ ، بسنده عن محمّد بن يحيى.بصائر الدرجات ، ص ١٨٣ ، ح ٣٦ ، عن سلمة بن الخطّاب ، مع اختلاف.الاختصاص ، ص ٢٦٩ ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمّد.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٤ ، ح ٦٤ عن محمّد بن عليّعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٥ ، ح ١١١٧ ؛ البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥ ، ح ١١. (١٠) في البصائر وتفسير العيّاشي : « ورثنا ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ١٣٩ ، ذيل ح ٤ ؛ وص ١٨٣ ، ح ٣٢ ، وفيهما عن أبي محمّد ، عن عمران بن موسى. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٢٨ ، ح ٧٧ عن أبي حمزة. وفيالإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، مرسلاً عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٥ ، ح ١١١٨.

٥٧٤

عَبْدِاللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ بِمَكَّةَ وَأَرَادَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْكُوفَةِ ، نَادى مُنَادِيهِ : أَلَا لَايَحْمِلْ(١) أَحَدٌ مِنْكُمْ طَعَاماً وَلَاشَرَاباً ، وَيَحْمِلُ حَجَرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَعليه‌السلام وَهُوَ وِقْرُ(٢) بَعِيرٍ ، فَلَا يَنْزِلُ مَنْزِلاً إِلَّا انْبَعَثَ(٣) عَيْنٌ مِنْهُ(٤) ، فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ ، وَمَنْ كَانَ ظَامِئاً(٥) رَوِيَ ، فَهُوَ زَادُهُمْ حَتّى يَنْزِلُوا(٦) النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ ».(٧)

٦٢٢/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٨) الْأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ذَاتَ لَيْلَةٍ(٩) بَعْدَ عَتَمَةٍ(١٠) وَهُوَ‌

__________________

(١) يجوز فيه النفي أيضاً.

(٢) « الوِقْر » : الحِمْل الثقيل ، أو أعمّ منه ، والحِمل : ما يُحمل. والجمع : الأوقار. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٣ ( وقر ). (٣) في « بس ، بف » : « انبعثت ».

(٤) في « ف » : « منه عين ».

(٥) في البصائر : « ظمآن ». و « الظامئ » من الظمأ ، وهو العطش. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٦١ ( ظمأ ).

(٦) في « و ، بر ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « حتّى ينزل ». والسياق يقتضي الجمع. وفي البصائر : « حتّى نزلوا ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ١٨٨ ، ح ٥٤ ، عن محمّد بن الحسين. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٢٣٨ ، ح ٢٨ و ٢٩ ؛ وكمال الدين ، ص ٦٧٠ ، ح ١٧ ، بسند آخر ، مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٦ ، ح ١١١٩ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ١٨٥ ، ح ٢٠.

(٨) الخبر رواه الصفّار في موضعين منبصائر الدرجات ، ص ١٧٨ ، ح ١٣ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٥٢ ، بسندين عن أبي الحصين الأسدي ، عن أبي بصير. ولا يبعد في ما نحن فيه أيضاً صحّة « أبي الحصين » ؛ فإنّه هو المذكور في كتب الرجال ، وطبقته تلائم الرواية عن أبي بصير. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٦ ، الرقم ٤٦٥ ؛رجال الطوسي ، ص ٢١١ ، الرقم ٢٧٤٧.

(٩) في البصائر : + « على أصحابه ».

(١٠) في البصائر : + « وهم في الرحبة ». وفي العين : « العَتَمة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشفق ». وفيالصحاح : « العَتَمة : وقت صلاة العشاء ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٦ ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٩ ( عتم ).

٥٧٥

يَقُولُ - هَمْهَمَةً هَمْهَمَةً(١) ، وَلَيْلَةً مُظْلِمَةً - : خَرَجَ عَلَيْكُمُ الْإِمَامُ عَلَيْهِ قَمِيصُ آدَمَ ، وَفِي يَدِهِ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسىعليهما‌السلام ».(٢)

٦٢٣/ ٥. مُحَمَّدٌ(٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنْ بِشْرِ(٤) بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « أَتَدْرِي مَا كَانَ قَمِيصُ يُوسُفَعليه‌السلام ؟ ». قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام لَمَّا أُوقِدَتْ لَهُ النَّارُ ، أَتَاهُ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام بِثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، فَأَلْبَسَهُ إِيَّاهُ ، فَلَمْ يَضُرَّهُ(٥) مَعَهُ حَرٌّ وَلَابَرْدٌ ، فَلَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْتُ ، جَعَلَهُ فِي تَمِيمَةٍ(٦) وَعَلَّقَهُ عَلى إِسْحَاقَ ، وَعَلَّقَهُ إِسْحَاقُ عَلى يَعْقُوبَ ، فَلَمَّا وُلِدَ(٧) يُوسُفُعليه‌السلام عَلَّقَهُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ فِي عَضُدِهِ(٨) حَتّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، فَلَمَّا أَخْرَجَهُ يُوسُفُ بِمِصْرَ مِنَ التَّمِيمَةِ ، وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لَآ أَنْ تُفَنِّدُونِ ) (٩) فَهُوَ‌

__________________

(١) في البصائر : - « همهمة » الثاني. و « الهَمْهَمةُ » : الصوت الخفيّ ، أو ترديد الصوت في الصدر ، أو الكلام الخفيّ‌لا يُفْهَمُ. وقال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٣٩ : « والثاني تأكيد الأوّل ، وهما من كلام أبي جعفرعليه‌السلام ، وكذا قوله : وليلة مظلمة ، أي والحال أنّ الليلة مظلمة ، أو في ليلة مظلمة. ويمكن أن يكون همهمة ثانياً من كلام أمير المؤمنين فتكون مرفوعة ، أو كلتاهما من كلامهعليه‌السلام على أنّه خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أي همهمةٌ وليلةٌ مظلمةٌ مقرونتان ، أو بنصب ليلة كقولهم : كلّ رجل وضيعتَه ». وراجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٢٢ ( همم ).

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٧٨ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى ‌بن سعدان ، عن أبي الحصين الأسدي.وفيه ، ص ١٨٨ ، ح ٥٢ ، بسند آخر عن أبي الحصين الأسدي.كمال الدين ، ص ١٤٣ ، من دون الإسناد إلى المعصوم ، وفيه : « فروي أنّ القائمعليه‌السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمانعليه‌السلام . »الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٦ ، ح ١١٢٠ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٨١ ، ح ٢٤.

(٣) في « ألف ، ب ، ج » وحاشية « ض ، بح » : + « بن يحيى ».

(٤) في « ألف ، ب » : « بشير ».

(٥) في تفسير القمّي : « فلم يصبه ».

(٦) « التميمة » : عُوذَة تعلّق على الإنسان.الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٧٨ « تمم ».

(٧) في « ب » : « أولد ».

(٨) في تفسير القمّي : « عنقه ».

(٩) يوسف (١٢) : ٩٤. و « تُفَنّدُونِ » أي تنسبوني إلى الفند ، وهو ضعف العقل والرأي يحدث من الهرم.=

٥٧٦

ذلِكَ(١) الْقَمِيصُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ(٢) مِنَ الْجَنَّةِ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَإِلى مَنْ صَارَ ذلِكَ الْقَمِيصُ؟ قَالَ : « إِلى أَهْلِهِ(٣) ». ثُمَّ قَالَ : « كُلُّ نَبِيٍّ وَرِثَ عِلْماً أَوْ غَيْرَهُ ، فَقَدِ انْتَهى(٤) إِلى آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٥)

٣٨ - بَابُ مَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام مِنْ سِلَاحِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَمَتَاعِهِ‌

٦٢٤/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّانِ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ ، فَقَالَا لَهُ : أَفِيكُمْ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ(٦) ؟ قَالَ : فَقَالَ : « لَا »(٧) .

__________________

=راجع :المفردات ، ص ٣٨٦ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٧.

(١) في « بس » : « ذاك ».

(٢) في « بف » وتفسير العيّاشي ، ص ١٩٣ وتفسير القمّي وكمال الدين ، ص ١٤٢ و ٦٧٤ : - « الله ».

(٣) في كمال الدين ، ص ٦٧٤ : + « وهو مع قائمنا إذا خرج ».

(٤) أي ذلك الموروث أو المورَّث.

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٨٩ ، ح ٥٨ ، عن محمّد بن الحسين ؛كمال الدين ، ص ٦٧٤ ، ح ٢٩ بسنده عن محمّد بن يحيى ؛ وص ١٤٢ ، ح ١٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورمة ، عن محمّد بن إسماعيل.تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٥٤ ، بسنده عن إسماعيل السرّاج ، عن يونس بن يعقوب ، عن المفضّل الجعفي ؛علل الشرائع ، ص ٥٣ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل السرّاج ، عن بشر بن جعفر ، عن مفضّل الجعفي.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٩٣ ، ح ٧١ ، عن المفضّل الجعفي ؛وفيه ، ج ٢ ، ص ١٩٤ ، ح ٧٣ ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع رفعه بإسناد له ، مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٦ ، ح ١١٢١.

(٦) في « ف » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ والإرشاد : « طاعته ».

(٧) « فقال : لا » ، أجاب بذلك تقيّةً ، أو على سبيل التورية. والمراد أنّه ليس في بني فلان من أولاد عليّعليه‌السلام إمام مفترض الطاعة ، أو أنّه ليس فينا إمام مفترض الطاعة بزعمكم ، أوليس فينا إمام لابدّ له من الخروج بالسيف بزعمكم ، فيخرج بذلك عن الكذب. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٧٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤١.

٥٧٧

قَالَ : فَقَالَا لَهُ : قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تُفْتِي وَتُقِرُّ(١) وَتَقُولُ بِهِ(٢) ، وَنُسَمِّيهِمْ لَكَ : فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، وَهُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَتَشْمِيرٍ(٣) ، وَهُمْ مِمَّنْ لَايَكْذِبُ(٤) . فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، وَقَالَ(٥) : « مَا أَمَرْتُهُمْ بِهذَا ».(٦) فَلَمَّا رَأَيَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ خَرَجَا.

فَقَالَ لِي : « أَتَعْرِفُ هذَيْنِ؟ » ، قُلْتُ(٧) : نَعَمْ ، هُمَا مِنْ أَهْلِ سُوقِنَا ، وَهُمَا(٨) مِنَ الزَّيْدِيَّةِ ، وَهُمَا(٩) يَزْعُمَانِ أَنَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ(١٠) ، فَقَالَ : « كَذَبَا - لَعَنَهُمَا اللهُ - وَاللهِ(١١) مَا رَآهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ بِعَيْنَيْهِ ، وَلَابِوَاحِدَةٍ مِنْ عَيْنَيْهِ ، وَلَارَآهُ أَبُوهُ ، اللّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَآهُ(١٢) عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ(١٣) فِي مَقْبِضِهِ(١٤) ؟ وَمَا أَثَرٌ(١٥) فِي مَوْضِعِ مَضْرَبِهِ(١٦) ؟

__________________

(١) في « ض ، بح ، بر ، بس » : - « وتقرّ ».

(٢) في « ض » : « بهم ». و « تقول به » أي بأنّ فيكم إماماً مفترض الطاعة.

(٣) التشمير في الأمر : السرعة فيه والخفّة. وشمّر ثوبه : رفعه. ومنه قيل : شمّر في العبادة إذا اجتهد وبالغ.وفي‌الوافي : « ويكنّى به عن التقوى والطهارة ». وراجع :المصباح المنير ، ص ٣٢٢ ( شمر ).

(٤) في حاشية « بر » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : « لا يكذبون ». وفي مرآة العقول : « لا يكذب ، على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء التفعيل المجهول ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبصائر ص ١٧٤ ، ح ٢ والإرشاد. وفي المطبوع : « فقال ».

(٦) فيمرآة العقول : « ما أمرتهم بهذا ، فيه أيضاً تورية ؛ لأنّهعليه‌السلام كان أمرهم بالتقيّة ولم يأمرهم بالإذاعة عند المخالفين ، لكن ظاهره يوهم إنكار أصل القول ».

(٧) في « بف » : « فقلت ».

(٨) في « بح » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : - « هما ».

(٩) في « ف » : - « وهما ».

(١٠) في حاشية « ض » : + « بن حسن بن عليّعليه‌السلام ». وفي الإرشاد : + « بن الحسن ».

(١١) في « ج » : - « والله ».

(١٢) المراد أنّهما لم يرياه رؤية كاملة يوجب العلم بعلاماته وصفاته ، فضلاً عن أن يكون عندهما.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤١.

(١٣) في « ب » : « علامته ».

(١٤) « مَقبض السيف » ، وزان مسجد ، وفتح الباء لغة ، وهو حيث يُقبَض باليد.المصباح المنير ، ص ٤٨٨ ( قبض ).

(١٥) في حاشية « بر » : « الأثر ».

(١٦) « مَضْرب السيف » ، بفتح الراء وكسرها : المكان الذي يُضْرَب به منه ، وقد يؤنّث بالهاء ، فيقال : مَضْرِبة =

٥٧٨

وَإِنَّ عِنْدِي لَسَيْفَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَدِرْعَهُ وَلَامَتَهُ(١) وَمِغْفَرَهُ(٢) ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ(٣) فِي دِرْعِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُغَلَّبَةَ(٤) ، وَإِنَّ عِنْدِي أَلْوَاحَ مُوسى وَعَصَاهُ ، وَإِنَّ عِنْدِي لَخَاتَمَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَعليه‌السلام ، وَإِنَّ عِنْدِي الطَّسْتَ(٥) الَّذِي كَانَ مُوسى يُقَرِّبُ بِهِ(٦) الْقُرْبَانَ ، وَإِنَّ عِنْدِي الِاسْمَ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ، لَمْ يَصِلْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ نُشَّابَةٌ(٧) ، وَإِنَّ عِنْدِي لَمِثْلَ(٨) الَّذِي‌

__________________

=بالوجهين أيضاً.المصباح المنير ، ص ٣٥٩ ( ضرب ).

(١) في « بف » : « لِأمته ». و « اللَأْمَةُ » مهموزةً : الدِرْعُ ؛ وقيل : ضرب من الدرع. وقيل : السِلاح. ولَأْمَةُ الحرب : أداته. وقد يترك الهمز تخفيفاً.النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢٠ ( لأم ).

(٢) « المِغْفَر » و « المِغْفَرة » و « الغِفارة » : زَرَد - أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض - ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة ، وقيل : هو رَفْرَف البيضة ، وقيل : هو حَلق يتَقنَّع به المتسلِّح. قال ابن شميل : المِغْفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تُسْبَغ على العنق فتقيه. وقيل غير ذلك. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٦ ( غفر ).

(٣) في « ب » : « علامته ».

(٤) هكذا في « ب ، و ». وفي أكثر النسخ ما ليس ينافيه. وهو مقتضى السياق ؛ لصيرورته ظاهراً صفة للراية ، واسم‌ الآلة لا يمكن أن يكون صفة لخلوّه عن الضمير إلّا أن صار عَلَماً للراية. وفي « ج » : « المـُغْلَبة » ، ولكن ما جاء باب الإفعال من هذه المادّة. وفي المطبوع : « المِغْلَبة ». و « المغلّبة » : اسم فاعل من باب التفعيل ، أو اسم مفعول منه ، أي الذي يُغْلَب كثيراً ، وأيضاً : الذي يُحْكَم له بالغلبة ، ضدّ ، أو اسم آلة كمكحلة من الغلبة. وفيشرح المازندراني : « وأمّا القول بأنّها اسم فاعل من أغلب فالظاهر أنّه تصحيف ». وقال الفيض في الوافي : « كأنّها اسم إحدى راياته ؛ فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يسمّي ثيابه ودوابّه وأمتعته ». وراجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٧٦ ( غلب ).

(٥) « الطَسْتُ » ، أصلها الطسّ ، فاُبدل من إحدى السينين تاء للاستثقال ، وحُكي بالشين المعجمة ، وهي أعجميّة معرَّبة ، ولهذا قال الأزهري : « هي دخيلة في كلام العرب ؛ لأنّ التاء والطاء لا يجتمعان في كلمة عربيّة ». راجع :المصباح المنير ، ص ٣٧٢ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ( طست ).

(٦) في الوافي : « بها ».

(٧) « نُشّابة » : واحدة النُشّاب ، وهي السهام ، من نَشِبَ الشي‌ء في الشي‌ء نُشوباً ، أي عَلِقَ فيه ، وأنشبته أنا فيه ، أي ‌أعلقتُه ، فانتشب. وقال المطرّزي : « النَبْل : السهام العربيّة ، اسم مفرد اللفظ مجموع المعنى ، وجمعه : نِبال. والنُشّاب : التركيّة ، الواحدة : النُشّابة ». راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٤ ( نشب ) ؛المغرب ، ص ٤٤٠ « نبل ».

(٨) في حاشية « بر » : + « التابوت ».

٥٧٩

جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ(١) .

وَمَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا كَمَثَلِ(٢) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي(٣) أَيِّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ(٤) التَّابُوتُ عَلى أَبْوَابِهِمْ(٥) أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، وَمَنْ(٦) صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ ، وَلَقَدْ لَبِسَ أَبِي دِرْعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَخَطَّتْ عَلَى الْأَرْضِ خَطِيطاً(٧) ، وَلَبِسْتُهَا أَنَا ، فَكَانَتْ وَكَانَتْ(٨) ، وَقَائِمُنَا مَنْ إِذَا لَبِسَهَا مَلَأَهَا(٩) إِنْ شَاءَ اللهُ ».(١٠)

٦٢٥/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

__________________

(١) في حاشية « بر » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : + « تحمله ». وقولهعليه‌السلام : « لمثل الذي جاءت به الملائكة » يعني ما يشبه ذلك وما هو نظير له. لعلّهعليه‌السلام أشار بذلك إلى ما أخبر الله عنه في القرآن [ البقرة (٢) : ٢٤٨] بقوله :( وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٩.

(٢) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : « مثل ».

(٣) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ : - « في ».

(٤) في « ف » : « وجدوا ». وفي البصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : « وقف ».

(٥) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ : « بابهم ».

(٦) في البحار والكافي ، ح ٦٣٣ : « فمن ».

(٧) في « بس » : « خُطَيْطاً » على صيغة التصغير. وفيشرح المازندراني : « الخطيط والخطيطة : الطريق. وهذا كناية عن طولها وعدم توافقها لقامته المقدّسة ». وراجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٢٨٧ ( خطط ).

(٨) أي قد تصل إلى الأرض وقد لا تصل ، يعني لم تختلف عليّ وعلى أبي اختلافاً محسوساً ذا قدر.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٢.

(٩) « ملأها » ، أي لم يفضل عنه ولم يقصر ، وكان موافقاً لبدنه.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤٣.

(١٠)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ مثل سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ... ، ح ٦٣٣ ، وفيه من قوله : « مثل السلاح فينا » إلى قوله : « اُوتي الإمامة ». وفيبصائر الدرجات ، ص ١٧٤ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ؛الإرشاد للمفيد ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، بسنده عن معاوية بن وهب. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٧٤ ، ح ١ ، من قوله : « أنّ سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عبد الله بن الحسن » مع اختلاف ؛ وص ١٧٥ ، ح ٤ ، مع اختلاف يسير ؛ وص ١٨٣ ، ح ٣١ ، من قوله : « أنّ سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عبد الله بن الحسن » إلى قوله : « إلّا أن يكون رآه عند » مع اختلاف يسير ، وفي كلّها بسند آخر.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٢٦ ، ح ١٣٥ ، عن سليمان بن هارون. وراجع :بصائر الدرجات ، ص ١٧٧ ، ح ٦الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٦٨ ، ح ١١٢٢ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٨.

٥٨٠

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « عِنْدِي سِلَاحُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَا أُنَازَعُ فِيهِ ».

ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ السِّلَاحَ مَدْفُوعٌ عَنْهُ(١) ، لَوْ وُضِعَ عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللهِ لَكَانَ خَيْرَهُمْ ». ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ هذَا الْأَمْرَ يَصِيرُ إِلى مَنْ يُلْوى(٢) لَهُ الْحَنَكُ ، فَإِذَا كَانَتْ مِنَ اللهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ خَرَجَ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : مَا هذَا الَّذِي كَانَ(٣) ؟! وَيَضَعُ اللهُ لَهُ يَداً عَلى رَأْسِ رَعِيَّتِهِ ».(٤)

٦٢٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٥) : « تَرَكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي(٦) الْمَتَاعِ(٧) سَيْفاً وَدِرْعاً(٨) وَعَنَزَةً(٩) ‌...........................................................................

__________________

(١) أي تدفع عنه الآفات مثل أن يسرق أو يغصب أو يكسر أو يستعمله غير أهله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧١.

(٢) يقال : ألْوَى الرجلُ برأسه ولَوَى رأسَه ، أي أمال وأعرض. وألوى رأسَه ولَوَى برأسه ، أي أماله من جانب‌إلى جانب. ويقرأ بالتشديد للمبالغة. ويقال : لويتُ الحبل : فتلتُه. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٦٤ ( لوى ). وفي قوله : « إلى من يلوى له الحنك » قال فيالوافي : « كنى به عن الانقياد والطاعة ، والمراد به القائمعليه‌السلام ». وقال فيالمرآة : « والأظهر عندي أنّه إشارة إلى إنكار الناس لوجوده وظهوره ، والاستهزاء بالقائلين له ، أو حكّ الإنسان غيظاً أو حنقاً به بعد ظهوره ، وكلاهما شائع في العرب. وقيل : كناية عن الإطاعة والانقياد جبراً. وقيل : أي يتكلّم عنه. وقيل : أصحابه محنّكون ؛ ولايخفى بُعده. وعلى التقادير المراد به القائمعليه‌السلام ».

(٣) فيمرآة العقول : « ما هذا الذي كان ، تعجّب من قضاياه وأحكامه القريبة وسفك دماء المخالفين ، أو من قهره واستيلائه. ويحتمل على الأوّل أن تكون « ما » نافية ، أي ليس هذا المسلك مثل الذي كان في زمن الرسول وسائر الأئمّة صلوات الله عليهم ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٨٤ ، ح ٣٩ ؛ وص ١٨٦ ، ح ٤٦ ، وفيه إلى قوله : « إلى من يلوى له الحنك » ، وفيهما بسند آخر عن حمّاد بن عثمان.الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ، مرسلاً عن عبد الأعلى بن أعينالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧١ ، ح ١١٢٤.

(٥) في « ض » : - « قال ».

(٦) في « ب ، ف ، بس » وحاشية « بر » : « من ». وفي البصائر : « عن ».

(٧) « المـَتاع » في اللغة : كلّ ما يُنْتَفَعُ به كالطعام والبِزّ وأثاث البيت ، وأصل المتاع ما يُتَبَلَّغُ به من الزاد ، وهو اسم من مَتَّعْتُهُ ، إذا أعطيتَه ذلك.المصباح المنير ، ص ٥٦٢ ( متع ).

(٨) في « ف » : « درعاً وسيفاً ».

(٩) قال الجوهري : « العَنَزَة : أطول من العصا وأقصر من الرمح ، وفيه زُجّ كزجّ الرمح ». وقال ابن الأثير : =

٥٨١

وَرَحْلاً(١) وَبَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ(٢) ، فَوَرِثَ(٣) ذلِكَ كُلَّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام ».(٤)

٦٢٧/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَبِسَ أَبِي دِرْعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ذَاتَ الْفُضُولِ(٥) ، فَخَطَّتْ ، وَلَبِسْتُهَا أَنَا فَفَضَلَتْ(٦) ».(٧)

٦٢٨/ ٥. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٨) :

__________________

=« العنزة مثل نصف الرمح ، أو أكبر شيئاً ، وفيها سِنان مثل سِنان الرمح. والزُجّ : الحديدة التي في أسفل الرمح ويقابله السنان ، وهو نصل الرمح ». راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٨٧ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٨ ( عنز ).

(١) « الرَحْلُ » : كلّ شي‌ء يُعَدُّ للرحيل من وِعاء للمتاع ، ومَرْكَب للبعير ، ورَسَنٍ ، وحِلْس وهو ما يوضع على ظهر الدابّة تحت السرج أو الرَحْل. راجع :المصباح المنير ، ص ٢٢٢ ( رحل ).

(٢) « بلغته الشهباء » ، أي الغالب بياضها على سوادها ، من الشَهَب. وهو مصدر من باب تَعِبَ ، وهو أن يغلب البياض السواد ، والاسم الشُهْبَة ، وبغلٌ أشهب ، وبغلة شهباء. راجع :المصباح المنير ، ص ٣٢٤ ( شهب ).

(٣) في « بح » : « فورّث ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ١٨٦ ، ح ٤٤ ؛ وص ١٨٨ ، ح ٥٣ ، عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧١ ، ح ١١٢٥.

(٥) قال ابن الأثير : « وفيه : أنّ اسم درعه - عليه الصلاة والسلام - كانت ذات الفُضول ، وقيل ذو الفُضول لفضلةٍ كان‌فيها وسعةٍ ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٥٦ ( فضل ).

(٦) فيالوافى : « ففضلتُ بصيغة المتكلّم ، أي كنتُ أفضل منها ؛ ليطابق الخبر السابق ». وفي البصائر ص ١٨٦ : « لست أنا فكان وكان » بدل « لبستها أنا ففضلت ». وفي البصائر ، ص ١٧٧ : « لبس ، أي درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات الفضول ، فجرّها على الأرض هنا ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ١٨٦ ، ح ٤٩ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .وفيه ، ص ١٧٧ ، ح ٩ ، بسند آخرالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٠ ، ح ١١٢٣.

(٨) الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ١٨٠ ، ح ٢١ ؛ والصدوق فيالأمالي ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ١٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ١٩٥. وفي الجميع : « أحمد بن عبد الله » ، فيحتمل وقوع التحريف في ما نحن فيه وأنّ الصواب هو « أحمد بن عبد الله ».

٥٨٢

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ ذِي الْفَقَارِ(١) سَيْفِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مِنْ أَيْنَ هُوَ؟

قَالَ : « هَبَطَ بِهِ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام مِنَ السَّمَاءِ ، وَكَانَتْ حِلْيَتُهُ(٢) مِنْ فِضَّةٍ وَهُوَ عِنْدِي ».(٣)

٦٢٩/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ :

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام (٤) ، قَالَ : « السِّلَاحُ مَوْضُوعٌ عِنْدَنَا ، مَدْفُوعٌ عَنْهُ ، لَوْ وُضِعَ عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللهِ لَكَانَ(٥) خَيْرَهُمْ ، لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ حَيْثُ بَنى(٦) بِالثَّقَفِيَّةِ(٧) - وَكَانَ قَدْ(٨) شُقَّ‌

__________________

=ثمّ إنّه يحتمل أن يكون أحمد بن عبد الله هو أحمد بن عبد الله ابن خانبة الكرخي الذي عُدَّ من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، وكان له إليهعليه‌السلام مكاتبة. راجع :رجال البرقي ، ص ٥٥ ؛رجال النجاشي ، ص ٩١ ، الرقم ٢٢٦ ، وص ٣٤٦ ، الرقم ٩٣٥.

(١) « ذو الفقار » : اسم سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأنّه كان فيه حُفَر صغار حسان. والمفقّر من السيوف : الذي فيه حُزُوزمطمئنّة. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٤ ( فقر ). (٢) في البصائر ، ص ١٨٠ : « حلقته ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ١٨٠ ، ح ٢١ ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن عبد الله ؛ وفيالأمالي للصدوق ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٤٨ ، ح ١٠ ، وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ١٩٥. بسنده فيهما عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن عبد الله.بصائر الدرجات ، ص ١٨٩ ، ح ٥٧ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله ؛الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٢٠٦ ، بسند آخر مع تفاوت يسير. راجع :علل الشرائع ، ص ١٦٠ ؛ ح ٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٦٣ ، ح ١٢الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٢ ، ح ١١٢٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ٤٣١٩ ، ح ٣ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ١٢٤ ، ح ٦٠.

(٤) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ١٨١ ، ح ٢٥ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام من‌دون توسّط « محمّد بن حكيم » بينهما ، لكنّ المذكور في بعض نسخه « يونس بن عبدالرحمن ، عن محمّد بن حكيم ، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام ».

(٥) هكذا في « ج ، ض ، ف » وتقتضيه العربيّة. وفي المطبوع وسائر النسخ : « كان ».

(٦) قال ابن الأثير : « الابتناء والبِناء : الدخول بالزوجة ، والأصل فيه أنّ الرجل كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قُبّة ليدخل بها فيها ، فيقال : بنى الرجل على أهله ».النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٨ ( بنا ).

(٧) « الثَقَفِيَّة » : نسبة إلى ثَقِيف ، وهو أبو قبيلة من هَوازِن ، واسمه قَسِيُّ ، والتاء للتأنيث. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٣٤ ( ثقف ).

(٨) في « ب ، بر ، بف » والوافي : « وقد كان ». وفي « ف » : - « قد ».

٥٨٣

لَهُ(١) فِي الْجِدَارِ - فَنُجِّدَ(٢) الْبَيْتُ ، فَلَمَّا كَانَتْ(٣) صَبِيحَةُ عُرْسِهِ رَمى بِبَصَرِهِ(٤) ، فَرَأى حَذْوَهُ(٥) خَمْسَةَ عَشَرَ مِسْمَاراً ، فَفَزِعَ لِذلِكَ(٦) ، وَقَالَ لَهَا : تَحَوَّلِي ؛ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْعُوَ مَوَالِيَّ(٧) فِي حَاجَةٍ ، فَكَشَطَهُ(٨) ، فَمَا مِنْهَا مِسْمَارٌ إِلَّا وَجَدَهُ(٩) مُصْرَفاً(١٠) طَرَفُهُ عَنِ السَّيْفِ ، وَمَا وَصَلَ إِلَيْهِ مِنْهَا(١١) شَيْ‌ءٌ ».(١٢)

٦٣٠/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ حُجْرٍ ، عَنْ حُمْرَانَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَمَّا يَتَحَدَّثُ(١٣) النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَتْ إِلى أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ ، فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمَّا قُبِضَ ، وَرِثَ عَلِيٌّعليه‌السلام عِلْمَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَا(١٤) هُنَاكَ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، فَلَمَّا خَشِيَنَا أَنْ نُغْشَى(١٥)

__________________

(١) في « ف » : - « له ». و « قد شقّ له » أي للسلاح وحفظه.

(٢) قوله : « فَنُجِّدَ » ، أي فَزُيِّنَ ، من التنجيد بمعنى التزيين ، يقال : بيت مُنَجَّدٌ ، أي : مُزَيَّن ؛ أي زيّن له ظاهر الجدار بعد إخفاء السلاح فيه ، أو زيّن البيت للزفاف. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨ ( نجد ).

(٣) في « بس ، بف » والبصائر : « كان ».

(٤) في حاشية « ف » : « بنظره ».

(٥) في البصائر : « ورأى في جدره » بدل « فرأى حذوه ». و « حذوه » أي بحذاء السلاح أو الشقّ.

(٦) في الوافي : « فَفزع لذلك ، أي خاف أن يكون السيف قد انكسر ».

(٧) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « لى ».

(٨) « فكشطه » ، أي كشف عن السيف ، من الكشط ، وهو رفعك شيئاً عن شي‌ء قد غشّاه. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٢٣ ( كشط ). (٩) في « ألف » : « وجد ».

(١٠) في « بح » والبصائر : « مصروفاً ».

(١١) في « بف » : « منها إليه ».

(١٢)بصائر الدرجات ، ص ١٨١ ، ح ٢٥ ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٢ ، ح ١١٢٦.

(١٣) في « ض » : « تحدّث ». وفي « بح » : « يحدّث ».

(١٤) في « ب ، بر » : + « كان ».

(١٥) في الوافي : « تغشى ». وقوله : « نُغْشى » ، أي نُهلَك ، أو نُؤتى ونُغْلب فَيُؤخذ منّا. تقول : غَشِيَة غِشياناً ، أي جاءه ، وغَشِيتُ الرجل بالسوط ، أى ضربته. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٤٧ ( غشا ).

٥٨٤

اسْتَوْدَعَهَا(١) أُمَّ سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَبَضَهَا بَعْدَ ذلِكَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ».

قَالَ : فَقُلْتُ : نَعَمْ ، ثُمَّ صَارَ إِلى أَبِيكَ ، ثُمَّ انْتَهى إِلَيْكَ ، وَصَارَ بَعْدَ ذلِكَ إِلَيْكَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».(٢)

٦٣١/ ٨. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَمَّا يَتَحَدَّثُ(٣) النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَ إِلى أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ ، فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَمَّا قُبِضَ وَرِثَ عَلِيٌّعليه‌السلام عِلْمَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَا هُنَاكَ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ».

قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ صَارَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى ابْنِهِ(٤) ، ثُمَّ انْتَهى إِلَيْكَ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ ».(٥)

٦٣٢/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ(٦) وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْوَفَاةُ ، دَعَا الْعَبَّاسَ بْنَ‌

__________________

(١) فيشرح المازندراني : « في بعض النسخ : استودعنا ، بصيغة المتكلّم مع الغير ، وهو الأظهر ». و « استودعها » يعني الحسينعليه‌السلام حين أراد التوجّه إلى العراق. وفي البصائر : « فلمّا خشيا أن يُفَتَّشا استودعا اُمَّ سلمة ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٧٧ ، ح ١٠ ، عن محمّد بن الحسينالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ح ١١٢٩.

(٣) في « ض » : « تحدّث ». وفي « بس » : « تتحدّث ». وقال فيالوافي : « كأنّه سأله عن المكتوب في الصحيفة المستودعة ، فأجابهعليه‌السلام بأنّها كانت مشتملة على علم وكان معها أشياء اخر. وهذه الصحيفة غير الكتاب الملفوف والوصيّة الظاهرة اللذين استودعهما الحسينعليه‌السلام عند ابنته الكبرى فاطمة بكربلاء ».

(٤) في البصائر : « أبيك ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٨٦ ، ح ٤٥ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ، مرسلاً ، عن عمر بن أبان. وراجع :الغيبة للنعماني ، ص ٥٣ ، ح ٤الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٤ ، ح ١١٣٠.

(٦) هكذا في « ب ، ض » وحاشية بدرالدين والبحار. وفي « ألف ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». والصواب ما أثبتناه كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٢٥٠ و ٥٢٥.

٥٨٥

عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ : يَا عَمَّ مُحَمَّدٍ ، تَأْخُذُ تُرَاثَ(١) مُحَمَّدٍ ، وَتَقْضِي دَيْنَهُ ، وَتُنْجِزُ(٢) عِدَاتِهِ(٣) ؟ فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي(٤) ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، مَنْ يُطِيقُكَ(٥) وَأَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ(٦) ؟ ».

قَالَ : « فَأَطْرَقَ(٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله هُنَيْئَةً(٨) ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبَّاسُ ، أَتَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ ، وَتُنْجِزُ عِدَاتِهِ وَتَقْضِي دَيْنَهُ؟ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، وَأَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ.

قَالَ : أَمَا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، يَا أَخَا مُحَمَّدٍ ، أَتُنْجِزُ‌

__________________

(١) « التراث » : الإرث ، والتاء والهمزة بدل من الواو.المصباح المنير ، ص ٦٥٤ ( ورث ).

(٢) « تنجز » : تحضر وتفي. يقال : نجز يَنْجُز نَجْزاً ، إذا حصل وحَضَر ، وأنجز وعده ، إذا أحضره. ويقال أيضاً : أنجز الوعدَ ، أي وفى به. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢١ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٢٤ ( نجز ).

(٣) في حاشية « ج » : « تنجز عداته وتقضي دينه ». و « العِدات » : جمع العدة ، وهي الوَعد ، والهاء عوض من الواو ، ولا يجمع الوَعد.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٥١ ( وعد ).

(٤) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « إنّي ». وفي « ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » والعلل : - « بأبي أنت واُمّي ». وفي حاشية « بف » : « فقال : بأبي أنت وامّي » بدل « فردّ عليه - إلى - اُمّي ».

(٥) « يطيقك » ، أي يطيق ويقدر على أداء حقوقك ؛ من الإطاقة بمعنى القدرة على الشي‌ء. راجع :شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٧٧ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٠٢ ( طوق ).

(٦) « تباري الريح » ، أي تعارضه. يقال : فلان يباري فلاناً ، أي يعارضه ويفعل مثل فعله ليعجِّزه ، وهما يتباريان ، وفلان يباري الريح جوداً وسخاءً ، أو تسابقه. والريح مشهورة بكثرة السخاء ؛ لسياق السحاب والأعطار ، وترويح القلوب ، وترقيق الهواء وغيرها من المنافع. كنى به عن علوّ همّته. وفيمرآة العقول : « وهذا المثل مشهور بين العرب والعجم ». وراجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٧٢ ( برى ).

(٧) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : + « رسول الله ». يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم. وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ).

(٨) قال الفيّومي : الهَنُ : كناية عن كلّ اسم جنس ، والاُنثى هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّر على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنيهةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واوٌ فيُصَغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له. وجَعَلَها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة. راجع :المصباح المنير ، ص ٦٤١ ( هن ).

٥٨٦

عِدَاتِ مُحَمَّدٍ ، وَتَقْضِي دَيْنَهُ ، وَتَقْبِضُ(١) تُرَاثَهُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، ذاكَ عَلَيَّ وَلِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتّى نَزَعَ خَاتَمَهُ مِنْ إِصْبَعِهِ ، فَقَالَ : تَخَتَّمْ بِهذَا فِي حَيَاتِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ(٢) حِينَ وَضَعْتُهُ فِي إِصْبَعِي(٣) ، فَتَمَنَّيْتُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَرَكَ الْخَاتَمَ.

ثُمَّ صَاحَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْمِغْفَرِ(٤) وَالدِّرْعِ وَالرَّايَةِ وَالْقَمِيصِ وَذِي الْفَقَارِ(٥) وَالسَّحَابِ(٦) وَالْبُرْدِ(٧) وَالْأَبْرَقَةِ(٨) وَالْقَضِيبِ(٩) ، قَالَ : فَوَ اللهِ ،......................................

__________________

(١) في « ج ، بر » والعلل : « تأخذ ». وقال فيالوافي : « في تقديم أخذ التراث على قضاء الدين وإنجاز العدات في‌مخاطبة العبّاس ، وبالعكس في مخاطبة أميرالمؤمنينعليه‌السلام لطف لايخفى. ولعلّ في إلقاء هذا القول على عمّه أوّلاً ، ثمّ تكريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك عليه ، إنّما هو لإتمام الحجّة عليه ، وليظهر للناس أنّه ليس مثل ابن عمّه في أهليّة الوصيّة ».

(٢) في « ف » : - « إلى الخاتم ».

(٣) في « ج ، بح » وحاشية « ض ، بف » : « حين وضعه في إصبعه ». وفاعل « قال » على هذه النسخة هو العبّاس. وفيالوافي : « كأنّه أراد بذلك أنّه قلتُ في نفسي : لو لم يكن فيما ترك غير هذا الخاتم لكفاني به شرعاً وفخراً وعزّاً ويمناً وبركة ».

(٤) « المِغْفَر » والمِغْفَرة ، والغِفارة : زَرَد - أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض - ينسج من الدروع على قدرالرأس يلبس تحت القلنسوة. وقيل : هو رَفْرَف البيضة. وقيل : هو حَلق يتقنّع به المتسلِّح. قال ابن شميل : المِغْفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تُسْبَغُ على العنق فتقيه ، وقيل غير ذلك. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٦ ( غفر ).

(٥) كان اسم سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذا الفقار ؛ لأنّه كان فيه حُفَر صغار حِسان. والمـُفَقَّر من السيوف : الذي فيه حُزُوز مطمئنّة. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٦٤ ( فقر ).

(٦) « السَحابُ » اسم عِمامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سمّيت به تشبيهاً بسحاب المطر لانسحابه في الهواء. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ( سحب ).

(٧) « البُرْد » : نوع من الثياب معروف ، والجمع : أبراد وبُرُود ، والبُرْدَة : الشملة المـُخطَّطة. وقيل : كِساء أسود مُربَّع فيه صِغر تلبسه الأعراب ، وجمعها : بُرَد.النهاية ، ج ١ ، ص ١١٦ ( برد ).

(٨) « الأبرق » : من الحبال : الحبل الذي اُبرم بقوّة سوداء وقوّة بيضاء وكلّ شي‌ء اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق. قال الفيض فيالوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٦ : « كأنّها ثوب مستطيل يصلح لأن يشدّ بها الوسط وهي الشقّة - بالكسر والضمّ - كما فسّره بها ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ١٥٤ ؛الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٤٩ ( برق ).

(٩) فيشرح المازندراني : « القضيب ، هو الغصن ، والمراد به العصا ، سمّيت به لكونها مقطوعة من الشجر ، =

٥٨٧

مَا رَأَيْتُهَا(١) غَيْرَ(٢) سَاعَتِي تِلْكَ - يَعْنِي الْأَبْرَقَةَ - فَجِي‌ءَ بِشِقَّةٍ كَادَتْ تَخْطَفُ(٣) الْأَبْصَارَ ، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِهَا ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ ، وَاسْتَذْفِرْ(٤) بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ.

ثُمَّ دَعَا بِزَوْجَيْ نِعَالٍ(٥) عَرَبِيَّيْنِ جَمِيعاً : أَحَدُهُمَا مَخْصُوفٌ(٦) ، وَالْآخَرُ غَيْرُ مَخْصُوفٍ ، وَالْقَمِيصَيْنِ : الْقَمِيصِ الَّذِي أُسْرِيَ بِهِ فِيهِ ، وَالْقَمِيصِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ(٧) يَوْمَ أُحُدٍ ، وَالْقَلَانِسِ الثَّلَاثِ : قَلَنْسُوَةِ السَّفَرِ ، وَقَلَنْسُوَةِ الْعِيدَيْنِ وَالْجُمَعِ ، وَقَلَنْسُوَةٍ كَانَ يَلْبَسُهَا وَيَقْعُدُ مَعَ أَصْحَابِهِ.

__________________

=والقضب القطع ، وقد يطلق على السيف الدقيق أيضاً ». راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٧٨ ( قطع ).

(١) في الوافي : « وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : فجي‌ء بشقّة فوالله ما رأيتها ».

(٢) في « ب ، ج ، بف ، بر » وحاشية « ض ، ف ، بح » والوافي والعلل : « قبل ».

(٣) « الخَطْف » : استلاب الشي‌ء وأخذه بسرعة ، يقال : خَطِفَ الشي‌ءَ يَخْطَفُهُ ، واختطفه يختطفه. ويقال : خَطَفَ يَخْطِفُ ، وهو قليل.النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٩ ( خطف ).

(٤) هكذا في « ج ، ض ، بر ، بف » وحاشية « ف » وشرح المازندراني. وفي اللغة : استذفر بالأمر : اشتدّ عزمه عليه وصَلُبَ له. وفيالوافي « الاستذفار : شدّ الوسط بالمنطقة ونحوها » وقال العلّامة المجلسي : « ففي القاموس : الذَفَر ، محرّكة : شدّة ذَكاء الريح ، كالذَفَرة ، ومسك أذفر. ففيه تضمين معنى الشدّ ، مع الإشارة إلى طيب رائحتها ؛ فصار الحاصل : تطيّبْ بها جاعلاً لها مكان المنطقة ، أو يكون « مكان المنطقة » متعلّقاً بـ « اجعلها ». وقيل : الاستذفار : جعل الشي‌ء صلباً شديداً ، في القاموس : الذِفِرُّ ، كطِمِرّ : الصلب الشديد. ولايخفى ما فيه ». وفي « ف » : « استدفن ». وفي المطبوع : « استدفر ». وفي العلل : « استوفر ». وقوله « استدفر » ، من الدَفْر بمعنى الدفع ، أو منِ الدَفَر ، وهو وقوع الدود في الطعام واللحم ، وهو أيضاً النَتْن خاصّة ولا يكون الطيب البتّة. وليس شي‌ء منها بمناسب هاهنا فلذا قال المجلسي فيمرآة العقول : « لعلّه كان : واستثفر بها ، واُريد به الشدّ على الوسط ». قال ابن الأثير فيالنهاية ، ج ١ ، ص ٢١٤ ( ثفر ) : « هو مأخوذ من ثَفَر الدابّة الذي يُجعَل تحت ذَنَبها. وفي صفة الجنّ : مستثفرين ثيابَهم ، وهو أن يُدخل الرجلُ ثوبه بين رجليه ، كما يفعل الكلب بذنبه ». وراجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٨٩ ( دفر ) ؛ وص ٣٠٧ ؛ والقاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٥٩ ( ذفر ).

(٥) في « ف » : + « له ».

(٦) « مَخْصُوف » ، أي مخروز ، يقال : خَصَفَ النعلَ يَخْصِفُها خَصْفاً ، أي ظاهَرَ بعضَها على بعض وخَرَزَها ، أي ثَقبها بالمِخْرز وخاطه. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٧١ ( خصف ).

(٧) في « ف » : « به ».

٥٨٨

ثُمَّ قَالَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْبَغْلَتَيْنِ : الشَّهْبَاءِ(١) ، وَالدُّلْدُلِ(٢) ؛ وَالنَّاقَتَيْنِ : الْعَضْبَاءِ(٣) ، وَالْقَصْوَاءِ(٤) ؛ وَالْفَرَسَيْنِ(٥) : الْجَنَاحِ(٦) - كَانَتْ تُوقَفُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ لِحَوَائِجِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَبْعَثُ الرَّجُلَ فِي حَاجَتِهِ(٧) ، فَيَرْكَبُهُ(٨) فَيَرْكُضُهُ(٩) فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله - وَحَيْزُومٍ - وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ : أَقْدِمْ يَا حَيْزُومُ(١٠) - وَالْحِمَارِ عُفَيْرٍ(١١) ، فَقَالَ : اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي.

فَذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام أَنَّ أَوَّلَ شَيْ‌ءٍ مِنَ الدَّوَابِّ تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١٢) ، قَطَعَ(١٣)

__________________

(١) « الشَهْباء » ، أي الغالب بياضها على سوادها ، من الشَهَب ، وهو مصدر من باب تَعِبَ ، وهو أن يغلب البياض ‌السواد. والاسم الشُهْبَة ، وبَغْلٌ أشهب ، وبغلة شهباء. اُنظر :المصباح المنير ، ص ٣٢٤ ( شهب ).

(٢) « الدُلْدُل » : القُنْفُذ ، واسم بغلتهصلى‌الله‌عليه‌وآله . شُبّهت بالقُنْفُذ ؛ لأنّه أكثر ما يظهر في الليل ، ولأنّه يُخفي رأسه في جسده ما استطاع. ودَلْدَلَ في الأرض : ذهب ومرّ ، يُدَلدلُ ويتدلدل في مشيه إذا اضطرب. وفيشرح المازندراني : « سمّيت بذلك ؛ لكونها سريعة حديدة ذات هيأة حسنة ». راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٢٩ ( دلدل ).

(٣) قال ابن الأثير : « هو عَلَم لها ، منقول من قولهم : ناقة عضباء ، أي مشقوقة الاُذن ، ولم تكن مشقوقة الاُذن. وقال بعضهم : إنّها كانت مشقوقة الاُذن ، والأوّل أكثر. وقال الزمخشري : هو منقول من قولهم : ناقة عضباء ، وهي القصيرة اليد ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٥١ ( عضب ).

(٤) في العلل : « الصهباء ». وقوله : « القَصْواء » : الناقة التي قُطع طَرَف اُذنها ، ولم تكن ناقة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قَصْواء ، وإنّماكان هذا لقباً لها. وقيل : كانت مقطوعة الاُذن. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٧٥ ( قصو ).

(٥) في « ف » : « الفرستين ».

(٦) فيشرح المازندراني : « جناح الطير : يده ، سمّيت بذلك لسرعة سيره ، على سبيل المبالغة ».

(٧) في « ب ، بف » والعلل : « حاجة ».

(٨) في « ب » : « فيركب ».

(٩) فيشرح المازندراني : « ويركضه ». وقوله : « فَيَرْكُضُه » ، أي يستحثّه ليعدو ، من الرَكْض ، وهو تحريك الرِجْل ، تقول : رَكَضْتُ الفرس برِجلي ، إذا استَحْثَثْتَهُ ليعدو ، ثمّ كثر حتّى قيل : ركَضَ الفرسُ ، إذا عدا ، وليس بالأصل ، والصواب رُكِضَ الفرسُ ، فهو مركوض. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٨٠ ( ركض ).

(١٠) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : - « يا ». وفي شرح المازندراني : « اسم كان وفاعل يقول جبرئيلعليه‌السلام أو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وقال الجوهري : حيزوم اسم فرس من خيل الملائكة ».

(١١) قال ابن الأثير : « عُفَير ، هو تصغير ترخيم لأعْفَر ، من العُفْرة ، وهي الغُبْرة ولون التراب ، كما قالوا في تصغير أسْود : سُوَيْد. وتصغيره غير مُرخّم : اعَيْفِر ، كاُسَيْود ».النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٦٣ ( عفر ).

(١٢) وفي « بر » : + « إنّه ».

(١٣) في « ب » والوافي : « فقطع ».

٥٨٩

خِطَامَهُ(١) ، ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتّى أَتى(٢) بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ(٣) بِقُبَا ، فَرَمى بِنَفْسِهِ فِيهَا ، فَكَانَتْ قَبْرَهُ ».

وَرُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام قَالَ : « إِنَّ ذلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ ، فَمَسَحَ عَلى كَفَلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ(٤) النَّبِيِّينَ وَخَاتَمُهُمْ ، فَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذلِكَ الْحِمَارَ ».(٥)

٣٩ - بَابُ أَنَّ مَثَلَ سِلَاحِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ‌

٦٣٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّانِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّمَا(٦) مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ التَّابُوتُ عَلى بَابِهِمْ أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، فَمَنْ صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ ».(٧)

__________________

(١) « الخِطام » : هو الحبل الذي يقاد به البعير ، أو هو الزِمام ، أو هو كلّ حبل يُعَلَّق في حَلْق البعير ثمّ يُعْقَد على أنفه ، كان من جِلْد أو صوف أو ليف أو قِنَّبٍ ، أو هو حبل يُجْعَل في طرفه حلقة ثمّ يُقلَّد البعير ثمّ يُثَنَّى على مَخْطِمه. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٨٦ ( خطم ). (٢) في العلل : « وافى ».

(٣) في « ج ، ض ، ف ، بف » والوافي والعلل والبحار : « بني حطمة ».

(٤) في « ج » : + « المرسلين و ».

(٥)علل الشرائع ، ص ١٦٦ ، ح ١ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي. وراجع :الإرشاد ، ج ١ ، ص ١٨٥الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٤ - ٥٧٥ ، ح ١١٣١ و ١١٣٢ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٤٠٤ ، ح ٢٢ ، من قوله : « والحمار عفير فقال : اقبضها » ، إلى قوله : « فرمى بنفسه فيها » ؛ وص ٤٠٥ ، ح ٢٣ ، من قوله : « وروي أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : إنّ ذلك الحمار كلّم». (٦) في « ب ، بح ، بر ، بف » : « إنّ ».

(٧)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما عند الأئمّةعليهم‌السلام من سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ... ، ضمن ح ٦٢٤. وفيبصائر الدرجات ،=

٥٩٠

٦٣٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السُّكَيْنِ(١) ، عَنْ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ(٢) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَيْثُمَا دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْمُلْكَ ، فَأَيْنَمَا(٣) دَارَ السِّلَاحُ فِينَا(٤) دَارَ الْعِلْمُ ».(٥)

٦٣٥/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ(٦) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ(٧) : إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَيْثُمَا دَارَ التَّابُوتُ أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، وَحَيْثُمَا دَارَ السِّلَاحُ فِينَا(٨) فَثَمَّ الْأَمْرُ(٩) ».

قُلْتُ : فَيَكُونُ السِّلَاحُ مُزَايِلاً لِلْعِلْمِ(١٠) ؟

__________________

=ص ١٧٤ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ١٨٠ ، ح ٢٠ ؛ وص ١٨٢ ، ح ٢٧ ، بسند آخر عن أبي جعفر ، مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٣ ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ؛الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ، مرسلاً عن معاوية بن وهبالوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٣ ، ح ٦٠٣ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٨.

(١) في « ف » : « محمّد بن المسكين ». وفي البصائر ، ص ١٨٣ ، ح ٣٨ : « محمّد بن مسكين ». وهو سهو. وفي‌بعض مخطوطات البصائر وكذا فيالبحار ، ج ٢٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٣٨ نقلاً عن البصائر : « محمّد بن سكين ». ومحمّد بن سُكَين هذا ، هو ابن عمّار النخعي الذي دعاه نوح بن درّاج إلى هذا الأمر. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٠٢ ، الرقم ٢٥٤ ؛ وص ٣٦١ ، الرقم ٩٦٩.

(٢) في « بح » : « كمثل ».

(٣) في « ض » : « وأينما ».

(٤) في « ج ، بح ، بر ، بف » والبحار : « فينا السلاح ». وفي الوافي : - « فينا ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٨٣ ، ح ٣٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، إلى قوله « دارالملك » هكذا : « حيثما دار التابوت دار العلم ».وفيه ، ح ٣٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٣ ، ح ٦٠٤ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٩. (٦) في « ج ، بح ، بر ، بف » والوافي : « قال ».

(٧) في « بر ، بف » والوافي : - « يقول ».

(٨) في « ج » والبصائر ، ص ١٨٣ : - « فينا ».

(٩) في البصائر : « أينما دار التابوت فثمّ الأمر » بدل « حيثما دار التابوت أُوتوا فثمّ الأمر ».

(١٠) فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٥٣ : « حيثما دار التابوت ، أي بالاستحقاق من غير قهر ، لاكما كان عند جالوت.=

٥٩١

قَالَ : « لَا ».(١)

٦٣٦/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام (٢) : إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا كَمَثَلِ(٣) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أَيْنَمَا دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْمُلْكُ ، وَأَيْنَمَا دَارَ السِّلَاحُ فِينَا دَارَ الْعِلْمُ ».(٤)

٤٠ - بَابٌ فِيهِ ذِكْرُ الصَّحِيفَةِ وَالْجَفْرِ وَالْجَامِعَةِ وَمُصْحَفِ فَاطِمَةَعليها‌السلام

٦٣٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ(٥) الْحَجَّالِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

=و « ما » في « حيثما » و « أينما » كافّة. و « المزايلة » : المفارقة. والسؤال لاستعلام أنّه هل يمكن أن يكون السلاح عند من لايكون عنده علم جميع ما تحتاج إليه الاُمّة كبني الحسن؟ قال : لا ، فكما أنّه دليل للإمامة فهو ملزوم للعلم أيضاً ».

(١)بصائر الدرجات ، ص ١٨٣ ، ح ٣٣ ، عن محمّد بن الحسينالوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ، ح ٦٠٥.

(٢) في حاشية « ج » : « كان أبوجعفرعليه‌السلام يقول ».

(٣) في « ب » : « مثل ».

(٤)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الاُمور التي توجب حجّة الإمامعليه‌السلام ، ذيل ح ٧٤٧ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٧٨ ، ح ١٥ ؛ وص ١٨٥ ، ح ٤٣ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، إلى قوله : « دار الملك » ، مع زيادة في أوّلهما.وفيه ، ص ١٧٦ ، ح ٥ ؛ وص ١٨٣ ، ح ٣٥ ، بسند آخر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ، ح ٦٠٦ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٤٥٦ ، ح ٢٠.

(٥) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ج ، ف » والمطبوع : + « بن ». وعبدالله هذا ، هو عبدالله بن محمّد أبو محمّد الحجّال ، وقد ورد في الأسناد بعناوينه المختلفة : الحجّال ، أبو محمّد الحجّال ، عبدالله الحجّال وعبدالله بن محمّد الحجّال. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٥٩٥.

ثمّ إنّ الخبر ورد فيبصائر الدرجات ، ص ١٥١ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد الجمّال ، عن أحمد بن عمر - والحسين بن سعيد الجمّال عنوان غريب لم نجده في موضع - والمذكور في بعض نسخ البصائر « عبدالله بن محمّد الحجّال » بدل « الحسين بن سعيد الجمّال ».

٥٩٢

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ(١) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، هَاهُنَا(٢) أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي؟

قَالَ : فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام سِتْراً بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ ، فَاطَّلَعَ فِيهِ(٣) ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ شِيعَتَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَّمَ عَلِيّاًعليه‌السلام بَاباً يُفْتَحُ لَهُ مِنْهُ(٤) أَلْفُ بَابٍ؟

قَالَ : فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، عَلَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلِيّاًعليه‌السلام أَلْفَ بَابٍ يُفْتَحُ(٥) مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ».

قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ الْعِلْمُ(٦) .

قَالَ : فَنَكَتَ(٧) سَاعَةً فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَمَا هُوَ بِذَاكَ ».

قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ(٨) عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَامِعَةُ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ(٩) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا الْجَامِعَةُ؟

قَالَ : « صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَإِمْلَائِهِ(١٠) مِنْ فَلْقِ‌

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « له ».

(٢) في البصائر ، ص ١٥١ ، ح ٣ : « ليس هاهنا ». وقال فيالوافي : « استفهام نبّه به على أنّ مسؤوله أمر ينبغي صونه عن الأجنبيّ ». (٣) في « ف » : « عليه ».

(٤) في « ف » : - « منه ».

(٥) في « ج » والبصائر ، ح ٣ والاختصاص ، ص ٢٨٢ : + « له ».

(٦) فيالوافي : « هذا والله العلم ، يحتمل الاستفهام والحكم ».

(٧) قوله : « فَنَكَتَ » : من النَكْت ، وهو أن تنكُت في الأرض بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها.الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ( نكت ). (٨) في « ب » : « فإنّ ».

(٩) في « ض » : + « له ».

(١٠) فيالوافي : « وإملائه على المصدر والإضافة ، والضمير للرسول عطف على الظرف مسامحة. أو في الكلام‌ =

٥٩٣

فِيهِ(١) وَخَطِّ عَلِيٍّعليه‌السلام بِيَمِينِهِ ، فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ(٢) حَتَّى الْأَرْشُ(٣) فِي الْخَدْشِ(٤) ». وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَيَّ(٥) ، فَقَالَ(٦) : « تَأْذَنُ(٧) لِي(٨) يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ ».

قَالَ(٩) : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّمَا أَنَا لَكَ ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ، قَالَ : فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ ، وَقَالَ : « حَتّى أَرْشُ هذَا(١٠) » كَأَنَّهُ مُغْضَبٌ(١١) .

قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ(١٢) الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ ».

ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ(١٣) ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الْجَفْرُ؟ قَالَ : « وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ(١٤) فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ وَالْوَصِيِّينَ ، وَعِلْمُ‌

__________________

= حذف ، أي كتبت بإملائه » ، وفيمرآة العقول : « وأملاه ، بصيغة الماضي ، وكذا خطّ ». و « الإملاء » : الإلقاء على الكاتب ليكتب. يقال : أمللتُ الكتابَ على الكاتب إملالاً ، وأمليته عليه إملاءً ، أي ألقيته عليه. راجع :المصباح المنير ، ص ٥٨٠ (ملل ).

(١) « من فَلْق فيه » ، أي من شقّ فمه ، يعنى مشافهةً ، يقال : كلّمني فلان من فَلْق فيه وفِلْق فيه ، أي شِقّه ، والكسرقليل ، والفتح أعرف. راجع :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣١٠ ( فلق ).

(٢) في « ض » والوافي : « إليه الناس ».

(٣) « الأرْش » : ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع ، واروش الجراحات من ذلك ؛ لأنّها جابرة عمّا حصل فيها من النقص. وسمّي أرشاً ؛ لأنّه من أسباب النزاع ، يقال : أرّشتُ بينهم إذا أوقعت بينهم ، أي أفسدتَ. وقال في الوافي : « الأرش : الدية ».النهاية ، ج ١ ، ص ٣٩ ( أرش ).

(٤) في شرح المازندراني : « حتّى أرش الخدش ». و « الخَدْش » : مصدر بمعنى قشر الجلد بعود ونحوه ، ثمّ سمّي به الأثر ؛ ولهذا يجمع على الخدوش.النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤ ( أرش ).

(٥) « ضَرَب بيده إليّ » ، أي أهواه وألقاه ومدّه إليه. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ( ضرب ).

(٦) في « ب ، ض ، ف ، بس ، بف » : + « لي ».

(٧) في شرح المازندراني : « أتأذن ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » : - « لي ». وقال في الوافي : « تأذن لي ، أي في غمزي إيّاي بيدي حتّى تجد الوجع في بدنك ». (٩) في « بر » : - « قال ».

(١٠) في « ب » : + « كلّه ».

(١١) فيالوافي : « كأنّ ما يشبه الغضب منه عند هذا القول إنّما هو على من أنكر علمهمعليهم‌السلام بأمثال ذلك ؛ أو المراد أنّ غمزه كان شبيهاً بغمز المغضَب ». (١٢) في « بس » : « والله هذا العلم ».

(١٣) في البصائر ، ص ١٥١ : + « مسك شاة أو جلد بعير ».

(١٤) « الأدَم » : اسم لجمع أدِيم ، وهو الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ ، من الاُدْم ، وهو ما يُؤْتَدم به. والجمع اُدُم. =

٥٩٤

الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ».

قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هذَا هُوَ الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ(١) ».

ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ(٢) عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَعليها‌السلام ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَعليها‌السلام ؟ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَعليها‌السلام ؟ قَالَ : « مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَاللهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ »(٣) .

قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَمَا هُوَ بِذَاكَ ».

ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ ، وَعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا وَاللهِ هُوَ(٤) الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ ».

قَالَ : قُلْتُ(٥) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيُّ شَيْ‌ءٍ الْعِلْمُ؟ قَالَ : « مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ(٦) ،

__________________

= راجع :المغرب ، ص ٢٢ ( أدم ).

(١) في « ب ، بح » : « بذلك ». وفي البصائر ، ص ١٥١ : « وما هو بذلك » بدل « وليس بذاك ».

(٢) في « ج » : - « وإنّ ».

(٣) في البصائر ، ص ١٥١ : + « إنّما هو شي‌ء أملاها الله وأوحى إليها ».

(٤) في « ف ، بس » : « هو والله » بدل « والله هو ».

(٥) في « ض » : + « له ».

(٦) فيشرح المازندرانى ، ج ٥ ، ص ٣٨٧ : « فإن قلت : قد ثبت أنّ كلّ شي‌ء في القرآن وأنّهم عالمون بجميع ما فيه ، وأيضاً قد ثبت بالرواية المتكاثرة أنّهم يعلمون جميع العلوم ، فما معنى هذا الكلام وما وجه الجمع؟ قلت : أوّلاً أنّ علمهم ببعض الأشياء فعليّ وببعضها بالقوّة القريبة ، بمعنى أنّه يكفي في حصوله توجّه نفوسهم القدسيّة ، وهم يسمّون هذا جهلاً ؛ لعدم حصوله بالفعل. وبهذا يجمع بين الروايات التي دلّ بعضها على علمهم بجميع الأشياء ، وبعضها على عدمه ؛ وما نحن فيه من هذا القبيل ، فإنّه يحصل لهم في اليوم والليلة عند توجّه نفوسهم القادسة إلى عالم الأمر علومٌ كثير لم تكن حاصلة بالفعل. وثانياً : أنّ علومهم بالأشياء التي توجد علوم إجماليّة ظلّيّة ، وعند ظهورها عليهم في الأعيان كلّ يوم وليلة علوم شهوديّة حضوريّة ؛ ولا شبهة في أنّ الثاني مغاير للأوّل وأكمل منه ». وراجع في معناه ما نقلنا قبل هذا منالوافي في هامش ح ٦٠٣.

٥٩٥

الْأَمْرُ مِنْ(١) بَعْدِ الْأَمْرِ ، وَالشَّيْ‌ءُ بَعْدَ الشَّيْ‌ءِ(٢) إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».(٣)

٦٣٨/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ(٤) فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ، وَذلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَعليها‌السلام ».

قَالَ : قُلْتُ : وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَعليها‌السلام ؟

قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله دَخَلَ عَلى فَاطِمَةَعليها‌السلام مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَايَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَرْسَلَ اللهُ(٥) إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي(٦) غَمَّهَا وَيُحَدِّثُهَا ، فَشَكَتْ‌

__________________

(١) في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والبصائر ، ص ١٥١ : - « من ».

(٢) في « ف » : « والذي من بعد الذي » بدل « والشي‌ء بعد الشي‌ء ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ١٥١ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد الجمّال ، عن أحمد بن عمر.وفيه ص ٣٠٣ ، ح ٣ ، من قوله : « إنّ الشيعة يتحدّثون » إلى قوله : « إنّه لعلم وما هو بذاك » ؛الاختصاص ، ص ٢٨٢ ، من قوله : « إنّ الشيعة يتحدّثون » إلى قوله : « يفتح من كلّ باب ألف باب » ؛الخصال ، ص ٦٤٧ ، باب ما بعد الألف ، ح ٣٧ ، إلى قوله : « إنّه لعلم وما هو بذاك » ، مع اختلاف يسير. وفي الثلاثة الأخيرة : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن أحمد بن عمر الحلبي. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٠٢ - ٣٠٣ ، ح ١ و ٤ و ٥ ؛ وص ٣٠٦ ، ح ١٤ ؛ والخصال ، ص ٦٤٥ ، باب ما بعد الألف ، ح ٢٧ ؛ وص ٦٤٦ - ٦٤٨ ، نفس الباب ، ح ٣٣ و ٣٥ و ٣٦ و ٣٩ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٢ ، بسند آخر : من قوله : « علّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً » إلى قوله : « من كلّ باب ألف باب ». وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ ، ح ٦٠٣ و ٦٠٤ ؛ وباب الإشارة والنصّ على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ح ٧٦٩ و ٧٧٠ و ٧٧٤ ؛ والخصال ، ص ٦٤٤ ، ح ٢٥.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٩ ، ح ١١٣٦.

(٤) « الزَنادِقَة » : جمع الزِنْديق ، وهو من الثنويّة ، أو القائل ببقاء الدهر ، أؤ القائل بالنور والظلمة ، أو من لا يؤمن‌بالآخرة وبالربوبيّة ، أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان ؛ ويقال عند العرب لكلّ ملحد ودهريّ. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٤٧ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٨٤ ( زندق ).

(٥) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار والبصائر : - « الله ».

(٦) في « بس » : « يسلّيها ». وفي حاشية « بر » والوافي والبصائر : « يسلّي عنها ». و « يُسَلِّي غمّها » ، أي يكشف عنها غمّها ويرفعه وانسلى عنه الغمّ وتسلّى بمعنى ، أي انكشف. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٨١ ( سلا ).

٥٩٦

ذلِكَ(١) إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهَا(٢) : إِذَا أَحْسَسْتِ بِذلِكَ وَسَمِعْتِ الصَّوْتَ ، قُولِي لِي ، فَأَعْلَمَتْهُ بِذلِكَ(٣) ، فَجَعَلَ(٤) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتّى أَثْبَتَ مِنْ(٥) ذلِكَ مُصْحَفاً ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامِ ، وَلكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ ».(٦)

٦٣٩/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَأَيُّ(٧) شَيْ‌ءٍ فِيهِ؟

قَالَ : « زَبُورُ دَاوُدَ ، وَتَوْرَاةُ مُوسى ، وَإِنْجِيلُ عِيسى ، وَصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ، وَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ ، وَمُصْحَفُ فَاطِمَةَعليها‌السلام ، مَا أَزْعُمُ(٨) أَنَّ فِيهِ قُرْآناً ، وَفِيهِ مَا(٩) يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا(١٠)

__________________

(١) « فشكت ذلك » ، الشِكاية : الإخبار عن الشي‌ء بسوء فعله. تقول : شَكَوْتُ فلاناً أشكوه شَكْوى وشِكايةً وشَكِيَّةً وشَكاةً ، إذا أخبرت عنه بسوء فعله بك. والمراد هنا : مطلق الإخبار ، أو كانت الشكاية لعدم إمكان حفظ جميع كلام الملك ، أو لرعبهاعليها‌السلام من الملك حال وحدتها به وانفرادها بصحبته. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٩٤ ( شكا ) ؛شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٨٨ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٥.

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والبصائر. وفي المطبوع : - « لها ».

(٣) في البحار والبصائر : - « بذلك ».

(٤) « فجعل » ، أي أقبل وأخذ. يقال : جعل يفعل كذا ، أي أقبل وأخذ. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٩٣ ( جعل ).

(٥) في حاشية « ف » : « في ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ١٥٧ ، ح ١٨ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٠ ، ح ١١٣٧ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٤٥ ، ح ٦٢ ، من قوله : « قال : إنّ الله تعالى لـمّا قبض نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٧) في حاشية « بر » والوافي والبصائر : « وأيّ ».

(٨) في شرح المازندراني : « ولا أزعم ».

(٩) في حاشية « ف » : « كلّ ما ».

(١٠) في « ف » : « ما يحتاج إليه الناس ». وفي حاشية « بف » : « ما يحتاج الناس إليه ». وقال فيالوافي : « ما يحتاج الناس إلينا » العائد فيه محذوف ، أي « فيه » أو « في علمه ».

٥٩٧

وَلَانَحْتَاجُ(١) إِلى أَحَدٍ ، حَتّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَنِصْفُ الْجَلْدَةِ ، وَرُبُعُ الْجَلْدَةِ ، وَأَرْشُ الْخَدْشِ ؛ وَعِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ».

قَالَ : قُلْتُ : وَأَيُّ شَيْ‌ءٍ فِي(٢) الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ؟

قَالَ : « السِّلَاحُ ، وَذلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ ، يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ ».

فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَيَعْرِفُ(٣) هذَا بَنُو الْحَسَنِ؟

فَقَالَ : « إِي وَاللهِ ، كَمَا يَعْرِفُونَ اللَّيْلَ أَنَّهُ لَيْلٌ ، وَالنَّهَارَ أَنَّهُ نَهَارٌ ، وَلكِنَّهُمْ يَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَطَلَبُ الدُّنْيَا عَلَى الْجُحُودِ وَالْإِنْكَارِ ، وَلَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ(٤) لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ».(٥)

٦٤٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّ فِي الْجَفْرِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ(٦) لَمَا يَسُوؤُهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَايَقُولُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ فِيهِ ، فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا عَلِيٍّ وَفَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ، وَسَلُوهُمْ عَنِ الْخَالَاتِ وَالْعَمَّاتِ ، وَلْيُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَعليها‌السلام ؛ فَإِنَّ فِيهِ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَعليها‌السلام ، وَمَعَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : « ( فَأْتُواْ )(٧) ( بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ

__________________

(١) في « ب ، بح ، بف » : « ولا يحتاج ».

(٢) في « ب » : - « في ».

(٣) في حاشية « ف ، بر ، بس » والوافي : « أفيعرف ».

(٤) في البصائر : - « بالحقّ » وقال في الوافي : « لو طلبوا الحقّ ، أي العلم الحقّ ، أو حقّهم من الدنيا ، « بالحقّ » أي‌ بالإقرار بحقّنا وفضلنا ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٥٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد.الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مرسلاً مع اختلاف وراجع :الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفرعليه‌السلام ، ح ٧٩١.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٢ ، ح ١١٤٠.

(٦) « يذكرونه » يعني الأئمّة الزيديّة من بني الحسن الذين يفتخرون به ويدّعون أنّه عندهم.شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ٣٩٠ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٣.

(٧) هكذا في النسخ. وفي القرآن الكريم والبصائر في الموضعين : « اِيْتُونِي ». فما هنا نقل بالمعنى.

٥٩٨

عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (١) ».(٢)

٦٤١/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ:

سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ ، فَقَالَ : « هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً ».

قَالَ لَهُ : فَالْجَامِعَةُ؟

قَالَ : « تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ(٣) مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ(٤) ، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ(٥) ، وَلَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلَّا وَهِيَ فِيهَا حَتّى أَرْشُ الْخَدْشِ(٦) ».

قَالَ : فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ؟

قَالَ(٧) : فَسَكَتَ طَوِيلاً ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِيدُونَ وَعَمَّا لَاتُرِيدُونَ ، إِنَّ فَاطِمَةَعليها‌السلام مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً ، وَكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلى أَبِيهَا ، وَكَانَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام يَأْتِيهَا(٨) ، فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا(٩) عَلى أَبِيهَا ، وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا ،

__________________

(١) الأحقاف (٤٦) : ٤. وفي مرآة العقول : « والاستشهاد بالآية لبيان أنّه لابدّ في إثبات حقّيّة الدعوى إمّا إظهار الكتاب من الكتب السماويّة ، أو بقيّة علوم الأنبياء والأوصياء المحفوظة عند الأئمّةعليهم‌السلام ، وهم عاجزون عن الإتيان بشي‌ء منها ؛ أو لبيان أنّه يكون أثارة من علم ، وهي من عندنا ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٥٧ ، ح ١٦ ، بسنده عن يونس ، عن رجل ، عن سليمان بن خالد.وفيه ، ص ١٥٨ ، ح ٢١ و ٢٢ ، بسنده عن سليمان بن خالد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨٣ ، ح ١١٤١.

(٣) « الأديم » : الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ ، من الاُدْم ، وهو ما يُؤتدم به. والجمع : ادُم. راجع :المغرب ، ص ٢٢ ( أدم ).

(٤) « الفالج » : الجمل الضَخْم ذو السنامين ، يُحمل من السِنْد للفَحْلة.الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٦ ( فلج ).

(٥) في « ف » : « إليه الناس ».

(٦) تقدّم معنى الأرش والخدش ذيل الحديث ١ من هذا الباب.

(٧) في « بر ، بس » والبصائر ، ص ١٥٣ : - « قال ».

(٨) في الكافي ، ح ١٢٤٤ : « يأتيها جبرئيل » بدل « جبرئيلعليه‌السلام يأتيها ».

(٩) « العزاء » : الصبر عن كلّ ما فَقَدْتَ ، وقيل : حُسْنُه.لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٥٢ ( عزا ).

٥٩٩

وَيُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا وَمَكَانِهِ ، وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا(١) ، وَكَانَ عَلِيٌّعليه‌السلام يَكْتُبُ ذلِكَ ، فَهذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَعليها‌السلام (٢) ».(٣)

٦٤٢/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بِشْرٍ(٤) ، عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَانَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى النَّاسِ ، وَإِنَّ(٥) النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا ، وَإِنَّ عِنْدَنَا كِتَاباً إِمْلَاءُ(٦) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَخَطُّ عَلِيٍّعليه‌السلام ، صَحِيفَةً(٧) فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ، وَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَّا(٨) بِالْأَمْرِ(٩) ، فَنَعْرِفُ إِذَا أَخَذْتُمْ بِهِ ،

__________________

(١) « الذُرِّيَّة » : أصلها الصِغار من الأولاد وإن كان قد يقع على الصِغار والكِبار معاً في التعارف. ويستعمل للواحدوالجمع ، وأصله الجمع. وفي الذُرّيّة ثلاثة أقوال : قيل : هو من ذَرَأ الله الخلق ، فترك همزه. وقيل : أصله ذُرْوِيَّة. وقيل : هو فُعْلِيَّة من الذَرّ نحو قُمْريّة. راجع :المفردات للراغب ، ص ٣٢٧ ( ذرو ).

(٢) في الكافي ، ح ١٢٤٤ : - « فهذا مصحف فاطمةعليها‌السلام ».

(٣)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الزهراء فاطمةعليها‌السلام ، ح ١٢٤٤ ، من قوله : « إنّ فاطمةعليها‌السلام مكثت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».بصائر الدرجات ، ص ١٥٣ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ؛وفيه ، ص ١٤٩ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، وتمام الرواية فيه : « أنّه سئل عن الجامعة ، فقال : تلك صحيفة سبعون ذراعاً في عرض الأديم ». راجع :الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٨١ ، ح ١١٣٨ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٥٤٥ ، ح ٦٣ ، وفيه من قوله : « إنّ فاطمة مكثت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » ؛ وج ٤٣ ، ص ١٩٤ ، ح ٢٢.

(٤) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ١٥٤ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن بكر بن كرب الصيرفي. والمذكور في بعض مخطوطاته « أحمد بن أبي بشر » بدل « أحمد بن محمّد بن أبي نصر » وهو الظاهر ؛ فإنّ المقام من مواضع تحريف العنوان الغريب بالعنوان المعروف في الأسناد ؛ وأحمد بن أبي بشر عنوان غير مأنوس للنسّاخ.

(٥) في « بح » : « فإنّ ».

(٦) في « ب » والوافي : « بإملاء ». و « الإملاء » : الإلقاء على الكاتب ليكتب. يقال : أمللتُ الكتاب على الكاتب إملالاًوأمليته عليه إملاءً ، أي ألقيته عليه.المصباح المنير ، ص ٥٨٠ ( ملل ).

(٧) فيمرآة العقول : « وصحيفة ، منصوب بالبدليّة من قوله : كتاباً ، أو مرفوع أيضاً بالخبريّة ».

(٨) في « ف » وشرح المازندراني والوافي : « لتأتون ». وفيالنحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « هناك لغة تحذف نون‌الرفع من غير جازم وناصب » فلا يحتاج إلى تشديد النون.

(٩) في البصائر ، ص ١٥٤ : « فتسألونا » بدل « بالأمر ». وقال فيمرآة العقول : « لتأتونا بالأمر ، أي من الاُمور التي =

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722