الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291327 / تحميل: 10249
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

ولا مكافإ الإفضال ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، ونحن على ذلكم من الشّاهدين ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

في صفّين حين بدأ القتال

ولمّا بدأ القتال في صفّين ، وزحف الإمام باللواء دعا بهذا الدعاء بعد البسملة :

لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، اللهمّ إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ، يا الله يا رحمان ، يا رحيم ، يا أحد يا صمد ، يا إله محمّد ، إليك نقلت الأقدام ، وأفضت القلوب ، وشخصت الأبصار ، ومدّت الأعناق ، وطلبت الحوائج ، ورفعت الأيدي.

اللهمّ افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين ، لا إله إلاّ الله والله أكبر ، لا إله إلاّ الله والله أكبر ، لا إله إلاّ الله والله أكبر (2) .

__________________

(1) كتاب صفّين : 231.

(2) مستدرك الوسائل ـ كتاب الجهاد 11 : 111 ـ 112.

٢٦١

دعاؤه عليه‌السلام

في صفّين أيضا

من أدعية الإمام هذا الدعاء الجليل ، وقد دعا به في صفّين ، وهذا نصّه :

اللهمّ ربّ هذا السّقف المرفوع المكفوف المحفوظ ، الّذي جعلته مغيض اللّيل والنّهار ، وجعلت فيها مجاري الشّمس والقمر ، ومنازل الكواكب والنّجوم ، وجعلت ساكنه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة ؛ وربّ هذه الأرض الّتي جعلتها قرارا للنّاس ، والأنعام والهوامّ ، وما نعلم وما لا نعلم ، ممّا يرى ، وممّا لا يرى من خلقك العظيم ، وربّ الجبال الّتي جعلتها للأرض أوتادا ، وللخلق متاعا ، وربّ البحر المسجور المحيط بالعالم ، وربّ السّحاب المسخّر بين السّماء والأرض ، وربّ الفلك الّتي تجري في البحر بما ينفع النّاس ، إن أظفرتنا على عدوّنا ، فجنّبنا الكبر ، وسدّدنا للرّشد ، وإن أظفرتهم علينا فارزقنا الشّهادة ، واعصم بقيّة أصحابي من الفتنة (1) .

وتناول هذا الدعاء الفضاء الخارجي ، وما أودع الله فيه من روائع التكوين ففيه مجاري الشمس والقمر ، ومنازل المجرّات التي لا يحصي ما فيها من النجوم والكواكب إلاّ الله ، وقد حار الفكر وذهل علماء الفضاء بما اكتشفوه من العجائب التي يقف العقل أمامها حائرا وهو حسير ، فقد اكتشفت السفن الفضائية الدقّة الهائلة في

__________________

(1) مهج الدعوات : 102.

٢٦٢

مسيرة الكواكب ودورانها في فلكها ، وسعة بعضها بما لا يعلمه إلاّ الله ، كما حفل هذا الدعاء بذكر الأرض ، وما احتوت من الجبال التي جعلها الله أوتادا لها ، والبحار المحيطة بها ، وغير ذلك ممّا حوته الأرض ، فسبحان الله الخالق العظيم.

دعاؤه عليه‌السلام

في ليلة الهرير

ومن أشدّ أيام صفّين هولا ، وأكثرها محنة وبلاء هي ليلة الهرير ويومه ، فقد اشتدّ القتال بين الفريقين كأعظم ما يكون ، وكان كالصاعقة دوي وقع السيوف وأعمدة الحديد ، وصيحات المحاربين ، وسمع الإمام عليه‌السلام في تلك الليلة يدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ إنّي أعوذ بك من أن اضام في سلطانك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أضلّ في هداك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أضيع في سلامتك.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن اغلب والأمر لك وإليك (1) .

__________________

(1) بحار الأنوار 91 : 242.

٢٦٣

دعاؤه عليه‌السلام

في يوم الهرير

دعا الإمام عليه‌السلام بهذا الدعاء في يوم الهرير ، وهو من أثقل الأيام وأشدّها محنة وبلاء ، وهذا نصّه :

يا الله ، يا رحمان ، يا واحد ، يا صمد ، يا إله محمّد. اللهمّ إليك نقلت الأقدام ، وأفضت القلوب ، ورفعت الأيدي ، وامتدّت الأعناق ، وشخصت الأبصار ، وطلبت الحوائج.

اللهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكثرة عدوّنا ، وتشتّت أهوائنا ، ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين (1) .

هذه بعض أدعية الإمام التي كان يدعو بها في ساحات الحروب وهي تحكي مدى ألمه ومحنته.

__________________

(1) وقعة صفّين : 477.

٢٦٤

ادعيته في مواضيع مختلفة

٢٦٥
٢٦٦

أثرت عن الإمام عليه‌السلام مجموعة من الأدعية دعا بها في مناسبات مختلفة لا يجمعها جامع خاصّ سوى عنوان الدعاء فإنّه بشموله تندرج في ظلاله ، وهذه بعضها :

دعاؤه عليه‌السلام

عند تناول الطعام

حدّث ابن أعبد (1) قال : قال لي عليّ : يا ابن أعبد ، هل تدري ما حقّ الطعام؟

فقلت : وما حقّه؟ قال : تقول :

بسم الله اللهمّ بارك لنا فيما رزقتنا.

ثمّ قال : أتدري ما شكره إذا فرغت؟

قلت : وما شكره؟ قال : تقول :

الحمد لله الّذي أطعمنا وسقانا (2) .

__________________

(1) في الخلاصة : ابن أغيد.

(2) حلية الأولياء 1 : 70.

٢٦٧

دعاؤه عليه‌السلام

عند النوم

كان الإمام عليه‌السلام إذا أراد النوم دعا بهذا الدعاء :

بسم الله ، وضعت جنبي لله على ملّة إبراهيم ، ودين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وولاية من افترض الله عليّ طاعته ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

بعد النوم

وإذا جلس الإمام عليه‌السلام من نومه دعا بهذا الدعاء :

حسبي الرّبّ من العباد ، حسبي الّذي هو حسبي ، حسبي منذ كنت حسبي ، حسبي الله ونعم الوكيل (2) .

__________________

(1) و (2) الصحيفة العلوية : 282.

٢٦٨

دعاؤه عليه‌السلام

في الاستعاذة من الرياء

ولم يعمل الإمام عليه‌السلام عملا إلاّ بقصد التقرّب إلى الله تعالى ، وكان يناهض الرياء ، لأنّ الرياء من أفحش النزعات النفسية وينمّ عن نفس لا إيمان لها ، لأنّك تعمل بعض الأعمال الصالحة لا لله ، وإنّما لأجل غيره ، ولذا لا تثاب على عملك ، وقد استعاذ إمام المتّقين منه. وكان يدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسّن في لامعة العيون علانيّتي ، أو تقبّح فيما ابطن لك سريرتي ، محافظا على رياء النّاس من نفسي بجميع ما أنت مطّلع عليه منّي ، فأبدي للنّاس حسن ظاهري ، وافضي إليك بسوء عملي تقرّبا إلى عبادك ، وتباعدا من مرضاتك (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

عند مدح الناس له

كان عليه‌السلام ينفر ويسأم من مدح الناس له ، وكان يدعو بهذا الدعاء عند مدحهم :

اللهمّ إنّك أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم. اللهمّ اجعلني خيرا ممّا يظنّون ، واغفر لي ما لا يعلمون (2) .

__________________

(1) و (2) الصحيفة العلوية : 253 ـ 254.

٢٦٩

دعاؤه عليه‌السلام

إذا دخل السوق

كان الإمام عليه‌السلام إذا دخل السوق دعا بهذا الدعاء ، وكان يأمر أصحابه به :

أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

اللهمّ إنّي أعوذ بك من صفقة خاسرة ، ويمين فاجرة ، وأعوذ بك من بوار الأيّم (1) (2) .

دعاؤه عليه‌السلام

إذا نظر في المرآة

وكان الإمام عليه‌السلام إذا نظر إلى صورته الشريفة في المرآة دعا بهذا الدعاء :

الحمد لله الّذي خلقني فأحسن خلقي ، وصوّرني فأحسن صورتي ، وزان منّي ما شان من غيري ، وأكرمني بالإسلام (3) .

__________________

(1) من كسادها ، وعدم الرغبة فيه.

(2) و (3) الصحيفة العلوية : 253 ـ 254 ، 251.

٢٧٠

دعاؤه عليه‌السلام

في حفظ القرآن

وكان الإمام عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء الشريف لحفظ القرآن الكريم :

اللهمّ ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني ، وارحمني من تكلّف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عنّي ، وأن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني ، وارزقني أن أتلوه على النّحو الّذي يرضيك عنّي.

اللهمّ نوّر بكتابك بصري ، واشرح به صدري ، وفرّج به قلبي ، وأطلق به لساني واستعمل به بدني ، وقوّني على ذلك ، وأعنّي عليه ، إنّه لا معين عليّ إلاّ أنت ، لا إله إلاّ أنت (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

في الخروج إلى السفر

وإذا أراد الإمام عليه‌السلام السفر دعا بهذا الدعاء :

اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في النّفس والأهل والمال والولد. اللهمّ أنت الصّاحب في السّفر ، وأنت الخليفة في

__________________

(1) الصحيفة العلوية : 249 ، 255.

٢٧١

الأهل ، ولا يجمعها غيرك لأنّ المستخلف لا يكون مستصحبا ، والمستصحب لا يكون مستخلفا (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

علّمه لولده الحسن عليه‌السلام

وعنى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام بتربية ولده الإمام الحسن عليه‌السلام سيّد شباب أهل الجنّة وريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد غذّاه بجميع ألوان التقوى ، وقد علّمه هذا الدعاء :

يا عدّتي عند كربتي ، يا غياثي عند شدّتي ، يا وليّي في نعمتي ، يا منجحي في حاجتي ، يا مفزعي في ورطتي ، يا منقذي من هلكتي ، يا كالئي في وحدتي ، اغفر لي خطيئتي ، ويسّر لي أمري ، واجمع لي شملي ، وانجح لي طلبتي ، واصلح لي شأني ، واكفني ما أهمّني ، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، ولا تفرّق بيني وبين العافية أبدا ما أبقيتني ، وفي الآخرة إذا توفّيتني برحمتك يا أرحم الرّاحمين (2) .

__________________

(1) كتاب صفين : 232.

(2) الصحيفة العلوية الاولى : 283.

٢٧٢

دعاؤه عليه‌السلام

علّمه لولده الحسين عليه‌السلام

أمّا الإمام الحسين عليه‌السلام فهو من أعزّ أبناء الإمام عليه‌السلام عنده وأكثرهم حبّا وإخلاصا له لأنّه أمل الإسلام ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، وريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد غذّاه بجميع ألوان التقوى ليكون صورة مشرقة منه ، وكان ممّا علّمه هذا الدعاء :

اللهمّ إنّي أحمدك على كلّ نعمة ، وأشكرك على كلّ حسنة ، وأستغفرك من كلّ ذنب ، وأسألك من كلّ خير ، وأستعيذ بك من كلّ بلاء ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

لطلب الرزق

كان الإمام عليه‌السلام يدعو لطلب الرزق بهذا الدعاء :

الحمد لله الّذي عرّفني نفسه ، ولم يتركني عميّ القلب ، الحمد لله الّذي جعلني من أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحمد لله الّذي جعل رزقي في يده ، ولم يجعله في أيدي النّاس ، الحمد لله الّذي ستر عيوبي ،

__________________

(1) الصحيفة العلوية الاولى : 283.

٢٧٣

ولم يفضحني بين النّاس (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

إذا وضع الميّت في القبر

وإذا وضع الميّت في القبر كان يدعو له بهذا الدعاء :

بسم الله ، وعلى ملّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . اللهمّ افسح له في قبره ، ونوّره له ، وألحقه بنبيّه ، وأنت عنه راض غير غضبان (2) .

وإذا حثا التراب في القبر دعا عليه‌السلام للميّت بهذا الدعاء :

اللهمّ إيمانا بك ، وتصديقا لرسلك ، وإيقانا ببعثك ، هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله (3) .

دعاؤه عليه‌السلام

إذا مرّ على القبور

وإذا اجتاز الإمام عليه‌السلام على القبور وقف عليهم ، وقال لهم :

__________________

(1) الصحيفة العلوية : 281.

(2) الصحيفة العلوية الثانية : 139.

(3) دعائم الإسلام 1 : 238.

٢٧٤

السّلام عليكم يا أهل الدّيار الموحشة ، والمحالّ المقفرة من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، أنتم لنا سلف وفرط ونحن لكم تبع ، وعمّا قليل بكم لاحقون. اللهمّ اغفر لنا ولهم وتجاوز عنّا وعنهم (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

في الاستعانة بالله

روى الإمام الصادق عليه‌السلام عن أبيه باقر علوم الأوّلين والآخرين عليه‌السلام قال : كان جدّي أمير المؤمنين عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء في السجود :

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تبتليني ببليّة تدعوني ضرورتها على أن أتغوّث بشيء من معاصيك.

اللهمّ ولا تجعل لي حاجة إلى أحد من شرار خلقك ولئامهم ، فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك فأجعلها إلى أحسنهم وجها وخلقا وخلقا ، وأسخاهم بها نفسا ، وأطلقهم بها لسانا ، وأسمحهم بها كفّا ، وأقلّهم بها عليّ امتنانا (2) .

__________________

(1) وقعة صفّين : 531.

(2) قرب الاسناد : 2.

٢٧٥

دعاؤه عليه‌السلام

في الزهد عن الدنيا

كان الإمام يدعو بهذا الدعاء في رفض الدنيا والتخلّي عن مباهجها وزينتها :

اللهمّ إنّي أسألك سلوا عن الدّنيا ، ومقتا لها ، فإنّ خيرها زهيد ، وشرّها عتيد ، وصفوها يتكدّر ، وجديدها يخلق ، وما فات فيها لم يرجع ، وما نيل فيها فتنة ، إلاّ من أصابته منك عصمة ، وشملته منك رحمة ، فلا تجعلني ممّن رضي بها ، واطمأنّ إليها ، ووثق بها ، فإنّ من اطمأنّ إليها خانته ، ومن وثق بها غرّته (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

في طلب الفقر

وكان من مظاهر رفضه للدنيا أنّه يدعو أن يتوفّاه الله فقيرا لا مال عنده ، استمعوا لدعائه :

اللهمّ توفّني فقيرا ، ولا تتوفّني غنيا ، واحشرني في زمرة المساكين (2) .

__________________

(1) إرشاد القلوب : 36.

(2) ارشاد القلوب : 26.

٢٧٦

دعاؤه عليه‌السلام

في الغاية لطلب المال

كان الإمام عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء ليوسّع الله عليه رزقه في دار الدنيا حتى ينفق ما عنده في سبيل الله ، وهذا نصّ دعائه :

اللهمّ إنّي أسألك من الدّنيا وما فيها ما اسدّد به لساني ، واحصن به فرجي ، وأؤدّي به أمانتي ، وأصل به رحمي ، وأتّجر به لآخرتي (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

عند إرادة التزويج

وندب عليه‌السلام من أراد التزويج أن يصلّي ركعتين ، ثمّ يدعو الله تعالى بهذا الدعاء :

اللهمّ ارزقني زوجة صالحة ، ودودا ، ولودا ، شكورا ، قنوعا ، غيورا ، إن أحسنت شكرت ، وإن أسأت غفرت ، وإن ذكرت الله تعالى أعانت ، وإن نسيت ذكرت ، وإن خرجت من عندها حفظت ، وإن دخلت عليها سرّتني ، وإن أمرتها

__________________

(1) نظم درر السمطين : 151.

٢٧٧

أطاعتني ، وإن أقسمت عليها أبرّت قسمي ، وإن غضبت عليها أرضتني يا ذا الجلال والإكرام (1) .

دعاؤه عليه‌السلام

في الشكر ودفع المكاره

كان الإمام عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء يذكر فيه نعم الله عليه ويسأله دفع المكاره عنه وهذا نصّه :

الحمد لله الّذي لم يصبح بي ميّتا ، ولا سقيما ، ولا مضروبا على عنقي بسوء ، ولا مأخوذا بسوء عملي ، ولا مقطوعا دابري ، ولا مرتدّا عن ديني ، ولا منكرا لربّي ، ولا مستوحشا من إيماني ، ولا ملتبسا على عقلي ، ولا معذّبا بعذاب الأمم من قبلي ، أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي ، لك الحجّة عليّ ، ولا حجّة لي ، لا أستطيع أن آخذ إلاّ ما أعطيتني ، ولا أتّقي إلاّ ما وقيتني.

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك ، أو أضلّ في هداك ، أو اضام في سلطانك ، أو اضطهد والأمر لك.

اللهمّ اجعل نفسي أوّل كريمة ترتجعها من ودائعك.

اللهمّ إنّا نعوذ بك أن نذهب عن قولك أو نفتتن عن دينك ، أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الّذي جاء من عندك ، وصلّى الله على محمّد وآله (2) .

__________________

(1) نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة : 249.

(2) بحار الأنوار 91 : 246.

٢٧٨

دعاؤه عليه‌السلام

عند وفاته

ولما حضرته الوفاة كان يلهج بذكر الله تعالى ، ويدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ اكفنا عدوّك الرّجيم.

اللهمّ إنّي أشهدك أنّك لا إله إلاّ أنت ، وأنت الواحد الصّمد ، الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لك كفوا أحد ، فلك الحمد عدد نعمائك لديّ ، وإحسانك عندي ، فاغفر لي وارحمني وأنت خير الرّاحمين.

ولم يزل يقول :

لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله عدّة لهذا الموقف ، وما بعده من المواقف.

اللهمّ ألحقني به ، ولا تحل بيني وبينه ، إنّك سميع الدّعاء ، رءوف غفور رحيم (1) .

ولم يزل يردّد هذا الدعاء حتى التحق بالرفيق الأعلى تحفّه ملائكة الله تعالى.

__________________

(1) دعائم الإسلام 2 : 354.

٢٧٩

دعاؤه عليه‌السلام

في طلب الخير

من أدعية الإمام عليه‌السلام هذا الدعاء الجليل ، وكان يسأل به الرحمة والنور من الله تعالى :

اللهمّ إنّي أسألك يا ربّ الأرواح الفانية ، وربّ الأجساد البالية ، أسألك بطاعة الأرواح الرّاجعة إلى أجسادها ، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى أعضائها ، وبانشقاق القبور عن أهلها ، وبدعوتك الصّادقة فيهم ، وأخذك بالحقّ بينهم إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءك ، ويرون سلطانك ، ويخافون بطشك ، ويرجون رحمتك ، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ، ولا هم ينصرون ، إلاّ من رحم الله ، إنّه هو العزيز الرّحيم.

أسألك يا رحمن أن تجعل النّور في بصري ، واليقين في قلبي ، وذكرك باللّيل والنّهار على لساني أبدا ما أبقيتني ، إنّك على كلّ شيء قدير (1) .

وبهذا العرض الموجز لبعض أدعيته التي كان يدعو بها في المناسبات المختلفة ننهي هذا الفصل.

__________________

(1) المناقب 2 : 119. بحار الأنوار 92 : 3.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا شَاءَ(١) أَنْ يَعْلَمَ ، عُلِّمَ(٢) ».(٣)

٦٧٠/ ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَ(٤) إِذَا شَاءَ أَنْ يَعْلَمَ ، أُعْلِمَ(٥) ».(٦)

٦٧١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْمَدَائِنِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئاً ، أَعْلَمَهُ اللهُ(٧) ذلِكَ ».(٨)

٤٧ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام يَعْلَمُونَ (٩) مَتى يَمُوتُونَ ،

وَأَنَّهُمْ لَايَمُوتُونَ إِلَّا بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ‌

٦٧٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ‌

__________________

(١) في « بر » : « إن شاء ».

(٢) هكذا في « ج ، بح ». وهو مقتضى الروايات الآتية. وفي « ب » : « اُعلم ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٣ ، عن سهل بن زياد.وفيه ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٥٨.

(٤) في البصائر ، ح ١ : « العالم » بدل « إنّ الإمام ».

(٥) في « ج » : « علّم ». وفي البصائر ، ح ١ ، ٢ ، ٣ : « علم ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن عبد الجبّاروفيه ، ح ٢ ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن يزيد بن فرقد النهدي ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه أيضاً ، ح ٣ ، بسنده عن صفوان بن يحيى.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ذيل ح ١١٥٨.

(٧) في البصائر : « علّمه الله ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٣١٥ ، ح ٥ ، عن عمران بن موسي ، عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفي بعض نسخ البصائر : « عمر بن سعيد المدائني ، عن أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩١ ، ح ١١٥٩.

(٩) في « ب » : + « أنّهم ».

٦٤١

وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ(١) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ(٢) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَيُّ إِمَامٍ لَايَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَإِلى مَا يَصِيرُ ، فَلَيْسَ ذلِكَ بِحُجَّةٍ لِلّهِ(٣) عَلى خَلْقِهِ ».(٤)

٦٧٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ(٥) مِنَ الْعَامَّةِ بِبَغْدَادَ(٦) مِمَّنْ كَانَ يُنْقَلُ عَنْهُ(٧) ، قَالَ : قَالَ لِي : قَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ مَنْ يَقُولُونَ(٨) بِفَضْلِهِ مِنْ أَهْلِ هذَا(٩) الْبَيْتِ ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ فِي فَضْلِهِ وَنُسُكِهِ(١٠) ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ(١١) ؟ وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ؟

قَالَ : جُمِعْنَا(١٢) أَيَّامَ السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ ثَمَانِينَ رَجُلاً مِنَ‌

__________________

(١) ورد مضمون الخبر فيبصائرالدرجات ، ص ٤٨٤ ، ح ١٣ ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمّد بن القاسم بن الحارث المبطل ، والمذكور في بعض نسخه « البطل » بدل « المبطل ». وعنوان « عبدالله بن محمّد بن القاسم بن الحارث البطل » أيضاً محرّف من « عبدالله بن محمّد ، عن عبدالله بن القاسم بن الحارث البطل ». لاحظ :بصائر الدرجات ، ص ٢٤٧ ، ح ١٠.

(٢) في « ب » : + « لي ».

(٣) في « ب ، بر » وحاشية « ض » : « الله ».

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٤ ، ح ١٣ ، وفيه : « عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمّد بن القاسم بن حارث المبطل عن أبي بصير ، أو عمّن روى عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الإمام لو لم يعلم ما يصيبه ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٤ ، ح ١١٦١.

(٥) « القَطِيعَةُ » : الهِجْران ، ومَحال ببغداد أقْطَعَها المنصور اُناساً من أعيان دولته ليَعْمُرُوها ويسكنوها ، منها قَطِيعَتا الربيع بن يونس : الخارجة والداخلة. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٠٨ ( قطع ).

(٦) في قرب الإسناد والأمالى والعيون والغيبة : - « ببغداد ».

(٧) في قرب الإسناد : « يقبل منه ». وفي الأمالي والعيون : « يقبل قوله ».

(٨) في حاشية « بف » : « يقول ».

(٩) في « بر » : - « هذا ».

(١٠) في « ج » : « نسك ». و « النُسْكُ » و « النُسُك » أيضاً : الطاعة والعبادة ، وكلّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى. والنُسْكُ : ما أمَرَتْ به الشريعة.النهاية ، ج ٥ ، ص ٤٨ ( نسك ).

(١١) في « ف » والعيون : « ومن هو ». وفي « بح » : « ومن ».

(١٢) « جمعنا » على صيغة المجهول ، و « ثمانين » حال عن ضمير المتكلّم أو منصوب على الاختصاص. =

٦٤٢

الْوُجُوهِ(١) الْمَنْسُوبِينَ إِلَى الْخَيْرِ ، فَأُدْخِلْنَا(٢) عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍعليهما‌السلام ، فَقَالَ لَنَا السِّنْدِيُّ : يَا هؤُلَاءِ ، انْظُرُوا إِلى هذَا الرَّجُلِ هَلْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ؟ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَدْ فُعِلَ(٣) بِهِ ، وَيُكْثِرُونَ فِي ذلِكَ ، وَهذَا مَنْزِلُهُ وَفِرَاشُهُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ غَيْرُ مُضَيَّقٍ ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(٤) سُوءاً ، وَإِنَّمَا يَنْتَظِرُ بِهِ(٥) أَنْ يَقْدَمَ فَيُنَاظِرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهذَا هُوَ صَحِيحٌ ، مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ ، فَسَلُوهُ(٦) .

قَالَ(٧) : وَنَحْنُ لَيْسَ لَنَا هَمٌّ إِلَّا النَّظَرُ إِلَى الرَّجُلِ وَإِلى فَضْلِهِ وَسَمْتِهِ(٨) ، فَقَالَ(٩) مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍعليهما‌السلام : « أَمَّا مَا ذَكَرَ(١٠) مِنَ التَّوْسِعَةِ وَمَا أَشْبَهَهَا ، فَهُوَ عَلى مَا ذَكَرَ(١١) ، غَيْرَ أَنِّي أُخْبِرُكُمْ أَيُّهَا النَّفَرُ(١٢) ، أَنِّي قَدْ سُقِيتُ السَّمَّ فِي سَبْعِ(١٣) تَمَرَاتٍ(١٤) ، وَأَنَا(١٥) غَداً أَخْضَرُّ(١٦) ، وَبَعْدَ غَدٍ أَمُوتُ ».

__________________

= واحتمل المازندراني كونه على صيغة المعلوم وثمانين مفعوله. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٤ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٠.

(١) « الوجوه » : جمع الوَجْه ، وهو سيّد القوم ، أو شريف البلد. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٥٦ ( وجه ).

(٢) في « بف » : « فدخلنا ».

(٣) في الأمالي : + « مكروه ». والمراد : ما يوجب هلاكه من سقي السمّ ونحوه.

(٤) المراد بأميرالمؤمنين هارون الرشيد لعنه الله.

(٥) في « ف » : « ننتظر به ». وفي الأمالي والعيون : « ينتظره ». وفيمرآة العقول : « وإنّما ينتظر به ، على المعلوم ، أي هارون ، أو على المجهول ».

(٦) في « ج » وقرب الإسناد : « فسألوه ».

(٧) في « بر » وقرب الإسناد : « فقال ».

(٨) قال الجوهري : « السَمْت : هيئة أهل الخير. يقال : ما أحسن سَمْتَه ، أي هَدْيَه ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٥٤ ( سمت ). (٩) في « ض ، بح ، بس » : « وقال ».

(١٠) في حاشية « ج » والغيبة : « ذكره ».

(١١) في « بح » وقرب الإسناد : « ذكره ».

(١٢) قال الجوهري : « النَفَر - بالتحريك - : عدّة رجال من ثلاثة إلى عشرة ، والنفير مثله ، وكذلك : النَفْرُ والنَفْرَة بالإسكان ».الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٨٣ ( نفر ). (١٣) في الأمالي : « تسع ».

(١٤) في « ف » : « تميرات ».

(١٥) في « بر ، وحاشية « بف » : « فأنا ».

(١٦) « أخْضَرُّ » ، أي يصير لوني إلى الخُضْرَة ، وهي لون الأخضر. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٦ ( خضر ).

٦٤٣

قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ يَضْطَرِبُ(١) ، وَيَرْتَعِدُ مِثْلَ السَّعَفَةِ(٢) .(٣)

٦٧٤/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ :

حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ : « أَنَّهُ أَتى عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام لَيْلَةً قُبِضَ فِيهَا بِشَرَابٍ(٤) ، فَقَالَ : يَا أَبَتِ(٥) ، اشْرَبْ هذَا ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ هذِهِ اللَّيْلَةُ(٦) الَّتِي أُقْبَضُ فِيهَا ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) ».(٨)

٦٧٥/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ‌

__________________

(١) « يضطرب » ، أي يتحرّك ، من الاضطراب : الحركة. يقال : تَضَرَّب الشي‌ءُ واضطرب ، أي تحرّك وماج. قال الراغب : « الاضطراب : كثرة الذهاب في الجهات ، من الضرب في الأرض. والارتعاد : الاضطراب ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٥ ( رعد ) ؛المفردات للراغب ، ص ٥٠٦ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ( ضرب ).

(٢) « السَعفة » : غُصن النخيل. وقيل : إذا يَبُسَت سمّيت سَعَفَةً ، وإذا كانت رَطْبَة فهي شَطْبَة. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٦ ( سعف ).

(٣)الغيبة للطوسي ، ص ٣١ ، ح ٧ ، عن الكليني ، مع اختلاف يسير. وفيقرب الإسناد ، ص ٣٣٣ ، ح ١٢٣٦ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ١٤٩ ، المجلس ٢٩ ، ح ٢٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٩٦ ، ح ٢ ، بسندهم عن محمّد بن عيسى بن عبيد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٦ ، ح ١١٦٦.

(٤) لعلّه كان دواء اتي به ليشربه ويتداوى به ، فأظهرعليه‌السلام أنّها الليلة التي قدّر فيها وفاته ولاينفع الدواء.مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢١.

(٥) في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بح » وشرح المازندراني : « يا أبه ». وفي « ض ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ج ، بف » : « يا أباه ». وفيالقاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥١ ( أبى ) : « قالوا في النداء : يا أبت ، بكسر التاء وفتحها ، ويا أبَهْ بالهاء ، ويا أبتاه ، ويا أباه ». (٦) يجوز فيها النصب أيضاً بأن يكون « التي » خبر « إنّ ».

(٧) فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٢ : « إنّ هذا التاريخ مخالف للمشهور ، كما سيأتي في تاريخهعليه‌السلام ، فإنّ المشهور أنّ وفاتهعليه‌السلام كان في المحرّم ووفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إمّا في صفر على مذهب الشيعة ، أو في ربيع الأوّل بزعم المخالفين ؛ إلّا أن يكون المراد الليلة بحسب الاسبوع ؛ وإن كان فيه أيضاً مخالفة لما ذكره الأكثر ؛ لأنّهم ذكروا في وفاتهعليه‌السلام يوم السبت ، وفي وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وردت الأخبار الكثيرة أنّها كانت يوم الإثنين ، لكن خصوص اليوم ضبطه بعيد. ولعلّه لذلك لم يعيّن المصنّف فيما سيأتي اليوم ولا الشهر ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٢ ، ذيل ح ٧ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ ، ح ١١٦٤.

٦٤٤

الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :

قُلْتُ لِلرِّضَاعليه‌السلام : إِنَّ(١) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام قَدْ عَرَفَ قَاتِلَهُ ، وَاللَّيْلَةَ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا ، وَالْمَوْضِعَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ ؛ وَقَوْلُهُ(٢) - لَمَّا سَمِعَ صِيَاحَ(٣) الْإِوَزِّ(٤) فِي الدَّارِ - : « صَوَائِحُ(٥) تَتْبَعُهَا نَوَائِحُ(٦) » وَقَوْلُ أُمِّ كُلْثُومٍ : لَوْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ دَاخِلَ الدَّارِ ، وَأَمَرْتَ غَيْرَكَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ؛ فَأَبى عَلَيْهَا ، وَكَثُرَ دُخُولُهُ وَخُرُوجُهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِلَا سِلَاحٍ ، وَقَدْ عَرَفَعليه‌السلام أَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ - لَعَنَهُ اللهُ(٧) - قَاتِلُهُ بِالسَّيْفِ ، كَانَ(٨) هذَا مِمَّا(٩) لَمْ يَجُزْ(١٠) تَعَرُّضُهُ.

فَقَالَ : « ذلِكَ كَانَ ، وَلكِنَّهُ خُيِّرَ(١١)

__________________

(١) في « بر ، بس ، بف » : - « إنّ ».

(٢) فيمرآة العقول : « وقوله ، مرفوع بالابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرويّ أو واقع ، وكذا قوله : « وقول اُمّ‌كلثوم ». ويحتمل أن يكون من قبيل : كلّ رجل وضَيعَتَه. فيحتمل في « قولُهُ » وقوعُ النصب والرفع. والواو في قوله : « وقوله » يحتمل العطف والحاليّة ».

(٣) « الصَيْح » و « الصَيْحَة » و « الصياح » ، بالكسر والضمّ ، والصَيَحان محرّكة : الصوت بأقصى الطاقة.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٧ ( صيح ).

(٤) « الإوَزَةُ » و « الإوَزُّ » : البَطّ ، وقد جمعوه بالواو والنون فقالوا : إوَزّون.الصحاح ، ج ٣ ، ص ٨٦٤ ( أوز ).

(٥) في « ف » : « صرائخ ». و « صَوائح » : جمع صائحة ، وهي مؤنّث صائح ، أو صيحة الـمَناحة. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( صيح ).

(٦) « النوائح » : اسم يقع على النساء يجتمعن في مَناحة ، ويجمع على الأنواح. ونساء نَوْح وأنواح ونُوَّح ونوائح‌ونائحات. والـمَناحة والنَوْح : النساء يجتمعن للحزن.لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٢٧ ( نوح ).

(٧) في « ب ، بح ، بر » والبحار : - « لعنه الله ».

(٨) في « ب ، ض » : « كأنّ ».

(٩) في حاشية « ف ، بف » : « ما ».

(١٠) في « بح » وحاشية « بر » : « لم يحسن ». وفي حاشية « ج ، بر ، بف » : « لم يحلّ ».

(١١) في « ف » وحاشية « ج » : « حُيّر ». وفي « ض ، بف » وحاشية « ج ، ف » : « حُيّن ». وفيالوافي « وهذه دلائل واضحة على أنّه لم يشكّ في قتله حينئذٍ ، ومع ذلك فأبى إلّا الخروج ؛ وهذا ممّا لم يجز تعرّضه في الشرع ، أو لم يحلّ ، أو لم يحسن ، على اختلاف النسخ ، فقد قال الله تعالى :( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) فأجابهعليه‌السلام بأنّه صلوات الله عليه خيّر في تلك الليلة فاختار لقاء الله ، فسقط عنه وجوب حفظ النفس. وربّما يوجد في بعض النسخ بإهمال الحاء ، فإن صحّت فينبغي حملها على الحيرة في الله تعالى التي هي حيرة اُولي الألباب ، دون الحيرة في =

٦٤٥

فِي(١) تِلْكَ اللَّيْلَةِ ؛ لِتَمْضِيَ مَقَادِيرُ(٢) اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(٣)

٦٧٦/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ(٤) ، فَخَيَّرَنِي(٥) نَفْسِي أَوْ هُمْ ، فَوَقَيْتُهُمْ(٦) - وَاللهِ - بِنَفْسِي ».(٧)

٦٧٧/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُسَافِرٍ :

أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام قَالَ لَهُ : « يَا مُسَافِرُ ، هذِهِ(٨) الْقَنَاةُ(٩) فِيهَا حِيتَانٌ(١٠) ؟ » قَالَ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : « إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْبَارِحَةَ(١١) وَهُوَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَا عِنْدَنَا(١٢)

__________________

= الأمر ، التي هي حيرة أهل النظر. وإعجام الخاء أوفق بما يأتي من الأخبار في نظائره ، وبما عقد عليه الباب فيالكافي ». وفيمرآة العقول : « في بعض النسخ « حيّن » قال الجوهري حيّنه : جعل له وقتاً ؛ فالمعنى أنّه كان بلغ الأجل المحتوم المقدّر ، وكان لايمكن الفرار منه. ولعلّه أظهر الوجوه ».

(١) في البحار : - « في ».

(٢) في « ف » : « تقادير ».

(٣)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٤ ، ح ١١٦٢ ؛البحار ، ج ٤٢ ، ص ٢٤٦ ، ح ٤٧.

(٤) فيمرآة العقول : « غضب على الشيعة ؛ إمّا لتركهم التقيّة ، فانتشر أمر إمامتهعليه‌السلام فتردّد الأمر بين أن يقتل الرشيدشيعته وتتبّعهم ، أو يحسبهعليه‌السلام ويقتله ، فدعاعليه‌السلام لشيعته واختار البلاء لنفسه ؛ أو لعدم انقيادهم لإمامهم فخيّره الله تعالى بين أن يخرج الرشيد فتقتل شيعته إذا يخرج ، فينتهي الأمر إلى ما انتهى إليه ».

(٥) هكذا في معظم النسخ. وفي « بف » والمطبوع : « فحيّرني » بالحاء المهملة.

(٦) في « ف ، و » : « وقّيتهم ».

(٧)الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٨ ، ح ١١٦٧.

(٨) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي ، وتقتضيه القواعد أيضاً. وفي المطبوع « هذا ».

(٩) قال ابن الأثير : « القُنِيُّ : جمع القناة ، وهي الآبار التي تحفر في الأرض متتابعةً ليُستخرَج ماؤها ويسيح على وجه الأرض ».النهاية ، ج ٤ ، ص ١١٧ ( قنا ).

(١٠) في البصائر : « فيها حسن ». وفيمرآة العقول : « في مناسبة السؤال عن الحيتان في هذا المقام وجوه : الأوّل : ما اُفيد أنّ المعنى : علمي بحقّيّة ما أقول كعلمي بكون الحيتان في هذا الماء ».

(١١) قال الجوهري : « البارحة : أقرب ليلة مضت. تقول : لقيته البارحةَ ، ولقيته البارحة الاُولى ، وهو من بَرِحَ ، أي‌زال ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( برح ). (١٢) في حاشية « بر » : + « هو ».

٦٤٦

خَيْرٌ لَكَ ».(١)

٦٧٨/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كُنْتُ عِنْدَ أَبِي فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ، فَأَوْصَانِي بِأَشْيَاءَ فِي غُسْلِهِ وَفِي كَفْنِهِ وَفِي دُخُولِهِ قَبْرَهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَاهْ(٢) ، وَاللهِ ، مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ اشْتَكَيْتَ(٣) أَحْسَنَ(٤) مِنْكَ الْيَوْمَ ، مَا رَأَيْتُ عَلَيْكَ أَثَرَ الْمَوْتِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَمَا سَمِعْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يُنَادِي مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ : يَا مُحَمَّدُ ، تَعَالَ ، عَجِّلْ؟ ».(٥)

٦٧٩/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - النَّصْرَ عَلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام حَتّى كَانَ مَا(٦) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ(٧) ، ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ اللهِ ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ(٨) ».(٩)

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٣ ، ح ٩ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٩ ، ح ١١٦٨.

(٢) في حاشية « ف ، بح » والوافي : « يا أبه ».

(٣) « اشتكيتَ » ، أي مرضتَ ، الشَكْوُ والشَكْوى والشَكاة والشَكا ، كلّه : الـمَرَضُ ، وكذا الاشتكاء. راجع :لسان‌العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٣٩ ( شكا ). (٤) في البصائر : + « هيئة ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٢ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٦ ، ح ١١٦٥.

(٦) في « ض ، ف ، و ، بس ، بف » والكافي ، ح ١٢٦٦ : - « ما ».

(٧) فيمرآة العقول : « النصر ، أي النصرة. والمراد سببها ، أي الملائكة « حتّى كان بين السماء » بيانٌ لكثرتهم ، أي ملؤما بين السماء والأرض ؛ أو المراد : خيّر بين الأمرين عند ما كانوا بين السماء والأرض ولم ينزلوا بعد ».

(٨) هكذا في النسخ التي قوبلت وفي المطبوع : « تعالى ».

(٩)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الحسين بن عليّعليه‌السلام ، ح ١٢٦٦. وفيدلائل الإمامة ، ص ٧١ ، بسند آخر ، مع زيادة واختلاف. وراجع :اللهوف ، ص ١٠١.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٩٥ ، ح ١١٦٣.

٦٤٧

٤٨ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ (١) وَمَا يَكُونُ ،

وَأَنَّهُ لَايَخْفى عَلَيْهِمُ الشَّيْ‌ءُ (٢) صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ‌ (٣)

٦٨٠/ ١. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٤) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :

كُنَّا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام جَمَاعَةً مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْحِجْرِ ، فَقَالَ : « عَلَيْنَا عَيْنٌ؟(٥) » فَالْتَفَتْنَا يَمْنَةً وَيَسْرَةً ، فَلَمْ نَرَ أَحَداً ، فَقُلْنَا : لَيْسَ عَلَيْنَا عَيْنٌ ، فَقَالَ : « وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَرَبِّ الْبَنِيَّةِ(٦) - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - لَوْ كُنْتُ بَيْنَ مُوسى‌

__________________

(١) في « ف » : « ما قد كان ».

(٢) .في«ب»:«شي‌ء عليهم».وفي «ض،ف،بر»:« شي‌ء ».

(٣) في « بر » : + « أجمعين ».

(٤) كذا في النسخ والمطبوع ، لكن لم يثبت رواية محمّد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر. وما وردفي‌الكافي ، ح ٨٣٤٦ ، من رواية الكليني ، عن محمّد بن الحسين ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، فقد أورده الشيخ الطوسى فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ١٧٩ ، ح ٣٧٦ وفيه : « محمّد بن الحسن » وهو الصواب ، يؤيّد ذلك وقوع « محمّد بن الحسين » في سندالكافي ، في ابتداء السند من دون أن يكون في السند تعليق ؛ لأنّه أوّل خبر مذكور في الباب. وليس محمّد بن الحسين من مشايخ الكليني ، بل يروي عنه الكليني بالتوسّط ، والواسطة في الأكثر هو محمّد بن يحيى. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٣٧٩.

والمراد من محمّد بن الحسن في ذاك السند هو الكافي الرازي.

والظاهر في ما نحن فيه أيضاً صحّة « محمّد بن الحسن » - كما كان الأمر فيالكافي ، ح ٤٤٦ و ٥٤٢ - فإنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ١٢٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن إسحاق - وفي بعض النسخ « إبراهيم بن إسحاق » - عن عبد الله بن حمّاد.

ثمّ إنّ الصفّار روى عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد في عددٍ من أسنادبصائر الدرجات ، فلاحظ. وروى أيضاً عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام . راجع :الفهرست للطوسي ، ص ١٦ ، الرقم ٩.

(٥) قال الجوهري : « العَيْنُ : الديدبانُ والجاسوس ». وقال المجلسي : « علينا عين ، استفهام ، والعين الرقيب‌والجاسوس ».الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ( عين ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٩.

(٦) في حاشية « ج » والبحار والبصائر ، ص ١٢٩ : « البيت ». و « البَنِيَّةُ » : الكعبة ، وكانت تدعى بَنِيَّةَ إبراهيمعليه‌السلام ؛ لأنّه‌بناها وكثر قسمهم بربّ هذه البنيّة. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٨ ( بنا ).

٦٤٨

وَالْخَضِرِ(١) ، لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّي أَعْلَمُ مِنْهُمَا ، وَلَأَنْبَأْتُهُمَا بِمَا لَيْسَ فِي أَيْدِيهِمَا ؛ لِأَنَّ مُوسى وَالْخَضِرَعليهما‌السلام أُعْطِيَا عِلْمَ مَا كَانَ ، وَلَمْ يُعْطَيَا عِلْمَ مَا يَكُونُ(٢) وَمَا هُوَ كَائِنٌ حَتّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَقَدْ وَرِثْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وِرَاثَةً ».(٣)

٦٨١/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ؛ مِنْهُمْ : عَبْدُ الْأَعْلى وَأَبُو عُبَيْدَةَ(٤)

__________________

(١) « الخضر » بفتح الخاء وكسر الضاد هو قراءة أهل العربيّة ، نعم يجوز في العربيّة كسر الخاء وسكون الضاد ، وهو أفصح عند الجوهري ، وتخفيف لكثرة الاستعمال عند الفيّومي. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٤٨ ؛المصباح المنير ، ص ١٧٢ ( خضر ). الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٨ ( خضر ).

(٢) يشكل على هذه الرواية بأنّ الخضرعليه‌السلام كان عالماً بما يكون أيضاً ؛ حيث أخبر بما يفضي إليه أمر الغلام الذي‌قتله.

أجاب المجلسي بأنّ المراد جميع ما يكون ، أو المراد به الامور المتعلّقة بما سيكون ومتعلَّق ذلك الأمر كان الغلام الموجود. وقال المحقّق الشعراني : الجواب أنّ الرواية ضعيفة ؛ لأنّ إبراهيم بن إسحاق الأحمر كان ضعيفاً غالياً لا يعبأ به ، ومحمّد بن الحسين في الإسناد مصحَّف ، والظاهر أنّه محمّد بن الحسن الصفّار. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٢٩ ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٣٩.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ١٢٩ ، ح ١ ، عن أحمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ؛وفيه ، ص ٢٣٠ ، ح ٣ و ٤ ، بسند آخر ، عن عبد الله بن حمّاد إلى قوله : « ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما » ؛دلائل الإمامة ، ص ١٣٢ ، بسنده ، عن عبد الله بن حمّاد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٠ ، ح ١١٦٩ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٣٠٠ ، ح ٢٠.

(٤) الخبر رواه الصفّار تارةً فيبصائر الدرجات ، ص ١٢٧ ، ح ٢ ، بسنده ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحسن بن‌المغيرة - وفي بعض النسخ « الحارث بن المغيرة » وهو الصواب - عن ( وخ ل ) عبد الأعلى وعبيدة بن بشير ( بشر خ ل ) قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام . واُخرى في ص ١٢٨ ، ح ٥ ، بسند آخر عن يونس ، عن الحارث بن المغيرة ، وعدّة من أصحابنا فيهم عبد الأعلى وعبيدة بن عبد الله بن بشر الخثعمي وعبد الله بن بشير سمعوا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول. وثالثة في ص ١٢٨ ، ح ٦ ، بسند ثالث عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة وعبيدة وعبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول.

ولم يرد « أبو عبيدة » في المواضع المذكورة ، كما أنّ « عبد الله بن بشر الخثعمي » غير مذكور في كتب الرجال. بل المذكور في أصحاب الصادقعليه‌السلام منرجال الطوسي ، ص ٢٤٣ ، الرقم ٣٣٦٥ هو ، عبيد بن عبد الله بن بشر الخثعمي الكوفي ، وقال بعضهم : عبيدة.

فعليه يحتمل أن يكون الصواب في ما نحن فيه وفي موضعين منالبصائر : « عبيد - أو عبيدة - بن عبد الله بن بشر الخثعمي » ، فتأمّل.

٦٤٩

وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ :

سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَأَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ ، وَأَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ ، وَأَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ».

قَالَ : ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً(١) ، فَرَأى أَنَّ ذلِكَ كَبُرَ عَلى مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ(٢) ، فَقَالَ : « عَلِمْتُ ذلِكَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ(٣) - يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ(٤) ».(٥)

٦٨٢/ ٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ جَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ(٦) ، أَنَّهُ قَالَ :

كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَفْرِضُ اللهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَيَحْجُبُ(٧) عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ؟

__________________

(١) قال الفيّومي : « الهَنُ ، كناية عن كلّ اسم جنس ، والاُنثى هَنَةٌ ، ولامها محذوفة. ففي لغة هي هاء فيُصَغَّر على ‌هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنَيْهَةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واو فيصغّر في المؤنّث على هُنَيَّة. والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له ». وجعلها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة ، راجع :المصباح المنير ، ص ٦٤١ ( هن ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤٩. (٢) في « ف » : « عنه ».

(٣) في « ج » : « تعالى ». وفي « ض » : - « عزّ وجلّ ». وفي « ف » : « جلّ وعزّ ». وفي « بف » : « تبارك وتعالى ».

(٤) إشارة إلى الآية ٨٩ من سورة النحل (١٦) :( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ) .

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٢٨ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن سنان ؛وفيه ، ص ١٢٧ ، ح ٢ ، بسنده ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحسن بن المغيرة ، عن عبد الأعلى وعبيدة بن بشير ؛وفيه ، ح ٣ ، بسنده ، عن يونس ، عن عبد الأعلى بن أعين ؛وفيه ، ص ١٩٧ ، ح ٢ ، بسنده عن عبد الأعلى ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف. وفيه أيضاً ، ص ١٢٨ ، ح ٢ ؛ والكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ، ح ١٩٠ ؛ وكتاب الحجّة ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا ، ح ٦١٣ ، بسند آخر مع اختلافالوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٠ ، ح ١١٧٠.

(٦) الخبر رواه النعماني في كتابهالغيبة ، ص ٣٢٦ ، ح ٤ بسنده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن جماعة الصائغ ، مع زيادة. وجماعة الصائغ ، هو جماعة بن سعد الجعفي المذكور فيالرجال لابن الغضائري ، ص ٤٦ ، الرقم ٢٣ والمذكور في بعض نسخه « الخثعمي » بدل « الجعفي ». فالظاهر وقوع التصحيف في أحد اللقبين : الجعفي والخثعمي.

(٧) في « ب » والبصائر ، ص ١٢٤ ، ح ١ : « ثمّ يحجب ». وفي « ض » : « فيحجب ».

٦٥٠

قَالَ : « لَا ، اللهُ أَكْرَمُ وَأَرْحَمُ وَأَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ، ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَمَسَاءً ».(١)

٦٨٣/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ - وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ - : « عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يَتَوَلَّوْنَا(٢) ، وَيَجْعَلُونَا أَئِمَّةً ، وَيَصِفُونَ أَنَّ(٣) طَاعَتَنَا مُفْتَرَضَةٌ(٤) عَلَيْهِمْ كَطَاعَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) ، ثُمَّ يَكْسِرُونَ حُجَّتَهُمْ ، وَيَخْصِمُونَ أَنْفُسَهُمْ(٦) بِضَعْفِ قُلُوبِهِمْ ، فَيَنْقُصُونَا حَقَّنَا(٧) ، وَيَعِيبُونَ ذلِكَ عَلى مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ بُرْهَانَ حَقِّ مَعْرِفَتِنَا وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ؛ أَتَرَوْنَ أَنَّ اللهَ - تَبَارَكَ‌

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن سماعة بن سعد الخثعمي.الغيبة للنعماني ، ص ٣٢٦ ، ح ٤ ، بسنده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن جماعة الصائغ ، مع زيادة. وفيبصائر الدرجات ، ص ١٢٥ - ١٢٦ ، ح ٥ و ٦ ، بسند آخر من قوله : « الله أكرم وأرحم » مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧١.

(٢) في « ف ، بح » : « يتوالونا ». وفي البصائر : « يتولّوننا ويجعلوننا ». قال في النحوالوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « وهناك‌لغة تحذف نون الرفع - أي نون الأفعال الخمسة - في غير ما سبق وبها جاء الحديث الشريف « لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا » وليس من السائغ اتّباع هذه اللغة في عصرنا ولا محاكاتها ، وإنّما ذكرناها لنفهم ما ورد بها في النصوص القديمة ». وعليه فلا بأس بحذف النون بدون الإدغام وله نظائر كثيرة فيما مرّ وما يأتي.

(٣) في « ف » والبصائر : « بأنّ ».

(٤) في حاشية « بر » : « مفروضة ».

(٥) في البصائر : « عليهم مفترضة كطاعة الله ».

(٦) « يَخْصِمُونَ أنفسهم » ، أي يغلبونها في الخصومة ، والخُصومة مصدر خَصَمْتُه إذا غلبته في الخصام. ويقال‌أيضاً : خاصَمَه خِصاماً ومخاصمة فخَصَمه يَخْصِمه خصماً ، أي غلبه بالحجّة. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٨٠ و ١٨٢ ( خصم ).

وقال فيالمرآة : « ثمّ يكسرون حجّتهم ، أي على المخالفين ؛ لأنّ حجّتهم على المخالفين أنّ إمامهم يعلم مالايعلم إمامهم ، ولابدّ أن يكون الإمام كاملاً في العلم ، وإمام المخالفين ناقص جاهل ؛ فإذا اعترفوا في إمامهم أيضاً بالجهل كسروا وأبطلوا حجّتهم وخصموا أنفسهم ، أي قالوا بشي‌ء إن تمسّك به المخالفون غلبوا عليهم ، فإنّ لهم أن يقولوا : لا فرق بين إمامنا وإمامكم ».مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣١.

(٧) « فينقصونا حقّنا » ، إمّا مأخوذ من النقص المتعدّي إلى مفعولين ، أو « حقّنا » بدل من الضمير.

٦٥١

وَتَعَالى - افْتَرَضَ طَاعَةَ أَوْلِيَائِهِ عَلى عِبَادِهِ ، ثُمَّ يُخْفِي عَنْهُمْ أَخْبَارَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَيَقْطَعُ عَنْهُمْ مَوَادَّ(١) الْعِلْمِ فِيمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِمَّا فِيهِ قِوَامُ دِينِهِمْ؟ ».

فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِعليهم‌السلام ، وَخُرُوجِهِمْ وَقِيَامِهِمْ بِدِينِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَمَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ(٢) الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا وَغُلِبُوا؟

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَقَضَاهُ ، وَأَمْضَاهُ ، وَحَتَمَهُ عَلى سَبِيلِ الِاخْتِيَارِ(٣) ، ثُمَّ أَجْرَاهُ ، فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَامَ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُعليهم‌السلام ، وَبِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ؛ وَلَوْ أَنَّهُمْ يَا حُمْرَانُ حَيْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ أَمْرِ(٤) اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَإِظْهَارِ الطَّوَاغِيتِ عَلَيْهِمْ ، سَأَلُوا اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ ذلِكَ ، وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ(٥) فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلْكِ(٦) الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابِ مُلْكِهِمْ ، إِذاً لَأَجَابَهُمْ ، وَدَفَعَ ذلِكَ عَنْهُمْ ، ثُمَّ كَانَ انْقِضَاءُ مُدَّةِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابُ مُلْكِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكِ(٧) مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ(٨) ، وَمَا كَانَ ذلِكَ‌

__________________

(١) « الـمَوادّ » : جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة. والمراد : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه ممّا ينزل عليهم في ليلة القدر وغيرها. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ؛الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ ( مدد ).

(٢) في البصائر : « قبل ».

(٣) في « ج » وحاشية « بح » : « الاختبار ». وفي الكافي ح ٧٤٤ والبصائر : - « على سبيل الاختيار ».

(٤) في « ب ، بس » : - « أمر ».

(٥) « ألحّوا عليه » ، أي لَزِمُوه وأصرّوا عليه. يقال : ألحّ على الشي‌ء إذا لَزِمَهُ وأصرّ عليه. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٦ ( لحح ).

(٦) في « ب ، بح » : « تلك ».

(٧) قال الجوهري : « السِلْكُ : الخيط ». وقال ابن منظور : « السِلْكَة : الخيط الذي يُخاط به الثوب ، وجمعه سِلْكٌ‌وأسْلاكٌ وسُلُوكٌ ، كلاهما جمع الجمع ». راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٩١ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٤٤٣ ( سلك ).

(٨) « فتبدّد » ، أي تفرّق ، يقال : بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدّاً : فرّقه. والتبديد : التفريق ، يقال : شملٌ مُبدَّدٌ ، وتبدّد الشي‌ء ، أي تفرّق. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٤ ( بدد ).

٦٥٢

الَّذِي أَصَابَهُمْ(١) - يَا حُمْرَانُ - لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ(٢) ، وَلَالِعُقُوبَةِ مَعْصِيَةٍ خَالَفُوا اللهَ فِيهَا ، وَلكِنْ لِمَنَازِلَ وَكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ أَرَادَ(٣) أَنْ يَبْلُغُوهَا ؛ فَلَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِيهِمْ(٤) ».(٥)

٦٨٤/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام بِمِنى عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلَامِ ، فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ(٦) : يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : « قُلْ كَذَا وَكَذَا ». قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْحَلَالُ وَهذَا(٧) الْحَرَامُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ ، وَأَنَّكَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ ، وَهذَا هُوَ الْكَلَامُ ، فَقَالَ لِي : « وَيْكَ(٨) يَا هِشَامُ ، لَايَحْتَجُّ اللهُ(٩) - تَبَارَكَ وَتَعَالى - عَلى خَلْقِهِ بِحُجَّةٍ لَايَكُونُ عِنْدَهُ كُلُّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ».(١٠)

٦٨٥/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في البصائر : + « من ذلك ».

(٢) « اقترفوه » ، أي عملوه واكتسبوه ، يقال : قَرَفَ الذنبَ وغيره يَقْرِفه قَرْفاً واقترفه ، أي اكتسبه ، والاقتراف : الاكتساب ، واقترف ذنباً ، أي أتاه وفعله. راجع :لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٨٠ ( قرف ).

(٣) في الوافي : + « الله ».

(٤) في « ض » : « بهم ».

(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ، ح ٧٤٤ من قوله : « فقال له حمران : جعلت فداك ، أرأيت ما كان من » إلى قوله : « وبعلمٍ صَمت مَن صَمَتَ منّا ».بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٢ ، ح ١١٧٤. (٦) في « ج » : « فأقول ».

(٧) في « ض ، بح ، بس » : - « هذا ».

(٨) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » : - « ويك ». وفيالوافي : « ويسك » ، وقال فيه : « ويس ، كلمة تستعمل في‌موضع رأفة واستملاح ، وليست هذه الكلمة في بعض النسخ ». وفي البصائر والأمالي : « وتشكّ ».

(٩) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والمرآة والبصائر والأمالي : « يحتجّ الله » بدون « لا ». وقال فيالوافي والمرآة : « يحتجّ الله » استفهام إنكار.

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ١٢٣ ، ح ٣ ، عن إبراهيم بن هاشم وفيه : « فقال لي : وتشكّ يا هشام ، من شكّ أنّ الله يحتجّ على خلقه بحجّة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله ».الأمالي للطوسي ، ص ٤٦ ، المجلس ٢ ، ح ٢٤ ، بسنده عن هشام بن الحكم.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧٣.

٦٥٣

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا وَاللهِ ، لَايَكُونُ عَالِمٌ(١) جَاهِلاً أَبَداً : عَالِماً بِشَيْ‌ءٍ ، جَاهِلاً بِشَيْ‌ءٍ ». ثُمَّ قَالَ : « اللهُ أَجَلُّ وَأَعَزُّ(٢) وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ يَحْجُبُ(٣) عَنْهُ عِلْمَ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ » ، ثُمَّ قَالَ : « لَا يَحْجُبُ ذلِكَ عَنْهُ(٤) ».(٥)

٤٩ - بَابُ أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لَمْ يُعَلِّمْ نَبِيَّهُ عِلْماً إِلَّا أَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وَأَنَّهُ كَانَ شَرِيكَهُ فِي الْعِلْمِ عليهما‌السلام

٦٨٦/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ جَبْرَئِيلَعليه‌السلام أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِحْدَاهُمَا ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَكَلَ نِصْفاً ، وَأَطْعَمَ عَلِيّاًعليه‌السلام نِصْفاً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ(٦) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : يَا أَخِي ، هَلْ تَدْرِي مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَمَّا الْأُولى فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَالْعِلْمُ ، أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ(٧) ».

فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، كَيْفَ كَانَ يَكُونُ شَرِيكَهُ فِيهِ؟ قَالَ : « لَمْ يُعَلِّمِ(٨) اللهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) قال فيالمرآة : « لايكون عالمٌ ، أي من وصفه الله في كتابه بالعلم ، أو عالم افترض الله على الناس طاعته ، أو من‌يستحقّ أن يسمّى عالماً. والأوسط أظهر ؛ بقرينة آخر الخبر ». وحمله المازندراني على الإمام المفترض الطاعة ؛ والفيض على العالم على الحقيقة.

(٢) في « ب » : « الله أعزّ وأجلّ وأعظم وأكرم ». وفي حاشية « بر » : + « وأعظم ». وفي حاشية « بس » : « الله أعظم‌وأكرم ».

(٣) في « بح » : « يحتجب ».

(٤) في « ف » : « عنه ذلك ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد قال : سمعت أباعبدالله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠١ ، ح ١١٧٢.

(٦) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٢٩٣. وفي المطبوع : - « له ».

(٧) في « ف » : + « قال ».

(٨) في « ب » والبصائر ، ص ٢٩٢ : « لا يعلم ».

٦٥٤

عِلْماً إِلَّا وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ عَلِيّاًعليه‌السلام ».(١)

٦٨٧/ ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُمَا ، فَأَكَلَ وَاحِدَةً ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطى عَلِيّاًعليه‌السلام نِصْفَهَا ، فَأَكَلَهَا ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، أَمَّا الرُّمَّانَةُ الْأُولَى الَّتِي أَكَلْتُهَا فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا شَيْ‌ءٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَهُوَ الْعِلْمُ ، فَأَنْتَ(٢) شَرِيكِي فِيهِ ».(٣)

٦٨٨/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام عَلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَلَقِيَهُ عَلِيٌّعليه‌السلام ، فَقَالَ : مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ اللَّتَانِ فِي يَدِكَ؟ فَقَالَ : أَمَّا هذِهِ فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ، وَأَمَّا هذِهِ فَالْعِلْمُ ، ثُمَّ فَلَقَهَا(٤) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطَاهُ نِصْفَهَا ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نِصْفَهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ ، وَأَنَا شَرِيكُكَ فِيهِ ».

قَالَ : « فَلَمْ يَعْلَمْ(٥) وَاللهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَرْفاً مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَّا وَقَدْ عَلَّمَهُ عَلِيّاًعليه‌السلام ، ثُمَّ انْتَهَى الْعِلْمُ إِلَيْنَا ».

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٢٩٢ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٢٩٣ ، ح ٤ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .وفيه أيضاً ، ص ٢٩٣ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٤ ، ح ١١٧٥.

(٢) في حاشية « ج » : « وأنت ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٢٩٣ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ؛وفيه ، ص ٢٩٣ ، ح ٥ ، بسنده عن ابن اُذينة ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٤ ، ح ١١٧٦ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ١٣٦ ، ح ١٧.

(٤) « فَلَقَها » ، أي شقّها. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٤٤ ( فلق ).

(٥) في « بف » : « فلم يعلّم » بالتشديد.

٦٥٥

ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدْرِهِ.(١)

٥٠ - بَابُ جِهَاتِ عُلُومِ الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام

٦٨٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَلِيٍّ السَّائِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « مَبْلَغُ عِلْمِنَا عَلى ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ : مَاضٍ ، وَغَابِرٍ(٢) ، وَحَادِثٍ ؛ فَأَمَّا(٣) الْمَاضِي ، فَمُفَسَّرٌ(٤) ؛ وَأَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَزْبُورٌ(٥) ؛ وَأَمَّا الْحَادِثُ ، فَقَذْفٌ(٦) فِي الْقُلُوبِ وَنَقْرٌ(٧) فِي الْأَسْمَاعِ وَهُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا ، وَلَانَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا(٨) ».(٩)

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٢٩٥ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٧٩ ، عن محمّد بن عبد الحميد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٥ ، ح ١١٧٧.

(٢) قال الجوهري : « غَبَرَ الشي‌ءُ يَغْبُرُ أي بقي ، والغابِر : الباقي ، والغابِر : الماضي ، وهو من الأضداد ». والمرادهنا : الأوّل بقرينة مقابلته بالماضي ، يعني ما تعلّق بالامور الآتية. وأمّا المازندراني فقال : « المراد به هنا الثاني ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٤ ( غبر ) ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٤٣ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٦. (٣) في « بح » ودلائل الإمامة : « وأمّا ».

(٤) في حاشية « ف » : « ففسّر ». وفي دلائل الإمامة : « فتفسيرٌ ».

(٥) « الـمَزْبُور » ، أي المكتوب بالإتقان. يقال : زَبَرتُ الكتابَ أزْبُرُه ، إذا أتقنتَ كتابته. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ( زبر ).

(٦) « القَذْفُ » : الرمي بقوّة. يقال : قَذَفَ في قلوبكم ، أي ألقى فيه وأوقع. والمراد هنا : من طريق الإلهام. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٩ ( قذف ).

(٧) « النَقْر » : الضرب والإصابة. يقال : نَقَرَهُ يَنْقُرُهُ نَقْراً : ضربه. ويقال : رَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَرَهُ ، أي أصابه ولم يُنْفِذْه. والمراد منه تحديث الملك. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ و ٢٣٠ ( نقر ).

(٨) قولهعليه‌السلام : « ولا نبيّ بعد نبيّنا » دفع توهّم من يتوهّم أنّ كلّ من قذف في قلبه ونقر في سمعه فهو نبيّ ، وذلك لأنّ الفرق بين النبيّ والمُحدَّث إنّما هو برؤية الملك وعدم رؤيته ، لا السماع منه. راجع :الشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٤٤ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٧.

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ؛وفيه ، ص ٣١٨ ، ح ١ ، بسنده عن =

٦٥٦

٦٩٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسى(١) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ ، قَالَ : « وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَمِنْ عَلِيٍّعليه‌السلام ».

قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِكُمْ(٢) ، وَيُنْكَتُ فِي آذَانِكُمْ(٣) ؟ قَالَ :

__________________

= محمّد بن إسماعيل ، عن الصادقعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩١٠ ، بثلاث طرق ، مع زيادة في أوّله وآخره.دلائل الإمامة ، ص ٢٨٦ ، وفيه : « قال عليّ بن محمّد السمري : كتبت إليه أسأله عمّا عندك من العلوم ، فوقّع : عِلمنا على ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ، ح ١١٧٨ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٤٢ ، ح ٥١ ؛ وج ٧٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧.

(١) لم نجد في هذه الطبقة : من يسمّى بعليّ بن موسى. والخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٣٢٦ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان. وهذا السند محرّف ، والصواب فيه : أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب وعليّ بن إسماعيل ؛ فقد وردت رواية أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب في مواضع منبصائر الدرجات - اُنظر على سبيل المثال ، ص ٤٠ ، ح ١١ ؛ وص ٤٥ ، ح ٧ ؛ وص ٦١ ، ح ٣ ؛ وص ٧٨ ، ح ٧ ؛ وص ١٠٥ ، ح ٨ ؛ وص ٢٠٦ ، ح ١٠ ؛ وص ٢١٢ ، ح ٢ - كما وردت رواية أحمد بن موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ، فيبصائر الدرجات ، ص ١٥٥ ، ح ١٢ ؛ وص ٣٨٤ ، ح ٤ - وهذا الخبر رواه الكليني فيالكافي ، ح ٦٩٤ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن عليّ بن إسماعيل - وص ٤٢٥ ، ح ١٠ ، وفيه : « حدّثنا موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ». لكن في بعض النسخ المعتبره : « حدّثنا أحمد بن موسى ».

هذا ، وأحمد بن موسى هو أحمد بن أبي زاهر موسى الأشعري ، وكان محمّد بن يحيى العطّار أخصّ أصحابه به. راجع :رجال النجاشي ، ص ٨٨ ، الرقم ٢١٥ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٦١ ، ح ٦٧.

ثمّ إنّ تصحيف إسماعيل بموسى بعد حذف الألف من إسماعيل ، كما كان هذا الأمر مرسوماً في الخطوط القديمة ، ليس ببعيد.

(٢) في « ألف ، و ، بر ، بس » وحاشية « ض ، بح » والبصائر ، ح ٣ وح ٥ : « قلوبهم ».

(٣) في « ألف ، ج ، و ، بر » وحاشية « ض ، بح ، بس » والبصائر ، ح ٣ و ٥ : « آذانهم ». و « يُنْكَتُ في آذانهم » ، أي يُضْرَبُ فيها ، من النّكْت ، وهو أن تَنْكُتَ الأرضَ بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ( نكت ).

٦٥٧

« أَوْ ذَاكَ(١) ».(٢)

٦٩١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : رُوِّينَا(٣) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ عِلْمَنَا غَابِرٌ(٤) ، وَمَزْبُورٌ ، وَنَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ ، وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ » ، فَقَالَ : « أَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَا تَقَدَّمَ مِنْ عِلْمِنَا ؛ وَأَمَّا الْمَزْبُورُ ، فَمَا يَأْتِينَا ؛ وَأَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ ، فَإِلْهَامٌ ؛ وَأَمَّا النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ ، فَأَمْرُ(٥) الْمَلَكِ ».(٦)

٥١ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام لَوْ سُتِرَ عَلَيْهِمْ لَأَخْبَرُوا كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ‌

٦٩٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج ، ف » : « أوَ » بأن تكون الهمزة للاستفهام. وفي البصائر ، ح ٣ و ٥ : « قال : ذاك وذاك ». وقوله : « أو ذاك » ، أي علمنا إمّا وراثة ، أو ذاك الذي ذكرت ؛ أو يكون « أو » بمعنى بل ، ردّاً لإنكاره ، أي بل ذاك ، أي الوراثة واقع ألبتّة ؛ أو يكون الألف للاستفهام ، أي أوَيكون ذلك ، على الإنكار للمصلحة ، والأوّل أظهر. ويحتمل أن يكون في الأصل : ذاك أو ذاك ، أو ذاك وذاك ، فسقط الأوّل من النسّاخ. راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٣٧.

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٢٦ - ٣٢٧ ، ح ٣ و ٥ ، بسندهما عن صفوان ، عن الحارث بن المغيرة ؛وفيه ، ص ٣٢٨ ، ح ٩ ، بسنده عن الحارث بن المغيرة.وفيه أيضاً ، ص ٣٢٦ ، ح ٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٣٢٧ ، ح ٨ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٧ ، ح ١١٨٠.

(٣) في « ف » : « إنّا روّينا ». وفيمرآة العقول : « روينا ، على المعلوم من باب ضرب ، أو المجهول من هذا الباب ، أوباب التفعيل. وعلى الأخير أكثر المحدّثين ». وفي الصحاح : « روّيته الشعر تروية ، أي حملته على روايته ، وأرويته أيضاً ».الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٦٤ ( روى ).

(٤) راجع ما تقدّم من شرح اللغات ذيل الحديث الأوّل والثاني من هذا الباب. والغابر هاهنا بمعنى الماضي كما فيالوافي ؛ ومرآة العقول . (٥) في البصائر : « فإنّه من » بدل « فأمر ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣١٨ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن الفضيل ، أو عمّن رواه عن محمّد بن الفضيل ، مع زيادة في آخره.الإرشاد ، ج ٢ ، ص ١٨٦ ، مرسلاً مع زيادة واختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ ، ح ١١٧٩.

٦٥٨

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « لَوْ كَانَ لِأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِيَةٌ(١) ، لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ(٢) ».(٣)

٦٩٣/ ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا بَصِيرٍ يَقُولُ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مِنْ أَيْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِيٍّعليه‌السلام مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَايَاهُمْ(٥) وَبَلَايَاهُمْ(٦) ؟

قَالَ(٧) : فَأَجَابَنِي - شِبْهَ الْمُغْضَبِ - : « مِمَّنْ(٨) ذلِكَ(٩) إِلَّا مِنْهُمْ(١٠) ؟! ».

فَقُلْتُ(١١) : مَا يَمْنَعُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟

قَالَ : « ذلِكَ(١٢) بَابٌ أُغْلِقَ إِلَّا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - فَتَحَ مِنْهُ‌

__________________

(١) « الأوكية » : جمع الوِكاء ، وهو الخيط الذي تُشَدّ به الصرّة والكيس وغيرها. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٢ ( وكي ). (٢) في المحاسن والبصائر ، ح ١ و ٢ و ٣ : - « وعليه ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٢٣ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد. وفيالمحاسن ، ص ٢٥٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٤ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ٤٢٢ ، ح ١ ، بسندهما عن عبد الواحد بن المختار ؛وفيه أيضاً ، ص ٤٢٣ ، ح ٣ ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن ضريس ، عن عبد الواحد بن المختار. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٣٧ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٩٧ ، المجلس ٧ ، ح ٣٨ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مع زيادة واختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٢ ، ح ١١٨٩.

(٤) روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان كُتُبَه ، وتكرّر هذا الارتباط في‌كثيرٍ من الأسناد. فالمراد بهذا الإسناد : عدّة من أصحابنا المذكور في صدر السند السابق. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢١٤ ، الرقم ٥٥٩.

(٥) « الـمَنايا » : جمع الـمَنيَّة ، وهي الموت ؛ من المَنْي بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص ، والمراد آجالهم. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٩٢ ( منى ).

(٦) « البلايا » : جمع البَليَّة ، وهي اسم من أبلاه وابتلاه ابتلاءً بمعنى امتحنه ، وكذلك البلاء والبَلْوى. راجع :المصباح المنير ، ص ٦٢ ( بلو ). (٧) في « ب » والبصائر ، ص ٢٦١ : - « قال ».

(٨) في « ج » وحاشية « بر ، بف » والبصائر ، ص ٢٦٠ وص ٢٦١ : « ممّ ».

(٩) في « ألف ، بح ، بس » : + « الأمر ». وفي « بر » والبصائر ، ص ٢٦١ : « ذاك ».

(١٠) في « ف ، بف » : « منه ». وقوله « ممّن ذلك إلّامنهم » ذلك مبتدأ ، ممّن خبره ، أي لم يكن ذلك إلّامنهم.

(١١) في الوافي : « قلت ».

(١٢) في « بف » والوافي : « ذاك ».

٦٥٩

شَيْئاً يَسِيراً » ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ أُولئِكَ كَانَتْ(١) عَلى أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِيَةٌ ».(٢)

٥٢ - بَابُ التَّفْوِيضِ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَإِلَى الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام فِي أَمْرِ الدِّينِ‌

٦٩٤/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ النَّحْوِيِّ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَدَّبَ(٣) نَبِيَّهُ عَلى مَحَبَّتِهِ ، فَقَالَ :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٤) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (٥) ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) ».(٦)

قَالَ(٧) : ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ فَوَّضَ إِلى عَلِيٍّ وَائْتَمَنَهُ ، فَسَلَّمْتُمْ وَجَحَدَ(٨) النَّاسُ ؛ فَوَ اللهِ لَنُحِبُّكُمْ(٩) أَنْ تَقُولُوا إِذَا قُلْنَا ، وَأَنْ(١٠) تَصْمُتُوا إِذَا صَمَتْنَا ، وَنَحْنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ مَا جَعَلَ اللهُ لِأَحَدٍ خَيْراً فِي خِلَافِ أَمْرِنَا ».(١١)

__________________

(١) في « ج ، بح ، بس » : « كان ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٢٦٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٢٦١ ، ح ٢ و ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٢ ، ح ١١٩٠.

(٣) تقول : أدَبْته من باب ضرب ، أي علّمته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق ، والأدب : اسم يقع على كلّ رياضة محمودة يتخرّج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل،وأدّبته تأديباً مبالغة وتكثير. راجع :المصباح المنير ،ص ٩(أدب).

(٤) القلم (٦٨): ٤.

(٥) الحشر (٥٩) : ٧.

(٦) النساء (٤) : ٨٠.

(٧) في « بس » والبحار والبصائر ، ص ٣٨٥ : - « قال ».

(٨) في « ف » : « فجحد ».

(٩) في « ف » : « لنحبّنّكم ». وفي المحاسن : « فبحسبكم ». وفي البصائر ، ص ٣٨٤ : « لحسبكم ».

(١٠) في البحار والمحاسن والبصائر ، ص ٣٨٤ ، وفضائل الشيعة : - « أن ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٤ ، ح ٤ ، بسنده عن عليّ بن إسماعيل.المحاسن ، ص ١٦٢ ، كتاب الصفوة ، =

٦٦٠

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722