الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291406 / تحميل: 10254
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

المصلحة وناجماً عن سوء تدبيره، وبالتالي كان ذنباً ومعصية، أو أنّ الآية خرجت لبيان أمر آخر ؟ والصحيح هو الثاني وإليك البيان:

إنّ دراسة الموضوع توقفنا على أنّ إذن رسول الله كان مقروناً بالمصلحة إذ لولاه فلا يخلوا حالهم بين أن يكونوا مطيعين أو عاصين، فلو أطاعوه وساهموا المسلمين لكان ضررهم أكثر من نفعهم لقوله سبحانه:( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إلّا خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) ( التوبة / ٤٧ ).

ولأجل أنّ ضررهم كان أكثر من نفعهم، أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا يشاركهم في الجهاد ولو طلبوا منه، قال سبحانه:( فَإِن رَّجَعَكَ اللهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ ) ( التوبة / ٨٣ ).

ولو خالفوا واثّاقلوا إلى الأرض لكان الفساد أعظم، لأنّ المخالفة الواضحة توجب تهبيط عظمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الأعين وربّما تتّخذ خطة عادية للمنافقين في مجالات اُخر.

ولأجل هذا لـمّا استأذنوا أذن لهم وما هذا إلّا دفعاً للفاسد أو الأفسد.

وبعبارة اُخرى: أنّهم كانوا عازمين على عدم الخروج مع المؤمنين لغزو الروم، بل كان لهم في غياب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تخطيط ومؤآمرة أبطله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بتخليف عليّعليه‌السلام مكانه كما هو مذكور في السيرة، قال سبحانه:( وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ) ( التوبة / ٤٦ ).

والآية صريحة في أنّهم كانوا عازمين على ترك الخروج وكان الإستئذان نوع تغطية لقبح عملهم فما كانوا يخرجون إلى الجهاد سواء أذن النبي ( صلى الله عليه وآله

٤٦١

وسلم ) أم لم يأذن، لكنصلى‌الله‌عليه‌وآله بإذنه حفظ مكانته ومنزلته بين المسلمين.

نعم، إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإذنه فوّت مصلحة اُخرىٰ وهو التعرّف على المؤمن وتمييزه عن المنافق، وتمحيص المطيع عن المتمرّد ولولاه لم يعرف الصديق من العدو عاجلاً.

وليس لحن الآية في مجال تفويت هذه المصلحة لحن العتاب والإعتراض، بل اُسلوبه اُسلوب عطف وحنان، وأشبه بإعتراض الولي الحميم على الصديق الوفي، إذا عامل عدوّه الغاشم بمرونة ولينة، فيقول بلسان الإعتراض: « لماذا أذنت له ولم تقابله بخشونة حتّى تعرف عدوّك من صديقك ومن وفّي لك ممّن خانك. على أنّه وإن فات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معرفة المنافق من هذا الطريق لكنّه لم يفته معرفته من طريق آخر، صرّح به القرآن في غير هذا المورد، فإن النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعرف المنافق وغيره من المؤمن من طريقين آخرين.

١ ـ كيفيّة الكلام، ويعبّر عنه القرآن بلحن القول وذلك إنّ الخائن مهما أصرّ على كتمان خيانته، تظهر بوادرها في ثنايا كلامه، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما أضمر أحد شيئاً إلّا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه » وفي ذلك يقول سبحانه:( وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) ( محمد / ٣٠ ).

٢ ـ التعرّف عليهم بتعليم منه سبحانه، قال:( مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ) ( آل عمران / ١٧٩ ) والدقّة في الآية تفيد بأنّ الله سبحانه يجتبي من رسله من يشاء ويطلعه على الغيب، ويعرف من هذا الطريق الخبيث ويميّزه عن الطيّب.

وعلى ذلك فلم يفت النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله شيء وإن فاتته

٤٦٢

معرفة المنافق من هذا الطريق ولكنّه وقف عليها من الطريقين الآخرين.

وعلى كل تقدير فاستئذان اُولوا الطول منهم لترك الخروج آية النفاق، كما أنّ مساهمتهم آية الإيمان، يقول سبحانه:( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ *رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ *لَٰكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ *أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( التوبة / ٨٦ ـ ٨٩ ).

نعم استثنىٰ سبحانه ذوي الأعذار وهم الضعفاء، والمرضى والفقراء، فإنّ هذه الأصناف الثلاثة لا حرج عليهم ولا إثم في قعودهم عن الجهاد الواجب، قال سبحانه:( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى المَرْضَىٰ وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا للهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا إلّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ *إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) ( التوبة / ٩١ ـ ٩٣ ).

الاعتذار بالخوف من نساء الروم

ثمّ إنّ بعضهم اعتذر بأنّه يخشىٰ من نساء بني الأصفر فقال: يا رسول الله: « إئذن لي ولا تفتني فو الله لقد عرف قومي أنّه ما من رجل بأشدّ عجباً بالنساء منّي وإنّي أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر » فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: لقد أذنت لك، فنزلت في حقّه هذه الآية:( وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) ( التوبة / ٤٩ ).

٤٦٣

والمراد أنّه انّما خشي الفتنة من نسائهم ولكن ما سقط فيه من الفتنة أكبر لتخلّفه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجزاؤه جهنّم(١) .

ثمّ خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المدينة وضرب عسكره على ثنية الوداع وخلّف عليّ بن أبي طالب ( رضوان الله عليه ) على أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلّفه إلّا إستثقالاً له وتخفّفاً منه، فلمّا قال ذلك المنافقون أخذ عليّ بن أبي طالب ( رضوان الله عليه ) سلاحه ثمّ خرج حتّى أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو نازل بالجرف، فقال: يا نبي الله، زعم المنافقون أنّك إنّما خلّفتني لأنّك استثقلتني وتخفّفت منّي، فقال: كذّبوا، ولكنّي خلّفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا عليُّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلّا أنّه لا نبي بعدي، فرجع عليٌّ إلى المدينة، ومضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على سفره(٢) .

حديث تخلّف الثلاثة

ثمّ إنّه تخلّف بعضهم لا عن نفاق بل عن توان وهم: كعب بن مالك ومرارة بن ربيع وهلال بن اُميّة. فلمّا قدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة جاءوا إليه واعتذروا فلم يكلّمهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقدّم إلى المسلمين بأن لا يكلّمهم أحد منهم، فهجرهم الناس حتى الصبيان، وجاءت نساؤهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلن له: يا رسول الله نعتزلهم ؟ فقال: لا ولكن لا يقربوكنّ، فضاقت عليهم المدينة فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وكان أهاليهم يجيئون لهم بالطعام ولا يكلّمونهم، فقال بعضهم لبعض: قد هجرنا الناس ولا يكلّمنا أحد منهم فهلّا نتهاجر نحن أيضاً، فتفرّقوا ولم يجتمع منهم اثنان وبقوا على ذلك خمسين

__________________

(١) السيرة النبوية: ج ٢ ص ٥١٦.

(٢) السيرة النبويّة: ج ٢ ص ٥٢٠.

٤٦٤

يوماً يتضرّعون إلى الله تعالى، فقبل الله توبتهم وأنزل فيهم هذه الآية(١) :

( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إلّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( التوبه / ١١٨ ).

والذي يستفاد من هذا القرار الحاسم الذي أصدره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في شأن اُولئك، أنّ الدواء الناجع لعلاج كل تصدّع يطرأ على الجبهة الإسلامية يتمثّل في فرض الحصار وتضييق الخناق على العدوّ ليستأصل كلّياً قبل استفحال أواره، ، واشتداد شوكته.

وبعبارة اُخرى: نستخلص درساً هامّاً لحياتنا في مستقبلها المصيري من موقف النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله هذا وهو أنّه كلّما شعرت القيادة الإسلامية بخطر يترقّب من أقلّية تسكن داخل البلاد الإسلامية، فإنّه يجب عليها أن تفرض عليها الحصار الإقتصادي وتستنهض عزائم المسلمين للمجابهة الصارمة مع اُولئك ليرتدعوا عن بكرة أبيهم عمّا كانوا عليه من شطط وإيذاء للمسلمين.

نرى في البلاد الإسلامية أقلّيات مذهبية من غير المسلمين وقد بلغوا الذروة في الثروة وجمع المال وامتصّوا دماء المسلمين في عقر دارهم، واستنفدوا قواهم وسخّروهم لصالح منافعهم الخاصّة على غفلة من أمرهم، وما هذه الظاهرة إلّا لأنّ الأكثرية صارت دمية بيد اُولئك لتشتّت المسلمين وإنقسامهم على أمرهم، فلو قام المسلمون بأعمال السياسة التي قام بها النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله في العام التاسع من الهجرة وضربوا الحصار على تلك الأقلّية بأن يقطعوا الأواصر الإقتصادية مع هؤلاء، لدحضت مخطّطاتهم ولردّ كيدهم إلى نحورهم.

__________________

(١) ونقله القمّي في تفسيره بصورة مفصّلة، ومن أراد فليرجع إلى ج ٢ ص ٢٧٨ ـ ٢٨٠، لاحظ مجمع البيان: ج ٣ ص ٧٩.

٤٦٥

هذا ما يرجع إلى الأقلّيات المذهبية في داخل البلاد الإسلامية وأمّا القوى الكافرة الخارجة عنها فيجب كبح جماحهم بشكل آخر وهو:

إنّ المسلمين اليوم يملكون زمام الطاقة الحياتية المتمثّلة في النفط والتي تمثّل عصب الحضارة الحديثة، فلو أنّهم امتنعوا عن إعطاء ثروتهم النفطية للقوى الكبرى، لتوقّفت واُصيبت الحياة الصناعية والإقتصادية بشكل رهيب. واضطرّت على أثرها للرضوخ للواقع والإعتراف بحقوق المسلمين المشروعة.

( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) والتفصيل موكول إلى محل آخر.

مسجد ضرار

كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على جناح السفر إلى تبوك إذ وفد جماعة من بني غنم ابن عوف وطلبوا منه أن يأتيهم ويصلّي في مسجدهم الذي بنوه في حيّهم وقالوا: إنّا بنينا مسجداً لذي العلّة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنّا نحب أن تأتينا فتصلّي فيه لنا وتدعوا بالبركة، فقال لهم: إنّي على جناح سفر ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله.

فلمّا انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تبوك وأراد الصلاة فيه نزلت عليه آية في شأن المسجد وهي:

( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إلّا الحُسْنَىٰ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ *لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ *أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ

٤٦٦

الظَّالِمِينَ *لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إلّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ( التوبة / ١٠٧ ـ ١٠٩ ).

وفي حقيقة الأمر كان إنشاء هذا البناء لأجل غاية خبيثة وأهداف مستبطنة منها بثّ الفرقة والشقاق بين صفوف المسلمين، ومنها جعل هذا المكان ملجأً لأبي عامر الراهب وهو من أشد محاربي الله ورسوله وكان من قصّته أنّه قد ترهّب في الجاهلية ولبس المسوح، فلمّا قدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة حسده وحزّب عليه الأحزاب ثمَّ هرب بعد فتح مكّة إلى الطائف فلمّا أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرج إلى الروم وتنصّر وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة الذي قتل مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في واقعة اُحد وكان جنباً فغسّلته الملائكة.

وسمّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا عامر: « الفاسق »، وقد كان أرسل إلى المنافقين أن استعدّوا وابنوا مسجداً فإنّي أذهب إلى قيصر وآتي من عنده بجنود واخرج محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة، فكان المنافقون يتوقّعون أن يجيئهم أبو عامر، فبنوا هذا المسجد لتلك الغاية.

فلمّا نزلت الآية أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عاصم بن عوف العجلاني ومالك بن الأخشم بهدم المسجد وتحريقه، وروي أنّه بعث عمّار بن ياسر ووحشي أن يحرقاه وأمر بأن يتّخذ كناسة يلقىٰ فيها الجيف.

وهذه المؤامرة لم تكن الاُولى في تاريخ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّ القوى الكافرة ما برحت تبذل جهودها في البلاد الإسلامية من خلال إنشاء المشاريع الخيرية كالكنائس والمستشفيات وملاجئ الأيتام ومعاهد التربية والتعليم لتأصيل بذور عوامل الإختلاف بين المسلمين، وتضعيف عقائدهم وافسادهم إلى حد تبلغ بهم فيه إلى مسخ شخصيتهم الإسلامية.

وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدل على أنّ المشاريع الخيرية أفضل وسيلة للنفوذ إلى أوساط المسلمين وتنفيذ مآربهم العدائية المحاكة ضدّهم.

٤٦٧

وفي الواقع أنّ الخطّة التي تنتهجها القوىٰ الكافرة غالباً للقضاء على الإسلام والمسلمين تكمن في إستغلال الصبغة الدينية التي تدين بها الشعوب الإسلامية لضرب الإسلام والإنسانية باسم الإسلام نفسه وتحت شعارات دينية تنبع من أهدافه في ظاهر أمرها.

وقعة تبوك:

فلمّا انتهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى تبوك أتاه صاحب أيله(١) وأهل جرباء وأذرح فأعطوه الجزية، فكتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم كتاباً، فأقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في تبوك بضعة عشر ليلة ولم يجد من العدو فيها أثراً فرجع إلى المدينة قافلاً.

تآمر المنافقين على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

روى المفسّرون أنّ اثني عشر رجلاً من المنافقين وقفوا على العقبة ليفتكوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند رجوعه من تبوك فأخبر جبرئيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك وأمره أن يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم، وعمّار كان يقود دابّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وحذيفة يسوقها، فقال حذيفة اضرب وجوه رواحلهم فضربها حتى نحّاهم، فلمّا نزل قال لحذيفة من عرفت من القوم ؟ قال: لم أعرف منهم أحداً، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّه فلان وفلان حتى عدّهم كلّهم، فقال حذيفة: ألا تبعث إليهم فتقتلهم ؟ فقال: أكره أن تقول العرب لـمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم(٢) .

روى الواقدي: لـمّا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض

__________________

(١) مدينة في فلسطين.

(٢) مجمع البيان: ج ٣ ص ٤٦.

٤٦٨

الطريق مكر به اُناس من المنافقين وائتمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق، فلمّا بلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه، فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خبرهم.

فقال للناس: اسلكوا بطن الوادي فإنّه أسهل لكم وأوسع، فسلك الناس بطن الوادي وسلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله العقبة وأمر عمّار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة يقودها وأمر حذيفة بن اليمان يسوق من خلفه، فبينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسير في العقبة إذ سمع حسيس القوم قد غشّوه، فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمر حذيفة أن يردّهم، فرجع حذيفة إليهم وقد رأوا غضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل يضرب وجوه رواحلهم بمحجن في يده، وظنّ القوم أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد اطّلع على مكرهم فانحطّوا من العقبة مسرعين حتّى خالطوا الناس.

وأقبل حذيفة حتّى أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فساق به، فلمّا خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من العقبة نزل الناس فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا حذيفة هل عرفت أحداً من الركب الذين رددتهم ؟ قال: يا رسول الله عرفت راحلة فلان وفلان وكان القوم متلثّمين فلم أبصرهم من أجل ظلمة الليل، فنزلت في حقّهم هذه الآية:

( يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ *وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ) ( التوبة / ٦٤ ـ ٦٥ )(١) .

__________________

(١) المغازي للواقدي: ج ٣ ص ١٠٤٢ ـ ١٠٤٣.

٤٦٩
٤٧٠

(١١)

البراءة من المشركين

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا فتح مكّة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة، وكانت سنّة العرب في الحج أنّه من دخل مكّة وطاف البيت في ثيابه لم يحلّ له امساكها، وكانوا يتصدّقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، فكان من وافىٰ مكّة يستعير ثوباً ويطوف فيه ثمّ يردّه، ومن لم يجد عارية ولا كراءً ولم يكن له إلّا ثوب واحد طاف بالبيت عرياناً.

فجاءت امرأة من العرب حسناء جميلة فطلبت ثوباً عارية أو كراءً فلم تجده، فقالوا لها: إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدّقي بها، فقالت: كيف أتصدّق وليس لي غيرها ؟ فطافت بالبيت عريانة، وأشرف لها الناس، فوضعت احدى يديها على قبلها والاُخرى على دبرها، وقالت شعراً:

اليوم يبدو بعضه أو كلّه

فما بدا منه فلا أحلّه

فلما فرغت من الطواف، خطبها جماعة، فقالت: إنّ لي زوجاً. وكانت سيرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل نزول سورة البراءة أن لا يقاتل إلّا من قاتله، ولا يحارب إلّا من حاربه وأراده، فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يقاتل أحداً قد تنحّىٰ عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة البراءة، وأمره بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله إلّا الذين قد عاهدهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكّة إلى مدّة، منهم: صفوان بن اُميّة وسهيل بن عمرو، فقال الله عزّ وجلّ:( بَرَاءَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ *فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) ثمّ يقتلون حيثما وجدوا بعد.

٤٧١

هذه أشهر السياحة: عشرين من ذي الحجة ومحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشراً من ربيع الآخر.

فلمّا نزلت الآيات من سورة البراءة دفعها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكّة ويقرأها على الناس بمنى يوم النحر، فلمّا خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا محمّد لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك.

فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنينعليه‌السلام في طلب أبي بكر، فلحقه بالروحاء وأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله أنزل الله فيّ شيئاً ؟ فقال: لا إنّ الله أمرني أن لا يؤدّي عني إلّا أنا أو رجل منّي(١) .

هذا مجمل ما روته الشيعة حول حادثة نزول السورة وهو بنفسه جاء في كتب أهل السنّة في مصادر جمّة من حديث وتفسير، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى تفسير الطبري والسيوطي في تفسير الآية، ولكن لإلقاء المزيد من الضوء على تلك الحادثة نبحث عن اُمور:

١ ـ لماذا لم يحجّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه في هذا العام ؟

روى المفسّرون أنّه أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تبوك فأراد الحج، فقيل له: إنّه يحضر المشركون فيطوفون عراة، فقال: لا أحبّ أن أحجّ حتّى لا يكون ذلك(٢) .

ويؤيّد ذلك قصة المرأة التي طافت بالبيت الحرام عريانة كما عرفت.

__________________

(١) تفسير القمي: ج ١ ص ٢٨١ ـ ٢٨٢.

(٢) تفسير الطبري: ج ١١ ص ٤٤.

٤٧٢

٢ ـ اختلفت الرواية في عدد الآيات التي بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاًعليه‌السلام بها ليقرأها يوم الحجّ الأكبر على المشركين ويرفع الأمان عنهم.

فقد روى الطبري عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا:

بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر أميراً على الموسم سنة تسع وبعث عليّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه بثلاثين أو أربعين آية من سورة براءة فقرأها على الناس يؤجّل المشركين أربعة أشهر يسيحون في الأرض، فقرأ عليهم براءة يوم عرفة أجّل المشركين عشرين من ذى الحجة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل وعشراً من ربيع الآخر(١) .

وروى السيوطي في الدر المنثور قال: أخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد السند وأبو الشيخ وابن مردويه عن عليٍّرضي‌الله‌عنه قال: لـمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا أبا بكر ليقرأها على أهل مكّة ثمّ دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر فحيث ما لقيته فخذ الكتاب منه(٢) .

روى البحراني في تفسيره عن مصادر وثيقة، روايات تنتهي إلى أبي هريرة وأنس وأبي رافع وزيد بن نفيع وابن عمر وابن عباس ـ واللّفظ للأخير: إنّه لـمّا نزل( بَرَاءَةٌ مِنَ الله وَرَسُولِهِ ) إلى تسع آيات أنفذ النبي أبا بكر إلى مكّة لأدائها، فنزل جبرئيل وقال: إنّه لا يؤدّيها إلّا أنت أو رجل منك، فقال النبي لعليٍّ: إركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر وخذ براءة منه(٣) .

والرواية الثانية والثالثة أوفق بمضمون الآيات وما يمس بالقضية لا يتجاوز الآية العاشرة وربّما تزيد قليلاً، مضافاً إلى أنّ الرواية الاُولى فيها من الشذوذ ما لا يخفى، وسيوافيك أنّ عليّاًعليه‌السلام قد قرأ يوم النحر لا يوم عرفة وأنّه رفع الأمان عن

__________________

(١) نفس المصدر السابق.

(٢) الدر المنثور: ج ١٠ ص ١٢٢.

(٣) تفسير البرهان: ج ٢ ص ١٠٥.

٤٧٣

المشركين منذ يوم التلاوة وكان يوم العاشر من ذي الحجة لا العشرين منه.

وإليك الآيات العشر الواردة في شأن تلك القصة نسوقها إليك لتقف عن كثب على مضمونها وما ورد فيها حول تلك الحادثة:

قال عزّ من قائل:( بَرَاءَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ *فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ *وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إلّاالَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ *فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ *كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إلّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ *كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إلّا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ *اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلّا وَلا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ المُعْتَدُونَ ) ( براءة / ١ ـ ١٠ ).

٣ ـ لماذا عزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر عن مهمّة التبليغ:

قد تضافرت النصوص على أنّه لـمّا نزلت عشر آيات من أوّل سورة براءة دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر ليقرأها على أهل مكّة ثّم دعا عليّاًعليه‌السلام فقال له: أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم، فخرج عليٌّعليه‌السلام من المدينة فلحق أبا بكر في الجحفة وأخذ

٤٧٤

الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى المدينة مستاءً فقال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنزل فيّ شيء ؟ قال: لا، ولكن جبرئيل جاءني فقال: لن يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك(١) .

وهناك صور اُخرى للحديث يقرب بعضها من بعض ويتّحد الكل في إفادة معنى واحد لمضمون القصّة.

قال البغوي في تفسيره: لـمّا كانت سنة تسع وأراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحج قيل له: إنّه يحضر المشركون فيطوفون عراة، فبعث أبا بكر تلك السنة أميراً على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم، ثمّ بعث بعده عليّاً ( كرم الله وجهه ) على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذّن بمكّة ومنىٰ وعرفة: أن قد برئت ذمة الله وذمّة رسوله من كلّ مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله بأبي أنت واُمّي أنزل في شأني شيء ؟ قال: لا، ولكن لا ينبغي لأحد أن يبلّغ هذا إلّا رجل من أهلي(٢) .

وعند الرجوع إلى طرق وأسانيد هذه القصة في المجامع الحديثية والتفسيرية المهمّة يظهر بجلاء وجود تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع القصة أعني استرداد الآيات من أبي بكر وتشريف أمير المؤمنين بتبليغها ونزول الوحي المبيّن بأنه لا يبلّغ عنه إلّا هو أو رجل من أهل بيته وإن اشتملت القصة على بعض الخصوصيّات التي تفرّد بها بعض الطرق والمتون(٣) .

__________________

(١) الدر المنثور: ج ٣، ص ٢٠٩، كنز العمال: ج ١ ص ٢٤٧، تاريخ ابن كثير: ج ٥ ص ٣٨.

(٢) تفسير البغوي: ج ٢ ص ٢٦٧.

(٣) وقد جمع العلاّمة الأميني كافة صور الحديث بطرقه المختلفة المسندة منها والمرسلة في موسوعته الثمينة الغدير ونقله عن ثلاثة وسبعين محدّثاً ومفسّراً ومؤرّخاً لاحظ: ج ٦ ص ٣٣٨ ـ ٣٥٠.

٤٧٥

وإلى تلك الفضيلة يشير شمس الدين المالكي ( ت ٧٨٠ ه‍ ) في قصيدته:

وإنّ عليّاً كان سيف رسوله

وصاحبه السامي لمجد مشيّد

إلى أن قال:

وأرسله عنه الرسول مبلّغاً

وخصّ بهذا الأمر تخصيص مفرد

وقال هل التبليغ عنّي ينبغي

لمن ليس عن بيتي من القوم فاقتد(١)

وحينئذ يأتي الكلام على الوازع الذي دفع الوحي الإلهي إلى عزل أبي بكر وتنصيب عليّعليه‌السلام مكانه فقد ذكرت في المقام وجوه نشير إليها:

١ ـ ما ذكره الآلوسي في روح المعاني بقوله: ليس في شيء من الروايات ما يدلّ على أنّ عليّاًعليه‌السلام هو الخليفة بعد رسول الله دون أبي بكر، وقوله: « لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي » سواء كان بوحي أو جار على عادة العرب أن لا يتولّى تقرير العهد ونقضه إلّا رجل من الأقارب لتنقطع الحجّة بالكلّية(٢) .

ويؤاخذ عليه:

أوّلاً: بأنّ النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله برّر عزل أبي بكر بأنّه نزل جبرئيل على « أنّه لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك » ولو كانت لما ذكره القائل مسحة من الحق لكان على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقول السنّة الجارية عند العرب هي أن لا ينقض العهد إلّا عاقده أو رجل من أهل بيته، مع إنّا نرى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يذكره أبداً.

وثانياً: إنّ ابن كثير لم يذكر لتلك السنّة العربية مصدراً ولا خبراً عنها في أيّامهم ومغازيهم، ولو صحّت السنّة لكانت سنّة عربيّة جاهليّة فما وزنها في الإسلام ؟ وما

__________________

(١) نفح الطيب: ج ٤ ص ٦٠٣.

(٢) روح المعاني: ج ١٠ ص ٤٥، وقد أخذه عن تفسير ابن كثير: ج ٢، ص ٣٣١.

٤٧٦

هي قيمتها عند النبي ؟ وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله كان ينسخ كل يوم سنّة جاهليّة وينقض كل حين عادة قوميّة، وقد قال يوم فتح مكّة: « ألا إنّ كلّ مأثرة أو دم أو مال يدّعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج »(١) .

وثالثاً: لو افترضنا أنّ هذه السنّة كانت سنّة عربيّة محمودة فهل كان رسول الله ذاهلاً عنها وناسياً لها حين سلّم الآيات بيد أبي بكر وأرسله وخرج إلى طريق مكّة ؟ فعندما كان في بعض الطريق ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما نسيه أو ذكّره بعض من كان عنده بما أهمله وذهل عنه من أمر كان الواجب مراعاته، مع أنّ هذه السنّة لو كانت رائجة لما كان للنبي ولمن حوله أن يغفلوا عنها ثم يتذكّروها، فهل الذهول عنها إلّا كذهول المقاتل عن سلاحه والحارس عن حربته ؟

ورابعاً: إنّ عليّاًعليه‌السلام لم يبعث لمجرّد نقض العهد وحده، وإنّما بلّغ أحكاماً لم تكن داخلة في ضمن العهد، فقال: « يا أيّها الناس لا يحجّ بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عند رسول الله عهد فهو له إلى مدّته الخ »(٢) .

وبالجملة فلم تكن رسالة الإمام عليّعليه‌السلام مقصورة على مجرّد تلاوة طائفة من سورة براءة بل تعدّت إلى تبليغ أحكام قرآنية اُخرى نزل بها جبرئيل عن الله سبحانه على رسوله حيث أخبر فيها بأنّه « لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ».

هذا هو التبرير الذي إرتآه ابن كثير وجنح إليه الآلوسي في تفسيره.

وهناك زمزمة اُخرى تفوّه بها صاحب المنار واستحسنها شلتوت في تفسيره حيث قال الأوّل: « إنّ الصدّيق كان مظهراً لصفة الرحمة والجمال وكان عليٌّ أسد الله ومظهر جلاله، ولأجل ذلك فوّض إليه نقض عهد الكافرين الذي هو من آثار الجلال وصفات القهر، فكان هناك عينين فوّارتين يفور من أحدهما صفة الجمال ومن

__________________

(١) السيرة النبوية لابن هشام: ج ٢ ص ٤١٢.

(٢) السيرة النبوية لابن هشام: ج ٢ ص ٥٤٦.

٤٧٧

الاُخرى صفة الجلال في ذلك المجمع العظيم الذي كان أنموذجاً للحشر ومورداً للمسلم والكافر »(١) .

وصاحب المنار عندما ينقله عن بعض أهل السنّة يعود فينتقده بقوله: « ولا يخفى حسنه لو لم يكن في البين تعليل النبي فإنّه علّل تبليغ عليٍّ، نبذ العهود عنه بكونه من أهل بيته وهو ينافي أن تكون النكتة المذكورة علّة، فهو لا يأبى أن تكون حكمة ».

وصاحب المنار وإن أتى ببعض الحقّ ولكن غفل عن البعض الآخر وهو أنّ أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكونوا منحصرين في عليّ وحده، بل كانوا عدّة كثيرة كعمّه العباس وأبناء أبي طالب كطالب وعقيل وغيرهم، فلماذا ـ يا تري ـ اختار عليّاً وحده من دونهم ؟

والحق أن يقال: إنّ عزل أبا بكر ونصب عليّ مكانه لم يكن إلّا لأمر سياسى ودينى يتلخّص في الأمر التالي:

وهو أنّ نقض وإبرام المواثيق والعهود من الاُمور الحكومية التي يمارسها الحاكم المدني أو الشرعي ولا يحق لغيره التدخّل فيها، فالنبي الأكرم نوّه بعمله هذا إلى أنّ الإنسان اللائق بهذه المهام في حياته ـ وبطريق أولى بعد وفاته ـ هو عليٌّ بلا منازع، الذي هو منه(٢) فهو اللائق والمسؤول بحكم النيابة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للتصدّي لشؤون الخلافة والحكومة ولا يختصّ شأن عليٍّ بالاُمور السياسية وحده بل هو المبلّغ لأحكام شرعيّة لم يبلّغه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأجل ظروف قاسية فهو الزعيم للاُمّة في الاُمور السياسية والشرعية.

ومن العجب العجاب ما يرى من تساهل الرواة والمؤرّخون في نقل هذه الفضيلة، ونسوق إليك بعض الصور المختلفة لهذه القصّة في كتب الحديث:

__________________

(١) تفسير المنار: ج ١٠ ص ١٩٣، تفسير القرآن المجيد للشيخ محمود شلتوت ص ٦١٥.

(٢) نظير ذلك ما ورد في آية المباهلة حيث قال سبحانه:( تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وابْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وانْفُسَنَا وانْفُسَكُمْ) ( آل عمران / ٦١ ).

٤٧٨

١ ـ ما يحكى أنّ عليّاً اختصّ بتأدية براءة واُخرى تدلّ على أنّ أبا بكر شاركه فيه، واُخرى تدلّ على أنّ أبا هريرة شاركه في التأدية، ورجال آخرون لم يسمّوا في الروايات.

٢ ـ ما يدل على أنّ الآيات كانت تسع آيات، واُخرى عشراً، واُخرى ستّة عشر، واُخرى ثلاثين، واُخرى ثلاثاً وثلاثين، واُخرى سبعاً وثلاثين، واُخرى أربعين، واُخرى سورة براءة.

٣ ـ ما يدلّ على أنّ أبا بكر ذهب لوجهه أميراً على الحاج، واُخرى على أنّه رجع وأوّله بعضهم كابن كثير أنّه رجع بعد إتمام الحج، وآخرون أنّه رجع ليسأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن سبب عزله، وفي رواية أنس أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر ببراءة ثمّ دعاه فأخذها منه.

٤ ـ ما يدل على أنّ الحجّة وقعت في ذي الحجّة وإنّ يوم الحجّ الأكبر تمام أيّام تلك الحجّة أو يوم عرفة أو يوم النحر أو اليوم التالي ليوم النحر أو غير ذلك، واُخرى أنّ أبا بكر حجّ في تلك السنة في ذي القعدة.

٥ ـ ما يدل على أنّ أشهر السياحة تأخذ من شوال، واُخرى من ذي القعدة واُخرى من عاشر ذي الحجّة، واُخرى من الحادي عشر من ذي الحجّة وغير ذلك.

٦ ـ ما يدل على أنّ الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجّة والمحرّم من تلك السنة، واُخرى على أنّها أشهر السياحة تبتدئ من يوم التبليغ أو يوم النزول(١) .

٤ ـ مبدأ أمد الهدنة:

إنّ الله سبحانه ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد رفعا الأمان عن المشركين الناقضين للعهود إلّا أنّه تمّ إمهالهم مدّة أربعة أشهر وحيث قال سبحانه:

__________________

(١) الميزان: ج ٩ ص ١٧٥، ولاحظ تفسير الطبري: ج ٩ ص ٤٢.

٤٧٩

( فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ *وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( براءة / ٢ و ٣ ).

وأمّا مبدأ هذه الهدنة هو يوم الحجّ الأكبر الذي هو يوم الإبلاغ والإنذار.

والأوفق بسماحة الإسلام أن يبتدأ أمدها من حين الإعلان والإنذار لا من حين إنشاء الحكم الذي ربّما يتقدّم على إعلامه.

فإذا فرضنا أنّ يوم الحجّ الأكبر هو يوم النحر العاشر من ذى الحجّة كان آخر الأمد هو العاشر من ربيع الآخر.

وأمّا من جعل مبدأ الإنذار يوم العشرين من ذى القعدة فعليه تنتهي الهدنة بمرور عشرين يوماً من ربيع الأول يتوقف.

وعند ذلك يتوجّه سؤال وهو: أنّه إذا كان نهاية الأمد هو العاشر أو العشرين من ربيع الآخر فكان يجب على المسلمين الصبر حتّى ينتهي ذلك الأمر مع أنّه سبحانه يأمر بقتلهم عند انسلاخ الأشهر الحرم أي في نهاية محرّم الحرام وإطلالة شهر صفر، قال سبحانه:

( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( التوبة / ٥ ).

والجواب عن ذلك: إنّ المراد من الأشهر الحرم هي الأشهر الأربعة الواردة في الآية المتقدّمة التي حرّم الله سبحانه قتال المشركين فيها وتبتدئ من يوم النحر وتنتهي في يوم العاشر من ربيع الآخر، واللام في الأشهر الحرم للعهد الذكري إشارة إلى الأربعة المذكورة في الآية المتقدّمة، وليس المراد منه الأشهر الحرم المعروفة التي حرّم فيها الحرب في الإسلام وما قبله بل تمتد جذوره إلى عهد الأنبياء السالفين لأنّه

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

* عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ(١) ، ثُمَّ ذَكَرَ(٢) نَحْوَهُ.(٣)

٦٩٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ(٤) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَشْيَمَ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَخْبَرَهُ بِهَا ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَ بِهِ(٥) الْأَوَّلَ ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ(٦) مَا شَاءَ اللهُ حَتّى كَأَنَّ قَلْبِي يُشْرَحُ(٧) بِالسَّكَاكِينِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : تَرَكْتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَايُخْطِئُ فِي الْوَاوِ وَشِبْهِهِ ، وَجِئْتُ إِلى هذَا يُخْطِئُ هذَا الْخَطَأَ كُلَّهُ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ‌

__________________

= ح ١١١ ، إلى قوله : « ونحن فيما بينكم وبين الله » ؛بصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٧ وفيه إلى قوله : « فوّض إلى عليّ وائتمنه » ؛فضائل الش يعة ، ص ٣٤ ، ح ٣٠ ، وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن عاصم بن حميد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ح ٢٠٣ ، عن أبي إسحاق النحوي.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٤ ، ح ١١٩١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٣ ، ح ٣٣٢٣٤ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٣ ، ح ١.

(١) في « ب » : « قال ».

(٢) في « ف » : « ذكره ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٤ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد ؛الاختصاص ، ص ٣٣٠ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.الوافي ، ج ٢ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٢.

(٤) هكذا في « بف ». وفي « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « بكّار بن بكر ». وفي « ج » : « بكّار بن بكير ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن بكّار بن أبي بكر. والمذكور فيرجال الطوسي أيضاً ، ص ١٧١ ، الرقم ١٩٩٨ ، هو بكّار بن أبي بكر الحضرمي ، ووردت رواية يونس [ بن عبد الرحمن ] عن بكّار بن أبي بكر الحضرمي فيالمحاسن ، ص ٣٢٠ ، ح ٥٥ ؛ وعلل الشرائع ، ص ١٤٩ ، ح ٩.

(٥) في « ألف ، ب ، بح ، بس ، بف » والبحار : - « به ». وفي « ف » : « بها ».

(٦) في « ب ، بف » : + « شي‌ء ».

(٧) « يُشْرَحُ » ، من الشَرْح ، وهو قطع اللحم عن العضو قطعاً ، أو قطع اللحم على العظم قطعاً ، أو قطع اللحم طولاً ، والتشريح مبالغة وتكثير. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٩٧ ؛المصباح المنير ، ص ٣٠٨ ( شرح ).

٦٦١

مَا أَخْبَرَنِي وَأَخْبَرَ صَاحِبَيَّ(١) ، فَسَكَنَتْ نَفْسِي ، فَعَلِمْتُ أَنَّ ذلِكَ مِنْهُ تَقِيَّةٌ(٢) .

قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ لِي(٣) : « يَا ابْنَ أَشْيَمَ ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَوَّضَ إِلى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَعليه‌السلام ، فَقَالَ :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٤) ، وَفَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِعليه‌السلام ، فَقَالَ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَمَا فَوَّضَ إِلى رَسُولِ اللهِ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَدْ فَوَّضَهُ(٦) إِلَيْنَا».(٧)

٦٩٦/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ(٨) أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِعليه‌السلام (٩) أَمْرَ خَلْقِهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .(١٠)

٦٩٧/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :

__________________

(١) هكذا في « و ، بح ، بس » ومرآة العقول. ويقتضيه المقام. وظاهر المطبوع وغير النسخ المذكورة ممّا قوبلت : « صاحِبِي ».

(٢) في البصائر ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ : « عنه تعمد » بدل « منه تقيّة ».

(٣) في « ف ، بح » والبصائر ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ : - « لي ».

(٤) ص (٣٨) : ٣٩.

(٥) في « بح ، بس » : « رسوله ».

(٦) في « ب » : « فوّض ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٥ ، ح ٨ ، عن إبراهيم بن هاشم.وفيه ، ص ٣٨٣ ، ح ٢ ؛ وص ٣٨٦ ، ح ١١ ؛ والاختصاص ، ص ٣٣٠ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٨ ، ح ١١٩٦ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٥٠ ، ح ٨٢. (٨) في الوافي : « أنّه سمع » بدل « قال سمعتُ ».

(٩) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٧٩ ، ح ٧ ؛ وص ٣٨٠ ، ح ١٠ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٣ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٢.

٦٦٢

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ(١) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَدَّبَ(٢) نَبِيَّهُ ، فَأَحْسَنَ أَدَبَهُ ، فَلَمَّا(٣) أَكْمَلَ لَهُ الْأَدَبَ ، قَالَ :( إِنَّكَ (٤) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٥) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَ الدِّينِ وَالْأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ(٦) ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كَانَ مُسَدَّداً(٧) مُوَفَّقاً ، مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ ، لَا يَزِلُّ وَلَايُخْطِئُ فِي شَيْ‌ءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِهِ الْخَلْقَ ، فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ اللهِ.

ثُمَّ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَرَضَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ ، فَأَضَافَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، وَإِلَى الْمَغْرِبِ رَكْعَةً ، فَصَارَتْ عَدِيلَ(٨) الْفَرِيضَةِ ، لَا يَجُوزُ تَرْكُهُنَّ إِلَّا فِي السَّفَرِ(٩) ، وَأَفْرَدَ الرَّكْعَةَ فِي الْمَغْرِبِ فَتَرَكَهَا قَائِمَةً فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ كُلَّهُ ، فَصَارَتِ الْفَرِيضَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.

ثُمَّ سَنَّ(١٠) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله النَّوَافِلَ أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ رَكْعَةً مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ ذلِكَ ، وَالْفَرِيضَةُ وَالنَّافِلَةُ إِحْدى وَخَمْسُونَ رَكْعَةً ، مِنْهَا رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ(١١)

__________________

(١) « قيس الماصر » من المتكلّمين ، تعلّم الكلام من عليّ بن الحسينعليهما‌السلام وصحب الصادقعليه‌السلام ، وهو من أصحاب‌مجلس الشامي.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٧. (٢) تقدّم معنى التأديب ذيل الحديث ١ من هذا الباب.

(٣) في « ف » : + « أن ».

(٤) في « ف » والبحار : « إِنَّكَ ».

(٥) القلم (٦٨) : ٤.

(٦) « ليَسوس عباده » ، أي يتولّى أمرهم ويقوم عليه بما يُصْلِحُه ، من السياسة بمعنى تولّي الاُمور والقيام على ‌الشي‌ء بما يُصْلِحُه. راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٠٨ ( سوس ).

(٧) « مُسَدَّداً » ، قال الجوهري : التسديد : التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل ، ورجل‌مُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( سدد ).

(٨) في البحار « عديلة » وهو الأنسب.

(٩) هكذا في « ج ، ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وباقي النسخ : « سفر ».

(١٠) « سَنَّ » ، أي بيّن ، يقال : سنّ الله تعالى سنّةً للناس : بيّنها ، وسنّ الله تعالى سنّةً ، أي بيّن طريقاً قويماً. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٢٥ ( سنن ).

(١١) قال الخليل : « العَتَمَة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشَفَق. أعتم القوم ، إذا صاروا في ذلك الوقت ؛ =

٦٦٣

جَالِساً تُعَدَّانِ(١) بِرَكْعَةٍ مَكَانَ الْوَتْرِ.

وَفَرَضَ اللهُ فِي السَّنَةِ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَسَنَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَوْمَ(٢) شَعْبَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ ذلِكَ.

وَحَرَّمَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْخَمْرَ بِعَيْنِهَا ، وَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمُسْكِرَ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ(٣) .

وَعَافَ(٤) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَشْيَاءَ وَكَرَّهَهَا(٥) ، لَمْ يَنْهَ(٦) عَنْهَا نَهْيَ حَرَامٍ ، إِنَّمَا نَهى عَنْهَا نَهْيَ إِعَافَةٍ(٧) وَكَرَاهَةٍ ، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا ، فَصَارَ الْأَخْذُ بِرُخَصِهِ(٨) وَاجِباً عَلَى الْعِبَادِ كَوُجُوبِ مَا يَأْخُذُونَ بِنَهْيِهِ وَعَزَائِمِهِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِيمَا نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ حَرَامٍ ، وَلَافِيمَا أَمَرَ بِهِ أَمْرَ فَرْضٍ لَازِمٍ ، فَكَثِيرُ الْمُسْكِرِ مِنَ الْأَشْرِبَةِ(٩) نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ‌

__________________

= وعَتّموا تعتيماً : ساروا في ذلك الوقت ، وأوردوا أو أصدروا في تلك الساعة ». وقال الجوهري : « العَتَمة : وقت صلاة العشاء ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١١٣٦ ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٩ ( عتم ).

(١) هكذا في « ب » واستصوبه السيّد بدرالدين في حاشيته ، ص ١٨١ ؛ وهو الأنسب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تعدّ » وله وجه مذكور في المرآة. (٢) في « ض » : + « شهر ».

(٣) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ض ، ف » والمطبوع : + « كلّه ».

(٤) في « ج » : « أعاف ». و « عافَ » ، أي كره ، يقال : عافَ الرجلُ الطعامَ أو الشراب يَعافُهُ عِيافاً ، أي كرهه فلم يشربه‌فهو عائِف. فكذلك أعافه. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٠٨ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٠ ( عيف ).

(٥) هكذا في « ب ، ج ، و ، بح ، جل ، جو » ، أي بالتضعيف ، وهو الأنسب وإلّايلزم التكرار.

(٦) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » والبحار. وفي « بر » والمطبوع : « ولم ينه ».

(٧) في البحار : « عافة ». وفيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٢ : « لمّا كان أعاف أيضاً بمعنى عاف ، أتى بالمصدر هكذا ، وفي بعض النسخ : عافة ، وكأنّه تصحيف عيافة ، أو جاء مصدر المجرّد هكذا أيضاً ».

(٨) في « ب ، بر ، بف » : « برخصته ». وفي البحار : « برخصة ».

(٩) يستفاد من فحوى قولهعليه‌السلام : « فكثير المسكر من الأشربة » عدم حرمة القليل منها ، واختصاصها بالخمر فقط ، وليس كذلك بل القليل منها ، فلعلّ اكتفاءه.عليه‌السلام بذكر الكثير لعدم احتمال حرمة القليل عند المخاطب ؛ لكونه من المخالفين المستحلّين للقليل. أو الدلالة على عدم حرمة القليل بمفهوم اللقب ، وهو ليس بحجّة اتّفاقاً. راجع :شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٥٠ ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٧.

٦٦٤

حَرَامٍ ، لَمْ(١) يُرَخِّصْ فِيهِ لِأَحَدٍ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِأَحَدٍ تَقْصِيرَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ضَمَّهُمَا إِلى مَا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، بَلْ أَلْزَمَهُمْ ذلِكَ إِلْزَاماً وَاجِباً ، لَمْ يُرَخِّصْ لِأَحَدٍ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ ذلِكَ إِلَّا لِلْمُسَافِرِ ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُرَخِّصَ(٢) مَا(٣) لَمْ يُرَخِّصْهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَوَافَقَ أَمْرُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَهْيُهُ نَهْيَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَوَجَبَ عَلَى الْعِبَادِ التَّسْلِيمُ لَهُ كَالتَّسْلِيمِ لِلّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ».(٤)

٦٩٨/ ٥. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَمْرَ خَلْقِهِ ؛ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ » ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .(٥)

* مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، مِثْلَهُ.

٦٩٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ‌

__________________

(١) في الوسائل ، ج ٤ : « ولم ».

(٢) هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل ، ج ٤ والبحار. وفي « ف » والمطبوع : + « شيئاً ».

(٣) في « ض » : « فيما ». وفي « ف » : « ممّا ». وفي الوافي : - « ما ».

(٤)الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة النوافل ، ح ٥٥٥٢. وفيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ٤ ، ح ٢ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ٧٧٢ ، عن الكليني ، وفي كلّها من قوله : « الفريضة سبع عشرة ركعة » إلى قوله : « بعد العتمة جالساً » مع اختلاف في الألفاظ.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٦ ، ح ١١٩٥ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٣ ؛الوسائل ، ج ٤ ، ص ٤٥ ، ح ٤٤٧٤ ، وفيه من قوله : « إنّ الله عزّ وجلّ فرض الصلاة ركعتين ركعتين » ؛ وج ١٠ ، ص ٤٨٧ ، ح ١٣٩١٧ ، من قوله : « وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان » ، إلى قوله : « فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك » ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٢٥ ، ح ٣٢٠٢٦ ، من قوله : « حرّم الله الخمر بعينها » إلى قوله : « لم يرخّص فيه لأحد ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٧٨ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عبد الجبّار.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ذيل ح ١١٩٣ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٤ ، ح ٢.

٦٦٥

عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَدَّبَ(١) نَبِيَّهُصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، فَلَمَّا انْتَهى بِهِ(٣) إِلى مَا أَرَادَ ، قَالَ لَهُ :( إِنَّكَ (٤) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ، فَفَوَّضَ إِلَيْهِ دِينَهُ ، فَقَالَ :( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وَإِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَرَضَ الْفَرَائِضَ ، وَلَمْ يَقْسِمْ لِلْجَدِّ شَيْئاً ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَطْعَمَهُ السُّدُسَ ، فَأَجَازَ اللهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - لَهُ ذلِكَ ؛ وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٥) ».(٦)

٧٠٠/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « وَضَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله دِيَةَ الْعَيْنِ وَدِيَةَ النَّفْسِ ، وَحَرَّمَ النَّبِيذَ وَكُلَّ مُسْكِرٍ».

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَضَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ جَاءَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ؟

قَالَ(٧) : « نَعَمْ ، لِيُعْلَمَ مَنْ يُطِيعُ(٨) الرَّسُولَ مِمَّنْ(٩) يَعْصِيهِ ».(١٠)

٧٠١/ ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي نَوَادِرِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

__________________

(١) تقدّم معنى التأديب ذيل ح ١ من هذا الباب.

(٢) في « ب ،ج، و، ض، بح، بس، بف »:«عليه‌السلام ».

(٣) فيمرآة العقول : « الباء للتعدية ، أي أوصله إلى ما أراد من الدرجات العالية والكمالات الإنسانيّة ».

(٤) في « ف » والبحار : « وَإِنَّكَ ».

(٥) ص (٣٨) : ٣٩.

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٣٧٩ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٨ ، ح ١١٩٧ ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٥ ، ح ٤.

(٧) في « ب ، بف » وشرح المازندراني والوافي والوسائل : « فقال ».

(٨) في المطبوع والمرآة والبصائر : « من يطع ».

(٩) في حاشية «ج ، ض، ف،بس » والبصائر: « ومن ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٨١ ، ح ١٤ ، بسنده عن حمّاد بن عثمان.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١١٩٨ ؛الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ٣٥٤ ، ح ٣٢١٠٩ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٥.

٦٦٦

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا وَاللهِ ، مَا فَوَّضَ(١) اللهُ إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَإِلَى الْأَئِمَّةِعليهم‌السلام ، قَالَ اللهُ(٢) عَزَّ وَجَلَّ :( إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ) (٣) ، وَهِيَ جَارِيَةٌ فِي الْأَوْصِيَاءِعليهم‌السلام ».(٤)

٧٠٢/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ :

__________________

(١) راجع ما تقدّم ذيل الحديث ٥ من هذا الباب.

(٢) هكذا في « ألف ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : - « الله ».

(٣) النساء (٤) : ١٠٥.

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٦ ، ح ١٢.الاختصاص ، ص ٣٣١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٥ ، ح ١١٩٤ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٦.

(٥) المعروف باسم الحسن بن زياد في الرواة اثنان : الأوّل : الحسن بن زياد العطّار الطائي. وهو متّحد مع الحسن بن زياد الضبي الكوفي. الثاني : الحسن بن زياد الصيقل. وهما من أصحاب الصادقعليه‌السلام . بل عُدَّ الصيقل من أصحاب الباقرعليه‌السلام أيضاً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٧ ، الرقم ٩٦ ؛رجال الطوسي ، ص ١٣١ ، الرقم ١٣٤١ ؛ وص ١٣٣ الرقم ١٣٨٢ ؛ وص ١٨٠ ، الرقمين ٢١٥٥ و ٢١٥٦ ؛ وص ١٩٥ ، الرقم ٢٤٤٠ وفيه : الحسين بن زياد ، لكنّ الصواب « الحسن » كما في بعض النسخ المعتبرة.

فعليه في رواية الحسن بن زياد عن محمّد بن الحسن الميثمي - وهو محمّد بن الحسن بن زياد الميثمي الذي عدّه النجاشي في رجاله ، ص ٣٦٣ ، الرقم ٩٧٥ ، راوياً عن الرضاعليه‌السلام - خلل ، كما أنّ في رواية محمّد بن الحسن هذا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مباشرةً ، خللاً.

ثمّ إنّ الخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، تارة في ص ٣٨٣ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن بن زياد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . واخرى في ص ٣٨٥ ، ح ٦ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن بن زياد ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

والظاهر أنّ في السند الأوّل منبصائر الدرجات أيضاً خللاً ، فإنّا لم نجد في الأسناد وكتب الرجال ذكراً لأحمد بن الحسن بن زياد ، ولا للحسن بن زياد الميثمي ، والد محمّد بن الحسن الميثمي.

أمّا السند الثاني ، فالظاهر خلوّه من أيّ خللٍ. وأحمد بن الحسن ، فيه ، هو أحمد بن الحسن الميثمي ؛ فقد وردت فيبصائر الدرجات ، ص ١٣٧ ، ح ١٠ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣ ، وص ٣٤٣ ، ح ٩. رواية محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين [ اللؤلؤي ] عن أحمد بن الحسن [ الميثمي ].=

٦٦٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَدَّبَ رَسُولَهُ حَتّى قَوَّمَهُ(١) عَلى مَا أَرَادَ ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَمَا فَوَّضَ اللهُ إِلى رَسُولِهِ ، فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَيْنَا ».(٢)

٧٠٣/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ صَنْدَلٍ الْخَيَّاطِ(٣) ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي(٤) قَوْلِهِ تَعَالى :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) قَالَ : « أَعْطى سُلَيْمَانَ مُلْكاً عَظِيماً ، ثُمَّ جَرَتْ هذِهِ الْآيَةُ فِي رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَكَانَ(٥) لَهُ‌

__________________

= وأحمد بن الحسن الميثمي ، هو أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار ، ومحمّد بن الحسن بن زياد ، هو محمّد بن الحسن بن زياد العطّار الذي روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع :رجال النجاشي ، ص ٧٤ ، الرقم ١٧٩ ، وص ٣٦٩ ، الرقم ١٠٠٢ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٥٤ ، الرقم ٦٦.

هذا ، ولا يبعد أن يكون الأصل في السند الأوّل من البصائر هكذا : أحمد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، ففُسِّر أحمد بن الحسن بالميثمي ، ومحمّد بن الحسن بابن زياد ، ثمّ ادرج التفسيران في المتن في غير موضعهما.

إذا تبيّن ذلك ، فنقول : إنّ الظاهر سقوط « أحمد بن » قبل « الحسن بن زياد » ، وسقوط « عن أبيه » بعد « محمّد بن الحسن الميثمي » من سند الكافي. كما أنّ الظاهر زيادة « بن زياد » و « الميثمي » في السند أو درجهما في غير موضعهما ، كما تقدّم.

واستفدنا هذا من رسالة للُاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري - دام توفيقه - المسمّى ب- « بيت الأخيار في ترجمة آل ميثم التمّار ». وللكلام تتمة نُرجع الطالب إليها.

(١) في حاشية « ف » : « قوّاه ». وقوله : « قوّمه على ما أراد » ، أي ثبّته عليه ، من قام فلان على الشي‌ء إذا ثبت عليه‌وتمسّك. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢٥ ( قوم ).

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٨٣ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن بن زياد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٣٨٥ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن الحسن بن زياد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١١٩٩ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٦ ، ح ٧.

(٣) في حاشية « ف » : « الحنّاط » ، والرجل مجهول لم نعرفه.

(٤) في « ف » : « عن ».

(٥) في « ب » : « وكان ».

٦٦٨

أَنْ يُعْطِيَ مَا شَاءَ مَنْ شَاءَ(١) ، وَيَمْنَعَ مَنْ(٢) شَاءَ(٣) ، وَأَعْطَاهُ اللهُ(٤) أَفْضَلَ مِمَّا أَعْطى سُلَيْمَانَ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالى :( ما (٥) آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ».(٦)

٥٣ - بَابٌ فِي(٧) أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام بِمَنْ يُشْبِهُونَ (٨) مِمَّنْ مَضى

وَكَرَاهِيَةِ الْقَوْلِ فِيهِمْ بِالنُّبُوَّةِ‌

٧٠٤/ ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(٩) ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَا مَوْضِعُ الْعُلَمَاءِ(١٠) ؟

قَالَ : « مِثْلُ ذِي الْقَرْنَيْنِ ، وَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ(١١) ، وَصَاحِبِ مُوسىعليهم‌السلام ».(١٢)

__________________

(١) في « ب ، ض ، بر » : « من شاء ما شاء ». وفي « بف » : « ما شاء من يشاء ».

(٢) في « ج » : « ما ».

(٣) في البحار : - « ويمنع من شاء ».

(٤) في « ألف ، ض ، ف ، و ، بس ، بف » والوافي : - « الله ».

(٥) في « ج ، ف » :( وَما ) .

(٦)الوافي ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ١٢٠٠ ؛البحار ، ج ١٧ ، ص ٧ ، ح ٨.

(٧) في « ألف ، ف ، بس » : - « في ».

(٨) في « ب ، ف ، و ، بح » : « يشبّهون » بالتضعيف.

(٩) مات صفوان بن يحيى سنة عشر ومائتين ، كما فيرجال النجاشي ، ص ١٩٧ ، الرقم ٥٢٤. وتوفّي حمران بن‌أعين في حياة أبي عبداللهعليه‌السلام - وقد استشهدعليه‌السلام سنة مائة وثمان وأربعين - كما في رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٨٨. ولم يثبت رواية صفوان بن يحيى عن حمران بن أعين. مباشرة والظاهر سقوط الواسطة بينهما.

يؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد فيبصائر الدرجات ، ص ٣٦٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمران كما ورد فيالاختصاص ، ص ٣٠٩ بنفس سند البصائر عن حمران بن أعين إلّا أنّ فيه « أبي خالد القمّاط ».

(١٠) فيالوافي : « اُريد بالعلماء : المعصومون صلوات الله عليهم وبصاحب سليمان : آصف بن برخيا ، وبصاحب موسى : يوشع بن نون ». وللمزيد راجعمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٦.

(١١) في البصائر : « وصاحب داود » بدل « وصاحب سليمان ».

(١٢)بصائر الدرجات ، ص ٣٦٥ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد ، عن حمران ، =

٦٦٩

٧٠٥/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِنَّمَا الْوُقُوفُ عَلَيْنَا فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ(١) ، فَأَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَا ».(٢)

٧٠٦/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ ذِكْرُهُ - خَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ النَّبِيِّينَ ؛ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَخَتَمَ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ ؛ فَلَا كِتَابَ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَأَنْزَلَ فِيهِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَخَلْقَكُمْ(٣) ، وَخَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَنَبَأَ مَا قَبْلَكُمْ ، وَفَصْلَ مَا بَيْنَكُمْ ، وَخَبَرَ مَا بَعْدَكُمْ ، وَأَمْرَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَ(٤) مَا أَنْتُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ».(٥)

٧٠٧/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام كَانَ مُحَدَّثاً » ، فَقُلْتُ(٦) : فَتَقُولُ(٧) : نَبِيٌّ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ‌

__________________

= عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛الاختصاص ، ص ٣٠٩ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢١ ، ح ١٢٠٣.

(١) فيالوافي : « يعني إنّما عليكم أن تقفوا علينا في إثبات علم الحلال والحرام ، وليس لكم أن تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوّة لنا ».

(٢)الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٥ ؛البحار ، ج ٢٦ ، ص ٨ ، ح ٤٦.

(٣) فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٧ : « وخلقكم ، بسكون اللام ، إمّا منصوب بالعطف على تبيان ، أو مجروربالعطف على كلّ شي‌ء ». (٤) في « ج » : + « أمر ».

(٥)الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ، ح ١٩١ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « كتاب الله ، فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، ونحن نعلمه ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٦.

(٦) في « ب ، ض ، ف ، بف ، بر » وحاشية « بس » والوافي : « قلت ».

(٧) وفيالبصائر ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ : « فنقول ». وفيشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٥٥ : « قوله : فنقول : نبيّ ، أي هو نبيّ. ونقول ، على صيغة المتكلّم مع الغير ، ويحتمل الخطاب ».

٦٧٠

بِيَدِهِ(١) هكَذَا(٢) ، ثُمَّ قَالَ : « أَوْ(٣) كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ، أَوَمَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَفِيكُمْ مِثْلُهُ؟! ».(٤)

٧٠٨/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِعليهما‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ(٥) : مَا مَنْزِلَتُكُمْ؟ وَمَنْ تُشْبِهُونَ(٦) مِمَّنْ مَضى؟

قَالَ : « صَاحِبَ(٧) مُوسى وَذَا(٨) الْقَرْنَيْنِ كَانَا عَالِمَيْنِ ، وَلَمْ يَكُونَا نَبِيَّيْنِ(٩) ».(١٠)

٧٠٩/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ سَدِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) في الوافي والبصائر ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ : « يده ».

(٢) فيالوافي : « كأنّه رفع يده وأشار برفع يده إلى نفي النبوّة ».

(٣) كلمة « أو » بمعنى « بل » كما قال الجوهري : « وقد يكون بمعنى بل في توسّع الكلام ». أو المعنى : لا تقل : إنّه نبيّ ، بل قل : محدَّث أو كصاحب سليمان. أو المعنى : أنّ تحديث الملك قد يكون للنبيّ وقد يكون لغيره كصاحب سليمان. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ؛الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٤ ( أو ).

(٤)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام محدّثون مفهّمون ، ح ٧١٥ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٢ ؛ وص ٣٢١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦ ، عن أحمد بن محمّد عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الأخيرتين مع اختلاف يسير وزيادة.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ، ح ١٢١٣. (٥) في « ف ، بف » : - « له ».

(٦) في « ب ، بح » : « تشبّهون ». وفي « ف » : « تشبّهون به ».

(٧) في البصائر : « كصاحب ».

(٨) هكذا في « ب ، ف ، بع ، جو » وهو الأنسب في جواب « من تشبِهون ». وفي « ألف » والبصائر ، ص ٣٦٦ : « ذي ». وفي أكثر النسخ والمطبوع : « ذو ». (٩) في « ف » : « بنبيّين ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٣ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ، ح ٤٥ ، عن بريد ، عن أحدهماعليهما‌السلام ؛وفيه ، ص ٣٤٠ ، ح ٧٤ ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٤.

٦٧١

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ ، يَتْلُونَ عَلَيْنَا بِذلِكَ(١) قُرْآناً( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (٢) ؟

فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَبَصَرِي وَبَشَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي مِنْ هؤُلَاءِ(٣) بَرَاءٌ(٤) ، وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُمْ(٥) ، مَا هؤُلَاءِ عَلى دِينِي ، وَلَاعَلى دِينِ آبَائِي ؛ وَاللهِ ، لَايَجْمَعُنِي اللهُ وَإِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ ».

قَالَ : قُلْتُ : وَعِنْدَنَا قَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ رُسُلٌ ، يَقْرَؤُونَ(٦) عَلَيْنَا بِذلِكَ قُرْآناً :( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (٧) ؟

فَقَالَ : « يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَبَصَرِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي(٨) وَلَحْمِي وَدَمِي مِنْ هؤُلَاءِ بَرَاءٌ(٩) ، وَبَرِئَ اللهُ مِنْهُمْ وَرَسُولُهُ ، مَا هؤُلَاءِ عَلى دِينِي ، وَلَاعَلى دِينِ آبَائِي ؛ وَاللهِ(١٠) ، لَا يَجْمَعُنِي اللهُ وَإِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَمَا أَنْتُمْ؟

قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، نَحْنُ(١١) تَرَاجِمَةُ(١٢) أَمْرِ(١٣) اللهِ ، نَحْنُ(١٤) قَوْمٌ مَعْصُومُونَ ،

__________________

(١) هكذا في النسخ التي قوبلت والبحار. وفي المطبوع : « بذلك علينا ».

(٢) الزخرف (٤٣) : ٨٤.

(٣) في البحار : - « من هؤلاء ».

(٤) في « ض ، و ، بر ، بف » والوافي : « بري‌ء ». و « البَراء » و « البَري‌ء » سواء في المعنى ، إلّا أنّ البَراء لا يثنّى ولايجمع ؛ لأنّه مصدر في الأصل ، مثل سمع سماعاً. وأمّا البري‌ء فيثنّى ويجمع ويؤنّث. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١١٢ ( برأ ).

(٥) في « ب ، ج » : + « ورسوله ». وفي حاشية « بر » : « والله بري‌ء منهم ورسوله ».

(٦) في « ف » : « ويقرؤُون ».

(٧) المؤمنون (٢٣) : ٥١.

(٨) في « ف » : - « وبشري ».

(٩) في « ج ، و ، بر ، بس ، بف » والوافي : « بري‌ء ».

(١٠) في « ألف ، بح » : - « الله ». وفي « ب » : - « والله ».

(١١) في « ج ، ض ، ف » : « ونحن ».

(١٢) « التَراجِمَة » و « التراجم » : جمع التَرْجَمان ، أو التَرجُمان ، أو التُرجُمان. وهو من يفسّر الكلام بلسان آخر. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٢٨ ( رجم ). (١٣) في « ب » والبصائر : « وحي ».

(١٤) في « ج ، ض ، ف » : « ونحن ».

٦٧٢

أَمَرَ(١) اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - بِطَاعَتِنَا ، وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِنَا ، نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَفَوْقَ الْأَرْضِ ».(٢)

٧١٠/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْأَئِمَّةُ بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلَّا أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلَايَحِلُّ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَا يَحِلُّ(٣) لِلنَّبِيِّ ، فَأَمَّا مَا خَلَا ذلِكَ فَهُمْ فِيهِ(٤) بِمَنْزِلَةِ رَسُولِ اللهِ(٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٦)

٥٤ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام مُحَدَّثُونَ مُفَهَّمُونَ‌

٧١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ(٧) ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١) في « ج » : « أمركم ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ١٠٤ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد ، من قوله : « فما أنتم؟ » مع اختلاف يسير ؛ وفيالكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام ولاة أمر الله وخزنة علمه ، ح ٥١١ ، بسند آخر عن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام مثل ما في البصائر.رجال الكشّي ، ص ٣٠٦ ، ح ٥٥١ ، بسنده عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبي طالب القمّي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ، ح ١٢٢ ، عن أبي طالب القمّي ، عن سدير ، من قوله : « نحن الحجّة البالغة ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٢ ، ح ١٢٠٧ ؛البحار ، ج ٢٥ ، ص ٢٩٨ ، ذيل ح ٦٢.

(٣) في « ض » : « ما تحلّ ».

(٤) في « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج ١٦ وج ٢٧ : - « فيه ». وهو ممّا لابدّ منه لربط الخبر بالمبتدأ. (٥) في « ج » : « النبيّ ».

(٦)الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢١ ، ح ١٢٠٢ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٥٧ ؛ وج ٢٧ ، ص ٥٠ ، ح ٢.

(٧) في « ف » والوافي : + « عمّن ذكره ».

٦٧٣

أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام إِلى زُرَارَةَ : أَنْ يُعْلِمَ(١) الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ(٢) : « أَنَّ أَوْصِيَاءَ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ(٣) - مُحَدَّثُونَ(٤) ».(٥)

٧١٢/ ٢. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام يَوْماً ، فَقَالَ : « يَا حَكَمُ ، هَلْ تَدْرِي الْآيَةَ الَّتِي كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام يَعْرِفُ قَاتِلَهُ بِهَا ، وَيَعْرِفُ بِهَا الْأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِي كَانَ يُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ؟ ».

قَالَ الْحَكَمُ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : قَدْ وَقَعْتُ(٦) عَلى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَعْلَمُ بِذلِكَ تِلْكَ الْأُمُورَ الْعِظَامَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَاوَ اللهِ ، لَا أَعْلَمُ ، قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ : مَا الْآيَةُ(٧) ؟ تُخْبِرُنِي بِهَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟

قَالَ : « هُوَ وَاللهِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ :( وَمَا أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ ( وَلَا مُحَدَّثٍ )) »(٨) وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍعليه‌السلام مُحَدَّثاً ».

__________________

(١) في « ب ، بر » : « يعلّم ». وفي البصائر : « أعلم ».

(٢) في « بس » : « عيينة ».

(٣) في « ب ، بر » : «عليهم‌السلام ». وفي « ج ، ف » : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفي « بس ، بف » : - « عليه وعليهم السلام ». وفي البصائر : « عليّعليه‌السلام » بدل « محمّد عليه وعليهم السلام ».

(٤) فيالوافي : « المحدَّث : هو الذي يحدّثه الملك في باطن قلبه ، ويلهمه معرفة الأشياء ويفهمه ، وربّما يسمع صوت الملك وإن لم يرشخصه ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٣٢٠ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد عن زرارة. راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في شأن( إِنَّآ أَنزَلْنهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، ضمن ح ٦٤٦ ؛ وباب ما جاء فى الاثني عشر والنصّ ، ح ١٣٩٨ ؛ ونفس الباب ، ح ١٤٠٥ ؛ والإرشاد ، ج ٢ ، ص ٣٤٦ ؛ والاختصاص ، ص ٣٢٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٥٦ ، ح ٢٤ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٩ ، ح ١٨.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٣ ، ح ١٢٠.

(٦) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ٣١٩ : « قد وقفت ».

(٧) هكذا في « ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وسائر النسخ : - « ما ».

(٨) الحجّ (٢٢) : ٥٢. وقولهعليه‌السلام : « ولا محدّث » ليس في القرآن.

٦٧٤

فَقَالَ(١) لَهُ رَجُلٌ - يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ ، كَانَ أَخَا عَلِيٍّ لِأُمِّهِ(٢) - : سُبْحَانَ اللهِ! مُحَدَّثاً؟ كَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذلِكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ(٣) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ بَعْدُ قَدْ كَانَ يَعْرِفُ ذلِكَ ».

قَالَ : فَلَمَّا قَالَ ذلِكَ سَكَتَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : « هِيَ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا أَبُوالْخَطَّابِ(٤) ، فَلَمْ يَدْرِ مَا(٥) تَأْوِيلُ الْمُحَدَّثِ وَالنَّبِيِّ(٦) ».(٧)

٧١٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ :

__________________

(١) قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٦٢ : « قيل : « فقال » كلام زياد بن سوقة ، وضمير له للحَكَم. وهذه‌الحكاية كانت بعد وفاة عليّ بن الحسين في مجلس الباقرعليهم‌السلام . ولا يخفى ما فيه من التكلّف ، والذي يظهر لي أنّه اشتبه على المصنّف رحمه ‌الله تعالى ، أو النسّاخ فوصلوا إلى آخر الحديث حديثاً آخر فإنّه روى الصفّار في البصائر [ ص ٣١٩ ، ح ٣ ] خبر ابن عتيبة إلى قوله « ولا محدّث » وزاد فيه : « فقلت : أكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً؟ قال : نعم ، وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث ». ثمّ روى [ البصائر ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ] بسند آخر عن حمران ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أهل بيتي اثنا عشر محدّثاً ، فقال له عبدالله بن زيد ، وكان أخا عليّ لاُمّه : سبحان الله » وساق الخبر إلى آخره ».

(٢) وأمّا كون عبدالله أخا عليّ بن الحسينعليه‌السلام لُامّه فهو ممّا ذكره العامّة في كتبهم ، والحقّ أنّه لم يكن أخاه حقيقة ، بل قيل : إنّ اُمّ عبدالله كانت أرضعتهعليه‌السلام فكان أخاً رضاعيّاً لهعليه‌السلام ، وللمزيد راجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٦٣.

(٣) هكذا في « ب ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » والوافي ، وهو المناسب للمقام. وفي المطبوع وسائر النسخ : « علينا ».

(٤) أبوالخطّاب هو محمّد بن مقلاص الأسدي الكوفي ، كان غالياً ملعوناً ، يعتقد بأنّ جعفر بن محمّد إله ، وكان‌يدعو من تبعه إليه ؛ وأمره مشهور. راجع :رجال الكشّي ، ص ٢٩٠.

(٥) في « بف » : - « ما ».

(٦) في « ب » : « النبيّ والمحدّث ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد إلى قوله : « ولا نبيّ ولا محدّث ». وفيه بعده هكذا : « فقلت : وكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً؟ قال : نعم وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث ».وفيه ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أهل بيتي اثنا عشر محدّثاً ، فقال له عبدالله بن زيد ، وكان أخاً لُامّه » إلى آخر الحديث. وفيالغيبة للنعماني ، ص ٦٦ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام مثل ما في البصائر ، ص ٣٢٠ ، ح ٤ ، إلّا أنّ فيه : « عبدالله بن زيد ، وكان أخا عليّ بن الحسين من الرضاعة » ، وفيه : « أما والله ، إنّ ابن امّك كان كذلك ، يعني عليّ بن الحسينعليهما‌السلام » وهنا انتهى الرواية.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٤ ، ح ١٢١٠.

٦٧٥

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْأَئِمَّةُ عُلَمَاءُ صَادِقُونَ ، مُفَهَّمُونَ ، مُحَدَّثُونَ ».(١)

٧١٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

ذُكِرَ الْمُحَدَّثُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقَالَ : « إِنَّهُ يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرَى الشَّخْصَ ». فَقُلْتُ(٢) لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ(٣) ، كَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَلَامُ الْمَلَكِ؟ قَالَ(٤) : « إِنَّهُ(٥) يُعْطَى السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ حَتّى يَعْلَمَ أَنَّهُ كَلَامُ مَلَكٍ(٦) ».(٧)

٧١٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام كَانَ مُحَدَّثاً ». فَخَرَجْتُ(٨) إِلى أَصْحَابِي ، فَقُلْتُ : جِئْتُكُمْ بِعَجِيبَةٍ ، فَقَالُوا : وَمَا هِيَ؟ فَقُلْتُ(٩) : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ عَلِيٌّ(١٠) عليه‌السلام مُحَدَّثاً ». فَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، إلّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟

فَرَجَعْتُ(١١) إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي حَدَّثْتُ أَصْحَابِي بِمَا حَدَّثْتَنِي ، فَقَالُوا :

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٣١٩ ، ح ١. وفيعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٠ ، ذيل الحديث الطويل ٤٤ ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل. وفيالأمالي للطوسي ، ص ٢٤٥ ، المجلس ٩ ، ح ١٨ ، بسند آخر ، وفيه : « الأئمّة علماء حلماء صادقون مفهّمون محدّثون ».الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٤ ، ح ١٢٠٩.

(٢) في « بر » : « فقال ».

(٣) في « ج ، ف ، بر » والوافي والبصائر:«أصلحك الله».

(٤) في « ج ، ف » : « فقال ».

(٥) في « ف » : « أن ».

(٦) في « ب ، ف » : « الملك ». وهو الأنسب بالجواب.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٣٢٣ ، ح ٩ ، بسنده عن يونس.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ، ح ١٢١١.

(٨) في « ض » وحاشية « ج » : « فُرحت » من الرواح.

(٩) في « ف ، بر ، بف » والوافي والبصائر ، ص ٣٢١ ، والاختصاص : « قلت ».

(١٠) في « بح » : - « عليّ ».

(١١) في « ألف ، بح ، بر ، بف » : « فرُحت » من الرواح. وفي « ج » : - « فرجعت إليه - إلى - كان يحدّثه ».

٦٧٦

مَا(١) صَنَعْتَ شَيْئاً ، إلّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟ فَقَالَ لِي : « يُحَدِّثُهُ مَلَكٌ ». قُلْتُ(٢) : تَقُولُ : إِنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ(٣) يَدَهُ هكَذَا(٤) : « أَوْ(٥) كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى(٦) ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ؛ أَوَ مَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَفِيكُمْ مِثْلُهُ؟! ».(٧)

٥٥ - بَابٌ فِيهِ(٨) ذِكْرُ الْأَرْوَاحِ الَّتِي فِي الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام

٧١٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - خَلَقَ الْخَلْقَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً * فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ * وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٩)

فَالسَّابِقُونَ(١٠) هُمْ رُسُلُ اللهِعليهم‌السلام وَخَاصَّةُ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ ، جَعَلَ(١١) فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ :

__________________

(١) في شرح المازندراني : « ما ، للنفي أو الاستفهام والتوبيخ ».

(٢) في « بح » : « فقلت ».

(٣) في « ج » : « فحوّل ».

(٤) في « ف » والبصائر ، ص ٣٢١ : + « ثمّ قال ».

(٥) كلمة « أو » بمعنى « بل » ، كما قال الجوهري : « وقد يكون بمعنى بل في توسّع الكلام » ، أو المعنى : لا تقل : إنّه نبيّ ، بل قل : محدَّث أو كصاحب سليمان ؛ أو المعنى : أنّ تحديث الملك قد يكون للنبيّ وقد يكون لغيره كصاحب سليمان. راجع :الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٦ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ؛الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٧٤ ( أو ).

(٦) في البصائر : « وكصاحب موسى » بدل « أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى ».

(٧)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّةعليهم‌السلام بمن يشبهون ممّن مضى ، ح ٧٠٧ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ملخّصاً. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٢١ ، ح ٣ ؛ والاختصاص ، ص ٢٨٦ ، عن أحمد بن محمّد. وفيبصائر الدرجات ، ص ٣٦٦ ، ح ٤ و ٦ ؛ وص ٣٦٧ ، ح ٧ ، بسند آخر عن الحارث بن المغيرة النضري ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٥ ، ح ١٢١٢.

(٨) في « ض » ومرآة العقول : « في ».

(٩) الواقعة (٥٦) : ٧ - ١١.

(١٠) في « بس » : « والسابقون ».

(١١) في حاشية « ض » وتفسير فرات : + « الله ».

٦٧٧

أَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، فَبِهِ عَرَفُوا الْأَشْيَاءَ(١) ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُوَّةِ(٢) ، فَبِهِ قَدَرُوا(٣) عَلى طَاعَةِ اللهِ ؛ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرِهُوا مَعْصِيَتَهُ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ(٤) الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَيَجِيئُونَ.

وَجَعَلَ فِي الْمُؤْمِنِينَ - أَصْحَابِ(٥) الْمَيْمَنَةِ - رُوحَ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللهَ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ قَدَرُوا(٦) عَلى طَاعَةِ اللهِ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللهِ ؛ وَجَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَيَجِيئُونَ(٧) ».(٨)

٧١٧/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَدَ(٩) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنْ‌

__________________

(١) في البصائر ، ص ٤٤٥ : « بعثوا أنبياء » بدل « عرفوا الأشياء ».

(٢) في حاشية « ض » : « القدرة ».

(٣) في حاشية « ف » والبصائر ، ص ٤٤٥ وتفسير فرات : « قوّوا ».

(٤) في « بس » : « المدرّج ». و « الـمَدْرَج » : المسلك ، من درج دُروجاً ودَرَجاناً : مشى.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٣ ( مشى ).

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص ٤٤٥. وفي المطبوع : « وأصحاب ».

(٦) في « ج » والبصائر ، ص ٤٤٥ : « قوّوا ». وفي « بس ، بف » وحاشية « ض ، ف ، بر » : « قووا ».

(٧) فيمرآة العقول : « وعدم ذكر أصحاب المشئمة لظهور أحوالهم ممّا مرّ ؛ لأنّه ليس لهم روح القدس ولا روح الإيمان ؛ ففيهم الثلاثة الباقية التي في الحيوانات أيضاً ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٤٤٥ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٤٧ ، ح ٥ ، بسنده عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛وفيه ، ص ٤٤٩ ، ح ٦ ؛ والكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح ٢٤٥٨ ، بسند آخر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع زيادة واختلاف.تفسير فرات ، ص ٤٦٥ ، ح ٦٠٨ ، عن جابر الجعفي ، وفيه : « عن عليّ بن محمّد الزهري معنعناً عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٧ ، ح ١٢١٤.

(٩) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بف ، جر » والوافي. وفي « الف ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « أحمد بن محمّد ». والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ موسى بن عمر هذا ، هو موسى بن عمر بن يزيد ، بقرينة روايته عن محمّد بن سنان ، والراوي عنه في بعض الأسناد ، محمّد بن أحمد بن يحيى. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٥٨ ، =

٦٧٨

مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنِ الْمُنَخَّلِ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْعَالِمِ ، فَقَالَ لِي : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُدُسِ ، وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْحَيَاةِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِرُوحِ الْقُدُسِ يَا جَابِرُ ، عَرَفُوا(١) مَا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلى مَا تَحْتَ الثَّرى(٢) ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا جَابِرُ ، إِنَّ هذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَرْوَاحٌ يُصِيبُهَا الْحَدَثَانُ(٣) إِلَّا رُوحَ الْقُدُسِ ؛ فَإِنَّهَا لَا تَلْهُو(٤) وَلَاتَلْعَبُ ».(٥)

__________________

= الرقم ١٢٨١١.

وقد وردت رواية محمّد بن أحمد [ بن يحيى بن عمران الأشعري ] عن موسى بن عمر عن [ محمّد ] بن سنان في عدّة من الأسناد. اُنظر على سبيل المثال :علل الشرائع ، ص ٤٢٩ ، ح ١ ، وص ٥٥٨ ، ح ١ ، وص ٦٠٤ ، ح ٧٥ ؛الخصال ، ص ٣٨ ، ح ١٩ ، وص ٤٢١ ، ح ١٩ ، وص ٥٩٣ ، ح ٣ ؛معاني الأخبار ، ص ١٥٤ ، ح ١ ؛ثواب الأعمال ، ص ٣٦ ، ح ١ ؛التوحيد ، ص ٣٣٩ ، ح ١. ولم نجد توسّط أحمد بن محمّد بين محمّد بن يحيى وموسى بن عمر إلّافي هذا المورد ، وما ورد فيالكافي ، ح ١١٢٤٠. والموجود في بعض النسخ المعتبرة في كلا الموضعين هو « محمّد بن أحمد » بدل « أحمد بن محمّد ».

هذا ، والمقام من مظانّ تحريف « محمدبن أحمد » بـ « أحمد بن محمّد » - لكثرة روايات محمّد بن يحيى عنه - دون العكس.

(١) في البصائر ، ص ٤٤٧ : « علمنا ».

(٢) « الثَرَى » : التراب النَديّ - أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض فإن لم يكن نديّاً ، فهو تراب - أو التراب ، وكلّ طين لا يكون لازباً إذا بُلّ. والمراد : الأرض. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧٢ ( ثرو ).

(٣) قال الجوهري : « حَدَثَ أمر ، أي وقع ، والحَدَثُ والحُدْثى والحادِثَة والحَدَثانُ ، كلّها بمعنى ».الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ( حدث ).

(٤) قال ابن الأثير : « اللَهْوُ : اللَّعْبُ. يقال : لهوت بالشي‌ء ألْهُو لَهْواً ، وتلهّيتُ به ، إذا لَعِبْتَ به وتشاغلتَ ، وغَفَلْتَ به عن غيره. وألهاه عن كذا ، أي شغله. ولَهِيتُ عن الشي‌ء بالكسر وألْهَى بالفتح لُهِيّاً إذا سَلَوْتَ عنه وتركتَ ذكره ، وإذا غفلتَ عنه واشتغلتَ ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٨٢ ( لها ).

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٤٧ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان.وفيه ، ص ٤٥٣ ، ح ١٢ ، بسنده عن موسى بن عمر ، عن محمّد بن بشّار ، عن عمّار بن مروان ، عن جابر ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ص ٤٤٧ ، ح ٣ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٨ ، ح ١٢١٥.

٦٧٩

٧١٨/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى(١) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْإِمَامِ(٢) بِمَا(٣) فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ مُرْخًى(٤) عَلَيْهِ سِتْرُهُ.

فَقَالَ : « يَا مُفَضَّلُ ، إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - جَعَلَ فِي النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْحَيَاةِ ، فَبِهِ دَبَّ وَدَرَجَ(٦) ؛ وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ نَهَضَ(٧) وَجَاهَدَ ؛ وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ أَكَلَ وَشَرِبَ وَأَتَى النِّسَاءَ مِنَ الْحَلَالِ ؛ وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ آمَنَ(٨) وَعَدَلَ ؛ وَرُوحَ الْقُدُسِ ، فَبِهِ حَمَلَ النُّبُوَّةَ ؛ فَإِذَا قُبِضَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله انْتَقَلَ رُوحُ الْقُدُسِ ، فَصَارَ إِلَى الْإِمَامِ ، وَرُوحُ الْقُدُسِ لَايَنَامُ وَلَايَغْفُلُ(٩) وَلَايَلْهُو وَلَايَزْهُو(١٠) ، وَالْأَرْبَعَةُ الْأَرْوَاحِ تَنَامُ وَتَغْفُلُ وَتَزْهُو وَتَلْهُو(١١) ،

__________________

(١) في « ض ، ف ، بح » : « معلّى ».

(٢) في « ف » : + « علم ».

(٣) في « ج » : + « هو ».

(٤) في « بر » : « مُرخىٍ عليه سِترَه ». والصحيح : مرخٍ. وقوله : « مُرْخى عليه ستره » ، اى مُرْسَل عليه ستره ، راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٤ ( رخا ).

(٥) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » : «عليه‌السلام ».

(٦) الدَّبّ والذبيب بمعنى المشي الخفيف. وقال الراغب : « يقال : دَبَّ ودَرج لمن كان حيّاً فمشى ». راجع :ترتيب‌كتاب العين ، ج ١ ، ص ٥٤٨ ( دبب ).المفردات للراغب ، ص ٣١١ ( درج ).

(٧) « نَهَضَ » ، أي قام. يقال : نَهَضَ يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهُوضاً ، أي قام. راجع :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١١١ ( نهض ).

(٨) في البصائر : « أمر ».

(٩) فيشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٦٤ : « إمّا من غَفَلْتَ عن الشي‌ء تَغْفُلُ غُفُولاً ، إذا لم تكن متذكّراً له. أو من‌أغفلته ، إذا تركته على ذكر منك وتغافلت عنه. والأوّل ينفي النوم والغفلة الناشئة منه والثاني ينفي الغفلة مطلقاً ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٨٢ ( غفل ).

(١٠) في البصائر : « ولا يسهو ». وفي شرح المازندراني : « والزَهْو ، جاء بمعنى الاستخفاف والتهاون والحرز والتخمين والكبر والفخر والكذب والباطل ، والكلّ هنا مناسب ». وراجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٦ ( زهو ).

(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والبحار : « وتغفل وتلهو وتزهو ». وفي « ف » : « وتلهو وتزهو وتغفل ». وفي =

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722