الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي8%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291312 / تحميل: 10249
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

١٢ - بَابُ صِفَاتِ الذَّاتِ

٢٩٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيِّ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَمْ يَزَلِ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - رَبَّنَا ، وَالْعِلْمُ ذَاتُهُ وَلَا مَعْلُومَ ، وَالسَّمْعُ ذَاتُهُ وَلَا مَسْمُوعَ ، وَالْبَصَرُ ذَاتُهُ وَلَا مُبْصَرَ ، وَالْقُدْرَةُ ذَاتُهُ وَلَا مَقْدُورَ ، فَلَمَّا أَحْدَثَ الْأَشْيَاءَ وَكَانَ(١) الْمَعْلُومُ(٢) ، وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْهُ عَلَى الْمَعْلُومِ ، وَالسَّمْعُ عَلَى الْمَسْمُوعِ ، وَالْبَصَرُ عَلَى الْمُبْصَرِ ، وَالْقُدْرَةُ عَلَى الْمَقْدُورِ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَلَمْ يَزَلِ(٣) اللهُ مُتَحَرِّكاً؟

قَالَ : فَقَالَ : « تَعَالَى اللهُ(٤) ؛ إِنَّ الْحَرَكَةَ صِفَةٌ مُحْدَثَةٌ بِالْفِعْلِ(٥) ».(٦)

قَالَ : قُلْتُ : فَلَمْ يَزَلِ اللهُ مُتَكَلِّماً؟

قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ الْكَلَامَ صِفَةٌ مُحْدَثَةٌ لَيْسَتْ بِأَزَلِيَّةٍ ، كَانَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَلَا مُتَكَلِّمَ ».(٧)

٢٩٤/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ اللهُ وَلَا شَيْ‌ءَ غَيْرُهُ ، وَلَمْ يَزَلْ عَالِماً بِمَا‌

__________________

(١) فيشرح المازندراني : « الظاهر أنّ « كان » تامّة بمعنى وُجد ».

(٢) في البحار : - « وكان المعلوم ».

(٣) في « ب » : « لم يزل ».

(٤) هكذا في النسخ والشروح. وفي المطبوع والبحار : + « عن ذلك ».

(٥) في « بر » : « للفعل ».

(٦) في التوحيد : - « قال : قلت - إلى قوله - محدثة بالفعل ».

(٧)التوحيد ، ص ١٣٩ ، ح ١ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٤٥ ، ح ٣٦١ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦١ ، ح ٩٦.

٢٦١

يَكُونُ(١) ؛ فَعِلْمُهُ بِهِ قَبْلَ كَوْنِهِ كَعِلْمِهِ بِهِ بَعْدَ كَوْنِهِ(٢) »(٣) .

٢٩٥/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْكَاهِلِيِّ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : فِي دُعَاءٍ : الْحَمْدُ لِلّهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ؟

فَكَتَبَ إِلَيَّ : « لَا تَقُولَنَّ مُنْتَهى عِلْمِهِ ؛ فَلَيْسَ لِعِلْمِهِ مُنْتَهىً(٤) ، وَلكِنْ قُلْ : مُنْتَهى رِضَاهُ »(٥) .

٢٩٦/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ :

أَنَّهُ كَتَبَ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام يَسْأَلُهُ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : أَكَانَ يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ أَنْ خَلَقَ(٦) الْأَشْيَاءَ وَكَوَّنَهَا(٧) ، أَوْ لَمْ يَعْلَمْ ذلِكَ حَتّى خَلَقَهَا وَأَرَادَ خَلْقَهَا وَتَكْوِينَهَا ، فَعَلِمَ مَا خَلَقَ عِنْدَ مَا خَلَقَ ، وَمَا كَوَّنَ عِنْدَ مَا كَوَّنَ؟

فَوَقَّعَ بِخَطِّهِعليه‌السلام : « لَمْ يَزَلِ اللهُ عَالِماً بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَشْيَاءَ كَعِلْمِهِ بِالْأَشْيَاءِ بَعْدَ مَا خَلَقَ الْأَشْيَاءَ »(٨) .

__________________

(١) في التوحيد : « بما كوّن ». وفي البحار : - « بما يكون ».

(٢) في التوحيد : « بعد ما كوّنه ».

(٣)التوحيد ، ص ١٤٥ ، ح ١٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٤٩ ، ح ٣٦٢ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦١ ، ح ٩٧. (٤) وفي‌التوحيد : - « فليس لعلمه منتهى ».

(٥)التوحيد ، ص ١٣٤ ، ح ٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار وأحمد بن إدريس جميعاً ، عن محمّد بن أحمد ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن الكاهلي.وفيه ، ص ١٣٤ ، ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف.تحف العقول ، ص ٤٠٨ ، مرسلاً عن عبدالله بن يحيى.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٣ ، ح ٣٦٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٣٧ ، ذيل ح ٨٩٣٧. (٦) في حاشية « ف » : « قبل خلْق ».

(٧) في حاشية « ف » : « كون ».

(٨)التوحيد ، ص ١٤٥ ، ح ١٣ ، بسنده عن سعد بن عبدالله ، عن أيّوب بن نوح.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٠ ، ح ٣٦٣ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٢ ، ح ٩٨.

٢٦٢

٢٩٧/ ٥. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ ، قَالَ :

كَتَبْتُ إِلَى الرَّجُلِعليه‌السلام أَسْأَلُهُ(١) أَنَّ مَوَالِيَكَ(٢) اخْتَلَفُوا فِي الْعِلْمِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَمْ يَزَلِ اللهُ(٣) عَالِماً قَبْلَ فِعْلِ الْأَشْيَاءِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَانَقُولُ : لَمْ يَزَلِ اللهُ(٤) عَالِماً ؛ لِأَنَّ مَعْنى « يَعْلَمُ » « يَفْعَلُ »(٥) ، فَإِنْ أَثْبَتْنَا الْعِلْمَ(٦) ، فَقَدْ أَثْبَتْنَا فِي الْأَزَلِ مَعَهُ(٧) شَيْئاً ، فَإِنْ رَأَيْتَ(٨) - جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ - أَنْ تُعَلِّمَنِي مِنْ ذلِكَ مَا أَقِفُ عَلَيْهِ وَلَا أَجُوزُهُ.

فَكَتَبَ بِخَطِّهِعليه‌السلام : « لَمْ يَزَلِ اللهُ عَالِماً تَبَارَكَ وَتَعَالى ذِكْرُهُ »(٩) .

٢٩٨/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ سُكَّرَةَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعَلِّمَنِي هَلْ كَانَ اللهُ - جَلَّ وَجْهُهُ - يَعْلَمُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَنَّهُ وَحْدَهُ؟ فَقَدِ اخْتَلَفَ مَوَالِيكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ كَانَ يَعْلَمُ(١٠) ‌__________________

(١) في « بر » : - « أسأله ».

(٢) فيشرح صدر المتألّهين ص ٢٧٦ : « الموالي : جمع المولى. والمولى على وجوه : المعتِق ، والمعتَق ، وابن العمّ ، والناصر ، والجار ، والمتصرّف في أمر واحد. والمراد هنا الناصر ، فمعنى مواليك ، أي أنصارك وشيعتك ». وانظرالصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٢٩ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ ( ولي ).

(٣) في « ج ، بر » : - « الله ».

(٤) في البحار : - « الله ».

(٥) قوله : « لأنّ معنى يعلم يفعل » ، قائله توهّم أنّ العالم من الصفات الفعليّة ، وتحقّق الصفات الفعليّة يقتضي أن ‌يكون معه تعالى شي‌ء. فمعنى يفعل أي يفعل العلم ويوجده ، باعتبار أنّ العلم إدراك والإدراك فعل ، أو أنّ العلم يستلزم الفعل ؛ بناءً على أنّ العلم يقتضي المعلوم ، فتحقّق العلم في الأزل يقتضي تحقّق المعلوم ، فيكون معه تعالى شي‌ء. والإمامعليه‌السلام أبطل هذا القول بأنّ العلم في مقام الذات من صفات الذات. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٢٤١ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٣٥ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١١.

(٦) في « بس » : « الفعل ».

(٧) في « ج ، بح » : « معه في الأزل ». وفي « ف » : « العلم معه في الأزل ».

(٨) فيشرح المازندراني : « جواب الشرط محذوف ، أي فعلت ، أو تطوّلت ، أو نحو ذلك ».

(٩)الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٠ ، ح ٣٦٤ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٢ ، ح ٩٩.

(١٠) في التوحيد : + « تبارك وتعالى أنّه وحده ».

٢٦٣

قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئاً مِنْ خَلْقِهِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا مَعْنى « يَعْلَمُ » « يَفْعَلُ » ، فَهُوَ الْيَوْمَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَاغَيْرُهُ قَبْلَ فِعْلِ الْأَشْيَاءِ ، فَقَالُوا(١) : إِنْ أَثْبَتْنَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ عَالِماً بِأَنَّهُ لَاغَيْرُهُ ، فَقَدْ أَثْبَتْنَا مَعَهُ غَيْرَهُ فِي أَزَلِيَّتِهِ ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا سَيِّدِي ، أَنْ تُعَلِّمَنِي مَا لَا أَعْدُوهُ إِلى غَيْرِهِ.

فَكَتَبَعليه‌السلام : « مَا زَالَ اللهُ عَالِماً تَبَارَكَ وَتَعَالى ذِكْرُهُ(٢) ».(٣)

١٣ - بَابٌ آخَرُ وَهُوَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ‌

٢٩٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ فِي(٤) صِفَةِ الْقَدِيمِ : « إِنَّهُ وَاحِدٌ(٥) ، صَمَدٌ ، أَحَدِيُّ الْمَعْنى(٦) ، لَيْسَ(٧) بِمَعَانِي(٨) كَثِيرَةٍ مُخْتَلِفَةٍ ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَزْعُمُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ(٩) أَنَّهُ يَسْمَعُ بِغَيْرِ الَّذِي يُبْصِرُ ، وَيُبْصِرُ بِغَيْرِ الَّذِي يَسْمَعُ؟

قَالَ : فَقَالَ : « كَذَبُوا ، وَأَلْحَدُوا(١٠) ، وَشَبَّهُوا ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذلِكَ(١١) ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ،

__________________

(١) في « بر » والتوحيد : « وقالوا ».

(٢) في « بر ، بف » : + « وثناؤه ».

(٣)التوحيد ، ص ١٤٥ ، ح ١١ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥١ ، ح ٣٦٥ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٣ ، ح ١٠٠. (٤) في التوحيد : « من ».

(٥) في التوحيد : + « أحد ».

(٦) فيشرح المازندراني : « أحديّ المعني : قد يراد به أنّه لايشاركه شي‌ء في وجوده ووجوبه وربوبيّته وغيرها من الصفات الذاتيّة والفعليّة ، وقد يراد ليس له صفات زائدة على ذاتة. فعلى الأوّل قولهعليه‌السلام : « ليس بمعانٍ كثيرة مختلفة » تأسيس ، وعلى الثاني تفسير وتأكيد ».

(٧) في التوحيد : « وليس ».

(٨) في « ب » : « بمعان ».

(٩) في « ف » : - « قوم من أهل العراق ».

(١٠) أصل الإلحاد : الميل والعدول عن الشي‌ء. يقال : ألحد في دين الله تعالى ، أي حاد عنه وعدل. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٣٤ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٣٩ ( لحد ).

(١١) في « ج ، بر » : - « عن ذلك ». وفي « ف » : + « علوّاً كبيراً ».

٢٦٤

يَسْمَعُ بِمَا يُبْصِرُ ، وَيُبْصِرُ بِمَا يَسْمَعُ ».

قَالَ : قُلْتُ : يَزْعُمُونَ أَنَّهُ بَصِيرٌ(١) عَلى مَا يَعْقِلُونَهُ(٢) ؟

قَالَ : فَقَالَ : « تَعَالَى اللهُ ، إِنَّمَا يُعْقَلُ(٣) مَا كَانَ بِصِفَةِ(٤) الْمَخْلُوقِ وَ(٥) لَيْسَ اللهُ كَذلِكَ ».(٦)

٣٠٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :

فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ - الَّذِي سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - أَنَّهُ قَالَ لَهُ : أَتَقُولُ : إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ؟(٧)

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « هُوَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، سَمِيعٌ(٨) بِغَيْرِ جَارِحَةٍ ، وَبَصِيرٌ بِغَيْرِ آلَةٍ ، بَلْ يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ ، وَيُبْصِرُ بِنَفْسِهِ ، وَلَيْسَ قَوْلِي : إِنَّهُ سَمِيعٌ بِنَفْسِهِ(٩) أَنَّهُ شَيْ‌ءٌ وَالنَّفْسُ شَيْ‌ءٌ آخَرُ ، وَلكِنِّي(١٠) أَرَدْتُ عِبَارَةً عَنْ نَفْسِي ؛ إِذْ(١١) كُنْتُ مَسْؤُولاً ، وَإِفْهَاماً لَكَ(١٢) ؛ إِذْ كُنْتَ‌

__________________

(١) في « ف » : « يبصر ».

(٢) في حاشية « بح » : « ينحلونه ». وفي حاشية « ض » : « يفعلونه ». قال صدر المتألّهين : « كأنّه سهو من الناسخ ». والمازندراني يراه صحيحاً ؛ حيث ذكر له معنى صحيحاً ، وهو : « يعني يزعمون أنّه بصير على مايفعلونه ويوجدونه من الإدراك البصري الذي يقوم بهم. فمعنى أنّه تعالى بصير : أنّه يوجد الإدراك الذي يقوم به ، فيكون البصير من الصفات الفعليّة ، كما قيل مثل ذلك في العلم. وتقرير الجواب واضح ». اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٧٧ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٤٢.

(٣) في شرح صدر المتألّهين : « يَعْقِل » أي قرأه معلوماً. وفي حاشية « ض ، بر » : « يُفْعَل ».

(٤) في « بح ، بر » : « يصفه ».

(٥) في « ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : - « و ».

(٦) التوحيد ، ص ١٤٤ ، ح ٩ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم القمّي.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥١ ، ح ٣٦٦.

(٧) في « بح » : + « قال ».

(٨) في « ب » : - « سميع ».

(٩) في الكافي ، ح ٢٢٧ : + « أنّه سميع يسمع بنفسه ، وبصير يبصر بنفسه » ؛ وفي التوحيد ، ص ٢٤٣ : « إنّه يسمع‌ بنفسه ويبصر بنفسه » كلاهما بدل « إنّه سميع بنفسه ».

(١٠) في الكافي ، ح ٢٢٧ والتوحيد ، ص ٢٤٣ : « ولكن ».

(١١) في « ف » : « إذا ».

(١٢) في شرح صدر المتألّهين : « إفهامُك ».

٢٦٥

سَائِلاً ، فَأَقُولُ : يَسْمَعُ بِكُلِّهِ لَا أَنَّ(١) كُلَّهُ لَهُ بَعْضٌ(٢) ؛ لِأَنَّ(٣) الْكُلَّ لَنَا لَهُ(٤) بَعْضٌ ، ولكِنْ(٥) أَرَدْتُ إِفْهَامَكَ ، وَالتَّعْبِيرَ عَنْ نَفْسِي(٦) ، وَلَيْسَ مَرْجِعِي(٧) فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلَّا إِلى(٨) أَنَّهُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْعَالِمُ الْخَبِيرُ ، بِلَا اخْتِلَافِ الذَّاتِ ، وَلَا اخْتِلَافِ مَعْنىً(٩) ».(١٠)

١٤ - بَابُ الْإِرَادَةِ أَنَّهَا‌(١١) مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ، وَسَائِرِ صِفَاتِ‌الْفِعْلِ (١٢)

٣٠١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ‌

__________________

(١) في « ج » : « لأنّ » بدل « لا أنّ ».

(٢) في الكافي ، ح ٢٢٧ : « فأقول : إنّه سميع بكلّه ، لا أنّ الكلّ منه له بعضٌ » بدل « فأقول : يسمع بكلّه ، لا أنّ كلّه له بعض ».

(٣) رجوع التعليل إلى كلّ واحدٍ من النفي والمنفيّ ممكن. اختار المازندراني الأوّل واحتمل الثاني. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٤٢.

(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : - « له ». وفي حاشية « بح » : « أي بعض له ». وفي حاشية « بل » : « أي ذو بعض ، بحذف المضاف ». وفي الكافي ، ح ٢٢٧ والتوحيد : « لا أنّ الكلّ منه له بعض » بدل « لا أنّ كلّه له بعض ؛ لأنّ الكلّ لنا له بعض ».

(٥) في « بح ، بر » والكافي ، ح ٢٢٧ والتوحيد : « ولكنّي ».

(٦) في شرح صدر المتألّهين : « عمّا في نفسي ».

(٧) في « ف » : « مرجع قولي ».

(٨) هكذا في « ف ، بس » وحاشية « بح » والكافي ، ح ٢٢٧ والتوحيد ، ص ٢٤٣. وفي المطبوع وسائر النسخ : - « إلى ». (٩) في « ض ، بر » والكافي ، ح ٢٢٧ والتوحيد : « المعنى ».

(١٠) الحديث طويل ، قطّعه الكلينيرحمه‌الله ، وأورد قطعة منه هنا ، وصدره في كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح ٢٢٠ ، وذكر تتمّة الحديث في ثلاث مواضع اُخرى منالكافي ( : كتاب التوحيد ، باب إطلاق القول بأنّه شي‌ء ، ح ٢٢٧ ؛ وباب الإرادة أنّها من صفات الفعل ، ح ٣٠٦ ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٤ ) كما أشار إليه العلّامة الفيض فيالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٠. وأورد الصدوقرحمه‌الله تمام الرواية فيالتوحيد ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم القمّي. وذكر هذه القطعة أيضاً فيالتوحيد ، ص ١٤٤ ، ح ١٠ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم القمّي.الوافي ، ج ١ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢٥٦.

(١١) في « بس » : « فإنّها ».

(١٢) فيشرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٤٤ : « الظاهر أنّ « باب الإرادة » مبتدأ و « أنّها » خبره. ويحتمل أن يكون « باب الإرادة » خبر مبتدء محذوف ، و « أنّها » بدل الإرادة ، و « سائر صفات الفعل » عطف على الإرادة. وهورحمه‌الله يذكر في هذا الباب ضابطة للفرق بين صفات الفعل وصفات الذات ».

٢٦٦

الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ(٢) : لَمْ يَزَلِ اللهُ مُرِيداً؟ قَالَ(٣) : « إِنَّ الْمُرِيدَ لَايَكُونُ إِلَّا لِمُرَادٍ(٤) مَعَهُ(٥) ، لَمْ يَزَلِ اللهُ(٦) عَالِماً قَادِراً ، ثُمَّ أَرَادَ »(٧) .

٣٠٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ(٨) ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : عِلْمُ اللهِ وَمَشِيئَتُهُ هُمَا مُخْتَلِفَانِ أَوْ مُتَّفِقَانِ؟

فَقَالَ : « الْعِلْمُ لَيْسَ هُوَ الْمَشِيئَةَ ؛ أَلَاتَرى(٩) أَنَّكَ تَقُولُ : سَأَفْعَلُ(١٠) كَذَا إِنْ شَاءَ اللهُ ،

__________________

(١) في « ف » وحاشية « بح » : + « عن أبي بصير » ، لكنّ الظاهر عدم توسّط أبي بصير بين عاصم بن حُمَيد وبين أبي عبداللهعليه‌السلام في السند ؛ فقد روى الشيخ الصدوق الخبر فيالتوحيد ، ص ١٤٦ ، ح ١٥ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حُمَيد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . هذا ، ولعلّ الوجه في زيادة « عن أبي بصير » تعدّد رواية النضر بن سويد عن عاصم بن حُمَيد عن أبي بصير ، راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٤٧٣ - ٤٧٥.

(٢) في التوحيد : + « له ».

(٣) في « ف » والتوحيد : « فقال ».

(٤) في « بر » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي : « المراد ». أي لايكون المريد بحال إلّاحال كون المراد معه ، ولايكون مفارقاً عن المراد. (٥) في « ف ، بح » والتوحيد : + « بل ».

(٦) في « ب ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والتوحيد : - « الله ».

(٧)التوحيد ، ص ١٤٦ ، ح ١٥ ، بسنده عن حسين بن سعيد.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٥ ، ح ٣٦٨ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٣ ، ح ١٠١.

(٨) الحسن بن الجهم هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين. روى عن أبي الحسن موسى والرضاعليهما‌السلام ، وكان من خاصّة الرضاعليه‌السلام . وروى في بعض الأسناد عن [ عبدالله ] بن بكير. راجع :رجال النجاشي ، ص ٥٠ ، الرقم ١٠٩ ؛رسالة أبي غالب الزراري ، ص ١١٥ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٥٠٦ - ٥٠٧.

وأمّا روايته عن بكير بن أعين ، فلم نجده إلّافي هذا الخبر الذي رواه الصدوق أيضاً فيالتوحيد ، ص ١٤٦ ، ح ١٦. وبكير مات في حياة أبي عبداللهعليه‌السلام كما فيرجال الكشّي ، ص ١٦١ ، الرقم ٢٧٠ ؛ ورجال الطوسي ، ص ١٧٠ ، الرقم ١٩٩٢ ، ورسالة أبي غالب الزراري ، ص ١٨٨. فالظاهر وقوع خلل في السند من سقط أو إرسال.

(٩) في الوافي : « ألا تدري ».

(١٠) في« بح ، بف » وحاشية « ب ، بس »:« سأعلم ».

٢٦٧

وَلَا تَقُولُ : سَأَفْعَلُ كَذَا إِنْ عَلِمَ اللهُ ، فَقَوْلُكَ : « إِنْ شَاءَ اللهُ » دَلِيلٌ عَلى أَنَّهُ لَمْ يَشَأْ ؛ فَإِذَا(١) شَاءَ ، كَانَ الَّذِي شَاءَ كَمَا شَاءَ ، وَعِلْمُ اللهِ السَّابِقُ(٢) لِلْمَشِيئَةِ(٣) ».(٤)

٣٠٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِرَادَةِ مِنَ اللهِ وَمِنَ الْخَلْقِ(٥) ؟

قَالَ : فَقَالَ : « الْإِرَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ(٦) : الضَّمِيرُ وَمَا(٧) يَبْدُو لَهُمْ(٨) بَعْدَ ذلِكَ مِنَ الْفِعْلِ ، وَأَمَّا مِنَ اللهِ تَعَالى ، فَإِرَادَتُهُ إِحْدَاثُهُ لَاغَيْرُ ذلِكَ(٩) ؛ لِأَنَّهُ(١٠) لَايُرَوِّي(١١) ، وَلَا يَهُمُّ(١٢) ، وَلَا يَتَفَكَّرُ ، وَهذِهِ الصِّفَاتُ مَنْفِيَّةٌ عَنْهُ ، وَهِيَ(١٣) صِفَاتُ الْخَلْقِ ؛ فَإِرَادَةُ اللهِ الْفِعْلُ(١٤) لَاغَيْرُ ذلِكَ ؛ يَقُولُ‌

__________________

(١) في شرح المازندراني : « الفاء للتعليل وبيان لدلالة إن شاء الله ».

(٢) « السابق » خبرٌ. وفي « ض ، جو » وحاشية « بح » وشرح المازندراني : « سابق ».

(٣) اللام في « للمشيئة » بمعنى « على » كقوله تعالى :( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ ) . [ الإسراء (١٧) : ١٠٧ و ١٠٩ ]. وفي « ج ، ف ، بس ، بف » وحاشية « ض » والتعليقة للداماد وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « المشيئة » وهي مجرورة بإضافة « السابق » إليها. وفي حاشية « بر » : « في نسخة : على المشيئة ». قال المازندراني في شرحه : « ومعنى الجميع واحد ، وهو أنّ علم الله تعالى سابق على مشيئته وإرادته التي هي الإيجاد ».

(٤)التوحيد ، ص ١٤٦ ، ح ١٦ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٦ ، ح ٣٧٠.

(٥) في التوحيد : « المخلوق ».

(٦) في التوحيد والعيون : « المخلوق ».

(٧) « ما » مبتدأ و « من الفعل » خبره ، والجملة معطوفة على الجملة السابقة ، أو « ما » معطوف على « الضمير » و « من الفعل » بيان لـ « ما » عند المجلسي ، وصلة لـ « يبدو » عند المازندراني ؛ لأنّ الفعل هو المراد دون الإرادة ، إلّا أن يراد بالفعل مقدّمات الإرادة. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٤٩ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١٧.

(٨) في التوحيد والعيون : « له ».

(٩) في شرح صدر المتألّهين : - « ذلك ».

(١٠) في حاشية « بر » : « فإنّه ».

(١١) في شرح المازندراني : « لايروّي ، أي لايفعل باستعمال الرويّة. يقال : روّيت في الأمر تروية ، أي نظرت فيه ولم أتعجّل. والاسم : الرَوِيّة ». وانظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٥٠ ( روي ).

(١٢) « لايهمّ » أي لايقصد ولا يريد ولا يعزم عليه. والاسم : الهِمَّة. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٦١ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٢٠ ( همم ). (١٣) في التوحيد والعيون : + « من ».

(١٤) في شرح صدر المتألّهين : « فإرادته الفعل ». وفي التوحيد والعيون : « فإرادة الله هي الفعل ».

٢٦٨

لَهُ : « كُنْ » فَيَكُونُ بِلَا لَفْظٍ ، وَلَا نُطْقٍ بِلِسَانٍ ، وَلَا هِمَّةٍ ، وَلَا تَفَكُّرٍ ؛ وَلَا كَيْفَ لِذلِكَ(١) ، كَمَا أَنَّهُ لَا(٢) كَيْفَ لَهُ(٣) ».(٤)

٣٠٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « خَلَقَ اللهُ الْمَشِيئَةَ بِنَفْسِهَا ، ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِالْمَشِيئَةِ »(٥) .

٣٠٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْمَشْرِقِيِّ(٦) حَمْزَةَ بْنِ الْمُرْتَفِعِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

__________________

(١) أي للإحداث. وفي العيون : « كذلك ».

(٢) في التوحيد والعيون : « بلا ».

(٣) أي لله‌تعالى. وفي التوحيد والعيون : - « له ».

(٤)الأمالي للطوسي ، ص ٢١١ ، المجلس ٨ ، ح ١٥ بسنده عن الكليني ، وتمام الرواية فيه : « أخبرني عن الإرادة من الله عَزَّ وَجَلَّ ومن الخلق ، فقال : الإرادة من الله إحداثه الفعل لا غير ذلك ؛ لأنّه لا يهمّ ولا يتفكّر ». وفيالتوحيد ، ص ١٤٧ ، ح ١٧ ؛ وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١١٩ ، ح ١١ ، بسنده فيهما عن أحمد بن إدريس.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٥ ، ح ٣٦٩.

(٥)التوحيد ، ص ١٤٧ ، ح ١٩ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم القمّي.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٧ ، ح ٣٧١.

(٦) في « ج » والتعليقة للداماد وشرح المازندراني والوافي : « المشرفي ». وفي « و » : + « عن ». وذكر الأردبيلي أيضاً فيجامع الرواة ، ج ٢ ، ص ٤٥٢ ، ثبوت « عن » نقلاً من بعض نسخالكافي . والخبر رواه الصدوق فيالتوحيد ، ص ١٦٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن المشرقي ، عن حمزة بن الربيع. وفيمعاني الأخبار ، ص ١٨ ، ح ١ ، بنفس السند ، إلّا أنّ فيه : « المشرقي حمزة بن الربيع ».

هذا ، ومن المحتمَل وقوع تحريف في السند ، وأن يكون الصواب ثبوت « عن » بعد « المشرقي » ، وأنّ المشرقي هو هشام بن إبراهيم المشرقي الذي روى عنه محمّد بن عيسى العبيدي - وهو ابن عبيد بن يقطين - فيرجال الكشي ، ص ٤٩٨ ، الرقم ٩٥٦.

أمّا حمزة بن الربيع أو المرتفع ، فلم نعثر على ما يدلّنا على تعيين الصواب منهما ، وما ورد فيالتعليقة للداماد ، ص ٢٤٩ - من أنّ حمزة بن المرتفع من تحريف الناسخين ، والصحيح هو حمزة بن الربيع - لايمكن المساعدة عليه بعد ثبوت « المرتفع » كعنوان ؛ فقد ورد فيالتاريخ الكبير للبخاري ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ، الرقم ٦٩٢ ، محمّد بن المرتفع العبدري ، وورد في وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ، ص ٣١٥ ، وص ٥٥٦ ، المرتفع بن الوضاح الزبيدي. غاية الأمر أنّ المرتفع عنوان غريب ، وهذا الأمر يوجب تحريفه بعنوان قريب يشابهه في الكتابة ، وهو الربيع ، فيكون الأمر خلاف ما أفاده في التعليقة.

٢٦٩

كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ، فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ) (١) مَا ذلِكَ الْغَضَبُ؟

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « هُوَ الْعِقَابُ يَا عَمْرُو ؛ إِنَّهُ(٢) مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ قَدْ زَالَ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلى شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ وَصَفَهُ صِفَةَ مَخْلُوقٍ ، وَ(٣) إِنَّ(٤) اللهَ تَعَالى لَايَسْتَفِزُّهُ(٥) شَيْ‌ءٌ ؛ فَيُغَيِّرَهُ(٦) »(٧) .

٣٠٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ - الَّذِي سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام - فَكَانَ مِنْ سُؤَالِهِ : أَنْ(٨) قَالَ لَهُ : فَلَهُ رِضاً وَسَخَطٌ؟ فَقَالَ(٩) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « نَعَمْ ، وَلكِنْ لَيْسَ ذلِكَ عَلى مَا يُوجَدُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ؛ وَذلِكَ أَنَّ الرِّضَا حَالٌ تَدْخُلُ(١٠) عَلَيْهِ ، فَتَنْقُلُهُ(١١) مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ؛ لِأَنَّ الْمَخْلُوقَ أَجْوَفُ(١٢) ، مُعْتَمِلٌ(١٣) ، مُرَكَّبٌ ، لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ مَدْخَلٌ ، وَخَالِقُنَا لَامَدْخَلَ لِلْأَشْيَاءِ‌

__________________

(١) طه (٢٠) : ٨١. و « هوى » أي هبط ، أو مات وهلك. اُنظر : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٧٠ ( هوا ).

(٢) في « بر » : - « إنّه ».

(٣) في شرح المازندراني : « إنّ الله تعالى ، عطف على قوله : إنّه من زعم ». في الوافي والتوحيد : - « و ».

(٤) في المعاني : « فإنّ ».

(٥) في « ف » : « لايستغرّه ». وفي حاشية « ف » : « لايستقرّه ». وقوله : « لايستفزّه » أي لايستخفّه ولا يُزعجه ، من استفزّه الخوف ، أي استخفّه وأزعجه. قال المجلسي في مرآة العقول : « وقيل : أي لايجده خالياً عمّا يكون قابلاً له فيغيّره للحصول له تغييرَ الصفة لموصوفها ». وانظر :مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٦٣٥ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٦ ( فزّ ).

(٦) في التوحيد : « ولا يغيّره ». وفي المعاني : « لايتنفّره شي‌ء ولا يعزّه شي‌ء » بدل « لايستفزّه شي‌ء فيغيّره ».

(٧)التوحيد ، ص ١٦٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن المشرقي ، عن حمزة بن الربيع ، عمّن ذكره ؛معاني الأخبار ، ص ١٨ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن المشرقي حمزة بن الربيع ، عمّن ذكره.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٩ ، ح ٣٧٣. (٨) في « بر » : - « أن ».

(٩) في « ب ، بح » : + « له ».

(١٠) في « ب ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « يدخل ».

(١١) في شرح صدر المتألّهين : « فينقله ». وفي التوحيد والمعاني : « أنّ الرضا والغضب دخّال يدخل عليه فينقله » بدل « أنّ الرضا حال تدخل عليه فتنقله ». (١٢) في التوحيد والمعاني : - « لأنّ المخلوق أجوف ».

(١٣) « معتمِل » ، إمّا بكسر الميم من اعتمل ، أي اضطرب في العمل. والمراد أنّ في صنعه اضطراباً ، أو أنّ له في =

٢٧٠

فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ(١) وَاحِدٌ : وَاحِدِيُّ(٢) الذَّاتِ ، وَاحِدِيُّ الْمَعْنى ؛ فَرِضَاهُ ثَوَابُهُ ، وَسَخَطُهُ عِقَابُهُ ، مِنْ(٣) غَيْرِ شَيْ‌ءٍ يَتَدَاخَلُهُ ؛ فَيُهَيِّجُهُ(٤) وَيَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ؛ لِأَنَّ(٥) ذلِكَ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْعَاجِزِينَ الْمُحْتَاجِينَ».(٦)

٣٠٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْمَشِيئَةُ مُحْدَثَةٌ ».(٧)

__________________

= عمله وإدراكاته اضطراباً ؛ أو من اعتمل ، بمعنى عمل بنفسه وأعمل رأيه وآلته. والمراد هنا أنّه يعمل بإعمال صفاته وآلاته. وإمّا بفتح الميم ، بمعنى من عمل فيه غيره. والمراد أنّه مصنوع ركّب فيه الأجزاء والقوى. اُنظر شروح الكافي والصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٧٥ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٦٨ ( عمل ).

(١) في التوحيد والمعاني : - « لأنّه ».

(٢) في « ف » : « وأحديّ ». وهكذا قرأها المازندراني ؛ حيث قال : « والعطف دلّ على المغايرة. ويحتمل التفسير أيضاً ، ويؤيّده ترك العطف في كتابالتوحيد للصدوقرحمه‌الله ؛ حيث قال فيه : واحد أحديّ الذات ». وما فيالتوحيد هو الأصوب والأقوم عند السيّد الداماد.شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٥٩ ؛ وانظر :التعليقة للداماد ، ص ٢٥١.

(٣) في « بس ، بف » : « عن ».

(٤) « فيهيّجه » : الهَيْج والتهييج : الإثارة والبعث. هو إمّا مرفوع عطفاً على « يتداخله » وإمّا منصوب جواباً للنفي. والنسخ أيضاً من حيث هيئة الكلمة وإعرابها مختلفة ؛ حيث إنّها في بعضها مخفّفة ، وفي بعضها مشدّدة ، وفي بعضها مرفوعة ، وفي بعضها منصوبة. (٥) في التوحيد والمعاني : « فإنّ ».

(٦) الحديث طويل ، قطّعه الكلينيقدس‌سره ، وأورد قطعة منه هنا ، وصدره في كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح ٢٢٠ ، وذكر باقي الحديث في موضعين آخرين منالكافي ( : كتاب التوحيد ، باب إطلاق القول بأنّه شي‌ء ، ح ٢٢٧ ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح ٤٣٢ ) وكرّر قطعة منه في كتاب التوحيد ، باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح ٣٠٠. كما أشار إليه العلّامة الفيض فيالوافي ، ج ١ ، ص ٣٣٠. وذكر الصدوقرحمه‌الله تمام الرواية فيالتوحيد ، ص ٢٤٣ ، ح ١ ؛ وهذه القطعة منه. فيالتوحيد ، ص ١٦٩ ، ح ٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٢٠ ، ح ٣ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٦٠ ، ح ٣٧٤.

(٧)المحاسن ، ص ٢٤٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٤١. وفيالتوحيد ، ص ١٤٧ ، ح ١٨ ؛ وص ٣٣٦ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٥٩ ، ح ٣٧٢ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٧١ ، ح ١١٩.

٢٧١

جُمْلَةُ الْقَوْلِ(١) فِي صِفَاتِ الذَّاتِ وَصِفَاتِ الْفِعْلِ‌

إِنَّ كُلَّ شَيْئَيْنِ وَصَفْتَ اللهَ بِهِمَا ، وَكَانَا جَمِيعاً فِي الْوُجُودِ ، فَذلِكَ(٢) صِفَةُ فِعْلٍ ؛ وَتَفْسِيرُ هذِهِ الْجُمْلَةِ(٣) : أَنَّكَ تُثْبِتُ فِي الْوُجُودِ مَا يُرِيدُ وَمَا لَايُرِيدُ(٤) ، وَمَا يَرْضَاهُ وَمَا يَسْخَطُهُ(٥) ، وَمَا يُحِبُّ وَمَا يُبْغِضُ(٦) ، فَلَوْ كَانَتِ(٧) الْإِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ مِثْلِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ ، كَانَ مَا لَا يُرِيدُ نَاقِضاً لِتِلْكَ الصِّفَةِ ، وَلَوْ كَانَ مَا يُحِبُّ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ ، كَانَ مَا يُبْغِضُ نَاقِضاً لِتِلْكَ الصِّفَةِ(٨) ؛ أَلَاتَرى أَنَّا لَانَجِدُ فِي الْوُجُودِ مَا لَايَعْلَمُ وَمَا لَايَقْدِرُ(٩) عَلَيْهِ ، وَكَذلِكَ صِفَاتُ ذَاتِهِ(١٠) الْأَزَلِيِّ لَسْنَا نَصِفُهُ(١١) بِقُدْرَةٍ وَعَجْزٍ ، وَعِلْمٍ وَجَهْلٍ(١٢) ، وَسَفَهٍ وَحِكْمَةٍ وَخَطَاً ، وَعِزٍّ(١٣) وَذِلَّةٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : يُحِبُّ مَنْ أَطَاعَهُ ، وَيُبْغِضُ مَنْ عَصَاهُ ، وَيُوَالِي مَنْ أَطَاعَهُ ، وَيُعَادِي مَنْ عَصَاهُ ، وَإِنَّهُ(١٤) يَرْضى وَيَسْخَطُ ؛ وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ : اللهُمَّ ارْضَ عَنِّي ، وَلَا تَسْخَطْ عَلَيَّ ، وَتَوَلَّنِي وَلَا تُعَادِنِي.

__________________

(١) في « ف ، بح » وشرح صدر المتألّهين : « قال أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني : جملة القول » وحكاه السيّد بدر الدين عن بعض النسخ في حاشيته على الكافي. والظاهر أنّ قوله : « جملة القول » وما بعدها من كلام المصنّف ؛ لأنّ الحديث مذكور في التوحيد وليست فيه هذه الجملة وما بعدها. وعند بعض الأفاضل من تتمّة الحديث ؛ لاقتضاء السياق ذلك وعدم الصارف عنه. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٢٥٢ ؛شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٨٠ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٦٢ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٢.

(٢) قوله : « فذلك » خبر « إنّ » والفاء باعتبار اشتمال اسمها على معنى الشرط.

(٣) في « بس » : - « الجملة ».

(٤) في « ف ، بس ، بف » : « ما تريد وما لاتريد ».

(٥) « يسخطه » بفتح الياء بقرينة « يرضاه ». وفي « بر » : « مايرضيه وما يسخطه ». وفي « بس ، بف » : « ترضاه » و « تسخطه ». (٦) في « بس ، بف » : « وما تحبّ وما تبغض ».

(٧) في « بف » : « كان ».

(٨) في حاشية « ف » : + « ولو كان مايرضى من صفات الذات كان ما يسخط ناقضاً لتلك الصفة ».

(٩) في شرح صدر المتألّهين : « ما لا نعلم وما نقدر ».

(١٠) في « ب » : « لذاته ».

(١١) في « ف » : « نتّصفه ».

(١٢) في « ف ، بح » : « وحلم ».

(١٣) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : - « وعلم - إلى - وعزٍّ ». وفي شرح المازندراني : « وعزّة ».

(١٤) في « ف » وحاشية « بس ، بف » : « وأن ».

٢٧٢

وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : يَقْدِرُ أَنْ يَعْلَمَ وَلَا يَقْدِرُ(١) أَنْ لَايَعْلَمَ ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَمْلِكَ ولَا يَقْدِرُ أَنْ لَا يَمْلِكَ ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ عَزِيزاً حَكِيماً وَلَا يَقْدِرُ(٢) أَنْ لَايَكُونَ(٣) عَزِيزاً حَكِيماً ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ جَوَاداً وَلَا يَقْدِرُ(٤) أَنْ لَايَكُونَ جَوَاداً ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ غَفُوراً وَلَا يَقْدِرُ(٥) أَنْ لَا يَكُونَ غَفُوراً.

ولَا يَجُوزُ أَيْضاً أَنْ يُقَالَ : أَرَادَ أَنْ يَكُونَ رَبّاً وَقَدِيماً وَعَزِيزاً وَحَكِيماً(٦) وَمَالِكاً وَعَالِماً وَقَادِراً ؛ لِأَنَّ هذِهِ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ ، وَالْإِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ؛ أَلَاتَرى أَنَّهُ يُقَالُ(٧) : أَرَادَ هذَا وَلَمْ يُرِدْ هذَا ، وَصِفَاتُ الذَّاتِ تَنْفِي عَنْهُ بِكُلِّ صِفَةٍ مِنْهَا ضِدَّهَا ؛ يُقَالُ : حَيٌّ وَعَالِمٌ(٨) وَسَمِيعٌ وَبَصِيرٌ وَعَزِيزٌ وَحَكِيمٌ ، غَنِيٌّ ، مَلِكٌ ، حَلِيمٌ ، عَدْلٌ ، كَرِيمٌ ؛ فَالْعِلْمُ ضِدُّهُ الْجَهْلُ ، وَالْقُدْرَةُ ضِدُّهَا الْعَجْزُ ، وَالْحَيَاةُ ضِدُّهَا(٩) الْمَوْتُ ، وَالْعِزَّةُ ضِدُّهَا الذِّلَّةُ ، وَالْحِكْمَةُ(١٠) ضِدُّهَا الْخَطَأُ ، وَضِدُّ الْحِلْمِ الْعَجَلَةُ(١١) وَالْجَهْلُ ، وَضِدُّ الْعَدْلِ الْجَوْرُ وَالْظُّلْمُ.

١٥ - بَابُ حُدُوثِ الْأَسْمَاءِ‌

٣٠٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ‌

__________________

(١) قوله : « ولا يقدر » عطف على « يقدر » و « لا » لتأكيد النفي. وقال المجلسي في مرآة العقول : « ويمكن أن يكون‌ من مقول القول الذي لايجوز ويحتمل أن يكون الواو للحال ».

(٢) في « بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « ويقدر ».

(٣) فيشرح صدر المتألّهين ، ص ٢٨١ : « اعلم أنّ النسخ هاهنا مختلفة ، ففي بعضها يوجد في بعض الفقرات الثانية بدل « يقدر أن لايكون » : « لايقدر أن يكون » ، وفي بعضها : « لايقدر أن لايكون » ، والظاهر أنّ المراد واحد ».

(٤) في « بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا : « ويقدر ».

(٥) في « بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « ويقدر ».

(٦) في « بح » : - « وحكيماً ».

(٧) في شرح صدر المتألّهين : + « إنّه تعالى ».

(٨) في حاشية « ف ، بح » : « عليم ».

(٩) في« بف»:« ضدّه ».وفي « ج » : «والحياة وضدّها».

(١٠) .في « ج »:« الحكم »وفي« ف » : « الحكمة و ».

(١١) في « ف » : « والحلم ضدّه العجلة ».

٢٧٣

الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - خَلَقَ اسْماً(١) بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتٍ(٢) ، وَبِاللَّفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ(٣) ، وَبِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ(٤) ، وَبِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ ، وَبِاللَّوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ ، مَنْفِيٌّ عَنْهُ الْأَقْطَارُ ، مُبَعَّدٌ(٥) عَنْهُ الْحُدُودُ ، مَحْجُوبٌ(٦) عَنْهُ(٧) حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ ، مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ(٨) .

فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّةً عَلى أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ مَعاً ، لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الْآخَرِ ، فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَاءٍ ؛ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهَا ، وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِداً(٩) ، وَهُوَ الِاسْمُ الْمَكْنُونُ‌

__________________

(١) في « ج ، بف ، بس » وحاشية « ض » : « أسماء ». وفي « ض ، ف ، بر » وحاشية بدرالدين : « الأسماء ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣٧٦ : « في أكثر النسخ « أسماء » بلفظ الجمع ، وفي بعضها « اسماً » بالإِفراد. والجمع بين النسختين أنّه اسم واحد على أربعة أجزاء ، كلّ جزء منه اسم ، فيصحّ التعبير عنه بالاسم وبالأسماء ». ونحوه فيمرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٤.

(٢) كذا في أكثر النسخ والمطبوع ، ولكن لم يُرَ في كتب اللغة ممّا في أيدينا مجي‌ء التفعّل من الصوت. وفي‌حاشية « بح » : « مصوّت ». وفي « بس ، بف » وحاشية بدرالدين : « منصوب ». وفي التوحيد : « وهو عزّ وجلّ بالحروف غير منعوت » بدل « غير متصوّت ». وقولهعليه‌السلام : « غير متصوّت » وما بعده من المعطوفات عليه إمّا حال عن فاعل « خلق » والجارّ متعلّق بمتصوّت ، إمّا على البناء للفاعل ، أي خلق الله سبحانه اسماً والحال أنّه لم يتصوّت بالحروف. أو على البناء للمفعول ، أي هو تعالى ليس من قبيل الأصوات والحروف حتّى يصلح كون الاسم عينه تعالى. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٨٢ - ٢٨٦ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣٧٧ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٧٠ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٥.

(٣) « غير مُنْطَقٍ » بفتح الطاء ، أي غير ناطق ، أو أنّه غير منطوق باللفظ كالحروف ليكون من جنسها. أو « غير منطِق » بكسر الطاء ، أي غير متلفِّظٍ ، يعني لم يجعل الحروف ناطقة بالإسناد المجازي. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٧١ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٥.

(٤) في شرح المازندراني : « المجسّد مَن اُكملتْ خلقته البدنيّة وتمّت تشخّصاته الجسميّة ».

(٥) في « ض ، بر ، بس » : « مُبْعَد » أي اسم المفعول من الإفعال. وفي شرح صدر المتألّهين : « ومبعّد ».

(٦) في شرح صدر المتألّهين : « ومحجوب ».

(٧) في حاشية « ض » : « عن ».

(٨) في حاشية « ج » والوافي : « مُستَّر ». قال فيالوافي : « من التستير على البناء للمفعول ؛ إشارة إلى أنّ خفاءه وعدمَ نيله إنّما هو لضعف البصائر والأبصار ، لا أنّه جعل عليه ستر أخفاه ».

(٩) في « ج ، ض ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « واحداً منها » بدل « منها واحداً ». =

٢٧٤

الْمَخْزُونُ(١) .

فَهذِهِ(٢) الْأَسْمَاءُ(٣) الَّتِي ظَهَرَتْ(٤) ، فَالظَّاهِرُ هُوَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَسَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هذِهِ الْأَسْمَاءِ(٥) أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ ، فَذلِكَ اثْنَا عَشَرَ رُكْناً ، ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا ثَلَاثِينَ اسْماً فِعْلاً(٦) مَنْسُوباً إِلَيْهَا ، فَهُوَ الرَّحْمنُ ، الرَّحِيمُ ، الْمَلِكُ ، الْقُدُّوسُ ، الْخَالِقُ ، الْبَارِئُ ، الْمُصَوِّرُ( الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) (٧) الْعَلِيمُ ، الْخَبِيرُ ، السَّمِيعُ ، الْبَصِيرُ ، الْحَكِيمُ ، الْعَزِيزُ ، الْجَبَّارُ ، الْمُتَكَبِّرُ ، الْعَلِيُّ ، الْعَظِيمُ ، الْمُقْتَدِرُ ، الْقَادِرُ ، السَّلَامُ ، الْمُؤْمِنُ ، الْمُهَيْمِنُ(٨) ، الْبَارِئُ(٩) ، الْمُنْشِئُ ، الْبَدِيعُ ، الرَّفِيعُ ، الْجَلِيلُ ، الْكَرِيمُ ، الرَّازِقُ ، الْمُحْيِي ، الْمُمِيتُ ، الْبَاعِثُ(١٠) ، الْوَارِثُ.

فَهذِهِ الْأَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنى - حَتّى تَتِمَّ(١١) ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ اسْماً - فَهِيَ(١٢) نِسْبَةٌ لِهذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ ، وَهذِهِ الْأَسْمَاءُ الثَّلَاثَةُ أَرْكَانٌ ، وَحَجَبَ(١٣)

__________________

= وفي « بس » : « واحد منها ».

(١) في « ب » : « المخزون المكنون ».

(٢) قال الفيض فيالوافي : « كذا وجدت فيما رأيناه من نسخالكافي ، والصواب : « بهذه الأسماء » بالباء ، كما رواه‌الصدوق - طاب ثراه - في كتاب توحيده ، ويدلّ عليه آخر الحديث ؛ حيث قال : وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة ». واستظهره المجلسي أيضاً.

(٣) في « ف ، بح » والتوحيد : + « الثلاثة ».

(٤) في التوحيد : « أظهرت ».

(٥) في « بر » والتوحيد : - « الأسماء ».

(٦) فيشرح المازندراني : « اسماً فعلاً ، أي اسماً دإلّا على فعل من أفعاله تعالى حتّى حصل ثلاثمائة وستّون‌اسماً ». (٧) البقرة (٢) : ٢٥٥.

(٨) فيشرح المازندراني : « المهيمن : هو الرقيب الحافظ لكلّ شي‌ء ، أو الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قولٍ‌ و فعل. وأصله : مُأءْمن - بهمزتين - من أءْمن ، قلبت الثانية ياءً ؛ كراهة اجتماعهما ، فصار مأيمناً ، ثمّ صيّرت الاولى هاءً ، كما قالوا : أهراق الدماء وأراقه ». وانظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧١ ( أمن ).

(٩) فيشرح المازندراني : « الظاهر أنّه مكرّر من الناسخ ».

(١٠) في شرح صدر المتألّهين : - « الباعث ».

(١١) .في«ب ، بف» والتعليقة للداماد والوافي:«حتّى يتمّ ».

(١٢) في « بس » : « وهي ».

(١٣) يجوز هنا كون الفعل مجهولاً أيضاً.

٢٧٥

الِاسْمَ(١) الْوَاحِدَ الْمَكْنُونَ الْمَخْزُونَ بِهذِهِ(٢) الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى :( قُلِ اُدْعُواْ اَللهَ أَوِ اُدْعُواْ اَلرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنَى ) (٣) (٤) .

٣٠٩/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٥) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ(٦) وَمُوسَى بْنِ عُمَرَ(٧) وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ(٨) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام : هَلْ كَانَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَارِفاً بِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».

قُلْتُ : يَرَاهَا وَيَسْمَعُهَا(٩) ؟ قَالَ : « مَا كَانَ مُحْتَاجاً إِلى ذلِكَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُهَا ، وَلَا يَطْلُبُ مِنْهَا ، هُوَ نَفْسُهُ ، وَنَفْسُهُ هُوَ ، قُدْرَتُهُ(١٠) نَافِذَةٌ ، فَلَيْسَ يَحْتَاجُ إلى(١١) أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ ،

__________________

(١) في التوحيد : « للاسم ».

(٢) فيشرح المازندراني : « الظاهر أنّ الجارّ متعلّق بحجب ، والباء للسببيّة ».

(٣) الإسراء (١٧) : ١١٠.

(٤)التوحيد ، ص ١٩٠ ، ح ٣ ، بسنده عن الكليني.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٦٣ ، ح ٣٧٥.

(٥) كذا في جميع النسخ والمطبوع. وروى أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيدالله بن سهل ، عن الحسين بن‌عليّ بن أبي عثمان كتابه. راجع :رجال النجاشي ، ص ٦١ ، الرقم ١٤١. فالظاهر وقوع التصحيف في العنوان وأنّ الصواب هو « الحسين بن عبيدالله» ، كما أنّ الصواب في « الحسن بن عليّ بن عثمان » هو « الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ». يؤيّد ذلك ورود العنوانين على الصواب فيالتوحيد ، ص ١٩١ ، ح ٤ ، والعيون ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٤.

(٦) في التوحيد والعيون : « عبيدالله ».

(٧) في التوحيد والبحار : « موسى بن عمرو ». وهو سهو ظاهراً. وموسى بن عمر هذا هو موسى بن عمر يزيد الصيقل ؛ فقد روى موسى بن عمر بن يزيد ، عن [ محمّد ] بن سنان فيالتهذيب ؛ ج ٢ ، ص ٣٥٥ ، ح ١٤٦٨ ؛ وج ٧ ، ص ٢٥٤ ، ح ١٠٩٦.

(٨) في التوحيد والعيون والمعاني : « الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ».

(٩) « يَسْمَعُها » أي يذكر اسم نفسه ويسمعه. أو « يُسْمِعُها » أي يرى نفسه ويسمعها كلاماً يصدر منه ؛ لقياس السائل‌إيّاه تعالى بالمخلوق في المعرفة بالأسماء والدعوة بها. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٨٤ ؛مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٠.

(١٠) في « ف » : « وقدرته ».

(١١) هكذا في « ب ، ض ، بح ، بر » والعيون. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « إلى ».

٢٧٦

وَ(١) لكِنَّهُ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَسْمَاءً لِغَيْرِهِ يَدْعُوهُ بِهَا ؛ لِأَنَّهُ(٢) إِذَا لَمْ يُدْعَ بِاسْمِهِ ، لَمْ يُعْرَفْ ، فَأَوَّلُ مَا اخْتَارَ(٣) لِنَفْسِهِ : الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ؛ لِأَنَّهُ أَعْلَى الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا ، فَمَعْنَاهُ : اللهُ ، وَاسْمُهُ : الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، هُوَ(٤) أَوَّلُ أَسْمَائِهِ(٥) عَلَا عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ ».(٦)

٣١٠/ ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ(٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُهُ(٨) عَنِ الِاسْمِ : مَا هُوَ؟ قَالَ : « صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ ».(٩)

٣١١/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ(١٠) خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ(١١) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اسْمُ اللهِ غَيْرُهُ(١٢) ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ « شَيْ‌ءٍ » فَهُوَ‌

__________________

(١) في البحار : - « و ».

(٢) « لأنّه » تعليل لاختيار الأسماء ، والضمير له سبحانه ، والفعلان مجهولان. وأمّا جعلها تعليلاً لـ « يدعوه بها » وإرجاع الضمير إلى الغير وبناء الفعلين للفاعل فبعيد جدّاً ؛ للزوم تفكيك الضمير في « باسمه » وحذف مفعول الفعلين مع الغناء عنه بما ذكر ، والمآل واحد. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٨٦.

(٣) في العيون : « اختاره ».

(٤) في « ف » والمعاني : « وهو ».

(٥) في التوحيد والعيون والمعاني : + « لأنّه ».

(٦)التوحيد ، ص ١٩١ ، ح ٤ ؛عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٤ ؛معاني الأخبار ، ص ٢ ، ح ٢ ، وفي كلّها عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٦٥ ، ح ٣٧٦ ؛البحار ، ج ٥٧ ، ص ١٦٣ ، ح ١٠٢ ، إلى قوله : « يدعوه بها ».

(٧) إشارة إلى السند المتقدّم إلى ابن سنان ؛ فإنّ ابن سنان الراوي عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام هو محمّد بن سنان الزاهري. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٨ ، الرقم ٨٨٨ ؛رجال البرقي ، ص ٥٤ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٦٤ ، الرقم ٥٣٩٤.

(٨) في العيون : « سألته ، يعني الرضاعليه‌السلام ». وفي المعاني : « سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ».

(٩)التوحيد ، ص ١٩٢ ، ح ٥ ؛عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٥ ؛معاني الأخبار ، ص ٢ ، ح ١ ، وفي كلّها عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٦٦ ، ح ٣٧٧.

(١٠) في « ألف » وحاشية « ف » : « عن ».

(١١) في « ألف » وحاشية « بح ، بس » : « زيد ».

(١٢) في « ج ، بس » : « اسم غير الله ». وفي « بف » وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : « اسم الله غير الله ». قال‌المازندراني : « في بعض النسخ : « غيره » يعني اسم الله غير المسمّى به ، وهو الذات المقدّسة ».

٢٧٧

مَخْلُوقٌ مَا خَلَا اللهَ ، فَأَمَّا مَا عَبَّرَتْهُ(١) الْأَلْسُنُ(٢) أَوْ عَمِلَتِ(٣) الْأَيْدِي(٤) ، فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، وَاللهُ غَايَةُ مَنْ غَايَاهُ(٥) ، وَالْمُغَيَّا(٦) غَيْرُ الْغَايَةِ ، وَالْغَايَةُ مَوْصُوفَةٌ ، وَكُلُّ مَوْصُوفٍ مَصْنُوعٌ ، وَصَانِعُ الْأَشْيَاءِ غَيْرُ مَوْصُوفٍ بِحَدٍّ مُسَمّىً(٧) ، لَمْ يَتَكَوَّنْ(٨) ؛ فَيُعْرَفَ(٩) كَيْنُونِيَّتُهُ(١٠) بِصُنْعِ غَيْرِهِ ، وَلَمْ يَتَنَاهَ(١١) إِلى غَايَةٍ إِلَّا كَانَتْ غَيْرَهُ ، لَايَزِلُّ(١٢) مَنْ فَهِمَ هذَا‌

__________________

(١) في التوحيد : « عبرت ». وعَبَرتْهُ ، أو عبّرته بمعنى فسّرتْه. أو عَبَرتُه من العبور بمعنى المرور. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٢٥٩ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٤٦٨ ؛شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٣٨٩ ؛الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٣٣ - ٧٣٤ ( عبر ). (٢) في التوحيد : + « عنه ».

(٣) في التعليقة للداماد وشرح صدر المتألّهين والمازندراني : « عملته ». وفي التوحيد ، ص ١٩٢ : « ماعملته ».

(٤) في التوحيد ، ص ١٤٢ : + « فيه ».

(٥) هكذا في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد ، وشرح المازندراني ومرآة العقول والتوحيد. وفي‌سائر النسخ والمطبوع : « غايةٌ مِن غاياته ». واختاره السيّد بدر الدين في حاشيته ، ص ٩٣ وقال : « ويريد به أنّ لفظة الجلالة غاية ونهاية ممّا تنتهي إليه العقول في معرفته عزّ وجلّ ». وقال فيالمرآة ، ج ٢ ، ص ٣٢ : « صحّفت غاياه بغاياته. وكذا في بعض النسخ أيضاً ، أي علامة من علاماته » ثمّ قال : « الخامس : ما صحّفه بعض الأفاضل ؛ حيث قرأ : عانة من عاناه ، أي الاسم ملابس مَن لابسه ». والمراد بـ « بعض الأفاضل » هو ميرزا رفيعا في حاشيته على الكافي ، ص ٣٨٣. وفي « ج » وحاشية « بر » : « غايات ». وفي « ف » : « الغايات ». وفي حاشية « بر » : « غايته ».

(٦) في « ب ، ض ، ف » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « المعنيّ ». وأورد فيالمرآة ثلاثة احتمالات : بالغين المعجمة ، اسم الفاعل والمفعول من التفعيل. والمعنى المصطلح. وقال : « في بعض النسخ : والمعنيّ ، بالعين المهملة والنون ، أي المقصود ». وقرأ ميرزا رفيعا في حاشيته : « والمعنيّ غير العانة ، والعانة موصوفة » وقال : « أي المقصود بالاسم المتوسّل به إليه غير العانة ، أي غير ما تتصوّره وتعقله. والعانة موصوفة ، أي كلّ ما تتصوّره أو تعقله فتلابسه أو تسخره أو تهتهمّ به أو هو ذيل مخلوق مأسور موصوفٌ بصفات الممكن وتوابع الإمكان ».

(٧) « مسمّى » إمّا مضاف إليه أوصفة لحدّ ، كما فيالتعليقة للداماد. وفيمرآة العقول : « قيل : هو خبر بعد خبر ، أوخبر مبتدأ محذوف ».

(٨) في التعليقة للداماد : « لم يكن ». وفيشرح المازندراني : « لم يتكوّن ، خبر بعد خبر لصانع الأشياء ولم يتناه خبر ثالث».

(٩) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي والتوحيد : « فتعرف ».

(١٠) في مرآة العقول والتوحيد : « كينونته ».

(١١) في « بر ، بف » : « ولايتناهى ».

(١٢) في « ض ، بر » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : « لايذلّ ».

٢٧٨

الْحُكْمَ(١) أَبَداً ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ الْخَالِصُ ، فَارْعَوْهُ(٢) ، وَصَدِّقُوهُ ، وَتَفَهَّمُوهُ بِإِذْنِ اللهِ.

مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللهَ بِحِجَابٍ أَوْ بِصُورَةٍ أَوْ بِمِثَالٍ ، فَهُوَ مُشْرِكٌ ؛ لِأَنَّ حِجَابَهُ وَمِثَالَهُ وَصُورَتَهُ(٣) غَيْرُهُ ، وَإِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ ، مُتَوَحِّدٌ(٤) ، فَكَيْفَ(٥) يُوَحِّدُهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَرَفَهُ بِغَيْرِهِ؟! وَإِنَّمَا عَرَفَ اللهَ مَنْ عَرَفَهُ بِاللهِ ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ بِهِ ، فَلَيْسَ يَعْرِفُهُ ، إِنَّمَا(٦) يَعْرِفُ غَيْرَهُ ، لَيْسَ(٧) بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ شَيْ‌ءٌ ، وَاللهُ خَالِقُ(٨) الْأَشْيَاءِ لَامِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ ، وَاللهُ يُسَمّى بِأَسْمَائِهِ وَهُوَ غَيْرُ أَسْمَائِهِ ، وَالْأَسْمَاءُ(٩) غَيْرُهُ ».(١٠)

١٦ - بَابُ مَعَانِي الْأَسْمَاءِ وَاشْتِقَاقِهَا‌

٣١٢/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ تَفْسِيرِ(١١) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فَقَالَ(١٢) : « الْبَاءُ‌

__________________

(١) « هذا الحكم » ، أي الحكمة من العلم ، أو القضاء ؛ فإنّه جاء بالمعنيين. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٠١ ( حكم ).

(٢) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « فادعوه ». وفي « بس » : « فأوعوه ». واحتمل فيشرح المازندراني : « فأرعوه » من الإرعاء بمعنى الإصغاء. وفي التوحيد ، ص ١٤٢ : « فاعتقدوه ». وقوله : « فارعوه » من الرعاية بمعنى الحفظ أو الوفاء ، أو فارعوه من الإرعاء بمعنى الإصغاء ، تقول : أرعيته سمعي ، أي أصغيت إليه. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٩ ( رعى ) ؛التعليقة للداماد ، ص ٢٦١.

(٣) في « ف » : « وصورته ومثاله ». وفي التوحيد : « الحجاب والمثال والصورة ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « موحَّد ».

(٥) في«ج ،ض ،ف ،بح ،بس ،بف » : « وكيف ».

(٦) في « بف » : « وإنّما ».

(٧) في « ف » : « وليس ».

(٨) في « ب » وحاشية « بف » والوافي : « خلق ».

(٩) في شرح صدر المتألّهين : « وأسماؤه ».

(١٠)التوحيد ، ص ١٩٢ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله ؛وفيه ، ص ١٤٢ ، ح ٧ ، بسنده عن خالد بن يزيد ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٦٦ ، ح ٣٧٨.

(١١) في المحاسن والتوحيد ، ح ٢ والمعاني ، ح ١ : - « تفسير ».

(١٢) هكذا في « بح » والمحاسن والتوحيد ، ح ٢ والمعاني ، ح ١ وتفسير العيّاشي وتفسير القمّي. وفي سائر =

٢٧٩

بَهَاءُ(١) اللهِ ، وَالسِّينُ سَنَاءُ(٢) اللهِ ، وَالْمِيمُ مَجْدُ(٣) اللهِ - وَرَوى(٤) بَعْضُهُمْ : الْمِيمُ(٥) مُلْكُ اللهِ - وَاللهُ إِلهُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، الرَّحْمنُ(٦) بِجَمِيعِ(٧) خَلْقِهِ ، وَالرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً »(٨) .

٣١٣/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :

أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَاشْتِقَاقِهَا : اللهُ مِمَّا هُوَ مُشْتَقٌّ؟ فَقَالَ(٩) : « يَا هِشَامُ ، اللهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلهٍ(١٠) ، وَالْإِلهُ(١١) يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمّى ، فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى ، فَقَدْ‌

__________________

= النسخ والمطبوع : « قال ».

(١) فيشرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٢ : « البهاء ، في اللغة الحسن. ولعلّ المراد به حسن معاملته مع عباده بالإيجاد والتقدير والألطاف والتدبير وإعطاء كلّ مايليق به ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٨٨ ( بهو ).

(٢) فيشرح المازندراني : « السناء - بالمدّ - : الرفعة والمراد بسناء الله : رفعته وشرفه بالذات على جميع الممكنات ». وانظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٨٨٣ ( سنا ).

(٣) « المجد » : السعة في الكرم والجلال. وأصله من قولهم : مَجَدَتِ الإبلُ ، إذا حصلت في مرعى كثير واسع.المفردات للراغب ، ص ٧٦٠ ( مجد ). (٤) في المحاسن : « وقال ».

(٥) في المحاسن والتوحيد ، ح ٢ والمعاني ، ح ٢ : - « الميم ».

(٦) في « ب » والتعليقة للداماد والمحاسن والمعاني ، ح ١ وتفسير القمّي : « والرحمن ».

(٧) في « ض » وحاشية « بح » : « لجميع ».

(٨)المحاسن ، ص ٢٣٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢١٣. وفيالتوحيد ، ص ٢٣٠ ، ح ٢ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ؛معاني الأخبار ، ص ٣ ، ح ١ ، بسنده عن القاسم بن يحيى. وفيتفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٢٨ ؛ والتوحيد ، ص ٢٣٠ ، ح ٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف يسير ، وفيهما مع زيادة.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٢ ، ح ١٨ ، عن عبدالله بن سنان ، إلى قوله : « مجد الله » ؛وفيه ، ح ١٩ ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام من قوله : « الميم ملك الله » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ١ ، ص ٤٦٩ ، ح ٣٧٩.

(٩) وفي الكافي ، ح ٢٣٦ والوافي : « قال : فقال لي ».

(١٠) الظاهر أنّ « إله » فعال بمعنى المفعول. ومعنى « الإله يقتضي مألوهاً » أنّ إطلاق هذا الاسم يقتضي أن يكون في‌الوجود ذات معبود يطلق عليه هذا الاسم. أو فعل ماض. أو مصدر ، وعليه يكون معنى الجملة : أنّ العبادة تقتضي أن يكون في الوجود ذات معبود ، لايكفي فيها مجرّد الاسم من دون أن يكون له المسمّى. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٧.

(١١) هكذا في « بف » والكافي ، ح ٢٣٦ والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « وإله ».

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

وَرُوحُ الْقُدُسِ كَانَ(١) يَرى بِهِ(٢) ».(٣)

٥٦ - بَابُ الرُّوحِ الَّتِي يُسَدِّدُ اللهُ بِهَا الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام

٧١٩/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ ) (٤) .

قَالَ : « خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يُخْبِرُهُ ، وَيُسَدِّدُهُ(٥) ، وَهُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ ».(٦)

٧٢٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :

__________________

= البصائر : « وتلهوا وتغفل وتسهو ».

(١) في حاشية « ض » : « كأنّه ».

(٢) فيمرآة العقول : « كان يرى به ، على بناء المجهول أو المعلوم ». وفي البصائر : « وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض وغربها ، وبرّها وبحرها. قلت : جعلت فداك ، يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ قال : نعم وما دون العرش ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٥٤ ، ح ١٣ ، عن الحسين بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٢٨ ، ح ١٢١٦ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢١. (٤) الشورى (٤٢) : ٥٢.

(٥) « يسدّده » : من التسديد ، وهو التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( سدد ).

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٤٥٥ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ح ١ ، بسنده عن أبي بصير ؛وفيه أيضاً ، ص ٤٥٦ ، ح ٦ ؛ وص ٤٥٧ ، ح ١٠ ، بسنده عن أبي الصبّاح ، عن أبي عبد الله ؛وفيه ، ص ٤٥٦ ، ح ٨ ، بسنده عن أبي الصبّاح ، عن أبي بصير.وفيه أيضاً ، ص ٤٥٥ - ٤٥٦ ، ح ٣ و ٤ و ٥ و ٩ ، بسند آخر ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٠ ، ح ١٢١٧ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٤ ، ح ٢٢.

٦٨١

سَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِيتَ(١) - وَأَنَا حَاضِرٌ - عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ) .

فَقَالَ : « مُنْذُ أَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ذلِكَ الرُّوحَ عَلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله مَا صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ ، وَإِنَّهُ لَفِينَا ».(٢)

٧٢١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) (٣) .

قَالَ : « خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَهُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ، وَهُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ ».(٤)

٧٢٢/ ٤. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ(٥) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

__________________

(١) « هِيت » اسم بلد على شاطئ الفرات.لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٠٧ ( هيت ).

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٤٥٧ ، ح ١٣ ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط ، قال : سأله رجل ؛وفيه ، ح ١١ ، بسنده عن عليّ بن أسباط ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .وفيه أيضاً ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٠ ، ح ١٢١٨ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٤.

(٣) الإسراء (١٧) : ٨٥.

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٤٦٢ ، ح ٩ ، بسنده عن يونس.وفيه ، ص ٤٦١ ، ح ٥ ؛ وص ٤٦٢ ، ح ٨ ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب مواليد الأئمّةعليهم‌السلام ، ذيل الحديث الطويل ١٠٠٦ ، بسند آخر عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٢ ، ح ٧ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفيتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ؛ وتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، ح ١٦٥ ، عن أسباط بن سالم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣١ ، ح ١٢١٩ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٣ ؛ وج ٥٩ ، ص ٢٢٢.

(٥) هكذا في « ب ، ض ، بس » والوافي. وفي « ألف ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بف » والمطبوع : « الخزّاز ». وهو سهو ، كماتقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٧٥.

٦٨٢

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ(١) :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قَالَ : « خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، لَمْ يَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضى غَيْرِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَهُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ يُسَدِّدُهُمْ ، وَلَيْسَ كُلُّ(٢) مَا طُلِبَ وُجِدَ ».(٣)

٧٢٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ(٤) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْعِلْمِ : أَهُوَ عِلْمٌ(٥) يَتَعَلَّمُهُ الْعَالِمُ(٦) مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ ، أَمْ فِي الْكِتَابِ عِنْدَكُمْ تَقْرَؤُونَهُ فَتَعْلَمُونَ(٧) مِنْهُ؟

قَالَ : « الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ وَأَوْجَبُ(٨) ؛ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( وَكَذلِكَ

__________________

(١) في البحار : - « يقول ».

(٢) احتمل المجلسي فيمرآة العقول : كون الكلمة « كلّما » ، بأن يرجع المستتر في « طلب » و « وجد » إلى الروح. وجَعَل كون « ما » موصولةً أظهر.

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٦١ ، ح ٢ ، عن إبراهيم بن هاشم.وفيه ، ص ٤٦٠ ، ح ١ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛وفيه أيضاً ، ص ٤٦١ ، ح ٤ ، بسنده عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛وفيه أيضاً ، ح ٦ ، بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف.وفيه أيضاً ، ص ٤٦١ ، ح ٣ ، بسند آخر ؛وفيه أيضاً ؛ ص ٤٦٢ ، ح ١٠ و ١١ بسند آخر ، وفيهما : « وهو مع الأئمّة وليس كما ظننت ». وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، ح ١٦١ ، عن أبي بصير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣١ ، ح ١٢٢٠ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٥.

(٤) ورد الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٤٦٠ ، ح ٥ ، عن أبي محمّد ، عن حمران بن موسى بن جعفر ، عن عليّ بن‌أسباط. والمذكور في بعض مخطوطاته « عمران بن موسى ، عن موسى ‌بن جعفر » وهو الصواب ؛ فقد روى عمران بن موسى ‌كتاب موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، وتكرّر هذا الارتباط في بعض الأسناد والطرق. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢٨٧ ، الرقم ٧٦٧ ، ص ٣٦٨ ، الرقم ٩٩٨ ؛ وص ٤٠٦ ، الرقم ١٠٧٦ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٣١٧ ، الرقم ٤٨٨ ؛ وص ٣٨٦ ، الرقم ٥٩١ ؛ الكافي ، ح ٦٢٠ و ٦٧١ و ٧٢٣ و ١٣١٣٩.

(٥) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بر ، بس » وحاشية « و ، بح ، بف » والبحار : « شي‌ء ».

(٦) في حاشية « ض ، بف » : « الرجل ».

(٧) في حاشية « بر » : « فتتعلمون ». وفي شرح المازندراني : « فتعلمونه ». وفيه عن بعض النسخ : « فتتعلّمونه ».

(٨) في البصائر ، ص ٤٦٠ ، ح ٥ : « وأجل ».

٦٨٣

أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ ) ؟ ».

ثُمَّ قَالَ : « أَيَّ شَيْ‌ءٍ يَقُولُ أَصْحَابُكُمْ فِي هذِهِ الْآيَةِ؟ أَيُقِرُّونَ أَنَّهُ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي(١) مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ؟ ».

فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا يَقُولُونَ.

فَقَالَ(٢) : « بَلى(٣) ، قَدْ كَانَ فِي حَالٍ لَايَدْرِي(٤) مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ حَتّى بَعَثَ(٥) اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الرُّوحَ الَّتِي ذَكَرَ فِي الْكِتَابِ ، فَلَمَّا أَوْحَاهَا(٦) إِلَيْهِ عَلَّمَ بِهَا(٧) الْعِلْمَ وَالْفَهْمَ ، وَهِيَ الرُّوحُ الَّتِي يُعْطِيهَا اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مَنْ شَاءَ ، فَإِذَا(٨) أَعْطَاهَا عَبْداً عَلَّمَهُ الْفَهْمَ ».(٩)

٧٢٤/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ ، قَالَ :

أَتى رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَسْأَلُهُ(١٠) عَنِ الرُّوحِ أَلَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ؟

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « جَبْرَئِيلُعليه‌السلام مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ » فَكَرَّرَ ذلِكَ عَلَى الرَّجُلِ.

فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ قُلْتَ عَظِيماً مِنَ الْقَوْلِ ، مَا أَحَدٌ يَزْعُمُ(١١) أَنَّ الرُّوحَ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ.

__________________

(١) « لا يَدْري » ، أي لا يعرف ، من الدِراية ، وهي المعرفة المُدْرَكة بضرب من الحيل. يقال : دَرَيتُهُ ، ودَرَيْتُ به دِرْيَةً. والدِراية لا تستعمل في الله تعالى. راجع :المفردات للراغب ، ص ٣١٣ ( درى ).

(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس » والوافي والبحار والبصائر ص ٤٦٠. وفي « بف » والمطبوع : + « لي ». (٣) في « بف » : - « بلى ».

(٤) في « ج » : « ما يدري ».

(٥) في « و » : « يبعث ».

(٦) في « بر » : + « الله ».

(٧) في البحار : « به ».

(٨) في « ب » : - « أوحاها - إلى - فإذا ».

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٤٦٠ ، ح ٥ ، عن أبي محمّد ، عن حمران بن موسى بن جعفر ، عن عليّ بن أسباط ، مع اختلاف يسير.وفيه ، ص ٤٥٨ - ٤٥٩ ، ح ١ و ٢ و ٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٢ ، ح ١٢٢١ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢٦٦ ، ح ٢٦. (١٠) في حاشية « ف » : « فسأله ».

(١١) في البحار : « ما يزعم أحد ».

٦٨٤

فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « إِنَّكَ ضَالٌّ ، تَرْوِي عَنْ أَهْلِ(١) الضَّلَالِ ، يَقُولُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِنَبِيِّهِعليه‌السلام (٢) :( أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ ) (٣) وَالرُّوحُ(٤) غَيْرُ الْمَلَائِكَةِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ».(٥)

٥٧ - بَابُ وَقْتِ مَا يَعْلَمُ الْإِمَامُ جَمِيعَ عِلْمِ(٦) الْإِمَامِ

الَّذِي‌ (٧) قَبْلَهُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً السَّلَامُ (٨)

٧٢٥/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : مَتى يَعْرِفُ الْأَخِيرُ مَا عِنْدَ الْأَوَّلِ؟

قَالَ : « فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ تَبْقى(٩) مِنْ رُوحِهِ ».(١٠)

٧٢٦/ ٢. مُحَمَّدٌ(١١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَجَمَاعَةٍ مَعَهُ ، قَالُوا :

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « يَعْرِفُ الَّذِي بَعْدَ الْإِمَامِ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ فِي آخِرِ‌

__________________

(١) في « ج » : « أئمّة ».

(٢) هكذا في « ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : «صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٣) النحل (١٦) : ١ - ٢.

(٤) في « بف » : « فالروح ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٦٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين. وفيالغارات ، ج ١ ، ص ١٠٧ ، مرسلاً عن أصبغ بن نباتة ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٣٣ ، ح ١٢٢٢ ؛البحار ، ج ٥٩ ، ص ٢٢٢.

(٦) في مرآة العقول : « علوم ».

(٧) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : + « كان ».

(٨) في « ض » : « عليهم ‌السلام جميعاً ». وفي « ف » : « جميعاً عليهم‌ السلام ».

(٩) في مرآة العقول : - « تبقى ».

(١٠)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٧ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦١ ، ح ١٢٦١.

(١١) في « ف » : + « بن يحيى ».

٦٨٥

دَقِيقَةٍ تَبْقى مِنْ رُوحِهِ ».(١)

٧٢٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٢) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : الْإِمَامُ مَتى يَعْرِفُ(٣) إِمَامَتَهُ ، وَيَنْتَهِي الْأَمْرُ إِلَيْهِ؟

قَالَ : « فِي آخِرِ دَقِيقَةٍ(٤) مِنْ حَيَاةِ الْأَوَّلِ ».(٥)

٥٨ - بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ

فِي الْعِلْمِ وَالشَّجَاعَةِ وَالطَّاعَةِ سَوَاءٌ‌

٧٢٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :

__________________

(١)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٧ ، ح ١ ، عن محمّد بن الحسين.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦١ ، ح ١٢٦٢.

(٢) كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الظاهر وقوع التحريف في العنوان ، وأنّ الصواب هو « محمّد بن الحسن ». والمراد به الصفّار ؛ فقد روى الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٤٧٨ ، ح ٣ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عليّ بن أسباط. وتوسّط محمّد بن الحسن بين محمّد بن يحيى ويعقوب بن يزيد فيالكافي ، ح ٧٠٢ ، ٧١٣ ، ١٢٥٨.

هذا ، وقد أكثر محمّد بن الحسن [ الصفّار ] من الرواية عن يعقوب بن يزيد في الطرق والأسناد. راجع على سبيل المثال :معجم رجال الحديث ، ج ١٥ ، ص ٣٩٨ ؛الفهرست للطوسي ، ص ١٨ ، الرقم ١٣ ؛ وص ١١٤ ، الرقم ١٥٤ ؛ وص ١٥٤ ، الرقم ٢٣٦ ؛ وص ١٥٦ ، الرقم ٢٤٠ ؛ وص ١٩٦ ، الرقم ٢٩٦. وراجع :بصائر الدرجات أيضاً.

وأمّا ما ورد فيالتهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٩٢٣ من رواية محمّد بن الحسين ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبد الله بن جبلة ، فالظاهر فيه أيضاً وقوع التحريف ؛ لما ورد من عين السند فيالتهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٣٦ ، ح ١٣٧٧ ؛ وج ٩ ، وص ٨٣ ، ح ٣٥٢ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٢٠٣ ، ح ٧٣٤ ، وفيها : « محمّد بن الحسن الصفّار » بدل « محمّد بن الحسين ». (٣) في « بف » : « تعرف ».

(٤) في حاشية « ج » : + « تبقى ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٨ ، ح ٣ ، عن يعقوب بن يزيد.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٢ ، ح ١٢٦٣.

٦٨٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ تَعَالى(١) :( الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ ) (٢) ( مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) (٣) » ، قَالَ : « الَّذِينَ آمَنُوا : النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ؛ وَذُرِّيَّتُهُ : الْأَئِمَّةُ وَالْأَوْصِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، أَلْحَقْنَا بِهِمْ ، وَلَمْ نَنْقُصْ(٤) ذُرِّيَّتَهُمُ الْحُجَّةَ(٥) الَّتِي جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي عَلِيٍّعليه‌السلام وَحُجَّتُهُمْ وَاحِدَةٌ ، وَطَاعَتُهُمْ وَاحِدَةٌ ».(٦)

٧٢٩/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ دَاوُدَ النَّهْدِيِّ(٧) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « نَحْنُ فِي الْعِلْمِ وَالشَّجَاعَةِ سَوَاءٌ ، وَفِي الْعَطَايَا(٨) عَلى قَدْرِ مَا نُؤْمَرُ ».(٩)

__________________

(١) هكذا في « ف ». وفي « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار والبصائر : - « الله‌تعالى ». وفي المطبوع : « [ الله تعالى ] ». هو ممّا لابدّ منه ؛ لعدم المرجع للضمير في « قال ».

(٢) فيالوافي :( ما أَلَتْناهُمْ ) : ما نقصانهم ، وقوله : « ولم ننقص ذرّيّتهم الحجّة » تفسير لقوله تعالى :( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) فسّرعليه‌السلام العمل بما كانوا يحتجّون به على الناس من النصّ عليهم ، أو من العلم والفهم والشجاعة وغير ذلك فيهم ؛ وذلك لأنّها ثمرة الأعمال والعبادات المختصّة بهم ».

(٣) الطور (٥٢) : ٢١.

(٤) في « بس ، بف » : والبصائر : « لم تنقص ».

(٥) في البصائر : « الجهة ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ؛تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٣٢ ، بسنده عن عليّ بن حسّان.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٩ ، ح ١٢٥٨ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٥٨.

(٧) في البصائر : « داود النميري » لكنّ المذكور في بعض نسخه « داود النهدي ». والظاهر أنّ داود هذا ، هو داود بن محمّد النهدي المذكور فيرجال النجاشي ، ص ١٦١ ، الرقم ٤٢٧ ؛ والفهرست للطوسي ، ص ١٨٢ ، الرقم ٢٧٩.

(٨) في « بس ، بف » : « العطا ». و « العَطايا » : جمع العَطِيَّة ، وهو الشي‌ء الـمُعطى.الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٠ (عطا).

(٩)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٠ ، ح ٣ ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن داود النميري ، عن عليّ بن جعفر.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٥٩ ، ح ١٢٥٩.

٦٨٧

٧٣٠/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : نَحْنُ فِي الْأَمْرِ وَالْفَهْمِ(١) وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ نَجْرِي مَجْرًى وَاحِداً. فَأَمَّا(٢) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلِيٌّعليه‌السلام ، فَلَهُمَا فَضْلُهُمَا ».(٣)

٥٩ - بَابُ أَنَّ الْإِمَامَ يَعْرِفُ الْإِمَامَ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ ،

وَأَنَّ قَوْلَ اللهِ تَعَالى : « إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمنتِ

إِلَى أَهْلِهَا » فِيهِمْ عليهم‌السلام نَزَلَتْ ‌ (٤)

٧٣١/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ(٥) ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ(٦) :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها

__________________

(١) في البصائر والاختصاص ، ص ٢٦٧ : «عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و نحن في الأمر والنهي ».

(٢) في « بح » : « وأمّا ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٨٠ ، ح ٢.الاختصاص ، ص ٢٦٧ ، مرسلاً عن الحارث بن المغيرة. راجع :الكافي ، كتاب المواريث ، باب علّة كيف صار للذكر سهمان وللُانثى سهم ، ح ١٣٣٦٢ ؛ والتهذيب ، ج ٩ ، ص ٢٧٤ ، ح ٩٩٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٢.الوافي ، ج ٣ ، ص ٦٦٠ ، ح ١٢٦٠ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٣٦٠ ، ح ٥٩.

(٤) في « ف » : « نزل » بدل « نزلت » ، وهو ما يقتضيه « قول الله ».

(٥) في البصائر : « محمّد بن اُذينة » لكنّ المذكور في بعض نسخ البصائر « عمر بن اُذينة » وهو الظاهر ؛ لكثرة دوران ابن اُذينة في الأسناد بعنوان عمر بن اُذينة. وابن اُذينة هذا ، هو الذي ترجم له النجاشي في كتابه ، ص ٢٨٣ ، الرقم ٧٥٢ ، بعنوان « عمر بن محمّد بن عبدالرحمن بن اُذينة » وذكره البرقي في رجاله ، ص ٢١ وكذا الشيخ الطوسي في رجاله ، ص ٣١٣ ، الرقم ٤٦٥٥ بعنوان محمّد بن عمر بن اُذينة ، وقالا : « غلب عليه اسم أبيه ».

(٦) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف ، و » : « عزّ وجلّ ذكره ». وفي المطبوع : « عزّوجلّ ».

٦٨٨

وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) .

قَالَ(١) : « إِيَّانَا عَنى ، أَنْ يُؤَدِّيَ الْأَوَّلُ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ الْكُتُبَ وَالْعِلْمَ وَالسِّلَاحَ( وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) الَّذِي فِي أَيْدِيكُمْ ؛ ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٢) إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً ؛ أَمَرَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ(٣) بِطَاعَتِنَا « فَإِنْ(٤) خِفْتُمْ تَنَازُعاً فِي أَمْرٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَإِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي(٥) الْأَمْرِ مِنْكُمْ »(٦) كَذَا نَزَلَتْ ، وَكَيْفَ يَأْمُرُهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِطَاعَةِ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، وَيُرَخِّصُ فِي مُنَازَعَتِهِمْ؟! إِنَّمَا قِيلَ(٧) ذلِكَ لِلْمَأْمُورِينَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ».(٨)

__________________

(١) في « ب ، ف ، بف » والوافي : « فقال ».

(٢) النساء (٤) : ٥٨ - ٥٩.

(٣) في « بر » : « الدين ».

(٤) في « ف » : « فإذا ».

(٥) في حاشية « بس » : « ولاة ».

(٦) والآية في سورة النساء (٤) : ٥٩ هكذا :( فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ ) . قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٨١ : « وأمّا قوله : وإلى اُولي الأمر منكم ، يحتمل أن يكون تفسيراً للردّ إلى الله وإلى اُولي الأمر ، لأمر الله والرسول بطاعتهم ، فالردّ إليهم ردّ إليها ، فالمراد بقوله : كذا نزلت أي بحسب المعنى ». هذا واستدلّ المحقّق الشعرانى في تعليقته علىالكافي المطبوع معشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٧٥ - ٧٦ على عدم توقّف استدلال الإمامعليه‌السلام على وجود كلمة « اُولي الأمر » ثمّ قال : « فلا دخل له في استدلال الإمامعليه‌السلام وكان زيادة كلمة اُولي الأمر من سهو النسّاخ أو الرواة ». ثمّ ذكر توجيهاً على فرض وجودها. إن شئت فراجع. وقال الفيض فيالوافي : « ردّعليه‌السلام بكلامه في آخر الحديث على المخالفين حيث قالوا : معنى قوله سبحانه :( فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‌ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) : فإن اختلفتم أنتم واُولوالأمر منكم في شي‌ء من اُمور الدين ، فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنّة. وجه الردّ أنّه كيف يجوز الأمر بإطاعة القوم مع الرخصة في منازعتهم؟ فقالعليه‌السلام : إنّ المخاطبين بالتنازع ليسوا إلّا المأمورين بالإطاعة خاصّة ، وإنّ اُولي الأمر داخلون في المردود إليهم ».

(٧) في « ف » : « فعل ». وفي حاشية « ف » : « قبل ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ١٨٨ ، ح ٥٥ ، بسنده عن محمّد بن اُذينة ، إلى قوله : « الكتب والعلم والسلاح ».وفيه ، ص ٤٧٥ ، ح ٤ ، بسنده عن عمر بن اُذينة ، إلى قوله : « الذي في أيديكم ». وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٦ ، ح ١٥٣ ، عن بريد بن معاوية ، مع زيادة في أوّله. راجع :بصائر الدرجات ، ص ٤٧٥ ، ح ٣ ؛ وتفسير القمّي ، ج ١ ، =

٦٨٩

٧٣٢/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ الرِّضَاعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أَنْ يُؤَدِّيَ الْإِمَامُ الْأَمَانَةَ(١) إِلى مَنْ بَعْدَهُ ، وَلَايَخُصَّ(٢) بِهَا غَيْرَهُ ، وَلَايَزْوِيَهَا عَنْهُ(٣) ».(٤)

٧٣٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(٥) عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ(٦) عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ يُؤَدِّي الْإِمَامُ(٧) إِلَى الْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَلَايَخُصُّ بِهَا غَيْرَهُ ، وَلَايَزْوِيهَا عَنْهُ ».(٨)

٧٣٤ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ‌

__________________

= ص ١٤١ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣٣ ؛ والفقيه ، ج ٣ ، ص ٣ ، ح ٣٢١٧.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٤ ، ح ١٠٤٢.

(١) في « بح ، بس ، بف » وحاشية « ف ، بر » : « الإمامة ».

(٢) فيمرآة العقول : « ولا يخصّ ، يحتمل النصب والرفع ، وكذا قولهعليه‌السلام : ولا يزويها ».

(٣) في « ب » : - « عنه ». و « يزويها عنه » ، من زَويتُه أزوِيه زيّاً ، أي جمعته وطويته ونحّيته. أو من زواه عنّي ، أي صرفه عنّي وقبضه. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ( زوى ).

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٥ ؛ وص ٤٧٧ ، ح ١١ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٥ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسنعليه‌السلام .الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٠٤٣.

(٥) في « بس ، بف » : - « الرضا ».

(٦) في « ض ، بح ، بس » : « قوله ».

(٧) في البصائر ، ص ٤٧٦ ، ح ٥ و ١١ وتفسير العيّاشي : « الأمانة ».

(٨)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٥ ، عن أحمد بن محمّد.وفيه ، ص ٤٧٧ ، ح ١١ ، بسنده عن محمّد بن الفضيل.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٥ عن محمّد بن الفضيل. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٧٥ ، ح ١ و ٢ ؛ والغيبة للنعماني ، ص ٥٤ ، ح ٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام مع اختلاف ؛ وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٧ و ٨ ، بسند آخر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مع اختلاف.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٠٤٤.

٦٩٠

عَمَّارٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) قَالَ : « أَمَرَ اللهُ الْإِمَامَ الْأَوَّلَ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى الْإِمَامِ(١) الَّذِي بَعْدَهُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِنْدَهُ ».(٢)

٧٣٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَمُوتُ الْإِمَامُ حَتّى يَعْلَمَ(٣) مَنْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ ، فَيُوصِيَ إِلَيْهِ(٤) ».(٥)

٧٣٦/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُعَلّى أَبِي عُثْمَانَ(٦) ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : «إِنَّ الْإِمَامَ يَعْرِفُ الْإِمَامَ الَّذِي مِنْ بَعْدِهِ ، فَيُوصِي إِلَيْهِ».(٧)

__________________

(١) في « بس » : + « الثاني ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٦ ، ح ٦ ، عن أحمد بن محمّد. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٧ ، عن ابن أبي يعفور. وراجع :معاني الأخبار ، ص ١٠٧ ، ح ١.الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٢٥ ، ح ١٠٤٥.

(٣) فيشرح المازندراني : « قوله : لا يموت الإمام حتّى يعلم ، على صيغة المجهول من الإعلام ، أو على صيغة المعلوم من العلم».

(٤) في « ب ، ف ، بس ، بف » : - « إليه ». وفي البصائر : - « فيوصي إليه ».

(٥)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٤ ، ح ٣ ، عن محمّد بن الحسين.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٧.

(٦) هكذا في « بح » وحاشية « ض » والوافي. وفي « ألف » : « المعلّى بن عمير ». وفي « ب » : « معلّى بن أبي عثمان ». وفي « ج ، و ، بر ، بس ، جر » : « ابن أبي عثمان ». وفي « ض ، ف » : « معلّى بن عثمان ». وفي « بف » : « معلّى بن أبي غياث » وفي المطبوع : « [ ابن ] أبي عثمان ».

وما أثبتناه هو الظاهر. ومعلّى هذا ، هو معلّى أبو عثمان الأحول الراوي لكتاب معلّى بن خنيس ، وهو معلّى بن عثمان ، وقيل : معلّى بن زيد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٧ ، الرقمين ١١١٤ ، ١١١٥ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٥٥ - ٤٥٦.

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٤ ، ح ٢ ، بسنده عن صفوان بن يحيى.وفيه ، ص ٤٧٤ - ٤٧٥ ، ح ٤ ، ٥ ، ٦ و ٧ ، =

٦٩١

٧٣٧/ ٧. أَحْمَدُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ(١) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مَاتَ(٢) عَالِمٌ حَتّى يُعْلِمَهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى مَنْ يُوصِي ».(٣)

٦٠ - بَابُ(٤) أَنَّ الْإِمَامَةَ عَهْدٌ مِنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ

مَعْهُودٌ مِنْ وَاحِدٍ إِلى وَاحِدٍ عليهم‌السلام

٧٣٨/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبَانٍ(٥) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَذَكَرُوا الْأَوْصِيَاءَ ، وَذَكَرْتُ إِسْمَاعِيلَ(٦) ، فَقَالَ :

__________________

= بسند آخر ولم يرد فيها : « فيوصي إليه ».الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٨.

(١) لم نجد رواية فَضالة بن أيّوب عن سليمان بن خالد في موضع ، بل روى عنه فضالة في الأكثر بواسطةٍ ، وفي بعض الأسناد بواسطتين ، كما فيالتهذيب ، ج ٢ ، ص ١٣٦ ، ح ٥٣٠ ؛ وص ١٦٤ ، ح ٦٤٨ ؛ وج ٣ ، ص ١٦ ، ح ٥٦ ؛ والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ، ح ١٠٧٤ ؛ وص ٤١٧ ، ح ١٦٠٠.

هذا ، والخبر رواه الصفّار فيبصائر الدرجات ، ص ٤٧٣ ، ح ٣ ، بسنده عن فَضالة بن أيّوب ، عن عمرو بن أبان ، عن سليمان بن خالد. لكنّ الظاهر صحّة « عمر بن أبان » كما ورد فيبصائر الدرجات ، ص ١٨٤ ، ص ٣ ، وهو عمر بن أبان الكلبي ، روى عنه فضالة بن أيّوب في عددٍ من الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٤٤٩ - ٤٥٠. (٢) في البصائر ح ٢ و ٣ : + « منّا ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٣ ، ح ٣ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمرو بن أبان ، عن سليمان بن خالد.وفيه ، ح ١ و ٢ ، بسند آخر.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٦.

(٤) في « ب » : + « في ».

(٥) في البصائر : « عمرو بن أبان ». ولم يثبت وجود راوٍ بهذا العنوان في هذه الطبقة. والظاهر أنّ الصواب في سند البصائر أيضاً هو « عمر بن أبان » والمراد به عمر بن أبان الكلبي المذكور في كتب الرجال ، كما تقدّم ذيل ح ٧٣٧.

(٦) فيالوافي : « يعني بإسماعيل ابنهعليه‌السلام ، ومعنى ذكره له أنّه هل يوصي له بالإمامة بعده؟ ».

٦٩٢

« لَا وَاللهِ ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا ذَاكَ إِلَيْنَا ، وَمَا هُوَ إِلَّا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يُنْزِلُ(١) وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ ».(٢)

٧٣٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « أَتَرَوْنَ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلى مَنْ يُرِيدُ(٣) ؟ لَاوَ اللهِ ، وَلكِنْ عَهْدٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ(٤) صلى‌الله‌عليه‌وآله لِرَجُلٍ فَرَجُلٍ حَتّى يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلى صَاحِبِهِ(٥) ».(٦)

* الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مِنْهَالٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.

٧٤٠/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَيْثَمِ(٧) بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْإِمَامَةَ عَهْدٌ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَعْهُودٌ لِرِجَالٍ‌

__________________

(١) في « بر » : « ينزّل ».

(٢)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٣ ، ح ١٤ ، عن الحسين بن محمّد ، وفيه : « عن عمرو بن أبان » بدل « عُمر بن أبان ».وفيه ، ص ٤٧١ ، ح ٤ ، بسنده عن عمرو بن أبان.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ ، ح ٧٣٣.

(٣) في « بر » : « يريده ».

(٤) في « بف » والبصائر ، ص ٤٧٠ - ٤٧١ ، ح ١ ، ٢ ، ٥ و ٦ وكمال الدين : « عهدٌ من رسول الله » بدل « عهد من الله ورسوله ».

(٥) في « بح ، بس » : « حتى ينتهي إلى أمر صاحبه ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير.وفيه ، ص ٤٧١ ، ح ٥ و ٦ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٢٢ ، ح ١١ ، بسند آخر عن عمرو بن أشعث. وفيبصائر الدرجات ، ص ٤٧١ ، ح ٢ ، بسند آخر ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الغيبة للنعماني ، ص ٥١ ، ح ١ ، بسند آخر ، مع اختلاف.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ ، ح ٧٣٤.

(٧) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر ، بس » : « عثيم ». والمذكور فيرجال البرقي ، ص ٣٩ ، هو « عيثم ». والظاهر من هذه الطبعة منرجال البرقي وطبعة القيّومي ، ص ٩٩ ، الرقم ١٠٠٢ ، اتّفاق نسخ الكتاب ، على « عيثم ».

٦٩٣

مُسَمَّيْنَ ، لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَزْوِيَهَا(١) عَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ.

إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَوْحى إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : أَنِ اتَّخِذْ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِكَ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنْ لَا أَبْعَثَ نَبِيّاً إِلَّا وَلَهُ وَصِيٌّ مِنْ أَهْلِهِ ، وَكَانَ لِدَاوُدَعليه‌السلام (٢) أَوْلَادٌ عِدَّةٌ(٣) ، وَفِيهِمْ غُلَامٌ كَانَتْ أُمُّهُ عِنْدَ دَاوُدَ ، وَكَانَ لَهَا مُحِبّاً(٤) ، فَدَخَلَ دَاوُدُعليه‌السلام عَلَيْهَا حِينَ أَتَاهُ الْوَحْيُ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَوْحى إِلَيَّ يَأْمُرُنِي أَنْ أَتَّخِذَ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِي ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : فَلْيَكُنِ ابْنِي ، قَالَ : ذَاكَ(٥) أُرِيدُ ، وَكَانَ(٦) السَّابِقُ فِي عِلْمِ اللهِ الْمَحْتُومِ عِنْدَهُ أَنَّهُ سُلَيْمَانُ.

فَأَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلى دَاوُدَ : أَنْ(٧) لَاتَعْجَلْ دُونَ أَنْ يَأْتِيَكَ أَمْرِي ، فَلَمْ يَلْبَثْ دَاوُدُ أَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي الْغَنَمِ وَالْكَرْمِ(٨) ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَ : أَنِ(٩) اجْمَعْ وُلْدَكَ ، فَمَنْ قَضى(١٠) بِهذِهِ الْقَضِيَّةِ(١١) فَأَصَابَ(١٢) ، فَهُوَ وَصِيُّكَ مِنْ بَعْدِكَ(١٣) .

فَجَمَعَ دَاوُدُعليه‌السلام وُلْدَهُ ، فَلَمَّا أَنْ قَصَّ الْخَصْمَانِ ، قَالَ سُلَيْمَانُعليه‌السلام : يَا صَاحِبَ الْكَرْمِ ،

__________________

(١) تقدّم معناه ذيل ح ٧٣٢.

(٢) في حاشية « بس » : + « فيه ».

(٣) في « ف » : « عدّة أولاد ». و « العِدّة » : الجماعة ، قلّت أو كثرت. وهي الشي‌ء المعدود. راجع :المفردات للراغب ، ص ٥٥٠ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٨٢ ( عدد ).

(٤) في حاشية « ف » : « وكان له محبّة ».

(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « ذلك ».

(٦) في « بر » : « فكان ».

(٧) في « ف » : - « أن ».

(٨) « الكَرْمُ » : شجرة العنب. واحدتها كَرْمَة.لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥١٤ ( كرم ).

(٩) في « ف ، بف » : - « أن ».

(١٠) في « ف » :« مضى ». وفي الوسائل :+ « منهم ».

(١١) قال الجوهري : « القضاء : الحكم ، وأصله قَضايٌ ؛ لأنّه مأخوذ من قَضَيْتُ ، إلّا أنّ الياء لـمّا جاءت بعد الألف همزت. والجمع : الأقْضِيَة. والقَضيَّةُ مثله. والجمع : القَضايا على فَعالى ، وأصله فَعائلُ ».الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٣ ( قضى ). (١٢) في الوافي : « وأصاب ».

(١٣) في « ب » وحاشية « ض » : + « قال ».

٦٩٤

مَتى دَخَلَتْ غَنَمُ هذَا الرَّجُلِ كَرْمَكَ؟ قَالَ : دَخَلَتْهُ لَيْلاً ، قَالَ : قَدْ(١) قَضَيْتُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْغَنَمِ ، بِأَوْلَادِ غَنَمِكَ وَأَصْوَافِهَا فِي عَامِكَ هذَا.

ثُمَّ قَالَ لَهُ دَاوُدُ : فَكَيْفَ(٢) لَمْ تَقْضِ بِرِقَابِ الْغَنَمِ ، وَقَدْ قَوَّمَ ذلِكَ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَكَانَ(٣) ثَمَنُ الْكَرْمِ قِيمَةَ الْغَنَمِ؟

فَقَالَ سُلَيْمَانُ : إِنَّ الْكَرْمَ لَمْ يُجْتَثَّ(٤) مِنْ أَصْلِهِ ، وَإِنَّمَا أُكِلَ حِمْلُهُ(٥) وَهُوَ عَائِدٌ فِي قَابِلٍ(٦) .

فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَ : إِنَّ الْقَضَاءَ فِي هذِهِ(٧) الْقَضِيَّةِ مَا قَضى سُلَيْمَانُ بِهِ ؛ يَا دَاوُدُ ، أَرَدْتَ أَمْراً وَأَرَدْنَا أَمْراً غَيْرَهُ.

فَدَخَلَ دَاوُدُ عَلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : أَرَدْنَا أَمْراً وَأَرَادَ اللهُ أَمْراً(٨) غَيْرَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا مَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَدْ رَضِينَا بِأَمْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَسَلَّمْنَا(٩) ؛ وَكَذلِكَ الْأَوْصِيَاءُعليهم‌السلام لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَتَعَدَّوْا بِهذَا الْأَمْرِ ، فَيُجَاوِزُونَ(١٠) صَاحِبَهُ إِلى غَيْرِهِ ».(١١)

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والبحار. وفي المطبوع : - « قد ».

(٢) في الوسائل : « كيف ».

(٣) في « ج ، بس » والوافي والبحار : « فكان ».

(٤) « لم يُجْتَثّ » : لم يُقْطَعْ ، من الجَثّ بمعنى القطع ، أو القلع. راجع :المفردات للراغب ، ص ١٨٧ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٢٦ ( جثث ).

(٥) قال الفيروزآبادي : « الحَمْل : ثمر الشجر ، ويُكْسَرُ. والفتح : لما بَطَنَ من ثمره ، والكسر : لما ظَهَرَ ، أو الفتح : لما كان في بطْن ، أو على رأس شجرة ، والكسر : لما على ظَهْر أو رأس ، أو ثمر الشجر بالكسر ما لم يكبر ويعظم ، فإذا كبر فبالفتح ».القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٠٦ ( حمل ).

(٦) في « ف » : « القابل ».

(٧) في « ف ، بف » : - « هذه ».

(٨) في البحار : - « أمراً ».

(٩) في الوافي : + « ذلك ».

(١٠) الفاء للاستيناف. في « بر » : « فيتجاوزون ». وفي مرآة العقول : « فيجازون ».

(١١)بصائر الدرجات ، ص ٤٧٢ ، ح ١٢ ، عن الحسين بن محمّد ، إلى قوله : « ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده » ، فيه : « عثمان بن أسلم » بدل « عيثم بن أسلم ». وراجع :الغيبة للنعماني ، ص ٥١ ، ح ١.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٩ ؛ الوسائل ، ج ٢٩ ، ص ٢٧٧ ، ح ٣٥٦١٢ ، وفيه من قوله : « أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم » إلى قوله « أنّ القضاء في هذه القضيّة ما قضى به سليمان » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١٣٢ ، ح ٧.

٦٩٥

قَالَ الْكُلَيْنِيُّ :

مَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ(١) أَنَّ الْغَنَمَ لَوْ دَخَلَتِ الْكَرْمَ نَهَاراً ، لَمْ يَكُنْ عَلى صَاحِبِ الْغَنَمِ شَيْ‌ءٌ ؛ لِأَنَّ لِصَاحِبِ الْغَنَمِ(٢) أَنْ يُسَرِّحَ(٣) غَنَمَهُ بِالنَّهَارِ تَرْعَى ، وَعَلى صَاحِبِ الْكَرْمِ حِفْظُهُ ، وَعَلى صَاحِبِ الْغَنَمِ أَنْ يَرْبِطَ غَنَمَهُ لَيْلاً ، وَلِصَاحِبِ الْكَرْمِ أَنْ يَنَامَ فِي بَيْتِهِ.

٧٤١/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ وَجَمِيلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ(٤) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « أَتَرَوْنَ أَنَّ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلى مَنْ يُرِيدُ؟ لَاوَ اللهِ ، وَلكِنَّهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى رَجُلٍ(٥) فَرَجُلٍ حَتّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ(٦) ».(٧)

__________________

(١) قال المجلسي فيمرآة العقول : « قوله : معنى الحديث الأوّل ، لعلّ الأوّل بدل من الحديث ، أي الأوّل منه ، والحاصل : معنى أوّل الحديث وهو سؤال سليمان عن وقت دخول الغنم والكرم وفائدته ».

(٢) في « بس » : « لأنّ صاحب الغنم له ».

(٣) « يُسَرِّح » ، من التسريح بمعنى الإرسال ، أو من السَرْح بمعنى الإسامة والإهمال. وقرأه المجلسي فيمرآة العقول ، معلوماً من باب الإفعال ، حيث قال : « ويقال : أسْرَحتُ الماشية ، أي أنفشتها وأهملتها ». وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٤ ( سرح ).

(٤) روى الصفّار الخبر فيبصائر الدرجات ، ص ٤٧١ ، ح ٧ ، بسنده عن عمرو بن الأشعث. وورد مضمون الخبر أيضاً فيبصائر الدرجات ، ص ٤٧٠ ، ح ١ ، وص ٤٧١ ، ح ٥ ، وص ٤٧٢ ، ح ١٠ ، عن عمرو بن الأشعث. فعليه لا يبعد أن يكون الصواب في ما نحن فيه أيضاً : عمرو بن الأشعث.

(٥) في « ف » : « لرجل » بدل « إلى رجل ».

(٦) فيالوافي : « يعني إلى نفس الموصي ».

(٧)بصائر الدرجات ، ص ٤٧١ ، ح ٧ ، عن أحمد بن محمّد ، وفيه « عمرو بن الأشعث » بدل « عمرو بن مصعب ».وفيه ، ص ٤٧٠ - ٤٧٢ ، ح ١ ، ٢ ، ٣ ، ٥ ، ٦ ، ٨ ، ٩ و ١٠ بأسانيد مختلفة ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ، ح ٧٣٥.

٦٩٦

٦١ - بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً وَلَايَفْعَلُونَ

إِلَّا بِعَهْدٍ مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَأَمْرٍ مِنْهُ لَايَتَجَاوَزُونَهُ (١)

٧٤٢/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(٢) بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْوَصِيَّةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلى مُحَمَّدٍ كِتَاباً(٣) لَمْ يَنْزِلْ(٤) عَلى مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله كِتَابٌ مَخْتُومٌ(٥) إِلَّا الْوَصِيَّةُ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ وَصِيَّتُكَ فِي أُمَّتِكَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ؟ قَالَ : نَجِيبُ(٦) اللهِ مِنْهُمْ وَذُرِّيَّتُهُ ، لِيَرِثَكَ(٧) عِلْمَ النُّبُوَّةِ كَمَا وَرِثَهُ(٨) إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام ، وَمِيرَاثُهُ‌

__________________

(١) في « ب » : « لا يجاوزونه ».

(٢) كذا في النسخ والمطبوع. والظاهر صحّة « الحسن ». وعلى هذا ، هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال الراوي لكتب إسماعيل بن مهران ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٦ ، الرقم ٤٩. وجعفر بن محمّد الراوي عنه هو جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، بقرينة رواية محمّد بن يحيى عنه. راجع :علل الشرائع ، ص ٩٣ ، ح ٢ ؛ وص ٣٠٤ ، ح ٣ ؛ وكمال الدين ، ص ٣١٨ ، ح ٥ ؛ وص ٣٤٦ ، ح ٣٤ ؛ وص ٤٠٨ ، ح ٦ ؛ وص ٤٣٥ ، ح ٢ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٦٨ ، ح ٣ ؛ وص ٤١١ ، المجلس ٧٦ ، ح ٨.

ثمّ إنّه روى جعفر بن محمّد بن مالك عن عليّ بن الحسن بن فضّال فيكمال الدين ، ص ٣٧٠ ، ح ٢ ؛ وص ٦٤٨ ، ح ٢.

(٣) فيالوافي : « كتاباً ، أي مكتوباً بخطّ إلهي مشاهد من عالم الأمر ، كما أنّ جبرئيلعليه‌السلام كان ينزل عليه في صورة آدمي مشاهد من هناك ». (٤) في « ض » : « لم ينزّل ». وفي « بر » : « لم يُنْزَل ».

(٥) في « ف ، بس » : « محتوم ».

(٦) النجيب من الرجال هو الفاضل الكريم ذو الحسب ، والنفيس في نوعه ؛ كني به عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام . وراجع :الوافى ، ج ٢ ، ص ٢٦٢ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٨٩ ؛النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧ ( نجب ).

(٧) في « بج » : « لِيَرِثْك » بصيغة الأمر. وفي « بر » : « لَيَرِثُك ». بفتح اللام. وفيمرآة العقول : « ليرثك ، بالنصب ، أو بصيغة أمر الغائب ».

(٨) في حاشية « ف » : « ورثتَه ». وفيمرآة العقول : « كما ورثه ، أي علم النبوّة ، إبراهيمُ بالرفع ، أو إبراهيمَ بالنصب ، فالضمير المرفوع في ورثه عائد إلى عليّعليه‌السلام ، وعلى الأوّل ضمير ميراثه للعلم ، وعلى الثاني لإبراهيمعليه‌السلام ».

٦٩٧

لِعَلِيٍّعليه‌السلام وَذُرِّيَّتِكَ مِنْ صُلْبِهِ ».

قَالَ(١) : « وَكَانَ عَلَيْهَا خَوَاتِيمُ » قَالَ : « فَفَتَحَ عَلِيٌّعليه‌السلام الْخَاتَمَ الْأَوَّلَ ، وَمَضى لِمَا فِيهَا(٢) ؛ ثُمَّ فَتَحَ الْحَسَنُعليه‌السلام الْخَاتَمَ الثَّانِيَ ، وَمَضى لِمَا أُمِرَ بِهِ فِيهَا(٣) ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْحَسَنُعليه‌السلام وَمَضى ، فَتَحَ الْحُسَيْنُعليه‌السلام الْخَاتَمَ الثَّالِثَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنْ قَاتِلْ(٤) فَاقْتُلْ وَتُقْتَلُ(٥) ، وَاخْرُجْ بِأَقْوَامٍ لِلشَّهَادَةِ ، لَا(٦) شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَكَ » قَالَ : « فَفَعَلَعليه‌السلام ؛ فَلَمَّا مَضى دَفَعَهَا إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام قَبْلَ ذلِكَ ، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الرَّابِعَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنِ اصْمُتْ وَأَطْرِقْ(٧) ؛ لِمَا(٨) حُجِبَ الْعِلْمُ ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَمَضى ، دَفَعَهَا إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ(٩) عليهما‌السلام ، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الْخَامِسَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنْ فَسِّرْ كِتَابَ اللهِ تَعَالى ، وَصَدِّقْ أَبَاكَ(١٠) ، وَوَرِّثِ ابْنَكَ ، وَاصْطَنِعِ الْأُمَّةَ(١١) ، وَقُمْ بِحَقِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقُلِ الْحَقَّ فِي‌

__________________

(١) في « ج ، ض ، بس » والبحار : « فقال ».

(٢) قال الفيض فيالوافي ، ج ٣ ، ص ٢٦٢ : « ومضى لما فيها ، على تضمين معنى الأداء ونحوه ، أي مؤدّياً أو ممتثلاًلما اُمر به فيها ». وقال المجلسي فيمرآة العقول : « ومضى لما فيها ، اللام للظرفيّة ، كقولهم : مضى لسبيله ، أو للتعليل ، أو للتعدية ، أي أمضى ما فيها. أو يضمَّن فيه معنى الامتثال والأداء ، والضمير للوصيّة ».

(٣) في « بح » : « مضى لأمره به فيها ».

(٤) في « ف ، بح ، بف » : - « قاتل ».

(٥) في « ض ، بر » : « تُقَتّل ».

(٦) في « ف » : « ولا ». وفيمرآة العقول : « جملة لا شهادة استينافيّة ، أو قوله : للشهادة ولا شهادة كلاهما نعت لأقوام ، أي بأقوام خلقوا للشهادة ».

(٧) « أَطْرِقْ » ، أي اسكتْ ، من أطرق الرجل ، أي سكت فلم يتكلّم. وأطرق أيضاً : أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، يعني سكت ناظراً إلى الأرض. وعلى الأوّل فالعطف للتفسير والتأكيد ، وعلى الثاني فهو كناية عن الإعراض عن الناس وعدم الالتفات إلى ما عليه الخلق من آرائهم الباطلة. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ) ؛شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٨٢ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٩٠.

(٨) في « بح ، بر » : « لمّا ». وفيشرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٨٢ : « لما ، بفتح اللام وشدّ الميم ، أو بكسر اللام وما مصدريّة ، وهو على التقديرين تعليل للسكوت وعدم إفشاء علم الشرائع ودعوة الخلق إليه لعدم انتفاعهم به ولقتلهم إيّاه مثل أبيهعليهما‌السلام ». وراجع :مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٩٠.

(٩) في « ض » : + « بن الحسين ».

(١٠) في حاشية « ج » : « آباءك ».

(١١) « اصطنع الأُمّةَ » ، أي رَبِّهم بالعلم والعمل وخرّجهم وأحسن إليهم ، يقال : اصطنعته ، أي ربّيته =

٦٩٨

الْخَوْفِ وَالْأَمْنِ ، وَلَاتَخْشَ إِلَّا اللهَ ؛ فَفَعَلَ ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ ».

قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَنْتَ هُوَ؟

قَالَ : فَقَالَ : « مَا بِي إِلَّا أَنْ تَذْهَبَ يَا مُعَاذُ(١) ، فَتَرْوِيَ(٢) عَلَيَّ ».

قَالَ : فَقُلْتُ : أَسْأَلُ اللهَ - الَّذِي رَزَقَكَ مِنْ آبَائِكَ هذِهِ الْمَنْزِلَةَ - أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ(٣) مِثْلَهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ.

قَالَ : « قَدْ فَعَلَ اللهُ ذلِكَ يَا مُعَاذُ ».

قَالَ : فَقُلْتُ(٤) : فَمَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ : « هذَا الرَّاقِدُ(٥) » وَأَشَارَ(٦) بِيَدِهِ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ وَهُوَ رَاقِدٌ(٧) .(٨)

٧٤٣/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ(٩) ، عَنْ‌

__________________

= وخرّجته ، وصُنِّعت الجاريةُ ، أي أُحْسِنَ إليها حتّى سَمِنَتْ ، كصُنِّعَتْ ، أو اصنع الفرسَ ، وصَنِّع الجارية ، أي أحسن إليها وسَمِّنْها. قال الراغب : « الاصطناع : المبالغة في إصلاح الشي‌ء ». راجع :المفردات للراغب ، ص ٤٩٣ ؛القاموس المحيط ، ح ٢ ، ص ٩٩١ ( صنع ).

(١) في « ف » : « ما بي يا معاذ إلّا أن تذهب ».

(٢) فيالوافي : « أي ما بي بأس في إظهاري لك بأنّي هو إلّامخافة أن تروي ذلك عليّ فأشتهر به ». وفيشرح المازندراني : « ويمكن أن يكون تأبى بالتاء المثنّاة الفوقانيّة ».

(٣) قال الجوهري : « العَقِبُ ، بكسر القاف : مؤخَّر القدم ، وهي مؤنّثة. وعَقِبُ الرجُل أيضاً : وَلَده وولد ولده ».الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( عقب ). (٤) في « ف ، بر » : « قلت ».

(٥) « الراقد » : النائم. قال الراغب : « الرُقاد : المستطاب من النوم القليل. يقال : رَقَدَ رُقُوداً فهو راقد والجمع الرُقُود. وقال الفيّومي : رَقَدَ رُقُوداً ورُقاداً : نام ليلاً كان أو نهاراً. وبعضهم يخصّه بنوم الليل. والأوّل هو الحقّ » راجع :المفردات للراغب ، ص ٣٦٢ ؛المصباح المنير ، ص ٢٣٤ ( رقد ).

(٦) في البحار : « فأشار ».

(٧) في حاشية « بر » : « نائم ».

(٨)الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، ح ٨٠٢ ، من قوله : « قال : فقلت : أسأل الله الذي رزقك من آبائك » ؛الغيبة للنعماني ، ص ٥٢ ، ح ٣ ، وفيهما بسند آخر عن معاذ بن كثير ، مع اختلاف يسير. وفيالإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ، مرسلاً عن ثبيت ، عن معاذ بن كثير ، وفيه من قوله : « أسأل الله الذي رزقك من آبائك ».الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٦ ، ح ٧٤٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٢٧ ، ح ٤٦.

(٩) تقدّم نظير السند في ح ٤٤٦ و ٥٤٢ و ٦٨٠. واستظهرنا في الجميع صحّة « محمّد بن الحسن ». كما ورد =

٦٩٩

أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْزَلَ عَلى نَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله كِتَاباً قَبْلَ وَفَاتِهِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ وَصِيَّتُكَ إِلَى النُّجَبَةِ(٢) مِنْ أَهْلِكَ ، قَالَ : وَمَا(٣) النُّجَبَةُ يَا جَبْرَئِيلُ؟ فَقَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَوُلْدُهُعليهم‌السلام .

وَكَانَ عَلَى الْكِتَابِ خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ ، فَدَفَعَهُ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَفُكَّ خَاتَماً مِنْهُ ، وَيَعْمَلَ بِمَا فِيهِ ، فَفَكَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام خَاتَماً ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ.

ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً(٤) ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ.

ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً(٥) ، فَوَجَدَ فِيهِ : أَنِ اخْرُجْ بِقَوْمٍ إِلَى الشَّهَادَةِ ؛ فَلَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَكَ ، وَاشْرِ(٦) نَفْسَكَ لِلّهِ(٧) عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَفَعَلَ.

ثُمَّ دَفَعَهُ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً ، فَوَجَدَ فِيهِ : أَنْ أَطْرِقْ(٨) وَاصْمُتْ ، وَالْزَمْ مَنْزِلَكَ ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ؛ فَفَعَلَ.

__________________

= على الصواب في ح ٦٢٨ و ٧١٣ و ١٢٥٨.

(١) في « ألف ، ض ، و ، بر » : « محمّد بن أحمد بن عبد الله العمري ». وفي « بس » : « أحمد بن محمّد بن عبيد الله العمري ». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٢) قال الجوهري : رجل نجيب ، أي كريم بيّن النجابة ، والنُجَبَةُ مثال الهُمَزَة : النجيب. وفيمرآة العقول : « النُجَبَةُ - بضمّ النون وفتح الجيم - مبالغة في النَجيب ». راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٢٢٢ ( نجب ).

(٣) في « بر » : « ومن ».

(٤) في « ف » : - « ففكَّ خاتماً ».

(٥) فيالوافي : « لعلّ الخواتيم كانت متفرّقة في مطاوي الكتاب بحيث كلّما نشرت طائفة من مطاويه انتهى النشرإلى خاتم يمنع من نشر ما بعدها من المطاوي إلّا أن يفضّ الخاتم ».

(٦) في حاشية « ض » والأمالي للصدوق : « اشتر ». وفي حاشية « بر » : « بع ».

(٧) في « ج » : « الله ».

(٨) تقدّم معنى « أطرق » ذيل ح ١ من هذا الباب.

٧٠٠

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722