الاصول من الكافي الجزء ١

الاصول من الكافي0%

الاصول من الكافي مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 722

الاصول من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 722
المشاهدات: 281358
تحميل: 9405


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 722 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 281358 / تحميل: 9405
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الأسوة للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢٩/ ٢٩. بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مُفَضَّلُ ، لَايُفْلِحُ(١) مَنْ لَايَعْقِلُ ، وَلَا يَعْقِلُ مَنْ لَا يَعْلَمُ ، وَسَوْفَ يَنْجُبُ(٢) مَنْ يَفْهَمُ ، وَيَظْفَرُ مَنْ يَحْلُمُ(٣) ، وَالْعِلْمُ جُنَّةٌ ، وَالصِّدْقُ عِزٌّ ، وَالجَهْلُ ذُلٌّ ، وَالْفَهْمُ مَجْدٌ ، وَالْجُودُ نُجْحٌ(٤) ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ مَجْلَبَةٌ(٥) لِلْمَوَدَّةِ ، وَالْعَالِمُ بِزَمَانِهِ لَاتَهْجُمُ عَلَيْهِ اللَّوَابِسُ(٦) ، وَالْحَزْمُ(٧) مَسَاءَةُ(٨) الظَّنِّ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَالْحِكْمَةِ نِعْمَةُ(٩) الْعَالِمِ(١٠) ، وَالْجَاهِلُ شَقِيٌّ(١١) بَيْنَهُمَا ، وَاللهُ وَلِيُّ مَنْ عَرَفَهُ ، وَعَدُوُّ مَنْ تَكَلَّفَهُ(١٢) ، وَالْعَاقِلُ غَفُورٌ ، وَالْجَاهِلُ خَتُورٌ(١٣) ؛ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ‌

__________________

(١) في تحف العقول : « لايصلح ».

(٢) « يَنْجُب » : من النَجابة ، وهي مصدر نجيب الرجال ، وهو الفاضل الكريم ذو الحسب ، والنفيس في نوعه ، يقال : نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً ، إذا كان فاضلاً نفيساً في نوعه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٤٨ ( نجب ).

(٣) « يحلُم » ، أي صار حليماً ، من الحلم بمعنى الأناة والتثبّت ، يقال : حلم الرجل يحلم ، إذا تأنّى ولم يستعجل أو بمعنى يعقل. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤٦ ( حلم ) ؛شرح المازندراني ، ج ١ ، ص ٤١٩ ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٧٨.

(٤) النجح والنجاح : الظفر بالحوائج.الصحاح ، ج ١ ، ص ٤٠٩ ( نجح ).

(٥) « مَجلبة » بفتح الميم مصدر ميميّ أو اسم مكان ، وبكسرها اسم آلة ، قال به صدر المتألّهين في شرحه واحتمل الأوّل والثالث الفيض فيالوافي والمازندراني في شرحه. وجوّز الكلّ فيمرآة العقول .

(٦) « اللوابس » : جمع اللابس على غير القياس من اللُبس ، أو من اللَبس بمعنى الخلط أو الاختلاط ، أو جمع لُبسة بمعنى الشبهة. اُنظر شروح الكافي ؛الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٧٣ ( لبس ).

(٧) « الحَزْم » : ضبط الرجل أمرَه والحذر من فواته ، من قولهم : حَزَمْتُ الشي‌ءَ ، أي شَدَدْتُه.النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٩ ( حزم ). (٨) في تحف العقول : « مشكاة ». و « المساءة » مصدر ميميّ.

(٩) في « بس » : « نَعمة » أي بفتح النون. تعرّض له في الوافي وهو بمعنى التنعّم. وبكسر النون ، إمّا مضاف إلى « العالم » إضافة بيانيّة أو لاميّة ، وإمّا منوّن و « العالم » مرفوع بياناً له.

(١٠) في « ش » : « العالِمُ ». وفي « بج » : « العالَمُ ». وفي « بع » : « العالَمِ ». وجوّز في مرآةالعقول كسر اللام وفتحها. والكلمة إمّا مجرورة بالإضافة أو مرفوعة. (١١) في حاشية « بح » : « يسعى ».

(١٢) « تكلّفه » أي تكلّف عرفانه ومعرفته ، وتصنّع به وأظهر منه ما ليس له ، أو طلب من معرفته تعالى ما ليس في وسعه وطاقته. راجع : شروح الكافي.

(١٣) فيالوافي : « في بعض النسخ بالمثلّثة ، من الخثورة ». و « الخَتور » من صيغ المبالغة بمعنى خبيث النفس ، =

٦١

تُكْرَمَ(١) ، فَلِنْ ؛ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُهَانَ(٢) ، فَاخْشُنْ ؛ وَمَنْ كَرُمَ أَصْلُهُ ، لَانَ قَلْبُهُ ؛ وَمَنْ خَشُنَ عُنْصُرُهُ(٣) ، غَلُظَ كَبِدُهُ ؛ وَمَنْ فَرَّطَ(٤) ، تَوَرَّطَ(٥) ؛ وَمَنْ خَافَ الْعَاقِبَةَ ، تَثَبَّتَ(٦) عَنِ التَّوَغُّلِ فِيمَا لَا يَعْلَمُ ؛ وَمَنْ هَجَمَ عَلى أَمْرٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، جَدَعَ(٧) أَنْفَ نَفْسِهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ ، لَمْ يَفْهَمْ ؛ وَمَنْ لَمْ يَفْهَمْ ، لَمْ يَسْلَمْ ؛ وَمَنْ لَمْ يَسْلَمْ ، لَمْ يُكْرَمْ(٨) ؛ وَمَنْ لَمْ يُكْرَمْ ، يُهْضَمْ(٩) ؛ وَمَنْ يُهْضَمْ(١٠) ، كَانَ أَلْوَمَ ؛ وَمَنْ كَانَ كَذلِكَ ، كَانَ أَحْرى أَنْ يَنْدَمَ »(١١) .

٣٠/ ٣٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : « مَنِ اسْتَحْكَمَتْ(١٢)

__________________

= كثير الغدر والخدعة بالناس ؛ من الختر ، بمعنى الغدر والخديعة والخباثة والفساد. اُنظر :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٢٩ ( ختر ).

(١) في « ف » : « تكرّم » بالتضعيف.

(٢) في « ج ، ش ، جه » : « تَهُنَ ». وفي « و ، جل ، جس » وحاشية « بح » : « تهن ». وفي « بر ، بع » : « تَهِن ». وفي « جح » : « تَهن ». وفيمرآة العقول : « تهن ، من وهن يهن » ثمّ قال : « الظاهر : تهان ، كما في بعض النسخ ».

(٣) « العُنْصُر والعُنصَر » : الأصل والحسب.الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥٠ ( عصر ).

(٤) « فَرَطَ » بالتخفيف والتضعيف ، وأكثر النسخ على الثاني. فَرَط وفرّط في الأمر فرطاً وتفريطاً ، أي قصّر فيه وضيّعه حتّى فات ، وفرَط فروطً ، أي سبق وتقدّم وجاوز الحدّ. اُنظر :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩١٨ ( فرط ).

(٥) « تورّط » ، أي وقع في الوَرطة ، وهي الهلاك. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٦٦ ( ورط ).

(٦) فيشرح المازندراني : « تثبت ، ماض من التثبّت ، أو مضارع من الثبات ».

(٧) في « ألف ، بح ، بس ، بف » : « جذع ». و « جَدَعَ » أي قطع ، من الجدع بمعنى قطع الأنف والاُذن واليد والشفة. وقطع أنف النفس كناية عن الخزي والذلّ. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٩٣ ( جدع ).

(٨) في « ف » : « لم يكرّم » بالتضعيف.

(٩) و (١٠) في « ج » : « يهضّم » بالتضعيف. وفي « ألف ، ب ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد : « تهضّم » بالماضي من التفعّل. و « يُهضَم » أي يُظْلَمُ ويُكْسَرُ عليه حقُّه ؛ من هَضَمه عليه حقَّه ؛ أي ظلمه وكسر عليه حقّه. كذا « تَهَضَّمه » ، أي ظلمه. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٥٩ ( هضم ).

(١١)تحف العقول ، ص ٣٥٦ ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ١ ، ص ١١٨ ، ح ٣١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٨.

(١٢) في حاشية « ض » : « اُحكمت ». و « استحكمت » أي ثبتت ورسخت في نفسه بحيث يصير خلقاً له وملكة=

٦٢

لِي(١) فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ، احْتَمَلْتُهُ عَلَيْهَا ، وَاغْتَفَرْتُ فَقْدَ مَا سِوَاهَا ، وَلَا أَغْتَفِرُ(٢) فَقْدَ عَقْلٍ وَلَا دِينٍ ؛ لِأَنَّ مُفَارَقَةَ الدِّينِ مُفَارَقَةُ الْأَمْنِ ، فَلَا يَتَهَنَّأُ(٣) بِحَيَاةٍ مَعَ مَخَافَةٍ ، وَفَقْدُ الْعَقْلِ فَقْدُ الْحَيَاةِ ، وَلَا يُقَاسُ إِلَّا بِالْأَمْوَاتِ »(٤) .

٣١/ ٣١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ(٥) ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ عَلِيٍّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِعْجَابُ(٦) الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلى ضَعْفِ عَقْلِهِ »(٧) .

٣٢/ ٣٢. أَبُو عَبْدِ اللهِ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَهُ أَصْحَابُنَا وَذُكِرَ الْعَقْلُ ، قَالَ : فَقَالَ : « لَا يُعْبَأُ بِأَهْلِ الدِّينِ مِمَّنْ(٨) لَاعَقْلَ لَهُ ».

__________________

= راسخة فيه. وقولهعليه‌السلام : « لي » على تضمين معنى الثبوت أو الظهور ، أي ثابتاً لي ذلك ، أو ظاهراً عندي. أو على معنى « لأجلي » ، يعني لأجل إعانتي في إنجائه من العقوبات. راجع شروح الكافي.

(١) في « ض ، بح » وتحف العقول : - « لي ». (٢) في حاشية « ض » : « ولا أغفر ».

(٣) في « بح » : « فلم يتهنّأ ». وفي « بس » : « فلا يُتَهنّأ ». ومعنى « فلا يَتَهَنَّأُ بحياة » ، أي لايسوغ له ولا يَلَذُّ ، يقال : تَهَنَّأَبالطعام ، أي ساغ له ولذّ. اُنظر :أقرب الموارد ، ج ٥ ، ص ٦٥١ ( هنأ ).

(٤)تحف العقول ، ص ٢١٩ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٢١ ، ح ٣٢.

(٥) في « ج » : « الحسن بن موسى ، عن إبراهيم المحاربي ، عن الحسن بن موسى ، عن موسى بن عبدالله ».

(٦) « الإعجاب » مصدر ، اُعْجِبَ فلان بنفسه وبرأيه ، أي أعجبه رأيُه واستحسنه ، أو ترفّع وتكبّر واستكبر. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٧ ؛المصباح المنير ، ص ٣٩٣ ( عجب ).

(٧)تحف العقول ، ص ٩٠ ، ضمن وصيّتهعليه‌السلام لابنه الحسينعليه‌السلام ؛ وص ١٠٠ ، ضمن خطبته المعروفة بالوسيلة.الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٣٣ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ١٠٠ ، ح ٢٣٩.

(٨) في « ب ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » وحاشية : « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « بمن ». وفي « ج » : « لمن ».

٦٣

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مِمَّنْ يَصِفُ هذَا الْأَمْرَ قَوْماً لَابَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا ، وَلَيْسَتْ(١) لَهُمْ تِلْكَ الْعُقُولُ؟

فَقَالَ : « لَيْسَ هؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللهُ(٢) ، إِنَّ اللهَ تَعَالى خَلَقَ الْعَقْلَ ، فَقَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، وَقَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، فَقَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي(٣) ، مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْكَ - أَوْ أَحَبَّ(٤) إِلَيَّ مِنْكَ - بِكَ آخُذُ ، وَبِكَ أُعْطِي »(٥) .

٣٣/ ٣٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ إِلَّا قِلَّةُ الْعَقْلِ(٦) ».

قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ(٧) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟

قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَهُ(٨) إِلى مَخْلُوقٍ ، فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلّهِ ، لَأَتَاهُ(٩) الَّذِي يُرِيدُ‌

__________________

(١) في حاشية « بر » : « وليس ».

(٢) في المحاسن : + « في قوله : يا أُولي الألباب ».

(٣) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : - « وجلالي ».

(٤) في « و » وشرح صدر المتألّهين : « وأحبّ ». وقال المازندراني في شرحه : « الترديد من الراوي ؛ لعدم ضبط اللفظ المسموع بخصوصه ».

(٥)المحاسن ، ص ١٩٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٣ مرفوعاً ومع اختلاف يسير. راجع :الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ١ ؛ والمحاسن ، ص ١٩٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥ - ٧ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٧٦٥ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤٤الوافي ، ج ١ ، ص ٧٨ ، ح ٤.

(٦) أي لا واسطة بينهما إلّاقلّة العقل ؛ إذ الإيمان نور العقل ، والكفر ظلمة الجهل ، فمتى كان عقل الرجل كاملاً كان مؤمناً حقّاً ، ومتى كان جاهلاً محضاً كان كافراً صرفاً ، والمتوسّط بينهما ضعيف الإيمان. راجع :شرح صدر المتألّهين ؛ ص ١١٨ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٢ وسائر الشروح.

(٧) في حاشية « ألف ، ج » والمحاسن : « ذلك ».

(٨) « الرغبة » في اللغة : السؤال والطلب ، والمراد هنا المرغوب والمطلوب والحاجة. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ( رغب ) ؛حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٨٨.

(٩) في « بو » : « أتاه » أي جاءه. وفي « جح » : « لآتاه » أي أعطاه. واحتمل المجرّد والإفعال فيشرح المازندراني =

٦٤

فِي أَسْرَعَ مِنْ ذلِكَ »(١) .

٣٤/ ٣٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : بِالْعَقْلِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ(٢) الْحِكْمَةِ ، وَبِالْحِكْمَةِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْعَقْلِ ، وَبِحُسْنِ السِّيَاسَةِ يَكُونُ الْأَدَبُ الصَّالِحُ(٣) ».

قَالَ : « وَكَانَ يَقُولُ : التَّفَكُّرُ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ ، كَمَا يَمْشِي الْمَاشِي فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ بِحُسْنِ(٤) التَّخَلُّصِ وَقِلَّةِ التَّرَبُّصِ »(٥) .

٣٥/ ٣٥. عِدَّةٌ(٦) مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَزَّازِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ‌

__________________

= ج ١ ، ص ٤٣٦ ؛ ومرآة العقول ، ج ١ ، ص ٩٤.

(١)المحاسن ، ص ٢٥٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٨٦. وفيه : « عن بعض أصحابنا بلغ به أباجعفرعليه‌السلام ، قال : ما بين الحقّ والباطل إلّاقلّة »الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٣٤ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٦١ ، ذيل ح ١٣٣.

(٢) في « بح » وحاشية « جه » : « عوز ». وغور كلّ شي‌ءٍ : قعره وعمقه وبعده وغاية خفاه ، والمراد من غورالحكمة غوامض المعارف الحكميّة والمعارف الإلهيّة ، ومن غور العقل غايته وكماله الأقصى ، ونهاية مافي قوّته من الوصول إلى العلوم والمعارف. وقال المجلسي : « في بعض النسخ : « عوز » بالعين المهملة والزاي المعجمة ، وعوز كلّ شي‌ء نقصه وقلّته. ولعلّه تصحيف. ويمكن توجيهه بما يرجع إلى الأوّل ». اُنظر :شرح صدر المتألهين ، ص ١١٩ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٣ ؛لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٣ - ٣٤ ( غور ).

(٣) « الأدب الصالح » هو العمل المندرج تحت القواعد النبويّة ، والخُلق الموافق للقوانين الشرعيّة. والمعنى : وباستعمال العقل العملي وتهذيب الأخلاق أو بحسن التأديب يحصل التأدّب بالآداب الصالحة ، والتخلّق بالأخلاق الحميدة. راجع شروح الكافي.

(٤) الظرف - أي « بحسن » - إمّا متعلّق بـ « يمشي » ، أو بـ « التفكّر » ، أو بكليهما ، أو حال عن الماشي ، أو عن المتفكّر ، أو عنهما.شرح المازندراني ، ج ١ ، ص ٤٤١.

(٥)الكافي ، كتاب فضل القرآن ، ذيل ح ٣٤٧٤ بسند آخر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن آبائه ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذيله هكذا : « فإنّ التفكّر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص » ، مع زيادة في أوّله. وراجع :الكافي ، كتاب فضل القرآن ، ح ٣٤٧٧الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٣. ح ٣٥.

(٦) راجعنا جميع النسخ التي عندنا ( ٢٣ نسخة ) والحديثان ٣٥ و ٣٦ موجودان في « ف » والمطبوع فقط.

٦٥

حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ : « إِنَّ(١) أَوَّلَ الْأُمُورِ وَمَبْدَأَهَا وَقُوَّتَهَا وَعِمَارَتَهَا - الَّتِي لَايَنْتَفِعُ شَيْ‌ءٌ إِلَّا بِهِ - الْعَقْلُ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ زِينَةً لِخَلْقِهِ وَنُوراً لَهُمْ ، فَبِالْعَقْلِ عَرَفَ الْعِبَادُ خَالِقَهُمْ ، وَأَنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ ، وَأَنَّهُ الْمُدَبِّرُ لَهُمْ ، وَأَنَّهُمُ الْمُدَبَّرُونَ ، وَأَنَّهُ الْبَاقِي وَهُمُ الْفَانُونَ ، وَاسْتَدَلُّوا بِعُقُولِهِمْ عَلى مَا رَأَوْا مِنْ خَلْقِهِ : مِنْ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ وَشَمْسِهِ وَقَمَرِهِ وَلَيْلِهِ وَنَهَارِهِ ، وَبِأَنَّ لَهُ(٢) وَلَهُمْ خَالِقاً وَمُدَبِّراً لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزُولُ ؛ وَعَرَفُوا بِهِ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِيحِ ، وَأَنَّ الظُّلْمَةَ فِي الْجَهْلِ ، وَأَنَّ النُّورَ فِي الْعِلْمِ ، فَهذَا مَا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ الْعَقْلُ ».

قِيلَ لَهُ : فَهَلْ يَكْتَفِي الْعِبَادُ بِالْعَقْلِ دُونَ غَيْرِهِ؟

قَالَ : « إِنَّ الْعَاقِلَ لِدَلَالَةِ عَقْلِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ قِوَامَهُ وَزِينَتَهُ وَهِدَايَتَهُ - عَلِمَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ ، وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّهُ ، وَعَلِمَ أَنَّ لِخَالِقِهِ مَحَبَّةً ، وَأَنَّ لَهُ كَرَاهِيَةً(٣) ، وَأَنَّ لَهُ طَاعَةً ، وَأَنَّ لَهُ مَعْصِيَةً ، فَلَمْ يَجِدْ عَقْلَهُ يَدُلُّهُ عَلى ذلِكَ(٤) ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَايُوصَلُ إِلَيْهِ إِلَّا بِالْعِلْمِ وَطَلَبِهِ ، وَأَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِعَقْلِهِ إِنْ لَمْ يُصِبْ ذلِكَ بِعِلْمِهِ ، فَوَجَبَ عَلَى الْعَاقِلِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ الَّذِي لَا قِوَامَ لَهُ إِلَّا بِهِ ».

٣٦/ ٣٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ وَصَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَا :

سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا غِنى أَخْصَبُ مِنَ الْعَقْلِ ، وَلَا فَقْرَ أَحَطُّ مِنَ الْحُمْقِ ،

__________________

(١) يجوز فيه فتح الهمزة وكسرها.

(٢) كذا في « ف » والمطبوع ، والظاهر أنّ الصحيح « أنّ له » بدل « وبأنّ له ».

(٣) في « ف » : « كراهة ».

(٤) أي مصداق المحبوب والمبغوض ، وهذا معنى قولهم : الأحكام الشرعيّة ألطاف في الأحكام العقليّة.

٦٦

وَلَا اسْتِظْهَارَ فِي أَمْرٍ بِأَكْثَرَ مِنَ الْمَشُورَةِ فِيهِ ».

وَ(١) هذَا آخِرُ كِتَابِ الْعَقْلِ وَالْجَهْلِ(٢)

وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَحْدَهُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

__________________

(١) في « بح ، بس » : - « و ».

(٢) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » وشرح المازندراني : - « والجهل ». وفي « بف » : - « وهذا آخر كتاب العقل والجهل ». وفي شرح صدر المتألّهين : « هنا آخر كتاب العقل. والحمد لله‌ربّ العالمين ». ثمّ قال : « هكذا وقعت العبارة في النسخ التي رأيناها ، ولو قال : هنا آخر باب العقل ، لكان أوفق ».

٦٧

٦٨

(٢)

كتاب فضل العلم

٦٩

٧٠

[٢]

كِتَابُ فَضْلِ الْعِلْمِ‌(١)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(٢)

١ - بَابُ فَرْضِ الْعِلْمِ (٣) وَوُجُوبِ طَلَبِهِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ‌

٣٧/ ١. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ(٤) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ زَيْدٍ(٥) ، عَنْ أَبِيهِ :

__________________

(١) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : - « كتاب فضل العلم ». وفي « ب ، بف » والتعليقة للداماد : - « فضل ».

(٢) في « و » والتعليقة للداماد وشرح صدر المتألّهين : - « بسم الله الرحمن الرحيم ». وفي « ض » : + « وبه ثقتي ».

(٣) في التعليقة للداماد : « باب فضل العلم ». وفي شرح صدر المتألّهين بعد قوله : « باب فرض العلم » قال : « وهو الباب الثاني من كتاب العقل وفيه تسعة أحاديث ». وقال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ٩٨ : « كذا في أكثر النسخ ، وفي بعضها قبل الباب : كتاب فضل العلم. ويؤيّد الأوّل أنّ الشيخ عدّ كتاب العقل وفضل العلم كتاباً واحداً من كتبالكافي ؛ حيث عدّها فيالفهرست ، ويؤيّد الثاني أنّ النجاشي عدّ كتاب فضل العلم بعد ما ذكر كتاب العقل من كتبالكافي ».

(٤) في « و ، بس » : - « عن أبيه » ، لكنّ الظاهر ثبوته كما في سائر النسخ ؛ فقد وردت رواية عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي فيالكافي ، ح ٣٤٨٧ ، وح ٣٨٦٩ ، وح ٤٩١٩ ، وفيه : « الحسن بن أبي الحسن الفارسي » ؛ وح ١١٦٢٦ ، وفيه : « الحسن بن الحسين الفارسي ».

واحتمال زيادة « عن أبيه » في السند رأساً - لما قد أشرنا إليه سابقاً من الأُنس الذهني الموجب لبعض الزيادات في السند - مدفوع بورود رواية إبراهيم بن هاشم مصرّحاً باسمه عن الحسن الفارسي - بعناوينه الصحيحة والمصحّفة - في بعض الأسناد. راجع :الخصال ، ص ٤ ، ح ١٠ ؛ وص ١٤١ ، ح ١٦٠ ؛ وص ٢٢٣ ، ح ٥٤ ؛ثواب الأعمال ، ص ١٢٥ ، ح ١.

(٥) هكذا في حاشية « ف ، بح » والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي « الف ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف »=

٧١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ(١) ، أَلَا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ بُغَاةَ(٢) الْعِلْمِ »(٣) .

٣٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ »(٤) .

__________________

= والمطبوع : « عبدالرحمن بن زيد ». وفي « ب » : « عبدالرحمن بن الحسين بن يزيد ». وفي حاشية « بف » : « عبدالرحمن بن الحسين بن زيد ».

والظاهر صحّة ما أثبتناه. وعبدالله بن زيد هذا ، هو عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين ، وقد نُسب إلى جدّه في ما نحن فيه ؛ فقد روى الحسن بن أبي الحسين الفارسي - بعناوينه المختلفة الصحيحة والمصحّفة - عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، بواسطة سليمان البصري في بعض الأسناد. راجع :الأمالي للصدوق ، ص ٢٤٨ ، المجلس ٥٠ ، ح ٣ ؛علل الشرائع ، ص ٥١٨ ، ح ٨ ؛الخصال ، ص ٢٢٦ ، ح ٦٠ ؛ وص ٤٣٥ ، ح ٢٢ ؛ وص ٥٢٠ ، ح ٩. وروى عنه أيضاً بلاواسطة - كما في ما نحن فيه - فيالخصال ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٤ ، لكنّ الظاهر سقوط الواسطة في هذين السندين.

ويؤيّد ما استظهرناه من صحّة نسخة « عبدالله » عدم ذكر كتب الأنساب لعبدالرحمن ، في أولاد الحسين بن زيد بن عليّ ، فلاحظ.

هذا ، وفيالبصائر المطبوع ، ص ٢ ، ح ١ : « الحسن بن زيد بن علي بن الحسين » بدل « الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن عبدالله بن زيد ». ولكن في بعض مخطوطاته : « عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي ، عن عبدالرحمن بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ». وهو أقرب إلى الواقع ، كما ظهر ممّا تقدّم.

(١) في « ج » : + « ومسلمة ».

(٢) « البغاة » : جمع الباغي بمعنى الطالب ، تقول : بغيت الشي‌ء إذا طلبته. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٨٢ ( بغي ).

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٢ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الأمالي للمفيد ، ص ٢٨ ، المجلس ٤ ، ذيل ح ١ ؛الأمالي للطوسي ، ص ٤٨٧ ، المجلس ١٧ ، ح ٣٨ ، مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ص ٥٢١ المجلس ١٨ ، ذيل ح ٥٥ ؛ وص ٥٦٩ المجلس ٢٢ ، ح ٢ ، مع زيادة في أوّله ، وفي الأربعة الأخيرة بسند آخر إلى قوله : « كلّ مسلم ».مصباح الشريعة ، ص ١٣ و ٢٢ ، ضمن الحديث مع زيادة في أوّلهما وآخرهما إلى قوله : « كلّ مسلم ».الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٥ ، ح ٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٦ ، ح ٣٣١١٥.

(٤)بصائر الدرجات ، ص ٢ ، ح ٢ : « طلب العلم فريضة على كلّ حال » ؛ وفيه ، ص ٣ ، ح ٤ : « طلب العلم فريضة من=

٧٢

٣٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ:

سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : هَلْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ(١) ؟ فَقَالَ : « لَا »(٢) .

٤٠/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْعَمَلُ بِهِ ، أَلَا وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ ؛ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ(٣) مَضْمُونٌ لَكُمْ ، قَدْ قَسَمَهُ(٤) عَادِلٌ بَيْنَكُمْ ، وَضَمِنَهُ ، وَسَيَفِي لَكُمْ ، وَالْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ(٥) ، وَقَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ ؛ فَاطْلُبُوهُ »(٦) .

٤١/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ

__________________

=فرائض الله » ، وفيهما بسند آخر عن عيسى بن عبدالله العمري ؛ وفيه ، ص ٣ ، ح ٥ ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال : « طلب العلم فريضة من فرائض الله ».الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٥ ، ح ٣٣١١٤.

(١) في « ج » : - « إليه ».

(٢)المحاسن ، ص ٢٢٥ ، من كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٨ وفيه : عن أبيه وموسى بن القاسم عن يونس بن عبدالرحمن ، عن بعض أصحابهما.الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٦٨ ، ح ٣٣٢١٩.

(٣) في تحف العقول : + « بينكم ». (٤) في المطبوع وبعض النسخ : « قسّمه » بالتضعيف.

(٥) فيالوافي : « عند أهله ، وهم علماء أهل البيت الذين هم أوصياء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وخلفاء الله في أرضه وحججه على خلقه ، ثمّ من أخذ عنهم واستفاد من محكمات كلامهم من غير تصرّف فيه ». ونحوه فيشرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٢ ؛ ومرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٠٠.

(٦)تحف العقول ، ص ١٩ ، مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٤٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٤ ، ح ٣٣١١١.

٧٣

أَبِي عَبْدِ اللهِ - رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا(١) - رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ »(٣) .

٤٢/ ٦. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلِم ، أَلَا وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ بُغَاةَ الْعِلْمِ »(٥) .

٤٣/ ٧. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ؛ فَإِنَّهُ(٦) مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ(٧) ، فَهُوَ(٨) أَعْرَابِيٌّ(٩) ؛ إِنَّ(١٠) اللهَ تَعَالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ :( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ

__________________

(١) في « الف ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بف » وحاشية « ب ، بح ، بس » : « عن رجل من أصحابنا ».

والظاهر صحّة ما في « ب ، بح ، بس » والمطبوع ؛ فقد ورد الخبر فيالمحاسن ، ص ٢٢٥ ، ح ١٤٦ ، عن يعقوب بن يزيد عن أبي عبدالله رجل من أصحابنا. وورد فيبصائر الدرجات ، ص ٣ ، ح ٣ - مع زيادة يسيرة - عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا ، لكن في بعض نسخه المعتبرة : « عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبدالله رجل من أصحابنا ».

(٢) في المحاسن : - « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٣)المحاسن ، ص ٢٢٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٦.الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ٣٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٦ ، ح ٣٣١١٦.

(٤) في المحاسن : - « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٥)المحاسن ، ص ٢٢٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٤٦ ، عن يعقوب بن يزيد ؛بصائر الدرجات ، ص ٣ ، ح ٣ ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، إلى قوله : « كلّ مسلم ».الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٦ ، ح ٣٣١١٧.

(٦) في « بر ، بف » : « فإنّ ».

(٧) في المحاسن والعيّاشي : - « في الدين ».

(٨) في المحاسن : « فإنّه ».

(٩) « الأعرابي » : نسبة إلى الأعراب ؛ لأنّه لاواحد له ، وضدّه المهاجر ، وهم ساكنو البادية من العرب الّذين لايقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلّالحاجة ، ولا يعرفون الدين. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ١٧٨ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٠٢ ( عرب ).

(١٠) في « ألف ، بف » : « وإنّ ».

٧٤

إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (١) (٢) .

٤٤/ ٨. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ مُفَضَّلِ(٣) بْنِ عُمَرَ ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ بِالتَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ ، وَلَا تَكُونُوا أَعْرَاباً ؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللهِ ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ(٤) إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلاً »(٥) .

٤٥/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَوَدِدْتُ أَنَّ أَصْحَابِي(٦) ضُرِبَتْ(٧) رُؤُوسُهُمْ بِالسِّيَاطِ حَتّى يَتَفَقَّهُوا »(٨) .

٤٦/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رَجُلٌ عَرَفَ هذَا الْأَمْرَ لَزِمَ بَيْتَهُ‌

__________________

(١) التوبة (٩) : ١٢٢.

(٢)المحاسن ، ص ٢٢٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٣.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١١٨ ، ح ١٦٢ ، عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٣٨ ، مع تفاوت.الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٤١.

(٣) في « ب ، ج ، و » : « المفضّل ».

(٤) النظر هاهنا كناية عن الرحمة والرأفة والعطوفة والاختيار ؛ لأنّ النظر في الشاهد دليل المحبّة ، وترك النظر دليل البغض والكراهة. اُنظر شروح الكافي.

(٥)المحاسن ، ص ٢٢٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٢ وفيه : « في وصيّة المفضّل بن عمر » ؛تحف العقول ، ص ٥١٣ ، مرسلاً عن المفضّل بن عمر. وراجع :المحاسن ، ص ٢٢٧ ، ح ١٥٨.الوافي ، ج ١ ص ١٢٨ ، ح ٤٢.

(٦) في حاشية « بح » : « أصحابنا ».

(٧) « ضربت » بضمّ التاء على صيغة المتكلّم ، أو بسكونها وضمّ الضاد على البناء للمفعول.شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١.

(٨)المحاسن ، ص ٢٢٩ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٦٥ بسند آخر عن إسحاق بن عمّار ، قال : سمعت أباعبداللهعليه‌السلام يقول : « ليت السياط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال والحرام ».الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٤٣.

٧٥

وَلَمْ يَتَعَرَّفْ إِلى أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ؟ قَالَ : فَقَالَ : « كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هذَا فِي دِينِهِ؟! »(١) .

٢ - بَابُ صِفَةِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ وَفَضْلِ الْعُلَمَاءِ‌

٤٧/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ ، فَقَالَ : مَا هذَا؟ فَقِيلَ : عَلَّامَةٌ ، فَقَالَ : وَمَا الْعَلَّامَةُ؟ فَقَالُوا لَهُ(٢) : أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَوَقَائِعِهَا وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْأَشْعَارِ وَالْعَرَبِيَّةِ(٣) ».

قَالَ : « فَقَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ذَاكَ(٤) عِلْمٌ لَايَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَلَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَمَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ(٥) »(٦) .

٤٨/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :

__________________

(١)الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٣٥٤ ، ح ٢٠٧٢٢.

(٢) في « بف » والأمالي والمعاني : - « له ».

(٣) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوسائل والبحار والأمالي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « العربيّة » بدون الواو. (٤) في « ف ، بح » وحاشية « ض » : « ذلك ».

(٥) « فضل » أي زيادة غير محتاج إليها كاللغو ، أو فضيلة من المزايا والمحسّنات ، لا من الكمالات الضروريّة التي ليس عنها بدّ ولا عنها مندوحة.التعليقة للداماد ، ص ٦٧.

(٦)الأمالي للصدوق ، ص ٢٦٧ ، المجلس ٤٥ ، ح ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٤١ ، ح ١ بسندهما عن محمّد بن عيسى بن عبيد. وفيهما إلى قوله : « لاينفع من علمه ».تحف العقول ، ص ٣٢٢ ، مع اختلاف.الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٣ ، ح ٥٠ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٢٧ ، ح ٢٢٦٨٢ ، وج ٢٧ ، ص ٤٣ ، ح ٣٣١٦٧ ، وفيهما من قوله : « إنّما العلم ».

٧٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَذَاكَ(١) أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَماً وَلَا دِينَاراً ، وَإِنَّمَا أَوْرَثُوا(٢) أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ ، فَمَنْ أَخَذَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْهَا ، فَقَدْ أَخَذَ حَظّاً وَافِراً ، فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ؟ فَإِنَّ فِينَا(٣) - أَهْلَ الْبَيْتِ - فِي كُلِّ خَلَفٍ(٤) عُدُولاً يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ(٥) الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ »(٦) .

٤٩/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً ، فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ »(٧) .

٥٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى(٨) ، عَنْ‌

__________________

(١) في « ألف ، ض » والبصائر والاختصاص : « ذلك ».

(٢) في « ألف » والبصائر والاختصاص : « ورّثوا ».

(٣) « فينا » خبر « إنّ » قدّم على اسمه - وهو « عدولاً » - للحصر ، أو للتشويق إلى ذكره ، أو لكونه ظرفاً. و « أهل البيت » منصوب على المدح ، بتقدير « أعني » ، أو مجرور بتقدير « في » بقرينة المقام - وإن كان تقديرها شاذّاً - على أنّه بدل لـ « فينا » ، أو مجرور على أنّه بدل عن ضمير المتكلّم إن جوّز.شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٣١.

(٤) « الخَلْف » و « الخَلَف » : ما جاء من بعدُ ، ويقال : هو خَلْف سوء من أبيه ، وخَلَف صدق من أبيه ، إذا قام مقامه.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٥٤ ( خلف ).

(٥) « الانتحال » : أن يدّعي لنفسه ما لغيره ، كأن يدّعي الآية والحديث في غيره أنّه فيه. يقال : انتحل فلان شعر فلان : إذا ادّعاه. راجع :حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٩٨ ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٠ ( نحل ).

(٦)بصائر الدرجات ، ص ١٠ ، ح ١ ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد وسندي بن محمّد ، عن أبي البختري. وفيه ، ص ١١ ، ح ٣ بسند آخر.الاختصاص ، ص ٤. بسنده عن أبي البختري. وراجع :رجال الكشّي ، ص ٤ ، ح ٥.الوافي ، ج ١ ، ص ١٤١ ، ح ٥٤ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٨ ، ح ٣٣٢٤٧.

(٧)الأمالي للمفيد ، ص ١٥٧ ، المجلس ١٩ ، ح ٩ ، بسنده عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن الحسين بن محمّد عن أبي عبدالله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح ١٩٠٢ ، بسند آخر مع زيادة ؛الأمالي للطوسي ، ص ٥٣١ ، المجلس ١٩ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٣ ، ح ٢٠٨٣٤ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٥٥ ، ح ٢٨.

(٨) في الكافي ، ح ٨٤٣١ : « ابن أبي عمير » بدل « حمّاد بن عيسى » ، وكلاهما راويان لكتاب ربعي ، كما في‌الفهرست للطوسي ، ص ١٩٥ ، الرقم ٢٩٤.

٧٧

رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (١) ، قَالَ : قَالَ : « الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ : التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ(٢) ، وَتَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ »(٣) .

٥١/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ ، وَالْأَتْقِيَاءُ حُصُونٌ ، وَالْأَوْصِيَاءُ سَادَةٌ »(٤) .

٥٢/ ٦. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى :

« الْعُلَمَاءُ(٥) مَنَارٌ(٦) ، وَالْأَتْقِيَاءُ حُصُونٌ ، وَالْأَوْصِيَاءُ(٧) سَادَةٌ »(٨) .

٥٣/ ٧. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ بَشِير الدَّهَّانِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَايَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا ، يَا بَشِيرُ ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ(٩) إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ ، احْتَاجَ إِلَيْهِمْ ،

__________________

(١) في الكافي ، ح ٨٤٣١ : « عن أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(٢) « النائبة » : ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمّات والحوادث.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٣ ( نوب ).

(٣)الكافي ، كتاب المعيشة ، باب إصلاح المال وتقدير المعيشة ، ح ٨٤٣١. وفيه : « كلّ الكمال في ثلاثة » ، وذكر في الثلاثة : « التقدير في المعيشة ».الأمالي للطوسي ، ص ٦٦٦ ، ح ١٣٩٤ ، المجلس ٣٦ ، ح ١. بسند آخر مع اختلاف.تحف العقول ، ص ٢٩٢. راجع :الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦١٨ ؛ والتهذيب ، ج ٧ ، ص ٢٣٦ ، ح ١٠٢٨.الوافي ، ج ١ ، ص ١٣١ ، ح ٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٦٥ ، ح ٢١٩٩٧.

(٤)الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٥.

(٥) في « بر » : « الأوصياء ».

(٦) « الـمَنار » : جمع منارة ، وهي موضع النور ، أو التي يوضع عليها السراج ، أو العلامة تجعل بين الحدّين ، أو عَلَم الطريق. اُنظر :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٤٠ - ٢٤١ ( نور ).

(٧) في « ألف ، ج ، و ، بر » وحاشية « ب ، بح » : « والعلماء ».

(٨)الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٣ ، ح ٥٥.

(٩) أي من أصحابنا. والضمير في « إليهم » راجع إلى المخالفين فلا إشكال. وفي « بح » وحاشية « ج » : « منكم ».

٧٨

فَإِذَا(١) احْتَاجَ إِلَيْهِمْ ، أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَهُوَ لَايَعْلَمُ »(٢) .

٥٤/ ٨. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَاخَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ : عَالِمٍ مُطَاعٍ ، أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ(٣) »(٤) .

٥٥/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « عَالِمٌ يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ أَفْضَلُ مِنْ(٥) سَبْعِينَ أَلْفَ عَابِدٍ »(٦) .

٥٦/ ١٠. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : رَجُلٌ رَاوِيَةٌ(٧) لِحَدِيثِكُمْ يَبُثُّ ذلِكَ فِي النَّاسِ ، وَيُشَدِّدُهُ(٨) فِي‌

__________________

(١) في حاشية « ج » : « وإذا ».

(٢)الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٠ ، ح ٤٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٤٧٧ ، ح ٢٧٦٣١.

(٣) في « ج » : « راع ».

(٤)الخصال ، ص ٤٠ ، باب الاثنين ، ح ٢٨ ، بسنده عن السكوني.تحف العقول ، ص ٣٩٧ ، عن الكاظمعليه‌السلام في وصيّته لهشام ، مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ١ ، ص ١٣٢ ، ح ٤٩.

(٥) في البصائر وثواب الأعمال : + « عبادة ».

(٦)بصائر الدرجات ، ص ٦ ، ح ١ ، عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير. وفيه ، ص ٨ ، ح ٩ وثواب الأعمال ، ص ١٥٩ ، ح ٢ بسند آخر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٢٩٤.الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٤ ، ح ٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٣٤٧ ، ح ٢١٧٢٧.

(٧) « الراوية » : كثير الرواية ، والتاء للمبالغة ، كما في العلاّمة والنسّابة. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ( روى ).

(٨) في « ب » والوسائل ، ح ٣٣٢٤٦ وحاشية ميرزا رفيعا والبصائر : « يسدّده ». وهو إمّا من التسديد ، كما ذهب إليه الفيض فيالوافي ؛ وإمّا من السداد بتضمين معنى التقرير ، كما ذهب إليه المجلسي فيمرآة العقول .

٧٩

قُلُوبِهِمْ وَقُلُوبِ شِيعَتِكُمْ(١) ، وَلَعَلَّ عَابِداً مِنْ شِيعَتِكُمْ لَيْسَتْ لَهُ هذِهِ الرِّوَايَةُ ، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ : « الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنَا يَشُدُّ بِهِ(٢) قُلُوبَ شِيعَتِنَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ »(٣) .

٣ - بَابُ أَصْنَافِ النَّاسِ‌

٥٧/ ١. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ(٤) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِمَّنْ يُوثَقُ(٥) بِهِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ النَّاسَ آلُوا(٦) بَعْدَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِلى ثَلَاثَةٍ :

__________________

(١) في البصائر : « ويسدّد في قلوب شيعتكم ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : ويسدّده في قلوب الناس وقلوب شيعتكم ».

(٢) في حاشية « ب ، بر » : « يسدّ به ». وفي البصائر : « الراوية لحديثنا يبثّ في الناس ويسدّده في ».

(٣)بصائر الدرجات ، ص ٧ ، ح ٦ ، بسنده عن سعدان بن مسلم.الوافي ، ج ١ ، ص ١٤٤ ، ح ٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٧ ، ح ٣٣٢٤٦ ؛ وص ١٣٧ ، ح ٣٣٤١٧.

(٤) في الوسائل : - « عن أبي أُسامة ».

هذا وقد أكثر الحسن بن محبوب من الرواية عن هشام بن سالم ، ووقوع الواسطة بينهما - كما في هذا السند وما يأتي في ح ٨٩٠ - بعيد جدّاً. أضف إلى ذلك أنّا لم نجد رواية أبي اُسامة - وهو زيد الشحّام - عن هشام بن سالم إلّافي هذين الموردين. والظاهر أنّ « عن » - بعد أبي اُسامة - في الموضعين مصحّف من « و ». يؤيّد ذلك ما يأتي في ص ١٧٨ ، ح ٧ من رواية الحسن بن محبوب عن أبي اُسامة وهشام بن سالم عن أبي حمزة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٩٢ - ٩٤ ، وج ٢٣ ، ص ١٨ - ٢٢.

وأمّا بناءً على ما في الوسائل ؛ من عدم ذكر « عن أبي اُسامة » فليس في السند خلل ؛ فتأمّل.

(٥) في « بر » وحاشية « ف ، بف » وشرح صدرالمتألّهين : « يثق ».

(٦) « آلوا » أي رجعوا ، أو « ألَوْا » أي قصدوا أو رجعوا ، أو « ألَّوْا » أي قصّروا أو رجعوا ، أو « ألَوْا » من ألاه ، أي‌استطاعه. وفي الثلاثة الأخيرة يحتاج إلى تضمين معنى الرجوع أو الصيرورة. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٧٠ ؛شرح صدر المتألّهين ، ص ١٣٣ ؛شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٤٤ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٠٩.

٨٠