الاصول من الكافي الجزء ٢

الاصول من الكافي0%

الاصول من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 744

الاصول من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 744
المشاهدات: 134982
تحميل: 6714


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 744 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 134982 / تحميل: 6714
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

مركز بحوث دار الحديث :١٨١

كليني رازي ، محمد بن يعقوب ح٢٥٩-٣٢٩ق.

الكافي / ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي ؛ باهتمام: محمّد حسين الدرايتي .-قم: دار الحديث،١٤٢٩ق=١٣٨٧ش.

ج.- (مركز بحوث دار الحديث ؛ ١٨١).

فهرست نويسى پ يش از انتشار براساس اطلاعات في پا.

كتاب نامه: به صورت زيرنويس.

١.احاديث شيعه قرن ٤ق.الف.كلينى،محمّد بن يعقوب،٣٢٩ق.الكافى.ب.درايتى، محمّد حسين.١٣٤٣، محقق.ج.عنوان.

فهرست نويسى پيش از انتشار ، توسط كتاب خانه تخصصي حديث /قم

٢

٣

الكافى/ ج٢

ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني الرازي

باهتمام :محمّد حسين الدرايتي

تقويم نصّ المتن : نعمة الله الجليلي،عليّ الحميداوي

تقويم نصّ الأسناد و تحقيقها: السيّد علّي رضا الحسيني،بمراجعة:محمّد رضا جديدي ن ژاد

الإعراب ووضع العلامات : نعمة الله الجليلي

إيضاح المفردات و شرح الأحاديث : جواد فاضل بخشايشي

التخريج وذكر المتشابهات : السيّد محمود الطباطبا ئ ي ،مسلم مهدي زاده،حميد الكنعاني ،

أحمد رضا شاه جعفري محمود طيّار مراغه اي

مقابلة النسخ الخطية:السيّد محمّد الموسوي،السيّد هاشم الشهرستاني ، مسلم مهدي زاده،حميد الكنعاني ، لطيف فرادي،

جواد فاضل بخشايشي ،حميد الأحمدي الجلفا ئ ي ،أحمد عاليشاهي

تنظيم الهوامش : حميد الأحمدي، غلامحسين قيصرّيه ها

المقابلة المطبعية:أحمد رضا شاه جعفري محمود طراز كوهي ، محمود س پ اسي ،مهدي جوهر چ ي، مصطفي اُوجي

نضدالحروف:مجيد بابكي رسكتي ،علي أكبري

الاخراج : السيّد عليّ موسوي كيا

٤

تتمة كتاب الحجة

٥

٦

[ تتمّة كتاب الحجّة ]

٦٤ - بَابُ مَا نَصَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ

وَرَسُولُهُ عَلَى الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام وَاحِداً فَوَاحِداً‌

٧٥٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ؛

وَ(١) عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ :( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٢) فَقَالَ : « نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِعليهم‌السلام ».

فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : فَمَا لَهُ لَمْ يُسَمِّ عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِهِعليهم‌السلام فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟

قَالَ : فَقَالَ : « قُولُوا لَهُمْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ نَزَلَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ ، وَلَمْ يُسَمِّ اللهُ لَهُمْ ثَلَاثاً وَلَا أَرْبَعاً حَتّى كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ ؛ ونَزَلَتْ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً دِرْهَمٌ(٣) حَتّى كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ هُوَ الَّذِي فَسَّرَ‌

__________________

(١). في السند تحويل بعطف « عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس » على « عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ».

(٢). النساء (٤). : ٥٩. وفي « ب ، ف » والوافي : + « قال ».

(٣). في « ألف ، ج ، و، بح ، بف » : « درهماً ».

٧

ذلِكَ لَهُمْ(١) ؛ ونَزَلَ(٢) الْحَجُّ ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ : طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتّى كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ ؛ ونَزَلَتْ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وَنَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِعليهم‌السلام ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي عَلِيٍّعليه‌السلام : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ؛ وقَالَعليه‌السلام (٣) : أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللهِ وأَهْلِ بَيْتِي ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللهَ - عَزَّ وجَلَّ - أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتّى يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ ؛ وقَالَ : لَاتُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَهُمْ(٤) أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، وَقَالَ : إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى ، وَلَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي(٥) بَابِ ضَلَالَةٍ(٦) ، فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَلَمْ(٧) يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لَادَّعَاهَا آلُ فُلَانٍ وآلُ فُلَانٍ ، وَلكِنَّ اللهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - أَنْزَلَهُ(٨) فِي كِتَابِهِ ، تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٩) فَكَانَ(١٠) عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَفَاطِمَةُعليهم‌السلام ، فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَالَ(١١) : اللّهُمَّ ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلاً وثَقَلاً ، وهؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وثَقَلِي(١٢) ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ؟ فَقَالَ : إِنَّكِ إِلى خَيْرٍ ، وَلَكِنَّ هؤُلَاءِ أَهْلِي(١٣) وَثَقَلِي.

__________________

(١). في « ج » : « لهم ذلك ».

(٢). في « ف » : + « عليه ».

(٣). هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « صلّى‌ الله ‌عليه ‌و آله».

(٤). في حاشية « ج ، ض » وشرح المازندراني : « فإنّهم ».

(٥). في « ج ، ف » : « من ».

(٦). « الضَلالة » : الخفاء والغيبوبة حتّى لا يرى ، والهلاك ، والبطلان ، والفساد ، والاضمحلال ، ومعنى مقابل للهدى‌والرشاد. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٤٨ ؛ المفردات للراغب ، ص ٥٠٩ ( ضلل ).

(٧). في « ج ، ض ، بح ، بر » : « ولم ».

(٨). في « ب ، ف » وحاشية « بف » ومرآة العقول والوافي : « أنزل ».

(٩). الأحزاب (٣٣) : ٣٣.

(١٠). «كان»تامّة أو خبرها محذوف.وفي«ج»:«وكان».

(١١). في « بر » : « وقال ».

(١٢). يقال لكلّ شي‌ء خطير نفيس : ثَقَل ، فسمّاهمعليهم‌السلام ثَقَلاً إعظاماً لقدرهم وتفخيماً لشأنهم. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٦ ( ثقل ). (١٣). في « ف » : « أهل بيتي ».

٨

فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كَانَ عَلِيٌّ(١) أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ ؛ لِكَثْرَةِ مَا بَلَّغَ فِيهِ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وَإِقَامَتِهِ لِلنَّاسِ ، وَأَخْذِهِ بِيَدِهِ.

فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّعليه‌السلام ، لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ عَلِيٌّ(٢) - وَلَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ - أَنْ يُدْخِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَلَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ وَلَاوَاحِداً(٣) مِنْ ولْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ : إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وتَعَالى - أَنْزَلَ فِينَا كَمَا أَنْزَلَ فِيكَ ، فَأَمَرَ(٤) بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وبَلَّغَ فِينَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كَمَا بَلَّغَ فِيكَ ، وأَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ(٥) كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ.

فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّعليه‌السلام ، كَانَ الْحَسَنُعليه‌السلام أَوْلى بِهَا ؛ لِكِبَرِهِ.

فَلَمَّا تُوُفِّيَ ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ وُلْدَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ(٦) لِيَفْعَلَ ذلِكَ(٧) ، واللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (٨) فَيَجْعَلَهَا فِي ولْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُعليه‌السلام : أَمَرَ اللهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وطَاعَةِ أَبِيكَ ، وَبَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كَمَا بَلَّغَ فِيكَ وَفِي أَبِيكَ ، وَأَذْهَبَ اللهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ وعَنْ أَبِيكَ.

فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ(٩) أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى أَخِيهِ وَعَلى أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ ، ولَمْ يَكُونَا لِيَفْعَلَا ؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ(١٠) إِلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، فَجَرى(١١) تَأْوِيلُ هذِهِ الْآيَةِ :( وَأُولُواْ

__________________

(١). في « ج » : « عليّاً ».

(٢). وفي « بف » : « عليّ يستطيع ».

(٣). في « ض ، بح » : « ولا أحداً ».

(٤).في«ف،بح،بس»وحاشية«ض،بر،بف»والوافي :«وأمر».

(٥). سيأتي معنى « الرجس » بُعيد هذا.

(٦). في « ب » : + « له ».

(٧). في « بر » : - « ذلك ».

(٨). الأنفال (٨). : ٧٥ ؛ الأحزاب (٣٣) : ٦.

     

(٩). في « ب » : « ليستطيع ».

(١٠). في « ج » : « أفضيت ». و « الفضاء » : المكان الواسع. ويقال : أفضى فلان إلى فلان ، أي وصل إليه. وأصله أنّه صارفي فُرجته وفضائه. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٠٣ ( فضو ).

(١١). في حاشية « ج » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « يجري ». قال في المرآة : « قوله : « يجري » خبر =

٩

الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) ثُمَّ صَارَتْ مِنْ(١) بَعْدِ الْحُسَيْنِ(٢) لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيًّعليهم‌السلام ». وقَالَ : « الرِّجْسُ(٣) هُوَ الشَّكُّ ، واللهِ لَانَشُكُّ(٤) فِي رَبِّنَا أَبَداً ».(٥)

* مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ والْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وعِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام مِثْلَ ذلِكَ.

٧٦٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رَوْحٍ الْقَصِيرِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ :( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (٦) فِيمَنْ نَزَلَتْ؟

فَقَالَ(٧) : « نَزَلَتْ(٨) فِي الْإِمْرَةِ(٩) ، إِنَّ هذِهِ الْآيَةَ جَرَتْ فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ مِنْ‌

__________________

= صارت » بحذف العائد ، أي يجري فيها تأويل هذه الآية. وفي أكثر النسخ : « فجرى » ، فالخبر مقدّر ، أو « صارت » تامّة ، بمعنى تغيّرت ».

(١). في«ج،ض،بر،بس،بف»:-«من».

(٢). في«ب،ف،بس،بف»:«حسين».

(٣). في شرح المازندراني : « والرجس ». وقال الفيروزآبادي : « الرِجس ، بالكسر : القَذَر - ويُحرَّك وتفتح الراء وتكسر الجيم - والمآثم ، وكلّ ما استُقذر من العمل ، والعمل المؤدّي إلى العذاب ، والشكّ ، والعقاب ، والغضب ». القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٥٢ ( رجس ).

(٤). في « ف » : « ما نشكّ ».

(٥). تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ، ح ١٦٩ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ٢٥١ ، ح ١٧٠ ، عن أبي بصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٦٩ ، ح ٧٤٥.

(٦). الأحزاب (٣٣) : ٦.

(٧). في « ب » والعلل : « قال ».

(٨). في « ج » : - « نزلت ».

(٩). في « ج ، بر » : « الأمَرَة ». جمع « أمير ». و « الإمْرَة » و « الإمارة » : الولاية. يقال : أمَرَ فلان وأمُرَ فلان ، أي صار أميراً.=

١٠

بَعْدِهِ(١) ، فَنَحْنُ أَوْلى بِالْأَمْرِ وَبِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُهَاجِرِينَ والْأَنْصَارِ ».

قُلْتُ : فَوُلْدُ(٢) جَعْفَرٍ لَهُمْ(٣) فِيهَا نَصِيبٌ؟ قَالَ(٤) : « لَا »(٥) قُلْتُ : فَلِوُلْدِ الْعَبَّاسِ(٦) فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ : « لَا » ، فَعَدَدْتُ(٧) عَلَيْهِ بُطُونَ(٨) بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ : « لَا ».

قَالَ(٩) : ونَسِيتُ وُلْدَ الْحَسَنِعليه‌السلام ، فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذلِكَ عَلَيْهِ(١٠) ، فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِيهَا نَصِيبٌ؟ فَقَالَ : « لَا واللهِ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ ، مَا لِمُحَمَّدِيٍّ فِيهَا(١١) نَصِيبٌ غَيْرَنَا ».(١٢)

٧٦١/ ٣. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ(١٣) بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قَالَ : « إِنَّمَا يَعْنِي(١٤) أَوْلى بِكُمْ ، أَيْ أَحَقُّ بِكُمْ وبِأُمُورِكُمْ وَ(١٥) أَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا : يَعْنِي عَلِيّاً وأَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَعليهم‌السلام إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ وصَفَهُمُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ :( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ

__________________

=. والأمير : ذو الأمر. ويعدّى بالتضعيف ، فيقال : أمّرته تأميراً. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨١ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٢ ( أمر ).

(١). في « بر » : - « من بعده ».

(٢). في حاشية « ب ، ج ، ف ، بف » : « فلولد ».

(٣). في«ب،ج،ف،بح،بف»والوافي :-«لهم».

(٤). في « ج ، بح ، بر » والوافي : « فقال ».

(٥). في « بح ، بر » : + « قال ».

(٦). في « ب » : + « لهم ».

(٧). هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و، ه‍ ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ج » والمطبوع : « فعدّدت ».

(٨). « بطون » : جمع بطن ، وهو دون القبيلة. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٩ ( بطن ).

(٩). في « ف » والعلل : - « قال ».

(١٠). في « ف ، بف » والعلل : « عليه بعد ذلك ».

(١١). في « ب » : - « فيها ».

(١٢). علل الشرائع ، ص ٢٠٦ ، ح ٤ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، ح ٧٤٩.

(١٣). في الوسائل ، ج ٩ : « الحسين ».

(١٤). في « بر » وحاشية « ج » : + « بالوليّ ».

(١٥). في « ب ، ض ، بح ، بس » والوسائل ، ج ٩ : « من » بدل « و ».

١١

راكِعُونَ ) (١) وكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ قَدْ صَلّى رَكْعَتَيْنِ وَ هُوَ رَاكِعٌ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ(٢) قِيمَتُهَا أَلْفُ دِينَارٍ ، وَ كَانَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله كَسَاهُ(٣) إِيَّاهَا ، وَ كَانَ النَّجَاشِيُّ(٤) أَهْدَاهَا لَهُ ، فَجَاءَ سَائِلٌ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ولِيَّ اللهِ وَأَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، تَصَدَّقْ عَلى(٥) مِسْكِينٍ(٦) ، فَطَرَحَ الْحُلَّةَ إِلَيْهِ ، وأَوْمَأَ بِيَدِهِ(٧) إِلَيْهِ : أَنِ احْمِلْهَا ، فَأَنْزَلَ اللهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - فِيهِ(٨) هذِهِ الْآيَةَ ، وَصَيَّرَ نِعْمَةَ أَوْلَادِهِ بِنِعْمَتِهِ(٩) ، فَكُلُّ(١٠) مَنْ بَلَغَ مِنْ أَوْلَادِهِ مَبْلَغَ الْإِمَامَةِ يَكُونُ بِهذِهِ الصِّفَةِ(١١) مِثْلَهُ ، فَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، والسَّائِلُ الَّذِي سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، والَّذِينَ يَسْأَلُونَ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَوْلَادِهِ يَكُونُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ».(١٢)

٧٦٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ وَالْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وَ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَ أَبِي الْجَارُودِ‌

__________________

(١). المائدة (٥). : ٥٥.

(٢). « الحُلَّة » : إزار ورداء ، لا تسمّى حُلَّةً حتّى تكون ثوبين. والجمع الحُلَل ، وهي بُرُود اليمن. الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٣ ( حلل ). (٣). في « ف » والوافي : « قد كساه ».

(٤). النَجاشيّ : كلمة تسمّى به ملوك الحبش ، والياء مشدّدة ، وقيل : الصواب تخفيفها. والنجاشي الذي في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله اسمه أصْحَمَة. وقيل : أصْمَحة. وقيل : صَحْمَة. وقيل : صَمْحَة. والصواب هو الأوّل. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢ ؛لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٥١ ( نجش ).

(٥). في « ج ، بس » : « عليّ ».

(٦). « المِسْكين » : من لا شي‌ء عنده. وقيل : الذي لا شي‌ء له يكفي عياله. وقيل : المسكين أسوأ حالاً من الفقير. وقيل : بل بالعكس. ولكلٍّ أدلّة. راجع :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢١٤ ( سكن ).

(٧). في « ه‍ » والوسائل ، ج ٥ : - « بيده ».

(٨). في « ف » : - « فيه ».

(٩). يعني أتى بصيغة الجمع بعد أن جعل نعمة أولاد أميرالمؤمنينعليه‌السلام شبيهة بنعمته ، نظيرة لها ، منضمّة إليها ؛ فالباء في « بنعمته » للإلصاق ، ويحتمل التعليل أيضاً ، راجع :الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٥٠.

(١٠). في « بح » والوسائل ، ج ٩ : « وكلّ ».

(١١). هكذا في « ج ، ف ، بح » وحاشية « ه‍ ، بر ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع والوسائل ، ج ٩ : «النعمة».

(١٢).الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ، ح ٧٤٨ ؛ الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٨ ، ح ٥٧٧٤ ؛ وج ٩ ، ص ٤٧٧ ، ح ١٢٥٣٤.

١٢

جَمِيعاً :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - رَسُولَهُ بِوَلَايَةِ(١) عَلِيٍّ ، وأَنْزَلَ عَلَيْهِ :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) وَفَرَضَ ولَايَةَ أُولِي الْأَمْرِ(٣) ، فَلَمْ يَدْرُوا(٤) مَا هِيَ؟ فَأَمَرَ اللهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يُفَسِّرَ لَهُمُ الْوَلَايَةَ كَمَا فَسَّرَ لَهُمُ الصَّلَاةَ والزَّكَاةَ والصَّوْمَ والْحَجَّ ، فَلَمَّا أَتَاهُ ذلِكَ مِنَ اللهِ ، ضَاقَ بِذلِكَ صَدْرُ(٥) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتَخَوَّفَ أَنْ يَرْتَدُّوا(٦) عَنْ دِينِهِمْ(٧) وأَنْ يُكَذِّبُوهُ ، فَضَاقَ صَدْرُهُ ، وَرَاجَعَ رَبَّهُ عَزَّ وجَلَّ ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - إِلَيْهِ(٨) :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) (٩) فَصَدَعَ بِأَمْرِ اللهِ(١٠) - تَعَالى ذِكْرُهُ(١١) - فَقَامَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّعليه‌السلام يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ ، فَنَادَى : الصَّلَاةَ جَامِعَةً(١٢) ، وأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ».

__________________

(١). « الوِلاية » و « الوَلاية » نحو الدِلالة والدَلالة ، وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).

(٢). في « ألف ، ج ، و، بس ، بف » والمطبوع : -/( وَهُمْ راكِعُونَ ) .

(٣). في « ف » : + « منكم ».

(٤). « فلم يَدْرُوا » ، أي فلم يعرفوا ، من الدراية. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣١٣ ( درى ).

(٥). في « ه‍ » : - « صدر ».

(٦). « أن يرتدّوا » ، أي يرجعوا. قال الراغب : « الرَدّ : صرف الشي‌ء بذاته أو بحالة من أحواله. يقال : رَدَدْتُه فارتدّ. والارتداد والرِدَّةُ : الرجوع في الطريق الذي جاء منه ، لكنّ الرِدَّة تختصّ بالكفر ، والارتداد يستعمل فيه وفي غيره ». راجع : المفردات للراغب ، ص ٣٤٨ ( ردد ).

(٧). في حاشية « ف » : « عن دينهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٨). في « ه‍ » : - « إليه ».

(٩). المائدة (٥). : ٦٧.

(١٠). « فصدع بأمر الله تعالى » ، أي أظهره. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٤٢ ( صدع ).

(١١). في « ج ، ف » : « عزّ ذكره ». وفي « ض » : - « ذكره ». وفي « بح ، بس ، بف » : « تعالى عزّ ذكره».

(١٢). « الصلاة » منصوبة على الإغراء ، و « جامعة » حال ، أي الزموا الصلاة حال كونها في جماعة. وقال المجلسي : « أوهما مرفوعان بالابتدائيّة والخبريّة ، فيكون خبراً في معنى الأمر ».

١٣

قَالَ عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ : قَالُوا جَمِيعاً غَيْرَ أَبِي الْجَارُودِ : وَ(١) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « وَكَانَتِ الْفَرِيضَةُ تَنْزِلُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ الْأُخْرى ، وكَانَتِ الْوَلَايَةُ آخِرَ الْفَرَائِضِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (٢) ».

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : لَا أُنْزِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدَ هذِهِ(٣) فَرِيضَةً ، قَدْ أَكْمَلْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ ».(٤)

٧٦٣/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : حَدِّثْنِي عَنْ ولَايَةِ عَلِيٍّ أَمِنَ اللهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟ فَغَضِبَ ، ثُمَّ قَالَ : « وَيْحَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَخْوَفَ لِلّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَأْمُرْهُ بِهِ اللهُ ، بَلِ افْتَرَضَهُ(٥) كَمَا افْتَرَضَ اللهُ الصَّلَاةَ والزَّكَاةَ والصَّوْمَ وَالْحَجَّ ».(٦)

٧٦٤/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام (٧) ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ(٨) : « فَرَضَ اللهُ - عَزَّ وجَلَّ - عَلَى الْعِبَادِ خَمْساً ، أَخَذُوا أَرْبَعاً ، وتَرَكُوا واحِدَةً(٩) ».

__________________

(١). في « ب ، ف ، بر » : - « و ».

(٢). المائدة (٥). : ٣. وفي « ف ، بس » وحاشية « بر » : +( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) .

(٣). في « ف » : « بعده » بدل « بعد هذه ».

(٤).الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ ، ح ٧٤٧.

(٥). في « ب ، ه‍ » : « فريضة ».

(٦).الوافي ، ج ٢ ، ص ٣٢٥ ، ح ٧٨٤.

(٧). فيالوافي : - « عن أبي جعفرعليه‌السلام ».

(٨). في « ف » : « قال سمعته يقول ».

(٩). هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، ه‍ ، بح » والوافي . وتقتضيه القواعد. وفي المطبوع وبعض النسخ : «واحداً ».

١٤

قُلْتُ : أَتُسَمِّيهِنَّ لِي(١) جُعِلْتُ فِدَاكَ(٢) ؟

فَقَالَ : « الصَّلَاةُ ، وكَانَ(٣) النَّاسُ لَايَدْرُونَ كَيْفَ يُصَلُّونَ ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرْهُمْ بِمَوَاقِيتِ صَلَاتِهِمْ(٤) .

ثُمَّ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرْهُمْ مِنْ زَكَاتِهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ(٥) صَلَاتِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَ الصَّوْمُ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، بَعَثَ إِلى مَا حَوْلَهُ مِنَ الْقُرى ، فَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ ، فَنَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بَيْنَ شَعْبَانَ وشَوَّالٍ.

ثُمَّ نَزَلَ الْحَجُّ ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ : أَخْبِرْهُمْ مِنْ(٦) حَجِّهِمْ مَا أَخْبَرْتَهُمْ مِنْ(٧) صَلَاتِهِمْ وزَكَاتِهِمْ وصَوْمِهِمْ.

ثُمَّ نَزَلَتِ الْوَلَايَةُ ، وَإِنَّمَا أَتَاهُ ذلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِعَرَفَةَ ، أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) وَكَانَ كَمَالُ الدِّينِ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(٨) عليه‌السلام ، فَقَالَ عِنْدَ ذلِكَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أُمَّتِي حَدِيثُو(٩) عَهْدٍ(١٠) بِالْجَاهِلِيَّةِ(١١) ، وَمَتى أَخْبَرْتُهُمْ بِهذَا فِي ابْنِ عَمِّي ، يَقُولُ قَائِلٌ ، ويَقُولُ قَائِلٌ - فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مِنْ‌

__________________

(١). في « ج » : - « لي ».

(٢). في حاشية « بر » : « جعلني الله فداك ».

(٣). في « ض » : « فكان ».

(٤). فيالوافي : « الصلاة ».

(٥). في حاشية « ج » : « عن ».

(٦). في « ف » : « عن ».

(٧). في « ف » : « عن ».

(٨). في « ب ، ه‍ ، ف » وشرح المازندراني : - « بن أبي طالب ». وفيالوافي : « إنّما كان كمال الدين بولاية عليّعليه‌السلام لأنّه‌ لمـّا نصب للناس وليّاً واقيم لهم إماماً صار معوّلهم على أقواله وأفعاله في جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم ، ثمّ على خليفته من بعده ، وهكذا إلى يوم القيامة ؛ فلم يبق لهم في أمر دينهم مالايمكنهم الوصول إلى علمه ».

(٩). فيالوافي : « حديث ».

(١٠). في « ب ، ج » وحاشية « بف » : « العهد ».

(١١). « الجاهليّة » : هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله ورسوله وشرائع الدين ، والمفاخرة بالأنساب ، والكِبْر والتجبّر ، وغير ذلك. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢٣ ( جهل ).

١٥

غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانِي(١) - فَأَتَتْنِي عَزِيمَةٌ(٢) مِنَ اللهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - بَتْلَةٌ(٣) أَوْعَدَنِي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ أَنْ يُعَذِّبَنِي ، فَنَزَلَتْ :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِيَدِ عَلِيٍّعليه‌السلام ، فَقَالَ(٤) : أَيُّهَا(٥) النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلِي إِلَّا وَ قَدْ عَمَّرَهُ اللهُ ، ثُمَّ دَعَاهُ فَأَجَابَهُ ، فَأَوْشَكَ أَنْ أُدْعى فَأُجِيبَ ، وَ أَنَا مَسْؤُولٌ وَ أَنْتُمْ مَسْؤُولُونَ ؛ فَمَاذَا(٦) أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟

فَقَالُوا(٧) : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ ، وَنَصَحْتَ(٨) ، وَ أَدَّيْتَ مَا عَلَيْكَ ؛ فَجَزَاكَ اللهُ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُرْسَلِينَ.

فَقَالَ : اللّهُمَّ اشْهَدْ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ(٩) الْمُسْلِمِينَ ، هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ؛ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ(١٠) الْغَائِبَ ».

__________________

(١). فيالوافي : « لسانه ».

(٢). « عزيمة » ، أي آية حتم لا رخصة فيها ، من قولهم : عَزائم الله تعالى ، أي موجباته. والأمر المقطوع الذي لا ريب ولا شبهة ولا تأويل فيه ولا نسخ. أو هي فرائضه التي أوجبها وأمرنا بها. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٤٠٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ١١٤ ( عزم ).

(٣). « بتلة » ، أي فريضة جازمة مقطوع بها غير مردودة ، ومحكمة لا تردّ ولا تتبدّل ولا يتطرّق إليها نقص. والكلمة هنا مشتقّة صفة لعزيمة ، فهي مرفوعة. ويحتمل كونها منصوبة بالحاليّة عن عزيمة ؛ لتخصّصها بقوله : « من الله ». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ ( بتل ).

(٤). فيالوافي : « وقال ».

(٥). في « ب ، ض ، ف ، بس ، بف » : « يا أيّها ».

(٦). فيمرآة العقول : « ماذا ».

(٧). في « ب ، ه‍ » : « قالوا ».

(٨). قال ابن الأثير : « النصيحة : كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، وليس يمكن أن يعبّر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها. وأصل النصح في اللغة الخلوص ، يقال : نصحته ونصحت له ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٣ ( نصح ).

(٩). « المـَعْشَر » : كلّ جماعة أمرهم واحد ، أو جماعة الناس. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٢٠٦ ؛ الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٤٧ ( عشر ). (١٠). في « ف » وتفسير العيّاشي : - « منكم ».

١٦

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « كَانَ وَاللهِ(١) أَمِينَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وغَيْبِهِ وَدِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ(٢) لِنَفْسِهِ.

ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَ(٣) ، فَدَعَا عَلِيّاًعليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنِّي(٤) أُرِيدُ أَنْ أَئْتَمِنَكَ عَلى مَا ائْتَمَنَنِيَ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْبِهِ وَ عِلْمِهِ ، وَ مِنْ(٥) خَلْقِهِ ، وَ مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَلَمْ يُشْرِكْ واللهِ فِيهَا - يَا زِيَادُ(٦) - أَحَداً مِنَ الْخَلْقِ.

ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، فَدَعَا وُلْدَهُ - وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً - فَقَالَ لَهُمْ : يَا بَنِيَّ ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - قَدْ أَبى إِلَّا أَنْ يَجْعَلَ فِيَّ سُنَّةً(٧) مِنْ يَعْقُوبَ ، وَ إِنَّ يَعْقُوبَ دَعَا وُلْدَهُ - وكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ ذَكَراً - فَأَخْبَرَهُمْ بِصَاحِبِهِمْ ، أَلَا وَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ بِصَاحِبِكُمْ ، أَلَا إِنَّ هذَيْنِ ابْنَا رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله الْحَسَنَ والْحُسَيْنَعليهما‌السلام ، فَاسْمَعُوا لَهُمَا ، وأَطِيعُوا ، وَوَازِرُوهُمَا(٨) ؛ فَإِنِّي قَدِ ائْتَمَنْتُهُمَا عَلى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ(٩) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِمَّا ائْتَمَنَهُ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَمِنْ غَيْبِهِ ، وَ مِنْ دِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَأَوْجَبَ اللهُ لَهُمَا مِنْ عَلِيٍّعليه‌السلام مَا أَوْجَبَ(١٠) لِعَلِيٍّعليه‌السلام مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمَا فَضْلٌ عَلى صَاحِبِهِ إِلَّا بِكِبَرِهِ ، وَإِنَّ الْحُسَيْنَعليه‌السلام كَانَ إِذَا حَضَرَ الْحَسَنُعليه‌السلام لَمْ يَنْطِقْ فِي ذلِكَ الْمَجْلِسِ حَتّى يَقُومَ.

__________________

(١). هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي . وفي المطبوع : + « [ عليّعليه‌السلام ] ».

(٢). « ارتضاه » ، أي اختاره. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٢٩ ( رضى ).

(٣). في « ف ، بح » والوافي ومرآة العقول : « حضره ».

(٤). في حاشية « ج » : « أنا ».

(٥). في « ب ، ج ، ف ، بف » : - « من ».

(٦). قولهعليه‌السلام : « يا زياد » معترض ، وزياد هو اسم أبي الجارود بن المنذر الراوي للحديث ، وهو الذي ينسب إليه الجاروديّة.الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٥.

(٧). الأصل في السنّة : الطريقة والسيرة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٩ ( سنن ).

(٨). « وازِرُوهما » ، أي أعينوهما ؛ من الوِزْر بمعنى الحِمْل والثقل. يقال : وزَرَ يَزِرُ فهو وازِرٌ ، إذا حمل ما يُثقِل ظهرَه‌من الأشياء المـُثْقَلَة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٨٦٨ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ١٧٩ ( وزر ).

(٩). في « ه‍ » : - « عليه ».

(١٠). في « ف » : + « الله ».

١٧

ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَعليه‌السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، فَسَلَّمَ ذلِكَ إِلَى الْحُسَيْنِعليه‌السلام .

ثُمَّ إِنَّ حُسَيْناًعليه‌السلام حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ ، فَدَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرى فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ ، فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً ، وو صِيَّةً ظَاهِرَةً(١) - وكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام مَبْطُوناً(٢) لَايَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ لِمَا(٣) بِهِ - فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، ثُمَّ صَارَ وَاللهِ ذلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا ».(٤)

* الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، مِثْلَهُ.

٧٦٥/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُخْتَارِيَّةِ لَقِيَنِي ، فَزَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِمَامٌ؟

__________________

(١). فيالوافي : « كتاباً ملفوفاً لعلّه كان فيه الأسرار التي لاينبغي أن يطّلع عليها المخالفون بل غير أهل البيتعليهم‌السلام ، ووصيّة ظاهرة » أي كتاباً كتب فيه أنّه وصيّه وهو أولى بامور من غيره ، وبالجملة مالاينبغي ستره ، بل يجب إظهاره للناس ؛ ليعرف شيعته بهذه العلامة إمامته ».

(٢). فيالكافي ، ح ٧٨٥ والبصائر ، ص ١٦٣ : + « معهم ». وقال الجوهري : « المبطون : العليل البطن ». الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٨٠ ( بطن ).

(٣). فيمرآة العقول : + « ينزل ». وفيالوافي : « أي لايعتقدون إلّا أنّه متهيّؤ لما ينزل به ، يعني الموت. وبالجملةهذه الكلمة كفاية عن الإشراف على الموت ».

(٤).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ، ح ٧٨٥ ، من قوله : « ثمّ إنّ حسيناًعليه‌السلام حضره » مع زيادة في آخره.بصائر الدرجات ، ص ١٦٣ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ص ١٦٤ ، ح ٦ ، بسنده عن منصور عن أبي الجارود ؛ وفيه ، ص ١٤٨ ، ح ٩ ، بسنده عن أبي الجارود ، وفي كلّها من قوله : « ثمّ إنّ حسيناً حضره الذي حضره » مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ، ح ١٥٥ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٣٩ ، المجلس ١٧ ، ح ٣ ؛ وتفسير فرات ، ص ١١٩ ، ح ١٢٥الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٢ ، ح ٧٤٦.

١٨

فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ : « أَفَلَا قُلْتَ لَهُ؟ » قَالَ : قُلْتُ(١) : لَاوَ اللهِ ، مَا دَرَيْتُ(٢) مَا أَقُولُ.

قَالَ : « أَفَلَا قُلْتَ لَهُ(٣) : إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَوْصى إِلى عَلِيٍّ والْحَسَنِ والْحُسَيْنِ ، فَلَمَّا مَضى عَلِيٌّعليه‌السلام ، أَوْصى إِلَى الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ ، ولَوْ(٤) ذَهَبَ يَزْوِيهَا(٥) عَنْهُمَا ، لَقَالَا لَهُ(٦) : نَحْنُ وَصِيَّانِ مِثْلُكَ ولَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ.

وَأَوْصَى(٧) الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ ، وَلَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا عَنْهُ ، لَقَالَ(٨) : أَنَا وَصِيٌّ مِثْلُكَ مِنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَمِنْ أَبِي ، وَلَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ :( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) (٩) هِيَ فِينَا وَفِي أَبْنَائِنَا(١٠) ».(١١)

٦٥ - بَابُ الْإِشَارَةِ والنَّصِّ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام (١٢)

٧٦٦/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْجَهْمِ الْهِلَالِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَمَّا نَزَلَتْ وَلَايَةُ(١٣) عَلِيِّ بْنِ‌

__________________

(١). في « ب » : + « له ».

(٢). « ما دَرَيْتُ » ، أي ما عرفتُ ؛ من الدِراية. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣١٢ ( درى ).

(٣). في « ه‍ ، بف » : - « له ».

(٤). في « بر » : « فلو ».

(٥). « يَزْوِيها » : من زَوَيْتُه أزْوِيه زيّاً ، أي جمعته وطويته ونحّيته ؛ أو من زواه عنّي ، أي صرفه عنّي وقبضه. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ( زوى ). (٦). في « ف » : « إنّه ».

(٧). في « ه‍ » : « فأوصى ».

(٨). في«ب،ج،ض،بر،بس،بف»والوافي :+«له».

(٩). الأنفال (٨). : ٧٥ ؛ الأحزاب (٣٣) : ٦. وفي « ف » : +( فِى كِتَاب الله ) .

(١٠). في « ف » : « آبائنا ».

(١١).الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٧٩ ، باب ما نصّ الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم ، ح ٧٥٠.

(١٢). في « ب ، ف ، ه‍ ، بح ، بس ، بف » ومرآة العقول : - « باب الإشارة - إلى – عليه السلام».

(١٣). « الوِلاية والوَلاية » ، نحو الدِلالة والدَلالة. وحقيقته تولّي الأمر. المفردات للراغب ، ص ٨٨٥ ( ولى ).

١٩

أَبِي طَالِبٍ(١) عليه‌السلام ، وَ كَانَ(٢) مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : سَلِّمُوا عَلى عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ(٣) الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَانَ(٤) مِمَّا أَكَّدَ اللهُ عَلَيْهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَا زَيْدُ ، قَوْلُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَهُمَا : قُومَا فَسَلِّمَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَا : أَمِنَ اللهِ أَوْ(٥) مِنْ رَسُولِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مِنَ اللهِ وَمِنْ رَسُولِهِ.

فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ :( وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ) يَعْنِي بِهِ قَوْلَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لَهُمَا ، وقَوْلَهُمَا : أَمِنَ اللهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ ( أَئِمَّةٌ(٦) هِىَ أَزْكَى مِنْ أَئِمَّتِكُمْ )(٧) ) ».

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَئِمَّةٌ؟ قَالَ : « إِي وَ اللهِ أَئِمَّةٌ » قُلْتُ : فَإِنَّا نَقْرَأُ( أَرْبى ) (٨) فَقَالَ(٩) : « مَا أَرْبى؟ - وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ فَطَرَحَهَا(١٠) -( إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ ) يَعْنِي بِعَلِيٍّعليه‌السلام( وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ*وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ ) يَوْمَ الْقِيَامَةِ(١١) ( عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ

__________________

(١). في « ب ، ف ، ه‍ ، بف » والوافي : - « بن أبي طالب ».

(٢). في « ه‍ » : « فكان ».

(٣). « الإمرة » و « الإمارة » : الولاية. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٨١ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٢ ( أمر ).

(٤). في « ج ، ف » : « وكان ».

(٥). في حاشية « بر » : « أم ».

(٦). في « بف » : « اُمّة ». وفيالوافي : « والمشهور « اُمّة » يعني لاتنقضوا العهد لأجل أن تكون قوم أزكى من قوم واُمّةأعلى من امّة. وكأنّهعليه‌السلام أراد بقوله « ما أربى » وتعجّبه وطرح يده : أنّ أربى هاهنا معناه إلّا أزكى؟ وكذلك قراءته بـ« الأئمّة » إشارة إلى أنّ الاُمّة في الموضعين اُريد بها الأئمّة خاصّة ».

(٧). كذا في النسخ والمطبوع. وفي القرآن ومرآة العقول بدل مابين الهلالين :( أُمَّة هِى أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ ) .

(٨). في « ج » : + « قال ». وقوله : « أربى » ، أي أزيد وأكثر ، من ربا المال إذا زاد وارتفع. والمراد : أزيد عدداً وأوفَرمالاً. راجع :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٠٥ ( ربا ) ؛مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٢٦٧.

(٩). في « ب ، ض » وحاشية « بر » : + « و ».

(١٠). في « بر » : « وطرحها ».

(١١). في « ج » ومرآة العقول : - « يوم القيامة ».

٢٠