الاصول من الكافي الجزء ٢

الاصول من الكافي0%

الاصول من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 744

الاصول من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 744
المشاهدات: 135014
تحميل: 6714


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 744 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 135014 / تحميل: 6714
الحجم الحجم الحجم
الاصول من الكافي

الاصول من الكافي الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فَأَعْطَاهُ(١) إِيَّاهَا(٢) ، وَصَلَّى الظُّهْرَ ، وَقَالَ لَهُ(٣) : « اخْتَتِنْ » ، فَقَالَ : قَدِ(٤) اخْتَتَنْتُ فِي سَابِعِي.(٥)

١٢٩٤/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :

مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُعليه‌السلام بِامْرَأَةٍ بِمِنى وَهِيَ تَبْكِي وَصِبْيَانُهَا حَوْلَهَا يَبْكُونَ ، وَقَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَةٌ ، فَدَنَا مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : « مَا يُبْكِيكِ يَا أَمَةَ اللهِ؟ » قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللهِ ، إِنَّ لَنَا صِبْيَاناً يَتَامى ، وَكَانَتْ لِي بَقَرَةٌ مَعِيشَتِي وَمَعِيشَةُ صِبْيَانِي كَانَتْ(٦) مِنْهَا ، وَقَدْ مَاتَتْ ، وَبَقِيتُ مُنْقَطَعاً(٧) بِي وَ بِوُلْدِي لَا(٨) حِيلَةَ لَنَا(٩)

فَقَالَ : « يَا أَمَةَ اللهِ ، هَلْ لَكِ أَنْ أُحْيِيَهَا لَكِ؟ » فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ : نَعَمْ يَا عَبْدَ اللهِ ؛ فَتَنَحّى وَصَلّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ(١٠) هُنَيْئَةً(١١) ، وَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ ، ثُمَّ قَامَ ، فَصَوَّتَ(١٢) بِالْبَقَرَةِ ، فَنَخَسَهَا(١٣) نَخْسَةً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ ، فَاسْتَوَتْ عَلَى الْأَرْضِ قَائِمَةً ، فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى الْبَقَرَةِ صَاحَتْ(١٤) ، وَقَالَتْ : عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ ورَبِّ الْكَعْبَةِ ؛ فَخَالَطَ النَّاسَ ،

__________________

(١). فيالوافي : « فأعطاها ».

(٢). في « ض ، بح ، بف » والوافي : « إيّاه ».

(٣). في « ج ، ف ، بس » : - « له ».

(٤). في الوافي : - « قد ».

(٥).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٠٤ ، ح ١٤١٥ ؛ وفيالوسائل ، ج ٤ ، ص ٣٦٥ ، ح ٥٤٠٣ ؛ وج ٢١ ، ص ٤٤٠ ، ح ٢٧٥٣٠ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ٩٢ ، ح ١٠٧.

(٦). في « ف » وحاشية « بح » والوافي . وفي سائر النسخ والمطبوع : « كان ».

(٧). في « ف ، بر » وحاشية « ج ، ض ، بس » والبصائر : « منقطعة ».

(٨). في « ج » والبصائر : « ولا ».

(٩).في «ب ، ف ، بر ، بف» وحاشية «ج» : « لي ».

(١٠). في « ج ، ف ، بر » والوافي والبصائر : « يديه ».

(١١). في « ج ، ض ، بس » وحاشية « بح » : « هنيهة ». وفي البصائر : « يمينة ». قال ابن الأثير : « أقام هُنيّةً ، أي قليلاً من الزمان ، وهو تصغير هَنَة ، ويقال : هُنَيْهَة أيضاً ». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٧٩ ( هنا ).

(١٢). في « ف » : « قال : قصّرتِ » بدل « قام فصوّت ». وفي البصائر : « فمرّ » بدل « فصوّت ».

(١٣) في « ف » : « فنخّسها » بالتثقيل. وقوله : « فنخسها » ، أي غَرزَ وأدخل جنبها أو مؤخّرها بعود ونحوه. راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٢٨ ( نخس ). (١٤) في « بر ، بف » والوافي : « صرخت ».

٥٦١

وَصَارَ بَيْنَهُمْ ، وَمَضىعليه‌السلام .(١)

١٢٩٥/ ٧. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَعليه‌السلام يَنْعى إِلى رَجُلٍ(٢) نَفْسَهُ(٣) ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وإِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَتى يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِيعَتِهِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ ، فَقَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، قَدْ كَانَ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُّ يَعْلَمُ عِلْمَ(٤) الْمَنَايَا(٥) وَالْبَلَايَا ، والْإِمَامُ أَوْلى بِعِلْمِ ذلِكَ ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ ؛ فَإِنَّ عُمُرَكَ قَدْ فَنِيَ ، وَإِنَّكَ تَمُوتُ إِلى سَنَتَيْنِ ، وَإِخْوَتُكَ وأَهْلُ بَيْتِكَ لَايَلْبَثُونَ بَعْدَكَ إِلَّا يَسِيراً حَتّى تَتَفَرَّقَ كَلِمَتُهُمْ(٦) ، وَيَخُونُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتّى يَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ ، فَكَانَ هذَا فِي نَفْسِكَ ».

فَقُلْتُ : فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللهَ بِمَا(٧) عَرَضَ فِي صَدْرِي.

فَلَمْ يَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هذَا الْمَجْلِسِ إِلَّا يَسِيراً(٨) حَتّى مَاتَ ، فَمَا أَتى عَلَيْهِمْ إِلَّا قَلِيلٌ حَتّى قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ ، فَأَفْلَسُوا.(٩)

__________________

(١).بصائر الدرجات ، ص ٢٧٢ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عليّ بن المغيرة ( وفي بعض نسخه المعتبرة : عبدالله بن المغيرة )الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٠٩ ، ح ١٤١٦.

(٢). في « بس » : « الرجل ».

(٣). « ينعى إلى رجل نفسه » ، أي يُخبر بموته. يقال : نَعَى الميّتَ ينعاه نَعْياً ونَعِيّاً ، إذا أذاع موته ، وأخبر به. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ ( نعا ).

(٤). فيمرآة العقول : « كان « العلم » هنا بمعنى المعلوم. ويمكن أن يقرأ بالتحريك ، أي علامة المنايا ».

(٥). « المـَنايا » : جمع المـَنِيَّة ، وهي الموت.النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ( منا ).

(٦). في « بر » : « يتفرّق كلّهم ».

(٧). في حاشية « بح » : « ممّا ».

(٨). فيمرآة العقول : « على هذه النسخة كأنّهعليه‌السلام حدّد إلى سنتين ترحّماً وتعطّفاً عليه ؛ لئلّا يضطرب ، أو لاحتمال ‌البداء. وعلى ما في الخرائج وغيره لا إشكال ».

(٩).بصائر الدرجات ، ص ٢٦٤ ، ح ٩ ، بسنده عن سيف بن عميرة ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ( وفي بعض نسخه : « عن=

٥٦٢

١٢٩٦/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ :

جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَقَدِ اعْتَمَرْنَا عُمْرَةَ رَجَبٍ ونَحْنُ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ : يَا عَمِّ ، إِنِّي أُرِيدُ بَغْدَادَ ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أُوَدِّعَ عَمِّي أَبَا الْحَسَنِ - يَعْنِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍعليه‌السلام - وَأَحْبَبْتُ أَنْ تَذْهَبَ مَعِي إِلَيْهِ ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ نَحْوَ أَخِي وَهُوَ فِي دَارِهِ الَّتِي بِالْحَوْبَةِ(١) ، وَذلِكَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِقَلِيلٍ ، فَضَرَبْتُ الْبَابَ ، فَأَجَابَنِي أَخِي(٢) ، فَقَالَ : « مَنْ هذَا؟ » فَقُلْتُ : عَلِيٌّ ، فَقَالَ : « هُوَ ذَا أَخْرُجُ » وَكَانَ بَطِي‌ءَ الْوُضُوءِ ، فَقُلْتُ : الْعَجَلَ ، قَالَ : « وَأَعْجَلُ(٣) » فَخَرَجَ وَ عَلَيْهِ إِزَارٌ مُمَشَّقٌ(٤) قَدْ عَقَدَهُ فِي عُنُقِهِ حَتّى قَعَدَ تَحْتَ عَتَبَةِ(٥) الْبَابِ ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ : قَدْ جِئْتُكَ فِي أَمْرٍ إِنْ تَرَهُ صَوَاباً فَاللهُ وَفَّقَ لَهُ ، وإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذلِكَ(٦) فَمَا أَكْثَرَ مَا نُخْطِئُ(٧) !

قَالَ : « وَمَا هُوَ؟ » ‌

قُلْتُ : هذَا ابْنُ أَخِيكَ يُرِيدُ أَنْ يُوَدِّعَكَ ، وَيَخْرُجَ إِلى بَغْدَادَ ، فَقَالَ لِيَ(٨) : « ادْعُهُ(٩) ».

__________________

=سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ». وهو الصواب كما يعلم من متن الخبر في الموضعين ) وفيه إلى قوله : « الإمام أولى بعلم ذلك » ؛ وفيه ، ص ٢٦٥ ، ح ١٣ ، بسنده عن إسحاق عن أبي الحسنعليه‌السلام ، مع اختلاف ؛رجال الكشّي ، ص ٤٠٩ ، ح ٧٦٨ ، بسنده عن إسحاق بن عمّار ، إلى قوله : « هذا في نفسك » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٠ ، ح ١٤١٧ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ٦٨ ، ح ٩١.

(١). في « ج ، ض » : « بالجوّية ». وفي « ف » : « بالجوية ». وفي « بح » : « بالهويّة ». وفي « بر ، بس » : « بالحوية ». وفي‌الوافي : « بالخونة ». والموجود في المعاجم : « الحَوْبُ » ، وهو موضع في ديار رَبِيعَة ، وهي تضمّ عدّة كَوْر ، وهي كلّها بين الحيرة والشام. راجع :معجم ما استعجم ، ج ٢ ، ص ٤٧٣ و ٥٦٨.

(٢). في « ج » : - « أخي ».

(٣).في «ف» : «أو عجّل». وفي «بح ، بر» : «واُعجّل».

(٤). « مُمَشَّق » ، أي مصبوغ بالمـَشْق ، أي بالمـَغْرَة ، وهي طين أحمر.المغرب ، ص ٤٣٠ ( مشق ).

(٥). « العَتَبَةُ » : اُسْكُفَّةُ الباب السُفْلى ، وهي الخشبة التي توطَأُ. وقيل العَتَبَةُ : العُليا منها. وهذا هو المراد هنا. راجع :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥٧٦ ( عتب ). (٦). في « ب » : « ذاك ».

(٧). في « ج ، ف ، بس ، بف » : « ما يخطي ».

(٨). في «ب، ج ، ض، ف ، بس» وحاشية «بر»:«له».

(٩). في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح » : « ادنه ».

٥٦٣

فَدَعَوْتُهُ - وَكَانَ مُتَنَحِّياً - فَدَنَا مِنْهُ ، فَقَبَّلَ(١) رَأْسَهُ ، وَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَوْصِنِي(٢) ، فَقَالَ : « أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي دَمِي ». فَقَالَ مُجِيباً لَهُ : مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللهُ بِهِ ، وَجَعَلَ يَدْعُو عَلى مَنْ يُرِيدُهُ بِسُوءٍ ؛ ثُمَّ عَادَ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ(٣) : يَا عَمِّ ، أَوْصِنِي ، فَقَالَ : « أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي دَمِي ». فَقَالَ : مَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ فَعَلَ اللهُ بِهِ وَ فَعَلَ ؛ ثُمَّ عَادَ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَمِّ ، أَوْصِنِي ، فَقَالَ(٤) : « أُوصِيكَ أَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي دَمِي ». فَدَعَا عَلى مَنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ ، ثُمَّ تَنَحّى عَنْهُ(٥) ، وَ(٦) مَضَيْتُ مَعَهُ(٧) ، فَقَالَ لِي أَخِي : « يَا عَلِيُّ ، مَكَانَكَ » فَقُمْتُ مَكَانِي ، فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ، ثُمَّ دَعَانِي ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ ، فَتَنَاوَلَ صُرَّةً(٨) فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ ، فَأَعْطَانِيهَا ، وَقَالَ : « قُلْ لِابْنِ أَخِيكَ يَسْتَعِينُ(٩) بِهَا عَلى سَفَرِهِ ».

قَالَ عَلِيٌّ : فَأَخَذْتُهَا ، فَأَدْرَجْتُهَا فِي حَاشِيَةِ رِدَائِي ، ثُمَّ نَاوَلَنِي مِائَةً أُخْرى ، وَقَالَ(١٠) : « أَعْطِهِ أَيْضاً » ثُمَّ نَاوَلَنِي صُرَّةً أُخْرى ، وَقَالَ : « أَعْطِهِ أَيْضاً » فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِذَا كُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ مِثْلَ الَّذِي ذَكَرْتَ ، فَلِمَ تُعِينُهُ عَلى نَفْسِكَ؟

فَقَالَ : إِذَا وَصَلْتُهُ وَقَطَعَنِي(١١) ، قَطَعَ اللهُ أَجَلَهُ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ مِخَدَّةَ(١٢) أَدَمٍ(١٣) ، فِيهَا‌

__________________

(١). في « بس » : « وقبّل ».

(٢). في « بس » : « أوصيني ».

(٣). في « ض » : « ثمّ قال ».

(٤). في « بس » : « قال ».

(٥). في « ج » : « منه ».

(٦). في « بر » : « ثمّ ».

(٧). في « بف » : « عنه ».

(٨). « الصرّة » : هي ما يُصَرّ فيه ، أي يُجْمَع فيه. وصُرّة الدراهم معروفة. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٥١ - ٤٥٢ ( صرر ).

(٩). فيالوافي : « فيستعين ».

(١٠). في « ف » : « فقال ».

(١١). في « ف » : « قطع ».

(١٢). « المـِخَدَّة » : ما يوضع الخَدّ عليه. قال الفيض : « أراد بها الخالية عن الحشو المجعولة كيساً للدراهم ». راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦٨ ( خدد ) ؛الوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٢.

(١٣) « الأدَم » : اسم لجمع أدِيم ، وهو الجلد المدبوغ المصلح بالدِباغ.المغرب ، ص ٢٢ ( أدم ).

٥٦٤

ثَلَاثَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَضَحٍ(١) ، وَقَالَ(٢) : « أَعْطِهِ هذِهِ أَيْضاً ».

قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَأَعْطَيْتُهُ الْمِائَةَ الْأُولى ، فَفَرِحَ بِهَا فَرَحاً(٣) شَدِيداً ، وَدَعَا لِعَمِّهِ ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ(٤) الثَّانِيَةَ والثَّالِثَةَ ، فَفَرِحَ بِهَا(٥) حَتّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَرْجِعُ ولَايَخْرُجُ ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ الثَّلَاثَةَ آلَافِ(٦) دِرْهَمٍ ، فَمَضى عَلى وجْهِهِ حَتّى دَخَلَ عَلى هَارُونَ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ ، وَقَالَ : مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَتَيْنِ حَتّى رَأَيْتُ عَمِّي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ ، فَأَرْسَلَ هَارُونُ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ؛ فَرَمَاهُ(٧) اللهُ بِالذُّبَحَةِ(٨) ، فَمَا نَظَرَ مِنْهَا(٩) إِلى دِرْهَمٍ(١٠) ، وَلَامَسَّهُ.(١١)

١٢٩٧/ ٩. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعاً ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(١٢) بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ(١٣) ابْنِ مُسْكَانَ ،

__________________

(١). « الوضح » : الدرهم الصحيح النقيّ الأبيض. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٣٥ ( وضح ).

(٢). في « ب ، ف » : « فقال ».

(٣). في « ف » : - « فرحاً ».

(٤). في « ب ، ف » : + « المائة ».

(٥). في « ج ، ف ، بس » : - « بها ».

(٦). في « ف » : « الآلاف ».

(٧). في « ب » : « ورماه ».

(٨). « الذبحة » ، كهُمَزَة وعِنَبَة وكِسْرَة وصُبْرَة وكِتاب وغراب : وَجَع يعرض في الحلق من الدم. وقيل : هي قُرْحة تظهر فيه فينسدّ معها وينقطع النفس فيقتل ، أو دم يَخنُق فيقتل. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ١٥٣ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣١ ( ذبح ). (٩). في « بح » : - « منها ».

(١٠). في « ب ، ف » : « إلى درهم منها ».

(١١).عيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٧٢ ، ح ٢ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، من قوله : « حتّى دخل على هارون ، فسلّم عليه بالخلافة » ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٨١١ ، ح ١٤١٨ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ٣٠ ، ح ٥٨٠٧.

(١٢). في « ب » : « الحسن ».

(١٣) هذا الخبر قطعة من الخبر الطويل الذي ورد في وفيات الأئمّةعليهم‌السلام ، وأشرنا إليه ذيل ح ١٢٥٥ والظاهر زيادة « عن ابن مسكان عن أبي بصير » في السند ، ومنشؤها تكرّر هذا الارتباط في ح ١٢٧٤ و ١٢٨٠ و ١٢٨٧ ، وأنّ عبارة « قبض موسى بن جعفرعليهما‌السلام » من كلام محمّد بن سنان ، كما أشار إليه المحقّق الخوانساري في رسالته في أحوال أبي بصير المطبوعة ضمنالجوامع الفقهيّة ، ص ٦٧ - ٦٨ ؛ فإنّ أبا بصير - والمنصرف منه هو يحيى الأسدي كما ثبت في محلّه - مات سنة خمسين ومائة ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٤٤١ ، الرقم ١١٨٧ ؛ رجال=

٥٦٥

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُبِضَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍعليهما‌السلام وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ سَنَةً فِي عَامِ ثَلَاثٍ وثَمَانِينَ وَمِائَةٍ ؛ وَ(١) عَاشَ بَعْدَ جَعْفَرٍعليه‌السلام خَمْساً وثَلَاثِينَ سَنَةً.(٢)

١٢١ - بَابُ(٣) مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام

وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ ؛ وَقُبِضَعليه‌السلام فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وخَمْسِينَ سَنَةً ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِهِ إِلَّا أَنَّ هذَا التَّارِيخَ هُوَ أَقْصَدُ(٤) إِنْ شَاءَ اللهُ ؛ وَتُوُفِّيَعليه‌السلام بِطُوسَ فِي قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا : سَنَابَادُ(٥) مِنْ نُوقَانَ(٦) عَلى دَعْوَةٍ ، وَدُفِنَ بِهَا(٧) عليه‌السلام ؛ وَكَانَ الْمَأْمُونُ أَشْخَصَهُ(٨) مِنَ الْمَدِينَةِ إِلى مَرْوَ(٩) عَلى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمَأْمُونُ وَشَخَصَ إِلى بَغْدَادَ ، أَشْخَصَهُ(١٠) مَعَهُ ،

__________________

=الطوسي ، ص ٣٢١ ، الرقم ٤٧٩٢.

وأمّا عبد الله بن مسكان ، فقد قالالنجاشي في ص ٢١٤ ، الرقم ٥٥٩ : « روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام مات في أيّام أبي الحسنعليه‌السلام قبل الحادثة ». والظاهر أنّ المراد بالحادثة في كلام النجاشي ، هو الوقف الحادث بعد استشهاد مولانا أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام .

(١). في « ب ، بح ، بر ، بف » والوافي : - « و ».

(٢).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٣ ، ح ١٤٢٠ ؛البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٠٦ ، ح ٣.

(٣). في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : - « باب ».

(٤). في البحار : « الأقصد ». وقوله : « أقصد » ، أي أعدل وأقرب إلى الحقّ والصواب. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٦٧ ( قصد ).

(٥). في « ض ، بح ، بر ، بس » والوافي : « سناباذ » بالذال المعجمة. وفي « ف » : « سناياد » بالياء.

(٦). في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ض ، ف » وحاشية بدرالدين وشرح المازندراني : « موقان ».

(٧). في « ف » : « فيها ».

(٨). « أشخصه » ، أي أزعجه وقلعه عن مكانه وذهب به. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٦ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٤٤ ( شخص ). (٩). في « بر » : « مروا ».

(١٠). في « ف » : « وأشخصه ».

٥٦٦

فَتُوُفِّيَ فِي هذِهِ الْقَرْيَةِ(١) ؛ وَأُمُّهُ أُمُّ ولَدٍ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ الْبَنِينَ.(٢)

١٢٩٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُعليه‌السلام : « هَلْ عَلِمْتَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ قَدِمَ(٣) ؟ ». قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « بَلى ، قَدْ(٤) قَدِمَ(٥) رَجُلٌ(٦) ، فَانْطَلِقْ بِنَا ». فَرَكِبَ ورَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا(٧) إِلَى الرَّجُلِ ، فَإِذَا(٨) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ(٩) مَعَهُ رَقِيقٌ(١٠) ، فَقُلْتُ لَهُ : اعْرِضْ عَلَيْنَا ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا سَبْعَ جَوَارٍ ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام (١١) : « لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا ». ثُمَّ قَالَ : « اعْرِضْ عَلَيْنَا » فَقَالَ : مَا عِنْدِي إِلَّا جَارِيَةٌ مَرِيضَةٌ ، فَقَالَ لَهُ : « مَا(١٢) عَلَيْكَ أَنْ تَعْرِضَهَا » فَأَبى عَلَيْهِ ، فَانْصَرَفَ(١٣)

ثُمَّ أَرْسَلَنِي(١٤) مِنَ الْغَدِ ، فَقَالَ(١٥) : « قُلْ لَهُ : كَمْ كَانَ(١٦) غَايَتُكَ فِيهَا؟ فَإِذَا قَالَ(١٧) : كَذَا وَكَذَا ، فَقُلْ(١٨) : قَدْ أَخَذْتُهَا ». فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْقُصَهَا مِنْ كَذَا وَكَذَا ،

__________________

(١). في البحار : - « وتوفّيعليه‌السلام بطوس - إلى - هذه القرية ».

(٢).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨٢٤ ، ذيل ح ١٤٣٣ ؛البحار ، ج ٤٩ ، ص ٢ ، ح ٢.

(٣). في « ب » : + « قال ».

(٤). في « ف » : - « قد ».

(٥). في « ب ، ض » : + « منها ».

(٦). في الإرشاد : + « من أهل المغرب المدينة ».

(٧). في « بر » : « انتهى ».

(٨). في « بس » : + « هو ».

(٩). في الإرشاد والاختصاص والعيون : « من أهل المغرب ».

(١٠). « الرقيق » : المملوك ، فعيل بمعنى مفعول. وقد يطلق على الجماعة كالرفيق.النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ( رقق ).

(١١). في « ب » : « أبو الحسنعليه‌السلام يقول ».

(١٢). « ما » استفهاميّة. ويحتمل النفي. و « على » للإضرار. راجع :شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٦٩ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٧٣. (١٣) في « ب » والاختصاص والعيون : « ثمّ انصرف ».

(١٤) في « ب » : « فأرسلني ».

(١٥) في الإرشاد والاختصاص والعيون : + « لي ».

(١٦) في حاشية « ف » : « كانت ».

(١٧) في الإرشاد : + « لك ».

(١٨) في « ض » والوافي : + « له ».

٥٦٧

فَقُلْتُ : قَدْ أَخَذْتُهَا ، فَقَالَ(١) : هِيَ لَكَ ، وَلكِنْ أَخْبِرْنِي مَنِ(٢) الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ بِالْأَمْسِ؟ فَقُلْتُ(٣) : رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ(٤) : مِنْ أَيِّ بَنِي هَاشِمٍ؟ فَقُلْتُ : مَا عِنْدِي أَكْثَرُ مِنْ هذَا ، فَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ هذِهِ الْوَصِيفَةِ(٥) : إِنِّي اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَقْصَى الْمَغْرِبِ ، فَلَقِيَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَقَالَتْ : مَا هذِهِ الْوَصِيفَةُ مَعَكَ؟ قُلْتُ : اشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي ، فَقَالَتْ : مَا يَكُونُ(٦) يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ عِنْدَ مِثْلِكَ ؛ إِنَّ هذِهِ الْجَارِيَةَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عِنْدَ خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَلَا تَلْبَثُ عِنْدَهُ(٧) إِلَّا قَلِيلاً حَتّى تَلِدَ مِنْهُ(٨) غُلَاماً مَا يُولَدُ(٩) بِشَرْقِ الْأَرْضِ وَلَاغَرْبِهَا(١٠) مِثْلُهُ.

قَالَ : فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلَّا قَلِيلاً حَتّى وَلَدَتِ الرِّضَاعليه‌السلام .(١١)

١٢٩٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ(١٢) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :

لَمَّا مَضى أَبُو إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام ، وَتَكَلَّمَ أَبُو الْحَسَنِ(١٣) عليه‌السلام ، خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْ ذلِكَ ، فَقِيلَ لَهُ :

__________________

(١). في الإرشاد : « قال ».

(٢). في « ف » : « عن ».

(٣). في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس » والوافي والاختصاص : « قلت ».

(٤). في « ب ، ض ، ف ، بف » والوافي والاختصاص والعيون : « فقال ».

(٥). « الوَصِيفُ » : الخادم غلاماً كان أو جارية. يقال : وصُفَ الغلامُ ، إذا بلغ حدّ الخدمة ، فهو وصيف بيّن الوَصافَة ، والجمع : وُصَفاءُ. وربّما قالوا للجارية : وصيفةٌ بيّنة الوَصافَة والإيصاف ، والجمع : الوَصائف.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٣٩ ( وصف ). (٦). في الإرشاد والاختصاص والعيون : - « يكون ».

(٧). في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : - « عنده ».

(٨). في الإرشاد : - « منه ».

(٩). في « ف » : « لايولد ». وفي الإرشاد : « لم يولد ».

(١٠). في « ف » : « ولا بغربها ».

(١١). الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٤ ، بسنده عن الكليني. وفيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٤ ؛والاختصاص ، ص ١٩٧ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن أبي زكريّا الواسطي ، عن هشام بن أحمر [ في العيون : أحمد ].الوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٥ ، ح ١٤٢١.

(١٢). في الإرشاد : - « عمّن ذكره ».

(١٣) في الإرشاد : + « الرضا ».

٥٦٨

إِنَّكَ قَدْ أَظْهَرْتَ أَمْراً عَظِيماً ، وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ هذِهِ(١) الطَّاغِيَةَ ، قَالَ(٢) : فَقَالَ : « لِيَجْهَدْ جَهْدَهُ ؛ فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيَّ ».(٣)

١٣٠٠/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحَسَنِ(٤) بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَخِيهِ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَاعليه‌السلام فِي بَيْتٍ دَاخِلٍ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لَيْلاً ، فَرَفَعَ يَدَهُ ، فَكَانَتْ كَأَنَّ فِي الْبَيْتِ عَشَرَةَ مَصَابِيحَ ، وَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، فَخَلّى يَدَهُ(٥) ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ.(٦)

١٣٠١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ :

كَانَ لِرَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي رَافِعٍ - مَوْلَى النَّبِيِّ(٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يُقَالُ لَهُ : طَيْسٌ(٨) - عَلَيَّ حَقٌّ ، فَتَقَاضَانِي(٩) ، وَأَلَحَّ عَلَيَّ ، وَأَعَانَهُ النَّاسُ(١٠) ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذلِكَ صَلَّيْتُ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ(١١) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ تَوَجَّهْتُ نَحْوَ الرِّضَاعليه‌السلام وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْعُرَيْضِ(١٢) ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ بَابِهِ إِذَا(١٣)

__________________

(١). في « بف » والإرشاد : « هذا ».

(٢). في الإرشاد والعيون : - « قال ».

(٣).الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٥ ، بسنده عن الكليني. وفيعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٢٢٦ ، ح ٤ ، عن أحمد بن زياد بنجعفر الهمداني ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٦ ، ح ١٤٢٢. (٤). في حاشية « بف » : « الحسين ».

(٥). في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس » وحاشية « بر » ومرآة العقول : « به ».

(٦).الوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٦ ، ح ١٤٢٤.

(٧). في « ف » والإرشاد : « رسول الله ».

(٨). في الإرشاد : « فلان ».

(٩). « فتقاضاني » ، أي طلب منّي حقَّه. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٦٤ ؛المفردات للراغب ، ص ٦٧٥ (قضا).

(١٠). فيالإرشاد : - « وأعانه الناس ».

(١١). في « ض » والإرشاد : « رسول الله ».

(١٢). ذكر في تاريخ قمَّ نقلاً عن بعض الرواة أنّ العريض من قرى المدينة على بُعد فرسخ منها ، وكانت القرية ملكاً للإمام الباقرعليه‌السلام ، وأوصى الإمام الصادقعليه‌السلام بهذه القرية إلى ولده عليّ العريضي.تاريخ قم ، ص ٢٢٤.

(١٣) في « ف » : « إذ ». وفي « بر ، بف » والوافي : « فإذا ».

٥٦٩

هُوَ قَدْ طَلَعَ(١) عَلى حِمَارٍ ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ رِدَاءٌ ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ اسْتَحْيَيْتُ(٢) مِنْهُ ، فَلَمَّا لَحِقَنِي وَقَفَ ، وَنَظَرَ(٣) إِلَيَّ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ - وَكَانَ شَهْرَ رَمَضَانَ - فَقُلْتُ : جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ(٤) ، إِنَّ لِمَوْلَاكَ طَيْسٍ(٥) عَلَيَّ حَقّاً(٦) ، وَقَدْ وَاللهِ شَهَرَنِي(٧) وَأَنَا أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّهُ(٨) يَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ عَنِّي ، وَ وَاللهِ مَا قُلْتُ لَهُ : كَمْ لَهُ عَلَيَّ ، وَلَاسَمَّيْتُ لَهُ شَيْئاً.

فَأَمَرَنِيعليه‌السلام بِالْجُلُوسِ إِلى رُجُوعِهِ ، فَلَمْ أَزَلْ حَتّى صَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وأَنَا صَائِمٌ ، فَضَاقَ صَدْرِي ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ طَلَعَ عَلَيَّ وَحَوْلَهُ النَّاسُ ، وَقَدْ(٩) قَعَدَ لَهُ السُّؤَّالُ وَهُوَ يَتَصَدَّقُ(١٠) عَلَيْهِمْ ، فَمَضى وَ(١١) دَخَلَ بَيْتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ ودَعَانِي ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَدَخَلْتُ مَعَهُ ، فَجَلَسَ وجَلَسْتُ(١٢) ، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ - وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ(١٣) ، وَكَانَ كَثِيراً مَا أُحَدِّثُهُ عَنْهُ - فَلَمَّا فَرَغْتُ ، قَالَ : « لَا(١٤) أَظُنُّكَ أَفْطَرْتَ بَعْدُ » فَقُلْتُ(١٥) : لَا ، فَدَعَا لِي(١٦) بِطَعَامٍ. فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيَّ ، وَأَمَرَ الْغُلَامَ أَنْ يَأْكُلَ مَعِي ، فَأَصَبْتُ وَالْغُلَامَ(١٧) مِنَ الطَّعَامِ.

__________________

(١). في « ف » : « تطلّع ».

(٢). فيالوافي : « استحيت ».

(٣). في « ض ، ف ، بس » والوافي : « فنظر ».

(٤). في الإرشاد : « جعلت فداك ».

(٥). في الإرشاد : « فلان ».

(٦). في « بر » : « حقّاً عليّ ».

(٧). في « ج ، ف ، بح ، بف » : « شهّرني » بالتثقيل. و « شَهَرني » ، أي أظهرني في شُنْعةٍ ، أي قُبْحٍ ؛ من الشهرة ، وهو ظهور الشي‌ء في شنْعة حتّى يشهره الناس. يقال : شَهَرَه ، شَهَّرَه واشتهره. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٣١ ؛أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ٦١٨ ( شهر ).

(٨). في « ب ، بف » : + « عليه ‌السلام ».

(٩). في « ف » : - « قد ».

(١٠). في « ج » : « قد يتصدّق ».

(١١). في الإرشاد : « فقد ».

(١٢). في الإرشاد : + « معه ».

(١٣) في الإرشاد : - « وكان أمير المدينة ».

(١٤) في الإرشاد : « ما ».

(١٥) في الإرشاد : « قلت ».

(١٦) في « ف » : « فدعاني ».

(١٧) يجوز في « الغلام » الرفع أيضاً عطفاً على الضمير المتّصل المرفوع بناءً على جوازه بدون التأكيد. راجع :شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٧١ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٧٦.

٥٧٠

فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ لِيَ(١) : « ارْفَعِ الْوِسَادَةَ(٢) ، وَخُذْ مَا تَحْتَهَا » فَرَفَعْتُهَا وَإِذَا(٣) دَنَانِيرُ ، فَأَخَذْتُهَا وَ وَضَعْتُهَا فِي كُمِّي ؛ وَأَمَرَ أَرْبَعَةً مِنْ عَبِيدِهِ أَنْ يَكُونُوا مَعِي حَتّى يُبْلِغُونِي(٤) مَنْزِلِي.

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ طَائِفَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ يَدُورُ(٥) ، وَأَكْرَهُ أَنْ يَلْقَانِي وَمَعِي عَبِيدُكَ ، فَقَالَ لِي : « أَصَبْتَ ، أَصَابَ اللهُ بِكَ الرَّشَادَ » وأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا إِذَا رَدَدْتُهُمْ ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْ مَنْزِلِي وَآنَسْتُ ، رَدَدْتُهُمْ.

فَصِرْتُ(٦) إِلى مَنْزِلِي ، وَدَعَوْتُ بِالسِّرَاجِ(٧) ، وَنَظَرْتُ إِلَى الدَّنَانِيرِ وَإِذَا(٨) هِيَ ثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ دِينَاراً ، وَكَانَ حَقُّ الرَّجُلِ عَلَيَّ ثَمَانِيَةً وعِشْرِينَ دِينَاراً ، وَكَانَ فِيهَا دِينَارٌ يَلُوحُ(٩) ، فَأَعْجَبَنِي حُسْنُهُ ، فَأَخَذْتُهُ وَقَرَّبْتُهُ مِنَ السِّرَاجِ ، فَإِذَا(١٠) عَلَيْهِ نَقْشٌ واضِحٌ : « حَقُّ الرَّجُلِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ دِينَاراً ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ ». وَلَاوَ اللهِ ، مَا عَرَفْتُ(١١) مَا لَهُ عَلَيَّ(١٢) ؛ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الَّذِي أَعَزَّ وَلِيَّهُ.(١٣)

__________________

(١). في الإرشاد : - « لي ».

(٢). « الوِسادُ » و « الوِسادَةُ » : المـِخَدَّةُ - وهو ما يوضع الخدّ عليه – والمـُتَّكَأُ ، وهو الذي يوضع تحت الرأس.لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٤٥٩ ( وسد ). (٣). في « ض ، بر ، بف » والإرشاد : « فإذا ».

(٤). في « ج ، بح » : « يبلّغوني ». وفي الإرشاد : « يبلغوا بي ».

(٥). في الإرشاد : « يقعد ».

(٦). في الإرشاد : « وصرت ».

(٧). في الإرشاد : « السراج ».

(٨). في « ف » والإرشاد : « فإذا ».

(٩). « يلوح » : يتلألأ. يقال للشي‌ء إذا تلألأ : لاح يلوح لَوحاً ولُؤُوحاً. راجع :لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٥٨٦ ( لوح ).

(١٠). فيالوافي : + « هي ».

(١١). في « ج » : « ما عرّفت » بالتضعيف. وفيالوافي : « ما عرفته ». وفيمرآة العقول : « ما عرفت ، بالتشديد أوالتخفيف ».

(١٢). في الإرشاد : « لا والله ، ما كنتُ عرّفتُ ما له عليّ على التحديد ». ولم يرد فيه تتمّة الحديث.

(١٣)الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٥ بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٦ ، ح ١٤٢٥.

٥٧١

١٣٠٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام : أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي السَّنَةِ الَّتِي حَجَّ(٢) فِيهَا هَارُونُ ، يُرِيدُ الْحَجَّ ، فَانْتَهى إِلى جَبَلٍ - عَنْ(٣) يَسَارِ الطَّرِيقِ ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلى مَكَّةَ(٤) - يُقَالُ لَهُ : فَارِعٌ(٥) ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام (٦) ، ثُمَّ قَالَ : « بَانِي فَارِعٍ(٧) ، وَ هَادِمُهُ يُقَطَّعُ إِرْباً إِرْباً(٨) ».

فَلَمْ نَدْرِ مَا مَعْنى ذلِكَ ، فَلَمَّا وَلّى(٩) وَافى هَارُونُ ، وَنَزَلَ(١٠) بِذلِكَ الْمَوْضِعِ ، وَ(١١) صَعِدَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيى ذلِكَ الْجَبَلَ(١٢) ، وَأَمَرَ أَنْ يُبْنى لَهُ ثَمَّ(١٣) مَجْلِسٌ ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ مَكَّةَ صَعِدَ إِلَيْهِ ، فَأَمَرَ(١٤) بِهَدْمِهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْعِرَاقِ ، قُطِّعَ(١٥) إِرْباً إِرْباً.(١٦)

١٣٠٣/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ(١٧) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسى ، قَالَ :

__________________

(١). في حاشية « بف » : « أصحابنا ».

(٢). في « ف ، بح ، بر ، بف » والوافي : « خرج ».

(٣). في الإرشاد : « على ».

(٤). في الإرشاد : - « وأنت ذاهب إلى مكّة ».

(٥). في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » وشرح المازندراني والوافي : « قارع » بالقاف.

(٦). في « ج ، ض ، بر ، ف » : « أبو الحسن إليه ».

(٧). في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » وشرح المازندراني والوافي : « قارع » بالقاف. وفي الإرشاد : « يا فارع » بدل « باني فارع ». وقوله : « باني فارع » ، أي الباني في الفارع. وكذا « هادمه » أو الضمير راجع إلى البناء المستفاد من الباني. راجع :شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٧١ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٧٧.

(٨). « الإرب » : العضو الموفّر الكامل الذي لم ينقص منه شي‌ء ، ويقال لكلّ عضو : إرب. يقال : قطّعته إرباً إرباً ، أي عضواً عضواً.لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٠٩ ( أرب ).

(٩). أي ارتحل أبو الحسنعليه‌السلام من ذلك الموضع ، كما فيشرح المازندراني ومرآة العقول . وفي « ج ، بف » : « وُلّي » مبنيّاً للمفعول. (١٠). في « بس ، بف » : « فنزل ».

(١١). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : - « و ».

(١٢). في الإرشاد : « فلمّا بلغ هارون ذلك المكان نزله وصعد جعفر بن يحيى الجبل » بدل « فلمّا ولّى - إلى - يحيى‌ ذلك الجبل ». (١٣) في الإرشاد : « فيه ».

(١٤) في الإرشاد : « وأمر ».

(١٥) في الإرشاد : + « جعفر بن يحيى ».

(١٦)الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٨ ، ح ١٤٢٦.

(١٧) في الإرشاد : « الهيثم ».

٥٧٢

أَلْحَحْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام فِي شَيْ‌ءٍ أَطْلُبُهُ مِنْهُ ، فَكَانَ(١) يَعِدُنِي ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ لِيَسْتَقْبِلَ(٢) وَالِيَ الْمَدِينَةِ وَكُنْتُ مَعَهُ ، فَجَاءَ إِلى قُرْبِ(٣) قَصْرِ فُلَانٍ ، فَنَزَلَ(٤) تَحْتَ شَجَرَاتٍ وَ نَزَلْتُ مَعَهُ أَنَا(٥) ، وَلَيْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ ، فَقُلْتُ(٦) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْعِيدُ قَدْ أَظَلَّنَا(٧) ، وَلَاوَ اللهِ ، مَا أَمْلِكُ(٨) دِرْهَماً فَمَا سِوَاهُ ، فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ حَكّاً شَدِيداً ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ ، فَتَنَاوَلَ مِنْهَا(٩) سَبِيكَةَ ذَهَبٍ ، ثُمَّ قَالَ(١٠) : « انْتَفِعْ(١١) بِهَا ، وَاكْتُمْ مَا رَأَيْتَ ».(١٢)

١٣٠٤/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ وَالرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ جَمِيعاً ، قَالَ(١٣) :

لَمَّا انْقَضى أَمْرُ الْمَخْلُوعِ ، وَاسْتَوَى الْأَمْرُ لِلْمَأْمُونِ ، كَتَبَ إِلَى الرِّضَاعليه‌السلام يَسْتَقْدِمُهُ إِلى خُرَاسَانَ ، فَاعْتَلَّ(١٤) عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام بِعِلَلٍ ، فَلَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ يُكَاتِبُهُ فِي ذلِكَ حَتّى عَلِمَ أَنَّهُ(١٥) لَامَحِيصَ(١٦) لَهُ ، وَأَنَّهُ(١٧) لَايَكُفُّ عَنْهُ ، فَخَرَجَعليه‌السلام وَلِأَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام سَبْعُ‌

__________________

(١). في « بف » والبصائر والاختصاص : « وكان ».

(٢). في «ف» والبصائر والإرشاد والاختصاص : «يستقبل».

(٣). في « ج » : « قريب ».

(٤). في البصائر : + «في موضع».وفي الإرشاد: + «عنده».

(٥). في « ف » والإرشاد : - « أنا ».

(٦). في الإرشاد والاختصاص : + « له ».

(٧). « قد أظلّنا » ، أي أقبل علينا ودنا منّا ، كأنّه ألقى علينا ظلّه. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٠ ( ظلل ).

(٨). في « ب ، ض » : « لا أملك ».

(٩). هكذا في « ف ، بف » وحاشية « ض ، بح » والوافي والاختصاص. وفي المطبوع وسائر النسخ : « منه ». وفي البصائر : « بيده ». (١٠). في البصائر والإرشاد والاختصاص : « فقال ».

(١١). في الإرشاد والاختصاص : « استنفع ».

(١٢).الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٥٧ بسنده عن الكليني.بصائر الدرجات ، ص ٣٧٤ ، ح ٢ ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن حمزة بن القاسم ، عمّن أخبره عنه ، عن إبراهيم بن موسى ؛الاختصاص ، ص ٢٧٠ ، عن محمّد بن عيسى ؛دلائل الإمامة ، ص ١٩٠ ، بسنده عن محمّد بن حمزة ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٨ ، ح ١٤٢٧.

(١٣) في الوسائل : « قالا ».

(١٤) اعتلّ بعلل ، أي اعتذر بمعاذير ، فوضع العلّة موضع العذر. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٩١ ( علل ).

(١٥) في « بس » : « أن » بالتخفيف.

(١٦) « المحيص » : المـَهْرب والمـَحيد. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٩ ( حيص ).

(١٧) في « بر » : « فإنّه ».

٥٧٣

سِنِينَ - فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : لَاتَأْخُذْ عَلى طَرِيقِ الْجَبَلِ وَقُمَّ(١) ، وَخُذْ عَلى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ والْأَهْوَازِ وَفَارِسَ - حَتّى(٢) وَافى مَرْوَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَنْ يَتَقَلَّدَ الْأَمْرَ(٣) وَالْخِلَافَةَ ، فَأَبى أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : فَوِلَايَةَ الْعَهْدِ ، فَقَالَ : « عَلى شُرُوطٍ أَسْأَلُكَهَا ». قَالَ(٤) الْمَأْمُونُ لَهُ(٥) : سَلْ(٦) مَا شِئْتَ ، فَكَتَبَ الرِّضَاعليه‌السلام : « إِنِّي دَاخِلٌ فِي وِلَايَةِ الْعَهْدِ عَلى(٧) أَنْ لَا آمُرَ وَ لَا أَنْهى ، ولَا أُفْتِيَ وَلَا أَقْضِيَ ، ولَا أُوَلِّيَ(٨) وَلَا أَعْزِلَ ، وَلَا أُغَيِّرَ شَيْئاً مِمَّا هُوَ قَائِمٌ ، وتُعْفِيَنِي(٩) مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ ». فَأَجَابَهُ الْمَأْمُونُ إِلى ذلِكَ كُلِّهِ.

قَالَ : فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ ، قَالَ(١٠) : فَلَمَّا حَضَرَ الْعِيدُ ، بَعَثَ الْمَأْمُونُ إِلَى الرِّضَاعليه‌السلام يَسْأَلُهُ أَنْ يَرْكَبَ ، وَيَحْضُرَ الْعِيدَ ، وَيُصَلِّيَ وَيَخْطُبَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرِّضَاعليه‌السلام : « قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ بَيْنِي وبَيْنَكَ مِنَ الشُّرُوطِ فِي دُخُولِ هذَا الْأَمْرِ ». فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : إِنَّمَا أُرِيدُ بِذلِكَ أَنْ تَطْمَئِنَّ(١١) قُلُوبُ النَّاسِ ، وَ يَعْرِفُوا فَضْلَكَ(١٢) ، فَلَمْ يَزَلْعليه‌السلام يُرَادُّهُ الْكَلَامَ فِي ذلِكَ ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : « يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ أَعْفَيْتَنِي مِنْ ذلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وإِنْ لَمْ تُعْفِنِي خَرَجْتُ كَمَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ». فَقَالَ الْمَأْمُونُ : اخْرُجْ كَيْفَ شِئْتَ ، وَأَمَرَ الْمَأْمُونُ الْقُوَّادَ والنَّاسَ أَنْ يُبَكِّرُوا(١٣) ‌......

__________________

(١). لفظة « قم » في العربي تشدّد كما في « ب ».

(٢). غاية لقوله : « فخرجعليه‌السلام ». وقوله : « فكتب إليه - إلى - فارس » يشبه المعترضة.

(٣). « يتقلّد الأمر » ، أي يلزمه نفسه ويحتمله. راجع : ترتيبكتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٥١٦ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٦٧ ( قلد ). (٤). في « ج » : « فقال ».

(٥). في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » والوافي : - « له ». وفي « بف » : « له المأمون ».

(٦). في « ف » : + « عن ».

(٧). في « ج » : - « على ».

(٨). فيالوافي : « ولا اُولّي ، أي لا أجعل أحداً والياً على قوم ؛ من ولّيتُه الأمر ، أو أوليته ».

(٩). في « ض » : « فتعفيني ».

(١٠). في « بح » : - « قال ».

(١١). في « ف » : « يطمئنّ ».

(١٢). في « بح » : « بفضلك ».

(١٣) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول : « يركبوا ». وقوله : « يبكِّروا » من بكر على الشي‌ء وإليه‌=

٥٧٤

إِلى(١) بَابِ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام .

قَالَ(٢) : فَحَدَّثَنِي يَاسِرٌ الْخَادِمُ : أَنَّهُ قَعَدَ النَّاسُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام فِي الطُّرُقَاتِ وَالسُّطُوحِ - الرِّجَالُ ، وَالنِّسَاءُ ، وَالصِّبْيَانُ - وَاجْتَمَعَ الْقُوَّادُ وَالْجُنْدُ عَلى بَابِ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، قَامَعليه‌السلام فَاغْتَسَلَ وَتَعَمَّمَ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ مِنْ قُطْنٍ(٣) ، أَلْقى طَرَفاً مِنْهَا عَلى صَدْرِهِ ، وَطَرَفاً بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، وَتَشَمَّرَ(٤) ، ثُمَّ قَالَ لِجَمِيعِ مَوَالِيهِ : « افْعَلُوا مِثْلَ مَا فَعَلْتُ ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ عُكَّازاً(٥) ، ثُمَّ خَرَجَ - وَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ هُوَ حَافٍ قَدْ(٦) شَمَّرَ سَرَاوِيلَهُ(٧) إِلى نِصْفِ السَّاقِ ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مُشَمَّرَةٌ - فَلَمَّا مَشى وَمَشَيْنَا(٨) بَيْنَ يَدَيْهِ ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ ، فَخُيِّلَ إِلَيْنَا(٩) أَنَّ السَّمَاءَ والْحِيطَانَ تُجَاوِبُهُ(١٠) ، وَالْقُوَّادُ وَالنَّاسُ عَلَى الْبَابِ قَدْ تَهَيَّأُوا وَلَبِسُوا السِّلَاحَ ، وَتَزَيَّنُوا بِأَحْسَنِ الزِّينَةِ ، فَلَمَّا طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ بِهذِهِ الصُّورَةِ ، وَطَلَعَ الرِّضَاعليه‌السلام ، وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقْفَةً ، ثُمَّ قَالَ : « اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ(١١) عَلى مَا هَدَانَا ، اللهُ أَكْبَرُ عَلى

__________________

=وبكّر وأبكر وباكره ، أيّ أتاه بُكرةً ، أي أوّل النهار. وكلّ من بادر وأسرع إلى شي‌ء فقد أبكر عليه وبكّر أي وقت كان. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٤٨ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٧٦ ( بكر ).

(١). فيالوافي : - « إلى ».

(٢). في « ج » : - « قال ». وفي « ف » : « فقال ».

(٣). في « ف » : - « من قطن ».

(٤). « تشمّر » ، أي مرّ جادّاً. يقال : شَمَر يَشْمُر شَمْراً وانشمر وشمّر وتشمّر ، أي مرّ جادّاً. وتشمّر للأمر ، أي تهيّأ. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٢٧ ( شمر ).

(٥). « العُكّاز » و « العُكّازَة » : عصا في أسفلها زُجّ - وهي الحديدة التي في أسفل الرمح ويقابله السنان - يُتوكّأ عليها. راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٢٥٩ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٣ ( عكز ).

(٦). في « بح » : « وقد ».

(٧). « شَمَّرَ سراويله » ، أي رفعها. يقال : شَمَّرَ الثوبَ والإزارَ تشميراً ، أي رفعه ، وثياب مُشَمَّرةٌ ، أي قالصة مرتفعة. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤٢٨ ( شمر ). (٨). في « ب » : « مشينا ومشى ».

(٩). في حاشية « بس » والوسائل : « لنا ».

(١٠). في « ف » : + « قدتجاوبه ».

(١١). في « ف » والوافي : - « الله أكبر » الرابع.

٥٧٥

مَا رَزَقَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ(١) ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ عَلى مَا أَبْلَانَا(٢) » ، نَرْفَعُ بِهَا أَصْوَاتَنَا.

قَالَ يَاسِرٌ : فَتَزَعْزَعَتْ(٣) مَرْوُ بِالْبُكَاءِ وَ الضَّجِيجِ وَ الصِّيَاحِ(٤) لَمَّا نَظَرُوا إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، وَسَقَطَ الْقُوَّادُ عَنْ دَوَابِّهِمْ ، وَرَمَوْا بِخِفَافِهِمْ لَمَّا رَأَوْا أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام حَافِياً ، وَكَانَ يَمْشِي ويَقِفُ(٥) فِي كُلِّ عَشْرِ خُطُوَاتٍ ، وَيُكَبِّرُ ثَلَاثَ(٦) مَرَّاتٍ.

قَالَ يَاسِرٌ : فَتُخُيِّلَ(٧) إِلَيْنَا(٨) أَنَّ السَّمَاءَ(٩) وَالْأَرْضَ والْجِبَالَ تُجَاوِبُهُ(١٠) ، وَصَارَتْ مَرْوُ ضَجَّةً واحِدَةً مِنَ الْبُكَاءِ(١١) ، وَبَلَغَ(١٢) الْمَأْمُونَ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ بَلَغَ الرِّضَاعليه‌السلام (١٣) الْمُصَلّى عَلى هذَا السَّبِيلِ ، افْتَتَنَ بِهِ النَّاسُ ، وَ الرَّأْيُ أَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ ، فَسَأَلَهُ الرُّجُوعَ ، فَدَعَا أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام بِخُفِّهِ ، فَلَبِسَهُ(١٤) وَ رَكِبَ وَ رَجَعَ.(١٥)

١٣٠٥/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَاسِرٍ ، قَالَ :

__________________

(١). « البَهِيمَةُ » : كلّ ذات أربع قوائم من دوابّ البرّ والماء. و « الأنعام » : جمع النَعَم ، وهي المال الراعية ، فالإضافة بيانيّة. وعن الزجّاج : قيل لها : بهيمة الأنعام ؛ لأنّ كلّ حيّ لا يُميِّز فهو بهيمة ؛ لأنّه ابهم عن أن يُميِّز. راجع :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٦ ( بهم ) ، وص ٥٨٥ ( نعم ).

(٢). « الإبْلاءُ » : الإنعام والإحسان. يقال : بَلَوْتُ الرجلَ وأبْليتُ عنده بلاءً حسناً.النهاية ، ج ١ ، ص ١٥٥ ( بلا ).

(٣). « فتزعزعت » ، أي تحرّكت. والزعزعة : تحريك الريح الشجرة ونحوها ، أي كلّ تحريك شديد. يقال : زعزعه فتزعزع ، أي حرّكه ليقلعه فتحرّك. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ١٤١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٧٣ ( زعع ).

(٤). في « ف » : - « الصياح ».

(٥). في « ف » : « ويوقف ».

(٦). في « ف » : « بثلاث ».

(٧). في الوسائل : « فيخيّل ».

(٨). في حاشية « بس » والوسائل : « لنا ».

(٩). في الوسائل : « السماوات ».

(١٠). في « ف » : « قد تجاوبه ».

(١١). في الوسائل : « بالبكاء ».

(١٢). في « ف » : « فبلغ ».

(١٣) في « بف » : « إلى ».

(١٤) في « ب » : « فلبس ».

(١٥)عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٤٩ ، ح ٢١ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن ياسر الخادم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٨١٩ ، ح ١٤٢٩ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ٤٥٣ ، ح ٩٨٤٤.

٥٧٦

لَمَّا(١) خَرَجَ الْمَأْمُونُ مِنْ خُرَاسَانَ يُرِيدُ بَغْدَادَ ، وَخَرَجَ الْفَضْلُ(٢) ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ ، وَخَرَجْنَا مَعَ أَبِي الْحَسَنِ(٣) عليه‌السلام ، ورَدَ(٤) عَلَى الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ(٥) كِتَابٌ مِنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَنَحْنُ فِي بَعْضِ الْمَنَازِلِ : إِنِّي نَظَرْتُ فِي تَحْوِيلِ السَّنَةِ فِي حِسَابِ النُّجُومِ(٦) ، فَوَجَدْتُ فِيهِ أَنَّكَ تَذُوقُ فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ حَرَّ الْحَدِيدِ وَحَرَّ النَّارِ ، وأَرى أَنْ تَدْخُلَ أَنْتَ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرِّضَا الْحَمَّامَ فِي هذَا الْيَوْمِ ، وَ(٧) تَحْتَجِمَ فِيهِ ، وَتَصُبَّ عَلى يَدَيْكَ(٨) الدَّمَ لِيَزُولَ عَنْكَ نَحْسُهُ.

فَكَتَبَ ذُو الرِّئَاسَتَيْنِ إِلَى الْمَأْمُونِ بِذلِكَ ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَسْأَلَ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام ذلِكَ ، فَكَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلى أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام يَسْأَلُهُ ذلِكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ(٩) أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « لَسْتُ بِدَاخِلٍ(١٠) الْحَمَّامَ غَداً(١١) ، وَلَا أَرى لَكَ وَلَا لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلَا(١٢) الْحَمَّامَ غَداً(١٣) ». فَأَعَادَ عَلَيْهِ الرُّقْعَةَ مَرَّتَيْنِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(١٤) ، لَسْتُ بِدَاخِلٍ غَداً الْحَمَّامَ(١٥) ؛ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فِي النَّوْمِ(١٦) ، فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، لَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ غَداً ، وَ لَا أَرى لَكَ(١٧) وَ لَا لِلْفَضْلِ أَنْ تَدْخُلَا(١٨) الْحَمَّامَ غَداً(١٩) ». فَكَتَبَ‌

__________________

(١). في « ب » : - « لمـّا ».

(٢). في الإرشاد : « لمـّا عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد ، خرج وخرج معه الفضل بن سهل » بدل « لمـّا خرج المأمون - إلى - الفضل ». (٣). في الإرشاد : + « الرضا ».

(٤). في الإرشاد : « فورد ».

(٥). في الإرشاد : - « ذي الرئاستين ».

(٦). في الإرشاد : - « في حساب النجوم ».

(٧). في « بر » : - « و ».

(٨). في « ب ، بح » والإرشاد : « بدنك ».

(٩). في الإرشاد : «فيه فأجابه» بدل «ذلك فكتب إليه».

(١٠). في « ف » : « داخل ».

(١١). في « ب » : « غداً الحمّام ».

(١٢). في « بس » : « أن تدخل ».

(١٣) في الإرشاد : - « ولا أرى - إلى - الحمّام غداً ».

(١٤) في الإرشاد : - « يا أمير المؤمنين ».

(١٥) في « ج » : « الحمّام غداً ». وفي الإرشاد : « داخلاً الحمّام غداً ».

(١٦) في الإرشاد : - « في النوم ».

(١٧) في الإرشاد : « فلا أرى لك يا أمير المؤمنين » بدل « ولا أرى لك ».

(١٨) في « ض ، بس » : « أن تدخل ».

(١٩) في « بر » : - « الحمّام غداً ».

٥٧٧

إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ : صَدَقْتَ يا سَيِّدِي(١) ، وَصَدَقَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لَسْتُ بِدَاخِلٍ الْحَمَّامَ غَداً وَالْفَضْلُ أَعْلَمُ.

قَالَ : فَقَالَ يَاسِرٌ : فَلَمَّا أَمْسَيْنَا وَغَابَتِ الشَّمْسُ ، قَالَ لَنَا الرِّضَاعليه‌السلام : « قُولُوا : نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ ». فَلَمْ نَزَلْ(٢) نَقُولُ(٣) ذلِكَ ، فَلَمَّا صَلَّى الرِّضَاعليه‌السلام الصُّبْحَ قَالَ لِيَ(٤) : « اصْعَدْ عَلَى(٥) السَّطْحِ ، فَاسْتَمِعْ(٦) هَلْ تَسْمَعُ(٧) شَيْئاً؟ » فَلَمَّا صَعِدْتُ ، سَمِعْتُ الضَّجَّةَ وَالْتَحَمَتْ(٨) وَكَثُرَتْ(٩) ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَأْمُونِ قَدْ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي كَانَ إِلى دَارِهِ مِنْ دَارِ(١٠) أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام وَهُوَ يَقُولُ : يَا سَيِّدِي يَا أَبَا الْحَسَنِ ، آجَرَكَ اللهُ فِي الْفَضْلِ ؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَبى(١١) وَكَانَ دَخَلَ(١٢) الْحَمَّامَ ، فَدَخَلَ(١٣) عَلَيْهِ قَوْمٌ بِالسُّيُوفِ ، فَقَتَلُوهُ ، وَأُخِذَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ(١٤) نَفَرٍ(١٥) كَانَ أَحَدُهُمْ ابْنَ خَالَةِ(١٦) الْفَضْلِ ابْنَ ذِي الْقَلَمَيْنِ(١٧) .

__________________

(١). في الإرشاد : « يا أبا الحسن ».

(٢). في « ب ، بح ، بس » : « فلم يزل ».

(٣). في « ب ، بس » : « يقول ».

(٤). في « ف » : - « لي ».

(٥). في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد : - « على ».

(٦). في الإرشاد : « استمع ».

(٧). في الإرشاد : « تجد ».

(٨). في « ج » : « الضجيج والنحيب ». وفي « ض » : « الضجّة والنحيب ». وفي « ف » : « الصيحة والنحيب ». و « النحيب » هو شدّة البكاء بصوت طويل ومدّ. وقوله : « التحمت » ، أي اشتدّت ؛ من التحمت الحرب ، أي اشتدّت. أو اختلط ، من التحم القتال ، أي اشتبك واختلط. راجع :المصباح المنير ، ص ٥٥١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٢٣ ( لحم ).

(٩). في « ف » : « فكثرت ». وفي الإرشاد : « وكثرت وزادت فلم نشعر بشي‌ء » بدل « والتحمت وكثرت ».

(١٠). في الإرشاد : « كان من داره إلى دار ».

(١١). في « ب ، ج ، ض ، بر » والوافي : « قد اُتي ». وفي « ف » : « قد اُتي وأبى معاً ». وفي « بف » : « اُتي » بدون « قد ». وفي‌ حاشية « ج ، بح » : « كان قد اُتي ». وفي الإرشاد : - « قد أبى وكان ».

(١٢). في « ب ، ض » : « قد دخل ».

(١٣) في الإرشاد : « ودخل ».

(١٤) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » : « ثلاثة ».

(١٥) في « ف » : + « وقد ».

(١٦) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ». وهو الصحيح. وفي المطبوع وبعض النسخ : « خاله » بالهاء المهملة.

(١٧) وفي البحار عن العيون : « ذو القلمين ».

٥٧٨

قَالَ : فَاجْتَمَعَ(١) الْجُنْدُ وَالْقُوَّادُ ، وَ مَنْ كَانَ مِنْ(٢) رِجَالِ الْفَضْلِ عَلى بَابِ الْمَأْمُونِ ، فَقَالُوا : هذَا(٣) اغْتَالَهُ(٤) وَقَتَلَهُ - يَعْنُونَ الْمَأْمُونَ - وَلَنَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ(٥) ، وَجَاؤُوا بِالنِّيرَانِ لِيُحْرِقُوا الْبَابَ ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِأَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام : يَا سَيِّدِي ، تَرى(٦) أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَتُفَرِّقَهُمْ؟

قَالَ : فَقَالَ يَاسِرٌ : فَرَكِبَ(٧) أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام ، وَقَالَ لِيَ(٨) : « ارْكَبْ » فَرَكِبْتُ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ بَابِ الدَّارِ ، نَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَقَدْ تَزَاحَمُوا(٩) ، فَقَالَ لَهُمْ بِيَدِهِ : « تَفَرَّقُوا تَفَرَّقُوا(١٠) ». قَالَ يَاسِرٌ : فَأَقْبَلَ النَّاسُ وَاللهِ يَقَعُ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وَمَا أَشَارَ إِلى أَحَدٍ إِلَّا رَكَضَ(١١) وَمَرَّ(١٢) (١٣)

١٣٠٦/ ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ(١٤) ، عَنْ مُسَافِرٍ ؛

__________________

(١). في الإرشاد : « واجتمع ».

(٢). في الوافي : « في ».

(٣). في الإرشاد : « هو ».

(٤). « اغتاله » ، أي قتله غَيْلةً ، أي في خُفية واغتيال ، وهو أن يُخْدَع ويُقتَل في موضع لا يراه فيه أحد. راجع :النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٢ ( غيل ).

(٥). في الإرشاد : « وشغبوا عليه وطلبوا بدمه » بدل « وقتله - إلى - لنطلبنّ بدمه ».

(٦). في الإرشاد : « نرى ».

(٧). في الإرشاد : « ترفق بهم حتّى يتفرّقوا ، قال : نعم وركب » بدل « تفرّقهم - إلى - فركب ».

(٨). في « ف » : - « لي ». وفي الإرشاد : + « يا ياسر ».

(٩). في الإرشاد : « وقد ازدحموا عليه ».

(١٠). في الإرشاد : - « تفرّقوا » الثاني.

(١١). قال الجوهري : « الرَكْض : تحريك الرِجْل ».الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٧٩ ( ركض ).

(١٢). في الإرشاد : « ومضى لوجهه » بدل « ومرّ ».

(١٣)الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٦٦ بسنده عن الكليني.عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٦٣ ، ح ٢٤ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن ياسر الخادم ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٣ ، ص ٨٢١ ، ح ١٤٣٠.

(١٤) ورد الخبر في الإرشاد ، ص ٢٦٧ بسنده عن محمّد بن يعقوب عن معلّى بن محمّد. وهو سهو واضح ؛ فإنّ‌ المتكرّر في أسناد عديدة رواية المصنّف عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٣٤٢ - ٣٤٨.

٥٧٩

وَ(١) عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُسَافِرٍ(٢) ، قَالَ :

لَمَّا أَرَادَ هَارُونُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنْ(٣) يُوَاقِعَ(٤) مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ ، قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام : « اذْهَبْ إِلَيْهِ ، وَقُلْ لَهُ(٥) : لَاتَخْرُجْ(٦) غَداً ؛ فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ غَداً هُزِمْتَ ، وَقُتِلَ أَصْحَابُكَ ، فَإِنْ سَأَلَكَ(٧) : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هذَا؟ فَقُلْ(٨) : رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ(٩) ».

قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَاتَخْرُجْ غَداً(١٠) ؛ فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ(١١) هُزِمْتَ ، وَقُتِلَ أَصْحَابُكَ ، فَقَالَ لِي : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هذَا(١٢) ؟ فَقُلْتُ(١٣) : رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ(١٤) ، فَقَالَ : نَامَ الْعَبْدُ وَلَمْ يَغْسِلِ اسْتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَانْهَزَمَ(١٥) ، وَقُتِلَ أَصْحَابُهُ.(١٦)

__________________

(١). في السند تحويل بعطف : « الوشّاء عن مسافر » على « مسافر ». والمراد أنّ معلّى بن محمّد يروي الخبر تارةً عن مسافر مباشرة ، واُخرى بتوسّط الوشّاء. هذا ، وفي حاشية « بف » : « أو ». ومفاد السند بناء على صحّة هذه النسخة واضح.

(٢). في حاشية « بف » : « هشام ». وفي الإرشاد : - « وعن الوشّاء ، عن مسافر ».

(٣). في « ف » : - « أن ».

(٤). « يواقع » ، أي يحارب ؛ من الوقيعة بمعنى القتال.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٣٤ ( قع ).

وفي « بف » : « يوافق ». قال فيالوافي : « كأنّه - أي يوافق - كان بتقديم القاف فصحّف. والمواقفة : أن تقف معه ويقف معك للحرب أو للخصومة ». (٥). في « ف » : - « له ».

(٦). في « ب ، بس » : « لا يخرج ».

(٧). في « ض » : « فقال لي » بدل « فإن سألك ». وفي « بر » : « وإن سألك ». وفي الإرشاد : « قال لك » بدل « سألك ».

(٨). في « ض » : « فقلت ». وفيمرآة العقول : « قل له ».

(٩). هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد. وفي المطبوع : « المنام ». قال المازندراني : « أمره بذلك إمّا باعتبار أنّه رأى ذلك في النوم في الواقع ، أو باعتبار أنّ الكذب للمصلحة وحفظ النفس المحترمة جائز ». ثمّ قال المحقّق الشعراني : « الخبر ضعيف وتأويل الشارح تكلّف ». وأوّله المجلسي كما أوّله المازندراني. راجع :شرح المازندراني ، ج ٧ ، ص ٢٧٧ ؛مرآة العقول ، ج ٦ ، ص ٩٣.

(١٠). في « ف » : - « غداً ».

(١١). في « بح ، بس ، بف » والإرشاد : + « غداً ».

(١٢). في الإرشاد : - « هذا ».

(١٣) في الإرشاد : « قلت ».

(١٤) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والإرشاد . وفي المطبوع : « المنام ».

(١٥) في « ف » : « أهزم ».

(١٦)الإرشاد ، ج ٢ ، ص ٢٦٧ بسنده عن الكليني.

٥٨٠