فحلّت نحيا ، فنظر إليه ، ثمّ قال : أمسكيه حتّى أنظر إلى غيره فأمسكته . و قال :
حلّي نحيا آخر ، ففعلت و نظر إليه ، فقال : أريد غير هذا ، امسكيه شرد بعيري .
ففعلت ، فلمّا شغلت يديها ساورها ، فلم تقدر على دفعه حتّى قضى ما أراد و هرب ، فقال :
شغلت يديها إذ أردت خلاطها
بنحيين من سمن ذوي عجرات
فأخرجته ريّان ينطف رأسه
من الرامل المذموم بالمقرات
ثمّ أسلم و شهد بدرا ، فقال له النبيّ صلى اللّه عليه و آله : كيف شراؤك يا خوّات ؟
و تبسّم . فقال : رزق اللّه خيرا ، و أعوذ باللّه من الحور بعد الكور ١ .
و في رواية قال له النبيّ صلى اللّه عليه و آله : ما فعل بعيرك أشرد عليك ؟ فقال : أمّا منذ عقله الإسلام فلا ٢ .
و خوّات هذا هو الّذي شهد حفر الخندق ، و كان في ذاك الوقت لم يحلّ الإفطار في ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء و النوم فنام ليلة و لم يفطر ،
فانتبه و قد حرم عليه الأكل ، و لمّا أصبح و حفر غشي عليه ، فرقّ له النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم ، و أنزل تعالى به : . . . و كلوا و اشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر . . . ٣ .
و لألفهم و اعتيادهم بالآثام سألت هذيل النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم أن يحلّ لهم الزنا ،
فقال حسّان :
سالت هذيل رسول اللّه فاحشة
ضلّت هذيل بما سالت و لم تصب
و سألت بنو عمرو بن عمير من ثقيف و بنو المغيرة من مخزوم
ـــــــــــــــــ
( ١ ) الاستيعاب لابن عبد البر ١ : ٤٤٥ ، و أسد الغابة لابن الأثير ٢ : ١٢٥ و غيرهما .
( ٢ ) الاستيعاب لابن عبد البر ١ : ٤٤٥ ، و أسد الغابة لابن الأثير ٢ : ١٢٥ و غيرهما .
( ٣ ) تفسير القمي ١ : ٦٦ ، لكن المشهور نزول هذه الآية في قيس بن صرمة الأنصاري ، أخرجه عدة ، جمع بعض طرقه السيوطي في الدر المنثور ١ : ١٩٧ ، ١٩٨ ، و الآية ١٨٧ من سورة البقرة .