بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة12%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 605

  • البداية
  • السابق
  • 605 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 113405 / تحميل: 6084
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

هتكه ، ثمّ قال : إنّ اللّه لم يأمرنا في ما رزقنا أن نكسو الحجارة و اللبن . فقطعته ، و جعلته و سادتين و حشوتهما ليفا ، فلم ينكر ذلك عليّ ١ .

« فإنّي إذا نظرت إليه ذكرت الدّنيا و زخارفها » قال تعالى له : و لا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدّنيا لنفتنهم و رزق ربّك خير و أبقى ٢ .

« فأعرض عن الدّنيا بقلبه ، و أمات ذكرها عن نفسه » عنه عليه السّلام : كان فراش النبيّ صلى اللّه عليه و آله عباءة ، و كانت مرفقته أدم حشوها ليف ، فثنيت له ذات ليلة ، فلمّا أصبح قال : لقد منعني الفراش الليلة من الصلاة فأمر أن يجعل بطاق واحد ٣ .

« و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه لكيلا يتّخذ منها رياشا » أي : زينة و تجمّلا ،

و الأصل فيه ريش الطائر ، قال جرير :

فريشي منكم و هواي معكم

و إن كانت زيارتكم لماما

٤ « و لا يعتقدها قرارا » قال مؤمن آل فرعون : يا قوم إنّما هذه الحياة الدّنيا متاع و إنّ الاخرة هي دار القرار ٥ .

« و لا يرجو فيها مقاما » روى ( الكافي ) عنه صلى اللّه عليه و آله قال : ما لي و للدنيا ، إنّما مثلي و مثلها كمثل الراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ثمّ راح و تركها ٦ .

قوله صلى اللّه عليه و آله « فقال » أي : أتى بالقيلولة من : قال يقيل .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) سنن أبي داود ٤ : ٧٣ ح ٤١٥٣ ، و صحيح مسلم ٣ : ١٦٦٦ ح ٨٧ ، و روي معناه كثيرا .

( ٢ ) طه : ١٣١ .

( ٣ ) أخرج هذا المعنى بطرق كثيرة ابن سعد في الطبقات ١ ق ٢ : ١٥٧ .

( ٤ ) أساس البلاغة : ١٨٦ مادة ( ريش ) .

( ٥ ) غافر : ٣٩ .

( ٦ ) الكافي للكليني ٢ : ١٣٤ ح ١٩ ، و الروضة للفتال ٢ : ٤٤٠ ، و رواه الطبرسي بطريقين في مشكاة الأنوار : ٢٦٤ ، ٢٦٥ .

٤٤١

« فأخرجها من النفس و أشخصها » أي : أذهبها .

« عن القلب » اللام في القلب بدل عن المضاف إليه . أي : قلبه كالنفس و البصر في ما مضى ، و يأتي .

« و غيّبها عن البصر » و المراد إعراضه عنها ظاهرا و باطنا ، فبعض يمكن ألاّ تكون الدّنيا متمكّنة من قلوبهم ، لكن أوضاع الدنيا لهم منبسطة ، و هو غير مذموم ، و بعض بالعكس و هو مذموم ، و الأوّل كالغنيّ الزاهد ، و الثاني كالفقير الحريص . و الممدوح إذهابها عن القلب و البصر ، كما فعل صلى اللّه عليه و آله ، و قد قال تعالى له : فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا و لم يرد إلاّ الحياة الدّنيا ١ .

« و كذا من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه و أن يذكر عنده » قالوا : اجتمعت عدّة من الفقهاء و الزهاد عند رابعة العدوية فذمّوا الدّنيا و هي ساكتة ، فلمّا فرغوا قالت : من أحبّ شيئا أكثر من ذكره إمّا بحمد ، و إمّا بذمّ . فانّ كانت الدّنيا في قلوبكم لا شي‏ء فلم تذكرونها ؟

« و لقد كان في رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ما يدلّك على مساوي الدّنيا و عيوبها » كما أنّ في عمل الدّنيا مع المنقطعين عن اللّه أيضا ما يدلّ على نقائصها ، إذ يكونون فيها مرفّهين .

« إذ جاع فيها مع خاصّته » و يطعمون الطعام على حبّه مسكينا و يتيما و أسيرا ٢ .

« و زويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته » أي : قربته إلى اللّه تعالى و درجته عنده .

« فلينظر ناظر بعقله » الّذي يحكم بالحقّ ، و لا ينظر بهواه الّذي

ـــــــــــــــــ

( ١ ) النجم : ٢٩ .

( ٢ ) الانسان : ٨ .

٤٤٢

يحبّ الباطل .

« أكرم اللّه محمّدا صلى اللّه عليه و آله بذلك أم أهانه » ناظر إلى قوله تعالى : فأمّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربّه فأكرمه و نعّمه فيقول ربّي أكرمن . و أمّا إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربّي أهانن ١ .

« فإن قال : أهانه » بأخذ الدّنيا عنه .

« فقد كذب » في قوله .

« و أتى بالإفك العظيم ، و إن قال : أكرمه » بذلك .

« فليعلم أنّ اللّه أهان غيره حيث بسط الدّنيا له و زواها » أي : عدل بها .

« عن أقرب الناس منه » في الخبر : استسقى النبيّ صلى اللّه عليه و آله اللبن من راع فمنعه ،

و من راع آخر ، فبعث إليه بموجوده من اللبن ، و ما قدر عليه من الحلب مع شاة .

فدعا للأوّل بكثرة ماله و ولده ، و للثاني بالكفاف ، فعجب النّاس ، و قالوا : دعوت للّذي ردّك بدعاء تحبّه عامّتنا ، و دعوت للّذي أسعفك بحاجتك بدعاء جميعنا نكرهه ؟ فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : إنّ ما قلّ و كفى خير ممّا كثر و ألهى ، اللهمّ ارزق محمّدا و آل محمّد الكفاف ٢ .

و في ( تاريخ الجزرى ) : لمّا فرغ عبد الرحمن الناصر الأموي صاحب الأندلس من بناء [ الزهراء ] و قصورها و قد قعد في قبّة مزخرفة بالذهب و البناء البديع الّذي لم يسبق إليه ، فقال لمن معه من الأعيان : هل بلغكم أنّ أحدا بنى مثل هذا البناء ؟ فأثنى الجميع بأنّهم لم يروا ، و لم يسمعوا بمثله إلاّ القاضي منذر بن سعيد فإنّه سكت . فقال له الناصر : لم لا تنطق أنت ؟ فبكى و قال : ما كنت أظنّ أنّ الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ حتّى أنزلك منازل الكافرين ، قال

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الفجر : ١٥ ١٦ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ١٤٠ ح ٤ عن السجاد عليه السّلام و النقل بتلخيص .

٤٤٣

تعالى : و لو لا أن يكون الناس أمّة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضّة و معارج عليها يظهرون . و لبيوتهم أبوابا و سررا عليها يتّكئون . و زخرفا و إن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا و الآخرة عند ربّك للمتّقين ١ .

« فتأسّى متأسّ بنبيّه » أمر بصورة الخبر ، أي : ليقتد مقتد بنبيّه ، قال مصعب بن الزبير :

و إنّ الالى بالطف من آل هاشم

تأسّوا فسنّوا للكرام التآسيا

٢ « و اقتصّ » أي : اتّبع .

« أثره » في ترجيح الآخرة .

« و ولج مولجه » أي : دخل مدخله .

« و إلاّ فلا يأمن الهلكة » لانحصار النجاة باتّباعه .

« فإنّ اللّه جعل محمّدا علما للساعة » مأخوذ من قوله تعالى : و إنّه لعلم للساعة . . . ٣ و إن قالوا : إنّ المراد بالآية نزول عيسى عليه السّلام من السماء .

« و مبشّرا بالجنّة ، و منذرا بالعقوبة » نبّى‏ء عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم .

و أنّ عذابي هو العذاب الأليم ٤ .

« خرج من الدنيا خميصا » ضامر البطن .

« و ورد الآخر سليما » كما قال تعالى : يوم لا ينفع مال و لا بنون . إلاّ من أتى اللّه بقلب سليم ٥ .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الكامل لابن الأثير الجزري ٨ : ٦٧٤ سنة ٣٦٦ و النقل بتلخيص ، و الآيات ٣٣ ٣٥ من سورة الزخرف .

( ٢ ) لسان العرب ١٤ : ٣٥ مادة ( أسا ) .

( ٣ ) الزخرف : ٦١ .

( ٤ ) الحجر : ٤٩ ٥٠ .

( ٥ ) الشعراء : ٨٨ ٨٩ .

٤٤٤

« لم يضع حجرا على حجر حتّى مضى لسبيله ، و أجاب داعي ربّه » بارتحاله ،

روى كاتب الواقدي عن عطاء الخراساني قال : أدركت حجر أزواج النبيّ صلى اللّه عليه و آله من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود . فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ ، يأمر بإدخال حجر أزواج النبيّ صلى اللّه عليه و آله في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ، فما رأيت أكثر باكيا من ذلك اليوم . قال عطاء : فسمعت سعيد بن المسيّب يقول يومئذ : و اللّه لوددت أنّهم تركوها على حالها ينشأ ناشى‏ء من أهل المدينة و يقدم القادم من الأفق ، فيرى ما اكتفى به النبيّ صلى اللّه عليه و آله في حياته ، فيكون ذلك مما يزهّد الناس في التكاثر و التفاخر . فلمّا فرغ عطاء الخراساني من حديثه قال عمر بن أبي أنس : كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد ،

و كانت خمسة أبيات من جريد مطيّنة لا حجر لها ، على أبوابها مسوح الشعر ذرعت الستر ، فوجدته ثلاث أذرع في ذراع ١ .

« فما أعظم منّة اللّه عندنا حين أنعم به » أي : بالنبيّ صلى اللّه عليه و آله .

« علينا سلفا نتّبعه و قائدا نطأ عقبه » لقد منّ اللّه على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته و يزكّيهم و يعلّمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ٢ .

٤٠

من الخطبة ( ١٠٧ ) و منها في ذكر النبيّ صلى اللّه عليه و آله :

قَدْ حَقَّرَ اَلدُّنْيَا وَ صَغَّرَهَا وَ أَهْوَنَهَا وَ هَوَّنَهَا وَ عَلِمَ أَنَّ اَللَّهَ زَوَاهَا عَنْهُ اِخْتِيَاراً وَ بَسَطَهَا لِغَيْرِهِ اِحْتِقَاراً فَأَعْرَضَ عَنْهَا بِقَلْبِهِ وَ أَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الطبقات لابن سعد ١ ق ٢ : ١٨١ .

( ٢ ) آل عمران : ١٦٤ .

٤٤٥

نَفْسِهِ وَ أَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ لِكَيْلاَ يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ مُنْذِراً وَ دَعَا إِلَى اَلْجَنَّةِ مُبَشِّراً قول المصنّف « و منها في ذكر النبيّ صلى اللّه عليه و آله » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( منها في ذكر النبيّ صلى اللّه عليه و آله ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة ) ١ .

« قوله عليه السّلام : قد حقّر الدّنيا و صغّرها » أي : عدّها حقيرة صغيرة .

« و أهونها » لم يقل عليه السّلام و أهانها للازدواج بينه و بين قوله عليه السّلام :

« و هوّنها » كما في ( ما زورات ) مع ( ماجورات ) و إلاّ فالواجب ( موزورات ) أي : عدّها هونا ، و جمعه عليه السّلام بينهما للمبالغة ، قال ابن قتيبة في ( أدب كاتبه ) :

و تدخل فعّلت على أفعلت إذا أردت تكثير العمل و المبالغة تقول : أجدت و جوّدت ، و أغلقت الأبواب و غلّقت ، و أقفلت و قفّلت ٢ ، و في مثل : [ هان على الأملس ما لاقى الدبر ] ٣ و في آخر : [ أهون من قعيس عمّته ] ٤ .

هذا ، و قال ابن أبي الحديد في قوله عليه السّلام : و صغّرها : المراد عند غيره ليكون قوله [ و أهون بها و هوّنها ] مطابقا له ، أي : أهون هو بها و هوّنها عند غيره ٥ ، و هو كما ترى ، فلم يعلم صحّة ما نقل أوّلا و صحّة استعمال ( أهون بها ) ثانيا ، و كون المراد ما ذكر ثالثا ، فإنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله و إن صغّر الدّنيا عند غيره ، إلاّ أنّ المراد هنا تصغيره لها عند نفسه كتحقيره لها ، لأنّه عليه السّلام في مقام

ـــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٢٣٥ لكن في شرح ابن ميثم ٣ : ٧١ مثل المصرية .

( ٢ ) أدب الكاتب لابن قتيبة : ٣٥٤ .

( ٣ ) المستقصى للزمخشري ٢ : ٣٨٩ .

( ٤ ) مجمع الأمثال للميداني ٢ : ٤٠٧ ، و المستقصى للزمخشري ١ : ٤٤٧ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٢٣٥ .

٤٤٦

بيان صفة زهده صلى اللّه عليه و آله في الدنيا ، كما يشهد به قوله عليه السّلام هنا : « و علم أنّ اللّه زواها عنه اختيارا و بسطها لغيره احتقارا » و قوله عليه السّلام الّذي سبق شرحه :

« و علم أنّ اللّه سبحانه أبغض شيئا فأبغضه ، و حقّر شيئا فحقّره ، و صغّر شيئا فصغّره » ١ .

« و علم أنّ اللّه زواها » أي : عدل بها .

« عنه اختيارا » مفعول له لقوله « زوى » أي : زواها عنه باختياره تعالى له الأصلح ، لا منصوب بنزع الخافض لقوله « و علم » ، كما يفهم من ابن أبي الحديد حيث قال : « اختيارا » ، أي : باختيار من النبيّ صلى اللّه عليه و آله ٢ .

« و بسطها لغيره احتقارا » قال تعالى : فلا تعجبك أموالهم و لا أولادهم إنّما يريد اللّه ليعذّبهم بها في الحياة الدّنيا و تزهق أنفسهم و هم كافرون ٣ ،

و قال جلّ و علا و لا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدّنيا لنفتنهم فيه و رزق ربّك خير و أبقى ٤ ، و قال عزّ اسمه : و لو لا أن يكون الناس أمّة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضّة و معارج عليها يظهرون . و لبيوتهم أبوابا و سررا عليها يتّكئون . و زخرفا و إن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا ٥ .

« فأعرض عنها » هكذا في ( المصريّة ) و الصواب : فأعرض عن الدّنيا ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّيّة ) ٦ ، و إعادة الاسلام الظاهر

ـــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٢٣٥ .

( ٢ ) مرّ في العنوان ٣٩ من هذا الفصل .

( ٣ ) التوبة : ٥٥ .

( ٤ ) طه : ١٣١ .

( ٥ ) الزخرف : ٣٣ ٣٥ .

( ٦ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٢٣٥ لكن في شرح ابن ميثم ٣ : ٧١ مثل المصرية أيضا .

٤٤٧

لبيان الأهميّة .

« بقلبه و أمات ذكرها عن نفسه ، و أحبّ أن تغيب زينتها عن عينه » الفقرات الثلاث من قوله : « فأعرض إلى عن عينه » مرّت في سابقه ، بل و الفقرتان بعدها أيضا كما يأتي ١ ، و كيف كان ، عن السجّاد عليه السّلام : ما من عمل بعد معرفة اللّه تعالى ، و معرفة رسوله أفضل من بغض الدّنيا ، فإنّ لذلك شعبا كثيرة ،

و للمعاصي شعبا . . . فاجتمعن كلهنّ في حبّ الدّنيا ، فقال الأنبياء و العلماء بعد ذلك : حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة ٢ .

و عن الصادق عليه السّلام : قال تعالى لموسى عليه السّلام : إنّ الدّنيا دار عقوبة عاقبت فيها آدم عليه السّلام عند خطيئته ، و جعلتها ملعونة ، ملعون ما فيها إلاّ ما كان فيها لي يا موسى إنّ عبادي الصالحين زهدوا في الدّنيا بقدر علمهم و سائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم ٣ .

« لكيلا يتّخذ منها رياشا أو يرجو فيها مقاما » مرّ في سابقه : « لكيلا يتّخذ منها رياشا ، و لا يعتقدها قرارا ، و لا يرجو فيها مقاما » ٤ .

« بلّغ عن ربّه معذرا » حتّى لم يبق لأحد عذر في المخالفة .

« و نصح لأمته منذرا » لهم من عذاب اللّه بالمعصية .

« و دعا إلى الجنّة مبشّرا » بنعمه العالية بالإطاعة ، قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام خطب النبيّ صلى اللّه عليه و آله في حجّة الوداع ، فقال : أيّها الناس و اللّه ما من شي‏ء يقرّبكم

ـــــــــــــــــ

( ١ ) مرّ في العنوان ٣٩ من هذا الفصل إلاّ أنّ فيه « فاعرض عن الدنيا » .

( ٢ ) مشكاة الأنوار للطبرسي : ٢٦٦ و امّا حديث « حب الدّنيا رأس كلّ خطيئة » فروي عن النبي صلى اللّه عليه و آله و الصادق عليه السّلام . مرّ تخريجه في العنوان ٣٩ من هذا الفصل .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٣١٧ ح ٩ ، و عقاب الأعمال للصدوق : ٢٦٣ ح ١ و أمالي الصدوق : ٥٣١ ح ٢ المجلس ( ٩٥ ) ، و مشكاة الأنوار للطبرسي : ٢٧٠ .

( ٤ ) مرّ في العنوان ٣٩ من هذا الفصل .

٤٤٨

من الجنّة و يباعدكم من النار إلاّ و قد أمرتكم به ، و ما من شي‏ء بقرّبكم من النار و يباعدكم من الجنّة إلاّ و قد نهيتكم عنه ، ألا و إنّ الروح الأمين نفث في روعي أنّه لن تموت نفس حتّى تستكمل رزقها فاتّقوا اللّه و أجملوا في الطلب ، و لا يحمل أحدكم استبطاء شي‏ء من الرزق أن يطلبه بغير حلّه فانّه لا يدرك ما عند اللّه إلاّ بطاعته ١ .

و قال أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام : وقف النبيّ صلى اللّه عليه و آله بمعنى حين قضى مناسكه في حجّة الوداع ، فقال : أيّها الناس اسمعوا ما أقول لكم ، و اعقلوه عنّي ،

لا أدري لعلّي لا ألقاكم في هذا الموقف بعد عامنا هذا . ثمّ قال : أيّ يوم أعظم حرمة ؟ قالوا : هذا اليوم . فقال : أيّ شهر أعظم حرمة ؟ قالوا : هذا الشهر . قال : أيّ بلد أعظم حرمة ؟ قالوا : هذا البلد . قال : إنّ دماءكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه ، فيسألكم عن أعمالكم ، ألا هل بلّغت ؟ قالوا : نعم . قال : اللّهم اشهد ، ألا و من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها فإنّه لا يحلّ دم امرى‏ء مسلم ، و لا ماله إلاّ بطيبة نفسه ، و لا ترجعوا بعدي كفّارا ٢ .

و في الخبر : أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله حضر يوم وفاته مع شدّة مرضه المسجد ،

و قال : و اتّقوا يوما ترجعون فيه الى اللّه ثمّ توفّى كلّ نفس ما كسبت و هم لا يظلمون ٣ أيّها الناس لا يدعّ مدّع و لا يتمنّى متمنّ أنّه ينجو إلاّ بعمل ، و رحمة

ـــــــــــــــــ

( ١ ) أخرجه الكليني في الكافي ٢ : ٧٤ ح ٢ ، و عاصم بن حميد في أصله : ٢٣ ، و رواه الديلمي في أعلام الدين عنه البحار ٧٧ : ١٨٥ ح ٣١ ، و أبو القاسم الكوفي في الأخلاق عنه المستدرك ٢ : ٤١٩ ح ١٣ .

( ٢ ) أخرجه ابن هشام في السيرة ٤ : ١٨٥ ، و الواقدي في المغازي ٢ : ١١١١ ، و ابن سعد في الطبقات ٢ ق ١ : ١٣٣ ، و الصدوق في الخصال : ٤٨٦ ح ٦٣ و النقل بتصرف .

( ٣ ) البقرة : ٢٨١ .

٤٤٩

من اللّه . و قال : لو عصيت لهويت . و قال : اللّهمّ هل بلّغت ١ ؟

٤١

من الخطبة ( ١٩٠ ) وَ لَقَدْ قَرَنَ اَللَّهُ بِهِ ص مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ اَلْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلاَقِ اَلْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ . أقول : ما نقله المصنّف جزء الخطبة القاصعة ٢ ، و روى ابن طاووس في ( طرائفه ) عن صدر الأئمة موفّق بن أحمد باسناده عن أبي ذر كونه جزء مناشداته يوم الشورى ٣ .

« و لقد قرن اللّه به صلى اللّه عليه و آله من لدن أن كان فطيما » أي : منقطعا عن الرضاع .

« أعظم ملك من ملائكته » قال ابن أبي الحديد : روي أنّ بعض أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر سأله عن قوله تعالى : إلاّ من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا ٤ ، فقال : يوكّل اللّه بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم و يؤدّون إليه تبليغهم الرسالة ، و وكّل بمحمّد صلى اللّه عليه و آله ملكا عظيما منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات ، و مكارم الأخلاق ، و يصدّه عن الشرّ ، و مساوي الأخلاق ، و هو الّذي كان يناديه : السّلام عليك يا محمّد يا رسول اللّه ، و هو شاب لم يبلغ درجة الرسالة بعد ، فيظنّ أنّ ذلك من الحجر و الأرض ، فيتأمل و لا يرى شيئا ٥ .

قلت : و روى الكليني عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السّلام : أنّ

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الإرشاد للمفيد : ٩٧ بفرق يسير ، و اعلام الورى للطبرسي : ١٣٤ و قد مرّ في العنوان ٢٥ من هذا الفصل .

( ٢ ) نهج البلاغة ٢ : ١٥٧ الخطبة ١٩٠ .

( ٣ ) رواه عنه ابن طاووس في الطرائف ٢ : ٤١٥ .

( ٤ ) الجن : ٢٧ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٥٣ .

٤٥٠

عبد المطلب كان يفرش له بفناء الكعبة ، لا يفرش لأحد غيره ، و كان له ولد يقومون على رأسه فيمنعون من دنا منه ، فجاء النبيّ صلى اللّه عليه و آله و هو طفل يدرج حتّى جلس على فخذيه ، فأهوى بعضهم إليه لينحّيه عنه ، فقال له عبد المطلب :

دع ابني ، فانّ الملك قد أتاه ١ .

و ورد في تفسير قوله تعالى : و كذلك أو حينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان . . . ٢ ، عنهم عليهم السّلام أنّ ذاك الروح الّذي قال تعالى كان خلقا للّه أعظم من جبرئيل و ميكائيل و كان مع النبيّ صلى اللّه عليه و آله يخبره و يسدّده ، و هو مع الأئمّة من بعده ٣ .

« يسلك به طريق المكارم » قال الصادق عليه السّلام : خصّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله بمكارم الأخلاق ، فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم فاحمدوه تعالى و ارغبوا إليه في الزيادة منها . فذكرها عشرة : اليقين ، و القناعة ، و الصبر ، و الشكر ، و الحلم ،

و حسن الخلق ، و السخاء ، و الغيرة و الشجاعة ، و المروّة ٤ .

و في ( المناقب ) : كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله قبل المبعث موصوفا بعشرين خصلة من خصال الأنبياء ، لو انفرد واحد بأحدها لدلّ على جلاله ، فكيف من اجتمعت فيه ؟ كان أمينا صادقا حاذقا أصيلا نبيلا مكينا فصيحا عاقلا فاضلا عابدا زاهدا سخيّا كميّا قانعا متواضعا حليما رحيما غيورا صبورا موافقا مرافقا ٥ .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي للكليني ١ : ٤٤٨ ح ٢٦ ، و السيرة لابن هشام ١ : ١٥٦ ، و الطبقات لابن سعد ١ ق ١ : ٧٤ ، و غيرهم .

( ٢ ) الشورى : ٥٢ .

( ٣ ) أخرج هذا المعنى الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ ح ١ ، و الصفار بخمس طرق في البصائر : ٤٧٥ ، ٤٧٦ ح ١ ، ٢ ، ٦ ، ٨ ، ٩ و القمي في تفسيره ٢ : ٢٧٩ و جاء نحو ذلك في تفسير آية و يسألونك عن الروح . . . ( الاسراء : ٨٥ ) و بصورة مستقلة أيضا .

( ٤ ) الكافي للكليني ١ : ٥٦ ح ٢ ، و غيره ، و النقل بتصرف .

( ٥ ) المناقب لابن شهر آشوب ١ : ١٢٣ .

٤٥١

قلت : و من بعث لتتميم مكارم الأخلاق كما قال صلى اللّه عليه و آله لا بدّ أن يكون شخصه في المكارم وحيد الآفاق ، قال المسعودي : روى جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال : إنّ اللّه تعالى أدّب محمّدا صلى اللّه عليه و آله فأحسن تأديبه ، فقال :

خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين ١ ، فلمّا كان كذلك قال اللّه تعالى و إنّك لعلى خلق عظيم ٢ فلمّا قبل من اللّه فوّض إليه ، فقال : . . . و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا . . . ٣ و كان يضمن على اللّه الجنّة فأجيز له ذلك ٤ .

و لو لم يكن في شريعته سوى ما ورد عنه صلى اللّه عليه و آله و عن أوصيائه عليهم السّلام من الترغيب على التحلية بالمكارم ، و التخلية عن الذمائم لكفى في حقّية طريقته .

فلو اجتمع أهل العالم على أن يبيّنوا محاسن الأخلاق كما بيّنها عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام من أوصيائه في دعائه في طلب المكارم لما استطاعوا ٥ .

كما أنّه لو لم يكن له معجزة سوى ما كان صلى اللّه عليه و آله متصفا به من الصفات الحسنة ، و الأخلاق المستحسنة لو في بصادقية بنوّته ، قال السروي : كان يتيما فقيرا ضعيفا وحيدا غريبا بلا حصار و لا شوكة ، كثير الأعداء ، و مع جميع ذلك تعالى مكانه ، و ارتفع شأنه . ثمّ قال : و كان ثابتا في الشدائد ، و هو مطلوب ، و صابرا على البأساء و الضراء ، و هو مكروب محروب ، و كان زاهدا

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الأعراف : ١٩٩ .

( ٢ ) القلم : ٤ .

( ٣ ) الحشر : ٧ .

( ٤ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٢٨٣ .

( ٥ ) الصحيفة السجادية : ٩٩ الدعاء ٢٠ .

٤٥٢

في الدنيا ، راغبا في الآخرة فثبت له الملك ١ .

« و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره » روى الجزري في ( أسده ) عن عبد اللّه بن أبي الحمساء قال : بايعت النبيّ صلى اللّه عليه و آله ببيع قبل أن يبعث ، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك ، فنسيت يومي هذا و الغد ، فأتيته في اليوم الثالث ، و هو في مكانه فقال لي : يا فتى لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك ٢ .

و كانت أعداؤه معترفين بكماله في محاسن الأخلاق و في أمانته ، فكانوا يسمّونه الأمين قبل نزول الوحي عليه ، و رضيت مشائخ قريش بحكميته في وضع الحجر لأمانته و صادقيته .

و لمّا قال تعالى : فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين ٣ صعد على الصفا و هتف : يا صباحاه فاجتمعوا ، فقال لهم : أرأيتكم أنّ خيلا تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدّقي ؟ قالوا : نعم ، ما جربّنا عليك كذبا . قال : فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد ٤ .

و كان صلى اللّه عليه و آله يوم فتح مكّة أهدر دم عبد اللّه بن أبي سرح أخي عثمان من الرضاعة فأتى عثمان به إليه صلى اللّه عليه و آله مستشفعا ، و جعل يكلّمه فيه و هو ساكت ،

حتّى اضطرّه إلحاحه إلى العفو عنه ، فذهب به ، فقال صلى اللّه عليه و آله لأصحابه : هلاّ قتلتموه إذ سكتّ ، و قد كنت أمرتكم قبل بقتله ، و لو كان متعلّقا بأستار الكعبة ؟

فقالوا : انتظرنا أن تومي بمؤخر عينك . فقال : إنّ الأنبياء لا يقتلون بالإيماء ٥ .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) أسد الغابة لابن الأثير الجزري ٣ : ١٤٦ .

( ٢ ) المناقب لابن شهر آشوب ١ : ١٢٣ .

( ٣ ) الحجر : ٩٤ .

( ٤ ) الطبقات لابن سعد ١ ق ١ : ١٣٣ و غيره ، مرّ الحديث و تخريجه في العنوان ٦ و ١٥ من هذا الفصل ، و الآية ٤٦ من سوره سبأ .

( ٥ ) السيرة لابن هشام ٤ : ٣٩ و المغازي للواقدي ٢ : ٨٥٥ ، و تاريخ الطبري ٢ : ٣٣٥ سنة ٨ و غيرهم .

٤٥٣
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد الثاني الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

و لمّا انهزمت قريش يوم الأحزاب ، و دخل حيّ بن أخطب حصن بني قريظة ، و جاء أمير المؤمنين عليه السّلام فأحاط بالحصن أشرف عليهم كعب بن أشرف يشتمهم و يشتم النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، فأقبل صلى اللّه عليه و آله فاستقبله عليه السّلام و قال له : بأبي أنت و أمي لا تدن من الحصن . فقال صلى اللّه عليه و آله : لعلّهم شتموني ؟ ثمّ دنا منهم ، و قال :

يا إخوان القردة و الخنازير ، و عبيد الطاغوت أتشتموني ؟ إنّا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباحهم . فأشرف كعب ، و قال : يا أبا القاسم ما كنت و اللّه جهولا .

فاستحيى النبيّ صلى اللّه عليه و آله حتّى سقط الرداء من ظهره حياء ، و رجع وراءه ١ .

و كان صلى اللّه عليه و آله يقول في تعليماته : أن يجعل الإنسان نفسه ميزانا بينه و بين غيره ، فيحبّ لغيره ما يحبّ لنفسه و يكره لغيره ما يكره لنفسه ، و أنّه يجب على المسلم أن يجعل الأكبر بمنزلة والده ، و الأصغر بمنزلة ولده ، و تربه بمنزلة أخيه .

٤٢

من الخطبة ( ١٩٠ ) وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ ص لَمَّا أَتَاهُ اَلْمَلَأُ مِنْ ؟ قُرَيْشٍ ؟ فَقَالُوا لَهُ يَا ؟ مُحَمَّدُ ؟

إِنَّكَ قَدِ اِدَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لاَ أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَا عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ ص وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ اَلشَّجَرَةَ حَتَّى تَقْلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ ص إِنَّ اَللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ٢ : ٢٠ فَإِنْ فَعَلَ اَللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ وَ أَنَّ

ـــــــــــــــــ

( ١ ) السيرة لابن هشام ٣ : ١٤١ ، و المغازي للواقدي ١ : ٤٤٩ ، و تاريخ الطبري ٢ : ٢٤٥ سنة ٥ .

٤٥٤

فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي اَلْقَلِيبِ وَ مَنْ يُحَزِّبُ اَلْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ ص يَا أَيَّتُهَا اَلشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اَللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اَللَّهِ وَ اَلَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لاَنْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ اَلطَّيْرِ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ص ؟ مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا اَلْأَعْلَى عَلَى ؟ رَسُولِ اَللَّهِ ص ؟ وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ ص فَلَمَّا نَظَرَ اَلْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اِسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ ؟ بِرَسُولِ اَللَّهِ ص ؟

فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا اَلنِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ ص فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ فَإِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ ؟ يَا رَسُولَ اَللَّهِ ؟ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ اَلشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اَللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلاَلاً لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ اَلْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ ٣٨ : ٤ عَجِيبُ اَلسِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلاَّ مِثْلُ هَذَا يَعْنُونَنِي . أقول : هذا العنوان راجع إلى معجزاته ، و قد تضمّن أربعا منها ، أحدها :

مجي‏ء الشجرة إليه ، و الثانية : إخباره عليه السّلام بعدم تصديقهم له بعد رؤية الآية ،

و الثالثة : من يقتل منهم في بدر ، و يطرح في بئره ، و الرابعة : أنّ فيهم من يحزّب الأحزاب عليه .

و قال السروي في ( مناقبه ) : إنّه ذكر للنبيّ صلى اللّه عليه و آله أربعة آلاف و أربعمائة و أربعين معجزة ، ذكرت منها ثلاثة آلاف ، تتنوع أربعة أنواع : نوع قبل ميلاده ،

٤٥٥

و نوع قبل بعثته ، و نوع بعدها ، و نوع بعد وفاته ١ .

و قال الجزري : و قد صنّف العلماء في معجزات النبيّ صلى اللّه عليه و آله كتبا كثيرة ذكروا فيها كلّ عجيبة ٢ .

قلت : و آحادها و إن كان مستند بعضها أخبارا آحادا إلاّ أنّ بعضها سنده متواتر كما يأتي مع أنّه في ذاك البعض الّذي مستنده آحاد تواتر إجمالي ،

و هو كالتفصيلي يأتي في ثبوت نبوّته .

« و لقد كنت معه لمّا أتاه الملأ من قريش فقالوا له : يا محمّد إنّك قد ادّعيت عظيما لم يدّعه آباؤك و لا أحد من بيتك » نظيره ما رواه الطبرسي في ( احتجاجه ) عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام ، قال : قلت لأبي : هل كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله يناظر اليهود و النصارى و المشركين إذا عانتوه ؟ قال : بلى ، مرارا كثيرة ، منها ما حكى اللّه تعالى من قولهم : و قالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق لو لا أنزل إليه ملك . . رجلا مسحورا ٣ ، و قولهم : و قالوا لو لا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ٤ ، و قولهم : و قالوا لن نؤمن لك حتّى تفجّر لنا من الأرض ينبوعا . . . كتابا نقرؤه . . . ٥ ، ثمّ قيل له في آخر ذلك : لو كنت نبيّا كموسى لنزّلت علينا الصاعقة في مسألتنا إيّاك ، لأنّ مسألتنا أشدّ من مسألة قوم موسى ؟ قال : و ذلك أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله كان ذات يوم بفناء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش ، منهم الوليد بن المغيرة المخزومي ، و أبو البختري بن هشام ، و أبو جهل بن هشام ، و العاص بن وائل السهمي ، و عبد اللّه

ـــــــــــــــــ

( ١ ) المناقب لابن شهر آشوب السروي ١ : ١٤٤ و النقل بالمعنى .

( ٢ ) الكامل لابن الأثير الجزري ٢ : ٤٧ .

( ٣ ) الفرقان : ٧ ٨ .

( ٤ ) الزخرف : ٣١ .

( ٥ ) الإسراء : ٩٠ ٩٣ .

٤٥٦

ابن أبي أمية المخزومي ، و كان معهم جمع ممّن يليهم كثير ، و النبيّ صلى اللّه عليه و آله في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتاب اللّه ، و يؤدّي إليهم عن اللّه أمره و نهيه ، فقال المشركون بعضهم لبعض : لقد استفحل أمر محمّد و عظم خطبه ، فتعالوا نبدأ بتقريعه و تبكيته و توبيخه ، و الاحتجاج عليه ، و إبطال ما جاء به ليهون خطبه على أصحابه ، و يصغر قدره ، فلعلّه ينزع عمّا هو فيه من غيّه . فإن انتهى ، و إلاّ عاملناه بالسيف الباتر .

قال أبو جهل : فمن الّذي يلي كلامه و مجادلته ؟ قال عبد اللّه بن أبي أميّة المخزومي : أنا . فأتوه فابتدأهم عبد اللّه ، فقال : لقد ادّعيت دعوى عظيمة ، و قلت مقالا هائلا ، زعمت أنّك رسول ربّ العالمين ، و ما ينبغي لربّ العالمين و خالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله ، بشر مثلنا يأكل كما نأكل ، و يمشي في الأسواق كما نمشي ، فهذا ملك الروم ، و هذا ملك فارس لا يبعثان إلاّ رسولا كثير المال عظيم الحال له قصور و خيام و عبيد و خدّام ، و ربّ العالمين فوق هؤلاء كلّهم فهم عبيده ، و لو كانت نبيّا لكان معك ملك يصدّقك نشاهده ، بل لو أراد أن يبعث نبيّا إنّما يبعث إلينا ملكا لا بشرا مثلنا ، ما أنت يا محمّد إلاّ مسحور ، و ما أنت بنبيّ .

فقال له النبيّ صلى اللّه عليه و آله : هل بقي من كلامك شي‏ء ؟ فقال : بلى ، لو أراد اللّه أن يبعث نبيّا إلينا لبعث إلينا أجل في ما بيننا ، و أحسننا حالا ، فهلاّ أنزل هذا القرآن الّذي تزعم أنّه أنزله عليك على رجل من القريتين عظيم ١ ، إمّا الوليد بن المغيرة بمكّة ، و إمّا عروة بن مسعود الثقفي بالطائف .

فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : هل بقي من كلامك شي‏ء ؟ فقال : بلى لن نؤمن لك

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الزخرف : ٣١ .

٤٥٧

حتّى تفجّر لنا من الأرض ينبوعا ١ بمكّة هذه . فإنّها ذات أحجار وعرة ،

و جبال تكسح أرضها و تحفرها ، و تجري فيها العيون ، فإنّا محتاجون إلى ذلك ،

أو تكون لك جنّة من نخيل و عنب ٢ ، فتأكل منها و تطعمنا ، و تفجّر الأنهار خلال تلك النخيل و الأعناب تفجيرا ، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ٣ ، فإنّك قلت : و إن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ٤ فلعلّنا نقول ذلك . ثمّ قال : أو تأتي باللّه و الملائكة قبيلا ٥ تأتي به و بهم ، و هم لنا مقابلون ، أو يكون لك بيت من زخرف ٦ تعطينا منه و تغنينا به ، فلعلّنا نطغى ، فإنّك قلت لنا : . . . إنّ الإنسان ليطغى . أن رآه استغنى ٧ ، أو ترقى ( أي : تصعد في السماء و لن نؤمن لرقيّك حتّى تنزل علينا كتابا نقرؤه ٨ من اللّه العزيز الحكيم ٩ إلى عبد اللّه بن أبي أمية المخزومي ، و من معه آمنوا بمحمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب فانّه رسولي ،

و صدّقوه في مقاله ، فإنّه من عندي . ثمّ لا أدري يا محمّد إذا فعلت ذلك كلّه أو من بك أو لا ، بل لو رفعتنا إلى السماء ، و فتحت أبوابها ، و أدخلتنا فيها لقلنا : إنّما سكّرت أبصارنا و سحرنا .

فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : أبقي من كلامك شي‏ء ؟ قال : أوليس في ما أوردته عليك كفاية و بلاغ ؟ فقل ما بدا لك .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الإسراء : ٩٠ ٩١ .

( ٢ ) الإسراء : ٩٠ ٩١ .

( ٣ ) الإسراء : ٩٢ .

( ٤ ) الطور : ٤٤ .

( ٥ ) الإسراء : ٩٢ .

( ٦ ) الإسراء : ٩٣ .

( ٧ ) العلق : ٦ ٧ .

( ٨ ) الإسراء : ٩٣ .

( ٩ ) الزمر : ١ .

٤٥٨

فقال النبيّ صلى اللّه عليه و آله : اللّهمّ أنت السامع لكلّ صوت ، و العالم بكلّ شي‏ء ، تعلم ما قاله عبادك ، فأنزل تعالى عليه : و قالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق . . . رجلا مسحورا ١ ، ثمّ قال تعالى : انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا ٢ ، ثم قال : تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار و يجعل لك قصورا ٣ ،

و أنزل عليه : فلعلّك تارك بعض ما يوحى إليك و ضائق به صدرك . . . ٤ ،

و أنزل : و قالوا لو لا أنزل عليه ملك و لو أنزلنا ملكا لقضي الأمر . . . و للبسنا عليهم ما يلبسون ٥ .

فقال له النبيّ صلى اللّه عليه و آله : أمّا ما ذكرت من أنّي آكل كما تأكلون و زعمت أنّه لا يجوز لرجل هكذا أن يكون للّه رسولا ، فإنّما الأمر للّه يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد و هو محمود ، و ليس لك و لا لأحد الاعتراض عليه بلم و كيف ، فإنّ اللّه أفقر بعضا ، و أغنى بعضا ، و أعزّ بعضا ، و أذلّ بعضا ، و أصحّ بعضا ، و أسقم بعضا ،

و شرّف بعضا ، و وضع بعضا ، و كلّهم ممّن يأكل الطعام . ثمّ ليس للفقراء أن يقولوا : لم أفقرتنا ، و أغنيتهم ، و لا للوضعاء أن يقولوا : لم وضعتنا و شرّفتهم ،

و لا للزمنى و الضعفاء أن يقولوا : لم أزمنتنا و أضعفتنا و صحّحتهم ، و لا للأذلاّء أن يقولوا : لم أذللتنا ، و أعززتهم ، و لا لقباح الصور أن يقولوا : لم قبّحتنا و جمّلتهم ، بل إن قالوا ذلك كانوا على ربّهم رادّين ، و له في أحكامه منازعين ،

و به كافرين ، و لكان جوابه لهم : أنا الملك الخافض الرافع المغني المفقر المعزّ

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الفرقان : ٧ ٨ .

( ٢ ) الاسراء : ٤٨ .

( ٣ ) الفرقان : ١٠ .

( ٤ ) هود : ١٢ .

( ٥ ) الأنعام : ٨ ٩ .

٤٥٩

المذلّ المصحّح المسقم ، و أنتم العبيد لي ليس لكم إلاّ التسليم ، و الانقياد لحكمي ، فإن سلّمتم كنتم عبادا مؤمنين ، و إن أبيتم كنتم بي كافرين ،

و بعقوباتي من الهالكين . ثمّ أنزل عليه : قل إنّما أنا بشر مثلكم يعني آكل الطعام يوحي إليّ أنّما إلهكم إله واحد ١ ، يعني قل لهم : أنا في البشرية مثلكم ، و لكن ربّي خصّني بالنبوّة دونكم كما يختص بعض البشر بالغني و الصحّة و الجمال دون بعض من البشر ، فلا تنكروا أيضا أن يختصّني بالنّبوّة .

ثمّ قال : و أمّا قولك : هذا ملك الروم . . . فإنّ اللّه له التدبير و الحكم لا يفعل على ظنّك و حسبانك و لا باقتراحك ، بل يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد و هو محمود ، إنّما بعث نبيّه ليعلّم الناس دينهم ، و يدعوهم إلى ربّهم ، و يكدّ نفسه في ذلك آناء الليل و النهار ، فلو كان صاحب قصور يحتجب فيها و عبيده يسترونه عن الناس أليس كانت الرسالة تضيع ، و الأمور تتباطى‏ء ، أو ما ترى الملوك إذا احتجبوا كيف يجري الفساد و القبايح من حيث لا يعلمون و لا يشعرون ؟ إنّما بعثني اللّه ، و لا مال لي ليعرفكم قدرته و قوّته ، و أنّه هو الناصر لرسوله ، و لا تقدرون على قتله ، و لا منعه من رسالته ، فهذا أبين في قدرته و في عجزكم ،

و سوف يظفرني اللّه بكم و أوسعكم قتلا و أسرا ، ثمّ يظفرني اللّه ببلادكم ،

و يستولي عليها المؤمنون دونكم .

و أمّا قولك لي : لو كنت نبيّا لكان معك ملك يصدّقك و نشاهده ، بل لو أراد اللّه أن يبعث إلينا لكان يبعث ملكا لا بشرا مثلنا ، فالملك لا تشاهده حواسّكم لأنّه من جنس هذا الهواء لا عيان منه ، و لو شاهدتموه بأن يزاد في قوى أبصاركم لقلتم : ليس هذا ملكا بل هذا بشر لأنّه إنّما كان يظهر بصورة البشر

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الكهف : ١١٠ و فصّلت : ٦ .

٤٦٠

العزيز: « يا ميسر، إذا طلبت حاجة فلا تطلبها بالليل، واطلبها بالنهار، فإن الحياء في الوجه ».

[١٠٠١٤] ٦ - وعن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : رحم الله عبداً استحيا من ربّه حقّ الحياء، حفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر القبر والبلى، وذكر أنّ له في الآخرة معاداً ».

[١٠٠١٥] ٧ - الشيخ المفيد في أماليه: عن محمد بن عمران المرزباني، عن محمد بن أحمد الحكيمي، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن معين، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ما كان الفحش في شئ قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شئ قطّ إلّا زانه ».

[١٠٠١٦] ٨ - وعن ابن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله)، عن أبي جعفر الباقر محمد بن عليعليهما‌السلام ، قال: سمعته يقول: « أربع من كنّ فيه كمل اسلامه، واعين على إيمانه ومحصت عنه ذنوبه، ولقى ربّه وهو عنه راض، ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله عنه وهي: الوفاء بما يجعل على نفسه لله، وصدق اللسان مع الناس، والحياء ممّا يقبح عند الله وعند الناس، وحسن الخلق مع الأهل والناس ».

__________________

٦ - مشكاة الأنوار ص ٢٣٤.

٧ - أمالي المفيد ص ١٦٧ ح ٢.

٨ - أمالي المفيد ص ١٦٦ ح ١.

٤٦١

[١٠٠١٧] ٩ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة عن أبي المفضل الشيباني، عن رجاء بن يحيى، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبيد(١) الله، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن أبي ذر، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال: « يا أبا ذر، أتحبّ أن تدخل الجنّة؟ » قلت: نعم فداك أبي، قال: « فاقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينيك، واستحي من الله حقّ الحياء »، قال: قلت: يا رسول الله، كلّنا نستحيي من الله، قال: « ليس كذلك الحياء، ولكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى، والجوف وما وعى، والرأس وما حوى ».

[١٠٠١٨] ١٠ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « الحياء خير كلّه ».

[١٠٠١٩] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « الحياء شعبة من الإيمان. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والجفاء من البذاء، والبذاء في النار ».

[١٠٠٢٠] ١٢ - ونظرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، إلى رجل يغتسل بحيث يراه الناس، فقال: « أيّها الناس أن الله يحبّ من عباده الحياء والستر، فأيكم اغتسل فليتوار من الناس، فإن الحياء زينة الإسلام ».

[١٠٠٢١] ١٣ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الحياء

__________________

٩ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٧.

(١) في المصدر: عبد، والظاهر هو الصحيح، راجع تقريب التهذيب ج ٢ ص ٣٣٨، وفي ترجمة أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي أن وهب بن عبد الله يروي عنه راجع تهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٧٠.

١٠ - ١٢ - الأخلاق: مخطوط.

١٣ - مصباح الشريعة ص ٥١٠.

٤٦٢

نور جوهره صدر الإيمان، وتفسيره التثبت عند كلّ شئ ينكره التوحيد والمعرفة، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : (الحياء والإيمان، فقيّد الحياء بالإيمان)(١) والإيمان بالحياء، وصاحب الحياء خير كلّه، ومن حرم الحياء فهو شرّ كلّه، وإن تعبّد وتورّع، وأن خطوة يتخطى(٢) في ساحات هيبة الله بالحياء منه إليه، خير له(٣) من عبادة سبعين سنة، والوقاحة صدر النفاق (والشقاق و)(٤) الكفر.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إذا لم تستح فاعمل ما شئت، أي إذا فارقت الحياء فكلّ ما عملت من خير وشرّ فأنت به معاقب، وقوّة الحياء من الحزن والخوف، والحياء مسكن الخشية، والحياء أوّله الهيبة (وآخره الرؤية)(٥) ، وصاحب الحياء مشتغل بشأنه، معتزل من الناس، مزدجر عمّا هم فيه، ولو تركوا صاحب الحياء ما جالس أحداً.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إذا أراد الله بعبد خيراً الهاه عن محاسنه، وجعل مساويه بين عينيه، وكرهه مجالسة المعرضين عن ذكر الله، والحياء خمسة أنواع: حياء ذنب، وحياء تقصير، وحياء كرامة، وحياء حبّ، وحياء هيبة، ولكل واحد من ذلك أهل، ولأهله مرتبة على حدة ».

[١٠٠٢٢] ١٤ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن

__________________

(١) في المصدر: الحياء من الإيمان.

(٢) وفيه: تتخطأ.

(٣) له: ليست في المصدر.

(٤) في المصدر: وصدر النفاق.

(٥) ما بين القوسين ليس في المصدر.

١٤ - تحف العقول ص ٢٩١.

٤٦٣

الحكم، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال له: « يا هشام، رحم الله من استحيى من الله حق الحياء، فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر الموت والبلى، وعلم أنّ الجنّة محفوفة بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات ».

[١٠٠٢٣] ١٥ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ حييّاً، لا يُسأل شيئاً إلّا أعطاه.

[١٠٠٢٤] ١٦ - وعنه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أشدّ حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.

[١٠٠٢٥] ١٧ - محمد بن علي الفتال في روضة الواعظين: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « الإيمان عريان ولباسه الحياء ».

[١٠٠٢٦] ١٨ - وعن الصادقعليه‌السلام ، قال: « ثلاث من لم يكن فيه، فلا يرجى خيره أبداً: من لم يخش الله في الغيب، ولم يرعو(١) عند الشيب، ولم يستح من العيب ».

[١٠٠٢٧] ١٩ - وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « ما كان الحياء في شئ قطّ(١) إلّا زانه، ولا كان الفحش في شئ قطّ إلّا شانه ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إنّ لكلّ دين خلقاً، وخلق

__________________

١٥، ١٦ - مكارم الأخلاق ص ١٧.

١٧ - روضة الواعظين ص ٤٦٠.

١٨ - روضة الواعظين ص ٤٦٠.

(١) ارعوى عن الشرّ: كفّ عنه (لسان العرب ج ١٤ ص ٣٢٨).

١٩ - روضة الواعظين ص ٤٦٠.

(١) في المخطوط: « قطّ في شئ » وما أثبتناه من المصدر.

٤٦٤

الإسلام الحياء ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « الحياء(٢) من الإيمان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « قلّة الحياء كفر ».

وقيل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أوصني؟ قال: « أستحي من الله، كما تستحي من الرجل الصالح من قومك ».

[١٠٠٢٨] ٢٠ - عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، أنه قال: « ما بقي من أمثال الأنبياءعليهم‌السلام ، إلّا كلمة: إذا لم تستح فاصنع(١) ما شئت، وأنّها في بني أميّة ».

[١٠٠٢٩] ٢١ - نهج البلاغة: في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسنعليهما‌السلام : « والحياء سبب إلى كلّ جميل ».

[١٠٠٣٠] ٢٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « الحياء شعبة من الإيمان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إذا لم تستح فافعل ما شئت ».

__________________

(٢) في المصدر زيادة: من الأحياء.

٢٠ - روضة الواعظين ص ٤٦٠.

(١) في المصدر: فاعمل.

٢١ - نهج البلاغة: الوصية في ج ٣ ص ٤٢ ح ٣١، لكنها خالية من هذه القطعة، وأخرجها في البحار ج ٧٧ ص ٢١١ عن كتاب الوصايا.

٢٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٥٩ ح ٩٠ و ٩١.

٤٦٥

٩٤ -( باب عدم جواز الحياء في أحكام الدين)

[١٠٠٣١] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « خمس لو شدّت إليها المطايا حتى ينضين(١) لكان يسيراً: لا يرجو العبد إلّا ربّه، ولا يخاف إلّا ذنبه، ولا يستحي الجاهل أن يتعلّم، ولا يستحي العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: الله أعلم، ومنزلة الصبر من الايمان، كمنزلة الرأس من الجسد ».

[١٠٠٣٢] ٢ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « ليس من أخلاق المؤمن التملّق ولا الحسد، إلّا في طلب العلم ».

[١٠٠٣٣] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال لأبي جعفر محمد بن النعمان: « يا ابن النعمان، لا تطلب العلم لثلاث: لترائي به، ولا لتباهي به، ولا لتماري، ولا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل، وزهادة في العلم، واستحياء من الناس ».

__________________

الباب ٩٤

١ - الجعفريات ص ٢٣٦.

(١) ينضين: يهزلن (مجمع البحرين ج ١ ص ٤١٨). وفي المصدر: يتعبن.

٢ - الجعفريات ص ٢٣٥.

٣ - تحف العقول ص ٢٣٠.

٤٦٦

الفهرست

فهرست أنواع الأبواب إجمالاً: ٣

أبواب وجوب الحج وشرائطه ٥

١ - ( باب وجوبه على كلّ مكلف مستطيع ). ٦

٢ - ( باب أنه يجب الحج على الناس في كلّ عام، وجوب كفائيا ). ١١

٣ - ( باب وجوب الج مع الشرائط، مرة واحدة في العمر، وجوباً عينياً ). ١٢

٤ - ( باب عدم جواز تعطيل الكعبة عن الحج ). ١٤

٥ - ( باب وجوب الحج مع لاستطاعة على الفور وتحريم تركه وتسويفه ). ١٥

٦ - ( باب ثبوت الكفر والارتداد بترك الحج وتسويفه، استخفافا أو جحودا ). ١٧

٧ - ( باب اشتراط وجوب الحجّ بوجود الاستطاعة من الزاد والرّاحلة مع الحاجة إليها، وتخلية السرب، والقدرة على المسير، وما يتوقف عليه، ووجوب شراء ما يحتاج إليه من أسباب السفر ). ١٨

٨ - ( باب اشتراط وجوب الحج بوجود كفاية عياله حتى يرجع إليهم وإلّا لم يجب، وحكم الرجوع إلى كفاية، وتقديم الحج على التزويج )  ٢٠

٩ - ( باب وجوب الحج على من بذل له زاد وراحلة ولو حماراً، ووجوب قبوله وإن استحيى، ويجزيه عن حجة الاسلام )  ٢١

١٠ - ( باب وجوب الحج على من أطاق المشي كلّا، أو بعضا وركوب الباقي، من غير مشقّة زائدة ). ٢١

١١ - ( باب اشتراط وجوب الحج بالبلوغ والعقل ). ٢٢

١٢ - ( باب أنّ الصبي إذا حجّ أو حجّ به لم يجزه عن حجة الاسلام، ووجب عليه عند البلوغ مع الاستطاعة )  ٢٣

١٣ - ( باب اشتراط وجوب الحج والعمرة بالحرية، فلا يجبان على المملوك حتى يعتق، ويستحبان له مع إذن المالك )  ٢٣

١٤ - ( باب أن المملوك إذا حجّ مرّة أو مراراً ثم أُعتق، وجب عليه حجة الإسلام مع الشرائط ). ٢٣

١٥ - ( باب أن المملوك إذاحج فأدرك أحد الموقفين معتقاً أجزأه عن حجة الإسلام ). ٢٤

١٦ - ( باب أن المستطيع إذا حجّ جمالا أو أجيرا أو مجتازا بمكة أو تاجرا، أجزأه ذلك عن حجة الاسلام ). ٢٤

١٧ - ( باب أن المسلم المخالف للحق إذا حجّ ثم استبصر لم يجب عليه إعادة الحج، بل يستحب، إلّا أن يخل بركن منه فتجب الإعادة )  ٢٤

١٨ - ( باب وجوب استنابة الموسر في الحج، إذا منعه مرض، أو كبر أو عدوّ أو غير ذلك ). ٢٥

٤٦٧

١٩ - ( باب أن من أوصى بحجة الاسلام وجب اخراجها من الأصل، فإن كان عليه دين وقصرت التركة قسمت عليهما بالحصص، وإن أوصى بغير حجّة الاسلام كانت من الثلث، وإن أوصى أن يحج عنه رجل معين تعيّن إن أمكن ). ٢٦

٢٠ - ( باب أنّ من أوصى بحج واجب وعتق وصدقة،وجب الابتداء بالحج، فإن بقي شئ صرف في العتق والصدقة )  ٢٧

٢١ - ( باب استحباب اختيار المشي في الحج على الركوب، والحفاء على الانتعال، إلّا ما استثني ). ٢٨

٢٢ - ( باب من نذر الحج ماشيا أو حافيا أو حلف عليه وجب، فإن عجز أجزأه أن يحج راكبا ويسوق بدنة استحبابا، وأنّ كلّ من نذر شيئاً وعجز سقط عنه )  ٣٢

٢٣ - ( باب أن من نذر الحج ماشيا فمرّ في المعبر، فعليه القيام فيه ). ٣٣

٢٤ - ( باب استحباب التطوّع بالحج والعمرة، مع عدم الوجوب ). ٣٣

٢٥ - ( باب الإخلاص في نيّة الحجّ، وبطلانه مع قصد الرياء ). ٤٤

٢٦ - ( باب استحباب اختيار الحج المندوب، على غيره من العبادات المندوبة إلّا ما استثني ). ٤٤

٢٧ - ( باب استحباب اختيار الحج المندوب على الصدقة بنفقته وبأضعافها، وعدم إجزاء الصدقة عن الحج الواجب )  ٤٤

٢٨ - ( باب استحباب اختيار الحج على الجهاد مع غير الإمام ). ٤٥

٢٩ - ( باب استحباب تكرار الحج والعمرة بقدر القدرة ). ٤٦

٣٠ ( باب استحباب الحج والعمرة عينا في كلّ عام وادمانهما ولو بالاستنابة ). ٤٨

٣١ - ( باب تأكد استحباب عود الموسر إلى الحج في كلّ خمس سنين بل أربع، سنين وكراهة تركه أكثر من ذلك )  ٥٠

٣٢ - ( باب استحباب التطوّع بالحج ولو بالاستدانة لمن يملك ما فيه وفاء، وعدم وجوب الحج لمن عليه دين إلّا أن يفضل عن دينه ما يقوم بالحج )  ٥٠

٣٣ - ( باب وجوب كون نفقة الحج والعمرة حلالا واجبا وندبا، وجواز الحج بجوائز الظالم، ونحوها مع عدم العلم بتحريمها بعينها )  ٥١

٣٤ - ( باب استحباب كثرة الإنفاق في الحج ). ٥٢

٣٥ - ( باب استحباب نيّة العود إلى الحج عند الخروج من مكة ). ٥٢

٣٦ - ( باب أنه لا يشترط في وجوب الحج على المرأة وجود محرم لها، بل الأمن على نفسها، ولا يجوز لوليّها مع ذلك أن يمنعها، ويستحب لها استصحاب محرم مع الإمكان ). ٥٣

٣٧ - ( باب أنه لا يشترط إذن الزوج للمرأة في الخروج إلى الحج الواجب، ويشترط إذنه في المندوب، استحباب استئذان الولد أبويه في الحج المندوب )  ٥٤

٣٨ - ( باب جواز حجج المطلقة في عدّتها مطلقاً إن كان الحج واجبا وعدم جواز التطوع منها به في العدة الرجعية بدون إذن الزوج )  ٥٤

٣٩ - ( باب جواز حجّ المرأة في عدة الوفاة ). ٥٥

٤٦٨

٤٠ - ( باب استحباب قراءة الحج كلّ ثلاثة أيام مرة، وعمّ كلّ يوم مرة، وقول (ما شاء الله) ألف مرة متتابعة، وغيرها لمن أراد أن يرزقه الله الحج )  ٥٥

٤١ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب وجوب الحج وشرائطه ). ٥٩

أبواب النيابة في الحج. ٦٢

١ - ( باب استحباب الحج مباشرة على وجه النيابة، واستحباب اختياره على الاستنابة فيه ). ٦٢

٢ - ( باب أن من أوصى بحجة الاسلام بعد استقرارها، وجب أن تقضى عنه من بلده، فإن لم تبلغ التركة فمن حيث بلغ ولو من الميقات، وكذا من أوصى بمال معين فقصر عن الكفاية وكان الحج ندبا، ومن مات في الطريق حجّ عنه من حيث مات ). ٦٣

٣ - ( باب أنه يشترط في النائب أن لا يكون عليه حجّ واجب، وحكم حجّ نائبا مع وجوب الحج عليه ). ٦٤

٤ - ( باب جواز استنابة الصرورة مع عدم وجوب الحج عليه ). ٦٤

٥ - ( باب جواز استنابة الرجل عن المرأة، والمرأة عن الرجل، واستحباب اختيار الإنسان الحج من ماله على النيابة )  ٦٤

٦ - ( باب أن من أُعطي مالاً يحج به ففضل منه لم يجب رده، ويجوز له الإنفاق منه في غير الحج إذا ضمن الحجّ )  ٦٥

٧ - ( باب أن النائب إذا مات بعد الإحرام ودخول الحرم أجزأت عن المنوب عنه وإذا أفسد الحج أجزأ عن الميت ولزم النائب الإعادة من ماله، وحكم ما لو مات قبل الإحرام ودخول الحرم ). ٦٦

٨ - ( باب استحباب تسمية النائب المنوب عنه في المواطن، والدعاء له، وعدم وجوب ذلك ). ٦٦

٩ - ( باب جواز طواف النائب عن نفسه، وعن غيره، بعد الفراغ من الحج الذي استنيب فيه ). ٦٧

١٠ - ( باب حكم من أُعطي مالا ليحجّ عن انسان، فحج عن نفسه ). ٦٧

١١ - ( باب استحباب التطوع بالحج العمرة والعتق، عن المؤمنين وخصوصاً الأقارب أحياء، وأمواتاً، وعن المعصومين عليهم‌السلام أحياء وأمواتاً )  ٦٨

١٢ - ( باب جواز التشريك بين اثنين بل جماعة كثيرة، في الحجة المندوبة ). ٧١

١٣ - ( باب استحباب التطوع بطواف وركعتين وزيارة عن جميع المؤمنين، ثم يجوز أن يخبر كلّ أحد أنه قد طاف وصلى وزار عنه )  ٧١

١٤ - ( باب جواز إعطاء غير المستطيع، من الزكاة ما يحج به ). ٧٢

١٥ - ( باب أنه يستحب للحي أن يستنيب في الحج المندوب، وإن قدر عليه، وجواز تعدد النائب في عام واحد )  ٧٢

أبواب أقسام الحج. ٧٤

١ - ( باب أن الحج ثلاثة أقسام: تمتع، وقران، وإفراد، لا يصح الحج إلّا على أحدها ). ٧٤

٢ - ( باب كيفية أنواع الحج، وجملة من أحكامها ). ٧٤

٤٦٩

٣ - ( باب وجوب حجّ التمتع عينا على من لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام ). ٨٢

٤ - ( باب استحباب اختيار حجّ التمتع على القران والإفراد، حيث لا يجب قسم بعينه، وإن حجّ ألفا وألفا، وإن كان قد اعتمر في رجب أو رمضان، أو إن كان مكيا، أو مجاورا سنين، واستحباب اختيار القران على الإفراد إذا لم يجز له التمتع ). ٨٥

٥ - ( باب استحباب العدول عن احرام الحج إلى عمرة التمتع لن لم يسق الهدي، ولم يتعين عليه الإفراد، ولم يلبّ بعد الطواف )  ٨٧

٦ - ( باب وجوب القران أو الإفراد على أهل مكّة، ومن كان بينه وبينها دون ثمانية وأربعين ميلا، وعدم اجزاء التمتع له عن حجة الاسلام )  ٨٧

٧ - ( باب حكم من أقام بمكة سنتين ثم استطاع، متى ينتقل فرضه إلى القران أو الإفراد؟ ومن أين يحرم بالحج والعمرة؟ وحكم من كان له منزلان قريب وبعيد )  ٨٩

٨ - ( باب وجوب كون الإحرام بعمرة التمتع في أشهر الحج، واختصاص وجوب الهدي بالتمتع ). ٨٩

٩ - ( باب أن أشهر الحج هي: شوال وذو القعدة وذو الحجة، لا يجوز الإحرام بالحج ولا بعمرة التمتع إلّا فيها )  ٩٠

١٠ - ( باب استحباب الاشعار والتقليد وجملة من أحكامهما ). ٩٢

١١ - ( باب جواز تقديم المتمتع طواف الحج وسعيه، على الوقوف للمضطر ). ٩٥

١٢ - ( باب من اعتمر في أشهر الحج ثم أقام إلى وقت الحج، جاز أن يجعلها متعة ). ٩٥

١٣ - ( باب جواز طواف القارن والمفرد تطوعا بعد الإحرام قبل الوقوف، واستحباب تجديد التلبية بعد كلّ طواف )  ٩٥

١٤ - ( باب كيفية حجّ الصبيان والحج بهم، وجملة من أحكامهم ). ٩٦

١٥ - ( باب استحباب كون احرام التمتع بالحج يوم التروية، ويجوز في غيره بحيث يدرك المناسك ). ٩٦

١٦ - ( باب وجوب عدول المتمتع إلى الافراد مع الاضطرار خاصة، كضيق الوقت، وحصول الحيض، وسقوط الهدي مع العدول )  ٩٧

١٧ - ( باب وجوب الاتيان بعمرة التمتع وحجة في عام واحد، وعدم جواز الخروج من مكّة قبل الإحرام بالحج، فإن خرج وعاد بعد شهر أعاد العمرة )  ٩٨

١٨ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب أقسام الحج ). ٩٩

أبواب المواقيت.. ١٠٠

١ - ( باب تعيين المواقيت التي يجب الاحرام منها ). ١٠٠

٢ - ( باب حدود العقيق التي يجوز الاحرام منها ). ١٠٢

٣ - ( باب استحباب الاحرام من أوّل العقيق ). ١٠٣

٤ - ( باب حدّ مسجد الشجرة ). ١٠٣

٥ - ( باب أنّ من كان به علة من أهل المدينة أو ممّن مرّ بها، جاز له تأخير الاحرام إلى الجحفة ). ١٠٣

٤٧٠

٦ - ( باب عدم انعقاد الإحرام قبل الميقات إلّا ما استثني، فلا يجب عليه ما يجب على المحرم وإن لبّى وأشعر وقلّد، ويجوز له الرجوع، وكذا من أحرم بالحج في غير أشهر الحج ). ١٠٥

٧ - ( باب جواز الاحرام قبل الميقات، لمن أراد العمرة في رجب ونحوه وخاف تضيّقه ). ١٠٥

٨ - ( باب أن من ترك الاحرام ولو نسيانا أو جهلا، وجب عليه العود إلى الميقات والاحرام منه، فإن تعذّر أو ضاق الوقت فإلى أدنى الحل، فإن أمكن الزيادة فعل، فإن تعذّر فمن مكانه ). ١٠٦

٩ - ( باب أن كلّ من مرّ بميقات وجب عليه الاحرام منه، وإن كان من غير أهله ). ١٠٦

١٠ - ( باب عدم جواز تجاوز الميقات اختيارا بغير احرام، فإن خاف على نفسه أخرّه إلى الحرم ). ١٠٧

١١ - ( باب أن من كان منزله دون الميقات إلى مكّة، يحرم من منزله ). ١٠٧

١٢ - ( باب وجوب الاحرام بحج التمتع من مكّة، وأفضله المسجد، أفضله عند المقام ). ١٠٨

١٣ - ( باب أنّ من كان بمكّة وأراد العمرة، يخرج إلى الحلّ فيحرم من الجعرانة، أو الحديبية أو ما أشبهها )  ١٠٩

١٤ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب المواقيت ). ١٠٩

أبواب آداب السفر إلى الحج وغيره ١١٢

١ - ( باب عدم جواز السفر في غير الطاعات والمباحات، وعدم واز السياحة والترهّب ). ١١٢

٢ - ( باب استحباب السفر في الطاعات والمهمّ من العبادات، حيث لا يجب ). ١١٣

٣ - ( باب استحباب اختيار السبت للسفر، دون الجمعة والأحد ). ١١٥

٤ - ( باب كراهة اختيار الأربعاء للسفر وطلب الحوائج، وخصوصا في آخر الشهر ). ١١٦

٥ - ( باب ما يستحب اختياره من أيام الأسبوع للحوائج ). ١١٧

٦ - ( باب استحباب اختيار يوم الخميس، أو ليلة الجمعة، أو يومها بعد صلاة الجمعة، للسفر ). ١١٨

٧ - ( باب استحباب ترك التطير، والخروج يوم الأربعاء ونحوه خلافا على أهل الطيرة ). ١١٩

٨ - ( باب استحباب السير في آخر الليل، أو في الغداة والعشي، وكراهة السير في أول الليل ). ١١٩

٩ - ( باب كراهة السفر والقمر في برج العقرب ). ١٢٠

١٠ - ( باب استحباب الوصيّة لمن أراد السفر، والغسل والدعاء ). ١٢٠

١١ - ( باب تحريم العمل بعلم النجوم وتعلّمه، إلّا ما يهتدى به في برّ أو بحر ). ١٢١

١٢ - ( باب استحباب افتتاح السفر بالصدقة، وجواز السفر بعدها في الأوقات المكروهة، واستحباب كونها عند وضع الرجل في الركاب )  ١٢٤

١٣ - ( باب استحباب حمل العصا من لوز مرّ في السفر، وما يستحب قراءته حينئذٍ ). ١٢٦

١٤ - ( باب استحباب حمل العصا في السفر والحضر، والصغر والكبر ). ١٢٦

١٥ - ( باب استحباب صلاة ركعتين أو أربع ركعات، عند إرادة السفر، وجمع العيال، والدعاء بالمأثور ). ١٢٦

١٦ - ( باب استحباب قيام المسافر على باب داره، وقراءة الفاتحة أمامه، وعن يمينه، وعن شماله، وآية الكرسي كذلك، والمعوذتين والاخلاص كذلك، والدعاء بالمأثور ). ١٢٩

٤٧١

١٧ - ( باب استحباب التسمية عند الركوب، والدعاء بالمأثور، وتذكر نعمة الله بالدواب، والامساك بالركاب )  ١٣٤

١٨ - ( باب استحباب ذكر الله وتسبيحه وتهليله في المسير، والتسبيح عند الهبوط، والتكبير عند الصعود، والتهليل والتكبير عند كلّ شرف )  ١٣٨

١٩ - ( باب استحباب الدعاء بالمأثور في المسير ). ١٣٩

٢٠ - ( باب استحباب الاستعاذة والاحتجاب، بالذكر والدعاء وتلاوة آية الكرسي، في المخاوف ). ١٤٠

٢١ - ( باب ما يستحب اختياره للسفر وقضاء الحوائج من أيام الشهر، وما يكره فيه ذلك ). ١٤٥

٢٢ - ( باب استحباب تشييع المسافر وتوديعه ). ٢٠٥

٢٣ - ( باب استحباب الدعاء للمسافر عند وادعه ). ٢٠٦

٢٤ - ( باب كراهة الوحدة في السفر، واستحباب رفيق واحد، أو اثنين مع الحاجة إلى الزيادة ). ٢٠٨

٢٥ - ( باب أنه يستحب للمسافر مرافقة من يتزيّن به، ومن يرفق به، ومن يعرف حقّه ). ٢١٠

٢٦ - ( باب استحباب جمع الرفقاء نفقتهم وإخراجها ). ٢١١

٢٧ - ( باب استحباب كون الرفقاء أربعة، وكراهة زيادتهم على سبعة مع عدم الحاجة، وكراهة سبق الرفيق حتى يغيب عن البصر )  ٢١١

٢٨ - ( باب استحباب الاستعانة على السفر بالحداء والشعر، دون الغناء وما فيه خنا ). ٢١٢

٢٩ - ( باب استحباب صلاة ركعتين والدعاء لردّ الضالّة ). ٢١٣

٣٠ - ( باب استحباب اتخاذ السُفر (*) في السفر والتنوق (**) فيها، وكون حلقها حديدا لا صفرا ). ٢١٥

٣١ - ( باب استحباب حمل المسافر إلى الحج والعمرة وغيرهما - إلّا زيارة الحسين عليه‌السلام - أطيب الزاد كاللوز، والسكر، ونحوه والإكثار من حمل الماء )  ٢١٥

٣٢ - ( باب استحباب حمل المسافر معه جميع ما يحتاج إليه من السلاح والآلات والأدوية، وخصوصا السيف والترس ورماح القنا والقسي العربية، لا الفارسية وجواز دفع اللص ونحوه ولو بالقتال ). ٢١٦

٣٣ - ( باب استحباب استصحاب التربة الحسينية في السفر، وتقبيلها ووضعها على العينين والدعاء بالمأثور )  ٢١٧

٣٤ - ( باب استحباب استصحاب الخواتيم العقيق والفيروزج في السفر ). ٢١٧

٣٥ - ( باب استحباب معونة المسافر، وخدمة الرفيق في السفر ). ٢١٨

٣٦ - ( باب أنه يستحب أن يخلف الحاج والمعتمر بخيرفي الأهل والمال ). ٢١٩

٣٧ - ( باب كراهة التعريس على ظهر الطريق، والنزول في بطون الأودية، فإنّها مدارج السباع ومأوى الحيّات )  ٢١٩

٣٨ - ( باب خصال الفتوة والمروّة في السفر والحضر ). ٢٢٠

٣٩ - ( باب استحباب الاستعاذة والدعاء بالمأثور، عند خوف السبع ). ٢٢٤

٤٠ - ( باب استحباب النسل في المشي ). ٢٢٥

٤٧٢

٤١ - ( باب جملة ممّا يستحب للمسافر استعماله من الآداب ). ٢٢٦

٤٢ - ( باب استحباب التيامن لمن ضلّ عن الطريق، وأن ينادي: يا صالح أرشدونا، وفي البحر: يا حمزة أو غير ذلك )  ٢٢٧

٤٣ - ( باب استحباب الدعاء بالمأثور، عند الإشراف على المنزل وعند النزول ). ٢٢٩

٤٤ - ( باب استحباب المبادرة بالسلام على الحاج والمعتمر إذا قدموا، ومصافحتهم وتعظيمهم ومعانقتهم، وتقبيل ما بين أعينهم وأفواههم وأعينهم ووجوههم، وتهنئتهم، والدعاء لهم ). ٢٣١

٤٥ - ( باب كراهة الحج والعمرة على الإبل الجلّالات ). ٢٣٢

٤٦ - ( باب استحباب سرعة العود إلى الأهل، وكراهة سبق الحاج وجعل المنزلين منزلاً، إلّا مع كون الأرض مجدبة )  ٢٣٢

٤٧ - ( باب كراهة ركوب البحر في هيجانه، وركوبه للتجارة ). ٢٣٣

٤٨ - ( باب استحباب الدعاء بالمأثور لمن ركب البحر ). ٢٣٣

٤٩ - ( باب كراهة سرعة المشي، ومدّ اليدين عنده، والتبختر فيه ). ٢٣٦

٥٠ - ( باب الخروج إلى النزهة، وإلى الصيد ). ٢٣٨

٥١ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب آداب سفر الحج وغيره ). ٢٣٩

أبواب أحكام الدواب في السفر وغيره ٢٤٨

١ - ( باب استحباب اقتناء الخيل وإكرامها ). ٢٤٨

٢ - ( باب استحباب التوسعة في الانفاق على الخيل ). ٢٥٢

٣ - ( باب استحباب استسمان الدابة ). ٢٥٣

٤ - ( باب استحباب اختيار البرذون والبغل على اقتناء الحمار ). ٢٥٤

٥ - ( باب ما يستحب اختياره من ألوان الخيل والبغال والحمير والإبل، وما يكره منها ). ٢٥٤

٦ - ( باب استحباب اختيار المركب الهنئ، وكراهة الإقتصار على المركب السوء ). ٢٥٧

٧ - ( باب حقوق الدابة الواجبة والمندوبة ). ٢٥٧

٨ - ( باب كراهة ضرب الدابة على وجهها وغيره ولعنها ). ٢٦٠

٩ - ( باب جواز وسم المواشي في آذانها وغيرها، وكراهة وسمها في وجوهها ). ٢٦٢

١٠ - ( باب جواز ضرب الدابة عند تقصيرها في المشي مع قدرتها، وحكم ضربها عند العثار والنفار، واستحباب الدعاء عند العثار بالمأثور )  ٢٦٣

١١ - ( باب استحباب التواضع ووضع الرأس على القربوس، عند اختيال الدابة ). ٢٦٤

١٢ - ( باب ما يستحب أن يقول من استصعبت عليه دابته أو نفرت، أو أراد أن يلجمها ). ٢٦٤

١٣ - ( باب استحباب ركوب الحمار تواضعا ). ٢٦٧

١٤ - ( باب استحباب تأديب الخيل وسائر الدواب، وإجرائها لغرض صحيح لا لمجرّد اللهو، وجواز أخذ السابق ما يجعل له بشروطه )  ٢٧١

١٥ - ( باب كراهة المشي مع الراكب لغير حاجة، وخفق النعال خلف الرجل لغير حاجة ). ٢٧٢

٤٧٣

١٦ - ( باب جواز التعاقب على الدابة، وركوب اثنين عليها مترادفين، وكراهة ركوب ثلاثة ). ٢٧٢

١٧ - ( باب كراهة ركوب النساء السروج ). ٢٧٤

١٨ - ( باب استحباب شراء الإبل بقدر الحاجة والتجمل، وكراهة إكثارها ). ٢٧٤

١٩ - ( باب استحباب اختيار الإناث من الإبل على الذكور، والضأن من الغنم على المعز ). ٢٧٦

٢٠ - ( باب استحباب امتهان الإبل وتذليلها، وذكر اسم الله عليها ). ٢٧٦

٢١ - ( باب كراهة تخطّي القطار، والحج والعمرة على الإبل الجلالة، وعدم جواز ركوب الجلال قبل الاستبراء )  ٢٧٧

٢٢ - ( باب كراهة الحذر من العدوي، وكراهة الصفر للدابة وغيرها ). ٢٧٧

٢٣ - ( باب استحباب اقتناء الغنم وإكرامها، واختيارها على الإبل ). ٢٧٨

٢٤ - ( باب استحباب اتخاذ شاة حلوب في المنزل، أو شاتين، أو بقرة ). ٢٨١

٢٥ - ( باب استحباب اتخاذ الحمام في المنزل ). ٢٨٢

٢٦ - ( باب تأكد استحباب اتخاذ الحمام الراعبي في المنزل، وفت الخبز للحمام ). ٢٨٣

٢٧ - ( باب استحباب اختيار الحمام الأخضر والأحمر للإمساك في البيت، وأن من قتل الحمام غضباً استحبّ له الكفارة عن كلّ حمامة بدينار )  ٢٨٤

٢٨ - ( باب جواز تزويج الذكر من الطير والبهائم بابنته وأمه، واستحباب الإعراض عنها وقت السفاد ). ٢٨٥

٢٩ - ( باب جواز اخصاء الدواب، وكراهة التحريش بينها، إلّا الكلاب ). ٢٨٥

٣٠ - ( باب استحباب اتخاذ الديك والدجاج في المنزل ). ٢٨٦

٣١ - ( باب استحباب اكرام الخطّاف، وهو الصنونو ). ٢٨٧

٣٢ - ( باب استحباب الديك الأبيض الأفرق، واختياره على الطاووس، واختيار الحمام المنمّر عليهما ). ٢٨٧

٣٣ - ( باب استحباب اتخاذ الورشان، وسائر الدواجن في البيت ). ٢٨٩

٣٤ - ( باب كراهة اتخاذ الفاختة في الدار، واستحباب ذبحها أو اخراجها ). ٢٩١

٣٥ - ( باب كراهة اتخاذ الكلب في الدار، إلّا أن يكون كلب صيد، أو ماشية، أو يضطر إليه، ويغلق دونه الباب )  ٢٩٢

٣٦ - ( باب كراهة اتخاذ الكلب، الأسود والأحمر والأبلق والأبيض ). ٢٩٣

٣٧ - ( باب كراهة الأكل مع حضور الكلب إلّا أن يطعم أو يطرد ). ٢٩٤

٣٨ - ( باب جواز قتل كلب الهراش ). ٢٩٥

٣٩ - ( باب جواز قتل الحيات، والنمل، والذر، وسائر المؤذيات، وكراهة قتل حيّات البيوت مع عدم الخوف )  ٢٩٦

٤٠ - ( باب استحباب اتخاذ الزرع ثم الغنم ثم البقر ثم النخل، واختيار الجميع على الإبل، وكل منها على لا حقه )  ٢٩٨

٤٧٤

٤١ - ( باب كراهة كون الإبل محمولة معقولة ). ٢٩٩

٤٢ - ( باب استحباب دفن الدابة التي تكرّر الحجّ عليها إذا ماتت، وكراهة ضربها ). ٣٠٠

٤٣ - ( باب أنه يكره أن تعرقب الدابة إن حرنت في أرض العدو، بل تذبح، ويكره أن ينزى حمار على عتيقة )  ٣٠٠

٤٤ - ( باب عدم جواز قتل الهرة والبهيمة، إلّا ما استثني ). ٣٠١

٤٥ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب أحكام الدواب في السفر وغيره ). ٣٠٤

أبواب أحكام العشرة في السفر والحضر ٣٠٨

١ - ( باب وجوب عشرة الناس حتى العامة، بأداء الأمانة، وإقامة الشهادة، والصدق، واستحباب عيادة المرضى، وشهود الجنائز، وحسن الجوار، والصلاة في المساجد ). ٣٠٨

٢ - ( باب استحباب حسن المعاشرة، والمجاورة، والمرافقة ). ٣١٤

٣ - ( باب كيفية المعاشرة مع أصناف الإخوان ). ٣١٧

٤ - ( باب استحباب توسيع المجلس خصوصا في الصيف، فيكون بين كلّ اثنين مقدار عظم الذراع صيفاً، ومعونة المحتاج والضعيف )  ٣١٨

٥ - ( باب استحباب ذكر الرجل بكنيته حاضراً، وباسمه غائباً، وتعظيم الأصحاب ومناصحتهم ). ٣٢٠

٦ - ( باب كراهة الانقباض من الناس ). ٣٢٠

٧ - ( باب استحباب استفادة الإخوان والأصدقاء، والألفة بهم، وقبول العتاب ). ٣٢١

٨ - ( باب استحباب صحبة العاقل الكريم، اجتناب الأحمق اللئيم ). ٣٢٣

٩ - ( باب استحباب اجتماع الإخوان، ومحادثتهم ). ٣٢٣

١٠ - ( باب استحباب صحبة خيار الناس، والقديم من الأصدقاء، واجتناب صحبة شرارهم والحذر حتى من أوثقهم )  ٣٢٥

١١ - ( باب استحباب قبول النصح، وصحبة الإنسان من يعرّفه عيبه نصحاً، لا من يستره عنه غشاً ). ٣٢٨

١٢ - ( باب استحباب مصادقة من يحفظ صديقه ولا يسلمه ). ٣٢٨

١٣ - ( باب استحباب مواساة الإخوان بعضهم لبعض ). ٣٣٠

١٤ - ( باب كراهة مواخاة الفاجر والأحمق والكذّاب ). ٣٣٢

١٥ - ( باب كراهة مشاركة العبيد، والسفلة والفجار في الأمر ). ٣٣٣

١٦ - ( باب تحريم مصاحبة الكذّاب، والفاسق، والبخيل، والأحمق وقاطع الرحم، ومحادثتهم ومرافقتهم، لغير ضرورة أو تقيّة )  ٣٣٤

١٧ - ( باب كراهة مجالسة الأنذال والأغنياء ومحادثة النساء ). ٣٣٦

١٨ - ( باب كراهة دخول موضع التهمة ). ٣٣٨

١٩ - ( باب استحباب توقّي فراسة المؤمن ). ٣٣٩

٢٠ - ( باب استحباب مشاورة أصحاب الرأي ). ٣٤٠

٤٧٥

٢١ - ( باب استحباب مشاورة التقي العاقل، الورع الناصح الصّديق، واتباعه وطاعته وكراهة مخالفته ). ٣٤٢

٢٢ - ( باب وجوب نصح المستشير ). ٣٤٥

٢٣ - ( باب جواز مشاورة الإنسان من دونه ). ٣٤٦

٢٤ - ( باب كراهة مشاورة النساء إلّا بقصد المخالفة، واستحباب مشاورة الرجال ). ٣٤٦

٢٥ - ( باب كراهة مشاورة الجبان، والحريص، والبخيل، والعبيد، والسفلة، والفاجر ). ٣٤٨

٢٦ - ( باب تحريم مجالسة أهل البدع، وصحبتهم ). ٣٤٨

٢٧ - ( باب جملة ممّن ينبغي اجتناب معاشرتهم وترك السلام عليهم ). ٣٤٩

٢٨ - ( باب استحباب التحبب إلى الناس، والتودّد إليهم ). ٣٥٢

٢٩ - ( باب استحباب مجاملة الناس، ولقائهم بالبشر، واحترامهم، وكفّ اليد عنهم ). ٣٥٣

٣٠ - ( باب أنّه يستحب لمن أحبّ مؤمناً أن يخبره بحبّه له ). ٣٥٤

٣١ - ( باب استحباب الابتداء بالسلام، وتقديمه على الكلام، وكراهة العكس، واستحباب ترك إجابة كلام من عكس، وترك دعاء من لم يسلّم إلى الطعام )  ٣٥٤

٣٢ - ( باب استحباب السلام وكراهة تركه، ووجوب ردّ السلام، واستحباب اختيار الابتداء على الردّ )  ٣٥٧

٣٣ - ( باب استحباب إفشاء السلام، وإطابة الكلام ). ٣٦٠

٣٤ - ( باب استحباب التسليم على الصبيان ). ٣٦٣

٣٥ - ( باب استحباب التحميد على الإسلام، والعافية عند رؤية الكافر والمبتلى، من غير أن يسمع المبتلى )  ٣٦٣

٣٦ - ( باب أنه لا بدّ من الجهر بالسلام وبالردّ، بحيث يسمع المخاطب ). ٣٦٤

٣٧ - ( باب كيفية السلام، وما يستحب اختياره من صيغه ). ٣٦٥

٣٨ - ( باب استحباب إعادة السلام ثلاثاً مع عدم الرد والإذن، ويجزئ المخاطب أن يردّ مرّة واحدة ). ٣٦٦

٣٩ - ( باب كيفية ردّ السلام على الحاضر والغائب ). ٣٦٧

٤٠ - ( باب استحباب تسليم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والمار على القاعد، والراكب على الماشي، وراكب البغل على راكب الحمار، وراكب الفرس على راكب البغل ). ٣٧٠

٤١ - ( باب أنّه إذا سلّم واحد على الجماعة أجزأ عنهم، وإذا ردّ واحد من الجماعة أجزأ عنهم ). ٣٧١

٤٢ - ( باب جواز تسليم الرجل على النساء، وكراهته على الشابة، وجواز ردّهن عليه ). ٣٧٢

٤٣ - ( باب تحريم التسليم على الكفار، وأصحاب الملاهي، ونحوهم إلّا لضرورة، وكيفيّة الردّ عليهم ). ٣٧٣

٤٤ - ( باب عدم جواز دخول البيت من غير إذن ولا إشعار ولا تسليم، واستحباب تسليم الإنسان على نفسه إن لم يكن في البيت أحد )  ٣٧٤

٤٧٦

٤٥ - ( باب استحباب التسليم عند القيام من المجلس ). ٣٧٧

٤٦ - ( باب استحباب الاغضاء عن الإخوان، وترك مطالبتهم بالإنصاف ). ٣٧٨

٤٧ - ( باب استحباب تسميت العاطس المسلم وإن بعد ). ٣٧٩

٤٨ - ( باب كيفيّة التسميت والردّ ). ٣٨٠

٤٩ - ( باب جواز تسميت الصبي المرأة إذا عطست ). ٣٨٢

٥٠ - ( باب استحباب العطاس، وكراهية العطسة القبيحة، وما زاد على الثلاث ). ٣٨٣

٥١ - ( باب استحباب تكرار التسميت ثلاثاً، عند توالي العطاس، من غير زيادة ). ٣٨٤

٥٢ - ( باب استحباب التحميد لمن عطس أو سمعه، ووضع الأصبع على الأنف ). ٣٨٤

٥٣ - ( باب استحباب الصلاة على محمد وآله، لمن عطس أو سمعه ). ٣٨٧

٥٤ - ( باب جواز تسميت الذمي إذا عطس، والدعاء له بالهداية والرحمة ). ٣٨٩

٥٥ - ( باب جواز الاستشهاد على صدق الحديث باقترانه بالعطاس ). ٣٨٩

٥٦ - ( باب استحباب إجلال ذي الشيبة المؤمن، وتوقيره وإكرامه ). ٣٩٠

٥٧ - ( باب استحباب إكرام الكريم والشريف ). ٣٩٣

٥٨ - ( باب كراهة اباء الكرامة، كالوسادة والطيب والمجلس ). ٣٩٦

٥٩ - ( باب انه من جالس أحداً فائتمنه على حديث، لم يجز له أن يحدث به إلّا بإذنه، إلّا ثقة، أو ذكراً له بخير، أو شهادة على فعل حرام بشروطها )  ٣٩٧

٦٠ - ( باب انه إذا اجتمع ثلاثة، كره أن يناجي اثنان دون الثالث ). ٣٩٨

٦١ - ( باب كراهة اعتراض المسلم في حديثه ). ٣٩٩

٦٢ - ( باب ما يستحب من كيفية الجلوس، وما يكره منها ). ٣٩٩

٦٣ - ( باب استحباب جلوس الإنسان دون مجلسه تواضعاً، والجلوس على الأرض، وفي أدنى المجلس إليه إذا جلس )  ٤٠٢

٦٤ - ( باب استحباب استقبال القبلة في كلّ مجلس ). ٤٠٥

٦٥ - ( باب جواز الاحتباء، ولو في ثوب واحد يستر العورة ). ٤٠٥

٦٦ - ( باب استحباب المزاح والضحك، من غير إكثار ولا فحش ). ٤٠٦

٦٧ - ( باب كراهة القهقهة، واستحباب الدعاء بعدها بعدم المقت، واستحباب التبسم ). ٤١٣

٦٨ - ( باب كراهة الضحك من غير عجب ). ٤١٤

٦٩ - ( باب كراهة كثرة المزاح والضحك ). ٤١٥

٧٠ - ( باب استحباب التبسم في وجه المؤمن ). ٤١٧

٧١ - ( باب استحباب الصبر على أذى الجار وغيره ). ٤١٨

٧٢ - ( باب وجوب كفّ الأذى عن الجار ). ٤٢٠

٧٣ - ( باب استحباب حسن الجوار ). ٤٢٤

٧٤ - ( باب استحباب إطعام الجيران، ووجوبه مع الضرورة ). ٤٢٧

٤٧٧

٧٥ - ( باب كراهة مجاورة جار السوء ). ٤٢٨

٧٦ - ( باب ان حدّ الجوار الذي يستحب مراعاته، أربعون داراً من كلّ جانب ). ٤٣٠

٧٧ - ( باب استحباب الرفق بالرفيق في السفر، والإقامة لأجله ثلاثاً إذا مرض، وإسماع الأصمّ من غير تضجّر )  ٤٣١

٧٨ - ( باب استحباب التكاتب في السفر، ووجوب ردّ جواب الكتاب ). ٤٣١

٧٩ - ( باب استحباب الابتداء في الكتاب بالبسملة وكونها من أجود الكتابة، ولا يمدّ الباء حتى يرفع السين )  ٤٣١

٨٠ - ( باب استحباب استثناء مشيّة الله في الكتاب، في كلّ موضع يناسب ). ٤٣٣

٨١ - ( باب استحباب تتريب الكتاب ). ٤٣٤

٨٢ - ( باب عدم جواز إحراق القراطيس بالنار، إذا كان فيها قرآن أو اسم الله، إلّا في الضرورة والخوف، وجواز غسلها وتخريقها ومحوها لحاجة بطاهر، لا بنجس ولا بالقدم، وكراهة محوها بالبزاق ). ٤٣٥

٨٣ - ( باب انه يستحب للإنسان أن يقسم لحظاته بين أصحابه بالسوية، وأن لا يمدّ رجله بينهم، وأن يترك يده عند المصافحة حتى يقبض الآخر يده )  ٤٣٦

٨٤ - ( باب استحباب سؤال الصاحب والجليس، عن اسمه وكنيته ونسبه وحاله، وكراهة تركه ). ٤٣٩

٨٥ - ( باب كراهة ذهاب الحشمة بين الإخوان بالكلية، والاسترسال والمبالغة في الثقة ). ٤٣٩

٨٦ - ( باب استحباب اختبار الإخوان، بالمحافظة على الصلوات والبرّ بإخوانهم، ومفارقتهم مع الخلوّ منها )  ٤٤٠

٨٧ - ( باب استحباب حسن الخلق مع الناس ). ٤٤٠

٨٨ - ( باب استحباب الألفة بالناس ). ٤٤٩

٨٩ - ( باب استحباب كون الإنسان هيّناً ليّناً ). ٤٥٠

٩٠ - ( باب استحباب طلاقة الوجه وحسن البشر ). ٤٥١

٩١ - ( باب وجوب الصدق ). ٤٥٣

٩٢ - ( باب استحباب الصدق في الوعد، ولو انتظر سنة ). ٤٥٧

٩٣ - ( باب استحباب الحياء ). ٤٦٠

٩٤ - ( باب عدم جواز الحياء في أحكام الدين ). ٤٦٦

٤٧٨

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605