إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ١ . و قد حكى اللّه تعالى منازل هارون من موسى في قوله جلّ إسمه : هارون أخي . أشدد به أزري . و أشركه في أمري . كي نسبّحك كثيرا . و نذكرك كثيرا . إنّك كنت بنا بصيرا ٢ .
« فلمّا نظر القوم إلى ذلك » أي : مجيء الشجرة إليه .
« قالوا علوّا و استكبارا » عن قبول الحقّ .
« فمرها فليأتك نصفها ، و يبقى نصفها » هكذا في النسخ ٣ ، و كأنّ فيها سقطا ، و أنّ الأصل : فمرها فلترجع إلى مكانها . فأمرها فرجعت ، فقالوا : فمرها فليأتك نصفها و يبقى نصفها . كما لا يخفى .
« فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال ، و أشدّه دوّيا » و صوتا ٤ .
« فقالوا كفرا و عتوا فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه » في مكانه الأوّل .
« كما كان » منضما بنصفه الآخر .
« فأمره صلى اللّه عليه و آله فرجع » كما كان ، و روى الجزري في ( كامله ) و في ( أسده ) ،
و البلاذري في ( أنسابه ) ، و الكراجكي في ( كنزه ) ٥ حديث الشجرة بطريق آخر أخصر ، و الظاهر كونه قضيّة أخرى ، قال الأوّل في ( كامله ) : و من المستهزئين بالنبيّ صلى اللّه عليه و آله ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ، كان شديد العداوة ، لقي النبيّ صلى اللّه عليه و آله ، فقال : يابن أخي ، بلغني عنك أمر ، و لست بكذاب ، فان صرعتني ،
علمت أنّك صادق ولم يكن يصرعه أحد فصرعه النبيّ صلى اللّه عليه و آله ثلاث مرّات و دعاه النبيّ صلى اللّه عليه و آله إلى الإسلام ، فقال : لا أسلم حتّى تدعو هذه الشجرة . فقال لها
ـــــــــــــــــ
( ١ ) هذا الحديث المتواتر المعروف بحديث المنزلة مرّ تخريجه في العنوان ١٣ من هذا الفصل .
( ٢ ) طه : ٣٠ ٣٥ .
( ٣ ) كذا في نهج البلاغة ٢ : ١٥٩ ، و شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٥٦ ، و شرح ابن ميثم ٤ : ٣٠٨ .
( ٤ ) أسقط الشارح هنا شرح فقرة « فكادت تلتّف برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله » .
( ٥ ) الكامل لابن الأثير ٢ : ٧٥ ، و أسد الغابة ٢ : ١٨٨ ، و أنساب الأشراف الأشراف ١ : ١٥٥ ، و كنز الفوائد للكراجكي : ٩٤ .