عنه عليه السّلام عن أبيه عن النّبيّ صلى اللّه عليه و آله قال : إنّ الدّنيا تسع البرّ و الفاجر حتّى يبعث اللّه امام الحقّ من آل محمّد صلى اللّه عليه و آله ١ .
و ممّا يدل على أنّ مراده عليه السّلام بالخائف المغمور : القائم المنتظر صلوات اللّه عليه شهرة ذلك من أيّام الصحابة و التابعين ، قال الجاحظ في ( بيانه ) : كتب مسلمة بن عبد الملك إلى يزيد بن المهلّب ( لمّا خرج على يزيد بن عبد الملك ) :
« إنّك و اللّه ما أنت بصاحب هذا الأمر ، صاحب هذا الأمر مغمور موتور ، و أنت مشهور غير موتور » ٢ .
و المغمور : المخفي في الجمع ، من قولهم : دخلت في غمار النّاس . أي :
كثرتهم و زحمتهم ، و هو في مقابل المشهور كما يفهم من كلام مسلمة .
« لئلاّ تبطل حجج اللّه و بيّناته » و في روايتي الكليني المتقدّمتين : « كيلا تبطل حججك و لا يضلّ أولياؤك بعد إذ هديتهم » ٣ .
« و كم ذا و أين أولئك » و في رواية ( العقد ) : « و كم رأينا » ٤ . و في روايتي الكليني المتقدّمتين « بل أين هم و كم هم » ٥ . و كيف كان فروى ( الكافي ) عن الأصبغ قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السّلام فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض ، فقلت :
يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكّرا تنكت في الأرض ، أرغبة منك فيها ؟ فقال : لا و اللّه ما رغبت فيها ، و لا في الدّنيا يوما قطّ ، و لكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي الّذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما ، تكون له غيبة و حيرة يضلّ فيها أقوام و يهتدي فيها
ـــــــــــــــــ
( ١ ) المقاتل لأبي الفرج : ٤٤ ضمن حديث .
( ٢ ) البيان و التبيين للجاحظ ٢ : ٢٦٨ .
( ٣ ) الكافي ١ : ٣٣٥ ، ٣٣٩ و لفظ الثانية « حجّتك » .
( ٤ ) لفظ العقد الفريد ٢ : ٦٩ مثل المصرية أيضا إلاّ أن « أولئك » لم يتكرّر فيه .
( ٥ ) الكافي للكليني ١ : ٣٣٥ ، ٣٣٩ و لفظ الاولى « أين هم و كم » .