بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٢

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 605

  • البداية
  • السابق
  • 605 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110213 / تحميل: 5675
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

إليك، فقير إلى ما في يديك، وأنت غني عنه، وأنت به خبير عليم( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (١) ( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) (٢) ( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) (٣) ( وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) (٤) ».

[١٤٦٨٤] ٨ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انه شكا إليه رجل قلة الرزق، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ادم الطهارة يدم عليك الرزق » ففعل الرجل ذلك فوسع عليه الرزق.

[١٤٦٨٥] ٩ - وفي درر اللآلي العمادية: عن عبد الله بن سلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من توضأ لكل حدث، ولم يكن دخالا على النساء في البيوتات، ولم يكن يكتسب مالا بغير حق، رزق من الدنيا بغير حساب ».

[١٤٦٨٦] ١٠ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في الجنة: رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخصه: ان رجلا جاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: يا رسول الله، اني كنت غنيا فافتقرت، وصحيحا فمرضت، وكنت مقبولا عند الناس فصرت مبغوضا، وخفيفا على قلوبهم فصرت ثقيلا، وكنت فرحانا فاجتمعت علي الهموم، وقد ضاقت علي الأرض بما رحبت، وأجول طول نهاري في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوت به، كأن اسمي قد محي من ديوان الأرزاق - إلى أن قال - فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اتق الله وأخلص ضميرك، وادع بهذا الدعاء، وهو دعاء الفرج:

بسم الله الرحمن الرحيم: إلهي طموح الآمال قد خابت الا لديك،

__________________

(١، ٤) الطلاق ٦٥ الآية ٣، ٢.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) الانشراح ٩٤ الآية ٦.

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٨.

٩ - درر اللآلي ج ١ ص ٦.

١٠ - الجنة الواقية « المصباح » ص ٩٥ « الهامش » وعنه في البحار ج ٩٥ ص ٢٠٣ ح ٣٧.

٤١

ومعاكف الهمم قد تقطعت الا عليك، ومذاهب العقول قد سمت الا إليك، فإليك الرجاء، واليك الملتجأ، يا أكرم مقصود، ويا أجود مسؤول، هربت إليك نفسي يا ملجأ الهاربين، باثقال الذنوب احملها على ظهري، وما أجد لي إليك شافعا سوى معرفتي بأنك أقرب من رجاه الطالبون، ولجأ إليه المضطرون، وأمل ما لديه الراغبون، يا من فتق العقول بمعرفته، وأطلق الألسن بحمده، وجعل ما امتن به على عباده كفاية لتأدية حقه، صل على محمد وآله، ولا تجعل للهموم على عقلي سبيلا، ولا للباطل على عملي دليلا، وافتح لي بخير الدنيا(١) يا ولي الخير » فلما دعا به الرجل وأخلص النية عاد إلى ( حسن الإجابة )(٢) .

١٣ -( باب كراهة زيادة الاهتمام بالرزق)

[١٤٦٨٧] ١ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: باسناده إلى الصدوق، عن محمد ابن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري(١) ، عن حفص بن غياث النخعي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة، ان دانيالعليه‌السلام كان في زمن ملك جبار، فاخذه وطرحه في الجب وطرح معه السباع لتأكله، فلم تدن إليه، فأوحى الله تعالى جلت عظمته إلى نبي من أنبيائه ( صلوات الله عليهم ): ان ائت دانيال بطعام، قال: يا رب وأين دانيال؟ قال: تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فيدلك عليه، فخرج فانتهى به الضبع إلى ذلك الجب، فإذا بدانيالعليه‌السلام فيه فأدلى له الطعام، فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه والحمد لله الذي يجزي بالاحسان احسانا وبالصبر نجاة، ثم قال أبو عبد الله

__________________

(١) في المصدر زيادة: والآخرة.

(٢) في المصدر والبحار: أحسن حالاته.

الباب ١٣

١ - قصص الأنبياء ص ٢٣٥، وعنه في البحار ج ١٤ ص ٣٦٢ ح ٤.

(١) في المصدر: المقرئ.

٤٢

صلوات الله عليه: أبي الله أن يجعل أرزاق المؤمنين(٢) الا من حيث لا يحتسبون، وأبي الله ان يقبل شهادة لأوليائه في دولة الظالمين ».

[١٤٦٨٨] ٢ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا بن مسعود، لا تهتمن(١) للرزق، فان الله تعالى يقول: ( وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها )(٢) وقال: ( وفي السماء رزقكم وما توعدون )(٣) وقال: ( وان يمسسك اله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير )(٤) ».

[١٤٦٨٩] ٣ - الديلمي في ارشاد القلوب عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب رجل يغسل قميصه وليس(١) له بدل، ورجل لم يطبخ على مطبخ قدرين، ورجل كان عنده قوت يوم ولم يهتم لغد ».

١٤ -( باب كراهة كثرة النوم والفراغ)

[١٤٦٩٠] ١ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما انقض النوم لعزائم الأمور(١) ! ».

__________________

(٢) في المصدر: المتقين.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٤٥٥.

(١) في المصدر: لا تهتم.

(٢) هود ١١ الآية ٦.

(٣) الذاريات ٥١ الآية ٢٢.

(٤) الانعام ٦ الآية ١٧.

٣ - إرشاد القلوب ص ١٩٦.

(١) في المصدر: ولم يكن.

الباب ١٤

١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٦٢ رقم ٢٣٦ و ج ٣ ص ٢٥٨ رقم ٤٤٠.

(١) في المصدر: اليوم.

٤٣

[١٤٦٩١] ٢ - الآمدي في الغرر: عنهعليه‌السلام قال: « ( ويح النائم )(١) ما أخسره! قصر عمله(٢) وقل أجره ».

وقالعليه‌السلام : « بئس الغريم النوم، يفني قصير العمر، ويفوت كثير الاجر »(٣) .

[١٤٦٩٢] ٣ - العياشي في تفسيره: عن ابن أبي حمزة قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ان أباك أخبرنا بالخلف من بعده، فلو أخبرتنا به، فاخذ بيدي فهزها ثم قال: «( مَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ) (١) قال: فخفقت، فقال: مه، لا تعود عينيك كثرة النوم، فإنها أقل شئ في الجسد شكرا ».

وباقي اخبار الباب تقدم في أبواب التعقيب.

١٥ -( باب كراهة الكسل في أمور الدنيا والآخرة)

[١٤٦٩٣] ١ - كتاب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « اني لأبغض الرجل يكون كسلان عن امر دنياه، فهو عن امر آخرته أكسل ».

ورواه في دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام مثله(١) .

__________________

٢ - غرر الحكم ج ٢ ص ٢٨٢ ح ٣٠.

(١) في المصدر: ويل للنائم.

(٢) في المصدر: عمره.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤٢ ح ٣٣.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٥.

(١) التوبة ٩ الآية ١١٥.

الباب ١٥

١ - كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٣.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤ ح ٢.

٤٤

[١٤٦٩٤] ٢ - الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « للكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم ».

[١٤٦٩٥] ٣ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الكسل يفسد الآخرة ».

وقالعليه‌السلام (١) : « آفة النجح الكسل ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « من دام كسله خاب أمله »(٣) .

وقالعليه‌السلام (٤) : « من التواني يتولد الكسل ».

١٦ -( باب كراهة الضجر والمنى)

[١٤٦٩٦] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار(١) ، عن فضالة بن أيوب، عن ( عجلان أبي صالح )(٢) قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ( صلوات الله عليهما ) في حديث: « وإياك والكسل والضجر، فان أبي بذلك كان يوصيني، وبذلك كان يوصيه أبوه، وكذلك في صلاة الليل، انك إذا

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٣٢.

٣ - غرر الحكم: (١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٠٨ ح ٥٣.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٢٣ ح ٢٦٣.

(٣) في المصدر زيادة: وساء عمله.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٢٦ ح ٣٦.

الباب ١٦

١ - أمالي المفيد ص ١٨١ ح ٤.

(١) كان في السند زيادة: « عن علي »وهي مقحمة.

(٢) في الطبعة الحجرية: « عجلان ابن أبي صالح »وما أثبتناه من المصدر.

٤٥

كسلت لم تؤد إلى ( أحد حقا )(٣) ، وعليك بالصدق والورع وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف ».

[١٤٦٩٧] ٢ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: نقلا من رسائل الكلينيرحمه‌الله : باسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لولده الحسنعليه‌السلام : إياك والاتكال على المنى، فإنها بضائع النوكى(١) ، وتثبط(٢) عن الآخرة والدنيا ».

وقالعليه‌السلام : « أشرف الغنى ترك المنى ».

[١٤٦٩٨] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تمني الا في خير كثير ».

[١٤٦٩٩] ٤ - وبهذا الاسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تمنى شيئا هو لله تعالى رضى، لم يمت من الدنيا حتى يعطاه ».

[١٤٧٠٠] ٥ - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال: « إذا تمنى أحدكم، فليكن مناه في الخير وليكثر، فان الله واسع كريم ».

__________________

(٣) في المصدر: الله حقه.

٢ - كشف المحجة ص ١٦٧.

(١) النوكى: جمع أنوك وهو الأحمق ( لسان العرب - نوك - ج ١٠ ص ٥٠١ ).

(٢) في الطبعة الحجرية: « ومطل » وما أثبتناه من المصدر.

(٣) نفس المصدر: لم نجده، ورواه في نهج البلاغة ج ٣ ص ١٥٩ رقم ٣٤ وعنه في البحار ج ٧٣ ص ١٦٦.

٣ - الجعفريات ص ١٥٤.

٤ - المصدر السابق ص ١٥٤.

٥ - المصدر السابق ص ١٥٥.

٤٦

[١٤٧٠١] ٦ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام كما في نسخة الشهيدرحمه‌الله ، قال: « من تمنى شيئا من فضول الدنيا، من مراكبها وقصورها أو رياشها، عنى نفسه، ولم يشف غيظه، ومات بحسرته ».

[١٤٧٠٢] ٧ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام أنه قال لعبد الله بن جندب في وصيته له: « ولا تنظر [ الا ](١) إلى ما عندك، ولا تتمن ما لست تناله فان من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع ».

[١٤٧٠٣] ٨ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « الأماني شيمة الحمقى ».

وقالعليه‌السلام : « الأماني بضائع النوكى، والآمال غرور الحمقاء »(١) .

وقالعليه‌السلام : « الأماني همة الجهال »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « الأماني تخدعك، وعند الحقائق تخذلك »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « إياك والمنى، فإنها بضائع النوكى »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « أقبح العي الضجر »(٥) .

[١٤٧٠٤] ٩ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن رسول الله ( صلى الله

__________________

٦ - الجعفريات: لم نجده في نسختنا.

٧ - تحف العقول ص ٢٢٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٨ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ١٨ ح ٤٩٠.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٤ ح ٦٨١ و ٦٨٢.

(٢) نفس المصدر ص ٢٣ « الطبعة الحجرية ».

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٥٤ ح ١٤٩١، وفيه « تدعك » بدل « تخذلك ».

(٤) نفس المصدر

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ١٧٨ ح ٨٦.

٩ - تحف العقول ص ٢٩.

٤٧

عليه وآله )، أنه قال لرجل من بني تميم: « ولا تضجر، فان الضجر يمنعك من الآخرة والدنيا » الخبر.

١٧ -( باب استحباب العمل في البيت للرجل والمرأة)

[١٤٧٠٥] ١ - عبد الله بن جعفر في قرب الإسناد عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله، عن أبيهعليهما‌السلام قال: « تقاضى علي وفاطمة صلوات الله عليهما إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الخدمة، فقضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب، وقضى على عليعليه‌السلام بما خلفه قال: فقالت فاطمةعليهما‌السلام : فلا يعلم ما داخلني من السرور الا الله، بكفائي(١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحمل رقاب الرجال ».

[١٤٧٠٦] ٢ - جامع الأخبار: عن عليعليه‌السلام قال: « دخل علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمةعليه‌السلام جالسة عند القدر، وأنا أنقي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: اسمع(١) وما أقول الا ما امر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها الا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه الله من الثواب ما أعطاه الله الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسىعليهم‌السلام ، يا علي من كان في خدمة عياله(٢) في البيت ولم يأنف، كتب الله اسمه في ديوان الشهداء، وكتب الله [ له ](٣) بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة.

__________________

الباب ١٧

١ - قرب الإسناد ص ٢٥.

(١) في المصدر باكفائي.

٢ - جامع الأخبار ص ١١٩.

(١) في المصدر زيادة: مني.

(٢) في المصدر: العيال.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٤٨

يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم، وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل الله، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة.

يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفئ غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال الا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة ».

١٨ -( باب استحباب مرمة(*) المعاش، واصلاح المال)

[١٤٧٠٧] ١ - ثقة الاسلام في الكافي عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفر، أنه قال: « قال الحسن بن عليعليهما‌السلام في حديث واستثمار المال تمام المروءة ».

[١٤٧٠٨] ٢ - أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن محمد بن القاسم الأنباري، عن أحمد بن عبيد، عن عبد الرحيم بن قيس الهلالي، عن العمري، عن أبي حمزة السعدي، عن أبيه قال: أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى الحسن بن عليعليهما‌السلام فقال فيما أوصى به إليه: « يا بني لا فقر أشد من الجهل - إلى أن قال - وليس للمؤمن بد من أن

__________________

الباب ١٨

(*) الرم: اصلاح ما فسد ولم ما فرق ( النهاية ج ٢ ص ٢٦٨ ).

١ - الكافي ج ١ ص ١٥ ح ١٢.

٢ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٤٥.

٤٩

يكون شاخصا في ثلاث: مرمة لمعاش، وخطوة لمعاد، ولذة في غير محرم ».

[١٤٧٠٩] ٣ - الصدوق في معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، رفعه عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام للحسن ابنهعليه‌السلام : « يا بني، ما المروءة؟ فقال العفاف واستصلاح(١) المال ».

[١٤٧١٠] ٤ - نهج البلاغة: في وصيته للحسنعليه‌السلام : « وحفظ ما في يدك، أحب إلي من طلب ما في يد غيرك ».

[١٤٧١١] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لله(١) لمناجاته، وساعة لامر المعاش، وساعة لمعاشرة الاخوان الثقات »، الخبر.

١٩ -( باب استحباب الاقتصاد، وتقرير المعيشة)

[١٤٧١٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث: وما عال امرؤ في اقتصاد ».

[١٤٧١٣] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أراد الله

__________________

٣ - معاني الأخبار ص ٢٥٧ ح ٤.

(١) في المصدر: اصلاح.

٤ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٨ رقم ٣١.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٥.

(١) في المصدر: منه.

الباب ١٩

١ - الجعفريات ص ١٤٩.

٢ - المصدر السابق ص ١٤٩.

٥٠

بأهل بيت خير فقههم في الدين، ورزقهم الرفق في معايشهم، والقصد في شأنهم »، الخبر.

[١٤٧١٤] ٣ - العياشي في تفسيره: عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ ) (١) قال: فضم يده، وقال هكذا، فقال:( وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ) (٢) وبسط راحته وقال: « هكذا ».

[١٤٧١٥] ٤ - وعن عجلان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث ذكر فيه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى قميصه السائل، قال: « فأدبه الله على القصد فقال:( وَلَا تَجْعَلْ ) » الآية.

[١٤٧١٦] ٥ - وعن عامر بن جذاعة قال: دخل على أبي عبد اللهعليه‌السلام رجل فقال: يا أبا عبد الله، قرضا إلى ميسرة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إلى غلة تدرك » فقال: لا والله، فقال: « إلى تجارة تؤدى »، فقال: لا والله، قال: « فإلى عقدة تباع » فقال: لا والله، فقال: « فأنت إذا ممن جعل الله له في أموالنا حقا » فدعا أبو عبد اللهعليه‌السلام بكيس فيه دراهم، فادخل يده فناوله قبضة ثم قال: « اتق الله، ولا تسرف ولا تقتر، وكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، قال الله تعالى:( وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ) (١) (٢) ان الله تعالى لا يعذب على القصد ».

[١٤٧١٧] ٦ - وعن علي بن جذاعة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « اتق الله، ولا تسرف ولا تقتر، وكن بين ذلك قواما، ان التبذير من

__________________

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٩ ح ٦٠.

(١) الاسراء ١٧ الآية ٢٩.

(٢) الاسراء ١٧ الآية ٢٩.

٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨٩ ح ٥٩.

٥ - المصدر السابق ج ٢ ص ٢٨٨ ح ٥٦.

(١) الاسراء ١٧ الآية ٢٦.

(٢) في المصدر زيادة: وقال.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٨ ح ٥٥.

٥١

الاسراف، وقال الله تعالى:( وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ) (١) ان الله لا يعذب على القصد ».

[١٤٧٢٨] ٧ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ان المؤمن أخذ من الله أدبا، إذا وسع عليه اقتصد، وإذا اقتر عليه اقتصر ».

[١٤٧١٩] ٨ - كتاب حسين بن عثمان: عمن ذكره وغير واحد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لا يصلح المرء الا على ثلاث(١) : التفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة ».

[١٤٧٢٠] ٩ - أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: عن عيسى بن موسى قال: قال الصادقعليه‌السلام : « يا عيسى، المال مال الله، جعله ودائع عند خلقه، وأمرهم أن يأكلوا منه قصدا، ويشربوا منه قصدا ويلبسوا منه قصدا، وينكحوا منه قصدا، ويركبوا منه قصدا، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين، فمن تعدى ذلك كان [ ما ](١) أكله حراما، وما شرب منه حراما، وما لبسه(٢) منه حراما، وما نكحه(٣) منه حراما، وما ركبه(٤) منه حراما ».

[١٤٧٢١] ١٠ - القطب الراوندي في القصص: باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد

__________________

(١) الاسراء ١٧ الآية ٢٦.

٧ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٨ - كتاب حسين بن عثمان ص ١٠٨.

(١) في المصدر زيادة: خصال.

٩ - عدة الداعي: لم نجده، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠٣ ص ١٦ ح ٧٤ عن اعلام الدين ص ٨٤، علما بأن الأحاديث التي تسبقه منقولة عن عدة الداعي فتأمل.

(١) أثبتناه من البحار.

(٢) في الطبعة الحجرية: ألبسه، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الطبعة الحجرية: أنكحه، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) في الطبعة الحجرية: أركبه، وما أثبتناه من المصدر.

١٠ - قصص الراوندي ص ١٩٩.

٥٢

ابن عيسى، عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « قال لقمان لابنه في حديث: وكن مقتصدا، ولا تمسكه تقتيرا، ولا تعطه تبذيرا ».

[١٤٧٢٢] ١١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وليكن نفقتك على نفسك وعيالك قصدا، فإن الله يقول:( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ) (١) والعفو: الوسط، وقال الله تعالى:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ) (٢) إلى آخره، وقال العالمعليه‌السلام : ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر ».

[١٤٧٢٣] ١٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الكمال كل الكمال الفقه(١) في الدين، والصبر على النائبة، والتقدير في المعيشة ».

[١٤٧٢٤] ١٣ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الاقتصاد ينمي القليل ».

وقالعليه‌السلام : « الاقتصاد ينمي اليسير »(١) .

وقالعليه‌السلام : « الاقتصاد نصف المؤونة »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « لن يهلك من اقتصد »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « ليس في الاقتصاد تلف »(٤) .

__________________

١١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٤.

(١) البقرة ٢ الآية ٢١٩.

(٢) الفرقان ٢٥ الآية ٦٧.

١٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٥٥ ح ٩٦٩.

(١) في المصدر: التفقه.

١٣ - غرر الحكم ج ١ ص ١٥ ح ٣٨٩.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢١ ح ٥٦٧.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٢ ح ٦١٥.

(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٢ ح ٤٤.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٦ ح ٦١.

٥٣

وقالعليه‌السلام : « من لم يحسن الاقتصاد أهلكه الاسراف »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « من اقتصد خفت عليه المؤن »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « من اقتصد(٧) في الغنى والفقر، فقد استعد لنوائب الدهر »(٨) .

وقالعليه‌السلام : « من صحب الاقتصاد، دامت صحبة الغنى له، وجبر الاقتصاد فقره وخلله »(٩) .

وقالعليه‌السلام : « من المروّة ان تقتصد(١٠) فلا تسرف، وتعد فلا تخلف »(١١) .

٢٠ -( باب وجوب الكد على العيال من الرزق الحلال)

[١٤٧٢٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ما غدوة أحدكم في سبيل الله، بأعظم من غدوته يطلب لولده وعياله ما يصلحهم ».

[١٤٧٢٦] ٢ - الصدوق في الهداية: روي: ان الكاد على عياله من حلال، كالمجاهد في سبيل الله.

[١٤٧٢٧] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واعلم أن نفقتك على نفسك وعيالك

__________________

(٥) غرر الحكم ج ٢ ص ٦٤١ ح ٥٥١.

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٤٩ ح ٦٧٠.

(٧) في المصدر: قصد.

(٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٠٨ ح ١٣٨٣.

(٩) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١٨ ح ١٤٦٣.

(١٠) في المصدر: تقصد.

(١١) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٣٤ ح ١٤٠.

الباب ٢٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥ ح ٩.

٢ - الهداية ص ١٢.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٤.

٥٤

صدقة، والكاد على عياله من حل، كالمجاهد في سبيل الله ».

[١٤٧٢٨] ٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من طلب الدنيا حلالا، استعفافا عن المسألة، وسعيا على عياله، وتعطفا على جاره، لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر ».

[١٤٧٢٩] ٥ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « الكاد على عياله، كالمجاهد في سبيل الله ».

[١٤٧٣٠] ٦ - وفي درر اللآلي: عن ثوبان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل دينار، دينار أنفقه الرجل على عياله، ودينار أنفقه على دابته في سبيل الله، ودينار أنفقه على أصحابه في سبيل الله، ثم قال: وأي رجل أعظم أجرا، من رجل سعى على عياله صغارا، يعفهم ويغنيهم الله به! ».

[١٤٧٣١] ٧ - مجموعة الشهيدرحمه‌الله : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « ومن سعى في نفقة عياله ووالديه، فهو كالمجاهد في سبيل الله ».

٢١ -( باب استحباب شراء العقار، وكراهة بيعه الا ان يشتري بثمنه بدله، وكون العقارات متفرقة)

[١٤٧٣٢] ١ - البحار، عن دلائل الطبري: بإسناده عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: حدثني أبي، عن جدهعليه‌السلام : « ان بائع الضيعة ممحوق(١) ، ومشتريها مرزوق ».

__________________

٤ - لب اللباب: مخطوط.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٨ ح ٧٣.

٦ - درر اللآلي ج ١ ص ١٥.

٧ - مجموعة الشهيد: مخطوط.

الباب ٢١

١ - البحار ج ١٠٢ ص ٦٩ ح ٢٧ عن دلائل الإمامة ص ١٥١.

(١) المحق: النقصان وذهاب البركة ( لسن العرب - محق - ج ١٠ ص ٣٣٨ ).

٥٥

[١٤٧٣٣] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قيل: يا رسول الله اي المال خير؟ - إلى أن قال - فأي المال بعد البقر(١) أفضل؟ قال: الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، نعم المال النخل، من باعها فلم يخلف مكانها، فان ثمنها بمنزلة رماد على رأس شاهقة، اشتدت به الريح في يوم عاصف ».

٢٢ -( باب استحباب مباشرة كبار الأمور، كشراء العقار والرقيق والإبل، والاستنابة فيها سواها، واختيار معالي الأمور، وترك حقيرها)

[١٤٧٣٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، انه أوصى بعض أصحابه فقال: « لا تكن دوارا في الأسواق، ولا تل شراء دقائق الأشياء بنفسك، فإنه لا ينبغي(١) للمرء المسلم ذي الدين والحسب ان يشتري دقائق الأشياء بنفسه، خلا ثلاثة أشياء: الغنم، والإبل، والرقيق ».

[١٤٧٣٥] ٢ - ونظر علي(١) عليه‌السلام إلى رجل من أصحابه يحمل بقلا على يده، فقال: « انه يكره للرجل السري ان يحمل الشئ الدنئ، لئلا يتجرأ عليه ».

[١٤٧٣٦] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد قال:

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٤٦.

(١) في المصدر: البقرة.

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧ ح ١٨.

(١) في المصدر زيادة: لكم ولا.

٢ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٧ ح ١٨.

(١) ليس في المصدر.

٣ - الجعفريات ص ١٩٦.

٥٦

حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله عز وجل جواد يحب الجود ومعالي الأمور، ويكره سفسافها ».

٢٣ -( باب كراهة طلب الحوائج من مستحدث النعمة)

[١٤٧٣٧] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن داود الرقي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال: يا داود لئن تدخل يدك في فم التنين(١) إلى المرفق، خير لك من طلب الحوائج ممن لم يكن فكان ».

[١٤٧٣٨] ٢ - الشهيد في الدرة الباهرة: « عن الرضاعليه‌السلام ، أنه قال: « فوت الحاجة، أهون من طلبها إلى غير أهلها ».

[١٤٧٣٩] ٣ - وعن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال: « من ولده الفقر أبطره الغنى ».

٢٤ -( باب عدم جواز ترك الدنيا التي لا بد منها للآخرة، وبالعكس)

[١٤٧٤٠] ١ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: « كان لقمان يقول لابنه: يا بني ان الدنيا بحر وقد غرق فيها جبل كثير - إلى أن قال - يا

__________________

الباب ٢٣

١ - الاختصاص ص ٢٣٢، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٨٦ ح ١٥.

(١) التنين: ضرب من الحيات من أعظمها ( لسان العرب - تنن - ج ١٣ ص ٧٤ ).

٢ - الدرة الباهرة: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، ورواه في نهج البلاغة ج ٣ ص ١٦٥ رقم ٦٦، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ١٥٧ ح ٣٦.

٣ - المصدر السابق ص ٣٦، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٨٦ ح ١٨.

الباب ٢٤

١ - قصص الأنبياء ص ١٩١.

٥٧

بني خذ من الدنيا بلغة، ولا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك، ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس » الخبر.

[١٤٧٤١] ٢ - الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كفى بالمرء اثما أن يضيع من يقوت ».

[١٤٧٤٢] ٣ - الخزاز في كفاية الأثر: عن محمد بن وهبان، عن داود بن الهيثم، عن جده إسحاق بن بهلول، عن أبيه بهلول، عن طلحة بن زيد الرقي، عن الزبير ابن عطا، عن عمير بن ( هانئ العنسي )(١) ، عن جنادة بن أبي أمية، عن الحسن ابن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا »، الخبر.

[١٤٧٤٣] ٤ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد: عن محمد بن أبي عمير، عن ( علي الأحمسي )(١) ، عمن أخبره، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه كان يقول: « نعم العون الدنيا على الآخرة ».

٢٥ -( باب استحباب الاغتراب في طلب الرزق، والتبكير إليه، والاسراع في المشي)

[١٤٧٤٤] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٦٥.

٣ - كفاية الأثر ص ٢٢٧.

(١) في الطبعة الحجرية: « ماني العبسي » وفى المصدر « هانئ العيسى » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع تقريب التهذيب ج ٢ ص ٨٧ ح ٧٦٥ ).

٤ - كتاب الزهد ص ٥١ ح ١٣٦.

(١) في الطبعة الحجرية: « علي الأحمصي » وفى المصدر: « علي الأحمص » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع جامع الرواة ج ١ ص ٥٥٤ ).

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢ ح ١.

٥٨

أمير المؤمنينعليهم‌السلام : ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا أعسر أحدكم(١) فليضرب في الأرض يبتغي من فضل الله، ولا يغم نفسه(٢) ».

الجعفريات: باسناده، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٣) .

[١٤٧٤٥] ٢ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي بكر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن جعفر بن عبد الله، عن أخيه، عن محمد بن إسحاق بن جعفر، عن محمد بن هلال قال: قال لي أبوك جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : « إذا كانت لك حاجة فاغد فيها، فان الأرزاق تقسم قبل طلوع الشمس، وان الله تبارك وتعالى بارك لهذه الأمة في بكورها، وتصدق بشئ عند البكور، فان البلاء لا يتخطى الصدقة ».

[١٤٧٤٦] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بأسانيدها قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم بارك لامتي في بكورها: سبتها، وخميسها ».

[١٤٧٤٧] ٤ - القطب الراوندي في فقه القرآن: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ان الله تبارك وتعالى بارك لامتي في خميسها وسبتها، لأجل الجمعة ».

٢٦ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب مقدمات التجارة)

[١٤٧٤٨] ١ - ابن أبي الحديد في شرح النهج: عن أبي عمر قال: كان سلمان يسف الخوص وهو أمير على المدائن، ويبيعه ويأكل منه، ويقول: لا أحب ان آكل الا

__________________

(١) في المصدر زيادة: فليخرج من بيته.

(٢) في المصدر زيادة: وأهله.

(٣) الجعفريات ص ١٦٥.

٢ - أمالي المفيد ص ٥٣ ح ١٦.

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٤ ح ٤٩.

٤ - فقه القران ج ١ ص ١٤٧.

الباب ٢٦

١ - شرح النهج ج ١٨ ص ٣٥، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٣٩٠.

٥٩

من عمل يدي، وقد كان تعلم سف الخوص من المدينة.

[١٤٧٤٩] ٢ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج: في كتاب سلمان إلى عمر بن الخطاب، في جواب كتاب كتبه إليه إلى، ان قال: واما ما ذكرت اني أقبلت على سف الخوص واكل الشعير، فما هما مما يعير به مؤمن ويؤنب عليه، وأيم الله - يا عمر - لاكل الشعير، وسف الخوص، والاستغناء به عن رفيع المطعم والمشرب، وعن غصب مؤمن، وادعاء ما ليس له بحق، أفضل وأحب إلى الله عز وجل، وأقرب للتقوى، ولقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أصاب الشعير أكله وفرح به ولم يسخطه ..، الخبر.

[١٤٧٥٠] ٣ - أبو عمرو الكشي في رجاله: قال: كان محمد بن مسلم رجلا موسرا جليلا، فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : « تواضع » فأخذ قوصرة(١) فوضعها على باب المسجد، وجعل يبيع التمر، فجاء قومه فقالوا: فضحتنا، فقال: أمرني مولاي بشئ فلا أبرح حتى أبيع(٢) ، فقالوا: اما إذا أبيت الا هذا، فاقعد في الطحانين، ثم سلموا إليه رحى فقعد على بابه وجعل يطحن. قال أبو النضر: سألت عبد الله بن محمد بن خالد، عن محمد بن مسلم، فقال: كان رجلا شريفا موسرا، فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : « تواضع » فلما انصرف إلى الكوفة، اخذ قوصرة من تمر مع الميزان، وجلس على باب المسجد(٣) وجعل ينادي عليه، فأتاه قومه فقالوا: فضحتنا، فقال إن مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه، ولن أبرح حتى أفرغ من بيع(٤) هذه القوصرة، فقال له قومه: إذا أبيت

__________________

٢ - الاحتجاج ص ١٣١.

٣ - رجال الكشي ج ١ ص ٣٨٨ ح ٢٧٨.

(١) قوصرة: هي وعاء من قصب يعمل للتمر، ويشدد ويخفف ( النهاية - قوصر - ج ٤ ص ١٢١ )، وفى المصدر: قوصرة من تمر.

(٢) في المصدر زيادة: هذه قوصرة.

(٣) في المصدر زيادة: الجامع.

(٤) في المصدر زيادة: باقي.

٦٠

« و خفضوا أجنحتهم للمؤمنين » و الأصل فيه قوله تعالى : و اخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين ١ . و يعبّر في الفارسية عن خفض الجناح بقولهم : « شكسته بالي » .

« و كانوا أقواما مستضعفين » الجملة حال عن المؤمنين ، أي : مع كون المؤمنين قوما مستضعفين خفضوا الجناح لهم ، و كان شرفاء الكفّار يسمّون أولئك المؤمنين بالأنبياء : أراذلهم ، و كانوا متأذين من تقريب الأنبياء لهم ،

و يطلبون منهم طردهم حتّى قال لهم نوح ، كما حكى اللّه تعالى عنه : . . . و ما أنا بطارد الّذين آمنوا إنّهم ملاقوا ربّهم و لكنّي أراكم قوما تجهلون . و يا قوم من ينصرني من اللّه إن طردتهم أفلا تذكّرون . و لا أقول لكم عندي خزائن اللّه و لا أعلم الغيب و لا أقول إنّي ملك و لا أقول للّذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم اللّه خيرا اللّه أعلم بما في أنفسهم إنّي إذن لمن الظالمين ٢ ، و قال تعالى لنبيّنا عليه السّلام : و لا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة و العشيّ يريدون وجهه ما عليكم من حسابهم من شي‏ء و ما من حسابك عليهم من شي‏ء فتطردهم فتكون من الظالمين . و كذلك فتنّا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم من بيننا أليس اللّه بأعلم بالشّاكرين ٣ .

و في ( أسباب نزول الواحدي ) عن خباب بن الأرت قال : فينا نزلت ( آية و لا تطرد ) كنّا ضعفاء عند النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم بالغداة و العشيّ فعلّمنا القرآن و الخير ،

و كان يخوّفنا بالجنّة و النار و ما ينفعنا و الموت و البعث ، فجاء الأقرع بن حابس التميمي و عيينة بن حصن الفزاري ، فقالا : إنّا من أشراف قومنا ، و إنّا

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الشعراء : ٢١٥ .

( ٢ ) هود : ٢٩ ٣١ .

( ٣ ) الأنعام : ٥٢ ٥٣ .

٦١

نكره أن يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك . قال : نعم . قالوا : لا نرضى حتّى نكتب بيننا كتابا . فأتى بأديم و دواة ، فنزلت هؤلاء الآيات ١ .

عن عكرمة : جاء عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و مطعم بن عدي و الحرث بن نوفل ، في أشراف بني عبد مناف من أهل الكوفة إلى أبي طالب ،

فقالوا : لو أنّ ابن أخيك يطرد عنه موالينا و عبيدنا و عسفاءنا كان أعظم في صدورنا ، و أطوع له عندنا ، و أدنى لاتّباعنا إيّاه و تصديقنا له . فأتى أبو طالب عمّ النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فحدّثه بالّذي كلّموه . فقال عمر بن الخطّاب : لو فعلت ذلك حتّى ننظر ما الّذي يريدون ، و إلآم يصيرون من قولهم . فأنزل اللّه تعالى هذه الآية ،

فلمّا نزلت أقبل عمر بن الخطاب يعتذر من مقالته ٢ .

و فيه أيضا في قوله تعالى : و إذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم . . . ٣ . قال عكرمة : نزلت في الّذين نهى اللّه عزّ و جلّ نبيّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم عن طردهم ، فكان إذا رآهم النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم بدأهم بالسّلام ، و قال : الحمد للّه الّذي جعل في أمّتي من أمرني أن أبدأهم بالسّلام ٤ .

« و قد » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : ( قد ) بدون عاطف ، كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة ) ٥ .

« اختبرهم اللّه » أي : امتحنهم .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) أخرجه الواحدي في أسباب النزول : ١٤٥ ، و ابن أبي شيبة و أبو يعلى و أبو نعيم في الحلية ، و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عنهم الدرّ المنثور ٣ : ١٣ ، و ابن راهويه ، و البزار في مسنديهما عنهما الكاف الشاف ٢ : ٢٧ عن خباب .

( ٢ ) أخرجه الواحدي في أسباب النزول : ١٤٦ ، و ابن جرير و ابن المنذر عنهما الدرّ المنثور ٣ : ١٣.

( ٣ ) الأنعام : ٥٤ .

( ٤ ) أسباب النزول للواحدي : ١٤٧ .

( ٥ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٣٣ ، لكن توجد ( الواو ) في شرح ابن ميثم ٤ : ٢٦٥ .

٦٢

« بالمخمصة » أي : المجاعة ، و في ( الكافي ) عن الصادق عليه السّلام : دفن ما بين الرّكن اليماني و الحجر الأسود سبعون نبيّا ، أماتهم اللّه جوعا و ضرّا ١ .

« و ابتلاهم بالمجهدة » أي : المشقّة .

« و امتحنهم بالمخاوف » جمع المخوف ، و قال الّذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من أرضنا أو لتعودنّ في ملّتنا . . . ٢ ، و ما يأتيهم من رسول إلاّ كانوا به يستهزئون ٣ .

« و محّصهم » أي : ابتلاهم .

« بالمكاره » جمع المكروه ، قال تعالى : . . . و همّت كلّ أمّة برسولهم ليأخذوه و جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ فأخذتهم فكيف كان عقاب ٤ .

« فلا تعتبروا الرضا و السخط » أي : لا تجعلوا معيار رضا اللّه و غضبه .

« بالمال و الولد » فتحكموا بأنّ من كان ذا مال و ولد فإلهه راض عنه ، و من لم يكن فإلهه ساخط عليه .

« جهلا » مفعول له لقوله : « فلا تعتبروا » .

« بمواقع » أي : مواضع .

« الفتنة و الاختبار » أي : الامتحان ، قال تعالى : إنّما أموالكم و أولادكم فتنة . . . ٥ .

« في مواضع الغنى و الاقتدار » هكذا في ( المصرية ) ٦ ، و الصواب :

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي للكليني ٤ : ٢١٤ ح ١٠ .

( ٢ ) إبراهيم : ١٣ .

( ٣ ) الحجر : ١١ .

( ٤ ) غافر : ٥ .

( ٥ ) التغابن : ١٥ .

( ٦ ) في شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٣٣ « الاقتار » ، و شرح ابن ميثم ٤ : ٢٦٥ « الاقتدار » .

٦٣
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد الثاني الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

( و الاقتار ) أي : الفقر .

« و قد » هكذا في ( المصرية ) ، و الصواب : ( فقد ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطّية ) ١ .

« قال سبحانه : أيحسبون أنّ ما نمدّهم به من مال و بنين . نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون » و الآية في سورة المؤمنين ، كما أنّ طول العمر ،

و حصول الحوائج أيضا ليسا بدليلين على حسن صاحبهما ، قال تعالى : و لا يحسبنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خير لأنفسهم إنّما نملي لهم ليزدادوا إثما و لهم عذاب مهين ٢ ، و قال عزّ و جلّ : فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شي‏ء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ٣ .

« فإنّ اللّه سبحانه يختبر » أي : يمتحن .

« عباده المستكبرين في أنفسهم » أي : عند أنفسهم ، و إن لم يكونوا كبيرين في ميزان الإنسانية .

« بأوليائه المستضعفين في أعينهم » و إن كانوا قويّين من حيث الدّيانة ،

قال تعالى : و كذلك فتنّا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم من بيننا أليس اللّه بأعلم بالشّاكرين ٤ .

قال القمّي في ( تفسيره ) : كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمّون أصحاب الصفّة ، و كان النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أمرهم أن يكونوا في صفّة يأوون إليها ،

و كان النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم يتعاهدم بنفسه ، و ربما حمل إليهم ما يأكلون ، و كانوا يختلفون إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم فيقرّبهم و يقعد معهم و يؤنسهم ، و كان إذا جاء

ـــــــــــــــــ

( ١ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٣٣ ، لكن في شرح ابن ميثم ٤ : ٢٦٥ « و قد » أيضا .

( ٢ ) آل عمران : ١٧٨ .

( ٣ ) الأنعام : ٤٤ .

( ٤ ) الأنعام : ٥٣ .

٦٤

الأغنياء و المترفون من أصحابه أنكروا عليه ذلك ، و يقولون له : اطردهم عنك .

فجاء يوما رجل من الأنصار إلى النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم ، و عنده رجل من أصحاب الصفّة قد لزق بالنبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم ، و النبيّ يحدّثه ، فقعد الأنصاري بالبعد منهما . فقال له النبيّ صلى اللّه عليه و آله : تقدّم . فلم يفعل ، فقال له النبيّ صلى اللّه عليه و آله : لعلّك خفت أن يلزق فقره بك . . . ١ و فيه : أنّه كان ابن أمّ مكتوم مؤذّن النبي صلى اللّه عليه و آله و كان أعمى ، فجاء إليه و عنده أصحابه ، و عثمان عنده ، فقدّمه النبيّ صلى اللّه عليه و آله على عثمان ، فعبس عثمان وجهه ، و تولّى عنه فأنزل اللّه تعالى : عبس و تولّى . ان جاءه الأعمى ٢ .

و عن ( تفسير العياشي ) عن الأصبغ بن نباتة قال : بينما عليّ عليه السّلام يخطب يوم الجمعة على المنبر ، فجاء الأشعث بن قيس يتخطى رقاب الناس ، فقال : يا أمير المؤمنين : حالت هؤلاء بيني و بين وجهك . قال : فقال علي عليه السّلام : ما لي و ما للضياطرة ، أطرد قوما غدوا أوّل النهار يطلبون رزق اللّه ، و آخر النهار ذكروا اللّه ، أفأطردهم فأكون من الظالمين ٣ ؟

« و لقد دخل موسى بن عمران و معه أخوه هارون عليهما السلام على فرعون » ( في تفسير القمي ) عن محمّد بن مسلم قلت لأبي جعفر عليه السّلام : كان هارون أخا موسى لأبيه و أمّه ؟ قال : نعم ، أما تسمع اللّه تعالى يقول : . . يابن أدم لا تأخذ بلحيتي و لا برأسي . . . ٤ . فقلت : فأيّهما كان أكبر سنّا ؟ قال : هارون . قلت :

ـــــــــــــــــ

( ١ ) تفسير القمي ١ : ٢٠٢ .

( ٢ ) رواه القمي في تفسيره ٢ : ٤٠٤ ، و روى نحوه المرتضى في تنزيه الأنبياء : ١١٩ ، و الطوسي في التبيان ١٠ : ٢٦٩ ،

لكن عبارة المرتضى « رجل من الأصحاب » ، و الطوسي « رجل من بني أميّة » ، و الروايات الثلاث مجردة من السند ، و الآيتان ( ١ ٢ ) من سورة عبس .

( ٣ ) تفسير العياشي ١ : ٣٦٠ ح ٢٦ ، و في الأصل « حالت الحمد بيني » .

( ٤ ) طه : ٩٤ .

٦٥

فكان الوحي ينزل عليهما جميعا . قال : الوحي ينزل على موسى ، و موسى يوحيه إلى هارون . فقلت له : اخبرني عن الأحكام و القضاء ، و الأمر و النهي ،

أكان ذلك إليهما ؟ قال : كان موسى الّذي يناجي ربّه ، و هارون يكتب العلم ،

و يقضي بين بني إسرائيل ، و يخلفه إذا غاب من قومه للمناجاة . قلت : فأيّهما مات قبل صاحبه ؟ قال : مات هارون قبل موسى عليهما السّلام ، و ماتا جميعا في التيه .

قلت : فكان لموسى عليه السّلام ولد ؟ قال : لا ، كان الولد لهارون ، و الذريّة له . . . ١ و فيه أيضا عن الصادق عليه السّلام : لمّا بعث اللّه تعالى موسى إلى فرعون ، أتى بابه فاستأذن عليه ، فلم يؤذن له ، فضرب بعصاه الباب ، فاصطكّت الأبواب ففتحت ، ثمّ دخل على فرعون ، فأخبره أنّه رسول ربّ العالمين و سأله أن يرسل معه بني إسرائيل ٢ .

« و عليهما مدارع الصوف » في ( الكافي ) عن الحسين بن كثير الخزّاز : رأيت أبا عبد اللّه عليه السّلام ، و عليه قميص غليظ خشن تحت ثيابه ، و فوقها جبّة صوف ،

و فوقها قميص غليظ ، فمسستها ، فقلت : جعلت فداك ، إنّ الناس يكرهون لباس الصوف . فقال : كلاّ ، كان أبي محمّد بن علي عليه السّلام يلبسها ، و كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يلبسها ، و كانوا يلبسون أغلظ ثيابهم إذا قاموا إلى الصلاة ،

و نحن نفعل ذلك ٣ .

« و بأيديهما العصيّ » في ( غيبة النعماني ) عن الصادق عليه السّلام : عصا موسى عليه السّلام قضيب آس من غرس الجنّة ، أتاه بها جبرائيل لمّا توجّه تلقاء مدين ، و هي و تابوت آدم في بحيرة طبرية ، و لن يبليا ، و لن يتغيّرا حتّى

ـــــــــــــــــ

( ١ ) تفسير القمي ٢ : ١٣٦ ، و في بعض النسخ : « كان موسى الذي يناجي ربّه و يكتب العلم و يقضي بين بني إسرائيل ، و هارون يخلفه إذا غاب » .

( ٢ ) تفسير القمي ٢ : ١١٨ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٦ : ٤٥٠ ح ٤ ، و قريبا منه روى الراوندي في الدعوات عنه البحار ٤٦ : ١٠٨ ح ١٠٤ .

٦٦

يخرجهما القائم عليه السّلام إذا قام ١ .

و في ( المناقب ) و سأل ابن الكوا أمير المؤمنين عليه السّلام عن شي‏ء شرب و هو حيّ ، و أكل و هو ميّت ؟ فقال عليه السّلام : ذلك عصا موسى شربت و هي في شجرتها غضّة ، و أكلت لمّا التقفت حبال السحرة و عصيّهم ٢ .

و في ( الخصال ) : عنه عليه السّلام : سأله الشامي عن ستّة لم يركضوا في رحم .

فقال عليه السّلام : آدم و حواء و كبش إبراهيم عليه السّلام ، و عصا موسى عليه السّلام ، و ناقة صالح ،

و الخفاش الّذي عمله عيسى بن مريم عليه السّلام ، فطار بإذن اللّه ٣ .

« فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه و دوام عزّه » اذهبا إلى فرعون إنّه طغى .

فقولا له قولا ليّنا لعلّه يتذكّر أو يخشى ٤ .

« فقال : ألا تعجبون من هذين » قالوا الإشارة في مثله للتحقير .

« يشرطان لي دوام العزّ و بقاء الملك و هما بما ترون من حال الفقر و الذلّ » ثمّ أرسلنا موسى و أخاه هارون بآياتنا و سلطان مبين . إلى فرعون و ملئه فاستكبروا و كانوا قوما عالين . فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا و قومهما لنا عابدون . فكذّبوهما فكانوا من المهلكين ٥ .

« فهلاّ ألقي عليهما أساور » في ( الصحاح ) : السوار : سوار المرأة ، و الجمع :

أسورة ، و جمع الجمع : أساورة ، و قرى‏ء فلو لا ألقي عليه أساورة من ذهب . . . ٦ و قد يكون جمع أساور كقوله تعالى : . . . يحلّون فيها من أساور

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الغيبة للنعماني : ١٥٧ .

( ٢ ) المناقب لابن شهر آشوب ٢ : ٣٨٣ .

( ٣ ) الخصال للصدوق : ٣٢٢ ح ٨ .

( ٤ ) طه : ٤٣ ٤٤ .

( ٥ ) المؤمنون : ٤٥ ٤٨ .

( ٦ ) الزخرف : ٥٣ .

٦٧

من ذهب ١ و قال أبو عمرو بن العلاء : واحدها إسوار ٢ .

« من ذهب إعظاما للذهب و جمعه » و ورد أنّ أوّل ما ضربت السكّة على الذهب قبّله الشّيطان ، و قال : كم أضلّ بك ٣ .

« و احتقارا للصوف و لبسه » قال ابن أبي الحديد في الخبر : إنّ أوّل لباس لبسه آدم لمّا هبط إلى الأرض صوف كبش قيّضه اللّه له ، و أمره أن يذبحه ،

فيأكل لحمه و يلبس صوفه ، و لأنّه أهبط عريانا من الجنّة فذبحه ، و غزلت حواء صوفه ، فلبس آدم منه ثوبا ، و ألبس حواء ثوبا آخر ، فلذلك صار شعار الأولياء ،

و انتسبت إليه الصوفية ٤ .

قلت : أمّا ما قاله من انتساب الصوفية إليه ، فقد قيل بالفارسية :

نقد صوفى نه همه صافى و بيغش باشد

اى بسا خرقه كه مستوجب آتش باشد

« و لو أراد اللّه سبحانه بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان » الذهبان : جمع الذهب ، و نقل الكلام « و لو أراد سبحانه . . . » ( حجّ الكافي ) في باب ابتلاء الخلق بالكعبة مع اختلاف يسير قائلا : و روي أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال في خطبة له : و لو أراد اللّه جلّ ثناؤه بأنبيائه . . . ٥ « و معادن العقيان » قيل : العقيان هو ذهب ينبت ، و لا يحصل من الحجارة .

« و مغارس الجنان » قيل : إنّه إشارة إلى ما اقترحه الكفّار في نبيّنا صلى اللّه عليه و آله

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الكهف : ٣١ .

( ٢ ) صحاح اللغة ٢ : ٦٩٠ مادة ( سور ) .

( ٣ ) أخرج هذا المعنى الصدوق في أماليه : ١٦٨ ح ١٤ المجلس ٣٦ ، و رواه الفتال في الروضة ٢ : ٤٢٨ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٣٤ .

( ٥ ) الكافي للكليني ٤ : ١٩٨ ح ٢ .

٦٨

بقولهم : أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنّة يأكل منّها . . . ١ .

« و أن يحشر معهم طير السماء ، و وحوش الأرض » و في اقتراح الكفّار بدله . . . لو لا أنزل عليه ملك . . . ٢ .

« لفعل » لقدرته على كلّ شي‏ء ، لكنّه تعالى لا يفعل ما ليس بحكمة ، و لو أتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السماوات و الأرض . . . ٣ . كما أنّ السّلاطين لا يفعلون إلاّ ما تقتضيه السياسة لا ما تهواه السوقة ، و قد أشار عليه السّلام إلى مفاسد فتح ما ذكر لهم ، و حشر ما سطر معهم بقوله :

« و لو فعل لسقط البلاء » اللام فيه للعهد الذكرى ، أي : بالبلاء و الابتلاء المفهوم من قوله عليه السّلام قبل « فإنّ اللّه سبحانه يختبر عباده المستكبرين . . . » .

« و بطل الجزاء » اللام فيه للعهد الذهني ، أي : الجزاء المعهود في الشرائع للمطيعين و العاصين .

« و اضمحلّت الأنباء » و في ( الكافي ) : « و اضمحل الابتلاء » ٤ .

قال ابن أبي الحديد : الأنباء جمع نبأ ، و هو الخبر ، أي : لسقط الوعد و الوعيد و بطلان ٥ .

قلت : و يحتمل أن يكون الإنباء بكسر الهمزة : مصدر أنبأ ، و المراد إرسال الأنبياء بكون الصّواب ما في ( الكافي ) بلفظ : و اضمحلّ .

« و لما » بتخفيف الميم ، و لأنّه لام الابتداء و ما النافية .

« وجب للقابلين » أي : قابلي نبوّة الأنبياء .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الفرقان : ٨ .

( ٢ ) الأنعام : ٨ .

( ٣ ) المؤمنون : ٧١ .

( ٤ ) الكافي ٤ : ١٩٨ ح ٢ ، و في بعض النسخ « الأنباء » .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٣٤ .

٦٩

« أجور المبتلين » بفتح اللام : جمع المبتلى ، أي : الممتحنين .

« و لا استحق المؤمنون ثواب المحسنين » و في ( الكافي ) : و لا لحق المؤمنين ثواب المحسنين ١ . و إنّما كانوا غير مستحقين لثواب لأنّهم في إيمانهم ما فعلوا شيئا ، فالمنافقون أيضا يؤمنون بنبيّ كذلك .

« و لا لزمت الأسماء معانيها » و في ( الكافي ) هكذا : و لا لزمت الأسماء أهاليها على معنى مبين ، و لذلك لو أنزل اللّه من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ٢ ، و لو فعل لسقط البلوى عن النّاس أجمعين ٣ .

قال ابن ميثم : روي بنصب الأسماء ، و في نسخة الرضي رحمه اللّه برفع الأسماء ، و المعنى : أنّه لم تكن المعاني لازمة للأسماء في من سمّي بها ، مثلا من سمّي مؤمنا لا يكون معنى الايمان الحقّ لازما لاسمه فيه ، إذ كان إيمانه بلسانه فقط عن رغبة أو رهبة ٤ .

و قال ابن أبي الحديد : أي من سمّي مؤمنا ليس بمؤمن إيمانا من فعله ،

بل يكون ملجأ إلى الإيمان بما يشاهده من الآيات العظيمة ٥ .

و ما ذكره ابن أبي الحديد أقرب ، و يشهد له زيادة ( الكافي ) المتقدمة ،

فيكون المراد أنّه لو كان الأمر كذلك لصار الناس جميعهم في الدّنيا مؤمنين كأهل الآخرة ، حيث يرون آيات اللّه عيانا ، فلا يكون لهم مجال للانكار ، كما لا يكون لأحد مع وجود الشمس مجال لإنكار النهار .

« و لكنّ اللّه سبحانه جعل رسله أولي قوّة في عزائمهم » و كون أولي العزم

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الكافي ٤ : ١٩٨ ح ٢ .

( ٢ ) الشعراء : ٤ .

( ٣ ) الكافي ٤ : ١٩٨ ح ٢ .

( ٤ ) شرح ابن ميثم ٤ : ٢٧٥ و نقل بتصرف .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ٣ : ٢٣٤ و النقل بالمعنى .

٧٠

من الرّسل منحصرا بخمسة : نوح ، و إبراهيم ، و موسى ، و عيسى ، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و عليهم لا ينافي كلامه عليه السّلام في كون كلّهم أولى قوّة في عزائمهم ، لأنّ جميعهم كانوا أولي عزم في دعوة الناس إلى ربّهم ، و أولئك كانوا أولي عزم خاص في ذلك ، بحيث كانت أوقاتهم مستغرقة في الدعوة .

قال نوح : . . . ربّ إنّي دعوت قومي ليلا و نهارا ١ .

و روى ( الكافي ) عن الصّادق عليه السّلام : أنّهم صاروا أولي العزم لأنّ نوحا بعث بكتاب و شريعته ، و كلّ من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح و شريعته و منهاجه ، حتّى جاء إبراهيم عليه السّلام بالصحف و بعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به ، فكلّ نبيّ جاء بعد إبراهيم عليه السّلام أخذ بشريعته إبراهيم و منهاجه و بالصحف ،

حتّى جاء موسى عليه السّلام بالتّوارة و شريعته و منهاجه و بعزيمة ترك الصحف ،

و كلّ نبيّ جاء بعد موسى عليه السّلام أخذ بالتوراة و شريعته و منهاجه ، حتّى جاء المسيح عليه السّلام بالانجيل و بعزيمة ترك شريعة موسى و منهاجه ، فكلّ نبيّ جاء بعد المسيح عليه السّلام أخذ بشريعته و منهاجه ، حتّى جاء محمّد صلى اللّه عليه و آله فجاء بالقرآن و بشريعته و منهاجه ، فحلاله حلال إلى يوم القيامة ، و حرامه حرام إلى يوم القيامة ، فهؤلاء أولو العزم من الرّسل ٢ .

و في ( تفسير القمي ) : معنى أولي العزم أنّهم سبقوا الأنبياء إلى الإقرار باللّه ، و الإقرار بكلّ نبيّ كان قبلهم و بعدهم ، و عزموا على الصبر على التكذيب و الأذى ٣ .

و توهم الخوئي المنافاة بين كلامه عليه السّلام و كون أولي العزم خمسة ،

ـــــــــــــــــ

( ١ ) نوح : ٥ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ١٧ ح ٢ ، و البرقي في المحاسن : ٢٦٩ ح ٣٥٨ عن الصادق عليه السّلام و قريبا منه أخرجه الصدوق في عيون الأخبار ٢ : ٧٩ ح ١٣ ، و علل الشرائع : ١٢٢ ح ٢ عن الرضا عليه السّلام .

( ٣ ) تفسير القمي ٢ : ٣٠٠ .

٧١

فقال : قال بعض المفسّرين في قوله تعالى : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرّسل . . . ١ : إنّ ( من ) للتبيين لا للتبعيض ، و إن كلّ الرسل أولو العزم ٢ .

و هو كما ترى كخرق الإجماع ، و كيف كان فيشهد لقوله عليه السّلام من كون جميعهم أولي قوّة في عزائمهم أنّ يوسف عليه السّلام في السّجن كان يدعو الناس إليه تعالى ، فقال لصاحبي سجنه : . . . أ أرباب متفرّقون خير أم اللّه الواحد القهّار . ما تعبدون من دونه إلاّ أسماء سمّيتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل اللّه بها من سلطان . . . ٣ . و أنّ يعقوب عليه السّلام حتّى في احتضاره كان يدعو إليه تعالى ،

قال سبحانه : أم كنتم شهداء إذا حضرت يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق إلها واحدا و نحن له مسلمون ٤ .

« و ضعفة في ما ترى الأعين من حالاتهم » قال تعالى حكاية عن قوم شعيب له : . . . ما نفقه كثيرا ممّا تقول و إنّا لنراك فينا ضعيفا . . . ٥ .

« مع قناعة تملأ القلوب و العيون غنى » أصل الغنى غنى القلب و العين ،

و ليس غناهما إلاّ بالقناعة ، و أمّا الحريص فقلبه و عينه مشحونان من الفقر ،

و إن كان ذا ثروة و وفرة ، قال سليمان عليه السّلام لرسل بلقيس ملكة اليمن : . . . بل أنتم بهديّتكم تفرحون ٦ .

و لمّا قالت قريش للنبيّ صلى اللّه عليه و آله : دع دعوتك نغنيك و نملّك علينا . قال لهم :

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الأحقاف : ٣٥ .

( ٢ ) شرح الخوئي ٥ : ٢٦١ ، و الظاهر أن مراده ببعض المفسرين : الطبرسي في مجمع البيان ٩ : ٩٤ .

( ٣ ) يوسف : ٣٩ ٤٠ .

( ٤ ) البقرة : ١٣٣ .

( ٥ ) هود : ٩١ .

( ٦ ) النمل : ٣٦ .

٧٢

لو كنتم تقدرون على أن تجعلوا الشّمس في يميني ، و القمر في شمالي ما تركت طريقتي ١ .

هذا ، و في ( تفسير القمي ) في غزوة الخندق : فبينا المهاجرون و الأنصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه ، فبعثوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله يعلمه بذلك ، قال جابر : فجئت إلى المسجد و النبيّ صلى اللّه عليه و آله مستلق على قفاه ، و رداؤه تحت رأسه ، و قد شدّ على بطنه حجرا . . .

فعلمت أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله مقو أي : جائع لما رأيت على بطنه الحجر . فقلت : يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله هل لك في الغذاء . قال : ما عندك يا جابر ؟ فقلت : عناق و صاع من شعير . فقال : تقدم و أصلح ما عندك . قال : فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير ، و ذبحت العنز و سلختها ، و أمرتها أن تختبز و تطبخ و تشوي ، فلمّا فرغت من ذلك جئت إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله فقلت : بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه قد فرغنا فاحضر مع من أحببت . فقام إلى شفير الخندق ثمّ قال : معاشر المهاجرين و الأنصار ، أجيبوا جابرا . قال جابر : و كان في الخندق سبعمائة رجل ، فخرجوا كلّهم ثمّ لم يمرّ بأحد من المهاجرين و الأنصار إلاّ قال : أجيبوا جابرا . قال جابر : فتقدّمت و قلت لأهلي : و اللّه قد أتاك النبي صلى اللّه عليه و آله بما لا قبل لك به .

فقالت : أعلمته أنت بما عندنا ؟ قال : نعم . قالت : هو أعلم بما أتي .

قال جابر : فدخل النبي صلى اللّه عليه و آله فنظر في القدر ، ثمّ قال : اغرفي و أبقي . ثمّ نظر في التنور ، ثمّ قال : اخرجي و أبقي . ثمّ دعا بصحنة فثرد فيها و غرف . فقال :

يا جابر أدخل عليّ عشرة . فأدخلت عشرة . فأكلوا حتّى نهلوا ، و ما يرى في القصعة إلاّ آثار أصابعهم . . . قال جابر : فقلت : يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كم للشاة من ذراع قال : ذراعان . فقلت : و الّذي بعثك بالحقّ نبيّا لقد أتيتك بثلاثة . فقال : أما لو

ـــــــــــــــــ

( ١ ) نقله ابن هشام في السيرة ١ : ٢٤٠ ، و الطبري في تاريخه ٢ : ٦٧ ، و ابن شهر آشوب في المناقب ١ : ٥٨ .

٧٣

سكّت يا جابر لأكل النّاس كلّهم من الذراع . قال جابر : فأقبلت أدخل عشرة عشرة ، فدخلوا يأكلون حتّى أكلوا كلّهم ، و بقي و اللّه لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أيّاما ١ .

« و خصاصة » أي : فقر .

« تملأ الأبصار » برؤيتها .

« و الأسماع » بسماعها .

« أذى » ورثى قلبه لهم .

« و لو كانت الأنبياء أهل قوّة لا ترام » من رام يروم ، أي : طلب .

« و عزّة لا تضام » من الضّيم بمعنى : الاستذلال .

« و ملك تمتدّ نحوه أعناق الرّجال » كناية عن الرغبة الشديدة ، فمن اشتاق إلى شي‏ء شديدا يمدّ عنقه نحوه ليراه كاملا .

« و تشدّ إليه عقد الرّحال » الرحل للبعير كالسرج للدابّة ، و هو أيضا كناية عن غاية الشوق ، حتّى يحمل صاحبه على الشخوص نحو المطلوب إلى مسافة بعيدة .

« لكان ذلك أهون على الخلق في الاعتبار » و في ( الكافي ) « في الاختبار » ٢ و هو الأصح كما لا يخفى .

« و أبعد لهم في الاستكبار » و قالوا لو لا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ٣ . و كانوا يقولون : كيف نتّبع يتيم أبي طالب .

« و لآمنوا عن رهبة قاهرة لهم » كإيمان أبي سفيان و معاوية ، و كثير من

ـــــــــــــــــ

( ١ ) تفسير القمّي ٢ : ١٧٨ .

( ٢ ) الكافي ٤ : ١٩٩ ح ٢ .

( ٣ ) الزخرف : ٣١ .

٧٤

أهل مكّة بعد فتح النبي صلى اللّه عليه و آله لها ، فآمنوا ظاهرا ليحقنوا به دماءهم ، و قال عليه السّلام في معاوية و أصحابه : ما أسلموا ، و لكن استسلموا و أسرّوا الكفر ، فلمّا و جدوا أعوانا عليه أظهروه ١ .

« أو رغبة مائلة بهم » روى الطبري عن هشام عن عوانة عن لبطة بن الفرزدق عن أبيه و ذكر لقاءه الحسين عليه السّلام في الحرم لمّا أراد الكوفة خارجا من مكّة ، و سؤاله عن أشياء من نذور و مناسك قال الفرزدق : ثمّ مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم ، و هيئته حسنة ، فأتيته فإذا هو لعبد اللّه بن عمرو بن العاص ، فسألني ، فأخبرته بلقاء الحسين بن علي عليهما السّلام ، فقال لي : و يلك فهلاّ أتّبعته ، فو اللّه ليملكنّ و لا يجوز السلاح فيه ، و لا في أصحابه قال : فهممت و اللّه أن ألحق به ، و وقع في قلبي مقالته ، ثمّ ذكرت الأنبياء و قتلهم ، فصدّني ذلك عن اللّحاق بهم ٢ .

قلت : كان عبد اللّه بن عمرو سمع من أخبار الملاحم شيئا ، و الظاهر أنّه سمع أنّ الحسين عليه السّلام و أصحابه لا يجدون ألم السّلاح ، كما ورد في خبر آخر ،

لشدّة شوقهم ، فوهم و بدّله بعدم جواز السلاح و أثره فيهم .

و روى الطبري أيضا عن أبي مخنف ، عن أبي عليّ الأنصاري ، عن بكر بن مصعب المزني ، قال : كان الحسين عليه السّلام لا يمرّ أهل ماء إلاّ اتّبعوه ، حتّى انتهى إلى زبالة سقط إليه مقتل أخيه من الرضاعة ، فأخرج للناس كتابا فقرأ عليهم : « أمّا بعد فإنّه قد أتانا خبر فظيع : قتل مسلم بن عقيل ، و هانى‏ء بن عروة ، و عبد اللّه بن بقطر ، و قد خذلتنا شيعتنا . فمن أحبّ منكم الانصراف ، فلينصرف ليس عليه منّا ذمام » فتفرّق النّاس عنه تفرّقا ، فأخذوا يمينا و شمالا حتّى بقي

ـــــــــــــــــ

( ١ ) نهج البلاغة للشريف الرضي ٣ : ١٦ الكتاب ١٦ .

( ٢ ) تاريخ الطبري ٤ : ٢٩٠ سنة ٦٠ .

٧٥

في أصحابه الّذين جاؤوا معه من المدينة ، و إنّما فعل ذلك لأنّه ظنّ أنّما اتّبعه الأعراب ، لأنّهم ظنّوا أنّه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله ، فكره أن يسيروا معه إلاّ و هم يعلمون علام يقدمون ، و قد علم أنّهم إذا بيّن لهم لم يصحبه إلاّ من يريد مواساته و الموت معه ١ .

« فكانت النيّات مشتركة و الحسنات مقتسمة » قال ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخوئي ٢ : أي تكون النيّات حينئذ مشتركة بين تعالى و بين ما يأملونه من الشهوات و الحسنات ، و مقتسمة بينه تعالى ، و بين تلك الشهوات ، غير خالصة من هوى الأنفس .

قلت : بل المراد أنّ النيّات تصير حينئذ مشتركة بين الموحّد و الملحد ،

و الحسنات مقتسمة بين الصالح و الطالح .

« و لكنّ اللّه سبحانه أراد أن يكون الاتّباع لرسله » الظرف لغو ، و كذلك في الفقرات الأربع بعده .

« و التّصديق لكتبه » الصحف ، و التّوراة ، و الإنجيل ، و الزبور ، و القرآن .

« و الخشوع لوجهه » أي : لذاته .

« و الاستكانة » أي : الخضوع و المسكنة .

« لأمره » التكليفي .

« و الاستسلام » أي : الانقياد .

« لطاعته أمورا له » تعالى .

« خاصّة لا يشوبها » أي : لا يختلطها .

« من غيرها شائبة » و الأصل فيها قذر يشرب و يختلط بشي‏ء طيب ، قال

ـــــــــــــــــ

( ١ ) تاريخ الطبري ٤ : ٣٠٠ سنة ٦٠ و النقل بتقطيع .

( ٢ ) هذا المعنى قاله ابن أبي الحديد في شرحه ٣ : ٢٣٥ ، و ابن ميثم في شرحه ٤ : ٢٧٧ ، و الخوئي في شرحه ٥ : ٢٦١ .

٧٦

تعالى : . . . فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربّه أحدا ١ .

و عن النبي صلى اللّه عليه و آله : أنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به ، فإذا صعد بحسناته يقول اللّه تعالى : اجعلوها في سجّين ، إنّه ليس إيّاي أراد بها ٢ .

و عن الصادق عليه السّلام قال اللّه عزّ و جلّ : أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمله لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصا ٣ .

٧

من الخطبة ( ١٥٨ ) وَ إِنْ شِئْتُ ثَنَّيْتُ ؟ بِمُوسَى كَلِيمِ اَللَّهِ ص ؟ إِذْ يَقُولُ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ٢٨ : ٢٤ ٤ وَ اَللَّهِ مَا سَأَلَهُ إِلاَّ خُبْزاً يَأْكُلُهُ لِأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ بَقْلَةَ اَلْأَرْضِ وَ لَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ اَلْبَقْلِ تُرَى مِنْ شَفِيفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ لِهُزَالِهِ وَ تَشَذُّبِ لَحْمِهِ . وَ إِنْ شِئْتُ ثَلَّثْتُ ؟ بِدَاوُدَ ص ؟ صَاحِبِ اَلْمَزَامِيرِ وَ قَارِئِ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ فَلَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ سَفَائِفَ اَلْخُوصِ بِيَدِهِ وَ يَقُولُ لِجُلَسَائِهِ أَيُّكُمْ يَكْفِينِي بَيْعَهَا وَ يَأْكُلُ قُرْصَ اَلشَّعِيرِ مِنْ ثَمَنِهَا وَ إِنْ شِئْتُ قُلْتُ فِي ؟ عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ ع ؟ فَلَقَدْ كَانَ يَتَوَسَّدُ اَلْحَجَرَ وَ يَلْبَسُ اَلْخَشِنَ وَ كَانَ إِدَامُهُ اَلْجُوعَ وَ سِرَاجُهُ بِاللَّيْلِ اَلْقَمَرَ وَ ظِلاَلُهُ فِي اَلشِّتَاءِ مَشَارِقَ اَلْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ فَاكِهَتُهُ وَ رَيْحَانُهُ مَا تُنْبِتُ

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الكهف : ١١٠ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٩٤ ح ٧ ، و ابن الأشعث في الأشعثيات : ١٦٣ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٩٥ ح ٩ ، و الأهوازي في الزهد : ٦٣ ، و البرقي في المحاسن : ٢٥٢ ، و تفسير العياشي ٢ : ٣٥٣ ح ٩٤ ، و رواه الطبرسي في مشكاة الأنوار : ١١ ، و ابن فهد في عدّة الداعي و صاحب فقه الرضا فيه عنهما المستدرك ١ : ١٠ ح ٥ ، ٧ .

( ٤ ) القصص : ٢٤ .

٧٧

اَلْأَرْضُ لِلْبَهَائِمِ وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ تَفْتِنُهُ وَ لاَ وَلَدٌ يَحْزُنُهُ وَ لاَ مَالٌ يَلْفِتُهُ وَ لاَ طَمَعٌ يُذِلُّهُ دَابَّتُهُ رِجْلاَهُ وَ خَادِمُهُ يَدَاهُ « و إن شئت ثنّيت » أي : جعلت دليلا ثانيا في ذمّ الدّنيا و عيبها ، و كثرة مخازيها و مساويها .

« بموسى كليم اللّه صلى اللّه عليه و آله » و الدّليل الأوّل : عمل الدّنيا مع نبيّنا صلى اللّه عليه و آله ، إذ قبضت عنه أطرافها ، و وطئت لغيره أكنافها ، كما يأتي في فصل النبوّة الخاصّة ، و كون موسى عليه السّلام كليم اللّه ممّا نطق به القرآن ، قال عزّ و جلّ . . . و كلّم اللّه موسى تكليما ١ ، و عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم : أنّ اللّه تعالى ناجى موسى بن عمران بمائة كلمة ، و أربعة و عشرين ألف كلمة ، في ثلاثه أيّام و لياليهنّ ، ما طعم فيها موسى و لا شرب فيها ، فلمّا انصرف إلى بني إسرائيل و سمع كلامهم مقتهم ، لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام اللّه تعالى ٢ .

و روى ( العلل ) عن الصادق عليه السّلام : أوحى اللّه تعالى إلى موسى ، أتدري لم اصطفيتك لكلامي دون خلقي ؟ فقال موسى : لا ياربّ . فقال يا موسى : إنّي قلّبت عبادي ظهرا لبطن ، فلم أجد فيهم أحدا أذلّ لي منك نفسا . يا موسى إنّك إذا صلّيت وضعت خدّيك على التّراب ٣ . و كان موسى عليه السّلام إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض و الأيسر ٤ .

« إذ يقول : ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير » الآية في سورة القصص ، و قبلها : و لمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من النّاس يسقون

ـــــــــــــــــ

( ١ ) النساء : ١٦٤ .

( ٢ ) الخصال للصدوق : ٦٤١ ح ٢٠ باب ( الأنف ) .

( ٣ ) علل الشرائع للصدوق : ٥٦ ح ١ ، و الكافي للكليني ٢ : ١٢٣ ح ٧ ، و أبو علي الطوسي في أماليه ١ : ١٦٦ ، و رواه الراوندي في قصص الأنبياء عنه البحار ١٣ : ٨ ح ٨ ، و الطبرسي في مشكاة الأنوار : ٢٢٧ .

( ٤ ) علل الشرائع للصدوق : ٥٧ ح ٢ ، في ذيل الحديث .

٧٨
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد الثاني الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

و وجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتّى يصدر الرّعاء و أبونا شيخ كبير . فسقى لهما ثمّ تولّى إلى الظلّ فقال . . . ١.

« و اللّه ما سأله إلاّ خبزا يأكله » في ( الكافي ) عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله : الخبز مبارك ،

أرسل اللّه تعالى له السماء مدرارا ، و له أنبت اللّه المرعى ، و به صلّيتم ، و به صمتم ، و به حججتم بيت ربّكم ٢ .

و عنه صلى اللّه عليه و آله : أكرموا الخبز ، فانّه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض و ما فيها كثير من خلقه ٣ .

و في ( العيون ) عن الرضا عليه السّلام : أنّ سلمان دعا أباذر إلى منزله فقدّم إليه رغيفين ، فأخذ أبوذر الرغيفين فقلّبهما ، فقال سلمان : يا أباذر لأي شي‏ء تقلّب هذين الرّغيفين ؟ قال : خفت أن لا يكونا نضيجين ، فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ، ثمّ قال : ما أجرأك حيث تقلّب هذين الرغيفين ، فو اللّه لقد عمل في هذا الخبز الماء الّذي تحت العرش ، و عملت فيه الملائكة حتّى ألقوه إلى الرّيح ،

و عملت فيه الريح حتّى ألقته إلى السحاب ، و عمل فيه السحاب حتّى أمطره إلى الأرض ، و عمل فيه الرّعد و البرق و الملائكة حتّى وضعوه مواضعه ، و عملت فيه الأرض و الخشب و الحديد و البهائم و النار و الحطب و الملح ، و ما لا أحصيه أكثر ، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ فقال أبو ذر : إلى اللّه أتوب و أستغفر إليه ممّا أحدثت ٤ .

« لأنّه كان يأكل بقلة الأرض ، و لقد كانت خضرة البقل ترى » البقلة .

« من شفيف » من شف عليه ثوبه ، إذا رقّ حتّى يرى ما خلفه .

ـــــــــــــــــ

( ١ ) القصص : ٢٣ ٢٤ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٦ : ٣٠٣ ح ٦ ، و المحاسن للبرقي : ٥٨٥ ح ٨٢ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٦ : ٣٠٢ ح ٢ ، و المحاسن للبرقي : ٥٨٥ ح ٨١ ، و مكارم الأخلاق للطبرسي : ١٥٤ .

( ٤ ) عيون الأخبار للصدوق ٢ : ٥٢ ح ٢٠٣ ، و أمالي الصدوق : ٣٥٩ ح ٦ المجلس ( ٦٨ ) .

٧٩

« صفاق » أي : الجلد الأسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر .

« بطنه لهزاله » الهزال مقابل السمين .

« و تشذّب لحمه » أي : تفرّقه .

« و إن شئت ثلّثت » أي : جعلت دليلا ثالثا لك في نقص الدّنيا .

« بداود صلى اللّه عليه و آله صاحب المزامير » جمع المزمار ، قيل : قيل له صاحب المزامير ، لأنّه كان كأنّ في حلقه مزامير من حسن صوته .

« و قارى أهل الجنّة » قال تعالى : . . . و آتينا داود زبورا ١ ، . . . و اذكر عبدنا داود ذا الأيد إنّه أوّاب . إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ و الإشراق . و الطير محشورة كلّ له أوّاب . و شددنا ملكه و آتيناه الحكمة و فصل الخطاب ٢ ، و لقد آتينا داود منّا فضلا يا جبال أوّبي معه و الطير و ألنّا له الحديد . أن اعمل سابغات و قدّر في السرد . . . ٣ .

« فلقد كان يعمل سفائف » أي : نسائج .

« الخوص » أي : ورق النخل .

« بيده و يقول لجلسائه أيّكم يكفيني بيعها » و روى الطبري في ( ذيله ) أنّه كان عطاء سلمان خمسة آلاف ، و كان على ثلاثين ألفا من الناس يحطب في عباءة يفترش نصفها ، و يلبس نصفها ، و كان إذا خرج عطاؤه أمضاه و يأكل من سفيف يده ٤ .

و روى ( الاستيعاب ) أنّ قوما دخلوا على سلمان و هو أمير على المدائن ،

و هو يعمل الخوص ، فقيل له : تعمل هذا و أنت أمير يجري عليك رزق ؟ فقال : إنّي

ـــــــــــــــــ

( ١ ) الإسراء : ٥٥ .

( ٢ ) ص : ١٧ ٢٠ .

( ٣ ) سبأ : ١٠ ١١ .

( ٤ ) منتخب ذيل المذيل للطبري : ٣٣ .

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605