و قال بعض آخر منهم :
كانت ثمود ذوي عزّ و مكرمة
ما إن يضام لهم في الناس من جار
لا يرهبون من الأعداء حولهم
وقع السيوف و لا نزعا بأوتار
فأهلكوا ناقة كانت لربّهم
قد أنذروها و كانوا غير أبرار
نادوا قدارا و لحم السقب بينهم
هل للعجول و هل للسقب من ثار
لم يرعيا صالحا في عقر ناقته
و أخفروا العهد هذيا أيّ إخفار
فصادفوا عنده من ربّه حرسا
فشدّخوا روسهم شدخا بأحجار
١ قال ابن أبي الحديد : روى المحدّثون أنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال لعليّ عليه السّلام :
أتدري من أشقى الأوّلين ؟ قال : نعم ، عاقر ناقة صالح ، قال : أفتدري من أشقى الآخرين ؟ قال : اللّه و رسوله أعلم . قال : من يضربك على هذه حتّى تخضب هذه ٢ .
قلت : و أجاد الميبدي حيث قال بالفارسية نظما مضمون كلام النبيّ صلى اللّه عليه و آله :
اشتر حق را كشته أشقى الأوّلين
شير حق را كشته أشقى الآخرين
و في ( البحار ) : قال الحسين عليه السّلام يوم الطّف لمّا قتلوا رضيعه : لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح . اللّهم إن كنت حبست عنّا النصر ، فاجعل ذلك لما هو خير لنا ٣ .
ـــــــــــــــــ
( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٢ : ١٤ و النقل بتصرف يسير .
( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٥٧٠ ، و أخرجه أبو يعلى في مسنده عنه المطالب العالية ٤ : ٣٢٣ ح ٤٥١١ ، و ابن عساكر بطريقين في ترجمة علي عليه السّلام ٣ : ٣٤٢ ح ١٣٨٩ ، ١٣٩٢ ، و الطبراني و ابن مردويه و أبو نعيم عنهم الدّر المنثور ٦ : ٣٥٧ ، و الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ : ٣٣٥ ح ١٠٩٨ ، عن صهيب ، و في الباب عن الضحاك و عمّار و ابن عباس و جابر بن سمرة و عبيد اللّه بن أنس و أبو سنان الدولي و عبد اللّه بن عمر و حجية بن عدي و أبي هريرة و سعيد بن المسيب .
( ٣ ) أخرجه بهذا اللفظ المجلسي في بحار الأنوار ٤٥ : ٤٧ ، لكن ما نقل المجلسي تأليف حديثين : الأول أخرجه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ٦٠ ، و الثاني أخرجه المفيد في الإرشاد : ٢٤٠ .