الفروع من الكافي الجزء ٣

الفروع من الكافي0%

الفروع من الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 790

الفروع من الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 790
المشاهدات: 176577
تحميل: 5651


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 790 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 176577 / تحميل: 5651
الحجم الحجم الحجم
الفروع من الكافي

الفروع من الكافي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عِنْدَ الْهَزَاهِزِ(١) ، صَبُوراً عِنْدَ الْبَلَاءِ ، شَكُوراً عِنْدَ الرَّخَاءِ ، قَانِعاً بِمَا رَزَقَهُ اللهُ ، لَايَظْلِمُ الْأَعْدَاءَ ، وَلَا يَتَحَامَلُ(٢) لِلْأَصْدِقَاءِ(٣) ، بَدَنُهُ مِنْهُ فِي تَعَبٍ ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ.

إِنَّ الْعِلْمَ خَلِيلُ الْمُؤْمِنِ ، وَالْحِلْمَ وَزِيرُهُ ، وَالْعَقْلَ(٤) أَمِيرُ جُنُودِهِ ، وَالرِّفْقَ أَخُوهُ ، وَالْبِرَّ(٥) وَالِدُهُ».(٦)

١٥٤٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام (٧) ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : الْإِيمَانُ(٨) لَهُ أَرْكَانٌ أَرْبَعَةٌ(٩) : التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ ، وَتَفْوِيضُ الْأَمْرِ إِلَى اللهِ ، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ‌

__________________

= شكّ عند الفتن التي تصير سبباً لشكّ الناس وكفرهم ».المفردات للراغب ، ص ٨٨٠ ( وقر ).

(١). « الهزاهز » : الفتن يهتزّ فيها الناس.المصباح المنير ، ص ٦٣٧ ( هزز ).

(٢). تحامل في الأمر ، وبه : تكلّفه على مشقّة ، وعليه : كلّفه ما لا يطيق.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٠٦ ( حمل ). وتحامل عليه : أي مال.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٧٧ ( حمل ). والمعنى على الأوّل : أنّه لا يتحمّل الوزر لأجل الأصدقاء ، أو لا يتكلّف لهم. وقيل غير ذلك. وعلى الأخير يكون المعنى : لا يميل على الناس لأجلهم ، كأن يشهد لهم بالزور ، أو يكتم الشهادة لرعايتهم ، أو يسعى لهم في حرام. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٤٠ ؛الوافي ، ج ٤ ، ص ١٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٩٢.

(٣). في « بر » : + « و ». وفي تحف العقول : « لا يتحمّل الأصدقاء ».

(٤). في الوافي والكافي ، ح ٢٢٨١ والأمالي والخصال وتحف العقول : « الصبر ».

(٥). في الكافي ، ح ٢٢٨١ والأمالي والخصال وتحف العقول : « اللين ». وفي الوافي : « البرّ - خ ل - اللين ».

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٥٩٢ ، المجلس ٨٦ ، ح ١٧ ؛ والخصال ، ص ٤٠٦ ، باب الثمانية ، ح ١ ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى [ في الأمالي : - « بن عيسى ] ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن عبدالله بن غالب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المؤمن وعلاماته وصفاته ، ح ٢٢٨١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن عبدالله بن غالب ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٥٢ ، ضمن الحديث الطويل ٥٧٦٢ ؛ والخصال ، ص ٤٠٦ ، باب الثمانية ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « والناس منه في راحة » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٥٨ ، ح ١٧٤٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٨٥ ، ح ٢٠٢٣٥ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٦٨ ، ح ١.

(٧). في الكافي ، ح ١٥٦٤ والوسائل : - « عن أبيهعليهما‌السلام ».

(٨). في الوسائل : « الإسلام ».

(٩). في الكافي ح ١٥٦٤ : « أربعة أركان ».

١٢١

اللهِ(١) ، وَالتَّسْلِيمُ لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(٢)

١٥٤١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ(٣) عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّكُمْ لَاتَكُونُونَ(٤) صَالِحِينَ حَتّى تَعْرِفُوا ، وَلَا تَعْرِفُونَ(٥) حَتّى تُصَدِّقُوا ، وَلَا تُصَدِّقُونَ(٦) حَتّى تُسَلِّمُوا أَبْوَاباً أَرْبَعَةً لَايَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلَّا بِآخِرِهَا(٧) ، ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلَاثَةِ وَتَاهُوا تَيْهاً بَعِيداً ، إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - لَايَقْبَلُ إِلَّا الْعَمَلَ الصَّالِحَ ، وَلَا يَتَقَبَّلُ(٨) اللهُ(٩) إِلَّا بِالْوَفَاءِ(١٠) بِالشُّرُوطِ وَالْعُهُودِ ، وَمَنْ(١١) وَفَى اللهَ(١٢)

__________________

(١). في الكافي ، ح ١٥٦٤ : « الرضا بقضاء الله ، والتوكّل على الله ، وتفويض الأمر إلى الله ».

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المكارم ، ح ١٥٦٤.الجعفريّات ، ص ٢٣٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ؛قرب الإسناد ، ص ٣٥٤ ، ح ١٢٦٨ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛ وتحف العقول ، ص ٢٣٢ ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير ، وفي غير «الكافي » مع زيادة في آخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٣٥ ، ح ١٧٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٨٥ ، ح ٢٠٢٣٦ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٤٠ ، ح ١٢.

(٣). في « ص ، ف » : « محمّد بن محمّد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ». وهو سهو ، فقد تكرّرت رواية أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. راجع :الكافي ، ح ١١٦ و ٤٧٤ - نفس الخبر - ؛ وح ١٨٤٧ و ٢٦٨٦.

(٤). في « بف » وشرح المازندراني : « لا تكونوا ». وقال فيالنحو الوافي ، ج ١ ، ص ١٦٣ : « هنا لغة تحذف نون الرفع‌بدون الناصب والجازم ». (٥). في «ص،ف،بف»والكافي،ح ٤٧٤ : «ولا تعرفوا».

(٦). في « ف ، بر ، بف » والكافي ، ح ٤٧٤ : « ولا تصدّقوا ».

(٧). فيالوافي : « يعني أنّ الصلاح موقوف على المعرفة ، والمعرفة موقوفة على التصديق ، والتصديق موقوف‌على تسليم أبواب أربعة ، لايتمّ بعضها بدون بعض ؛ وهي التوبة عن الشرك ، والإيمان بالتوحيد ، والعمل الصالح ، والاهتداء بالإمام ؛ فصاحب الثلاثة الاُول من دون الاهتداء بالإمام ضالّ تائه لاتقبل توبته ولا توحيده ولا عمله ؛ لعدم وفائه بجميع الشروط والعهود. أجملعليه‌السلام هذا المعنى أوّلاً ، ثمّ فصّل بقوله : إنّ الله أخبر العباد بطرق الهدي » إلى آخر ما قال. (٨). في الكافي ، ح ٤٧٤ : « ولا يقبل ».

(٩). في « د ، بر ، بف » والوافي والبحار : - « الله ».

(١٠). في الكافي ، ح ٤٧٤ : « الوفاء ».

(١١). في « ض » والكافي ، ح ٤٧٤ : « فمن ».

(١٢). في « ب ، بس » والوافي والبحار والكافي ، ح ٤٧٤ : « لله ».

١٢٢

بِشُرُوطِهِ(١) وَاسْتَكْمَلَ(٢) مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ ، نَالَ مَا(٣) عِنْدَهُ وَاسْتَكْمَلَ وَعْدَهُ(٤) .

إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ(٥) الْهُدى ، وَشَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ(٦) ، وَأَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ ، فَقَالَ :( وَإِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (٧) وَقَالَ :( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (٨) فَمَنِ اتَّقَى اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيمَا أَمَرَهُ ، لَقِيَ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مُؤْمِناً بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فَاتَ(٩) قَوْمٌ وَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَهْتَدُوا ، وَظَنُّوا(١٠) أَنَّهُمْ آمَنُوا ، وَأَشْرَكُوا مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ ؛ إِنَّهُ مَنْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا اهْتَدى ، وَمَنْ أَخَذَ فِي غَيْرِهَا سَلَكَ طَرِيقَ(١١) الرَّدى.

وَصَلَ اللهُ طَاعَةَ وَلِيِّ أَمْرِهِ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ ، وَطَاعَةَ رَسُولِهِ بِطَاعَتِهِ(١٢) ؛ فَمَنْ(١٣) تَرَكَ طَاعَةَ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، لَمْ يُطِعِ اللهَ وَلَا رَسُولَهُ ، وَهُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا نَزَلَ(١٤) مِنْ عِنْدِ اللهِ(١٥) ،

__________________

(١). في « ص ، بر ، بف » والوافي والكافي ، ح ٤٧٤ : « بشرطه ».

(٢). في الكافي ، ح ٤٧٤ : « واستعمل ».

(٣). في البحار : « ممّا ».

(٤). في الكافي ، ح ٤٧٤ : « ما وعده ».

(٥). هكذا في « ب ، ج ، ز ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وحاشية « د » وشرح المازندراني والوافي والبحار والكافي‌ح ٤٧٤. وفي سائر النسخ والمطبوع : « بطريق ».

(٦). فيالوافي : « كنّى بالمنار عن الأئمّةعليهم‌السلام فإنّها صيغة جمع ، وبتقوى الله فيما أمره عن الاهتداء إلى الإمام والاقتداء به ، وبإتيان البيوت من أبوابها عن الدخول في المعرفة من جهة الإمام » و « المنار » : جمع منارة ، وهي العلامة تجعل بين الحدّين ، ومَنار الحرم : أعلامه التي ضربها إبراهيم الخليل - على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام - على أنظار الحرم ونواحيه ، وبها تعرف حدود الحرم من حدود الحلّ ، والميم زائدة.النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٧ ( نور ).

(٧). طه (٢٠) : ٨٢.

(٨). المائدة (٥) : ٢٧.

(٩). في « ص » ومرآة العقول : « مات ». وقال في المرآة : « فيما مضى : فات قوم ، وهو أظهر ، أي فاتوا عنّا ولم‌يبايعونا ، أو ماتوا. فالثاني تأكيد ». (١٠). في «ج ، ض ، ف» والبحار : « فظنّوا ».

(١١). في « ب » : « طرائق ».

(١٢). إشارة إلى الآية ٥٩ من سورة النساء (٤) :( يَأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ ) .

(١٣) في « ص » : « ومن ».

(١٤) في الكافي ، ح ٤٧٤ : « بما أنزل ».

(١٥) في « ب » : « بما نزّل الله من عنده ». وفي « ف » : « بما نزّل من عند الله » ، بالتشديد.

١٢٣

( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) ، وَالْتَمِسُوا(٢) الْبُيُوتَ الَّتِي( أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) (٣) ؛ فَإِنَّهُ قَدْ خَبَّرَكُمْ(٤) أَنَّهُمْ( رِجالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ) (٥) .

إِنَّ اللهَ قَدِ اسْتَخْلَصَ الرُّسُلَ(٦) لِأَمْرِهِ ، ثُمَّ(٧) اسْتَخْلَصَهُمْ مُصَدِّقِينَ لِذلِكَ(٨) فِي نُذُرِهِ ، فَقَالَ :( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) (٩) تَاهَ مَنْ جَهِلَ ، وَاهْتَدى مَنْ أَبْصَرَ وَعَقَلَ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ (١٠) الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (١١) وَكَيْفَ(١٢) يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِرْ(١٣) ؟ وَكَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يُنْذَرْ(١٤) ؟ اتَّبِعُوا(١٥)

__________________

(١). الأعراف (٧) : ٣١.

(٢). في « ف » : « وأتوا ».

(٣). اقتباس من الآية ٣٦ من سورة النور (٢٤) :( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ) .

(٤). في الكافي ، ح ٤٧٤ : « أخبركم » بدل « قد خبّركم ».

(٥). النور (٢٤) : ٣٧. وفيالوافي : « واُوِّلَ الزينة بمعرفة الإمام ، والمسجد بمطلق العبادة ، والبيوت ببيوت أهل العصمة سلام الله عليهم ، والرجال بهمعليهم‌السلام . والمراد بعدم إلهائهم البيع والتجارة عن الذكر أنّهم يجمعون بين ذين وذا ، لا أنّهم يتركونها رأساً ، كما ورد النصّ عليه في خبر آخر ».

(٦). في « ف » : « الرسول ».

(٧). في « ف » : « و ».

(٨). في الكافي ، ح ٤٧٤ : « بذلك ».

(٩). فاطر (٣٥) : ٢٤.

(١٠). « القلب » : هو الفؤاد. وقيل : هو أخصّ منه. وقيل : هما سواء. والجمع : قلوب. وعن بعض أهل التحقيق : إنّ‌القلب يطلق على معنيين : أحدهما : اللحم الصنوبري الشكل الـمُودع في الجانب الأيسر من الصدر ، وهو لحم مخصوص ، وفي باطنه تجويف وفي ذلك التجويف دم أسود ، وهو منبع الروح ومعدنه. وهذا المعنى من القلب موجود للبهائم ، بل للميّت. والمعنى الثاني : لطيفة ربّانيّة روحانيّة لها بهذا القلب تعلّق ، وتلك اللطيفة هي المعبّر عنها بالقلب تارة ، وبالنفس اُخرى ، وبالروح اُخرى ، وبالإنسان أيضاً. وهو الـمُدْرِك العالِمُ العارف ، وهو المخاطب والمطالب والـمُعاقَب. وله علاقة مع القلب الجسماني ، وقد تحيّر أكثر الخلق في إدراك وجه علاقته.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ١٤٧ ( قلب ).

(١١). الحجّ (٢٢) : ٤٦.

(١٢). في « ف » : « فكيف ».

(١٣) في « بر ، بف » : « لا يبصر ».

(١٤) في « بس » والكافي ، ح ٤٧٤ : « لم يتدبّر ».

(١٥) في كمال الدين : + « قول ».

١٢٤

رَسُولَ اللهِ(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ، وَأَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ(٣) مِنْ عِنْدِ(٤) اللهِ ، وَاتَّبِعُوا(٥) آثَارَ الْهُدى ؛ فَإِنَّهُمْ(٦) عَلَامَاتُ الْأَمَانَةِ وَالتُّقى.

وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَعليه‌السلام ، وَأَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ ، لَمْ يُؤْمِنْ ؛ اقْتَصُّوا(٧) الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ(٨) ، وَالْتَمِسُوا مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الْآثَارَ ؛ تَسْتَكْمِلُوا أَمْرَ دِينِكُمْ ، وَتُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ ».(٩)

١٥٤٢/ ٤. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « رَفَعَ(١١) إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله قَوْمٌ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ ، فَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ(١٢) ؟ فَقَالُوا : مُؤْمِنُونَ يَا رَسُولَ اللهِ(١٣) ، قَالَ(١٤) : وَمَا بَلَغَ مِنْ‌

__________________

(١). في « ج » : « رسوله ».

(٢). في الكافي ، ح ٤٧٤ : + « وأهل بيته ».

(٣). في البحار : « أنزل ».

(٤). في البحار : - « من عند ».

(٥). في الوافي ومرآة العقول وهامش المطبوع : « في بعض النسخ : وابتغوا ».

(٦). في البحار : « فإنّها ».

(٧). في « ص » : « اقتفوا ». وفي كمال الدين : « اقصدوا ». وقَصَّ أثره : تتبّعه. وكذلك اقتصّ أثره وتقصّص أثره.الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٥١ ( قصص ). (٨). في « ض ، ف » : « النار ».

(٩).الكافي ، كتاب الحجّة ، باب معرفة الإمام والردّ إليه ، ح ٤٧٤. وفيكمال الدين ، ص ٤١١ ، ح ٧ ، بسنده عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، من قوله : « كيف يهتدي من لم يبصر ».الوافي ، ج ٤ ، ص ١٣٥ ، ح ١٧٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٨٤ ، ح ٢٠٢٣٤ ، إلى قوله : « لا يصلح أوّلها إلّابآخرها » ؛البحار ، ج ٦٩ ، ص ١٠ ، ح ١٢.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد المذكور في السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن سليمان الجعفري في عددٍ من الأسناد. انظر على سبيل المثال :المحاسن ، ص ٣٧١ ، ح ١٣٠ ؛ وص ٤٠٦ ، ح ١١٧ ؛ وص ٤٤١ ، ح ٣٠٣ ؛ وص ٥٣٧ ، ح ٨١٨ ؛ وص ٦٤٠ ، ح ١٥٤ ؛ وص ٦٤٢ ، ح ١٦٠ و ١٦١.

(١١). فيمرآة العقول : « رفع إلى رسول الله ، كمنع على البناء المعلوم ، أي أسرعوا إليه. أو على بناء المجهول [ كما في « بر » ] أي ظهروا ؛ فإنّ الرفع ملزوم للظهور ويمكن أن يقرأ بالدال. ولكن قد عرفت أنّه لا حاجة إليه. قال فيالمصباح : دُفِعْتُ إلى كذا ، بالبناء للمفعول : انتهيتُ إليه ». وراجع :المصباح المنير ، ص ١٩٦ ( دفع ).

(١٢). في حاشية « د ، ج » : « من أنتم ».

(١٣) في « ض » : + « عليك السلام ».

(١٤) في الوافي : « فقال ».

١٢٥

إِيمَانِكُمْ؟ قَالُوا : الصَّبْرُ عِنْدَ(١) الْبَلَاءِ ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ ، وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : حُلَمَاءُ(٢) ، عُلَمَاءُ ، كَادُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ(٣) ، إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَصِفُونَ فَلَا تَبْنُوا مَا لَاتَسْكُنُونَ ، وَلَا تَجْمَعُوا مَا(٤) لَاتَأْكُلُونَ ، وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(٥) ».(٦)

٢٤ - بَابٌ (٧)

١٥٤٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً(٨) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(٩) عليه‌السلام ؛

وَبِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :

خَطَبَنَا(١٠) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي دَارِهِ - أَوْ قَالَ : فِي الْقَصْرِ - وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ ، ثُمَّ أَمَرَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - فَكُتِبَ فِي كِتَابٍ ، وَقُرِئَ(١١) عَلَى النَّاسِ.

__________________

(١). في « ض » : « على ».

(٢). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « حكماء ».

(٣). في « ف » : « من الأنبياء ».

(٤). في « ف » : « مالاً ».

(٥). في « ض » : « تحشرون ».

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حقيقة الإيمان واليقين ، ح ١٥١٥ ؛ والمحاسن ، ص ٢٢٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٥١ ؛ والتوحيد ، ص ٣٧١ ، ح ١٢ ؛ والخصال ، ص ١٤٦ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٥ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٧ ، ح ٦ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٨ ، ح ١٧٤٣ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٨٤ ، ح ٧.

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٢٩٨ : « إنّما لم يعنون لأنّه من تتمّة البابين السابقين ، وإنّما أفرده لأنّ فيه نسبة الإيمان والإسلام معاً ، أو لأنّ فيه مدح الإسلام وفضله ، لا صفاته ».

(٨). للمصنّف إلى أبي جعفرعليه‌السلام ثلاثة طرق ، وتنضمّ هذه الطرق إلى طريق الأصبغ بن نباتة الذي لم يذكر المصنّف‌أسانيده إليه. (٩). في « ص ، ف » : « أبي عبد الله ».

(١٠). في « ب » : « خطب ».

(١١). في « ب » : « فقرئ ».

١٢٦

وَرَوى غَيْرُهُ(١) أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام عَنْ صِفَةِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، فَقَالَ :

« أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - شَرَعَ الْإِسْلَامَ ، وَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ(٢) لِمَنْ وَرَدَهُ ، وَأَعَزَّ أَرْكَانَهُ لِمَنْ حَارَبَهُ(٣) ، وَجَعَلَهُ عِزّاً لِمَنْ تَوَلَّاهُ ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ، وَهُدًى لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ ، وَزِينَةً لِمَنْ تَجَلَّلَهُ(٤) ، وَعُذْراً(٥) لِمَنِ انْتَحَلَهُ(٦) ، وَعُرْوَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ ، وَحَبْلاً لِمَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَنُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ ، وَعَوْناً(٧) لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِهِ(٨) ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ(٩) بِهِ ، وَفُلْجاً(١٠) لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَاهُ(١١) ، وَحَدِيثاً لِمَنْ‌

__________________

(١). ضمير « غيره » راجع إلى الأصبغ بن نباتة ، فيكون للخبر طريق خامس مُرسَل.

(٢). « الشرع والشريعة » : هو ما شرع الله لعباده من الدين ، أي سنّه لهم وافترضه عليهم. وقد شرع الله الدينَ شرعاً : إذا أظهره وبيّنه. والشريعة : مورد الإبل على الماء الجاري. وتقال لما شرع الله تعالى لعباده إذ به حياة الأرواح ، كما بالماء حياة الأبدان. راجع :الوافي ، ج ٤ ، ص ١٣٩ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ( شرع ).

(٣). فيالوافي : « محاربة الإسلام ، إمّا كناية عن محاربة أهله ، وإمّا على حقيقته ، بمعنى أنّه حاربه في نفسه‌ببغضه له وشنآنه إيّاه ». وفي البحار : « جأر به ». وفيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ : جأر به - كسأل بالجيم والهمز - أي استغاث به ولجأ إليه ». وفيالنهج : « وأعزّ أركانه على من غالبه ». وفيالتحف : « وأعزّ أركانه على من جانبه».

(٤). في « ص ، بر » والوافي : « تحلّله ». و « جلّله » : غطّاه. وتجلّل بثوبه : تغطّى به.أساس البلاغة ، ص ٦٢ ( جلل ). ويتجلّل الصبح السماء : أي يعلوها بضوء ويعمّها ، من قولهم : تجلّله : أي علاه.مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٣٤٠ ( جلل ). وفيشرح المازندراني : « أي جعله برداً ولباساً من قولهم : جلّل فرساً له فتجلّل ، ولا ريب في أنّ أحكام الإسلام بعضها يتعلّق بالظاهر وبعضها يتعلّق بالباطن ، ومن تلبّس بها يتزيّن ظاهره وباطنه ، فيصير إنساناً كاملاً له صورة مزيّنة ظاهراً وباطناً ».

(٥). في الغارات : « وزينة لمن تحلّى به وعدلاً ».

(٦). فلان ينتحِل مذهب كذا وقبيلة كذا : إذا انتسب إليه وادّعاه كاذباً. راجع ؛الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٢٧ ( نحل ).

(٧). في « ب ، بر » : « وغوثاً ».

(٨). في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار والغارات : - « وعوناً لمن استغاث به ».

(٩). في « ف » : « تخاصم ».

(١٠). في « ج ، ف » : « وفلحاً ». و « الفُلْج » : الظَّفر بمن تخاصمه.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤١٣ ( فلج ).

(١١). في « ج » : « دعاه ».

١٢٧

رَوى ، وَحُكْماً لِمَنْ قَضى ، وَحِلْماً لِمَنْ جَرَّبَ(١) ، وَلِبَاساً لِمَنْ تَدَبَّرَ(٢) ، وَفَهْماً لِمَنْ تَفَطَّنَ ، وَيَقِيناً لِمَنْ عَقَلَ(٣) ، وَبَصِيرَةً لِمَنْ عَزَمَ ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ(٤) ، وَعِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَنَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ(٥) ، وَتُؤَدَةً(٦) لِمَنْ أَصْلَحَ ، وَزُلْفى لِمَنِ اقْتَرَبَ(٧) ، وَثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ ، وَرَخَاءً(٨) لِمَنْ فَوَّضَ ، وَسُبْقَةً(٩) لِمَنْ أَحْسَنَ ، وَخَيْراً لِمَنْ سَارَعَ ، وَجُنَّةً(١٠) لِمَنْ صَبَرَ ، وَلِبَاساً لِمَنِ اتَّقى ، وَظَهِيراً(١١) لِمَنْ رَشَدَ ، وَكَهْفاً(١٢) لِمَنْ آمَنَ ، وَأَمَنَةً لِمَنْ أَسْلَمَ ، وَرَجَاءً(١٣) لِمَنْ صَدَقَ(١٤) ، وَغِنًى لِمَنْ قَنِعَ.

__________________

(١). في الغارات : « حرب ».

(٢). في الوافي : « تدثّر ». وقال : « التدثّر - بالمثلّثة بين المهملتين - : الاشتمال بالثوب ». وفيمرآة العقول : « أي لباس عافية لمن تدبّر في العواقب ، أو في أوامره ونواهيه. أو لباس زينة. والأوّل أظهر. وقد يقرأ « تدثّر » بالثاء المثلّثة ، أي لبسه وجعله مشتملاً على نفسه كالدثار ، وهو تصحيف لطيف ». وفي نهج البلاغة وكتاب سليم والغارات وأمالي المفيد والطوسي والتحف : « ولُبّاً لمن تدبّر ». وقال المجلسي فيالمرآة : « وفي النهج والكتابين : ولُبّاً لمن تدبّر. واللبّ : العقل ؛ وهو أصوب ».

(٣). في الغارات : « علم ».

(٤). توسّمت فيه الخير : أي تفرّست. والمتوسّم. المتفرّس المتأمّل المتثبّت في نظره حتّى يعرف حقيقة سَمْت الشي‌ء.الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٥٢ ؛مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ١٨٣ ( وسم ).

(٥). يجوز فيه التخفيف أيضاً ، كما احتمله المجلسي في مرآة العقول.

(٦). في « ص » : « مودّة ». و « التُؤدة » : التأنّي. يقال : اتّأد في فعله وقوله ، وتوأّد : إذا تأنّى وتثبّت ولم يعجل.النهاية ، ج ١ ، ص ١٧٨ ( تئد ). وهو ظاهر ؛ لأنّ من أصلح بقواعد الإسلام وتبع حكمه كان الإسلام سبباً لتأنّيه ورزانته. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٥٤.

(٧). في « بر ، بف » : « اقترن ». وقال المجلسي فيمرآة العقول : « كأنّه تصحيف ».

(٨). في « ز ، ص ، بر ، بف » والوافي ومرآة العقول والبحار : « ورجاء ».

(٩). في « ض » : « سابقة ». وفي الغارات : « صبغة ».

(١٠). « الجُنّة » : الدِرع ، وكلّ ما وقاك فهو جنّتُك.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٢٤ ( جنّ ).

(١١). في الغارات : « وطهراً ».

(١٢). في الغارات : « وكتبة ».

(١٣) في « ب » وحاشية « بر ، بس » والوافي والغارات : « وروحاً ».

(١٤) في « ب ، ج ، د » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « صدّق » بالتشديد. وأيّد المجلسي التخفيف بما فيتحف العقول : « وروحاً للصادقين ».

١٢٨

فَذلِكَ الْحَقُّ سَبِيلُهُ الْهُدى ، وَمَأْثُرَتُهُ(١) الْمَجْدُ ، وَصِفَتُهُ الْحُسْنى ؛ فَهُوَ أَبْلَجُ(٢) الْمِنْهَاجِ(٣) ، مُشْرِقُ(٤) الْمَنَارِ ، ذَاكِي(٥) الْمِصْبَاحِ ، رَفِيعُ الْغَايَةِ ، يَسِيرُ(٦) الْمِضْمَارِ(٧) ، جَامِعُ الْحَلْبَةِ(٨) ، سَرِيعُ السَّبْقَةِ(٩) ، أَلِيمُ النَّقِمَةِ ، كَامِلُ(١٠) الْعُدَّةِ ، كَرِيمُ الْفُرْسَانِ ؛ فَالْإِيمَانُ(١١) مِنْهَاجُهُ ، وَالصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ ، وَالْفِقْهُ(١٢) مَصَابِيحُهُ ، وَالدُّنْيَا مِضْمَارُهُ ، وَالْمَوْتُ غَايَتُهُ ، وَالْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ(١٣) ، وَالْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ ، وَالنَّارُ نَقِمَتُهُ ، وَالتَّقْوى عُدَّتُهُ ، وَالْمُحْسِنُونَ(١٤) فُرْسَانُهُ.

فَبِالْإِيمَانِ(١٥) يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ ، وَبِالصَّالِحَاتِ(١٦) يُعْمَرُ الْفِقْهُ ، وَبِالْفِقْهِ يُرْهَبُ‌

__________________

(١). « المأثرة » : المكرمة. ومآثر العرب : مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها ، أي تروى وتذكر.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٦ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢ ( أثر ).

(٢). في « ج ، ز ، ف » وحاشية « ص » : « أبلغ ». وفي « ص » : « أبلح ». وبلج الصُبُح بُلوجاً : أسفر وأنار ، ومنه قيل : بلج الحقّ إذا وضح وظهر. وأبلج ، بالألف كذلك.المصباح المنير ، ص ٦٠ ( بلج ).

(٣). في « ص » : « المناهج ».

(٤). في « بر ، بف » : « مشرف » بالفاء.

(٥). ذكت النارُ ذُكوّاً وذكاً وذكاءً ، واستذكت : اشتدّ لَهَبُها ، وهي ذكيّة.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٦ ( ذكو ).

(٦). فيشرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : بشير ، بالشين المعجمة ، فكأنّها تبشّر للسابق بما عند الله تعالى ».

(٧). « المضمار » : الموضع الذي تضمّر فيه الخَيل ، ويكون وقتاً للأيّام التي تُضَمَّر فيها. والـمُضمِّر : الذي يُضمِّر خيله لغزو أو سباق. وتضمير الخيل : هو أن يظاهَر عليها بالعلف حتّى تسمن ، ثمّ لا تعلف إلّاقوتاً لتخفّ.النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٩ ( ضمر ). قال المازندراني : « مضمار الإسلام الدنيا ، وهي يسير قليل يسهل السبق فيها إلى الله تعالى» ، وقال المجلسي : « المراد بقوله : يسير المضمار ، قلّة مدّته وسرعة ظهور السبق وعدمه ، أو سهولة قطعه وعدم وعورته ، أو سهولة التضمير فيه وعدم صعوبته لقصر المدّة ، وتهيّؤ الأسباب من الله تعالى ». راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٥٣ ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٣٠٨.

(٨). في « ب ، ز ، بر ، بف » : « الحلية ». وفي « ص ، ف » : « حليته ». و « الحَلْبَة » : خيلٌ تُجمع للسباق من كلّ أوب.لسان‌العرب ، ج ١ ، ص ٣٢٨ ( حلب ).

(٩). يجوز فيه الضمّ أيضاً ، كما احتمله المجلسي فيمرآة العقول .

(١٠). في الغارات : « قديم ».

(١١). في « ض » : « والإيمان ».

(١٢). في الغارات : « والعفّة ».

(١٣) في « بر ، بف » : « حليته ».

(١٤) في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « والمؤمنون ».

(١٥) في الغارات : « فبالإسلام ».

(١٦) في « ز » : « والصالحات ».

١٢٩

الْمَوْتُ ، وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ(١) الدُّنْيَا ، وَبِالدُّنْيَا تَجُوزُ(٢) الْقِيَامَةَ ، وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ ، وَالْجَنَّةُ حَسْرَةُ أَهْلِ النَّارِ ، وَالنَّارُ(٣) مَوْعِظَةُ الْمُتَّقِينَ(٤) ، وَالتَّقْوى سِنْخُ(٥) الْإِيمَانِ ».(٦)

٢٥ - بَابُ صِفَةِ الْإِيمَانِ‌

١٥٤٤/ ١. بِالْإِسْنَادِ(٧) الْأَوَّلِ(٨) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - جَعَلَ الْإِيمَانَ عَلى أَرْبَعِ دَعَائِمَ : عَلَى الصَّبْرِ ، وَالْيَقِينِ ، وَالْعَدْلِ ، وَالْجِهَادِ.

فَالصَّبْرُ مِنْ ذلِكَ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ : عَلَى الشَّوْقِ ، وَالْإِشْفَاقِ(٩) ، وَالزُّهْدِ ، وَالتَّرَقُّبِ ؛ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ ، سَلَا(١٠) عَنِ الشَّهَوَاتِ ؛ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ(١١) النَّارِ ، رَجَعَ‌

__________________

(١). في « ز » والبحار : « يختم ».

(٢). في « ص ، ف ، بر » : « تحوز ». وقال الفيض : « وفي بعض النسخ : تُجاز ، بالبناء للمفعول ولعلّه الأصحّ. وربّما يوجد في بعضها بالمهملة - أي تُحاز - من الحيازة. وعلى التقادير فالوجه فيه أنّ كلّ ما يلقاه العبد في القيامة فإنّما هو نتائج أعماله وأخلاقه وعقائده المكتسبة في الدنيا ؛ فبالدنيا تجاز القيامة أو تحاز ». وقرأ المازندراني : يجوز ، وهو الذي نقله المجلسي عن بعض النسخ ، ثمّ قال : « أي يجوز المؤمن أو الإنسان. وفي بعضها : يجاز على بناء المجهول وهو أظهر ، وفي بعضها : يحاز ، بالحاء المهملة من الحيازة ومنهم من قرأ : تحوز بالحاء المهملة وفي التحف : تحذر القيامة ، وكأنّه أظهر ». ولكن فيالتحف المطبوع : « وبالدنيا تحذو الآخرة ».

(٣). في « بس » : « فالنار ».

(٤). في « ج،ف،بر،بس»والوافي والبحار :«للمتّقين ».

(٥). في « ص » : « نهج ».

(٦).كتاب سليم بن قيس ، ص ٦١٨ ، ح ٩ ؛ والغارات ، ص ٨٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٧٥ ، المجلس ٣٣ ، ح ٣ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٧ ، المجلس ٢ ، ح ٩ ، بسند آخر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ١٦٢ ، وفي كلّها مع اختلاف يسير وزيادة في آخره ؛نهج البلاغة ، ص ١٥٣ ، الخطبة ١٠٦ ، إلى قوله : « والقيامة حلبته والجنّة سبقته » مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٣٨ ، ح ١٧٣٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٤٩ ، ح ١٨.

(٧). في « ج ، ض » : « وبالإسناد ».

(٨). المراد به : « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ».

(٩). « الإشفاق » : الخوف.لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٧٩ ( شفق ).

(١٠). سلوت عنه سُلُوّاً : صبرت ، وسلاه وعنه : نسيه. والاسم : السَّلوة ، ويضمّ.المصباح المنير ، ص ٢٨٧ ؛القاموس‌المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠٠ ( سلو ). (١١). في « ز » والبحار : « عن ».

١٣٠

عَنِ(١) الْمُحَرَّمَاتِ(٢) ؛ وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا ، هَانَتْ(٣) عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ(٤) ؛ وَمَنْ رَاقَبَ الْمَوْتَ ، سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ.

وَالْيَقِينُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ : تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ(٥) ، وَتَأَوُّلِ(٦) الْحِكْمَةِ ، وَمَعْرِفَةِ الْعِبْرَةِ(٧) ، وَسُنَّةِ الْأَوَّلِينَ ؛ فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ ، عَرَفَ الْحِكْمَةَ(٨) ؛ وَمَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ ، عَرَفَ الْعِبْرَةَ(٩) ؛ وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ ، عَرَفَ السُّنَّةَ ؛ وَمَنْ عَرَفَ السُّنَّةَ ، فَكَأَنَّمَا كَانَ مَعَ الْأَوَّلِينَ ، وَاهْتَدى(١٠) إِلَى الَّتِي(١١) هِيَ أَقْوَمُ ، وَنَظَرَ إِلى مَنْ نَجَا بِمَا نَجَا ، وَمَنْ هَلَكَ بِمَا هَلَكَ ، وَإِنَّمَا(١٢) أَهْلَكَ اللهُ مَنْ أَهْلَكَ(١٣) بِمَعْصِيَتِهِ ، وَأَنْجى مَنْ أَنْجى بِطَاعَتِهِ(١٤)

وَالْعَدْلُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ : غَامِضِ(١٥) الْفَهْمِ ، وَغَمْرِ(١٦) الْعِلْمِ ، وَزَهْرَةِ‌..............

__________________

(١). في نهج البلاغة : « اجتنب » بدل « رجع عن ».

(٢). في « ب، ج ، ص ، ض ، بف » : « الحرمات ».

(٣). في « بر » : « هان ».

(٤). في « ج ، ز » وحاشية « د ، ض ، بر » ومرآة العقول : « المصائب ».

(٥). « الفِطنة » : الحِذق ، وضدّه : الغباوة. وقيل : الفطنة : الفهم. فطن به وإليه فَطناً ، فهو فاطن وفطين وفَطِن. وقيل : الفَطانة : جودة استعداد الذهن لإدراك ما يرد عليه من الغير.تاج العروس ، ج ١٨ ، ص ٤٣٤ ( فطن ).

(٦). في الوسائل : « وتأويل ».

(٧). في الوافي : « تبصرة الفطنة : جعلها بصيرة بالشي‌ء. وتأوّل الحكمة ، تأويلها أي جعلها مكشوفة بالتدبّر فيها. ومعرفة العبرة ، أي المعرفة بأنّه كيف ينبغي أن يعتبر من الشي‌ء ، أي يتّعظ به وينتقل منه إلى ما يناسبه ».

(٨). في « ف » : - « وتأوّل الحكمة - إلى - عرف الحكمة ».

(٩). في « ب » : - « فمن أبصر - إلى - العبرة ».

(١٠). في « ض » : « فاهتدى ».

(١١). في « بر ، بف » والوافي : « للتي ».

(١٢). في « ز ، ض » : « فإنّما ».

(١٣) في البحار : « هلك ».

(١٤) في الوسائل : - « فمن أبصر - إلى - بطاعته ».

(١٥) في الخصال والغارات ونهج البلاغة وتحف العقول : « غائص ». و « الغامض » : المطمئنّ من الأرض. والغُموض : بطون الأودية. وأغمض حدَّ السيف : رقّقه.ترتيب كتاب العين ، ج ٢ ، ص ١٣٥٦ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٧٨ ( غمض ). والمراد : عمق الفهم ، أو دقّته ، كما قال المازندراني : « أي الفهم الغامض الذي ينفذ في بواطن الأشياء » ، أو المراد فهم الغوامض ، كما احتمله أيضاً المجلسي. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٨٥ ؛مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٣١٨.

(١٦) في نهج البلاغة : « غور ». و « الغمر » : الكثير.النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٨٣ ( غمر ). وفيشرح المازندراني : =

١٣١

الْحُكْمِ(١) ، وَرَوْضَةِ(٢) الْحِلْمِ ؛ فَمَنْ فَهِمَ ، فَسَّرَ جَمِيعَ الْعِلْمِ ؛ وَمَنْ عَلِمَ ، عَرَفَ شَرَائِعَ(٣) الْحُكْمِ(٤) ؛ وَمَنْ حَلُمَ ، لَمْ يُفَرِّطْ(٥) فِي أَمْرِهِ ، وَعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً.

وَالْجِهَادُ عَلى أَرْبَعِ شُعَبٍ : عَلَى(٦) الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ ، وَشَنَآنِ(٧) الْفَاسِقِينَ ؛ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ ، شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ(٨) ؛ وَمَنْ نَهى عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَرْغَمَ أَنْفَ(٩) الْمُنَافِقِ(١٠) وَأَمِنَ كَيْدَهُ ؛ وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ ، قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ ؛ وَمَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ ، غَضِبَ لِلّهِ ؛ وَمَنْ غَضِبَ لِلّهِ ، غَضِبَ اللهُ لَهُ ؛ فَذلِكَ الْإِيمَانُ وَ(١١) دَعَائِمُهُ وَشُعَبُهُ ».(١٢)

__________________

= « الغامر ، أي الغائر الذي يطّلع عليه أذهان الأذكياء ».

(١). في « ف » : « الحكمة ».

(٢). في نهج البلاغة : « ورساخة ».

(٣). في الغارات ، ص ٨٠ : « شعائرهم ». وفيه ، ص ٨٢ : « غرائب ».

(٤). في نهج البلاغة : « فمن فهم علم غور العلم ، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم » بدل « فمن فهم فسّر جميع العلم ، ومن علم عرف شرائع الحكم ».

(٥). في « ج » : « لا يفرّط ». وفيمرآة العقول : « ولم يفرّط ، على بناء التفعيل وفي بعض نسخ النهج على بناء الإفعال ». وجواز الوجهين هو الظاهر من شرح المازندراني.

(٦). في شرح المازندراني : - « على ».

(٧). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « شنى‌ء ».

(٨). في نهج البلاغة : « شدّ ظهور المؤمنين ».

(٩). في نهج البلاغة : « اُنوف ».

(١٠). في نهج البلاغة : « أرغم اُنوف الكافرين ».

(١١). في « ز ، ص ، بر » : - « و ».

(١٢).كتاب سليم بن قيس ، ص ٦١٣ ، ضمن ح ٨ ؛ والغارات ، ص ٨٠ ؛ وص ٨٢ ، ضمن الحديث ؛ والخصال ، ص ٢٣١ ، باب الأربعة ، صدر ح ٧٤ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٢٧٥ ، المجلس ٣٣ ، ذيل ح ٣ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٧ ، المجلس ٢ ، ذيل ح ٩ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام . وفيتحف العقول ، ص ١٦٢ ، ضمن الحديث ؛ ونهج البلاغة ، ص ٤٧٣ ، صدر الحكمة ٣١ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٠ ، ح ١٧٣١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٨٦ ، ح ٢٠٢٣٧ ، إلى قوله : « والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين » ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٣٥٠ ، ح ١٩.

١٣٢

٢٦ - بَابُ فَضْلِ الْإِيمَانِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالْيَقِينِ عَلَى الْإِيمَانِ‌

١٥٤٥/ ١. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي(١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا أَخَا جُعْفٍ ، إِنَّ الْإِيمَانَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَإِنَّ(٢) الْيَقِينَ أَفْضَلُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَمَا مِنْ شَيْ‌ءٍ أَعَزَّ(٣) مِنَ الْيَقِينِ ».(٤)

١٥٤٦/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَالْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى(٥) بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْوَشَّاءِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « الْإِيمَانُ فَوْقَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ، وَالتَّقْوى فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ ، وَالْيَقِينُ فَوْقَ التَّقْوى بِدَرَجَةٍ ، وَمَا قُسِمَ(٦) فِي النَّاسِ(٧) شَيْ‌ءٌ أَقَلُّ(٨) مِنَ الْيَقِينِ».(٩)

١٥٤٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

__________________

(١). في « ز » : - « لي ».

(٢). في « ص » : - « وإنّ ».

(٣). يجوز فيه الرفع أيضاً باعتبار محلّ « شي‌ء ». وعزّ الشي‌ء : قلّ ، فلا يكاد يوجد ، فهو عزيز.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧١٢ ( عزز ).

(٤).التمحيص ، ص ٦٢ ، ح ١٣٨ ، عن جابر الجعفي ، من قوله : « إنّ اليقين ». راجع :فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٦ ، ح ١٧٣٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٣٥ ، ح ١.

(٥). في « ج » : « المعلّى ».

(٦). يجوز فيه التشديد أيضاً.

(٧). في مرآة العقول : « للنّاس ».

(٨). في تحف العقول : « أشدّ ».

(٩).قرب الإسناد ، ص ٣٥٤ ، ح ١٢٦٩ ، بسند آخر عن الرضاعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٣٧٢ ، عن الصادقعليه‌السلام ، مع اختلاف وزيادة ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨١ ، وتمام الرواية فيه : « ما قسم بين الناس أقلّ من اليقين ».الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٥ ، ح ١٧٣٥ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٣٦ ، ح ٢.

١٣٣

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ فَضَّلَ الْإِيمَانَ عَلَى الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ، كَمَا فَضَّلَ الْكَعْبَةَ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ(١) ».(٢)

١٥٤٨/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، الْإِسْلَامُ دَرَجَةٌ(٣) » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ(٤) : « وَالْإِيمَانُ عَلَى الْإِسْلَامِ دَرَجَةٌ » قَالَ(٥) : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « وَالتَّقْوى عَلَى الْإِيمَانِ دَرَجَةٌ » قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ(٦) : « وَالْيَقِينُ عَلَى التَّقْوى دَرَجَةٌ » قَالَ(٧) : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَمَا(٨) أُوتِيَ النَّاسُ أَقَلَّ مِنَ الْيَقِينِ ، وَإِنَّمَا تَمَسَّكْتُمْ بِأَدْنَى الْإِسْلَامِ ؛ فَإِيَّاكُمْ(٩) أَنْ يَنْفَلِتَ(١٠) مِنْ أَيْدِيكُمْ(١١) ».(١٢)

١٥٤٩/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ.

__________________

(١). في تفسير القمّي : + « بدرجة ».

(٢).تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٩٩ ، بسنده عن الحسن بن محبوب.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٦ ، ح ١٧٤٠ ؛البحار ، ج ٦٨ ، ص ٢٦٠ ، ح ١٧.

(٣). هكذا في النسخ التي بأيدينا والوافي والبحار. وفي المطبوع : + « قال ». وفيمرآة العقول : « الإسلام درجة ، أي‌درجة من الدرجات ، أو أوّل درجة. وهو استفهام أو خبر. و « نعم » يقع في جوابهما ».

(٤). في « ص » : + « قال ».

(٥). في البحار : - « قال ».

(٦). في « ب ، بس » : - « قال ».

(٧). في «ب،ج،ز،ص،ض،بر،بس»والبحار:-« قال ».

(٨). في مرآة العقول : « ما ».

(٩). في « ب » : « وإيّاكم ».

(١٠). في « ص ، بس » وحاشية « ض ، بر » : « يتفلّت ». وفي « بف » والوافي : « يُفلت ». والإفلات والتفلّت والانفلات بمعنى التخلّص من الشي‌ء فجأة. وفيه ترغيب في إمساك ما لهم من أدنى الإسلام وحفظه ، وتحذير من الغفلة عنه وتفلّته ، فإنّ تفلّته يوجب الدخول في الكفر. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٦١ ؛لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٦٦ ( فلت ). (١١). في « ب » : « أيدكم ».

(١٢).تحف العقول ، ص ٣٥٨ ، إلى قوله : « فما اُوتي الناس أقلّ من اليقين » مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٥ ، ح ١٧٣٨ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٣٧ ، ح ٣.

١٣٤

فَقَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : إِنَّمَا هُوَ الْإِسْلَامُ ، وَالْإِيمَانُ فَوْقَهُ بِدَرَجَةٍ ، وَالتَّقْوى فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ ، وَالْيَقِينُ فَوْقَ التَّقْوى بِدَرَجَةٍ ، وَلَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْ‌ءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَأَيُّ شَيْ‌ءٍ الْيَقِينُ؟

قَالَ : « التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ ، وَالتَّسْلِيمُ لِلّهِ ، وَالرِّضَا بِقَضَاءِ اللهِ ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللهِ(١) ».

قُلْتُ : فَمَا تَفْسِيرُ ذلِكَ؟ قَالَ : « هكَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ».(٢)

١٥٥٠/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ:

عَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « الْإِيمَانُ فَوْقَ الْإِسْلَامِ بِدَرَجَةٍ ، وَالتَّقْوى فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ ، وَالْيَقِينُ فَوْقَ التَّقْوى بِدَرَجَةٍ(٣) ، وَلَمْ يُقْسَمْ(٤) بَيْنَ(٥) الْعِبَادِ(٦) شَيْ‌ءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ ».(٧)

٢٧ - بَابُ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ‌

١٥٥١/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِذْ(٨) لَقِيَهُ رَكْبٌ ،

__________________

(١). في « ف » : + « قال ».

(٢).التمحيص ، ص ٦٣ ، ح ١٤٥ ، عن يونس.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٥ ح ١٧٣٧ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٣٨ ، ح ٤ ، إلى قوله : « والتقوى فوق الإيمان بدرجة ». (٣). في«ب»:-«واليقين فوق التقوى بدرجة».

(٤). في « ف » : « فلم يقسم ». وفي الوافي : « ما قسّم ».

(٥). في الوافي : « في ».

(٦). في « د ، بر » والوافي : « الناس ».

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٥ ، ح ١٧٣٦ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٣٩ ، ح ٥.

(٨). في المحاسن : « إذا ».

١٣٥

فَقَالُوا : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ(١) : مَا أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا(٢) : نَحْنُ(٣) مُؤْمِنُونَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ(٤) : فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكُمْ؟ قَالُوا : الرِّضَا بِقَضَاءِ اللهِ(٥) ، وَالتَّفْوِيضُ إِلَى اللهِ ، وَالتَّسْلِيمُ(٦) لِأَمْرِ اللهِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : عُلَمَاءُ ، حُكَمَاءُ(٧) ، كَادُوا أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْحِكْمَةِ أَنْبِيَاءَ ، فَإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَا تَبْنُوا مَا لَاتَسْكُنُونَ ، وَلَا تَجْمَعُوا مَا لَاتَأْكُلُونَ ، وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(٨) ».(٩)

١٥٥٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْوَابِشِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله صَلّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ ، فَنَظَرَ إِلى شَابٍّ فِي الْمَسْجِدِ ، وَهُوَ(١٠) يَخْفِقُ وَيَهْوِي بِرَأْسِهِ(١١) مُصْفَرّاً لَوْنُهُ ، قَدْ(١٢) نَحِفَ جِسْمُهُ ، وَغَارَتْ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ(١٣) :

__________________

(١). في « ض » : « قال ».

(٢). في « ض ، ف ، بف » والمحاسن والخصال والمعاني : « قالوا ».

(٣). في « ب » والوافي : + « قوم ».

(٤). في « ج » : « فقال ».

(٥). في « ف » : « بالقضاء » بدون الله.

(٦). في « ب » : « والتسليمة ».

(٧). في « ص ، ز ، بف » والوافي : « حلماء ».

(٨). في « ص » : « تحشرون ».

(٩).المحاسن ، ص ٢٢٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٥١. وفيالتوحيد ، ص ٣٧١ ، ح ١٢ ؛ والخصال ، ص ١٤٦ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٥ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٧ ، ح ٦ ، بسند آخر عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع.الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب خصال المؤمن ، ح ١٥٤٢ ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضا ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٧ ، ح ١٧٤٢ ؛البحار ، ج ٦٧ ، ص ٢٨٦ ، ح ٨.

(١٠). في المحاسن : « شابّ من الأنصار وهو في المسجد » بدل « شابّ في المسجد وهو ».

(١١). في « ز » : « رأسه ».

(١٢). في حاشية « ص » : « وقد ».

(١٣) في « ض » والمحاسن : « فقال ».

١٣٦

أَصْبَحْتُ - يَا رَسُولَ اللهِ - مُوقِناً.

فَعَجِبَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ قَوْلِهِ ، وَقَالَ :(١) إِنَّ لِكُلِّ يَقِينٍ(٢) حَقِيقَةً ، فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ؟

فَقَالَ : إِنَّ يَقِينِي - يَا رَسُولَ اللهِ - هُوَ الَّذِي أَحْزَنَنِي ، وَأَسْهَرَ لَيْلِي ، وَأَظْمَأَ هَوَاجِرِي(٣) ، فَعَزَفَتْ(٤) نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا حَتّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبِّي وَقَدْ نُصِبَ لِلْحِسَابِ(٥) ، وَحُشِرَ الْخَلَائِقُ لِذلِكَ وَأَنَا فِيهِمْ ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمُونَ(٦) فِي الْجَنَّةِ وَيَتَعَارَفُونَ ، وَ(٧) عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ النَّارِ وَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ(٨) مُصْطَرِخُونَ(٩) ، وَكَأَنِّي(١٠) الْآنَ أَسْمَعُ زَفِيرَ النَّارِ يَدُورُ(١١) فِي مَسَامِعِي.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لِأَصْحَابِهِ(١٢) : هذَا عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ(١٣) ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : الْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ.

فَقَالَ الشَّابُّ : ادْعُ اللهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ أُرْزَقَ الشَّهَادَةَ(١٤) مَعَكَ.

__________________

(١). في « ض » والوافي والبحار والمحاسن : + « له ».

(٢). في المحاسن : « شي‌ء ».

(٣). أي في هواجري. و « الهواجر » : جمع الهاجرة ، نصف النهار عند اشتداد الحَرّ ، أو من عند الزوال إلى العصر ؛ لأنّ الناس يسكنون في بيوتهم كأنّهم قد تهاجروا من شدّة الحرّ.مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ١٨٦٠ ( هجر ).

(٤). في « ف » : « عزّفتُ » بضمّ التاء. وفيشرح المازندراني : « وعزفت ، بسكون التاء ، أي عاقتها وكرهتها نفسي وانصرفت عنها. وبضمّ التاء محتمل ، أي منعت نفسي وصرفتها عنها ».

(٥). في « ج » : « الحساب ».

(٦). في « ض » : « يتمتّعون ».

(٧). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف » والوافي والبحار والمحاسن : - « و ».

(٨). في « ض » : « يعذّبون ».

(٩). اصطرخ : استغاث.لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٣ ( صرخ ).

(١٠). في « ج » : « وكأنّ ». وفي « ف » : « فكأنّي ».

(١١). في المحاسن : « ينقرون ».

(١٢). في شرح المازندراني والبحار : - « لأصحابه ».

(١٣) في المحاسن : « للإيمان ».

(١٤) في « ف » : « يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ادع الله لي أن أرزقني الشهادة بين يديك و » بدل « ادع - إلى - الشهادة ».

١٣٧

فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فِي بَعْضِ(١) غَزَوَاتِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَاسْتُشْهِدَ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ ، وَكَانَ هُوَ الْعَاشِرَ(٢) ».(٣)

١٥٥٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ(٤) بْنِ سِنَانٍ(٥) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله حَارِثَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيَّ ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثَةَ بْنَ مَالِكٍ(٦) ؟

فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ(٧) ، مُؤْمِنٌ(٨) حَقّاً.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ حَقِيقَةٌ ، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكَ؟

فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا ، فَأَسْهَرَتْ(٩) لَيْلِي ، وَأَظْمَأَتْ هَوَاجِرِي ، وَكَأَنِّي(١٠) أَنْظُرُ إِلى عَرْشِ رَبِّي وَ(١١) قَدْ وُضِعَ لِلْحِسَابِ ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ‌

__________________

(١). في « ف » : « أخصّ ».

(٢). في « بر » : + «رحمه‌الله ».

(٣).المحاسن ، ص ٢٥٠ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٦٥ ، عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٨ ، ح ١٧٤٤ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ١٥٩ ، ح ١٧.

(٤). في « ف » : - « عن محمّد ». ولا يخفى ما فيها من وقوع التحريف بجواز النظر من « محمّد » في « أحمد بن‌محمّد » إلى « محمّد » في « محمّد بن سنان ».

(٥). في الوافي : + « عن عبدالله بن سنان » وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن سنان كتب عبدالله بن مسكان ، وتوسّط [ عبدالله ] بن مسكان بين [ محمّد ] بن سنان وبين أبي بصير في أسناد عديدة. ولم نجد في شي‌ءٍ من الأسناد توسّط عبدالله بن سنان بين محمّد بن سنان وشيخه ابن مسكان. راجع :رجال النجاشي ، ص ٢١٤ ، الرقم ٥٥٩ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١ ، ص ٤٩٩ - ٥٠١ ؛ ج ١ ، ص ٤٩٩ - ٥٠١ ؛ ج ٢٣ ، ص ٢٨٦ - ٢٨٩.

وأمّا احتمال عطف عبدالله بن مسكان على عبدالله بن سنان ، فضعيف جدّاً ؛ لعدم توسّط عبدالله بن سنان بين محمّد بن سنان وبين أبي بصير في الأسناد. (٦). في البحار : + « النعماني ».

(٧). في المحاسن : + « أصبحت ».

(٨). في « ف » : « مؤمناً ».

(٩). في « د ، ف » : « فأسهرتُ » بصيغة التكلّم. وكذا « أظمأتُ ». وفيمرآة العقول : « فأسهرت ليلي ، على صيغة الغيبةبإرجاع الضمير إلى النفس ، أو على صيغة التكلّم. وكذا الفقرة التالية تحتمل الوجهين ».

(١٠). في الوافي : « فكأنّي ».

(١١). في « ب ، ز ، بس ، بف » : - « و ».

١٣٨

فِي الْجَنَّةِ ، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ(١) أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ.

فَقَالَ(٢) رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ قَلْبَهُ(٣) ؛ أَبْصَرْتَ(٤) ، فَاثْبُتْ.

فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللهَ لِي(٥) أَنْ يَرْزُقَنِي(٦) الشَّهَادَةَ مَعَكَ(٧) ، فَقَالَ(٨) : اللهُمَّ ارْزُقْ حَارِثَةَ الشَّهَادَةَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا أَيَّاماً حَتّى بَعَثَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله سَرِيَّةً(٩) ، فَبَعَثَهُ فِيهَا ، فَقَاتَلَ ، فَقُتِلَ تِسْعَةٌ(١٠) أَوْ ثَمَانِيَةٌ ، ثُمَّ قُتِلَ ».(١١)

* وَفِي رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ(١٢) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : « اسْتُشْهِدَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ ، وَكَانَ هُوَ(١٣) الْعَاشِرَ ».(١٤)

__________________

(١). « العواء » : الصياح ، وكأنّه بالذئب والكلب أخصّ.لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠٧ ( عوى ).

(٢). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والمحاسن والمعاني والجعفريّات. وفي المطبوع : + « له ».

(٣). في « ز » والمحاسن : + « للإيمان ».

(٤). في المحاسن : - « أبصرت ».

(٥). في « ز » : + « ربّي ».

(٦). في « ف » : « أرزقني ».

(٧). في المحاسن : - « معك ».

(٨). في « ض » : « قال ».

(٩). في حاشية « ج ، ض ، بر ، بس » والبحار : « بسريّة ».

(١٠). في المحاسن : « سبعة ».

(١١).المحاسن ، ص ٢٤٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٤٧ ، عن أبيه ، عن ابن سنان ، مع اختلاف يسير.معاني الأخبار ، ص ١٨٧ ، ح ٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « عبد نوّر الله قلبه أبصرت فاثبت » ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الجعفريّات ، ص ٧٦ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٥٠ ، ح ١٧٤٥ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٢٦ ، ح ٩٨ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٨٧ ، ح ٩.

(١٢). في « ز ، ص ، بس ، بف » وحاشية « ج » : « يزيد ».

ولم يُعهَد في رواتنا من يسمّى بالقاسم بن يزيد ، وما ورد في بعض الأسناد القليلة محرّفٌ من « القاسم بن بريد ». وهو القاسم بن بريد بن معاوية العجلي ، روى كتابه فضالة بن أيّوب وتكرّرت روايته عنه في الأسناد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣١٣ ، الرقم ٨٥٧ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٤٣٩ - ٤٤٠ ، وص ٤٥٠.

هذا ، وقد روى محمّد بن سنان عن القاسم بن بريد في طريق الشيخ الصدوق إلى القاسم ، فاحتمال وقوع التعليق في السند بأن يكون محمّد بن سنان راوياً عن القاسم بن بريد ، غير منفيّ. راجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٥١٦.

(١٣) في « بس ، بف » : - « هو ».

(١٤)الوافي ، ج ٤ ، ص ١٥١ ، ح ١٧٤٦ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٢٦ ، ذيل ح ٩٨ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٨٧ ، ذيل ح ٩.

١٣٩

١٥٥٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ(١) : إِنَّ عَلى كُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً ، وَعَلى كُلِّ صَوَابٍ(٢) نُوراً ».(٣)

٢٨ - بَابُ التَّفَكُّرِ‌

١٥٥٥/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : نَبِّهْ بِالتَّفَكُّرِ(٤) قَلْبَكَ ، وَجَافِ(٥) عَنِ اللَّيْلِ(٦) جَنْبَكَ ، وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ ».(٧)

١٥٥٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنِ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ ، قَالَ :

__________________

(١). في الكافي ، ح ٢٠٣ : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه ».

(٢). في تفسير العيّاشي : « ثواب ».

(٣).الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب ، ح ٢٠٣. وفيالمحاسن ، ص ٢٢٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٥٠ ، عن النوفليّ ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام ؛الأمالي للصدوق ، ص ٣٦٧ ، المجلس ٥٨ ، ح ١٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، وفي كلّها مع زيادة في آخره.الغيبة للنعماني ، ص ١٤١ ، ح ٢ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٩ ، ح ٢ ، عن السكوني ؛ وج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ١٥٠ ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره.الوافي ، ج ٤ ، ص ١٤٧ ، ح ١٧٤١.

(٤). في الوسائل : « بالفكر ».

(٥). جفا الشي‌ءُ يجفو جَفاءً ، كالسرج يجفو عن الظهر ، وكالجنب يجفو عن الفراش. وتجافى مثله. وقوله تعالى :( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) [ السجدة (٣٢) : ١٦ ] أي ترتفع وتنبو عن الفُرُش. يقال : تجافى جنبه عن الفراش إذا لم يستقرّ عليه.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٠١ ؛مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٨٨ ( جفو ).

(٦). في الأمالي : « النوم ».

(٧).الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٨ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤٢ ، بسنده عن إسماعيل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٤ ، ح ٢١٦٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ١٩٥ ، ح ٢٠٢٥٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣١٨ ، ح ١.

١٤٠